أبو الأنبياء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو إسحاق النَّظَّام مسلم اكتشف المزيد حول أبو إسحاق النَّظَّام
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 10 (0 أعضاء و 10 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد العابد
    3- عضو نشيط
    • 24 يون, 2008
    • 372
    • طالب علم
    • مسلم

    #31
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ايها الاخوة الاعزاء امة الاسلام امة التوثيق .... والاختلاف ان شاء الله كما قال الاخ الساجد لا يفسد للود قضية ايها الاخوة ضعوا لنا الادلة بارك الله فيكم في ما تقوله وجزاكم الله خيرا ويا اخوتي في الله نحن كلنا ندعي الى الله عز وجل فلا داعي لمشحنات لا تدر علينا بشيء ولنحمل لبعضنا البعض الاعذار ونلتمس لبعضنا الاعذار فربما يكون بعض الاخوة هنا عندما تسلم عليه ولم يرد عليك كان مشغول بالحوار ولم ينتبه وهذا حصل معي في بعض المنتديات عندما سلم اخ ولم ارد عليه السلام كنت منشغلا بالحوار معه وهذا للتوضيح واسئل الله ان يوحد قلوبنا أختلافنا فى الرأى لا يفسد للود قضيه صادقا وليس شعار لا يتجاوز حتى طرف اللسان اخواني الاعزاء المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه وأيضا كالجسد الواحد أذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأيضا كالبنيان يشد بعضه بعضا ولا ننسى عقيدتنا عقيدة الولاء والبراء وبارك الله فيكم وهدى الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

    تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً
    يوماً... وفي التاريخ برُّ يميني

    ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي
    بالسوط... ضع عنقي على السكّين

    لن تستطيع حصار فكري ساعةً...
    أو نزع إيماني ونور يقيني

    فالنور في قلبي وقلبي في يديْ
    ربّي ... وربّي ناصري ومعيني

    سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي...
    وأموت مبتسماً ليحيا ديني


    استمع لاجمل الاصوات

    http://www.tvquran.com/

    تعليق

    • توحيد
      حارس قديم
      • 18 ينا, 2007
      • 4223
      • السعي لمرضاة الله
      • مسلم

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_
      الحبيب الغالي الأستاذ توحيد .. وحشتنا


      والله أعلم ..
      اخي الحبيب الساجد ..
      أعتذر لطول الغياب .. لا حرمنا الله من صحبة الصالحين.
      بالنسبة لتساؤلك ..
      الاتنين ينفع .. فى موريتانيا تجد اسماء مثل فلان وِلْد فلان مثل .. معاوية ولد سيدي أحمد الطايع

      موريتانيا - اخي الحبيب - من البلاد التي انتسبت للعربية وأهلها في وقت متاخر .. وهم من العارب المستعربة، وليسو من العرب العاربة .. ولغتهم العربية لا تعد مرجعاً بحال من الاحوال.
      وأنا عندما اشرت إلى ما درج عليه أهل العربين من نسبة الإبن لأبيه باستخدام لفظة "ابن" إنما كنت أشير إلى اللسان العربي الفصيح .. لا إلى ما تعود عليه الناس.
      كلنا يعلم أن الشيخ شعرواي رحمة الله عليه كان يرفض أن يكون آزر والد سيدنا إبراهيم الحقيقي ..
      يمكننا أن نتفق أو نختلف حول هذه المسألة .. ولكن لا يشكل اتفاقنا أو اختلافنا دليلاً حاسماً على أن كل مرة ذكر فيها القرآن الكريم كلمة "ابن" أو "أب" فإنه كان يقصد بذلك معنىً آخر يخالف "ولد" أو "والد"

      تعليق

      • ابو عمر المصرى
        اللجنة العلمية
        مشرف شرف المنتدى

        • 1 أبر, 2007
        • 826
        • مسلم

        #33
        الاخ ابو اسحاق

        بخصوص بدء السلام فليس من عادتي بدء مشاركاتي بالسلام , فلا اُلام على ذلك

        اما بخصوص عدم رد السلام فانا لم ألحظ سلامك حتى اتجنب الرد عليه و الله على ما أقول شهيد

        اما كونك زميلاً, فهذا لا يعني بالضرورة عدم كونك اخاً لي , بالطبع لا يجوز مناداة النصارى بالاُخْوة, و لكن في نفس الوقت لا يحرم مناداة المسلمين بالزمالة

        اما بخصوص كلامك عن اخلاقي:

        المشاركة الأصلية بواسطة أبو إسحاق النَّظَّام

        كم كنتُ أتمنى أن ترتفع قليلاً أيها الفاضل وترتقي إلى مستوى أخلاق الإسلام في الحوار، لا سيما مع إخوانك المسلمين المؤمنين بالله ورسوله


        تعتذر أم لا تعتذر فهذه مسألة ترجع لك ولأخلاقك
        فأنا استغربه, فأنا لم اجرم في حقك لرفضي الاعتذار ,فأنا ما رفضته كبراً و امتناعاً عن الاذعان للحق (والله المطلع) , بل لاعتقادي بسلامة موقفي ( و هذا الامر لا اُلام عليه) , فأنت اعطيت البنوة وصفاً زائداً من عندك ( فقلتَ ان الابن اما طبيعي او غير ذلك ) و به نفيت ما اسميته البنوة الطبعية, و انا لم اعتد بوصفك الزائد بإعتباره مُتَكْلفاً, و اعتبرتك تنفي ما اثبته الله عز و جل ,

