هذه الشبهة التى يعتقد النصارى انهم اتوا بما لم ياتى به الاوائل
الجواب عليه سهل جدا والحمد لله
تمهيد لابد منه
وقبل البدء فى الاجابة يجب توضيح عدة نقاط لابد من توضيحها
اولها منهج المفسرين ومؤلفى كتب التاريخ بل وبعض مصنفى كتب الحديث
هو (منهج إذا كتب فقمش وإذا حدثت ففتش )[ قالها يحيي بن معين ]
اى اجمع كل ما لديك من اثار واقوال سواء كانت صحيحة ام كانت ضعيفة ثم يتم تهذيب كل ذلك مستقبلا
بالترجيح بين الاقوال وتحقيق الاثار للوصول الى ارجح الاقوال فى المسألة الواحدة
وهم يتبعون فى هذا المنهج قاعدة (من اسند فقد احال) أى من نسب القول إلى قائله فقد جعل التبعة على قائله وليس على نفسه وهم فى هذا المنهج على صنفين صنف يجمع الضعيف والصحيح من الاقوال والاثار ثم يعلق عليها بالصحة والضعف والبرجيح
وصنف يجمع دون الترجيح بين الاقوال أو تحقيق الاثار
ثانى هذه النقاط وهى منهجهم فى الاخذ باخبار بنى اسرائيل والاحتجاج بها وقد بين الدكتور امير ذلك
فلقد اخذ كثير من المصنفين لكتب التفسير وكتب التاريخ باقوال بنى اسرائيل استنادا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )
ولكن هل يعنى ذلك الاحتجاج بها فهنا هناك حدث يبين لنا مدى حجية اخبار بنى اسرائيل
وهو قوله صلى الله عليه وسلم (لا تُصدقوا أهل الكتاب ولا تُكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )
اذا فاخبار بنى اسرائيل للاستئناس وليس للاستدلال لذلك قال ابن كثير
أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها: ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله. ومنها ما علمنا كذبه، بما دل على خلافه من الكتاب والسنة أيضا. ومنها: ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته، بقوله، عليه السلام: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" وهو الذي لا يصدق ولا يكذب، لقوله: "فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم")
النقطة الثالثة وهى حجية اقوال العلماء والمفسرين فضلا عن عوام الناس بالنسبة لعموم المسلمين
فاقوال العلماء ليس بتشريع وليس بحجة بذاتها بل هى حجة بدليلها من الكتاب والسنة الصحيحة
فكل يؤخذ من قوله ويرد الا النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة فالعصمة متعلقة بالنصوص الشرعية دون العلماء فضلا عن عوام المسلمين
الرد على الشبهة
فالقول بان المسلمين قد اعترفوا بان بولس او بولص رسول هو قول باطل من وجهين
الاول لان جميع الاسانيد التى نقلت إلينا ذلك كلها ترجع الى اناس ينقلون عن بنى اسرائيل
شعيب الجبائى
ووهب بن منبه
ومحمد بن اسحاق
فاما عن شعيب الجبائى
فاتى من طريق
وهب بن سليمان الذى روى عن شعيب الجبائي
قال عنه صاحب لسان الميزان
شعيب الجبائي: إخباري متروك
اى متهم بالكذب
ومن الذين ساقوا ذلك من هذا الطريق هم
ابن كثير فى تفسيره
والالوسى ايضا فى تفسيره
والبغوى فى تفسيره معالم التنزيل
وأخرج ابن أبي حاتم عنه
والطبرسى فى تفسيره
وبعض الكتب نقلت دون سند او تحقيق
مثل السيوطى فى كتابه الاتقان فى علوم القران
ومنهم من ذكر هذا التفسير بصيغة التمريض اى انه يضعف ذلك
مثل الشوكانى فى تفسيره فتح القدير حيث نقلها بصيغة التمريض قيل
والملاحظ ان بعض التفاسير اجملت دون ذكر اسماء بل قالت فقط رسل عيسى
