أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة , وشروط إحصائها

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إيمان أحمد مسلمة اكتشف المزيد حول إيمان أحمد
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 4 (0 أعضاء و 4 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان أحمد
    مشرفة الأقسام الإسلامية

    • 9 يون, 2006
    • 2427
    • مسلمة

    #31
    جزاكم الله خيرا على المرور الكريم

    ونحذر إخواننا من ترداد الأسماء المشتهرة اليوم على الألسن

    ففيها ما لايصح إطلاقه على الله عزوجل

    مثل المنتقم والمعز والمذل كما أسلفنا

    وبالله التوفيق

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق

    • إيمان أحمد
      مشرفة الأقسام الإسلامية

      • 9 يون, 2006
      • 2427
      • مسلمة

      #32
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      رأيتُ من الفائدة ذكر كل شرط من شروط الإحصاء مع ذكر الأسماء المشتهرة على الألسن بعد كل شرط من الشروط الخمسة وذكر أسباب عدم توافقها مع الشرط


      (من شرح الشيخ محمود بتصرف )


      أولا :


      المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة
      الشرط الأول من شروط الإحصاء


      هو ثبوت النص في القرآن والسنة ، فطالما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في تعينها وسردها ، فلا بد لإحصائها من وجود الاسم نصا في القرآن أو صحيح السنة ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) ، ولفظ الأسماء يدل على أن أنها معهودة موجودة ، فالألف واللام فيها للعهد ، ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود ومعهود ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه القرآن والسنة ،

      قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة) (الأصفهانية 19) ، ومن المعلوم في مذهب أهل السنة أن الأسماء توقيفية على الأدلة السمعية ولا بد فيها من تحري الدليل بطريقة علمية تضمن لنا مرجعية الاسم إلى كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى ما ورد في القرآن بنصه أو صح في السنة على طريقة المحدثين ؛ فمحيط الرسالة لا تخرج دائرته عن ذلك ، وعلى ذلك ليس من أسماء الله النظيف ولا الواجد ولا الماجد ولا الحنان ولا القيام لأنها جميعا لم تثبت إلا في روايات ضعيفة أو قراءة شاذة .
      وقبل ذكر الأسماء المشتهرة على الألسن وسبب خروجها من بنود هذا الشرط

      أذكر كيف يُقبل الحديث النبوي في هذا الباب

      إن من أعظم الأسس في الاعتماد على السنة الالتزام بقواعد المحدثين في معرفة المقبول من المردود والصحيح من الضعيف، وقد التزمت في منهجية العمل بالشرط الأول أنه إذا لم يرد الاسم نصا في القرآن فيلزم لأخذه من السنة أن يكون الحديث ثابتا صحيحا، فلا يعتد في النص على ذكر الأسماء الحسنى بالضعيف، ولا يعتمد اعتمادا كاملا على ما ثبت وخف ضبطه كالحسن؛ لأن الحسن على ما ترجح عند المحدثين من رواية الصدوق، أو هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه قليلا عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، وربما يثير ذلك إنكار البعض لكنهم لا يختلفون معنا في تطرق الاحتمال إلى ضبط النص والتيقن منه في ثبوت لفظ الاسم دون الوصف، اللهم إلا إذا كان الحديث صحيحا بمجموع طرقه وكثرتها، ومن ثم لم أعتمد على الحديث الحسن في إحصاء نص الأسماء الحسنى، وإن اعتمدته حجة في إثبات الأوصاف وشرح معاني الأسماء، وبيان دلالة الاسم على المعنى سواء بالمطابقة أو التضمن واللزوم، وأيضا في التعرف على كيفية الدعاء بالاسم، أو الدعاء بالوصف الذي دل عليه، سواء في دعاء المسألة أو في دعاء العبادة، شأنه في ذلك شأن الاحتجاج به في سائر الأحكام وأمور الإسلام، فالحديث الحسن حجة مقبول عند جمهور أهل العلم .
      ______

      ** أما الأسماء التي لم تتوافق مع الشرط الأول أو مع ثبوت النص مما اشتهر في جمع الوليد بن مسلم المدرج في رواية الترمذي والمشهور بين الناس منذ أكثر من ألف عام فهما الواجد والماجد، وكذلك الحنان في جمع عبد العزيز بن حصين المدرج في رواية الحاكم