        اتُرى لو طلب والدك منك كوباً من الماء , ثم ذهبت و احضرت له كوباً من الشاي ( بإعتباره ماءاً, إلا انك اضفت عليه وصفاً زائداً من عندك ) اتُراك خالفت كلامه ؟ ام ان كلامه يحتمل ما فعلت؟

        فكما انك قلت ان البنوة قد تكون طبعية و قد تكون نتاج التربية, و به نفيت عن مقصود الله ان يكون نوح هو والد الرجل بدون دليل

        فكذلك قلت ان الماء قد يكون مجرداً و قد يكون مضافاً إليه شاي, و به نفيت عن مقصود والدك الاشتهاء للماء بدون دليل

        و على العموم يا أخي اعتذر لك ان اعتبرت ما فعلتُه تقويلاً لك لكلامٍ لم تقله

        و الله الهادي إلى سبيل الرشاد
        [frame="2 90"]



        [/frame]

        تعليق

        • توحيد
          حارس قديم
          • 18 ينا, 2007
          • 4223
          • السعي لمرضاة الله
          • مسلم

          #34
          جزاك الله خيراً أخي القبطان المسلم ..
          فقد سبقتني للاستشهاد بقول الله تعالى "ما كان محمَّدٌ أبا أحد من رجالكم" .. وزدت على ذلك الاستشهاد بآيات المواريث التي استخدم فيها الحق تبارك وتعالى كلمتي الوالدان، والأبوين في سياق لا يحتمل الفهم إلا على أساس البنوة الفعلية - البيولوجية - فلم يعد هناك مجال للمزيد من الخلاف حول هذه النقطة بعد أن حسمتها الآيات البينات.

          فجزاك الله خيراً ونفع بك.

          تعليق

          • أبو إسحاق النَّظَّام
            2- عضو مشارك
            • 26 فبر, 2009
            • 127
            • باحث في الرياضيات
            • مسلم

            #35
            الأخ الكريم أبا عمر

            سلام الله عليك

            شكراً لجنابك على التوضيح

            أما قولك الكريم:

            على العموم يا أخي اعتذر لك ان اعتبرت ما فعلتُه تقويلاً لك لكلامٍ لم تقله


            فلن أناقشك كثيراً حول دلالة ألفاظه وصياغة معانيه وأن تقويلي ما لم أقله ليس اعتباراً وإنما واقعاً موضوعياً، فسأتجاوز بعد مداخلتي هذه تلك النقطة، وأشكرك برغم ذلك عليه، وعذرك مقبول.

            شكراً لجنابك الكريم

            والسلام
            كَتَبَه:

            أبو إسحاق النَّظَّام

            _________


            (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


            (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

            تعليق

            • أبو إسحاق النَّظَّام
              2- عضو مشارك
              • 26 فبر, 2009
              • 127
              • باحث في الرياضيات
              • مسلم

              #36
              الأخ الكريم القبطان المسلم

              سلام الله عليك

              وشكراً لك على المداخلة الثرية

              ثم أما بعد:

              سأنظرُ إن شاء الله في معاني أدلتك وأتدبر محتواها في روية ثم أوافيك بجوابي قريباً بإذن الله

              حتى ذلك الحين لك كل التقدير والإحترام

              والسلام
              كَتَبَه:

              أبو إسحاق النَّظَّام

              _________


              (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


              (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

              تعليق

              • توحيد
                حارس قديم
                • 18 ينا, 2007
                • 4223
                • السعي لمرضاة الله
                • مسلم

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة أبو إسحاق النَّظَّام
                الأخ الكريم توحيد

                سلام الله عليك
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                ليتَ الأمر بهذه السهولة - أخي العزيز - أن تكفي مجرد "خاطرة سريعة" لنقض نظرية "اللاترادف" بهذا الشأن، وقد كفانا - مشكوراً - أخونا الفاضل ساجد إجابة خاطرتك السريعة. أخي الأكرم ... إذا تركنا الخواطر جانباً وتحدثنا عن الحقائق والدلائل فإن كان عندك بحثٌ استدلالي حول الموضوع فليتك تقدمه لي لأقرأه فربما يقنعني وأكن لك شاكراً

                والسلام
                1- ان كنت قد اسميت مداخلتي "خاطرة" فلا ينفي ذلك ما فيها من دلالة على أن العرب لم تكن تفرق بين اللفظتين كما تفرق أنت بينهما. وإنما نزل القرآن الكريم بلسان العرب.
                2- سبقني الأخ الكريم "القبطان المسلم" بما كنت انوي الاستشهاد به من قول الله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمًا وزاد على ذلك من كلام الله تعالى مالا يجوز بعده الخلاف.

                3- من حيث المبدأ .. اتفق معك على أن الأصل في تنوع الألفاظ هو تنوع المعاني .. وأن الأصل في الأمور ألا توجد لفظتان عربيتان متطابقتان تماماً في المعنى .. بل غالباً ما يكون بينهما فارق - ولو طفيف - في الدلالة ... ولكن لا يمكنك القطع بأن الفارق - الطفيف - بين كلمتي "والد" و"أب" هو أن إحداهما تدل على أبوة النسب، والأخرى تدل على أبوة التربية .. فقد شاع بين العرب، وجاء في القرآن الكريم ما يخالف ما ذهبت إليه.

