بولس والعرافة .... ومبروم على مبروم ما يلفش !!
============================
============================
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ــ أعلم إخوانى الكرام أن عنوان الموضوع غريباً بعض الشىء ... ولكننى للأسف لم أجد تعبيراً أفضل من هذا ... و(مبروم على مبروم ما يلفش) هو فى واقع الأمر مثل شعبى يقال عندنا فى أحياء مصر .. تعبيراً عن أن زيد يفهم جيداً ما يدور بعقل عمرو نتيجة لأن زيد فعل سابقاً ما يفعله عمرو الآن !!
ــ الموضوع يا سادة باختصار .... أن بولس وأصحابه كانوا فى مدينة فيليبى ليكرزوا وكانت فى المدينة نفسها عرافة وكاهنة لها منزلتها عند أهل هذه البلد الوثنيين ..
لم يكن بولس وأصحابه ليحلموا أصلاً بأن تستجيب تلك العرافة لما يكرزوا به .. إذ أن قبولها لذلك يعنى أن كثيراً من أتباعها سيقبلون كرازة بولس..
ــ وحدث مالم يحلم به بولس أو أصدقاؤه ... وجاءت تلك المرأة تصرخ فى الشعب قائلة (هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص.) مشيرة إلى بولس وأصدقائه !!
ــ كان المتوقع أن نجد بولس ذهب إليها ويشكرها ... ويقول لها (يا امرأة عظيمُ هو إيمانك !!) كما عودتنا قصص الأناجيل !!
ــ ولكن ذلك لم يحدث !! وربما تعجب أصدقاء بولس من عدم اكتراثه بالمرأة (والواقع أنه كان يتظاهر بذلك ) ..
ــ وعادت المرأة وفعلت نفس الفعل بعد ذلك أياماً كثيرة ... وبولس لا يرد عليها ولو بكلمة شكر!
ــ ما الذى كان يدور فى عقل بولس ؟؟!!
بولس المضطهد الأول لأتباع المسيح الأوائل .. قاتل الأطفال وسارق الكنائس .. والذى ادعى زوراً وبهتاناً أنه آمن بالمسيح وأن المسيح قد ظهر له آمراً إياه أن يكرز بين الأمم ..
أفسس3: 8( لي انا اصغر جميع القديسين أعطيت هذه النعمة ان ابشر بين الامم)...
ما كان بولس بعد أن أصبح فى نظر الناس رسول المسيح الذى يخبره الوحى من السماء ليرضى أن تشاركه مجده هذه العرافة ... فقد كان مقتنعاً بأن الأمر برمته دجل فى دجل وأن هذه المرأة تدعى أنها هى الأخرى دخلت فى الايمان بدعوته (التى لا تقنع عاقل) كى تكرز بعد ذلك بما يحلو لها بل ربما يصل الأمر إلى أن تكشفه هذه المرأة أمام الناس وتبين أنه مجرد دجال كاذب خاصة أن بولس قبل أن يأتى إلى فيليبى مباشرة قد فارقه برنابا لأجل ضلال تعاليمه (أع 15: 39 )...كل هذا كان يدور فى ذهن بولس والمرأة المسكينة تقول للشعب بسذاجة (أن بولس وأصدقاؤه صادقون) !!
ــ فماذا فعل بولس اتجاه تلك المرأة ؟؟
يخبرنا سفر أعمال الرسل أن بولس هو الوحيد من بين من كانوا معه جميعاً الذى تضايق من هذه المرأة... واتجه إليها بغضب شديد وقال آمرك أيها الشيطان باسم يسوع المسيح أن تخرج من تلك المرأة ولا ندرى ماذا فعل بالمرأة المسكينة حتى يخرج منها الشيطان (وتهمتا اللبس الشيطانى والجنون كانتا مترادفان فى ذلك الزمن أنظر متى 8: 28) .. وبالطبع لما رأى أتباعها ما حدث أخذوا بولس وقادوه إلى الحكام الذين حكموا عليه بالسجن هو ورفيقه سيلا .. وبالطبع لم تعد المرأة مرة أخرى لتفكر فى القول للشعب بأن بولس وأتباعه عبيدالله العلى الصادقون الذين ينادون بطريق الخلاص !!
ــ وهكذا أبعد بولس هذه المرأة من سرقة مكانه ومكانته وأتباعه ومجده وشهرته بل ربما مقعده فى كتاب مايكل هارت الشهير!!
ــ وربما لم يكن فى نية تلك المرأة أن تفعل شيئاً مما دار فى ذهن بولس ... ولكن بولس مجبر على التفكير بهذه الطريقة ... فهو نفسه بعد أن كان لص الكنائس والمضطهد الأول لأتباع المسيح قد صارفى نظر أتباعه رسول المسيح الذى يرافقه روح الرب !!
ــ الخلاصة : أنه لا يوجد مبرر واحد لرفض إيمان العرافة سوى أن بولس كان معتقداً أنها ستفعل مثل ما فعل وتكرز للناس بتعاليم كاذبة هى الأخرى أو لربما فضحت أمره .... ولو كان بولس صادقاً فى تعاليمه لقبل إيمان تلك المرأة إلى أن يثبت أنها كاذبة ....
وحتى لا يتهمنا النصارى بأننا نفسر من عندياتنا بشأن السبب الذى لأجله رفض بولس هذه المرأة سننقل لهم نص سفر الأعمال وتفسيره ..
النص يقول:
وحدث بينما كنا ذاهبين الى الصلاة ان جارية بها روح عرافة استقبلتنا.وكانت تكسب مواليها مكسبا كثيرا بعرافتها.
17 هذه اتبعت بولس وإيانا وصرخت قائلة هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص.18 وكانت تفعل هذا اياما كثيرة.فضجر بولس(لماذا اضجر بولس وحده) والتفت الى الروح وقال انا آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها.فخرج في تلك الساعة
19 فلما رأى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم امسكوا بولس وسيلا وجروهما الى السوق الى الحكام.
ويعلق على ذلك القس تادرس يعقوب ملطى فيقول :
الأرجح أنها أرادت الشهادة لهم حتى إذ يقبلوا شهادتها علانية تعود فتضل الناس. تبدأ تنطق بما هو حق ليس لحبها في الحق ولا للكرازة به، ولكن كفخٍ لإسقاط سامعيها في الضلال.
وليت القس يجيبنا : ــ ما الذى أعلم بولس بذلك ؟؟ وهل يحق له أن يعاقبها على شىء لم تفعله بعد؟
ولماذا اضجر بولس وحده دون باقى التلاميذ مما قالته (رغم أنها لم تقل فى حقهم إلا كل خير؟؟) وهل هو الذى رأى وحده الشياطين (تتنطط) بها دون الجميع ؟؟
ــــ ونفس المعنى يذكره لنا كتاب القطمارس السنوى الدوار للأيام ص 140
نجد جارية بها روح عرافة تتبع بولس الرسول صائحة هؤلاء الرجال الذين يبشرونكم بطريق الخلاص هم عبيد الله العلى = الظاهر يبدو أنه لا مشاكل فى كلامها فلماذا تضجر بولس منها ؟؟ .. هى بشهادتها لبولس ولله تحاول أن تستميل الناس أن يصدقوها ويعجبوا بها كشاهدة لله وبعد ذلك حين تكتسب ثقة الناس تبعدهم عن المسيح فالذى يتكلم على لسانها هو الشيطان وهو مخادع يجذب الناس ليضللهم بعد ذلك .
ــ مرفق مع الموضوع صورة للنص الأصلى
تعليق