      1- بخصوص تسمية الله تعالى الواجد الماجد فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو صحيح السنة، أما الماجد فلم يثبت في حديث صحيح، وقد ورد في السنة عند الترمذي من حديث أَبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال عن رب العزة: ( ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ ) ، وفي رواية عند أحمد لكنها ضعيفة: ( ذَلِكَ لأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ ) , وهذا الحديث ليس أصلا في إثبات اسم الله الجواد، لأنه ثبت في روايات أخرى لكن الشاهد أنه ليس من أسماء الله الواجد الماجد .

      2- أما
      اسم الحنان حيث لم يثبت في القرآن أو صحيح السنة، وإنما ورد في حديث ضعيف كما قال الخطابي: ( ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحنان ) . وقال الشيخ علوي السقاف: ( والخلاصة أنَّ عد بعضهم الحنان من أسماء الله تعالى فيه نظر لعدم ثبوته ) ، وقد ورد في المسند بسند ضعيف عن أَنس رضي الله تعالى عنه أنه قال: ( كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّى، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ جَلَسَ وَتَشَهَّدَ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ ) ، وفي لفظ عند ابن حبان: ( الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ) ، وزيادة الحنان في الروايات شاذة .

      ومن الأسماء التي لم تتوافق أيضا مع هذا الشرط مما ذكره أهل العلم اسم السخي والنظيف والهْوِيّ والمفضل والمنعم ورمضان وآمين والأعز والقيام .

      1- أما السخي فورد مع النظيف في رواية ضعيفة عند السيوطي في الجامع الصغير من حديث ابن عمر
      مرفوعا: ( إِنَّ اللهَ تَعَالى جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، سَخي يُحِبُّ السَّخاءَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ ) ، وكذلك ورد النظيف في عدة روايات ضعيفة عند الترمذي وغيره، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ؛ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ ) .

      وهذا الحديث والذي قبله ليس أصلا في إثبات الأسماء الأخرى التي تضمنها، وإنما ثبوتها معتمد لورودها في روايات أخرى صحيحة سيأتي بيانها في موضع كل اسم .

      2-وأما الهْوِيّ فقد ورد في حديث صحيح رواه النسائي من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي
      رضي الله عنه أنه قال: ( كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ حُجْرَةِ النَّبِي ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْهَوِىَّ، ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ الْهَوِىَّ ) ، وقد فسره البعض على أنه اسم، وليس هذا مقصد الراوي لأن الحديث ورد تفسيره في روايات أخرى صحيحة أنه يعني بالهوي وقت الليل الطويل قبل منتصفه أو بعده، ولا يعنيه اسما لله تعالى ، فعند الترمذي وصححه الشيخ الألباني قال ربيعة : ( كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ فَأَسْمَعُهُ الْهَوِىَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَأَسْمَعُهُ الْهَوِىَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

      وقد عده الإمام القرطبي من الأسماء الحسنى وقال: ( منها الهوي جل جلال الله وتقدست أسماؤه ) ، ثم تأوله معناه بأنه المحبوب من خلقه العارفين بحقه .
      وهذا على فرض ثبوته أو احتمال أن يكون ما أخطأ فيه الراوي صحيحا من وجه، مع أنه نقل عن الأقليشي أن ذلك من أغرب ما ورد في صفات الله تعالى، وأنه خطأ من أبي نعيم صاحب ابن المبارك في تفسيره للأسماء، حيث جعله اسما وفسره في حق الله بمعنى الطويل الدائم، ثم بين أنه أشكل عليه الأمر ودخل عليه اللبس، وأن رواية الترمذي فسرت ما حدث من اللبس، وأن الهوى ليس بصفة لله تعالى وإنما هو وصف الليل، ومراد الراوي أنه كان يسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يصلي، فربما كان يسمعه في النصف الأول، وربما كان يسمعه في النصف الآخر .

