6
لتحميل الكتاب
khed3a-sin.pdf
khed3a-sin.pdf
ما وراء الأحداث :
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
ثم أما بعد
إن المتبصر في أمور تاريخ بلادنا الإسلامية يدرك تمام الإدراك أن الأمة ما مر عليها فترة من الفترات إلا و كانت معرضة لهجمة من أعدائها سواء كانت هذه الهجمة عسكرية تريد القضاء على سيطرة المسلمين على بلادهم أو هجمة فكرية تريد التشكيك و النيل من عقيدة الإسلام و من إيمان المسلمين بكتاب الله عزّ وجل و سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم و نحمد الله عزّ وجل أن ما من هجمة من هذه الهجمات إلا
وكانت بمثابة الدافع المنشط لجهاز مناعة الأمة و أقصد بجهاز المناعة أهل العلم و أهل الجهاد الذين هبوا و نشطوا للرد على هؤلاء السفهاء فيكون أهل الجهاد أسودا في المعارك الحربية يضربون السيف بالسيف و المدفع بالمدفع ويكون أهل العلم منارات في ميادين المناظرات و المكاتبات الفكرية التي تقرع الحجة بالحجة و تكشف الباطل بالدليل الناصع القاسم فينكشف الحق من الباطل و تزول الشبهات و قد أسلم على أثر مناظراتهم كثيرون و الحمد لله .
وفي هذه الحقبة العصيبة تتعرض أمتنا لجميع ما سبق من فتن و حروب فالعدو توحش بشكل غير مسبوق و تكالبت علينا الأمم من كل مكان .
فتارة نجد صحفي في الدنمارك يعتدي على حبيبنا صلى الله عليه وسلم برسوم كرتونية تظهر مدى سفاهة الصحيفة التي سمحت لهذا الصحفي المختل بنشر أمراضه النفسية التي أشعلت الفتن بين الشعوب و كلفت الدنمارك الكثير من الأموال .
و تارة نجد بابا الفاتيكان بنديكت يطرح الشبهات ضد إسلامنا العظيم ويزعم أنه قد انتشر بالسيف و هو معذور في غيظه فالكثير من أتباع كنيسته تحولوا إلى الإسلام العظيم
و انتشرت الفضائيات التي تخصصت في نشر الأكاذيب حول الإسلام العظيم و أعلنت حركات التنصير عن نفسها بعد أن كانت جبانة تتحرك خلف الأستار و ظهر دجالون كثر كل منهم يريد الشهرة و لفت الأنظار و لا يجد لذلك سبيلا إلا عن طريق الهجوم على الإسلام العظيم
و من بين الدجالين في هذا العصر للأسف الشديد رجل عميل أعلن الحرب على الإسلام فخرج علينا هذا المشئوم اللئيم المدعو زكريا وهو يرتدي ملابس القساوسة لكي يكذب على الله و رسوله و العياذ بالله و يصنع الشبهات ويثير الفتنة الطائفية بين المسلمين و النصارى و يلقي بالتهم التي لا أصل لها و لا فصل بل هي مجرد سفاهات نتجت عن عقله المريض و تعاون معه مجموعة من المرتزقة السبابين ليركبوا موجة الهجوم على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
وهم ينشرون سمومهم في القنوات الفضائية المدعومة من جهات تريد الضرر بالإسلام
والمسلمين عامة و بالمصريين ووحدتهم الوطنية خاصة وحتى أنهم يبثوا سمومهم طوال الأربعة و عشرين ساعة في الانترنت و على برامج الشات الحوارية حتى يصلوا لصغار شباب المسلمين الذين لم يدرسوا الدين دراسة تمكنهم من كشف الخدع و الألعاب
التي احترفها هؤلاء الدجالون المخادعون العملاء
و المتبصر في طريقة عمل هؤلاء المنصرين يعلم تمام العلم بأن هناك أهداف شبه معلنة وواضحة خلف حملتهم التبشيرية البغيضة
و هذه الأهداف تتلخص فيما يلي :
1.تشكيك صغار المسلمين و العوام في عقيدة الإسلام الراسخة
2.التبشير بالنصرانية في أرض المسلمين
3.إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين و الأقباط في الدول الإسلامية التي يعيش فيها تجمعات كبرى من النصارى و هذا بالطبع يصب في مصلحة العدو الصهيوني
4.و بالطبع هدفهم الشخصي هو جني المال و الثروة و التربح من مؤسسات التبشير الإنجيلية التي تسعى لكسب الأتباع في الدول العربية
5.تعويد أذن المسلمين على سماع السب و القذف في حق الله عز وجل و رسوله و العياذ بالله و بالتالي لا يتحرك المسلم للدفاع عن دينه و يصبح مثلهم بارد المشاعر و الأحاسيس
6.محاربة الكنيسة الأرثوذكسية و جذب الشعب الأرثوذكسي للقناة البروتستانتية التي تبث سمومها و بالتالي يتحول شعب الكنيسة إلى الطائفة البروتستانتية
فيا ترى ما هو دور علماء الأمة الإسلامية تجاه ما يحدث من حرب معلنة تهدد شباب المسلمين و العوام ؟
إنني أدعو كل علماء الإسلام للتجمع لمحاولة وضع بنود لعمل خطة مضادة تفشل المخطط الصهيوني الأثيم ويكون بنودها كما يلي :
أولا : يجب أن نستخدم ما لدينا من وفرة في القنوات الفضائية للرد و لتفنيد كل الشبهات السخيفة وطرحها بشكل واضح و مبسط على العوام حتى نظهر مدى جهل
وخداع هذا القس المدلس على أن يقوم بذلك علماء الأمة المختصين في دراسة كتاب الله عز وجل و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
ثانيا : التمسك بالوحدة الوطنية مع المواطنين النصارى في بلاد المسلمين و خاصة في مصر و لبنان و السودان و ضبط النفس و محاولة تفادي المشكلات الطائفية التي يفتعلها الصهاينة و شبكة التنصير التي أسسها هذا القس العميل و أعوانه
ثالثا : النقد العلمي المدروس للمادة التبشيرية التي يحاول هذا القس و أتباعه بثها في عقول مستمعيه و توضيح مواطن الفساد و التحريف و الشرك في تلك البضاعة التي يحاول أن يروج لها في أرض المسلمين و العرب و هناك الكثير من المتخصصين في هذا الأمر من مثقفين و دارسين لعلم مقارنة الأديان ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي قام به فارس الدعوة الشيخ أحمد ديدات رحمة الله عليه فقد ألف العديد من الكتب و قام بالعديد من المناظرات مع كبار المنصرين لكشف بضاعتهم الفاسدة أمام الشباب الصغير و أمام العوام حتى لا ينخدعوا بما يطرحه المبشرون من كلام معسول مغلف بالورود و المحبة و في داخله قمة الشرك و الكفر و العياذ بالله
و بهذه البنود الثلاثة نكون قد أحطنا العدو بمثلث أضلاعه من لهيب متقد لن ينطفئ حتى تنتصر الأمة و ترتفع الراية من جديد و قد نكص العدو على أعقابه يجر الخيبة و الفشل و الحزن على ما اقترف من جرائم انقلبت عليه نتائجها.
هــــــــــــذه الســـــــلسلة :
البراهين في فضح خداع المنصرين
إن سلسلة البراهين في فضح خداع المنصرين هي مجموعة من المؤلفات النقدية التي عكفت عليها لتكون بمثابة المصل المضاد لفيروسات التبشير بين أوساط المسلمين و تكون بمثابة المصباح المنير الذي يفضح تلك الأفكار التبشيرية المظلمة و المغلفة بزخارف كاذبة تبطن السم و الجحيم و المستهدف من هذه السلسلة هو المسلمين في المقام الأول و ليس الغرض هو هجوم على معتقد الأخر بل تحصين كل مسلم ضد الغزو الفكري الذي يمارس في الفضائيات بشكل فاضح ، و نظرا لحساسية الموضوعات المنشورة في هذه السلسلة فقد قررت كمؤلف لهذه السلسلة منع نشرها في الأماكن التي يحاول فيها العدو الصهيوني بث سموم الطائفية الدينية بين المسلمين و النصارى مثل مصر و السودان و لبنان
و ستدور المؤلفات في عدد من المواضيع الرئيسية التي يحاول المبشرون عرضها على شاشاتهم الفضائية و منابرهم الإعلامية ...
و السلسلة من عدة أجزاء تدور حول :
1.خدعة الخطية الأصلية "هذا الكتاب"
2.من الذي وضع على الصليب ؟
3.خدعة تأليه المسيح عليه السلام
4.أدلة تحريف الكتاب المقدس
و سنناقش إن شاء الله كل قضية بشكل منفرد لكي لا تتشابك الموضوعات .
و سنحاول مجتهدين أن نلتزم الموضوعية و الحياد و أن لا نثير مواضيع بلا دليل و برهان
و نسأل الله عز وجل التوفيق و السداد
لماذا هذا الكتاب ؟
في هذا الكتاب إن شاء الله سنتصدى لواحدة من القضايا الهامة التي أطلقتها حملات التنصير على الفضائيات الصفراء ألا وهي شبهة الخطية الأصلية و الفداء و الكفارة
وحتمية و جود ذبيحة بشرية لكي يغفر الخالق ذنوبنا و خطايانا ..
فكثيرا ما ردد هذا القس المشلوح و أتباعه أن لا خلاص و لا نجاة لنا من النار لأننا نرفض قبول فكرة الخطية الأصلية و نرفض أن نقبل المسيح كمخلص لنا و حامل لخطايانا.
و أن إيماننا بالمسيح عليه السلام لا يزيد عن كونه رسولا من أولي العزم من الرسل عليه
وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة و السلام .
و حقيقة الأمر هي أن الشيطان قد زين لهؤلاء سوء عملهم و جعلهم يؤمنون باطلا بأن نبيهم عليه السلام قد صلبه اليهود مبررين هذا الصلب المهين بأنه من أجل مغفرة الذنوب و بأنه و العياذ بالله قد صلب من أجل أن يحمل عن البشرية ذنوبها ثم جرهم هذا الإيمان الواهي لكي يقولوا بأن هذا المصلوب لا يمكن أن يكون كأي بشر بل هو الله الظاهر في الجسد فوقعوا في الشرك الأعظم و العياذ بالله.
لذلك إذا ناقشنا فكرة الخطية الأصلية مستندين على العقل و المنطق و الدليل الكتابي نكون بذلك كشفنا خداع المبشرين وضربنا أساس عقيدة تأليه المسيح - و العياذ بالله - و هذا ما قاله بولس بكل صراحة في الكتاب المقدس
وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم. كورونثيوس الأولى 15 : 14
ففكرة الزعم بصلب المسيح و قيامته من الموت و تأليهه كانت كلها بحجة حمل الخطية الأصلية عن كاهل البشرية فإن لم يكن هناك خطية أصلية فلن يكون هناك صلب و بالتالي تسقط فكرة عبادة المسيح و العياذ بالله ولن يكون هناك أي حجة للتبشير من أجل الخلاص المزعوم
و لكي نهدم هذا الفكر الواهي المنحرف سوف نفتح الكتب و نرد عليهم مما هو مكتوب فيها لكي تكون حجتنا عليهم دامغة أمام الله عز وجل يوم الدين وأحب هنا أن أوضح عدة نقاط قبل الشروع في تقليب بقية صفحات هذا الكتاب :
أولا:
أننا نستشهد بما ورد في كتبهم لا لأننا نشهد بصحتها أو بأنها كتب سماوية فنحن نؤمن أن الكتاب المقدس الذي يؤمن به النصارى اليوم هو ليس من عند الله بل أصابه التحريف بالنقص و الزيادة في مواضع كثيرة بل و هناك الكثير من الكتب التي وضعت فيه بغير وجه حق و يكفي أن تعلم عزيزي القارئ المسلم أن هناك اختلافات كبيرة بين الكتاب المقدس الذي يحمله النصارى الكاثوليك و الكتاب المقدس الذي يحمله النصارى البروتستانت فهناك فارق سبعة أسفار كاملة بين الكتابين و كلمة سفر هنا تعني فصل أو باب فهناك سبعة أبواب مختلف عليها في هذا الكتاب .
و على العموم فتحريف الكتاب المقدس أمر ثابت و معلوم لكل دارس في هذا الأمر
وهذا ليس موضوع هذا الكتاب و لكن أردت هنا فقط أن أوضح بأننا سنتجاهل
ونتناسى نقطة تحريف كتابهم المقدس و سنستشهد بما فيه لكي يكون حجة عليهم و لا تندهش عزيزي القارئ المسلم إذا علمت أن هذا الكتاب المقدس على الرغم من تعرضه للتحريف و على الرغم من تدخل أيدي البشر في الانتقاص منه و الزيادة عليه إلا أن الإيمان النصراني الحالي بعيد تمام البعد عن ما في هذا الكتاب الذي مازال فيه الحجة
والبيان للرد عليهم و كشف أباطيلهم .
و قد قدر الله عز وجل أن يبقى في هذا الكتاب المحرف الدليل و البرهان على جرم الذين حرفوا التوحيد و عبدوا المخلوق دون الخالق لكي يكون شاهدا عليهم يوم الدين فمن يريد منهم أن يعرف الحق كل ما عليه أن يفتح الكتاب و يبحث و عندها سيرى الحق في التوحيد و سيرى المسيح عليه السلام عابدا لله الواحد الأحد ومصليا خاشعا.
