الأخت الكريمة أم عبده
سلام الله عليك
تحية طيبة وشكراً على مشاركتك القيمة
ثم أما بعد:
ربما، فلفظ "الخيانة" بمفرده لا يدل بالضرورة على خيانة الفراش، بل يتسع ليشمل صور أخرى، كالوشاية به، أوتسليمه، أو الكيد، أو غير ذلك. أما القرينة التي ربما تدل على أن خيانة امرأة نوح من باب خيانة الفراش - إضافة للصور الأخرى ربما - قوله تعالى عن ابن نوح:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ...) (هود : 46)
حيث تدل الآية الكريمة على أمرين: أما قوله تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) فنفيٌ ظاهر لانتماء ذلك الكفر لأهل نوح عليه السلام، وأما قوله تعالى (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) فكناية مهذبة عن أنه ليس ولده وإنما ولد زنا، فالصلاح إنما يوصف به العمل وليس الشخص، فيقال مثلاً إن فلاناً عمله صالح أو عمله فاسد، لكن عندما يقال إن فلاناً عملٌ غير صالح فتلك كناية مؤدبة عن أصل الشخص.
لوجود تلك القرينة أميل للقول إن ذلك الكافر لم يكن ولداً لنوح عليه السلام، أي ليس من صلبه، فلم يخرج من صلب نوح سوى المؤمنون، وإنما كان ابناً له بحكم أنه نشأ في بيته وتربى عنده. أما امرأة لوط فخائنة بالتأكيد لكني لا أعلم ما هي صورة خيانتها وإن كنت أظن أنها خيانة وشاية وميثاق وليست خيانة فراش، والله أعلم.
إن كنتِ تقصدين السند، فلستُ متخصصاً في دراسة الأسانيد، لأحكم على ذلك الأثر الغير مرفوع من حيث القوة والضعف، القبول والرد، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
أما إن كنتِ تقصدين المتن فربما يكون لي إزاءه قول، فبافتراض صحة نسبة تلك الرواية الموقفة على ابن عباس، الغير مرفوعة لنبي الهدى عليه السلام، فإننا نلاحظ أن ابن عباس ينفي "البغاء" عن نساء الأنبياء، ونفي الأخص ليس نفياً للأعم، وهنا نعود - مرة أخرى - لنظرية اللاترادف حيث يلزم التفرقة بين ثلاث جرائم جنسية:
-الزنا
- والسفاح
- والبغاء.
أما الزنا فهو الإتصال الجنسي المحرم بين غير المتزوجين، وأما السفاح فهو الإتصال الجنسي المحرم بين المتزوجين، وأما البغاء فهو إمتهان الجنس الحرام أي اتخاذه مهنة وصاحبته عاهرة.
إن انتبهنا لتلك الفروق الدقيقة علمنا أن امرأة نوح لم تكن بغية / عاهرة، لكنها كانت مسافحة، أما ما نسب إلى ابن عباس فلا يعارض من ذكرتُه، لإن ابن عباس ينفي بغاء نساء الأنبياء، لكنه لم يتكلم عن سفاحهن، والله أعلم
أكتفي بهذا القدر
والسلام
سلام الله عليك
تحية طيبة وشكراً على مشاركتك القيمة
ثم أما بعد:
فهمت ما قصدت بالخيانة بالنسبة لامرأة نوح، فهل الأمر كذلك بالنسبة لامرأة لوط؟ أي من خلال هذ الشرح هل نفهم أيضا أن امرأة لوط خانته في الفراش؟
ربما، فلفظ "الخيانة" بمفرده لا يدل بالضرورة على خيانة الفراش، بل يتسع ليشمل صور أخرى، كالوشاية به، أوتسليمه، أو الكيد، أو غير ذلك. أما القرينة التي ربما تدل على أن خيانة امرأة نوح من باب خيانة الفراش - إضافة للصور الأخرى ربما - قوله تعالى عن ابن نوح:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ...) (هود : 46)
حيث تدل الآية الكريمة على أمرين: أما قوله تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) فنفيٌ ظاهر لانتماء ذلك الكفر لأهل نوح عليه السلام، وأما قوله تعالى (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) فكناية مهذبة عن أنه ليس ولده وإنما ولد زنا، فالصلاح إنما يوصف به العمل وليس الشخص، فيقال مثلاً إن فلاناً عمله صالح أو عمله فاسد، لكن عندما يقال إن فلاناً عملٌ غير صالح فتلك كناية مؤدبة عن أصل الشخص.
لوجود تلك القرينة أميل للقول إن ذلك الكافر لم يكن ولداً لنوح عليه السلام، أي ليس من صلبه، فلم يخرج من صلب نوح سوى المؤمنون، وإنما كان ابناً له بحكم أنه نشأ في بيته وتربى عنده. أما امرأة لوط فخائنة بالتأكيد لكني لا أعلم ما هي صورة خيانتها وإن كنت أظن أنها خيانة وشاية وميثاق وليست خيانة فراش، والله أعلم.
وما قولك أخي فيما قاله عبد الله بن عباس "والله ما بغت امرأة نبي قط"
إن كنتِ تقصدين السند، فلستُ متخصصاً في دراسة الأسانيد، لأحكم على ذلك الأثر الغير مرفوع من حيث القوة والضعف، القبول والرد، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
أما إن كنتِ تقصدين المتن فربما يكون لي إزاءه قول، فبافتراض صحة نسبة تلك الرواية الموقفة على ابن عباس، الغير مرفوعة لنبي الهدى عليه السلام، فإننا نلاحظ أن ابن عباس ينفي "البغاء" عن نساء الأنبياء، ونفي الأخص ليس نفياً للأعم، وهنا نعود - مرة أخرى - لنظرية اللاترادف حيث يلزم التفرقة بين ثلاث جرائم جنسية:
-الزنا
- والسفاح
- والبغاء.
أما الزنا فهو الإتصال الجنسي المحرم بين غير المتزوجين، وأما السفاح فهو الإتصال الجنسي المحرم بين المتزوجين، وأما البغاء فهو إمتهان الجنس الحرام أي اتخاذه مهنة وصاحبته عاهرة.
إن انتبهنا لتلك الفروق الدقيقة علمنا أن امرأة نوح لم تكن بغية / عاهرة، لكنها كانت مسافحة، أما ما نسب إلى ابن عباس فلا يعارض من ذكرتُه، لإن ابن عباس ينفي بغاء نساء الأنبياء، لكنه لم يتكلم عن سفاحهن، والله أعلم
أكتفي بهذا القدر
والسلام
تعليق