      3- وأما المنعم والمفضل فقد وردا في حديث ضعيف مرسل رواه ابن أبي شيبة والبيهقي من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن بعض أشياخه أنه قال: ( كَانَ
      إذا أتَاهُ الأمْرُ مما يُعْجبه قَال: الحمْدُ لله المنْعِم المفْضِل الذي بنعْمَتِه تَتِم الصَّالحات، وإذا الأمْرُ أتَاهُ مما يَكرَهُه قال: الحمْدُ لله عَلى كُلِّ حَال ) .


      4- وأما اعتبار رمضان من أسماء الله الحسنى فلا يصح لأنه لم يثبت في حديث صحيح وإنما رواه البيهقي وابن عدي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
      أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لاَ تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ ) ، وهو حديث ضعيف وقيل موضوع، وقد عده الإمام القرطبي من الأسماء الحسنى وشرح معناه، مع أنه جزم بأنه لم يأتي في الكتاب ولا في السنة الثابتة، بل نفي في تفسيره أن يكون اسما فقال: ( روى رمضان اسم من أسماء الله تعالى وهذا ليس بصحيح؛ فإنه من حديث أبي معشر نجيح وهو ضعيف ) .


      5- وكذلك الحال في اعتبار آمين اسما من أسماء الله الحسنى استنادا إلى بعض الروايات الموقوفة والمرفوعة التي لم تصح كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن هلال بن يساف موقوفا، وكذلك عن جابر بن عبد الله
      رضي الله تعالى عنه أنه قال: ( آمين اسم من أسماء الله تعالى )، ورواه أيضا عبد الرزاق في مصنفه موقوفا على أبي هريرة رضي الله عنه , قال ابن كثير: ( وحكى القرطبي عن مجاهد وجعفر الصادق وهلال بن يساف أن آمين اسم من أسماء الله تعالى، وروي عن ابن عباس مرفوعا ولا يصح، قاله أبو بكر بن العربي المالكي ) .


      6- وأما الأعز فقد تقدم أن الأعز لم يرد مرفوعا إلى النبي
      صلى الله عليه وسلم وإنما ورد موقوفا على ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم : ( رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم ) ، قال الشيخ الألباني: ( وروي مرفوعا ولم يصح ) ، أما اعتباره في حكم المرفوع عند بعض المحدثين فلا يكفي ذلك لإثباته اسما، بل لا بد في الشرط الأول من شروط الإحصاء ثبوت الاسم في نص صريح ورد في حديث مرفوع صحيح .

      7- وأما القيام فقد ورد في قراءة شاذة صحت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ: ( اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيَّامُ )، وقد رواها الإمام البخاري في صحيحه ، قال ابن جرير الطبري: ( والقراءة التي لا يجوز غيرها عندنا في ذلك ما جاءت به قراءة المسلمين نقلا مستفيضا عن غير تشاعر ولا تواطؤ وراثة، وما كان مثبتا في مصاحفهم، وذلك قراءة من قرأ الحي القيوم ) .

      _________

      يتبع بمشيئة الله باقي الشروط وذكر الأسماء الخارجة عن كل شرط وأسباب ذلك فتابعونا





      وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
      أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

      تعليق

      • إيمان أحمد
        مشرفة الأقسام الإسلامية

        • 9 يون, 2006
        • 2427
        • مسلمة

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة
        أما الشرط الثاني


        فهو علمية الاسم فيشترط في الإحصاء أن يرد الاسم في النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة ، كأن يدخل على الاسم حرف الجر كما في قوله : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان:58) ، أو يرد الاسم منونا كقوله : (سلام قولا من رب رحيم) أو تدخل عليه ياء النداء كما ثبت في الدعاء : (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ) ، أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى:1) ، أو يكون المعنى مسندا إليه محمولا عليه كقوله : (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) (الفرقان:59) ،

        فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله : بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل (ابن عقيل1/21) ، فلا بد إذا أن تتحقق في الأسماء علامات الاسم اللغوية وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، فمعنى الدعاء بها أن تدخل عليها أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة ، والنداء من علامات الاسمية ،

        وعليه فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة أوصاف وأفعال وليست من الأسماء الحسنى، ونحن قد علمنا من مذهب السلف الصالح أن أسماء الله الحسنى نصية توقيفية، لا بد فيها من أدلة قرآنية أو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، وليست أسماء الله مسألة عقلية اجتهادية يشتق فيها الإنسان لربه من وصفه أو فعله ما يشاء من الأسماء، فهذا قول على الله بلا علم أو دليل .
        وكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الكثير من الأسماء إلى أنفسهم واجتهادهم، وليست إلى النص الثابت في الكتاب والسنة، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف الصالح في كون الأسماء الحسنى توقيفية .