ثانيا :
أننا استخدمنا عبارة يسوع الإنجيلي بدلا عن كلمة المسيح عليه السلام لأننا نؤمن تمام الإيمان أن هناك أحداث كثيرة جدا رويت عن المسيح عليه السلام في العهد الجديد
وهي غير صحيحة و لا تليق بنبي الله المسيح عليه أفضل الصلاة و السلام لذلك فتجنبا للخلط في المفاهيم أحببنا أن نبين منذ البداية أننا كمسلمين لا نفرق بين رسل الله عز وجل و هم جميعا فوق رؤوسنا نعزهم و نوقرهم و نحبهم أكثر من أهلنا و أنفسنا و لا نطيق عليهم كلمة باطل أبدا .
لذلك فكل نقد نوجهه إلى ما نظنه تحريف في قصص الأناجيل الأربعة و ليس لشخص المسيح رسول الله عليه و على نبينا محمد أفضل الصلاة و السلام و ليس للإنجيل المسيح عليه السلام الذي أنزله الله عليه بالهدى و النور لكنهم لم يحافظوا عليه .
ثالثا :
أحب أن أتوجه بالتحية لكل صديق نصراني من أهلنا العرب الطيبين و خاصة أقباط مصر الذين ينسجون معنا نسيج الوطن الواحد و يقفون معنا و ينصرون قضايانا
ولا ننسى أبدا موقف الكنيسة الأرثوذكسية المعلن بعدم التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني و هذا يدل على عمق العلاقات الطيبة بين أبناء البلد الواحد إلا أن النقاش الحر و المحترم المبني على الدليل و البرهان لا يفسد للود قضية كما أن هناك قلة قليلة تحاول العبث في مقدرات الأمن و الأمان لبلادنا العربية و الإسلامية و هي فئة مأجورة من العدو لذلك يجب أن نفند أقوالهم و نرد على شبهتهم حتى نحصن شبابنا ضد الحملة الجديدة على بلادنا حملة التنصير و دعوة شباب المسلمين و العوام للإيمان بالنصرانية مما يستلزم توعية شبابنا و العوام بهذا الأمر ، وبالطبع فإن عملنا هذا يكون واجبا و مشروعا طالما لا نخرج عن إطار الود و المحبة و لهذا فقد رفضت أن ينشر هذا الكتاب بين الأوساط النصرانية أو في البلدان التي بها حساسيات مفتعلة بين المسلمين و النصارى و نسأل الله القدير أن يجنب بلادنا شر الفتن .
رابعا :
إن هدف هذا الكتاب هو مناقشة فكرة الخطية الأصلية في عدد من المحاور التي تعالج الموضوع بفكر و منطق ودليل و برهان و فصول الكتاب تدور كما يلي :
الفصل الأول : مغفرة الذنوب في الإسلام العظيم
و فيه نستعرض مفهوم المغفرة و الكفارة كما نؤمن نحن بها كمسلمين و نوضح لغير المسلم كيف أن المسلم يحصل على الخلاص من الخطايا بدون حاجة لصلب وفداء و نوضح أن الخطية لا تورث و لا وجود لما يسمى بالخطية الأصلية .
الفصل الثاني : مفهوم الخطية الأصلية بين المنظور النصراني و المنطق السليم
و فيه نعرض وجهة النظر النصرانية حول الخطية الأصلية و ضرورة الكفارة و الفداء عن طريق المخلص و الفادي ثم نخضع هذه الأفكار للنقد العقلي من خلال طرح عدد من الأسئلة المحورية التي تبرز التضاد و الا منطقية في نظرية الخطية الأصلية .
الفصل الثالث : الأدلة الكتابية على وهم الخطية الأصلية
و هنا نسرد الأدلة و البراهين على أن الكتاب المقدس يشهد بأن المغفرة تمنح على الأعمال و أن الصلاة و التوبة و الصدقة هي وحدها القادرة على جعل الإنسان طاهرا من الذنوب و الخطايا مستعرضين وجهة نظر يسوع الإنجيلي نفسه في هذا الأمر و ما هي وصايا يسوع لأتباعه الذين كانوا يسعون لدخول الملكوت ؟
الفصل الرابع : خطايا يسوع الإنجيلي
و هنا نكشف للقارئ الكريم أن يسوع الإنجيلي كان له خطايا كثيرة فلا يمكن أن يكون هو المخلص المزعوم .
و بهذه الفصول الأربعة الرئيسية نكون قد هدمنا فكرة الخطية الأصلية بالعقل و المنطق
والدليل الكتابي.
و بالتأكيد نحن نرحب بكل منصر و مبشر يحاول أن يرد على هذه النقاط و يفندها بالدليل و البرهان فهل من مناظر ؟؟
هل هناك من بين هؤلاء المأجورين في قنوات التبشير الصهيونية المأجورة من هو قادر على الصمود أمام هذا التحدي الذي نعلنه على الملأ ؟؟
هل يقدر زكريا اللئيم أن يقبل مناظرة في إثبات عقيدة الفداء و الكفارة من كتابه المقدس و في مناظرة علنية و على الهواء مباشرة ؟؟
على العموم الإجابة معروفة مسبقا
فهو سيرفض ذلك لأنه يخاف أن يفتضح أمره أمام أتباعه فيخسر المال و الشهرة و يراه أتباعه على حقيقته الجاهلة الماكرة و الأيام ستثبت صحة كلامي إلا إذا تبقى عنده بعض من الشجاعة ليقبل بالمناظرة من دون التطرق للإسلام العظيم هربا من الاستدلال بالكتاب المقدس ...
و قبل النهــــــــــــــــــاية ...
أشكر كل من ساعد و ساهم في نشر و توزيع هذه السلسلة من المؤلفات و اسأل الله عز وجل أن ينفع بها و يحصن وجدان الشباب المسلم و يحمي أبناء وطننا الغالي من شر الفتنة الطائفية و أشكر كل قبطي شريف و كل قس محترم رفض ما يفعله المنصرون المأجورون فلهم مني أفضل تحية و شكر و يكفي ما قاله الله عز وجل فيهم في كتابه الكريم ووصفه لهم بأنهم أقرب الناس للمؤمنين و أنهم لا يستكبرون ...
ﭧ ﭨ
ﭑ ﭒ ﭓ
ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼالمائدة: ٨٢
صدق الله العظيم
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
النقطة الأولى :
هل غفر الله عز وجل لآدم عليه السلام ؟؟
يقول المولى عز وجل في كتابه العظيم
ﭑ ﭒ ﭓ
ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ
صدق الله العظيم الزمر: ٥٣
إن الله عز وجل إله كامل و قادر و قدير يفعل ما يريد و ما ينبغي لجلال وجهه
وعظيم سلطانه فهو الغفار الذي يغفر كل ذنب إلا ما قدر هو ألا يغفره كذنب الكفر الذي ليس بعده ذنب فكل الذنوب يغفرها الله عز وجل إلا الكفر.
يقول سبحانه و تعالى :
ﭑ ﭒ ﭓ
ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ
صدق الله العظيم النساء 116
فالكفر و الشرك بالله من الذنوب العظيمة التي قدر الله عز وجل أن لا غفران لها إلا بالرجوع عنها و التوبة في الحياة الدنيا ، فإذا تاب العبد المشرك الضال و ترك الكفر بالله و عبادة الأصنام أو عبادة البشر وآمن بالله رب كل شئ و مليكه هنا تحدث المغفرة .
فالتوبة و العدول عن المعصية سبب في مغفرة الذنب وكذلك الأعمال الصالحة فهي تذهب ما قد سلف من أعمال السوء و الشر و بهذا يستقيم العدل الكامل .
و سيدنا آدم عليه السلام كان أول الذين ذاقوا مرارة الإثم و حلاوة المغفرة فبعد أن أمره الله عز وجل بأن لا يأكل من إحدى أشجار الجنة فأكل منها و عصى نجده يعود و يستغفر ربه عز وجل فيغفر له.
والله سبحانه و تعالى رحيم عادل لا يمنح رحمته إلا بعدل و لا يكون عدله إلا بعين الرحمة وهما صفتان متكاملتان كاملتان و نعوذ بالله أن يكون لله صفات متضاربة متعاكسة فهو الكامل لا إله سواه.
و لنرى سويا ما يقوله رب العزة في كتابه الكريم عن هذا الأمر :
ﭑ ﭒ ﭓ
ﭧ ﭨ ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼالبقرة: ٣٥ - ٣٧
وهكذا نرى أن الله عز وجل غفر لآدم عليه السلام و أما الهبوط للأرض فهو أمر كان مقدرا قبل الخلق فالله عز وجل قال لملائكته قبل خلق آدم عليه السلام
ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼالبقرة: ٣٠
فآدم عليه الصلاة و السلام هو أول من عصى و هو أول من تاب و تعلم معنى اسم الله تعالى التواب و اسمه تعالى الغفار , فكيف كان يمكن للخلائق التعرف على معنى الغفار
والتواب إذا لم يروا معصية آدم ثم مغفرة الله عز وجل لآدم ؟
النقطة الثانية : لا توريث للخطايا
فكثيرا ما نجد النصارى يحدثونا في هذا الأمر و هم بالطبع يظنون أن عندنا توارث للخطايا كما هو الحال عندهم لكن في حقيقة الأمر نحن المسلمون نؤمن بأن الخطأ لا يقع عقابه إلا على فاعله و أن الذنب لا يحيق إلا بأهله فقط أما غير المذنب فلا ينال أي شئ من العقاب فهذا هو عين الحق و صوت العدل و دونه باطل لا شك فيه .
نعم نحن كبشر ورثنا القدرة على المعصية و الخطأ مثل أبونا آدم عليه السلام و هذا الميراث هو مقدر علينا من الله عز وجل و لكننا أبدا أبدا لم نرث عقاب ذنوب الآخر
نعم نحن قادرون على الكذب و الغش و الخداع و المكر و السخرية و القتل و السرقة هذه كلها نحن قادرون على فعلها كبشر و هي من الخطايا و لكن إذا أحد الآباء قرر أن يقتل أو يسرق أو يفعل ما يفعل من الذنوب و المعاصي فكلها لا تصب في ميزان سيئات الأبناء!! بل يحيق الإثم بالأب وحده فقط دون عيإله و نسله من بعده .
لذلك عندما نقول أن آدم قد أخطأ و أخطأت ذريته من بعده ليس هذا معناه أن العقاب على خطأ آدم قد توارثه الأجيال من بعده كما يدعي المنصرون بل نعني أن قدرة الإنسان على فعل الخطأ و الصواب هي من الفطرة التي جبل الله عليها بنو آدم .
و الله سبحانه و تعالى الذي تاب على آدم من خطئه قادر على أن يتوب على عيال آدم عليه السلام من أخطائهم إذا تطهروا بالتوبة و الرجوع عن الذنب و العمل الصالح و مما لا شك فيه أن العبد المذنب هو وحده الذي يتحمل عقاب هذا الذنب ووزره
وفي هذا يقول المولى عز وجل :
ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼفاطر: ١٨
فالمعصية لا تتوارثها الأجيال و إلا كان إبراهيم عليه الصلاة و السلام مذنبا و العياذ بالله نظرا لأن أبوه كان عابدا للأصنام .
و كذلك نرى أن هناك آباء صالحون و قد ولد لهم أبناء طالحون مثل ابن نوح عليه الصلاة و السلام الذي غرق مع الكفار العاصين على الرغم من كونه ابن نبي من الأنبياء إلا أن عقاب ذنبه تحمله هو وحده ، ولكن أحيانا يكون الإثم له تبعات و هذه التبعات تظل في عنق المذنب الأول نظرا لأنه هو الذي ابتدع البدعة و صنع الدرب الذي اتبعه الغاوين من بعده.
فمثلا قابيل الذي علم الإنسان القتل و كان أول قاتل في تاريخ البشرية لذلك كلما اقترف شخص جريمة القتل كلما زاد إثم قابيل لا لأن الذنب توارث ولكن لأنه كان هو أول من علم البشرية كيفية القتل لذلك فأصحاب البدع سيئاتهم تزيد عليهم و هم في قبورهم لأنهم أضلوا كثيرا ممن أتوا بعدهم و هذا ما نسميه بتبعات الإثم ولو عاد هذا الأثيم عن ذنبه و أستغفر فلا نستبعد أبدا أن يعفوا الله عنه و لا نغلق أبدا باب التوبة الذي فتحه رب العزة إلى يوم الدين .
و خلاصة القول هي أن الله يغفر الذنوب جميعا و أن التائب من الذنب كمن لا ذنب الله و أن الله يحب التوابين و المستغفرين يقول الله تعالى :
ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼطه: ٨٢
النقطة الثالثة : الخلاص من الذنوب في الإسلام
كثيرا ما يتردد هذا السؤال في عقل غير المسلم الذي يرى أن صلب يسوع هو السبيل الوحيد للخلاص من الذنوب و على العموم فسوف نوضح هنا كيف يتخلص المسلم من ذنوبه دون حاجة لسفك دماء أو صلب المسيح و العياذ بالله.
يقول الله عز وجل :
ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼالبقرة: ٢٧١
فالطريقة الأولىالتي يكفر فيها المسلم عن ذنوبه هي الصدقة , عندما تخرج ما في جيبك و تعطي الفقير المحتاج يهبك الله الغفران لخطاياك و في هذا خير لنا كمجتمع يبحث عن التكافل و التعاون و المساواة بين جميع طبقاته ، فتخيل معي هذا المجتمع الذي يكون فيه الغني مسئول عن الفقير بل و يكون الفقير أيضا مسئول عن الفقير الذي يسكن في جواره
و الكل يساعد بعضه البعض في محبة و سلام و امن .