                تعليق

                • أبو إسحاق النَّظَّام
                  2- عضو مشارك
                  • 26 فبر, 2009
                  • 127
                  • باحث في الرياضيات
                  • مسلم

                  #38
                  الأخ الأكرم والأستاذ الأفخم جناب / القبطان المسلم

                  سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته

                  يطيب لي مواصلة حواري الشيق مع أهل العلم والفضل مثل جنابك وإخوانك أعضاء وعضوات المنتدى الموقر الكرام، فلتأذن لي من فضلك بالتعليقات التالية:

                  أما تساؤلك (متى بدأ استغفار إبراهيم لأبيه؟) وجوابك عليه (بدأ يستغفر لأبيه قبل أن يعتزل قومه ويهاجر إلى الشام) والشاهد فيه لفظ (بدأ) فإنما هي فرضية افترضتَّها وهي مداومة إبراهيم على الإستغفار لأبيه آزر من صدر شبابه إلى شيخوخته أي طيلة حياته، وقد أكدتَّها بقولك (هذا يعني أنه لم يتبرأ من أبيه وهو فتىً قبل هجرته، بل ظل يستغفر له حتى بعد نزول الرسالة عليه وبعد أن وهبه الله إسماعيل وإسحاق) وهذا كله افتراض لا يخلو من المبالغة ولا دليل عليه.

                  وأما قولك (إبراهيم ظلّ ملتزماً بوعده لأبيه بأن يستغفر له، حتى كان أنْ تبيّن إبراهيمُ أن مصيره جهنّم لموته كافراً بالله، فتبرّأ منه) فهل عند جنابك أثارة من علم يعتد به يخبرنا بتاريخ هلاك آزر وعُمر إبراهيم وقتذاك حتى نعلم ما إن توقف إبراهيم عن الإستغفار لأبيه آزر فعلاً بعد موت الأخير كافراً كما تقول أم قبل ذلك بزمن طويل؟

                  أما مقابلتك (اغفر لأبي) [الشعراء] ب (اغفر لي ولوالدي) [إبراهيم] فلا تخلو من تعسف كذلك، إذ أن إبراهيم قد وعد فقط أباه آزر بالاستغفار كما في النص (سأستغفر لك) وليس أباه وأمه حتى يقول (ولوالديَّ)، بما يدل على أن الإستغفار الأخير يمثل حالة أخرى مختلفة، والتصور الذي أراه هو كالآتي:

                  - وعد إبراهيم أباه آزر بالاستغفار ودليل ذلك قوله تعالى: (قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) (مريم : 47) حيث قال (سأستغفر لك) ولم يقل (سأستغفر لك ولأمي).

                  - وفّى إبراهيم عليه السلام بوعده فعلاً بالإستغفار لأبيه آزر ودليل ذلك قوله تعالى: (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ) (الشعراء : 86).

                  - لم يرتجع آزر عن شركه وضلاله وأصر على غيه إصراراً فتبين لإبراهيم أن أباه آزر عدواً لله فتبرأ منه وتوقف عن الإستغفار له وانتهت علاقته نهائياً به.

                  - حينما وصل إبراهيم إلى مرحلة الشيخوخة ودنا أجله استغفر لنفسه ولوالده ولوالدته ودليل ذلك قول الله تعالى: ( ... رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ...) (إبراهيم : 41)

                  أختم هذا الجزء بملاحظة أن إسم إبراهيم عليه السلام ورد في القرآن 69 مرةً، وتركيب "لأبيه" نحو 8 مرات، ونداء "يا أبتِ" نحو 5 مرات، بينما لم ترد مادة "والد" مقترنة بسيرة إبراهيم إلا مرة واحدة وحيدة في سورة إبراهيم، أي أن اللفظ القرآني المعهود (حيث ورد 13 مرة على الأقل) عند الحديث عن آزر هو لفظ "أب"، وفي المرة الوحيدة التي جاء فيها لفظ "والد" جاء مقترناً مع الوالدة بصيغة المثنى "والديَّ" وخلا السياق تماماً من أي إشارة لأبيه آزر.

                  فهذا يقضي على فهمك بأن آزر لم يكن والد إبراهيم بل أباً له بالتبنـّي، لأن الله نفى أن يكون مثل هذا الشخص "أباً"، كما كان حال النبي صلوات الله عليه مع زيد.


                  معذرة أخي الكريم لم أفهم الوجه الذي تقصده فليتك تبسطه إيضاحاً من فضلك، لكن حتى تتفضل بذلك دعني أسألك من فضلك: حرَّم الله التبني بقوله تعالى (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) (الأحزاب : 5) فمتى نزلت هذه الآية: في عصر إبراهيم أم في عصر محمد عليهما الصلاة والسلام؟

                  أما قولك الكريم (لمّا فصَّل الحقُّ سبحانه آياتِ التشريع فيما يتعلق بالمواريث، وهي الأحكام التي لا علاقة فيها إلا بالنسب لا التبنـّي ... فهل الوالدان غير الأبوين؟ ... فأنت ترى أن الحقّ سبحانه لم يفرّف بين هذه وتلك، فكيف أعدِلُ عن قولِه تعالى إلى قولك؟)


