بسم الله الرحمن الرحيم
إن الكتاب الذى يسمونه مقدسا ملئ بالعبارات الجنسية الفاضحة والخادشة للحياء خاصة ما يسمى بالعهد القديم , وملئ بقصص ومواقف لا يمكن ان تكون حقيقية وواقعية ولا يمكن ان تكون كلام الله عز وجل بل هى من وضع البشر , هذه العبارات الجنسية الفاضحة والمواقف المخزية يقول عنها النصارى انها جاءت توبيخا لليهود وبنى اسرائيل على افعالهم لا تحريضا عليها.
لكن من ينظر الى هذه الفقرات الموجودة فى هذا الكتاب سيعلم جيدا كذب ادعاء زكريا بطرس فلو قرأنا مثلا فى سفر هوشع ( 1/ 2 ) يقول الكتاب المقدس حسب زعمهم ( 2 أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ ) , فهل هذا توبيخ لبنى اسرائيل , الكلام لا يحتاج هنا الى من يفسره لأنه واضح , إنه أمر صريح بأن يتزوج هوشع زانية وتلد له أولاد زنا .
بل هناك فقرة اخرى فى سفر هوشع ايضا تؤكد ان هذه النصوص لم تكن للتوبيخ بل كانت للتحريض والحث على ممارسة الزنا فتقرأ فى سفر هوشع ( 3/1 ) ( 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ».) , هل هذا أيضا توبيخ ام أنه تحريض صريح واترك الاجابة للقارئ .
أما فى سفر صموائيل الثانى ( 12-11 ) فتقرأ (هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. ) فهم يزعمون ان الله _ وهو المنزه سبحانه عما يقولون _ قال لداوود نبيه الذى زنا أنه سيأخذ نساءه ويعطيهن لقريبه فيزنى بهن .
هذه فقط بعض المواقف التى يتسع المقام لذكرها ولكن هناك فى سفر نشيد الإنشاد الكثير الكثير من العبارات الجنسية الفاضحة والتى لا يمكن لعاقل ان يقول إنها جاءت توبيخا لهم على أفعالهم لأنها لا تحتوى على أى صيغة توبيخ بل هى عبارة عن وصف دقيق لجسد المرأة وغزل صريح , وأعتقد أن احدا لو اراد ان يقوم بعمل مجلة تحتوى على عبارات غزل ووصف لجسد المرأة فلن يجد أفضل من هذا الكتاب الذى يسمونه مقدسا ليأخذ منه والغريب ان بعض النصارى يدعى أن هذا السفر كتبه نبى الله سليمان عليه السلام فتقرأ فى بداية السفر ( 1/2 ) (2 لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ ) وفى نفس الاصحاح الآية 13 يقول (صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. )وسأقتبس هنا فقرة أخرى من هذا السفر (4/1-4 ) فيقول (1 هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2 أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ، اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ، وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3 شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ، وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4 عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ، كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ.) وأنوه الى انى استحييت ان آتى بالعبارة التالية لأن بها كلاما فاضحا يخدش الحياء , لكن النصارى واليهود ومن على شاكلتهم لا يرون حرجا فى أن يقولوا هذه الكلمات .
هل بعد كل هذا سيخرج علينا الذين يدعون العقلانية من النصارى ليقولوا إن ما جاء فى العهد القديم كان توبيخا من الرب لبنى اسرائيل على أفعالهم , عجبا لأول مرة اجد أحدا يوبخ شخصا بسبب لأمر ما ثم يطلب منه ان يفعله ثانية .
ولو قارننا هذه النصوص مع آية واحدة فى كتاب الله عز وجل الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذى لم يحرف فيه حرف قط وهو القرآن الكريم سنجد وسنعرف الفارق , فيقول الله تعالى فى سورة النور الآية الثانية ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) , وهذه الآية توضح للأعمى قبل كل ذى عقل الفارق الشاسع بين ما ذكره الكتاب المقدس من مواقف وعبارات جنسية وما ذكره القرآن بكل أدب وذوق غير مخالف للحياء الفطرى .
كتبه / مجدى داود
تعليق