وعيسى عليه السلام رسول الله
وعبد الله وليس أله فهم رسل رسول الله على فرض صحة ذلك و ليس رسل الله فلا يوحى اليهم
ومن الذين نقلت عنهم ذلك تفسير الجلالين وتفسير الزمخشرى الكشاف
والتفاسير القائلة بان رسل اصحاب القرية هم رسل عيسى تفسيرهم باطل
يرد عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة
ليس بيني وبينه نبي والأنبياء أولاد علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد )*
تخريج السيوطي : (حم ق د) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1452 في صحيح الجامع
اما محمد بن اسحاق فهى رجل يروى عن بنى اسرائيل وكان من شيوخه شعيب الجبائى
ومن الذين نقلوا هذا الخبر او هذا التفسير عن محمد بن اسحاق
القرطبى فى تفسيره
وابن هشام فى السيرة
وصاحب الروض الانف فيه
والطبرى فى تاريخ الامم والملوك
ونقل عن الطبرى ابن كثير فى البداية والنهاية
ونقل الخبر المقريزى فى المواعظ والاعتبار بلا سند
ونقل ايضا اليعقوبى هذا الخبر واليعقوبى شيعى رافضى يتدين بالكذب
اما وهب بن منبه فهو رجل كان من اهل الكتاب فاسلم
قال ليث بن أبي سليم قال لي مجاهد: أحذر الهتاتين
لا تكتب عنهما - يعنى وهب بن منبه، وعمرو بن شعيب.
وممن ذكر ذلك عن وهب ابن منبه
ابن الجوزى فى تفسيره زاد المسير
وابن عساكر فى تاريخ دمشق
ومن هذا يتبين ان بولس او بولص لم يعترف به لدى علماء المسلمين
وان الامر مجرد نقل عن اهل الكتاب وليس نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما الوجه الاخر لبطلان رسولية بولس لدى المسلمين
فهى الحديث السابق الذى يدل دلالة قاطعة
على كون هؤلاء الرسل بعثوا قبل عيسى عليه السلام وليس بعده
وبالله التوفيق
الجواب عليه سهل جدا والحمد لله
تمهيد لابد منه
وقبل البدء فى الاجابة يجب توضيح عدة نقاط لابد من توضيحها
اولها منهج المفسرين ومؤلفى كتب التاريخ بل وبعض مصنفى كتب الحديث
هو (منهج إذا كتب فقمش وإذا حدثت ففتش )[ قالها يحيي بن معين ]
اى اجمع كل ما لديك من اثار واقوال سواء كانت صحيحة ام كانت ضعيفة ثم يتم تهذيب كل ذلك مستقبلا
بالترجيح بين الاقوال وتحقيق الاثار للوصول الى ارجح الاقوال فى المسألة الواحدة
وهم يتبعون فى هذا المنهج قاعدة (من اسند فقد احال) أى من نسب القول إلى قائله فقد جعل التبعة على قائله وليس على نفسه وهم فى هذا المنهج على صنفين صنف يجمع الضعيف والصحيح من الاقوال والاثار ثم يعلق عليها بالصحة والضعف والبرجيح
وصنف يجمع دون الترجيح بين الاقوال أو تحقيق الاثار
ثانى هذه النقاط وهى منهجهم فى الاخذ باخبار بنى اسرائيل والاحتجاج بها وقد بين الدكتور امير ذلك
فلقد اخذ كثير من المصنفين لكتب التفسير وكتب التاريخ باقوال بنى اسرائيل استنادا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )
ولكن هل يعنى ذلك الاحتجاج بها فهنا هناك حدث يبين لنا مدى حجية اخبار بنى اسرائيل
وهو قوله صلى الله عليه وسلم (لا تُصدقوا أهل الكتاب ولا تُكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )
اذا فاخبار بنى اسرائيل للاستئناس وليس للاستدلال لذلك قال ابن كثير
أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها: ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله. ومنها ما علمنا كذبه، بما دل على خلافه من الكتاب والسنة أيضا. ومنها: ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته، بقوله، عليه السلام: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" وهو الذي لا يصدق ولا يكذب، لقوله: "فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم")
النقطة الثالثة وهى حجية اقوال العلماء والمفسرين فضلا عن عوام الناس بالنسبة لعموم المسلمين
فاقوال العلماء ليس بتشريع وليس بحجة بذاتها بل هى حجة بدليلها من الكتاب والسنة الصحيحة
فكل يؤخذ من قوله ويرد الا النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة فالعصمة متعلقة بالنصوص الشرعية دون العلماء فضلا عن عوام المسلمين
الرد على الشبهة
فالقول بان المسلمين قد اعترفوا بان بولس او بولص رسول هو قول باطل من وجهين
الاول لان جميع الاسانيد التى نقلت إلينا ذلك كلها ترجع الى اناس ينقلون عن بنى اسرائيل
شعيب الجبائى
ووهب بن منبه
ومحمد بن اسحاق
فاما عن شعيب الجبائى
فاتى من طريق
وهب بن سليمان الذى روى عن شعيب الجبائي
قال عنه صاحب لسان الميزان
شعيب الجبائي: إخباري متروك
اى متهم بالكذب
ومن الذين ساقوا ذلك من هذا الطريق هم
ابن كثير فى تفسيره
والالوسى ايضا فى تفسيره
والبغوى فى تفسيره معالم التنزيل
وأخرج ابن أبي حاتم عنه
والطبرسى فى تفسيره
وبعض الكتب نقلت دون سند او تحقيق
مثل السيوطى فى كتابه الاتقان فى علوم القران
ومنهم من ذكر هذا التفسير بصيغة التمريض اى انه يضعف ذلك
مثل الشوكانى فى تفسيره فتح القدير حيث نقلها بصيغة التمريض قيل
والملاحظ ان بعض التفاسير اجملت دون ذكر اسماء بل قالت فقط رسل عيسى
وعيسى عليه السلام رسول الله
وعبد الله وليس أله فهم رسل رسول الله على فرض صحة ذلك و ليس رسل الله فلا يوحى اليهم
ومن الذين نقلت عنهم ذلك تفسير الجلالين وتفسير الزمخشرى الكشاف
والتفاسير القائلة بان رسل اصحاب القرية هم رسل عيسى تفسيرهم باطل
يرد عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة
ليس بيني وبينه نبي والأنبياء أولاد علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد )*
تخريج السيوطي : (حم ق د) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1452 في صحيح الجامع
اما محمد بن اسحاق فهى رجل يروى عن بنى اسرائيل وكان من شيوخه شعيب الجبائى
ومن الذين نقلوا هذا الخبر او هذا التفسير عن محمد بن اسحاق
القرطبى فى تفسيره
وابن هشام فى السيرة
وصاحب الروض الانف فيه
والطبرى فى تاريخ الامم والملوك
ونقل عن الطبرى ابن كثير فى البداية والنهاية
ونقل الخبر المقريزى فى المواعظ والاعتبار بلا سند
ونقل ايضا اليعقوبى هذا الخبر واليعقوبى شيعى رافضى يتدين بالكذب
اما وهب بن منبه فهو رجل كان من اهل الكتاب فاسلم
قال ليث بن أبي سليم قال لي مجاهد: أحذر الهتاتين
لا تكتب عنهما - يعنى وهب بن منبه، وعمرو بن شعيب.
وممن ذكر ذلك عن وهب ابن منبه
ابن الجوزى فى تفسيره زاد المسير
وابن عساكر فى تاريخ دمشق
ومن هذا يتبين ان بولس او بولص لم يعترف به لدى علماء المسلمين
وان الامر مجرد نقل عن اهل الكتاب وليس نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما الوجه الاخر لبطلان رسولية بولس لدى المسلمين
فهى الحديث السابق الذى يدل دلالة قاطعة
على كون هؤلاء الرسل بعثوا قبل عيسى عليه السلام وليس بعده
وبالله التوفيق
تعليق