السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ــ بداية أخوانى الكرام لمخطوطات البحر الميت أهمية ودور كبيرين لاثبات عدم تحريف كتاب النصارى ..وقد وجدت معظم مؤلفات النصارى حول عصمة كتابهم المقدس وعدم تحريفه تفرد بابا كاملا لمخطوطات البحر الميت لاثبات عصمة كتابهم ...
ــ نبذة عن مخطوطات البحر الميت تاريخيا:
قصة إكتشاف هذه المخطوطات : ــ
فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وفى منطقة قمران تحديدا .. وقف الصبي الأردنى محمد يبحث عن عنزته الضالة..
فرمى حجراً في ثقب في تل على الجانب الغربي للبحر الميت، على بعد ثمانية أميال جنوب أريحا، واندهش لسماع صوت تحطُّم آنية فخارية. ولما تفحَّص الأمر شاهد في الكهف العديد من الأواني الفخارية التي تحتوي على مخطوطات جلدية ملفوفة في قماش من الكتَّان .. وهى عبارة عن مخطوطات عبرية وآرامية قديمة للكتاب المقدس. وفى صباح اليوم التالى عاد محمد ومعه أحد أصدقائه إلى الكهف حيث ساعده على الصعود إليه وقد عثر بداخله على لفافات تحتوى على سبع مخطوطات ..
وسرعان ماظهرت المخطوطات عند تاجر للأنتيكات فى بيت لحم يدعى باسم كاندو ... وقد قام مار أثناسيوس صموئيل ـ رئيس دير سان مارك للكاثوليك السوريين ــ بشراء أربع مخطوطات بينما اشترى الأستاذ أليعاذر سوكينوك الثلاث الباقية لحساب الجامعة العبرية للقدس . ولما قامت الحرب سنة 48 على أثر إعلان دولة إسرائيل خشى أثناسيوس على مصير المخطوطات التى اشتراها ..فأرسل المخطوطات الأربع لعرضها للبيع هناك واشتراها ايجال يادين ابن الأستاذ سوكينوك ــ لحساب الجامعة العبرية فى القدس ... وهكذا أصبحت المخطوطات السبع الأولى فى حوزة الجامعة العبرية الاسرائيلية ..(1)
وعندما تم إعلان الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل يوم 7 يناير 1949 أصبحت منطقة قمران تحت سيطرة المملكة الأردنية الهاشمية.. وبدأ الأردنيون ينظمون عمليات أثرية للبحث عن المخطوطات .. وقد انتهت عمليات البحث سنة 1956 باكتشاف مجموعة من 11 كهف تم ترقيمها ..
ما الذى تم إكتشافه فى فى كهوف قمران ؟
ــ عثر فى كهوف قمران على العديد من الكتب لأسفار العهد القديم وإن كان معظمها لم يتبق منها إلا قصاصات صغيرة ...والعجيب أنه بين آلاف القصاصات المكتشفة لم يتم العثور على أثر واحد لأى فقرة لسفر أستير !!!
ــ وأكثر القصات التى وجدت لكتاب واحد كانت للمزامير ثم التثنية ثم أشعياء على الترتيب ..
هيئة الآثار الإسرائيلية تفرض سيطرتها على المخطوطات : ــ
كان الحصول على مخطوطات عبرية وآرامية قديمة فى كهوف قمران ..بمثابة أمل جديد للتعرف على أحداث التاريخ القديم فى فلسطين فى الفترة بين القرن الثانى ق . م ونهايةالقرن الأول الميلادى ففى هذه الفترة انتهت الديانة اليهودية التى أقامها الكهنةوبدأت يهودية الأحباروالتلمود وفى هذه الفترة كذلك ولدت الكنيسة المسيحية وساد الاعتقاد بميلاد يسوع المسيح وبعثته .