وربما يسأل شخص هل الفقير المعدم ليس له غفران طالما لم يجد ما يتصدق به ؟؟
و نرد على ذلك بقول الله عز وجل :
ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ
المائدة: ٩
الطريقة الثانية : الإيمان الصادق
و هذه الطريقة تصلح لكل الناس بكافة طبقاتهم من الفقير المعدم إلى صاحب المال الغنى فكلاهما يستطيع بكل سهولة أن يحصل على الخلاص من الذنوب بمجرد أن يكون له إيمان صادق بالله عز وجل و ليس هذا فقط بل أيضا هناك أجر عظيم و هذا الأجر العظيم هو دخول الملكوت كما يسميه النصارى أو دخول الجنة كما نقول نحن فالجنة فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
فالإيمان الصادق ينعكس على العمل فنرى المؤمن ناشرا للخير بين الناس يصلح بين المتخاصمين ، يحب الناس و يتعاون معهم بقدر استطاعته و يكثر من الاستغفار و التسبيح لله عز وجل.
الطريقة الثالثة : الصبر و العمل الصالح
ﭧ ﭨ ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ
هود: ١١
و الصبر على الفقر و ضيق العيش هو أيضا من موجبات المغفرة خاصة إذا اقترن هذا الصبر بعمل صالح و ما أكثر العمل الصالح في حياة المسلم ويكفي من الصالحات المداومة على الصلاة أو التسبيح و الاستغفار
الطريقة الرابعة : خشية الله بالغيب
ﭧ ﭨ ﭽ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﭼالملك: ١٢
إن المسلم إذا ما أيقن بوجود الخالق سبحانه و تعالى تجده خاشعا عالما بأن الله يراه
ويراقب أعماله فيخشى عصيانه أو الظهور بمظهر لا يليق و هذا ما نسميه خشية الله بالغيب , و هذا النمط من الحياة يكون أيضا من أسباب الحصول على الخلاص من الذنوب و الخطايا بل و الله قد وعد الذي يخشاه بالغيب بالأجر الكبير , فما رأيك يا من تبشرنا بالفداء و الصلب في هذا الأمر ؟ هل ستظل بعيدا عن تلك الرحمات ؟
الطريقة الخامسة : الموت في سبيل الله
ﭧ ﭨ ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﭼآل عمران: ١٥٧
إن المسلم إذا قاتل في سبيل الله دفاعا عن الدين و العرض و المال فأصيب في المعركة ومات مخلصا لله سبحانه و تعالى يكون شهيد بإذن الله و مع أول قطرة دم تسيل من جسده الطاهر ينال الخلاص من الذنوب و يصبح في مرتبة من أعلى المراتب قربا من الله عز وجل يوم الدين .
وفي الواقع عزيزي القارئ لو أننا أردنا أن نفرد الصفحات لذكر طرق الحصول على الغفران و الخلاص من الذنوب و الخطايا لاحتجنا أكثر من خمسين مؤلف أخر فعلى سبيل المثال : صوم رمضان و صيام النوافل و الصلوات الخمس و صلاة النافلة و السعي للحصول على العلم و إماطة الأذى عن الطريق و تلاوة القرآن الكريم و الدعاء و الحج و العمرة وفك الكربات و...
الأعمال كثيرة جدا
و كلها من أسباب الحصول على الخلاص من الذنب
إن الخلاص متوافر لكل مجتهد و مخلص و لا يتوقف على دم إنسان أو ذبيحة حيوان
بل الخلاص يكون في العمل الصالح و النية الصادقة
في الفصل التالي سوف نتناول موضوع الخطية الأصلية من الكتاب المقدس .
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]
عندما تريد أن تشتري لحم تذهب إلى الجزار
و عندما تريد أن تشتري سيارة تذهب لمعرض سيارات
و عندما تريد البحث في أمور خاصة بالعقيدة تذهب لأهل هذا المعتقد و تبحث في كتبهم
لهذا عندما أردنا البحث في مفهوم الخطية الأصلية ذهبنا إلى
دائرة المعارف الكتابية التي عكف عليها
القساوسة و علماء النصارى
و الكتاب المقدس ترجمة الفاندايك
هذا هو المنهج الذي يجب أن يتبعه أي شخص باحث بحق و كل ما نرجوه من المنصرين الذين يقفوا خلف الفضائيات أن يتبعوا نفس المنهج بدون غش و خداع و تزييف للحقائق و العقائد من أجل حفنة من الدولارات .
ما هو تعريف الخطية الأصلية ؟
تخبرنا دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان "الخطية":
(1) مفهومها: لا يوجد في الكتاب المقدس تعريف محدد للخطية، ولكن هناك عدة أوصاف لها، ومن ثم يجب الجمع بين مختلف الجوانب. فالخطية عمل إرادي أخلاقي (تك 2:3-6، رو 18:1و28). ولا ينطوي المفهوم الأخلاقي المجرد عن التعدي الإرادي على الشريعة - في الكتاب المقدس - تحت مفهوم ديني أشمل عن السلوك الخاطئ تجاه أوامر اللـه ووصاياه المحددة (تك 3:3) وناموسة (رو 19:3 و20) فحسب، لكنه ينطبق أيضاً على رفض الإنسان الانقياد - في حياته - لتأثير معرفة قوة اللـه الموجهة المرشدة و الضابطة الملزم (رو 18:1و28)، ورفضه معرفة طبيعة اللـه (يو 19:3) ورفضه محبة اللـه المعلنة في شخص ابنه (يو 3 :36) .
وتأتي معرفة الله - لكل الناس - من طبيعتهم ذاتها (رو 2: 14و15)، ومن الخليقة (رو 1: 20)، ومن روح اللـه (يو 1 : 9، تك 6 : 3 ،أع 7 :51 ،14 : 17)، فالتعدي علي ناموس معروف هو خطية . بل ويعتبر الموقف الخاطئ والرغبات الخاطئة والاتجاه الخاطئ للإرادة أو "الذات" (كالعصيان والانحراف والتشويش) خطية أيضا ( 1يو 4:3،مت 22:5و28، رو 8:7-13، 21:5 . فالخطية إذاً هي عدم الإيمان (عب 12:3 و19)، وتركيز الذات حول شيء ما أو شخص ما ، غير الله ذاته (تك 6:3، رو 1: 28، 7:8).
(2)تعريف الخطية: الخطية هي أي موقف من مواقف عدم المبالاة أو عدم الإيمان ، أو العصيان لإرادة اللــه المعلنة في الضمير أو في الناموس أو في الإنجيل ، سواء ظهر هذا الموقف في الفكر أوفي القول أو في الفعل أو الاتجاه أو السلوك.
(3)نتائج الخطية وآثارها : فللخطية ـ طبقاً للكتاب المقدس ـ تأثير مباشر حسب القوانين الراسخة للخليفة ، كما أنها تجلب علي البشر عقاب اللــه . وبحسب القانون السيكولوجي، تمتد الخطية إلى كل النفس في حرمان الإنسان من أسمي إمكاناته ، وفي إظلام العقل وإلهاب العواطف، وتقسية الإرادة ضد اللــه وضد كل صلاح ( رو 21:1 ـ 32، غل 19:5 ـ21).
والخطية ـ بحسب قانون الوراثة ـ تنقل النزعة الشريرة والإثم إلى نسل الخاطئ (مز 51: 5، أف 3:2) . وهكذا شملت الخطية الأولي كل الجنس البشري ، وتميل الخطية بطبيعتها إلى التكاثر الذاتي الكثيف الشامل ، كما تجلب الخطية علي الخاطئ عقاب اللــه المباشر في هذا الزمان (مز 11:51 ، رو 28:1 ،23:6)
و مما سبق يتضح لنا ما يلي :
الخطية الأصلية على حسب المفهوم النصراني هي نتاج ذنب ارتكبه آدم عليه السلام عندما أكل من شجرة معرفة الخير و الشر و كان نتاج هذا الخطأ أن حكم الرب عليه بالموت الأبدي و المقصود بالموت هنا على حسب مفاهيمهم أنه موت روحي حرم آدم من دخول الملكوت و كان من تبعات هذا الذنب أن ذرية آدم هي الأخرى حرمت من دخول الملكوت بعد أن ورثت الخطية .
و ما هو الحل في هذا الإرث ؟؟؟
تخبرنا أيضا دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان الخطية :
(12) الكفارة : إن المفهوم الصحيح للخطية ضروري لو أردنا أن نفهم رأي الكتاب المقدس في كيفية خلاص الإنسان، فحياة الإنسان والمجتمع تقوم على العلاقة الصحيحة مع اللـه: "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته "(يو17: 3). والخطية هي قطع الصلة باللـه، ورفض مقاصد محبة اللـه من نحو خليقته، كما أنها علاقة خاطئة مع الآخرين، ومقاومة الناموس الذي أعطاه اللـه لخليقته، وانحراف قوى الإنسان الشخصية مما يؤدي إلي الموت الروحي والأدبي. وهي ـ أي الخطية، على أحسن الفروض ـ قناعة طائشة بمستوى أخلاقي هابط من الانغماس في اللذات، المنطوي في أعماقه على تأليه الذات دون اعتبار للـه ولا لأخيه الإنسان. ومن هنا تظهر الفكرة الكتابية بأن اللـه نفسه هو الذي يرفع الذنب، والمحرك الأول في تحقيق انسجام الإنسان معه، ومن هنا نشأت فكرة الكفارة والتبرير والفداء، ثم الفكرة الكتابية عن الحمل الملقى على الضمير، حتى إنه لا يمكن للإنسان أن يتمتع بالسلام إلا إذا نال الغفران:" فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع اللـه بربنا يسوع المسيح "(رو5: 1). وفي الواقع، فإن كل مفهوم الخلاص ـ سواء باعتباره تغييراً لموقف الإنسان أمام اللـه، أو تغييراً داخلاً شاملاً في الخاطئ قبل كل شيء، أو استمرار حياته الجديدة ـ كل ذلك مرتبط بمفهوم الطبيعة الحقيقية للخطية وميل الإنسان لارتكابها .
في المسيح : تتركز كل عملية خلاص الخطاة النابعة من محبة اللـه، في المسيح :"لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)، فبحياته وبموته ـ بخاصة ـ تمت الكفارة والمصالحة من غضب على الخاطئ ، ومن خوف الخاطئ من اللـه ( رو5: 1 ـ 11)، كما أنه يمنح المعرفة الجديدة عن اللـه للعقول التي أظلمتها الخطية: "لأن اللـه لم يراه أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَّبر" (يو1: 18)، ويخلق في الإرادة الدوافع الجديدة للتوبة والإيمان والمحبة ( غل2: 19و20، رو5: 11)، كما يمنح القوة للحياة الأبدية للابتعاد عن الخطية (رو 8: 12 ـ 15)، كما يمنح قوة وإرشاداً بالروح القدس (رو8: 5و26).
وفي الواقع، إن المسيح ـ الحي ، المائت ، المقام من الأموات ليحيا إلى الأبد ـ هو الذي يعطي الروح ، حتى بالتجديد يجعل الحياة الجديدة ممكنة بداية واستمراراً وختاماً
(مت 3: 11، أع 2: 33، رو 6: 4 ـ 14)، ولذلك "ففي المسيح" ـ أي بالاتحاد معه ـ يمكن الغلبة على الخطية في الفرد (رو8: 2،2 كو 5: 17، أف2: 10، كو3: 4)، وبالاتحاد معه ينتج اتحاد المؤمنين معاً وشركتهم في الملكوت ( 1كو10: 17، 1يو1: 3).
(14) التجديد : وبقبول الفرد للخلاص واختباره له، فإن طبيعة الخطية في الفرد تستلزم اختبار التجديد الذي يتضمن التوبة والإيمان، وهو ما تستغله سيكولوجية الدين كثيراً، إنه تغيير واعٍ لكل النفس فيمن وصلوا إلى سن الرشد والتمييز. إنه تغيير للنفس من التمركز حول الذات، إلى حياة لا تهتم بالآخرين فحسب، بل إلى حياة مركزها هو المسيح، مما يعني تغييراً في الأحكام المادية والقيم والمعايير والعواطف والمواقف. ويتجلى كل ذلك واضحاً في كل أقوال الكتاب المقدس التي تصف هذا التغيير الداخلي. إن التبكيت يعني إلقاء نور جديد على حياتنا الخاصة في ضوء حكم اللـه. أما التوبة فتعني قبول هذا الحكم الإلهي، فيصبح لنا "فكر جديد" يحزن على الخطية. أما التجديد فيعني البعد عن الخطية والتحول نحو اللـه .أما الإيمان فيعني الاتكال على اللـه والثقة فيه والمحبة له .
انتهى الشاهد من دائرة المعارف الكتابية
و هكذا نرى أن الحل هو في الكفارة البشرية الكاملة ، فالخطية صنعت مشكلة بين الخالق و المخلوق " على حسب ما فهمنا من كلام النصارى "
و كان لزاما أن يحدث مصالحة بين الرب و البشر و هذا التصالح يكون بصلب الابن الكامل الذي هو بلا خطية و تحمله الألم لكي يخلص البشرية من آدم حتى أخر واحد
من البشر .
و بالطبع فإن هذا البشر المصلوب لا يمكن أن يكون إنسان عادي بل هو الله المتجسد
والعياذ بالله من كل شرك .
و على هذه الفكرة الغير منطقية تم بناء الإيمان النصراني و بدون هذا الفكر لا يكون لدينهم أي معنى أو هدف و لا يوجد أي منصر إلا و تجده يغني بمثل هذه الأقاويل التي لا تمثل أي مقدار من المنطق العقلي السليم.
