الامام بن القيم يرد على شبهة قتل الخضر للغلام :
ملخص الشبهه :
1-اذا قلتم أن الله عاقب الغلام لأنه يعلم حاله التى يصير اليها فى المستقبل , فهل يجوز أن يعاقب الله انسانا على جرم لم يفعله , مع علمنا أن الله يعلم أنه هذا الغلام سيفعل ذلك الجرم اذا امتدت به الحياه ؟؟؟؟
2- كيف يقتل الخضر غلاما بريئا لم يذنب و لم يرتكب أية جريمه ؟
_____________
الجواب :
أما عن قول السائل أن الله قد عاقب الغلام لأنه يعلم ما يكون منه فى المستقبل , فقد أوضح الامام بن القيم أن هذا غير جائز فقال :
ملخص الشبهه :
1-اذا قلتم أن الله عاقب الغلام لأنه يعلم حاله التى يصير اليها فى المستقبل , فهل يجوز أن يعاقب الله انسانا على جرم لم يفعله , مع علمنا أن الله يعلم أنه هذا الغلام سيفعل ذلك الجرم اذا امتدت به الحياه ؟؟؟؟
2- كيف يقتل الخضر غلاما بريئا لم يذنب و لم يرتكب أية جريمه ؟
_____________
الجواب :
أما عن قول السائل أن الله قد عاقب الغلام لأنه يعلم ما يكون منه فى المستقبل , فقد أوضح الامام بن القيم أن هذا غير جائز فقال :
من كتاب أحكام أهل الذمه صفحة 401, طبعة دار الحديث القاهره ما يلى
( و لكن يقال : قاعدة الشرع و الجزاءأن الله سبحانه لا يعاقب العباد بما سيعلم أنهم سيفعلونه , بل لا يعاقبهم الا بعد فعلهم ما يعلمون أنه نهى عنه , و تقدم اليهم بالوعيد على فعله , و ليس فى قصة الخضر شىء من الاطلاع على الغيب الذى لا يعلمه الا الله )
ثم يكمل فى صفحة 402 , قائلا :
(
و كذلك كفر الصبى يمكن أن يعلمه الناس حتى ابواه , و لكن لحبهما اياه لا ينكران عليه , و لا يقبل منهما , و اذا كان الأمر كذلك فليس فى الآيه حجه على أنه قتل لما يتوقع من كفره )
و بالتالى بطلت الشبهة الأولى
********
و الآن الى الشبهه الثانيه و هى قتل نفس برئيه كما يزعم السائل فنقول :
قال الامام بن القيم فى كتاب أحكام أهل الذمه صفحة 401 , طبعة دار الحديث القاهره :
وهذا الغلام الذي قتله الخضر يحتمل أنه كان بالغا مطلقا وسمي غلاما لقرب عهده بالبلوغ وعلى هذا فلا إشكال فيه
ويحتمل أن يكون مميزا عاقلا وإن لم يكن بالغا وعليه يدل الحديث وهو قوله:
"
ولو أدرك لأرهق أبويه"
وعلى هذا فلا يمتنع أن يكون مكلفا في تلك الشريعة إذ اشتراط البلوغ في التكليف إنما علم بشريعتنا
ولا يمتنع تكليف المراهق العاقل عقلا كيف وقد قالت
:
جماعة من العلماء إن المميزين يكلفون بالإيمان قبل الاحتلام كما قالت طائفة من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وهو اختيار أبي الخطاب وعليه جماعة من أهل الكلام
.
وعلى هذا فيمكن أن يكون هذا الغلام مكلفا بالإيمان قبل البلوغ ولو لم يكن مكلفا بشرائعه فكفر الصبي المميز معتبر عند
- أكثر العلماء فإذا ارتد عندهم صار مرتدا له أحكام المرتدين وإن كان لا يقتل حتى يبلغ فيثبت عليه كفره.
واتفقوا على أنه يضرب ويؤدب على كفره أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة
فإن كان الغلام الذي قتله الخضر بالغا فلا إشكال وإن كان مراهقا غير بالغ فقتله جائز في تلك الشريعة لأنه قتله بأمر الله كيف وهو إنما قتله دفعا لصوله على أبويه في الدين كما قال:
{فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً}.
والصبي لو صال على المسلم في بدنه أو ماله ولم يندفع صياله للمسلم إلا بقتله جاز قتله بل الصبي إذا قاتل المسلمين قتل )
{فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً}.
والصبي لو صال على المسلم في بدنه أو ماله ولم يندفع صياله للمسلم إلا بقتله جاز قتله بل الصبي إذا قاتل المسلمين قتل )
و على هذا يتبين أن الغلام لم يكن نفسا بريئه , بل كان يصول على أبويه و يرهقهما , و بالتالى فقد قتل عقوبة له على اجرامه , و تسقط هذه الشبهة الثانية أيضا .
حياكم الله
تعليق