وازداد شوق الباحثين لقراءة النصوص بعد ترجمتها ونشرها..للتعرف على إجابات لأسئلة ظلت تشكل ألغازا لمدة ألفى عام .. لكن الذى حدث بعد ذلك كان مخيبا للآمال . فبعد نشر المجموعة الأولى من المخطوطات توقف ظهور أى ترجمات أخرى. وأسدل ستار الصمت على مضمون المخطوطات وأسرار جماعة قمران.وفى هذا الجو انتشرت الشائعات ودبرت المؤامرات ولا شك أن الجماعة المشرفة على إعداد المخطوطات قد ساعدت على حدوث هذه التطورات السلبية .فبينما سيطرت جماعة الإيكول بايبليك الفرنسية على أعمال اللجنة استبعدت جماعات لها مصلحة واضحة ,فلم تضم اللجنة أى من الباحثين غير الكاثوليك .. ونشب صراعا خفيا بين لجنة المخطوطات وبين سلطة الآثار الإسرائيلية منذ اليوم الأول لسقوط متحف القدس تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلى بعد حرب 67إلا أن الأمور استمرت على ما كانت عليه لأكثر من عشرين عاما بعد ذلك, قبل أن يبدأ الصراع المكشوف الذى أدى فى النهاية إلى التخلص من السيطرة الكاثوليكية وإحلال سلطة الأثار الإسرائيلية مكانها عام 1991 .. ففى هذا العام ظهر فى لندن كتاب بعنوان ( خداع مخطوطات البحر الميت) للكاتبين مايكل بيجنت وريتشارد لى إتهما فيه الفاتيكان صراحة بالتدخل فى عملية ترجمة ونشر المخطوطات .. ومحاولة إخفاء معلومات وردت بها مخالفة للتعاليم الكاثوليكية . واعتمد المؤلفان فى أدلتهما على التأخير الذى زاد على أربعين عاما فى نشر مخطوطات كهف قمران رقم (4) ..فمن بين خمسمائة نص عثر عليها فى هذا الكهف لم ينشر منها إلا مائة فقط.. كما أن أعضاء لجنة المخطوطات لم يسمحوا لأحد بالإطلاع على ماتحت أيديهم منها .. وقال المؤلفان بأن الإيكول بايبلك ــ المسيطرة على أعمال اللجنة ــ تخضع فى عملها لبابا الفاتيكان مباشرة ــ وأن هذا الولاء يهدد بضياع أى نص قد يتعارض صراحة مع مصلحة الفاتيكان.
ــ ثم بدأت حملة إعلامية كبرى فى أواخر عام 90 وأوائل عام 1991 م خاصة فى الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطون بوست تهاجم مجموعة الباحثين المسئولة عن ترجمة ونشر المخطوطات وتتهمهم بالاشتراك فى مؤامرة يحيكها الفاتيكان لمنع نشر بعض ما ورد بنصوص قمران..
ــ كما انتشرت عدة شائعات بوجود مؤامرة لإخفاء بعض محتويات مخطوطات قمران لأن محتوياتها سيكون لها تأثير سلبى على بعض المعتقدات اليهودية والمسيحية, ولم تكن لجنة المخطوطات تضم بين أعضائها أيا من اليهود أو المسلمين أو حتى المسيحيين التابعين للكنائس الشرقية!!!...(3)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) مخطوطات البحر الميت للباحث والمؤرخ د/أحمد عثمان ص 11, 12
(2) موقع بيت الله المسيحى.
(3) مخطوطات البحر الميت ص 92 , 93 , 94 ..
<<<<< يتبع >>>>>
ــ بداية أخوانى الكرام لمخطوطات البحر الميت أهمية ودور كبيرين لاثبات عدم تحريف كتاب النصارى ..وقد وجدت معظم مؤلفات النصارى حول عصمة كتابهم المقدس وعدم تحريفه تفرد بابا كاملا لمخطوطات البحر الميت لاثبات عصمة كتابهم ...
ــ نبذة عن مخطوطات البحر الميت تاريخيا:
قصة إكتشاف هذه المخطوطات : ــ
فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وفى منطقة قمران تحديدا .. وقف الصبي الأردنى محمد يبحث عن عنزته الضالة..
فرمى حجراً في ثقب في تل على الجانب الغربي للبحر الميت، على بعد ثمانية أميال جنوب أريحا، واندهش لسماع صوت تحطُّم آنية فخارية. ولما تفحَّص الأمر شاهد في الكهف العديد من الأواني الفخارية التي تحتوي على مخطوطات جلدية ملفوفة في قماش من الكتَّان .. وهى عبارة عن مخطوطات عبرية وآرامية قديمة للكتاب المقدس. وفى صباح اليوم التالى عاد محمد ومعه أحد أصدقائه إلى الكهف حيث ساعده على الصعود إليه وقد عثر بداخله على لفافات تحتوى على سبع مخطوطات ..
وسرعان ماظهرت المخطوطات عند تاجر للأنتيكات فى بيت لحم يدعى باسم كاندو ... وقد قام مار أثناسيوس صموئيل ـ رئيس دير سان مارك للكاثوليك السوريين ــ بشراء أربع مخطوطات بينما اشترى الأستاذ أليعاذر سوكينوك الثلاث الباقية لحساب الجامعة العبرية للقدس . ولما قامت الحرب سنة 48 على أثر إعلان دولة إسرائيل خشى أثناسيوس على مصير المخطوطات التى اشتراها ..فأرسل المخطوطات الأربع لعرضها للبيع هناك واشتراها ايجال يادين ابن الأستاذ سوكينوك ــ لحساب الجامعة العبرية فى القدس ... وهكذا أصبحت المخطوطات السبع الأولى فى حوزة الجامعة العبرية الاسرائيلية ..(1)
وعندما تم إعلان الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل يوم 7 يناير 1949 أصبحت منطقة قمران تحت سيطرة المملكة الأردنية الهاشمية.. وبدأ الأردنيون ينظمون عمليات أثرية للبحث عن المخطوطات .. وقد انتهت عمليات البحث سنة 1956 باكتشاف مجموعة من 11 كهف تم ترقيمها ..
