بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج ركيزة من ركائز الاستخلاف في الأرض بالإسلام
إخواني وأخواتي في الله:
إن الزواج هي الركيزة التي يرتكز عليها استمرارية هذا الكون وقد جعله الله سبحانه وتعالى أساس الاستخلاف في الأرض بمنهاجه الحكيم وتشريعه القيم " الإسلام"
قبل أن أتحدث عن فوائد الزواج من الناحية التوازنية لتركيبة الإنسان المادية والروحية فسأتكلم أولا عن المبتغى الرئيسي من الزواج يقول عز وجل:
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)55
سورة النور الآية 55
( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)165
سورة الأنعام
يقصد بالآيات أن يكون للإنسان نسل فلا يكون آدم أول البشر و آخرهم، بل يكون له فيها نسل فيصبحوا أقواما يخلف بعضهم بعضا قرنا من بعد قرن(آدم وأولاده)، لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حتى يستمر الإصلاح بالأرض ويستمر الاستخلاف بفطرة الإسلام منهاج الرحمن.. كما جاء في الآيات الكريمة:
( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِفَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
سورة ص الآية: 26
فإن التكاثر في الأرض من سنن الله بالكون وعزة الله عظمة الإسلام تجعلك تنشغل عن كل ملذات الحياة نعم لكن تلك النعم نحن لا نطلبها لغرض التمتع بها وحسب بل هي عبادة لله أيضا وذلك بالتفكر بعظمته عز وجل في آيات خلقه وهذا من أسس الإسلام. أنصحكم لوجه الله تعالى يا إخي وأختي من المسلمين الجدد بالتفكير بالزواج حتى يتوقف زحف الباطل فتقطعوا نسل الباطل وتستبدلوه بالحق .. بالفطرة السليمة ( الإسلام).. أهلك مسيحيين لكن إن كانت لك ذرية فسيستمر الاستخلاف بالأرض وفق ما شرعه الله وتكون لك ذرية مسلمة تعبد الله وتكمل مسيرة الاستخلاف الصحيحة بإذنه تعالى.. ذرية تحمل مشعل الإسلام من بعدك كما فعل الأنبياء عليهم السلام وبأمر منه عز وجل جلاله وسنته بالكون.
هذا من جانب ومن جانب آخر اسمع لقوله عز وجل:
(26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)
سورة الحديد
والرهبانية تعني الانزواء والعزوف عن الزواج وتحريم ملذات الحياة والاكتفاء بالعبادات بالصوامع وعدم عمارة الأرض .. كما يفعل بعض من الرهبان المسيحيين وهذا لم يكتبه الله عز وجل إنما فعلوها من عند أنفسهم ابتغاء الله ولم يكتبها الله عليهم فلم يرعوها حق رعايتها.. وكل مختلق فهو بدعة.. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالنار كما قال صلى الله عليه وسلم.. فلا يعقل للإنسان أن يخالف فطرته وتركيبته التي أنشأه الله عليها .. إن الإنسان مكونه مادة وروح ولكل منهما شرع الله له مصبا ونظاما معتدلا حكيما .. و إن في كل شيء عبادة إن كان في الزواج أو المعاملات وفي شتى أمور الحياة ولو لم يكن الزواج عبادة لما شرع الرحمن الرحيم أحكاما له ونظاما عظيما بل كثير من الناس اعتنقوا الإسلام لأجل هدا التشريع العظيم لمؤسسة الزواج وأحكامها العظيمة في الإسلام.