                  أخي الكريم

                  الأصل الإعتيادي - وليس الفارق الوظيفي - هو أن الوالدَ أبٌ لولده، والوالدةَ أمٌ لولدها، فمحمد صلى الله عليه وسلم كان والداً لفاطمة رضوان الله عليها، وأباً لها في الوقت نفسه، وهكذا. لكن يحدث أحياناً أن يموت الوالدُ - كما مات عبد الله بن عبد المطلب - فيتولى الجد أو العم تربية الحفيد أو ولد الأخ، ليس بمعنى التبني، لكن بمعنى الرعاية والعناية والتنشئة فيصير أباً له. أما في الأمثلة التي ذكرتَها وغيرها مما لم تذكر فاستخدام الأب بمعنى الوالد ليس معناه أن الأب يرادف الوالد لكن معناه أن المفهوم الوظيفي للوالد (الجانب البيولوجي) والمفهوم الوظيفي للأب (الجانب التربوي) متحققان في شخص واحد، أي إنسان واحد هو الوالد البيولوجي لولده وهو الأب المربِّي لإبنه، وهذا مفهوم واضح كل الوضوح ولا أدري كيف يحتاج مع وضوحه للتمثيل والتعليق؟!!!

                  إننا حينما نقول إن الوالد هو نفسه الأبُ لا يجب أن ننسى أن تلك القاعدة الإعتيادية تحتوي بداخلها على فروق وظيفية، فإن حدث خروج عن تلك القاعدة الإعتيادية - بسبب وفاة الوالد أو الوالدة مثلاً - فإننا نهرع حينئذٍ للقاعدة الوظيفية لبيان الفروق الدقيقة فنقول مثلاً إن محمداً بن عبد الله عليه السلام كان والداً وأباً لفاطمة وكان أباً لزيد بن حارثة (أعني من حيث التنشئة وليس من حيث التبني) لكنه لم يكن والداً له.

                  مَن قال إن إبراهيم تبرّأ من أبيه عندما تبرأ من قومه؟ اسمع معي إلى قول الحق سبحانه في سورة الممتحنة (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من الله من شيء). سبحان الله .. لقد استثنى الله عز وجلّ استغفار إبراهيم لأبيه من تبرئه من قومه، فكيف تقول إنه تبرأ منه وهو شاب؟


                  نعم تبرأ منه وهو شاب وأكرر ذلك، أما الآية الكريمة فلا تستثني براءة إبراهيم من أبيه آزر الكافر لكنها تستثني فقط قوله أو وعده إياه بالإستغفار له، فأنا قد أتبرأ من شخص كافر لكن ذلك لا يمنعني من أن أرجو له بقلبي الهداية. إذن تبرأ إبراهيم من قومه، وتبرأ بالضرورة من أبيه آزر، لأن نفيَ العام نفيٌ للخاص، ولم يستثنى سوى نقطة وحيدة لها حكم خاص وهي صدق الوعد الذي وعده والوفاء به وهذا ما قد حدث.

                  القرينة العقلية التي جعلتَ المعنى يقتضيها بالضرورة منتفية هنا بالنصّ، ولا اجتهاد مع النص. بل القرينة العقلية تقول: إنه لو كان ذلك كذلك، فكَم مكث إبراهيم يستغفر لأبيه؟ ساعات أو سويعات كما تقول!! منذ جداله لقومه إلى أن تبرأ منهم! بل هو منقوض بقوله تعالى بعد طرد آزر لإبراهيم (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً) سورة مريم. فهذا هو الأصل أخي الكريم، وما رأيتـَه قرينة عقلية بحاجة إلى قرينة.


                  يقول الله تعالى:

                  (قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا. وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا. فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا) (مريم : 47 - 49)

                  حينما يقول إبراهيم لأبيه آزر (... سأستغفر لك ... وأعتزلكم ...) فليس معناه أن ذلك يتم بالضرورة مباشرة، بل يصح أن يمضي بين وعده (سأستغفر لك) وإعلانه (أعتزلكم) وقت قد يطول وقد يقصر، ويصح عقلاً، ولا يعارضُ ذلك نقلاً، أن يكون إبراهيم قد استغفر لأبيه آزر مرة أو أكثر من مرة، ودعاه مرة أخرى أو مرات أخر، إلى أن اعتزلهم، وبعد أن اعتزلهم وهاجر عنهم بفتره وهبه الله إسحق ويعقوب، فليس معنى قوله تعالى بالضرورة أن إبراهيم وعد أباه اليوم واعتزله غداً ووهبه الله ذريته بعد غد. إن القرآن كتاب هداية وليس كتاب تاريخ فلا يسرد الأحداث بطريقة كرونولوجية كالعهد القديم، بل يقف عند محطات قد يتلاشى بينها الزمن أو الأماكن لتجريدها عن واقعها المادي لاستخلاص العبرة الكامنة فيها مجردة عن أي عوامل أو أبعاد فيزياية.

                  أكتفي بهذا القدر وأرجو أن تكون فكرتي قد وضحت، تلك الفكرة التي أثراها نقاشكم الرائع وطرحكم المفيد، والذي بالتأكيد سيكون دافعاً قوياً لي إن شاء الله عند تنقيح الموضوع حينما يتيسر الوقت يوماً إن شاء الله

                  تحياتي الأخوية

                  والسلام
                  كَتَبَه:

                  أبو إسحاق النَّظَّام

                  _________


                  (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                  (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                  تعليق

                  • توحيد
                    حارس قديم
                    • 18 ينا, 2007
                    • 4223
                    • السعي لمرضاة الله
                    • مسلم

                    #39
                    أخي الكريم أبو اسحق ..
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

                    لاحظت من خلال حوارك انك رجل عاقل .. تبحث عن الحق .. وتسارع للاعتراف به وإن خالف رأيك الأول ...
                    واتمنى من الله أن يديم عليك وعلينا هذه النعمة ..