ما الذى تم إكتشافه فى فى كهوف قمران ؟
ــ عثر فى كهوف قمران على العديد من الكتب لأسفار العهد القديم وإن كان معظمها لم يتبق منها إلا قصاصات صغيرة ...والعجيب أنه بين آلاف القصاصات المكتشفة لم يتم العثور على أثر واحد لأى فقرة لسفر أستير !!!
ــ وأكثر القصات التى وجدت لكتاب واحد كانت للمزامير ثم التثنية ثم أشعياء على الترتيب ..
هيئة الآثار الإسرائيلية تفرض سيطرتها على المخطوطات : ــ
كان الحصول على مخطوطات عبرية وآرامية قديمة فى كهوف قمران ..بمثابة أمل جديد للتعرف على أحداث التاريخ القديم فى فلسطين فى الفترة بين القرن الثانى ق . م ونهايةالقرن الأول الميلادى ففى هذه الفترة انتهت الديانة اليهودية التى أقامها الكهنةوبدأت يهودية الأحباروالتلمود وفى هذه الفترة كذلك ولدت الكنيسة المسيحية وساد الاعتقاد بميلاد يسوع المسيح وبعثته .
وازداد شوق الباحثين لقراءة النصوص بعد ترجمتها ونشرها..للتعرف على إجابات لأسئلة ظلت تشكل ألغازا لمدة ألفى عام .. لكن الذى حدث بعد ذلك كان مخيبا للآمال . فبعد نشر المجموعة الأولى من المخطوطات توقف ظهور أى ترجمات أخرى. وأسدل ستار الصمت على مضمون المخطوطات وأسرار جماعة قمران.وفى هذا الجو انتشرت الشائعات ودبرت المؤامرات ولا شك أن الجماعة المشرفة على إعداد المخطوطات قد ساعدت على حدوث هذه التطورات السلبية .فبينما سيطرت جماعة الإيكول بايبليك الفرنسية على أعمال اللجنة استبعدت جماعات لها مصلحة واضحة ,فلم تضم اللجنة أى من الباحثين غير الكاثوليك .. ونشب صراعا خفيا بين لجنة المخطوطات وبين سلطة الآثار الإسرائيلية منذ اليوم الأول لسقوط متحف القدس تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلى بعد حرب 67إلا أن الأمور استمرت على ما كانت عليه لأكثر من عشرين عاما بعد ذلك, قبل أن يبدأ الصراع المكشوف الذى أدى فى النهاية إلى التخلص من السيطرة الكاثوليكية وإحلال سلطة الأثار الإسرائيلية مكانها عام 1991 .. ففى هذا العام ظهر فى لندن كتاب بعنوان ( خداع مخطوطات البحر الميت) للكاتبين مايكل بيجنت وريتشارد لى إتهما فيه الفاتيكان صراحة بالتدخل فى عملية ترجمة ونشر المخطوطات .. ومحاولة إخفاء معلومات وردت بها مخالفة للتعاليم الكاثوليكية . واعتمد المؤلفان فى أدلتهما على التأخير الذى زاد على أربعين عاما فى نشر مخطوطات كهف قمران رقم (4) ..فمن بين خمسمائة نص عثر عليها فى هذا الكهف لم ينشر منها إلا مائة فقط.. كما أن أعضاء لجنة المخطوطات لم يسمحوا لأحد بالإطلاع على ماتحت أيديهم منها .. وقال المؤلفان بأن الإيكول بايبلك ــ المسيطرة على أعمال اللجنة ــ تخضع فى عملها لبابا الفاتيكان مباشرة ــ وأن هذا الولاء يهدد بضياع أى نص قد يتعارض صراحة مع مصلحة الفاتيكان.
ــ ثم بدأت حملة إعلامية كبرى فى أواخر عام 90 وأوائل عام 1991 م خاصة فى الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطون بوست تهاجم مجموعة الباحثين المسئولة عن ترجمة ونشر المخطوطات وتتهمهم بالاشتراك فى مؤامرة يحيكها الفاتيكان لمنع نشر بعض ما ورد بنصوص قمران..
ــ كما انتشرت عدة شائعات بوجود مؤامرة لإخفاء بعض محتويات مخطوطات قمران لأن محتوياتها سيكون لها تأثير سلبى على بعض المعتقدات اليهودية والمسيحية, ولم تكن لجنة المخطوطات تضم بين أعضائها أيا من اليهود أو المسلمين أو حتى المسيحيين التابعين للكنائس الشرقية!!!...(3)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) مخطوطات البحر الميت للباحث والمؤرخ د/أحمد عثمان ص 11, 12
(2) موقع بيت الله المسيحى.
(3) مخطوطات البحر الميت ص 92 , 93 , 94 ..
<<<<< يتبع >>>>>
تعليق