و لنبدأ سويا تمحيص هذا الفكر و تحليله و بيان الصالح فيه من الطالح ولكن يجب علينا أن نتفق أولا على أمر هام جدا و هو ما ورد في الرسالة إلى رومية 10 : 17 "إذا الإيمان بالخبر و الخبر بكلمة الله "
فكل ما يقوله القساوسة و الرهبان خارج كلمة الله لا يمكن أن يكون هو أساس الإيمان أو محور العقيدة .
النقطة الأولى : أين الشاهد من كلام يسوع ؟؟
أين قال يسوع أنه جاء من أجل تخليص البشرية من خطية آدم ؟؟أين ذكرت كلمة الخطية الأصلية على لسان يسوع ؟ في أي موضع من الأناجيل الأربعة تحدث يسوع عن آدم أو لمح بذلك ؟؟؟
و للأسف الشديد فشل الجميع في إيجاد هذا النص على لسان المسيح , فالمسيح عليه السلام لم يقل هذا الكلام في الأناجيل، التي يظن أنها منسوبة لتلاميذه ، أين كلام يسوع عن آدم ؟؟ إن الباحث المدقق لا يجد كلمة آدم مذكورة في الأربعة أناجيل على الإطلاق فكيف تم اختراع هذه الفكرة التي أطلق عليها الخطية الأصلية ؟؟ و أذكرك عزيزي القارئ المسلم نحن هنا نتكلم عن أساس العقيدة النصرانية ، فهل هي عقيدة بلا أساس ؟؟ هل قامت العقيدة النصرانية على الاستنتاج أم على النص القطعي الذي بلغهم على لسان يسوع ؟؟
و نحن نسأل أي شخص نصراني يمارس التنصير بين المسلمين أن يأتينا بكلمة خطية أصلية أو كلمة آدم على لسان يسوع و كل ما تحدث عنه يسوع هو الخطايا العادية التي ترتكب كل يوم و التي أوضح لنا أن جميعها يغفر إلا التجديف على الروح القدس "متى 31:12 " لذلك أقول لكم كل خطية و تجديف يغفر للناس،و أما التجديف على الروح فلن يغفر للناس "
و هكذا نرى أن فكرة الخطية الأصلية إنما هي فكرة دخيلة و مصنوعة بشريا و ليس لها علاقة بالإيمان الكتابي الذي يستند على كلام المسيح عليه السلام, إذا سلمنا بأن ما وصلنا من كتب إنما هي فعلا من كلامه عليه السلام.
النقطة الثانية : لماذا تكون المعرفة من الخطايا ؟؟
تعالوا يا أخوة يا كرام نفتح التكوين و نبحث في أمر هذه الخطية لعلنا نتوصل لشئ يمكن قبوله عقليا .
و لكن أحب أن أبدأ بسؤال لكل شخص محب للمعرفة " هل المعرفة ذنب ؟؟" بالتأكيد أي شخص عاقل يعلم تماما أن المعرفة هي نور يستطيع الإنسان من خلاله التعرف على ما حوله من أمور فالإنسان بدون معرفة عبارة عن حيوان بلا عقل و العقل وظيفته الأساسية اكتساب المعرفة و التعلم و لكن للأسف الشديد نجد أن الخطية الأصلية التي نتحدث عنها هي خطية السعي من أجل المعرفة !! فآدم على حسب ما يقول الكتاب المقدس أكل من شجرة معرفة الخير و الشر و أصبح عالما بالخير و الشر فلماذا تتم معاقبته على هذا ؟؟ أصلا لماذا يمنع الرب عنه معرفة الخير و الشر ؟؟ هل معرفة الخير من الشر خطأ ؟؟ هل من الحكمة أن تترك الإنسان مثل الحيوان لا يعرف الخير من الشر ؟؟ هل الله يدعونا للتعلم و التدبر و التفكير و معرفة الأمور و تفحص الخير من الشر أم يدعونا للغباء
والجهل ؟؟؟؟؟
"وأما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموتا " التكوين 2: 17
فلماذا لا يأكل من الشجرة ؟؟لماذا لا يتعلم الخير من الشر ؟؟ لماذا يمنع الرب آدم من القدرة على التفريق بين الخير و الشر ؟؟
و النقطة الثالثة : هل آدم مستحق العقاب ؟
ما هو ذنب آدم ؟ آدم كان لا يعرف الخير من الشر – على حسب معتقداتهم - قبل أن يأكل من الشجرة فلماذا يتحمل مسؤولية هو غير قادر عليها ؟؟ فهو مثل الطفل الرضيع لا يعرف الخير من الشر!!
ما هو الخير ؟؟ الخير هو طاعة الرب ، ما هو الشر ؟؟ الشر هو معصية الرب ، و طالما أن آدم لا يعرف الفارق بين الخير و الشر فهو بالتأكيد لا يعرف طاعة الرب و معصية الرب و بالتالي يكون من الظلم أن يحاسب على المعصية التي لم يعرف أصلا ما هي !!
و النقطة الرابعة : هل تحقق وعد الشيطان للمرأة ؟
الرب توعد آدم و قال يوم تأكل منها موتا تموتا
الشيطان قال للمرأة ناصحا لها " لن تموتا "
التكوين 3 : 4، 5 " فقالت الحية للمرأة "لن تموتا " بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر
فمن هو الحكيم هنا ؟؟ من الذي تحقق وعده ؟؟ الرب أم الشيطان ؟؟- نعوذ بالله
المفروض على حسب كلامهم أن يسوع جاء من أجل أن يعطي الحياة الأبدية
والتكفير عن الخطية و إعادة الحياة لكل البشر بعد الوقوع في الخطية إذا بكل بساطة تحقق وعد الشيطان لحواء و لم يحدث موت أبدي لآدم و حواء بل حصلوا هم و نسلهم على الخلاص ،كما يعتقدون ، فهل الشيطان يمكن أن يكون أحكم من الرب و اعلم منه بخطة الخلاص و الفداء لكي يعد المرأة بعدم الموت ؟ في الوقت نفسه نجد الرب في كتبهم متسرعا في قراراته بل و يتراجع عنها و يبذل في سبيل هذا التراجع نفسه أو ابنه الوحيد على الصليب !! نعوذ بالله من هذا الكفر
يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
فهل يعقل هذا التحول و التغير في قرارات الرب التي من المفروض أن تكون قرارات حكيمة و مبنية على معرفة المستقبل !! سبحان الله عما يصفون
النقطة الخامسة : لماذا لم يخبر الرب آدم بقدوم المخلص يسوع ؟؟
أين الحديث عن المخلص , الذي سيعيد الحياة لآدم بعدما مات بخطيته , في حوار الرب مع آدم في سفر التكوين ؟؟ لماذا لم يخبر الرب آدم بأنه سيرسل نفسه لكي يموت بدل عن آدم ؟؟ لماذا لم يقل الرب لآدم موتا تموتا حتى يأتي ملئ الزمان ثم أضع نفسي على الصليب و أموت لكي تحيا أنت يا آدم كما يدعون !!
بل الواضح من الكتاب أن نسل الحية و نسل حواء سيكونان في صراع و حرب كنوع من العقاب فأين نجد ذكر هذا الذي سيأتي من أجل الخلاص و الفداء و الكفارة ؟؟؟ هل كان التجسد و الصلب سر لا يجب أن يعلنه الرب لآدم و حواء ؟؟؟
النقطة السادسة : هل تم عقاب آدم و حواء و الحية ؟؟
لقد أخطاء آدم و تم العقاب فالأرض صارت ملعونة و أصبح التعب هو الوسيلة التي يحصل بها على الأكل و الشرب و أصبحت الأرض تنبت الشوك و الحسك للإنسان
وأصبح الإنسان يأكل عشب الأرض ، لا تستغرب عزيزي القارئ المسلم فهذا ما يقوله لنا الكتاب المقدس
التكوين 3 : 17 ، 18 "وقال لآدم لأنك قد سمعت لقول امرأتك و أكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك . و شوكا و حسكا تنبت لك و تأكل عشب الحقل"
فهل نحن نأكل العشب من الأرض ؟ هل اختفى التفاح و المانجو و التين و الزيتون و التمر و غيره من الثمار و الخضراوات الرائعة المتنوعة التي ينعم بها الفقير و الغني ؟؟ هل لم يكن يعرف الرب أن آدم سيأكل لحم الدجاج المشوي و لحم الغنم و لحم البقر ؟؟ هل رأيت أحدا من البشر يعيش فقط على العشب ؟؟ أنا لم أرى أحدا من أولاد آدم يجلس في أرضية أي ملعب من ملاعب كرة القدم ليأكل العشب و لم أرى أحد من الجماهير ينزل لأرض الملعب لكي يقتات من العشب !!
فلماذا لم يتحقق هذا العقاب على آدم ؟
أما عقاب حواء فكان عبارة عن ألم الولادة فيبدوا أن المرأة لم يكن مقدرا لها أن تشعر بألم الطلق الذي يحدث عند الميلاد و لكن الرب عاقبها بأن يكون هناك ألم عندما تلد و أيضا عاقبها بشئ آخر و هو أن يكون اشتياقها إلى الرجل !! هل الشوق إلى الرجل عقاب ؟؟
تكوين "3 : 16 "و قال للمرأة تكثيرا أكثر أيام حبلك بالوجع تلدين أولادا, و إلى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك "
فهل مراحل تكوين الجنين في بطن الأم و الأيام التي تتعايش الأم مع جنينها و تعيش فيها الأسرة حالة من البهجة و الفرحة و يضع الأب و الأخوة أذانهم على بطن الأم لسماع ضربات الجنين هل هذه اللحظات عقاب ! هل هذا عقاب !!
و هل شوق الزوجة لزوجها و حبها له أيضا من العقاب ؟ هل الطبيعي أن تكره الزوجة الزوج ؟؟
ثم هل كل النساء خاضعين لأزواجهم ؟؟ وهل الزوج سائد على زوجته في كل بيت ؟؟كم عدد النساء اللاتي يتحكمن في بيوتهن ويخضعن أزواجهن ؟؟ هناك العديد من النساء بالفعل يتحكمن في أزواجهن فهل فلتوا من العقاب ؟؟ و الشئ الغريب أن هناك كثير من النساء لم تتزوج و لم تنجب فأين عقاب الرب لهم ؟ هل هم بلا عقاب ؟ لماذا لم يتحقق كلام الرب على كل النساء ؟ ثم هل هذا العقاب شامل القطط و الكلاب أيضا ؟؟ فالقطط تتألم عند المخاض فهل هذا عقاب على الخطية أيضا ؟
وأما عن عقاب الشيطان فهو كما ورد في التكوين 3 : 14 " فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تأكلين كل أيام حياتك"
هل المشي على البطن عقاب للحية ؟؟ نحن جميعنا نرى الثعابين يسعون على بطونهم في سهولة و يسر و انسيابية و أعتقد أن الثعبان لو كان له أقدام لما كان أسرع و لا أخف من أن يسعى على بطنه فالمشي بالتأكيد أكثر عناء للحية عندما تطارد فريستها و نتذكر بالمناسبة ما ذكره كتابهم المقدس عن دبيب أقدام الرب – و العياذ بالله - ففي سفر التكوين الإصحاح الثالث سمع آدم دبيب الرب الذي كان يمشي في الجنة بحثا عن آدم وزوجته فلما سمع آدم دبيب أقدام الرب هرب و ظل الرب ينادي يا آدم أين أنت ؟ - و هذا الكلام بالطبع يرفضه عقل و قلب كل مسلم فتعالى الله عما يصفون - أما الحية قد تخلصت من هذه الأقدام و تستطيع بسهولة التحرك و بسرية أيضا من دون أن تشعر بها فريستها فهل العقاب بحرمان الحية من أقدامها كان في صالحها !! إن عدم منطقية هذه القصة يدلل على تحريفها بدون أدنى شك
و هل الحية تأكل تراب ؟؟ هذا من الألغاز التي حار عقلي في التوصل إليها كيف نقول أن الحية تأكل التراب ؟؟ هل هناك أي أحد رأى الحية تأكل تراب ؟؟ هل التراب هو غذاء الحيات ؟؟ يعني مثلا لو قمت بشراء عدة أمتار من الرمل لبناء مسكن لك و تركت الرمل بالشارع هل تلتف حولك الحيات تريد أكل الرمل ! نتمنى من المبشرين الذين يهاجمون الإسلام التفرغ للرد على هذه القصص العجيبة فهذا أولى لهم
النقطة السابعة : لماذا لم يرفع العقاب بعد الصلب ؟؟
كما رأينا عقاب الرجل كان التعب و العمل و أكل الشوك و الحسك و عقاب المرأة كان بالوجع عند الولادة و الشوق للرجل و عقاب الحية كان بأن تأكل التراب و تمشي على بطنها ، و السؤال هنا لماذا لم يتم رفع هذا العقاب عن الرجل و المرأة و الحية بعدما قام الرب بإرسال ابنه الوحيد لكي يخلص البشرية من الخطية بدمه – كما يدعون ؟؟ لماذا يستمر هذا العقاب بعد أن صلب يسوع الإنجيلي – كما يظنون ؟؟ فها هو الرجل لا يزال يعمل و يأكل بعرق جبينه و المرأة ما زالت تبكي و تصرخ عند الميلاد فلماذا لا تضحك و تمرح النساء في عنبر الولادة بالمستشفيات ؟ و لماذا لم تنبت للحية أقدام بعد أن تمت عملية الفداء و الصلب ؟؟ لماذا استمر العقاب بعد الكفارة ؟ هل هذا عدل ؟ أم أن الموضوع برمته كان مجرد تأثر المحرفين بالوثنيات القديمة
النقطة الثامنة : لماذا تم عقاب أولاد آدم ؟؟
نحن أبناء آدم لم نأكل من الشجرة فلماذا نعاقب ؟ هل هذا هو العدل ؟ هل من العدل أن يعاقب البريء ؟ ما هو ذنب كل نساء العالم أن يلدوا بالألم ؟؟ ما هو ذنب كل رجال العالم أن يأكلوا بالتعب و تنبت لهم الأرض الشوك و الحسك
ويأكلون العشب ,كما يقول الكتاب , ما هو ذنب كل هؤلاء ؟ هل هذا هو العدل الذي يتحدث عنه المنصرون ؟ هل أهل التنصير و أصحاب الحملات التبشيرية على بلادنا يدعوننا لهذا الفكر الظالم ؟ إن الكتاب المقدس يقول لنا عكس ما يقوله هؤلاء على الفضائيات الصفراء تعالوا لنرى ما في الكتاب
التثنية : 24 : 16 " لا يقتل الآباء عن الأولاد و لا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيته يقتل "
هذا ما يقوله الكتاب المقدس فكل خطية خاصة بالذين اقترفوها و الذين فعلوا الإثم هم فقط الذين يستحقون العقاب فلماذا يصر المبشرون على نشر أفكار تشيع اليأس و الظلم على كل البشر و يدعوننا لتحمل خطايا لم نرتكبها !!