سأحكي لك أخي المسلم الجديد عن قصة رهط إذ ذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواج النبي أمهات المؤمنين .. فوجدوا أن النبي ينام ساعات بعض الليل ويقوم بعض الليل ويصوم بعض الأيام ويفطر بعض الأيام، وقد كانوا ثلاثة فقال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا افطر أبدا .. وقال الثاني" وأنا أقوم الليل فلا أنام أبدا.. وقال الثالث" وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فلما بلغ النبي قولهم جمعهم وقال " مالذي بلغني عنكم إنما أنا أخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" ذاك بأن سنة الله في كونه سنة التوازن والاعتدال والوسطية وكل شيء بمقدار ... نعطي لكل ذي حق حقه فلا نغلب كافة الماديات ولا نغلب كافة الروحانيات إنما بجمعهما المعتدل يتحقق التوازن الذي خلقه الله على ذلك النحو فلا نغير فطرة الله وسنته بالكون....وكل شيء نقوم به يكون بإخلاص النية لله الواحد الأحد حتى الزواج... يقول صلى الله عليه وسلم ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك)
فما أجملها من معاملات في الإسلام نحمد الله عليها وانظر لقوله عز وجل بسورة الأعراف:
( يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)
وقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)
سورة المائدة
ولهذا لا رهبانية في الإسلام إنما نعيش الدنيا للآخرة وكلنا وديان تجري بهته الحياة لكنها تصب بنفس المصب واسمه ( لا إله إلا الله) من تفكر في الآيات و عبادات وإصلاح وعمارة أرض وحتى تحصيل النعم كلها بنية خالصة لله وذلك لب الاستخلاف في الأرض بالإسلام.. فالإسلام لم يأتي بعبادة الصلاة وحسب إنما جاء بعبادات متنوعة وشتى ضمن أجمل تشريع منتظم بالأحكام سواء بالقيم التربوية أو الروحية والاجتماعية والاقتصادية والطبية وغيرها وغيرها وهنا تكمل العظمة وهنا يتحقق تفكر بني آدم في عظمة ربه من خلال هذا التشريع العظيم فيحسن قول "سبحان الله والحمد لله" في كل النعم وملذات الحياة ونحسن قول : الحمد لله الذي أطعمني هذا وسقانيه من غير حول مني ولا قوة" وندرك معنى قول (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ) فبالزواج بدأت سنة هذا الكون جعلها الله هذا النسل من آدم وحواء وقد خلقهم من نفس واحدة وعلمه حكما يحكم به في الأرض لا من هوى نفس آدم ..و ليكون الزواج ركيزة من ركائز الاستخلاف في الأرض بحكم الله الإسلام .. يقول عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهنا كثيرا منا يفهم العبادة على أنها صلاة فقط وما الصلاة إلا فرع من فروع العبادات بل مفهوم العبادة مفهوم واسع جدا كله يدخل ضمن عمارة هته الأرض التي جعلها الله أمانة في أعناقنا وكل خطوة نخطوها إلا وتكون عبادة لله وتطبيقا لحكمه تطبيقا تاما..عبادات روحية بالصلاة وتربوية بالصيام و تربوية اجتماعية واقتصادية بالزكاة ومدرسة حج شملت جل هته القيم التعبدية إلى جانب التسبيح وطلب العلم والعمل والإعمار والزواج وحفظ حقوق الناس وتربية الأبناء والإهتمام بالجيران والمرضى والمساكين واليتامى وأبناء السبيل ووووو .... عبادات وقيم لا تعد ولا تحصى فالحمد لله على نعمة الإسلام ..
يقول عز وجل ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) وهنا تعني الخلافة بالإسلام خلف من بعد خلف ويقول عز وجل.
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)30
سورة البقرة
فالزواج آية من آيات الله عز وجل وُجب التفكر فيها وهي من بين أعظم الآيات وقد ذكرها عز وجل في كتابه الكريم وضمها إلى آيات أخرى من عظمته في خلقه بهذا الكون الفسيح يقول عز وجل:
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
سورة الروم
ويقول عز وجل:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
سورة الحجرات
نعم خلقنا الله ذكورا وإناثا سنته في استمرار الكون والحياة وجعل منا شعوبا وقبائل.. فإن نرى هذا فنقول أنه عادي لكن إن تفكر المرء وتدبر في المعنى فسيسجد لآيات الله وعظمته في خلقه يقول عز وجل إن أكرمكم عند الله اتقاكم... خلقنا أثنين لكن خلق لنا تشريعا لوضع الجنسين في الطريق الصحيح وهو الزواج وليس بالطريقة الحرام فقال تعالى( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ليعلمنا الله عز وجل الأخلاق الكريمة وعدم خيانة الأمانات فيما بين أفراد المجتمع حتى أن ربنا قال في سورة البقرة :
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَاوَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)
وقال عز وجل أيضا في نفس السورة وهي البقرة:
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِحَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)
صدق الله العظيم
وذكر في الصحيح أن أحدا جاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له سائلا: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر":
هذا جزء بسيط وتذكرة بسيطة مما أتى به الإسلام من أحكام في التشريع بالنسبة للزواج الذي هو أساس الإسلام لأن المبتغى منه ليس المتعة وحسب بل تنظيم محكم للحياة وتطبيق لشريعة الله العدل على الأرض وهذا هو المفهوم الشامل للعبادة تطبيق شريعة الله في الأرض على مستوى جميع المجالات في الحياة.