                    أما بعد ..

                    فإن الله تعالى يقول:
                    مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمًا
                    ولو صحت نظريتكم .. لكان نص الآية الكريمة .. ما كان محمد والد أحد من رجالكم ...

                    لماذا؟
                    لأننا لو طبقنا نظريتك على العلاقة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين ربيبه "زيد" رضي الله عنه ... لكانت اللفظة الصحيحة التي تصفها هي لفظة الأبوة.
                    ولكانت علاقة الأبوة والبنوة ثابتة لا تحتمل الشك - طبقاً لرأيك - ولكننا نجد أن الله تعالى قد نفى صفة الأبوة عن هذه العلاقة، ولم ينف عنها صفة الوالدية....
                    وهو ما يخالف ما ذهبت إليه من أن القرآن الكريم يستخدم اللفظتين استخداماً "غير مترادف" في عموم آياته

                    ولو صحت نظريتك - أيضاً - لما قال سبحانه وتعالى "ادعوهم لآبائهم" .. ولكان الأولى - ساعتها - أن يقول "ادعوهم لوالديهم" .. وأظن أن هذا الدليل شديد الوضوح .. شديد الإلزام .. لا يحتمل التأويل ولا التفسير.

                    أعلمٌ أن مشاركتي هذه مكررة المضمون .. لم أزد فيها على أن أعدت صياغة بعض من الأدلة التي ساقها اخي الحبيب "القبطان المسلم" ... ولكني لم أترفع عن ذلك حرصاً على توضيح الفكرة .. والاجتهاد في الوصول إلى الحق.

                    والله تعالى أعلى وأعلم

                    تعليق

                    • fares_273
                      مشرف منتدى النصرانيات

                      • 10 أبر, 2008
                      • 4178
                      • موظف
                      • مسلم

                      #40
                      السلام عليكم

                      بخصوص مسألة "آزر " و هل هو أبو سيدنا ابراهيم عليه السلام حقيقة , أضع لكم اقتباسا قد يفيدكم

                      هذا الاقتباس يتعلق بالبناء اللغوى فى الآيه الكريمه

                      ( و اذ قال ابراهيم لأبيه ءازر )

                      جاء فى البرهان فى علوم القرآن للإمام الزركشى صفحة 591 , دار الحديث القاهره , ما يلى :

                      أعربوا " ءازر " من قوله تعالى ( ( و اذ قال ابراهيم لأبيه ءازر )) بدلا

                      قال بن عبد السلام : و البدل لا يكون الا للبيان , و الأب لا يلتبس بغيره فكيف حسن البدل ؟

                      و الجواب : أن الأب يطلق على الجد , بدليل قوله تعالى ( ءاباءى ابراهيم و اسحاق و يعقوب ) يوسف 38 , فقال " آزر " لدفع التوهم .

                      هذا كله اذا قلنا : ان " آزر " اسم أبيه , لكن فى المعرب للجواليقى عن الزجاج : لا خلاف أن اسم أبى ابراهيم تارح .

                      انتهى الاقتباس

                      قلت - أى فارس - : هذا الكلام عن فائدة ورود اسم " آزر " بدلا , و أن البدل لا بد أن تكون له فائده , فكان الجواب عن الفائده هو دفع التوهم أن يظن القارىء أن " آزر " غير الأب الحقيقى ابراهيم عليه السلام , و بالتالى فقد افاد البدل ههنا أن " آزر " هو الوالد الحقيقى فعلا .


                      هذا ما فهمته مما نقلته لكم , لعل و عسى أن يفيدكم هذا فى نقاشكم حول هذه المسأله .


                      و كذلك ورد فى كتاب " أحكام أهل الذمه " لابن القيم صفحة 430 دار الحديث :


                      واحتجوا أيضا بقوله تعالى إخبارا عن نوح أنه قال
                      :

                      {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً}.

                      والفاجر والكفار من أهل النار وهذا لا حجة فيه لأنه إنما أراد به كفار أهل زمانه قطعا وإلا فمن بعدهم من الكفار قد ولد بعضهم الأنبياء كما ولد آزر إبراهيم الخليل.

                      وأيضا فقوله:
                      {فَاجِراً كَفَّاراً}.
                      حال مقدرة أي من إذا عاش كان فاجرا كفارا ولم يرد به أن أطفالهم حال سقوطهم يكونون فجرة كفرة كما تقدم بيانه






                      .

                      انتهى الاقتباس

                      قلت - أى فارس - : ها هو الأمام بن القيم يقول أن آزر هو والد سيدنا ابراهيم حقيقة .



                      حياكم الله



                      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                      تعليق

                      • نصرة الإسلام
                        المشرفة العامة
                        على الأقسام الإسلامية

                        • 17 مار, 2008
                        • 14565
                        • عبادة الله
                        • مسلمة ولله الحمد

                        #41
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        ما شاء الله لا قوة إلا بالله
                        مناقشة هادئة وحوار راق

                        ووددتُ أن أعلق ببعض الأمور البسيطة :
                        1- أوافق أخانا الفاضل القبطان المسلم فيما ذهب إليه من أن الأب والوالد بينهما علاقة ترادفية لما ساقه من الآيات الكريمات , غير أنه من المؤكد أن ظاهرة دقة اللفظ القرآنى التى يتمتع بها القرآن الكريم تدلنا على أن كل كلمة فى موقعها تؤدى غرضاً معيناً . بمعنى أنه إذا استخدم القرآن لفظة الوالد فى آية فمعنى ذلك أن لفظة الوالد تؤدى معنى معيناً لا تقوم به لفظة الأب ولكنها لا تنفى الترادف . وهذا الأمر يحيلنا بالضرورة إلى التوقف مع سياق كل آية وردت فيها لفظة الأب والوالد لنعلم من السياق الحكمة فى إختيار إحداهما دون الأخرى .