النقطة التاسعة : هل كان يسوع يعلم بأن اليهود و غيرهم موصومون بعار الخطية الأصلية ؟؟؟
كما قلنا في النقطة الأولى يسوع لم يذكر على الإطلاق مصطلح الخطية الأصلية أو حتى تحدث عن آدم و حواء و خطيتهم كما وردت بالعهد القديم و نرى أنه كان يتعامل مع اليهود و مفهوم الخطية الأصلية غير وارد في ذهنه أبدا فهو يقول مثلا
يوحنا : 15 : 22 " لو لم أكن قد جئت و كلمتهم لم تكن لهم خطية أما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم "
و هذا كلام واضح و صريح من يسوع أن الخطية الأصلية وهم كبير ليس له وجود و أن اليهود لم يكن لهم أي خطية متوارثة بل ذنبهم الوحيد هو عدم قبولهم للمسيح عليه السلام لذلك يوضح لنا أن ما قبل ذلك -أي قبل أن يعلن لهم عن كونه نبي و رسول من الله لهم و قبل أن يرفضوا رسالته - كانوا بلا خطية و هذا يؤكد على بطلان مفهوم توارث خطية آدم التي يدعيها المبشرون
النقطة العاشرة : لماذا يقتل إنسان برئ ؟
هل من العدالة أن يقتل المسيح على الصليب و هو بلا ذنب ، كما يقول النصارى ؟
هل عدالة الرب تسمح بقتل شخص غير مذنب من اجل شخص أخر مخطئ ؟ العدالة تقول أن الإنسان المخطئ يجب أن يقع عليه العقاب لكي نحمي الذي هو بلا ذنب فلماذا يحدث العكس هنا ؟ لماذا ينعكس الحال و يتغير ؟ ثم ماذا سيحدث بعد مقتل هذا الإنسان الغير مذنب ؟ هل قتل الأبرياء يفيد أحد ؟ هل قتل شخص برئ سيمنح الرب قدرة على المغفرة ؟ ما هي الحكمة وراء قتل شخص بلا خطية و بلا ذنب مثل يسوع كما يدعي المبشرون ؟ إن المتفحص لهذا الأمر يرى أن هذا الفكر يهدم المبادئ في المجتمعات . هل قتل إنسان صالح يستفيد منه البشر ؟ بالطبع لا إذا لماذا يقتل هذا الإنسان الصالح ؟؟
يقف المبشرون في برامجهم خلف المنصات العالية و يترنمون مجدا لربهم يسوع الذي كان كفارة للبشر و يظنون أن المشاهد سينقاد ورائهم كالشاة بدون أن نفحص تعاليمهم الكاذبة " و لكن هيهات "
إن الكفارة هي عبارة عن عقاب بديل عن النار هذا ما نفهمه نحن فالإنسان عندما يتقاعس عن أداء طقس من الطقوس الدينية أو عندما يخطئ و يرتكب ذنب عليه هو بنفسه أن يبحث عن طريقة ليكفر عن ذنبه – كما نرى في تشريعات العهد القديم - فمثلا يذهب لذبح شاة كما في العهد القديم و يدفع ثمنها من حر ماله و يأكل منها الفقراء و شيوخ المجمع و بذلك يتم إطعام الفقراء و رعاية رجال الدين و هذه كفارة مقبولة منطقيا و أدت الغرض من التشريع و هو إصلاح الشخص الخاطئ و المساهمة في حل مشاكل مجتمع المؤمنين و إذا أردنا أن نطبق هذا الكلام على قصة كفارة يسوع التي يزعمون بحدوثها فما هي الفائدة الشخصية العائدة على الذي قدم الكفارة ؟ و ما هي الفائدة المجتمعية من قتل يسوع ! نتمنى أن يجيبنا أحدهم
و العجيب كما قلنا أن يسوع غير مذنب فلماذا و عن ماذا يقوم بالكفارة ؟؟ أم أن الذي أذنب هو الرب لذلك هو يريد أن يكفر عن ذنبه - و العياذ بالله - هل الرب يخطئ و يكفر عن نفسه؟ - نعوذ بالله من هذه الأفكار التي نتجت عن عقول قاصرة مريضة
هل تغير شئ بعد الصلب ؟ هل الكفارة قومت المجتمع و حولته لمجتمع مثالي غير مذنب ؟ هل حررت الكفارة المجتمع اليهودي من الذنب و المعصية ؟؟ بالطبع لم يحدث
فاليهود بعدما صلبوا يسوع ، على حسب زعم النصارى ، تفحشوا في الظلم و قتلوا
وعذبوا الكثيرين ممن تبعوا يسوع و لنرى مثلا ما فعله اليهود بعد الكفارة برجل تابع ليسوع مثل استفانوس فقد أخرجه اليهود و رجموه حتى الموت و ساعدهم في ذلك شاول الذي ادعى بعد ذلك أن يسوع ظهر له و أنه رسول ليسوع .
أعمال الرسل : 7 : 58 " و أخرجوه خارج المدينة و رجموه و الشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول "
فالكفارة المزعومة لم يكن لها أي فائدة على المجتمع و بالطبع هي أصلا مقدمة من شخص بلا خطية لذلك فهي بلا أهمية لذلك الشخص.
التفسير الوحيد لأهمية الخطية هو أن الرب لم يكن قادر على المغفرة – و العياذ بالله - فبعد أن قتل ابنه – كما يعتقدون - أصبح قادر على المغفرة و هذا بالطبع كلام لا يستقيم مع الله الخالق تعالى عما يصفون علوا كبيرا
فرحمته كمال لعدله و عدله أساس لرحمته .
تبارك الله رب العالمين
في الفصل التالي سنرى الأدلة و البراهين التي تؤكد على أن الله عز وجل يمنح المغفرة بلا قيد أو شرط من كتاب النصارى قارعين الحجة بالحجة , و الدليل ناصع قوي أمام كل مدعي و دجال .
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
تحدثنا في الفصل الثاني من هذا الكتاب عن مفهوم الخطية الأصلية من وجهة النظر النصرانية و أثبتنا أن هذه الخطية المزعومة ليس لها علاقة بالمنطق أو بالكتاب المقدس و في هذا الفصل سنتناول إن شاء الله مسألة غفران الخطية من الكتاب المقدس عن طريق طرح بعض البديهيات في شكل سؤال جواب .
·هل المغفرة تضاد العدل ؟
كثيرا ما نسمع هذا الكلام من المبشرين باسم ربهم يسوع و هم يظنون أنهم بذلك يضحكون على عقولنا لكن الحمد لله مازالت البشرية تنعم بنعمة العقل لكي تميز بين الغث و الثمين و بين الصالح و الطالح
إن الله عز وجل إله كامل
التضاد هل هو من صفات الكمال ؟؟
بالطبع لا
لماذا ؟
لأن التضاد في الشخصية يعني عدم التوازن و التضارب في اتخاذ القرارات ، فالشخص الغير مستقر و الغير متكامل مع ذاته و تفكيره تجده دائما يفعل أفعالا غير حكيمة ثم يرجع عنها و يندم و هذا بالطبع بعيد كل البعد عن الخالق عز وجل تعالى عما يصفون علوا كبيرا .
لذلك عندما يتحدث أمثال جناب القمص زكريا بطرس و يريد أن يشرح لنا أن سبب عدم منح المغفرة لآدم من الله بدون سفك دم يسوع تجده يقول لك : الله عادل و الله رحيم و العدل ضد الرحمة لهذا لا يمكن أن يمنح الرب الرحمة لآدم بدون كفارة ، و هذا الكلام سفسطة فارغة و غير مبررة عقليا أو كتابيا بل هي سذاجة و سطحية وثنية قديمة
فالرحمة و المغفرة لا تمنحان إلا بعدل من الله عز وجل و العدل لا يطبق إلا بعين رحمة الله فالرحمة و العدل هما صفتان متكاملتان و ليست متضادتان فالله عادل في حكمة لا يظلم
وهو رحيم غفور لا يمنع رحمته عن عباده المستحقين بعدل ، فالعدل هو عين الرحمة
والرحمة هي ثمرة تطبيق العدل .
فمثلا لو قام شخص بقتل شخص آخر فإن الله عز و جل يحاسب القاتل بعدله فإذا كان مستحق الرحمة منحها له و إن كان غير مستحق الرحمة عذبه و بالتأكيد هناك اختلاف كبير بين مقاييس الحكم على القلوب و النوايا و الأفعال بين الله عز وجل الخالق الأعظم و بين المقياس البشري الذي لا يرى إلا من خلال عقله المحدود ، فربما يرى القاضي محاكمة القاتل بالقصاص و لكن نجد أن في حكمه تجني على القاتل الذي قتل دفاعا عن وطنه أو عن عرضه و مإله أو قتل عن طريق خطأ غير مقصود و كل هذه النوايا لا يعلمها إلا الخبير العليم و التي بها سيحاسب البشر و على مقدار الخير الموجود في القلوب ستمنح الرحمات بعدل العادل و حكمته الأبدية .
·هل إله العهد القديم لا يغفر إلا بسفك دم ؟؟؟
إن الفاحص للعهد القديم من الكتاب المقدس يجد أن مفهوم منح الرحمة والمغفرة بشرط الذبيحة هو مفهوم قاصر و غير موجود بل هناك العديد من النصوص التي تأكد أن الخالق يغفر الذنوب من السماء بل و هناك العديد من الفرص من أجل الحصول على التوبة
والمغفرة .
أخبار الأيام الثانية : 7 : 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعى اسمي عليهم و صلوا
وطلبوا وجهي و رجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء و أغفر خطيتهم
وأبرئ أرضهم "
فالتواضع و الصلاة و الدعاء و التوبة عن الذنب تكون بالتأكيد سبب في رضا الله عن عبيده و مغفرة ذنوبهم فلماذا يصر القساوسة على أن الله لا يغفر الذنوب ؟ أليس هذا هو انتقاص من صفات الله – و العياذ بالله ؟
وفي كتابهم المقدس نجد في إشعياء 55 : 7
" ليترك الشرير طريقه و رجل الفكر أفكاره و ليتب إلى الرب فيرحمه و إلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "
فالله يكثر الغفران و يتوب على كل من يترك الإثم فلماذا نضيق على الناس و نقول لهم كلا لن يغفر لكم إلا إذا مات الله أو تجسد الله أو تعذب الله !! هل هذا هو الفكر المستقيم ؟؟هل هذا هو العقل الناضج الذي يعي مفهوم كمال الله و عظيم رحمته سبحانه و تعالى
لماذا لا يكون للنصارى إيمان مثل إيمان داود الذي قال في المزامير78 : 38
" أما هو فرءوف يغفر الإثم و لا يهلك و كثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه "
فإذا كان هذا هو إيمان أنبياء العهد القديم فلماذا الإصرار على تلبيس الحق بالباطل و القول بأنه لا غفران إلا بسفك دم الخالق و العياذ بالله !!!
و يستكمل داود كلامه في توضيح معنى المغفرة و سبب استحقاقها و يقول في المزامير "18 :20 ,21 ,22 ,23 "
"يكافئني الرب حسب بري حسب طهارة يدي يرد لي لأني حفظت طرق الرب و لم أعصي إلهي لأن جميع أحكامه أمامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي وأكون كاملا معه و أتحفظ من إثمي فيرد الرب لي كبري و كطهارة يدي أمام عينيه "
إذا الله سبحانه و تعالى يكافئ الناس على حسب أعمالهم فمنهم من يستحق المغفرة فيغفر له و منهم من تحق عليه كلمة العذاب فيطرح في النار بعدل الله و برحمته بعبيده الأتقياء فعقاب الظالم هو رحمة للمظلوم .
و في المزامير أيضا يستكمل داود وصفه للرب
ففي المزمور 86 : 5
"لأنك أنت يا رب صالح و غفور و كثير الرحمة لكل الداعين إليك "
إذا الرب هو إله غفور و كثير الرحمة لكل من يطلب الرحمة لكل من يرفع يده إلى السماء فلماذا نضع شرط لرحمة الله ؟؟ لماذا يقوم بناء الإيمان المسيحي على أساس عدم قدرة الرب على المغفرة بدون أن يسفك الدماء ؟؟ ما هو الهدف من تحديد و منع رحمة الله من أن تتنزل على عباده التوابين المستغفرين ؟؟؟
هل قال العهد القديم أن الخالق عز وجل لا يقدر على المغفرة ؟؟ إن النصوص السابقة تؤكد أن العهد القديم شاهد على بطلان عقيدة أن الله لا يغفر إلا إذا تجسد و صلب
ومات و قام و سفك دماء ذكية حاشا لله .