        ومثال الأسماء التي تدخل تحت هذه النوعية، تسمية الله
        تعالى بالمعز المذل الخافض المبديء المعيد الضار النافع المميت الباعث الباقي العدل المحصي المقسط المغني، فمن الذي سمى الله بهذه الأسماء؟! هل سمى الله نفسه بها أم سماه رسوله صلى الله عليه وسلم ؟!

        هذه الأسماء جميعها لم ينطبق عليها الشرط الأول ولا الشرط الثاني وهو ورود النص بعلمية الاسم؛
        وقد سبق وأشرنا أن المعز والمذل اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة على أنهما من الأسماء الحسنى، وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة اسمين علمين على ذات الله
        تعالى، فقد ذكرهما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وكذلك عند ابن ماجة والبيهقي وغيرهم .

        أما حجتهم أو دليلهم على الاسمين فهو قوله تعالى:
        } قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{ [آل عمران:26] .

        وكذلك اسم الخافض استندوا فيه إلى ما رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري
        رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ) ، واستند الإمام البيهقي في ثبوته إلى المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ { [الرحمن:29]، وما ذكره بسنده مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مِنْ شَأنه أنْ يِغفرَ ذَنبا وَيفَرِّج كَربا وَيرْفَعُ قَومَا وَيَضَعُ آخَرين ) ، وهذا غير كاف في إثبات الاسم .

        وكذلك أيضا اسم المبديء والمعيد ذكرهما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم وكذلك البيهقي وغيرهم كثير فقد اشتقوا هذين الاسمين باجتهادهم استنادا إلى الأفعال كما قوله تعالى:
        } إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ { [البروج:13]، ومعلوم أن أسماء الله تعالى توقيفية وليس في الآيتين سوى الفعلين فقط،

        وكذلك أيضا الضار والنافع اسمان مشهوران استندوا فيهما إلى المفهوم من قوله تعالى:
        } قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ { [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ) .
        ولم يُذكر في الآية أو الحديث النص على الاسم أو حتى الفعل ولم أجد في القرآن أو في السنة إلا الفعل نفع فيما ورد عند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلاَّ نَفَعَ اللهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللهُ بِذَلِكَ ) ، وهذا أيضا لا يكفي في إثبات الاسم لأن تسمية الله بما نشاء ليس من حقنا ولم يرد به إذن شرعي، أما الضار فالجميع استند إلى المفهوم من الآية والحديث .


        وكذلك تسمية الله
        تعالى بالعدل، والعدل معناه صحيح في حق الله ولكنه لم يرد اسما ودليلهم المعنى المفهوم من قوله تعالى: } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى { [النحل:90]، أو قوله تعالى: } وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { [الأنعام:115]، أو قوله سبحانه: } الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ { [الانفطار:7]، وهذا كله غير كاف في إثبات الاسم، وليس من حقنا تسمية الله بما لم يسم به نفسه .

        وكذلك تسمية الله
        تعالى بالجليل حيث ذكره جمع كبير من العلماء وهو محفوظ ضمن الأسماء المشهورة؛ مع أن الاسم لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ومن أدرجه استند في إثباته إلى اجتهاده في الاشتقاق من الوصف الذي ورد في قوله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ { [الرحمن:27]، وقوله تعالى أيضا: } تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ َوالْإكْرَامِ { [الرحمن:78]، وهذا غير كاف في التسمية فذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى، وفرق كبير بين الجلال والجليل أو بين الوصف والاسم، كما أن الله تعالى وصف نفسه بالقوة فقال: } ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58] وسمى نفسه القوي فقال: } وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ { [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال تعالى: } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ { [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم فقال: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله تعالى توقيفية ولا يجوز لنا أن نسمي الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فإن الله وصف نفسه بالجلال ولم يسم نفسه الجليل .