                        2- وأتفق مع أخينا الفاضل أبى إسحاق فيما ذهب إليه من موضوع الفروقات الطفيفة التى أشار إليها , وهى ما عنيتها بقولى أن استخدام إحدى اللفظتين دون الأخرى فى آية معينة يكون مقصوداً , وما دام قد ثبت بالآيات التى ساقها أخونا القبطان المسلم أن اللفظتيْن مترادفتان , وجب علينا التوقف عند كل آية لمعرفة الحكمة من خلال السياق التى وردت فيه اللفظة .

                        وبالنسبة لقول أخينا أبى إسحاق النظام :
                        أما في الأمثلة التي ذكرتَها وغيرها مما لم تذكر فاستخدام الأب بمعنى الوالد ليس معناه أن الأب يرادف الوالد لكن معناه أن المفهوم الوظيفي للوالد (الجانب البيولوجي) والمفهوم الوظيفي للأب (الجانب التربوي) متحققان في شخص واحد، أي إنسان واحد هو الوالد البيولوجي لولده وهو الأب المربِّي لإبنه، وهذا مفهوم واضح كل الوضوح ولا أدري كيف يحتاج مع وضوحه للتمثيل والتعليق؟!!!


                        فأقول كيف نستطيع الحكم بأن الوارد ذكرهم فى آيات المواريث والنسب قد قاموا بالدوريْن معاً ؟؟؟
                        فكيف إن لم يقم الوالد بدور الأب أيضاً من التربية والرعاية ؟؟؟ فكيف سيقول الله حينها {أدعوهم لآبائهم} ؟؟؟
                        فطبقاً لكلامك أخى الفاضل أبا إسحاق لا يصح إلا القول (أدعوهم لوالديهم) , وهذا مخالف للآية الكريمة .

                        فالحاصل هو أن لفظتى الوالد والأب مترادفتين
                        ولا يمنع هذا وجود اختلافات طفيفة فى المعنى يمكن التوصل إليها بالتدبر
                        ولا يمنع أيضاً من كون لفظة الأب قد تستخدم للتعبير عمن يقوم بمهمة الأب من عم أو جد , لكن بوجود قرينة قاطعة .

                        وأعتقد أن كل الأطراف متفقة على هذه النقاط الثلاثة
                        ومحل الخلاف والذى يحتاج إلى إثبات هو ( القرينة القاطعة )
                        فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                        شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                        مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                        لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                        إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                        أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                        خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                        الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                        أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                        <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                        ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                        تعليق

                        • أبو إسحاق النَّظَّام
                          2- عضو مشارك
                          • 26 فبر, 2009
                          • 127
                          • باحث في الرياضيات
                          • مسلم

                          #42
                          حضرة الأخ الكريم / توحيد

                          سلام الله عليك

                          تحية طيبة وسلاماً أخوياً وشكراً على كلامك الطيب ومشاركتك القيمة

                          ثم أما بعد:

                          هبْ أن منطوق الآية الشريفة كان كالتالي "ما كان محمد والد أحد من رجالكم" فهل كانت تنطبق على الواقع فعلاً؟ الجواب: لا. أما التعليل فهو ميسور بإذن الله: تروي أخبار السيرة أن محمداً صلوات الله وسلامه عليه كان والداً للقاسم وعبد الله (ووالدتهما خديجة رضي الله عنها) وإبراهيم (ووالدته مريم المصرية رضي الله عنها). هؤلاء الثلاثة هم أولاد رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، أي كانوا من "رجال" قريش (مع ما في اللفظ من تجوز لكونهم ماتوا صغاراً) فكيف يقال - والحال هكذا - إنه ما كان والد أحد من رجالهم؟

                          لنترك لفظ "والد" الآن جانباً وننتقل لنص الآية الكريمة:

                          (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الأحزاب : 40)

                          أقول: في الآية وجهان:

                          الأول: ما كان محمد أبا أحد من رجالهم فعلاً، لأنه كان أباً (وليس والداً) للحبِّ زيد العوالي بن حارثة رضوان الله عليه، وهذا لم يكن بحال من رجال قريش، بل كان من قبيلة أخرى أظنها قبيلة كلب (من التكالب على الشيئ كناية عن الشجاعة والإقدام) على ما أظن (أرجو التأكد من اسم القبيلة من فضلكم فلست متيقناً منها)، وعليه، فرسول الله، برغم أبوته لزيد، إلا أنه ما كان أبا أحد من رجال قريش فعلاً.

                          الثاني: الأبوة قسمان (برجاء مراجعة مقال المشترك اللفظي) على الأقل: أبوة التبني القانوني، وأبوة الرعاية والعناية. من الواضح أن الأية الشريفة تنفي الأبوة القانونية وتلغي الأحكام الشرعية المترتبة عليها، لكنها لا تنفي الأبوة بمفهوم الرعاية والعناية والإنعام.