و الآن ننتقل إلى العهد الجديد و كلام يسوع :
هل قال يسوع لا كفارة و لا مغفرة إلا بصلبي و سفك دمي على الصليب ؟؟
الإجابة هي لا
ففي كل العهد الجديد لا نجد عبارة واحدة على لسان يسوع يقول فيها أنه لا خلاص للبشرية إلا بسفك دمه و صلبه , بل نجد أن يسوع كان يصف العديد من سبل الاستغفار و التوبة لمن حوله من الخطاة و هذا ما نراه جليا مثلا في قصة أحد الخطاة الذي كان أسمه زكا و لتكن هذه القصة هي البرهان الأول من كلام يسوع .
تعالوا نرى ما هي قصة زكا !!
لوقا : 19 من 1 إلى 8
ثم دخل واجتاز في أريحا.
وإذا رجل اسمه زكّا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا
وطلب أن يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة
فركض متقدما وصعد إلى جميزة لكي يراه.لأنه كان مزمعا أن يمرّ من هناك.
فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له يا زكّا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن امكث اليوم في بيتك.
فأسرع ونزل وقبله فرحا.
فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ.
فوقف زكا وقال للرب ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وان كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف.
فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو أيضا ابن إبراهيم
كان زكا رجل قصير القامة أراد أن يتعرف على شخص المسيح الذي يقوم بعمل معجزات و تجتمع حوله الألوف من أجل أن تنال الشفاء يا ترى من هو هذا الشخص ؟ فصعد على شجرة في الطريق لتي كان يسوع مزمعا أن يمر بها و انتظر حتى جاء
يسوع ...
نظر يسوع إلى زكا وأشار إليه بالنزول ، لقد تعجب يسوع من إيمان هذا الرجل فبمجرد أن شاهده على الشجرة حتى علم أن الرجل بقلبه إيمان و إن كان هذا الإيمان غير ظاهر لليهود قساة القلوب .
و احتضن الرجل يسوع و قبله و قرر يسوع أن يبيت في بيت زكا الذي كان يعتبره المجتمع رجل خاطئ.
فثار اليهود و استنكروا أن يبيت يسوع في بيت هذا الخاطئ فوقف الرجل الخاطئ زكا أمام الناس و أعلن التوبة.
سأعطي نصف أموالي للمساكين هذا ما قاله زكا
حينها أعلنها يسوع صراحة
اليوم حل خلاص لهذا البيت
لقد تخلص زكا من الذنوب و الخطايا لأنه كان مخلصا في التوبة و لأنه قدم الطاعة التي توجب المغفرة و هي التصدق على الفقراء , فعندما قدم نصف ماله للفقراء نال المغفرة
والخلاص .
و السؤال الآن لكل قسيس يطلع على الشاشات ليبشر بالخلاص بدم يسوع ...
هل قصة زكا تعزز الأيمان بحتمية الصلب و سفك دماء الرب من أجل المغفرة ؟
الإجابة بكل وضوح هي لا
فسبب الحصول على الخلاص من الذنوب هو التوبة و عمل صالح مثل الصدقة, هذا ما يقوله الكتاب المقدس و ليس ما أقوله أنا فلماذا يبتعد الإيمان النصراني كل البعد عن ما هو موجود في الأناجيل ؟
و الأن ننتقل إلى البرهان الثاني من أقوال يسوع
في متى الإصحاح السادس
نجد يسوع يشرح لأتباعه أهمية الإخلاص في العمل و أن تكون الصدقة خفية لا يعلم بها أحد و أن تكون الصلاة لله عز وجل بلا رياء و لا طلبا للسمعة بل تكون الصلاة طلبا لمغفرة الله سبحانه و تعالى و هذا هو ما نريد أن نوصله لأصحاب هذا الفكر المنحرف , نقول لهم افتحوا كتابكم و تعلموا كيف تحصلوا على المغفرة كما حصل عليها زكا و لا تغلقوا عقولكم و تفتحوا أفواهكم بأقوال تضاد العقل نشأتم عليها في الصغر , فكروا و أدرسوا و تعلموا أقوال كتابكم عندها فقط ستعرفون الحق و تنالون الحياة الأبدية في معرفة الله الواحد الأحد و رسوله المسيح عليه السلام
تعالوا يا أخوة نرى ماذا قال لهم كتابهم
متى الإصحاح السادس
الأعداد من 1 إلى 15
1احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم و ألا فليس لكم اجر عند أبيكم الذي في السماوات
2 فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون في المجامع و في الأزقة لكي يمجدوا من الناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم
3 و أما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك
4 لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية
5 و متى صليت فلا تكن كالمرائين فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع و في زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم
6 و أما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك و أغلق بابك و صل إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية
7 و حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم فإنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم
8 فلا تتشبهوا بهم لان أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه
9 فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك
10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض
11 خبزنا كقافنا أعطنا اليوم
12 و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا
13 و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد أمين
14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي
15 و إن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم
و هكذا نرى يسوع يوضح لأتباعه منهج أخر للحصول على المغفرة ألا و هو السماحة مع الأخر اغفروا للناس حتى يغفر لكم الله هذا هو فكر يسوع الإنجيلي و ليس فكري أنا فلماذا تقول لنا أيها المبشر أن لا خلاص لنا إلا بموت يسوع على الصليب ؟
هل أنت تحب يسوع ؟ لو كنت تحب يسوع لقبلت كلامه و علمت به الناس و أدركت أنك تستطيع الحصول على المغفرة عن طريق الصدقة و عن طريق التوبة و عن طريق مسامحة المسيئين إليك و لكنك لا تحب يسوع ولا تقبل كلامه و لا تعلم بتعاليمه كما قال هو في يوحنا 14 : 24
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي.والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني.
و نحب أن ننوه هنا أن كلمة الأب هنا كانت تستخدم في عهد يسوع بمعنى الله فمثلا نراه يقول لمريم المجدلية :
يوحنا 20 : 17
قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلى أبي.ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم
فكلمة الأب كانت تستخدم مرادف لكلمة الله فلماذا يبشرونا بأن نعبد الإنسان يسوع – و العياذ بالله - وهو قال لهم بمنتهى البساطة أنا صاعد إلى إلهي ! هل في هذا عقل و حكمة !! على كل حال هذا ليس موضوعنا الأساسي نحن في هذا الكتاب فقط نتحدث عن فكرة الفداء و الخطية الأصلية و مغفرة الذنوب و قد أوردنا حتى الآن موقفين من حياة يسوع نوضح فيهما أن مغفرة الذنوب قد حدثت دون حاجة إلى صلب المخلص أو إلى سفك دمه كما يدعي المبشرون الضالون المضلون بل يكفيك أن تتصدق دون رياء أو سمعة و يكفيك أن تتضرع إلى الله طلبا للمغفرة في الصلاة و يكفيك أن تسامح الناس فكل هذا من موجبات المغفرة كما يذكر كتابهم المقدس و أوردنا الشواهد فيما سبق .
و تعالوا الآن إلى البرهان الثالث أيضا من كلام يسوع :
بداية تعالوا نتذكر ما قاله علماء النصرانية في دائرة المعارف الكتابية في تعريفهم للخطية
والخطية ـ بحسب قانون الوراثة ـ تنقل النزعة الشريرة والإثم إلى نسل الخاطئ (مز 51: 5، أف 3:2) . وهكذا شملت الخطية الأولي كل الجنس البشري ،
و كثيرا ما نسمع هذا الكلام على الشاشات الصفراء التي تلوث أذن الناس بالباطل ليدحضوا به الحق لكن الله متم نوره و لو كره هؤلاء المنافقون المشركون الآثمون
فعلى حسب هذا المفهوم يكون هناك خطية في رقبة كل إنسان على وجه الأرض بل وهناك ذنب لا يمكن أن يتم غفرانه من دون موت يسوع كما يدعي النصارى و لكن هذا الكلام ليس له علاقة بما قاله يسوع في الكتاب المقدس , فيسوع كان يؤمن أن اليهود ليس لهم أي خطية إلا أنهم رفضوه و حاربوه هذه هي خطية اليهود الأساسية و لم يذكر يسوع كلمة آدم عليه السلام على لسانه أبدا , و لم يقل أبدا كلمة خطية أصلية بل قال بمنتهى الوضوح و الصراحة
لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس.وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.
متى 12 : 31
فكل الخطايا ممكن أن تغفر للناس إلا خطية واحدة فقط وهي أن تكذب على الوحي الإلهي ، فعندما تقول أن يسوع جاء من اجل أن يموت على الصليب لكي يغفر خطايا البشر تكون قد ارتكبت من دون أن تدري جريمة لا تغفر لك من قبل الله لأنك و بكل بساطة جدفت على الروح القدس و حرفت الإيمان الذي جاء به المسيح وهو أن كل الخطايا ممكن أن تغفر لو أنك تصدقت و صليت و أخلصت في التوبة و سامحت الناس ، إنني أحذر كل شخص مخدوع بأقوال هؤلاء المبشرين الذين احترفوا الدجل و الكذب و التحريف المقصود حتى لا تقف يوم القيامة في هذا المشهد الرهيب و تجري مسرعا إلى المسيح تبحث عنه ظنا منك أنه الرب الذي كنت تعبده طيلة حياتك لعله ينجيك من النار و العذاب ؟ فهل سيحميك ؟ تجري نحوه و تناديه تقول له يا رب يا رب يا رب فبماذا سيرد عليك المسيح ؟ هل سيقف بجوارك و يساعدك ؟ تعالوا لنرى
إنجيل متى الإصحاح السابع العدد 22 و 23
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة.
فحينئذ أصرّح لهم إني لم أعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الإثم
سيقول لك إني لم أعرفك قط
سيقول لك اذهب عني يا فاعل الشر
المسيح عليه السلام لم يقل لك أن تعبده أو تشرك بالله بل كان دائما يدعوك إلى الصلاة لله الواحد الأحد و كان يصلي و كان يقيم الليل كله في الصلاة لله فلماذا تعبده !!
لماذا تكذب وتدعي بأن هناك خطية أصلية و ذنب موروث ! ألم يوضح لك الكتاب أنك تستطيع الحصول على المغفرة بالزكاة و التوبة و الدعاء لله الواحد !!
البرهان الرابع من أقوال يسوع :
في هذه المرة كان يسوع يتحدث للتلاميذ و يؤكد لهم أن العالم سيبغضهم و يحاربهم لأنهم أتباعه و أنه مثلهم قد أبغضه اليهود و حاربوه
أن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم
يوحنا 15 : 18
ثم وضح لهم سبب هذه الكراهية الشديدة له و لهم من اليهود فقال :
لكنهم إنما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني
يوحنا 15 : 21
فاليهود لا يعرفون الذي أرسل يسوع و حمله أمانة الرسالة فالجهل هو سبب رفض اليهود ليسوع
ثم أوضح يسوع شئ في منتهى الأهمية وقال بكل بساطة أن اليهود لو لم أكن قد أرسلت لهم ما كان لهم أي خطية بمعنى أن اليهود لو لم يجئ يسوع لهم محملا بالرسالة لكانوا على الحق لكن عندما رفضوا تعاليم يسوع و رسالة الله عز وجل وقعوا في الخطية
لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية.وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم.
يوحنا 15 : 22
و التركيز هنا على عبارة هامة جدا " لم تكن لهم خطية " فهذه العبارة تدلل على أن فكرة الخطية الأصلية ليس لها وجود في ذهن يسوع , فهو ينفي عن اليهود أي خطية إلا خطية رفض الرسالة مما يعني أنه لا وجود للوهم الذي يسمونه بتوريث الخطية على الإطلاق و أن مفهوم توريث الخطية و مفهوم الخطية الأصلية و استحالة المغفرة من دون سفك دم يسوع على الصليب , كل هذه العبارات ليس لها وجود في ذهن و قول يسوع على الإطلاق ...
ننتقل الآن للبرهان الخامس من أقوال بولس مؤسس النصرانية الحقيقي
ستندهش أيها القارئ الكريم لو علمت أن شاول الذي غير إسمه لبولس لم يكن من أتباع يسوع و لم يشاهد يسوع بل كان من أشد أعداء النصارى و طالما عذبهم و سرق كنائسهم
وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن
أعمال الرسل : 8 : 3
و ليس هذا فحسب بل كان أيضا يقتل التلاميذ و يرهبهم و يذيقهم فنون العذاب
أما شاول فكان لم يزل ينفث تهدّدا وقتلا على تلاميذ الرب.فتقدم إلى رئيس الكهنة أع : 9 : 1
و فجأة أصبح بولس من رسل المسيح و بدأ في رحلة التبشير بالمسيح بين غير اليهود في أوروبا و بدأ في تأليف رسائل يبعث بها إلى الكنائس و ظهرت أفكار بولس حول الخطية الأصلية و أهمية أن يكون يسوع قد مات على الصليب من أجل أن يحمل خطايا العالم و انتشرت أفكار بولس التي تأثر بها من خلال معاشرته للوثنين الذين كانوا يحلمون دوما بالإله المخلص الذي مات من أجل الفداء و الكفارة
المهم هو أن أفكار بولس عن الخطية الأصلية قد انتشرت و تأثرت بها الكنائس و المعروف أن كتابات بولس ظهرت للوجود قبل أن تظهر الأناجيل بعشرات السنين مما يؤكد على شدة تأثير هذا الرجل على المعتقد النصراني
و تعالوا نرى جانب من فكر بولس عن المرأة و كيفية خلاصها
فنجده في رسالته الأولى إلى أهل تيموثاوس يتحدث عن النساء بطريقة تجعلنا نندهش من هؤلاء المتبجحين عندما يهاجمون ديننا و يقولون أن الإسلام ظلم المرأة ، تعالوا لنرى كيف تعامل بولس مع المرأة ...