ومن مقاصد الزواج إدراك النعم وتوجيهها لما أمر الله تعالى.. وسأستهل قولي هنا بقوله تعالى في سورة الإسراء:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
صدق الله العظيم
فيعلمنا عز وجل كيف يجب علينا طاعة الوالدين فيما أمر الله وبالتالي تربية أبنائنا على نفس النحو وتعليمهم الأدب والأخلاق ليكونوا خير جنود لله في الأرض يحملون مشعل الإسلام من بعدنا وهنا الاستخلاف في الأرض بفطرة الإسلام يا أخي الكريم فبر الوالدين عبادة لله سواءا قمنا بها نحن أو علمناها أبنائنا بالمستقبل ليعاملونا بالمثل إن شاء الله .. يقول عز وجل في سورة الأحقاف ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) وفي سورة النساء(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) صدق الله العظيم .. فهذه هي الصحبة بالمعروف بصلة الرحم والتألف والتكافل وأن نكون رحماء فيما بيننا لوجه الله عز وجل و بالتالي تحقيق خير استخلاف في الأرض كما أمرنا عز وجل... فتأمل في قول سيدنا إبراهيم كما جاء بالقرآن الكريم:
(( الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق، إن ربي لسميع عليم. )) (سورة إبراهيم)
و هذا ما سميته إدراك لنعم الله عز وجل وحسن حمده عليها...
لأن الولد الصالح هو امتداد لعمل الزوجين يقول النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم ...
فبر الوالدين يكون في حياة الوالدين وبعد مماتهما بالدعاء لهما .. أفلا ترغب بولد صالح( وهو عملك الصالح) يدعو لك من بعد مماتك بارك الله بعمرك أخي المسلم الجديد؟ بلى بإذن الله نعم
أخي الفاضل ألا تريد أن تقول لبنيك كما قال يعقوب عليه السلام انظر قوله كما جاءنا الله تعالى بكتابه العزيز:
( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) سورة البقرة .
صدق الله العظيم... نعم هي وصية لجيل من بعد جيل وسنة الله في كونه ليوم الدين. فالحمد لله الذي منّّ عليك بالإسلام يا أخي الفاضل ولو لم تكن قد ولدت ما كنت عرفت عظمة هذا الدين فلا تحرم بنيك منه يا أخي بل إنه أمره عز وجل بإدراك نعمه وتوجيهها لما أمر سبحانه وتعالى.
أما الإعجاز العلمي للزواج فهنا وعزة الله لن تكفيني الأوراق والأوراق لأسردها بفضل الله.. لكن سأكتفي بهذه الآية الكريمة التي تجعل من الجبين يخر سجودا للرحمن قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) سورة الفرقان .
فما أجمل التفكر بهته الآيات الكريمة فبالماء خلق الله البشر ليتزاوج فيتكاثر بنفس طريقة الخلق فالحمد لله رب العالمين
وعدا المقصد الأعلى للزواج وهو الاستخلاف بالأرض وهو عبادة لله .. فلزواج فوائد وثمار إن كان على صحة جسم الإنسان أو الترابط والتراحم الاجتماعي فهو يحفظ الحقوق والأنساب ويصون الأعراض والحرمات ويطهر النفس من الفساد والرذيلة وينشر الأخلاق والفضيلة كما قال عز وجل في كتابه سورة المعارج : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
صدق الله العظيم ... وصايا وتنظيم رباني محكم لكل شيء في هذه الحياة والحمد لله رب العالمين.
أخي المسلم الجديد إن الغرب مند القدم بروم العصر القديم والجديد .. أجهض أموالا تلوى الأموال ليهاجم الإسلام ابتداءا من الاستعمار العسكري إلى الاستعمار الإعلامي والفكري لينشر الرذيلة بالوسط الإسلامي .. إلا أن أهم حائط وجده أمامه وما استطاع اختراقه مهما تجند وشياطينه له و ذلك بفضل الله تعالى لشدة صلابته.. أتعلم ما كان هذا الجدار الواقي لقد كان " الأسرة" لأنها تمثل الترابط القوي للمجتمع وتمثل بقاء الإسلام بفضل الله واستمراريته لأنه سنة الله في كونه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
... وللحديث بقية وعظمة الله في خلقه وتشريعه لا يتسع لها إدراك عقلي الصغير .. فإن قلت صوابا فمن الله وإن قلت خطأ فمن نفسي وشيطاني وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولجميع المؤمنين.
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ... إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا أشرك به أحدا وبذلك أمرت وأنا من المسلمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.