                          لم يكن محمد صلوات الله عليه والداً لزيد، لكنه كان له أباً لأنه قام بتنشئته ورعايته، وكان الأخير يعرف باسم زيد بن محمد، فنفى القرآن كون أبوة محمد صلوات الله عليه أبوة قانونية يترتب عليها حقوق مالية كالإرث، أو شرعية كعدم الزواج من مطلقته، لكنه لم يتعرض للأبوة التربوية، لأن تلك الأخيرة كامنة في اللفظ ولا تنفك عنه.

                          أكتفي بهذا القدر أخي الكريم فهذا ما عندي الآن

                          وتحية خاصة للأخ فارس على كريم المرور

                          والسلام
                          كَتَبَه:

                          أبو إسحاق النَّظَّام

                          _________


                          (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                          (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                          تعليق

                          • توحيد
                            حارس قديم
                            • 18 ينا, 2007
                            • 4223
                            • السعي لمرضاة الله
                            • مسلم

                            #43
                            أخي الفاضل ..
                            اسمح لي بتعليق سريع نظراً لانشغالي الشديد ..
                            وقد أعود لأفصل لاحقاً ..

                            1- ما الذي دفعك لحمل الضمير في كلمة "رجالكم" في الآية على قريش .. وليس على عموم المسلمين؟
                            2- أبناء النبي الذكور لم يبلغ أياً منهم مبلغ الرجولة .. وهذا هو الوجه الاولى لفهم الآية .. وهو الوجه الذي ذهب إليه - على حد علمي - عموم المفسرين.
                            3- لم تعلق على قوله تعالى "ادعوهم لآبائهم" .. وهو الدليل الأوضح، والأظهر من وجهة نظري على استخدام القرآن الكريم للفظة الاب بمعنى "الأب البيولوجي"

                            أعتذر عن ضعف الصياغة بسبب ضيق الوقت ...
                            والله تعالى أعلى وأعلم.

                            تعليق

                            • أبو إسحاق النَّظَّام
                              2- عضو مشارك
                              • 26 فبر, 2009
                              • 127
                              • باحث في الرياضيات
                              • مسلم

                              #44
                              الأخت الفاضلة نصرة الإسلام

                              السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته

                              تحية طيبة وشكراً على الإضافات الهامة

                              فكيف إن لم يقم الوالد بدور الأب أيضاً من التربية والرعاية؟؟؟ فكيف سيقول الله حينها {أدعوهم لآبائهم} ؟؟؟ فطبقاً لكلامك أخى الفاضل أبا إسحاق لا يصح إلا القول (أدعوهم لوالديهم) , وهذا مخالف للآية الكريمة.

                              كلام قيِّم وتقرير قوي ليس لي عليه إجابة سوى القول بإن الآية نصت هنا على لفظ "الأباء" وأرادت "الوالدين" من باب إطلاق الخاص على العام، فكل والد هو أبٌ طبيعي لولده، سواء قام بتربيته أم لا، ولكن ليس كل أبِ والداً، فالآية هنا ذكرت الأب وقصدت الأب الطبيعي أي الوالد، والله أعلم.

                              فالحاصل هو أن لفظتى الوالد والأب مترادفتين

                              لم لا نقول إن الوالد هو العام (باعتباره والداً وأباً) بينما الأب هو الخاص (لاحتمال كونه والداً واحتمال كونه غير والد)؟

                              ومحل الخلاف والذى يحتاج إلى إثبات هو ( القرينة القاطعة )


                              لقد قال ذلك قبطانُنا رعاه الله، وها أنتِ تؤكدينها، ولا اعتراض عندي على ذلك، فهل ترين أن القرينة في حالة إبراهيم وأبيه غير موجودة أم موجودة؟

                              إنني أراها موجودة بالفعل إذ يصعب على العقل أن يقتنع بأن إبراهيم الذكي الحصيف لم يتبين طيلة حياته أن آزر عدوٌ لله فيتبرأ منه فقط وهو على كِبَر، وليس قبل ذلك. إن الواقع الذي نراه في الشاهد هو أن الإنسان قد يستغفر ويدعو مرة واثنين وعشرة لكنه يتبين بعد ذلك أن الطرف الآخر متصلفاً ومعانداً. لقد كان آزر صانعَ الأصنام والأوثان التي يعبدها قوم إبراهيم أي أنه لم يكن مشركاً عادياً بل كان من مروِّجي الشرك والمعينين عليه، وكان حرباً على إبراهيم والمؤمنين، وقد ظل على هذه الحالة فترة طويلة لم يرعوى فيها، فكيف لم يتبين لإبراهيم ذلك حتى يظل يستغفر له طيلة حياته التي بلغت عشرات أو مئات السنين؟ ثم ما أدراه أن أباه قد مات على الشرك وقد هجره منذ زمن؟ ألم يكن محتملاً أنه مات على الإيمان؟ هل اطَّلع إبراهيم على ما في قلب أبيه آزر؟ إن قيل: لقد أوحى إليه علاَّم الغيوب سبحانه أن آزر مات على الكفر، قيل له: ألم يكن علام الغيوب على علم بذلك قبل أن يهلك آزر؟ لماذا لم يوحي إلى إبراهيم في حينه أن آزر هالك حتى يتوقف عن الاستغفار له؟

                              إن الأمر جد بسيط فكيف لا ينتبه إليه أهل العلم والفضل أمثالكم؟ لقد وعد إبراهيمُ آزر بالاستغفار له (سأستغفر لك ربي)، وقد وفى بوعده (واغفر لأبي)، وعد فأوفى، هل هذا صعب؟

                              أما في آخر حياته فكان الإستغفار مختلفاً (اغفر لي ولوالديَّ) من ثلاثة أوجه على الأقل:

                              - هناك قال (اغفر لأبي) وهنا قال (اغفر لي ولوالديَّ)، فذكر هناك "الأب"، وذكر هنا "الوالد".