تيموثاوس الأولى 2 : 11من إلى 15
يقول بولس :
لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.
ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت.
لان آدم جبل أولا ثم حواء.
وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي.
المرأة يجب أن تصمت غير مأذون لها أن تعلم أو أن تتسلط على الرجل بل تكون خاضعة في صمت لماذا ؟ لأنها كانت سبب في الخطية الأصلية ؟ شئ عجيب !! تارة يقولون لنا خطية آدم الأصلية و الآن يخبروننا بأن آدم لم يغو و لكن المرأة هي التي أغويت و حصلت في التعدي ... سبحان الله .. التخبط يملا كل أركان هذا المفهوم الباطل
المهم من هذه المقالة ما سيلي ذكره
فبولس يؤمن أن المرأة هي سبب الخطية و ليس آدم وهو يوضح لنا كيف تحصل المرأة على الخلاص من هذا الذنب بكل بساطة
يا ترى ماذا يقول بولس ؟ هل قال بولس أن خلاص المرأة و حصولها على المغفرة سيتم إذا تم صلب الفادي يسوع ؟؟ هل قال بولس أن مغفرة ذنوب المرأة متوقف على سفك دم يسوع ؟؟ يقول بولس بكل بساطه و وضوح في العدد رقم خمسة عشر من نفس الإصحاح الثاني من رسالته إلى تيموثاوس
ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل
هذا هو سبب خلاص المرأة
تربية الأولاد على المحبة و القداسة و الإيمان
لم يذكر أبدا أن المرأة يجب أن تنتظر حتى يصعد يسوع على الصليب و يقتل و تسفك دمائه ، بل ستنال الخلاص حالما ربت أولادها تربية صالحة
و لكن السؤال الآن
ماذا تفعل المرأة التي لم تتزوج و لم تنجب ؟ هل ستنال الخلاص ؟ هل الراهبات سينالون الخلاص ؟ هل الراهبة التي لم تتزوج و لم تؤدي دورها المجتمعي كأم صالحة ستنال
الخلاص ؟؟
نتمنى الرد من أي شخص من الذين تفرغوا للتبشير بالمسيحية في المسلمين أم أنهم تفرغوا فقط للهجوم على الإسلام و المسلمين ؟؟
و الشيء العجيب أن بولس يصف المسيح عليه السلام بأنه صار لعنة من أجلنا -و العياذ بالله ،نحن نتبرأ من هذا و نحاربه- فبولس يقول بكل بساطة في رسالته إلى أهل غلاطية
المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.
غلاطية 3 : 13
فكيف يتقبل الناس هذا الكلام ؟؟ نحن المسلمون نشهد بأن المسيح عليه السلام قد نجاه الله عز وجل من الصلب و أن اليهود لم يصلبوه و لم يقتلوه أبدا و أنه عليه السلام من أولي العزم من الرسل و أنه عليه السلام مباركا و بارا بوالدته و عليه السلام يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا , و أي شخص تسول له نفسه أن يقول على المسيح
والعياذ بالله أنه صار لعنة فهذا الشخص بالنسبة لنا شخص لا ينتمي لأمة الإسلام لأنه اعتدى على رسول عظيم من رسل الله عز وجل ، فهل أنت تحب المسيح عليه السلام يا من تبشرنا بتعاليم بولس ؟؟ إن كنت تحب المسيح فلا تتردد في أن تنكر بكل قوة أنه قد صلب و أنه قد صار لعنة كما يقول شاول أو بولس .
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG]
هل يسوع الإنجيلي على حسب رواية الكتاب المقدس بلا خطية ؟؟
الخدعة الماكرة التي يحاول دوما أن يحيكها القساوسة على شاشات الفضائيات هو أن يقنعوا المستمع بقاعدة وهمية اسمها الخطية الغير محدودة التي تملا كل البشر و لا يمكن إيقافها إلا عن طريق شخص غير محدود و بلا خطية لو وصل المبشر مع ضحيته إلى الاقتناع بهذه النظرية المجنونة يكون من السهل بعد ذلك إقناع الضحية بان هذا الإنسان الغير محدود هو الله و العياذ بالله و بالتالي تقع الضحية مستسلمة في شباك الشرك الأكبر و عبادة البشر
و نذكركم ببعض ما ورد في تعريف الخطية من دائرة المعارف الكتابية
والخطية ـ بحسب قانون الوراثة ـ تنقل النزعة الشريرة والإثم إلى نسل الخاطئ (مز 51: 5، أف 3:2) . وهكذا شملت الخطية الأولي كل الجنس البشري ، وتميل الخطية بطبيعتها إلى التكاثر الذاتي
فالخطية تتكاثر و تملأ البشر و لا يمكن أن تتوقف إلا عن طريق المخلص
و من هو هذا المخلص ؟؟
ما هي شخصية البطل المخلص الذي سيحمل عنا هذه الخطية ؟؟
هل هو شخص عادي ؟؟ هل هو إنسان ؟؟
تقول دائرة المعارف الكتابية تحت بند المخلص :
" ومن وجهة النظر اللاهوتية، يجب أن يكون "المخلص"إلهاً كاملاً وإنسانا كاملاً (رو1 :3و4)، وأن يخلي نفسه (في 2: 6و7) وأن يكون معصوماً من الخطية (2كو5: 21،عب4: 15"
إذا المخلص يجب أن يكون هو إله متجسد في إنسان و العياذ بالله ويجب أن يكون كاملا بلا ذنب أو خطية .
و يحاول علماء الاهوت بقدر المستطاع أن يبرهنوا على أن يسوع هو هذا المخلص الذي جاء بلا دنس و بلا خطية ليحمل عنا الألم و الخطية .
و في هذا الباب إن شاء الله سنحطم أمال المبشرين و المنصرين قطعة قطعة بمعول الدليل و البرهان لنثبت لهم أن يسوع في الكتاب المقدس كان له خطايا كبرى و أن نظريتهم الواهية لا يمكن أن تنطبق على شخص يسوع الكتاب المقدس.
و أحب أن أوضح !
أننا كمسلمين نؤمن إيمان راسخ أن الله عز وجل قد عصم الأنبياء و المرسلين و أن المسيح عليه السلام مثل جميع الأنبياء و الرسل مطهر من الذنوب و الخطايا و معصوم منها
كما نؤمن أيضا أن القصص التي ألفها بولس و مرقص و متى و يوحنا و لوقا ليست وحي من الله و أنها مجرد قصص و سير ذاتية محرفة عن الأصل الذي كان يحمله المسيح عليه السلام و الذي كان يكرز به بين الأمم و يقول توبوا و أمنوا بالإنجيل .
فأين إنجيل المسيح ؟؟
إن من ضمن أسباب رفضنا للكتب التي كتبها متى و لوقا و يوحنا و مرقص هو أنها ترسم لنا شخصية المسيح و كأنه شخص عاصي و خاطئ و هذا ما ننكره و نرفضه فالمسيح عليه و على نبينا السلام من أطهر خلق الله على الأرض , في الصفحات التالية سنتحدث عن الخطايا التي نسبوها ليسوع المسيح و سنأتي بالدليل على كون الفادي المزعوم لا يزيد عن كونه شخص خاطئ على حسب كتب العهد الجديد المحرفة
الخطية الأولى : عقوق الوالدين
إن إكرام الوالدين لمن الأمور الهامة جدا في حياة أي شخص يدعي الصلاح أو يريد أن يسلك مسلك الصالحين و بالطبع لا يمكن أن نتصور نبي من أنبياء الله غير مطيع لوالديه أو عاق لهما أو حتى نتقبل أن يكون هناك قس أو راهب لا يحترم أبيه و أمه
و في العهد الجديد نجد يسوع يقول لتلاميذه مذكرا إياهم بأهمية إكرام الوالدين فيقول :
فان الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك.ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا متى 15 : 4
فهل عمل يسوع بهذه الوصية ؟؟
الإجابة هي لا
ففي كل العهد الجديد لا نجد أي إشارة ليسوع الذي كان بارا بوالدته التي تحملت الشدائد من أجله .
لماذا لم نقرأ في الأناجيل أن يسوع كان يساعد أمه مثلا ؟؟ كيف كانت تأكل أم يسوع الإنجيلي ؟؟ هل العذراء مريم كانت تستحق التجاهل من قبل و لدها يسوع إلى هذا الحد.
و سنعرض الآن عدد من المواقف القاسية التي تبين لنا أن هذا الشخص المسمى يسوع لا يقترب بأي صلة من المسيح عليه السلام الذي كان بارا بوالدته و لم يكن جبارا أو شقي كما نؤمن نحن المسلمين.
الموقف الأول :
متى الإصحاح 12 العدد 46 إلى 50
وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه. فقال له واحد هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له.من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي. لان من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي
تخيل معي عزيزي القارئ هذا المشهد
أنت تقف تنتظر ابنك و هو يتكلم مع جماعة من الناس فيذهب واحد من الجمع و يقول لولدك ها هو أبوك قد جاء ليطلبك
ربما تكون في حاجة لولدك
ربما تكون قد اشتقت إليه
ولدك الذي ربيته صغيرا
و الأن صار شهيرا تلتف حوله الجموع و تأتي لتسأل عنه فتكون المفاجأة الصاعقة
ينكرك ابنك
يقول ابنك للناس من هو أبي و من هو أخي
بل أنتم أيها الحشد أبي و أخي
يا لها من كارثة تحطم فؤاد أي والد
فما بالكم بالسيدة العذراء مريم
هل يفعل بها المسيح عليه السلام هذا ؟؟
و الله لا يفعل
فهذا الشخص الذي تحدثت عنه الأناجيل ليس هو المسيح عليه السلام أبدا بل هو شخص خاطئ عاق لأمه
يقول للناس من هي أمي و من هم إخوتي ؟؟
يقول لهم إن أمي هي أنتم لأنكم تصنعون مشيئة الله
و هل العذراء مريم لم تكن تصنع مشيئة الله ؟؟
حاشا و كلا
والله هي العذراء الصابرة البتول سيدة نساء عالمها التي أكرمها الله عز وجل فلا يعقها ولد بل كان ولدها هو خير ولد هو المسيح عليه السلام و قد صدق الله عز وجل عندما أنزل في الكتاب الحق ما ينفي إدعاء المحرفين الملاعين فيقول سبحانه و تعالى في سورة مريم في أول شئ نطق به المسيح الحق في المهد
ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
ﭑ ﭒ ﭓ
ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ
مريم: ٣٠ - ٣٢
مريم: ٣٠ - ٣٢
صدق الله العظيم
هذا هو المسيح عليه السلام أما يسوع الإنجيلي هذا هو شخص خاطئ عاق لا يحترم أمه ولا يحسن التعامل معها و لا يكرمها
و هناك موقف ثاني يوضح لنا مدى عقوقه لأمه- و العياذ بالله
و هو اشد من الأول فهو يوضح كيف كانت لغة تخاطب يسوع الإنجيلي مع أمه التي من المفروض أن تكون هي الصديقة الطاهرة مريم عليها السلام
تعالوا لنرى كيف قص علينا يوحنا هذه القصة القاسية في إنجيله
وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك.
ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس.
ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر.
قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.
يوحنا 2 : 1و2و3و4
ما لي و لك يا امرأة
امرأة
هل هكذا تحب أن تخاطب أمك عزيزي القارئ ؟؟
بهذه اللغة شديدة القسوة , البعيدة عن كل بر بالأم يخاطب يسوع الإنجيلي أمه القديسة
إنها نفس اللغة التي خاطب بها المرأة الزانية لاحظوا معي ما ورد في يوحنا الإصحاح الثامن العدد العاشر
فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد.
إنها نفس الكلمة التي خاطب بها أمه
امرأة
خاطب يسوع الزانية و قال لها يا امرأة
و خاطب يسوع أمه و قال لها ما لي و لك يا امرأة
فهل هذا قديس ؟ هل هذا نبي ؟ هل هذا رجل دين ؟ هل هذا شخص تقي ؟ هل هذا إنسان عادي يحب أمه و يحترمها ؟
لا . هذه هي الإجابة البسيطة
هذا الشخص لا يحترم أمه أمام الجموع
عندما احتاجت له أمه قال لها ما لي و لك
أو كما نقولها بالعامية " أنا مالي و مالك يا ست
و من المضحك أن أحد المبشرين بالمسيحية قال لي أن يسوع كان يستخدم اللغة التي كانت دارجة في هذا الوقت و أن في اللغة العبرية في هذا الوقت كان الأبناء لا يقولون ماما أو أمي بل كانوا يقولون امرأة لأمهاتهم
بصراحة كلام مضحك
و للرد عليه نقول أن يسوع نفسه استخدم كلمة أمي من قبل أمام الحشود في المثال الذي أوردناه بالسابق
ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي.