        ومن ذلك أيضا تسمية الله بالباعث استنادا إلى الاشتقاق من الفعل الذي ورد في قوله تعالى:
        } وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ { [الأنعام:36]، وقوله: } ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { [البقرة:56]،

        وتسميتهم لله بالمحصي استنادا لقوله
        تعالى: } وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ { [يس:12]، أو قوله: } أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ { [المجادلة:6] .

        وكذلك التسمية بالمميت والقاضي استندوا في ذلك إلى اجتهادهم في الاشتقاق من الفعل الذي ورد في قوله تعالى:
        } هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { [غافر:68]،

        وتسمية الله بالمقسط لم يستندوا فيها إلى وصف أو فعل ولكن إلى أمره تعالى بالقسط ومحبته للمقسطين كما في قوله تعالى:
        } قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ { [الأعراف:29]، وقوله تعالى: } وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ { [المائدة:42]،

        وكذلك تسميته بالمانع استنادا إلى اجتهادهم في الاشتقاق من الفعل الذي ورد في حديث معاوية
        رضي الله تعالى عنه مرفوعا: ( اللهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِىَ لِمَا مَنَعْتَ ) .

        وكذلك تسمية الله بالمغني استنادا إلى الاشتقاق من الفعل في قوله:
        } حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ { [النور:33]،

        وأيضا تسمية الله بالباقي لم أجد دليلا استندوا إليه إلا ما ورد في قوله تعالى:
        } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ َالْإكْرَامِ { [الرحمن:27]،

        والدافع استندوا إلى المصدر من الفعل دفع في قوله:
        } وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ { [البقرة:251] ،

        وكذلك تسمية الله
        تعالى بالمصلي استنادا إلى اشتقاقهم من الفعل في قوله: } هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً { [الأحزاب:43]، أو قوله تعالى: } إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً { [الأحزاب:56]،

        وقس على ذلك أيضا تسمية الله سبحانه بالفاتن والبالي والراتق والساتر والسخط والمبغض والمحب والمفني والمنجي والمرشد والمنزع وغير ذلك من الأسماء التي اشتقت من أوصاف الله وأفعاله .


        والأمثلة في ذلك كثيرة والقصد أن كثيرا من الأسماء المدرجة والمشتهرة على ألسنة العامة والخاصة ليست من الأسماء الحسنى وإنما هي أوصاف لله
        تعالى أو أفعال وهي إن كان معناها حق إلا أن دورنا حيال الأسماء الجمع والإحصاء ثم الحفظ والدعاء وليس الاشتقاق والإنشاء أو تسمية الله بما نشاء , والمخلوق كماله عن أفعاله فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، أما الرب سبحانه فلم يزل كاملا فحصلت أفعاله عن كماله لأنه كامل بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، كمل ففعل، والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به ، ومن ثم فإن ورود النص صريحا بعلمية الاسم من أهم الضوابط أو الشروط في التعرف على أسماء الله الحسنى

        يتبع بمشيئة الله

        وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
        أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

        تعليق

        • ام مروان
          0- عضو حديث
          • 8 ينا, 2011
          • 2
          • تلميذة
          • مسلم

          #34
          [rainbow]بسم الله الرحمن الرحيـــم[/rainbow] .
          جزاكم الله الف خير باذن الله جمعنا واياكم في الجنة ان شاء الله وبارك الله فيك لك ... لكم مني أجمل تحيــة .

          تعليق

          • محب المصطفى
            مشرف عام

            • 7 يول, 2006
            • 17075
            • مسلم

            #35
            للرفع ...
            شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

            سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
            حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
            ،،،
            يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
            وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
            وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
            عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
            وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




            أحمد .. مسلم

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
            ردود 0
            29 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
            رد 1
            19 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
            رد 1
            26 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
            ردود 0
            19 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة الفقير لله 3
            بواسطة الفقير لله 3
            ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
            ردود 0
            63 مشاهدات
            0 ردود الفعل
            آخر مشاركة مُسلِمَة
            بواسطة مُسلِمَة
            يعمل...