                              - وعد إبراهيم هناك أباه ولم يعد أمه، لذلك كان طبيعياً أن يكون قوله (اغفر لأبي) منسجماً مع ضمير الخطاب المفرد المذكر في قوله (سأستغفر لك)، أما هنا فالاستغفار يشمل اثنين "الوالد" و"الوالدة".

                              - حينما إبراهيم استغفر إبراهيم لأبيه وصفه بأنه (كان من الضالين)، أما هنا فنراه يقول (اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين) فعطف "والديَّ" على نفسه وهو مؤمن، فكيف يعطفُ كافراً على مؤمنٍ؟ ثم عطف "المؤمنين" على كافر، وكل هذا لا يصح عندي.

                              لهذا فإنني لا أزال أرى أن آزر كان مربياً ومنشئاً لإبراهيم عليه السلام، ولم يكن والده الطبيعي، ووالده الطبيعي (سواء كان اسمه تارحَ أو غير تارح) مات على الإيمان والتوحيد والله أعلم.

                              لقد أوضحتُ ما عندي بهذا الشأن فلا جديد يقال، فلعلّ الأيام القادمة إن كنا من أهل الدنيا تزيد من سقفنا المعرفي إن شاء الله بما يثبت الفكرة أو يعدلها أو ينفيها، فالعقل البشري الذي كرمنا الله به يتفاعل مع المعطيات ليولِّد فكراً، فكلما نضج العقل، وجدت المعطيات، كلما تغيرت القناعات وتبدلت الأفكار في سيرورة فكرية تفاعلية إلى أن نلقى الله عز وجل آملين أن يغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا ويعفو عنا، وشفيعنا لذلك إيماننا به، وتوحيده، ورحمته، ورغبتنا في إعلاء كلمته عالية خفاقة إن شاء الله

                              أكتفي بهذا القدر الآن وأشكركم على سعة صدوركم، وآسف إن كنتُ قد أخذتكم بعيداً عما أنتم بصدده من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فأرجو المعذرة

                              والله ولي التوفيق

                              والسلام
                              كَتَبَه:

                              أبو إسحاق النَّظَّام

                              _________


                              (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                              (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                              تعليق

                              • أبو إسحاق النَّظَّام
                                2- عضو مشارك
                                • 26 فبر, 2009
                                • 127
                                • باحث في الرياضيات
                                • مسلم

                                #45
                                جناب الأخ توحيد

                                سلام الله عليك

                                ما الذي دفعك لحمل الضمير في كلمة "رجالكم" في الآية على قريش .. وليس على عموم المسلمين؟


                                إن كان الضمير في "رجالكم" يعود على قريش باعتبارهم المُخَاطَبين المباشرين، فالمعنى ظاهر وهو أن زيداً ليس من رجالكم معشرَ القرشيين، وإن كان الضمير في "رجالكم" لا يعود على قريش، فمعنى الأبوة هنا يُحمل على الأبوة القانونية التي يترتب عليها حكم شرعي، وليس على الأبوة التربوية التي يفرضها الجذر اللغوي.

                                أبناء النبي الذكور لم يبلغ أياً منهم مبلغ الرجولة .. وهذا هو الوجه الاولى لفهم الآية .. وهو الوجه الذي ذهب إليه - على حد علمي - عموم المفسرين.


                                هب أن الرسول الأكرم والنبي الأعظم محمداً الأمين لم ينجب ذكوراً من الأصل. هل يصح في هذه الحالة أن يقال (ما كان محمد والدَ أحد من رجالكم) ولم يكن له فعلاً ولد من رجال قريش؟ إن اللفظ الوحيد الدقيق البليغ المعجز الذي يوصل للمعنى المقصود في جميع الأحوال والإحتمالات هو لفظ "أبا" فسبحان الحيّ القيوم الذي أنزل أبلغ لسان وأحكمة بأفضل بيان.

                                لم تعلق على قوله تعالى "ادعوهم لآبائهم" .. وهو الدليل الأوضح، والأظهر من وجهة نظري على استخدام القرآن الكريم للفظة الاب بمعنى "الأب البيولوجي"


                                لقد علقت عليه أخي الحبيب لكن في مداخلة تالية رداً على أستاذتي نصرة الإسلام تعليقاً وجيزاً مكتفياً بالإشارة معرضاً عن بسط العبارة فقلتُ:

                                الآية نصت هنا على لفظ "الأباء" وأرادت "الوالدين" من باب إطلاق الخاص على العام، فكل والد هو أبٌ طبيعي لولده، سواء قام بتربيته أم لا، ولكن ليس كل أبِ والداً، فالآية هنا ذكرت الأب وقصدت الأب الطبيعي أي الوالد، والله أعلم.

                                أَكتفي بما تقدم فأراك على خير

                                والسلام
                                كَتَبَه:

                                أبو إسحاق النَّظَّام

                                _________


                                (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                                (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                12 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                                ردود 0
                                10 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 نوف, 2024, 01:40 ص
                                ردود 11
                                41 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 نوف, 2024, 04:09 م
                                رد 1
                                32 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...