متى الإصحاح 12 العدد 48
فهاهو يسوع الإنجيلي يستخدم كلمة أمي أمام الجموع فلماذا لم يستخدمها مع أمه القديسة عندما كان يخاطبها ؟
و للنظر أيضا في العهد القديم (على الرغم من إيماننا بأنه أيضا ليس بوحي إلا أننا نستدل به لإقامة الحجة على الكذاب الدجال الذي يقف مرعوبا خلف الشاشات)
ها هو ذا أحد الأنبياء في العهد القديم "سليمان" يخاطب أمه بمنتهى الأدب و الرقة يقول لها يا أمي أطلبي ما تريدي فإني لا أردك
تعالوا لنرى الأدب في الحوار :
وقالت إنما أسألك سؤالا واحدا صغيرا.لا تردني.فقال لها الملك اسألي يا أمي لأني لا أردك.
الملوك الأول 2 : 20
هذا هو خلق الأنبياء مع أمهاتهم
هذه هي لغة الحوار المفروضة بين الابن و أمه التي ربته
فإذا قارنا بين قصة سليمان عليه السلام "و هي غير موثوق فيها طبعا " و بين قصة يسوع الإنجيلي نجد الفارق الكبير بين شخص بارا بوالدته و شخص أخر عاق غير مهذب في الحوار ناكر لأمه أمام الجموع
فهل هذا الشخص العاق بلا خطية ؟؟
هل الذي نكر أمه و تنكر لها أمام الناس و لم يكرمها كما أمرت الوصايا يكون بلا خطية أم يكون خاطئ كاسر للوصية ؟؟
الخطية الثانية : التمييز العنصري
هل أنت كلب ؟
لا تندهش عزيزي القارئ و لكن هذا هو رأي يسوع فيك و في كل البشر من غير اليهود
فكل إنسان لا ينتمي لأسباط بني إسرائيل عبارة عن كلب أممي لا يستحق الشفقة أو الرحمة
لا تندهش عزيزي القارئ صدقني هذا هو ما ذكرته الأناجيل عن يسوع الإنجيلي !
على العموم تعالوا لنرى الدليل و البرهان فنحن امة الحق لا نتحدث بدون شاهد صاعق يخرس كل كذاب لئيم
متى : 15 : 21 إلى 27
ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد.والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها.
تخيل ما حدث عزيزي القارئ
امرأة مسكينة تقف في الطريق تبحث عن من يساعدها في شفاء مرض ابنتها
تسمع بوجود يسوع و تنتظره لكي يشفي لها ابنتها بمعجزة
ثم ترى يسوع قادم هو وتلاميذه
تصرخ و تصرخ
لا يلتفت إليها أحد
تنادي يسوع تقول لها يا سيد ساعدني أنقذني
لا يلتفت إليها
تصيح و تبكي و تمشي وراء أملها في شفاء ابنتها المسكينة
لكنه لا يلتفت
فيضطرب التلاميذ
لا لأنها مسكينة تبحث عن منقذ
و لا يضطربون من أجل أن حالها صعب على نفس كل طاهر و شريف
و لكنهم مضطربون من صوتها الذي يزعجهم
الناس ينظرون لهم مستغربين من هؤلاء الرجال الذين يمشون و خلفهم امرأة تصرخ و تستغيث و لا حتى يلتفتون لها
شعر التلاميذ بالخجل ؟
ربما , لكن الأكيد أنهم لم يشعروا و لو للحظة بالرحمة تجاه هذه السيدة التي تستغيث بشهامتهم المفقودة و أخيرا تحركوا
قالوا لمعلمهم الذي من المفروض أن يكون هو المخلص الموعود
اصرفها يا سيد إنها تثير الصخب و الضوضاء
أخيرا تكلم يسوع و قال للتلاميذ
أنا لم أرسل إلا لليهود
لخراف بيت إسرائيل التي ضلت الطريق
نعم نحن المسلمون نتفق على أن المسيح عليه السلام قد أرسل إلى قومه من اليهود و نعلم تماما أن كل نبي بعث إلى قومه خاصة و لكن هذا لا يتعلق بالرسالة أبدا , هذا يتعلق بالرجولة و الإنسانية !
الرجل الذي عنده نخوة و شهامة لا يترك امرأة تبكي و تصيح و تستغيث به و لا يقف لها و يحاول أن يساعدها , هذا هو خلق الرجل الشهم العادي فما بالك بنبي من عند الله عز وجل , بل و رسول من أولي العزم من الرسل , لهذا نؤكد على بطلان هذه القصة فهي ليس لها علاقة بالمسيح عليه السلام أبدا بل بشخص أخر نسميه يسوع الإنجيلي هذا الشخص بلا شهامة أو ضمير بل و الأدهى من ذلك ما حدث من ذل لهذه المرأة التي سجدت ليسوع و بكت و قالت له أعني يا سيد
هل ترى هذا المشهد
لقد سجدت للرجل
تحت قدميه تصرخ و تقول أعني
هل قال لها نعم أعينك
هل قال لها انهضي أسف لا أستطيع
كلا
بل بكل قسوة و جبروت قال لها
لا يؤخذ خبز البنين( يقصد اليهود ) و يطرح للكلاب (يقصد غير اليهود)
ما هو المكان المناسب لهذا الرجل العنصري ؟ بالتأكيد محكمة لاهاي ليحاكم بتهمة العنصرية
ثم نظرت له المرأة بكل ذل و خضوع و قالت له و الكلاب تأكل الفتات من تحت طاولة السادة
هل رأيتم السيدة كيف وصلت لمرحلة من الذل و المهانة تجعلها تقول نعم نحن كلاب
ونريد أن نقتات على فضلات طعامكم أيها السادة اليهود
حينها فقط أرضت غرور يسوع الإنجيلي
الذي قال لها : عظيم إيمانك
لقد آمنت المرأة ! بماذا آمنت ؟ بأنها من الكلاب و أن اليهود هم سادتها
فقام يسوع بعدها و عمل المعجزة و شفى لها ابنتها
فهل يستحق يسوع الإنجيلي أي لحظة خارج محكمة التمييز العنصري ؟؟ هل يسوع هذا بلا خطية ؟؟ هل سيرفع عنا خطايانا و هو يرانا مثل الكلاب و يرى اليهود سادة العالم ؟؟ هل هذا مقبول منطقيا ؟ نحن ننفي عن المسيح عليه السلام كل هذه التهم و القصص و الخزعبلات و نقول أنه عليه السلام ما كان جبارا أبدا بل كان رحيما بالناس ككل أنبياء الله عز وجل
الخطية الثالثة :كسر الناموس و الشريعة
يسوع قال بكل بساطة أنه جاء للعالم لا من أجل أن يكسر الناموس و الشرائع التوراتية بل لكي يكملها فهو يقول :
"لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء.ما جئت لأنقض بل لأكمل."
متى 5 : 17
و قد صدقناه عندما قال هذا
لكن اتضح أن الأمر مجرد كلام فقط
فيسوع كسر العهد القديم و هشمه و جعله رداء قديم ممزق غير صالح
و يكفي ما سنورده الآن من كلام يسوع لنراه يعدل على الوصايا العشر و يلغيها و كأنها كلام قديم غير صادر عن الله المعلوم بل تحدث عن الوصايا بصيغة المبني للمجهول و كأن كاتبها لم يكن هو الخالق عز وجل
تعالوا لنرى كيف هدم يسوع الوصايا العشر و الشريعة :
قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
متى : 5 : 27 و 28
وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنا يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني
متى : 5 : 31 و 32
بالطبع نحن المسلمون نؤمن بالنسخ بين الشرائع كما نؤمن أيضا بالنسخ في الشريعة الواحدة
و لكن الغريب أن أصحاب الفضائيات يقفون خلف الشاشات بتبجح ليهاجموا الناسخ و المنسوخ و كأنه أمر غريب عليهم بالرغم من أن كتابهم ملئ بأمثله عليه و لكن الأبصار قد أعماها الغل و الحقد و حب المال
و على العموم سيظل موضوع كسر الوصية مطروح من قبلنا حتى يعلن المنصرون اعترافهم بأن النسخ موجود و مشروع ولحينها سيظل ما فعله يسوع الإنجيلي هو كسر للوصايا و تحطيم لمبادئ العهد القديم و شريعته .
ففي الوصايا العشر كان مسموح بالطلاق في حالة الرغبة في ذلك .
أما يسوع فقد حطم القاعدة و قال أن الطلاق لا يتم إلا في حالة الزنا و بذلك صعب على الناس عيشتهم و نرى الأن ألاف القضايا سنويا أمام المحاكم لطلب التطليق و تغيير الملة من أجل الطلاق فالعالم النصراني ينهار اجتماعيا بسبب هذا التعديل في الشريعة الذي قام به يسوع كاسر الوصايا .
ثم يجب أن نلاحظ الأسلوب الذي استخدمه يسوع في كسر الوصايا
سمعتم أنه قيل ,,,,,, و كأن القائل مجهول
أما أنا فأقول ,,,,,,,, و كأن القائل الأول للوصايا يختلف عن يسوع
وغريب عنه و مجهول !!
إن المبشرون طالما أكدوا لنا أن يسوع هو صورة الله و أنه هو الله الابن و أنه هو الله الظاهر في الجسد فلماذا يعدل يسوع القوانين التي من المفروض أنه هو الذي أوحى بها في العهد القديم ؟
نرجو الحصول على إجابات من أي مبشر يظن في نفسه القدرة على الإجابة بدون حاجة إلى الهجوم على الإسلام العظيم لتبرير انهيار الفكر التبشيري الخاطئ . و الآن ننتقل إلى خطية أخرى من خطايا يسوع الإنجيلي التي يبدوا أنها لن تنتهي ...
الخطية الرابعة : الشتم
هل تصدق أن يسوع الإنجيلي كان يشتم التلاميذ و يصفهم بالغباء بل و يكفرهم و يصفهم بالكفار ؟؟ هذا بالفعل ما يذكره كتبة الأناجيل عن يسوع تعالوا لنرى بالدليل و البرهان
و لكن قبل أن نسرد الوقائع أحب أولا أن أوضح القانون الذي وضعه يسوع بنفسه عن الذي يشتم أخوه و يقول له أبسط عبارات السب يا أحمق فيكون جزاءه نار جهنم فهل يا ترى يمكن تقرير هذا الحكم على يسوع الإنجيلي ؟؟
قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل.ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم.
متى : 5 : 21 و 22
و الأن تعالوا لنرى كيف كان يسوع الإنجيلي يخاطب تلاميذه و أعدائه ؟؟
يا أغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضا.
لوقا 11 : 40
كان يسوع هنا يتحدث مع الفريسين عن طهارة الأطعمة أنظروا كيف استخدم كلمة أغبياء ليصف الفريسين , هل كلمة أغبياء يمكن أن يستخدمها المعلم مع تلامذته داخل الفصل ؟؟ هل نقبل هذا من رجل دين أن يقف في الكنيسة و يقول للشعب أيها الأغبياء؟
ربما يرد أحدهم و يقول إن الفريسين كانوا أعداء يسوع و ليسوا تلاميذه و أرد عليه
وأقول أن يسوع استخدم نفس الكلمة عندما كان يتحدث مع إخوانه و أتباعه انظروا ماذا يقول لهم ...
فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء.
لوقا 24 : 25
إذا فيسوع كان يستخدم كلمة غبي و أغبياء عندما كان يتحدث مع تلاميذه أو عندما كان يتحدث مع أعدائه
و الغريب أن المنصرين كثيرا ما تجدهم يستخدمون الشاهد التالي في خطبهم الرنانة خلف الشاشات الفضية .
وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم.باركوا لاعنيكم.أحسنوا إلى مبغضيكم.وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. متى: 5 : 44
فهل من محبة الأعداء و صفهم كما يلي :
لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.
متى 23 : 13
لا تعطوا القدس للكلاب.ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم
متى 7 : 6
ومن كثرة شتم يسوع الإنجيلي للناس اشتكوا من الأمر و تذمروا و قال له أحدهم
فأجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضا .
لوقا 11 : 45
فهل هذا الأسلوب الذي يعتمد على السب و الشتم للأخر يصلح لكي يكون نموذج للمخلص الذي هو بلا خطية ؟؟
و الأن عزيزي القارئ ...
هل ترى يسوع الإنجيلي بلا خطية ؟
هل ذلك الشخص العاق أمه يصلح أن يكون هو المخلص الذي يحمل عن البشرية هذه الخطية الوهمية التي جعلوها موروثة ؟ ؟
هل هذا الشخص العنصري الذي أذل المرأة المسكينة ووصف غير اليهود بالكلاب
ورفض مساعدتها حتى أعلنت أنها كلبة وسجدت له.. هل هذا الشخص الجبار يصلح لكي يكون هو المخلص و الفادي ؟؟
هل هذا الشخص الكاسر للناموس و الوصايا يصلح أن يكون وسيط بين الله و الناس لفداء البشر ؟
هل هذا الشخص الشتام يصلح لكي يكون المصلوب الذي سفك دمه من أجل خلاص البشرية ؟
بالتأكيد عزيزي القارئ هذا الشخص لا يمكن على الإطلاق أن يكون شخص كامل كما يدعي المبشرون و المنصرون المأجورون و هو بالتأكيد ليس المسيح عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام .
الخلاصـــــــــــــــة
إن الأدلة العقلية و النقلية تثبت أن الخطية الأصلية وهم كبير و خدعة صنعها المنصرون
والمبشرون لكي يبرروا عقيدة الشرك بالله و عبادة البشر من دون الله و بعد ما قدمناه من أدلة و براهين نكون قد أبطلنا سبب التجسد و نفينا ضرورة الصلب التي يحاول المنصرون وضعها في أذهان ضحاياهم ...
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إلى اللقاء مع حلقة جديدة من سلسلة البراهين في كشف خداع المنصرين
و الله أكبر و العزة للإسلام و المسلمين
محمد عيسى