التناقض بين محتوى الكتاب المقدس والعلم ؟
التناقض بين محتوى الكتاب المقدس والعلم ؟
إن مصداقية الكتاب المنسوب للوحي الإلهي تستوجب صحة المعلومات الواردة فيه تاريخيًا وعلميًا ، وسنتعرض لعدة أمثلة بسيطة حول الأخطاء العلمية بالكتاب المقدس. وربما نجد اعتراضًا من النصارى قائلين: إن الكتاب المقدس ليس كتاب علم لنستخرج منه النظريات العلمية.
والرد: عندما تتعارض محتويات كتاب ينسب لله تعالى مع حقائق علمية مؤكدة وليس نظريات علمية، فإن هذا يثبت الطابع البشري والتلاعب في هذا الكتاب ومصداقية الكتاب تكون موضع شك.
1- عمر الأرض:
جاء بسفر التكوين, أن الله تعالى خلق الأرض في اليوم الأول والشمس في اليوم الرابع والإنسان في اليوم السادس, فلا توجد فترة زمنية بين عمر الأرض وعمر الإنسان عليها. وبين الكتاب المقدس أن الفترة منذ خلق الأرض والشمس والإنسان حتى القرن الواحد والعشرين من 6000 إلى 7500 عاما فقط .
فقد جاء في كتاب إظهار الحق: الزمان من خلق آدم إلى ميلاد المسيح باعتبار التوراة العبرانية (4004) عامًا وباعتبار الترجمة اليونانية (5872 ) عامًا, وباعتبار التوراة السامرية( 4700) عامًا.[1]
يؤكد هذا الصورة التالية من موقع الموسوعة الكاثوليكية, في الجدول المقارن الذي يبين:
أ -الاختلافات في الزمن بين نسخ التوراة المختلفة.
ب- الزمان من الخلق إلى الطوفان 2342 حسب التوراة اليونانية و1307 حسب التوراة السامرية و1656 حسب التوراة العبرانية .
وبذلك حسب الكتاب المقدس عمر الأرض متزامن مع وجود آدم عليه السلام ، وحسب الكتاب المقدس الزمن من آدم إلى الطوفان ومن نوح حتى ميلاد السيد المسيح عليهم جميعًا السلام 5000 عامًا.
يضاف إليهم 2000 عام تقريبًا ( بعد الميلاد ) فيصبح عمر الأرض يكافئ عمر الإنسان وفي حدود 7000 عام.
بينما تؤكد المصادر العلمية المتعددة وكتب الجيولوجيا فيما يعتبر حقائق مسلما" بها:
أ- العمر المقبول للأرض وباقي المجموعة الشمسية هو حوالي 4550 مليون عام.
ب- أول أثار ظهور للإنسان في السويد تم العثور عليها تقدر بحوالي 9000 عام قبل الميلاد (11 ألف عام من وقتنا الحالي).
بذلك يظهر التناقض التام بين الكتاب والعلم من ناحيتين:
أ- لا فارق زمني بين خلق الشمس والأرض والإنسان.
ب- الفترة من بداية الخلق حتى الآن قليلة جدًا أمام معطيات العلم الحديث.
2- الشمس أولاً أم الليل والنهار:
حسب الكتاب المقدس فإن الله قد خلق الليل والنهار في اليوم الثاني من الخلق ، ثم في اليوم الرابع خلق الشمس وجعلها ضوء النهار وجعل القمر ضوء الليل !.
(تكوين 1 :3) :" أَمَرَ اللهُ لِيَكُنْ نُورٌ، فَصَارَ نُورٌ " . (4): "وَرَأَى اللهُ النُّورَ فَاسْتَحْسَنَهُ وَفَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظَّلامِ". (5) :" وَسَمَّى اللهُ النُّورَ نَهَارًا، أَمَّا الظَّلامُ فَسَمَّاهُ لَيْلاً . وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ."
ثم ....في اليوم الرابع .. (تكوين 1 : 14):" ثُمَّ أَمَرَ اللهُ لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُفَرِّقَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَتَكُونَ عَلاَمَاتٍ لِتَحْدِيدِ أَزْمِنَةٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ"ٍ . (15):" وَتَكُونَ أَيْضاً أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ" . وَهَكَذَا كَانَ. (16) :"وَخَلَقَ اللهُ نُورَيْنِ عَظِيمَيْنِ، النُّورَ الأَكْبَرَ لِيُشْرِقَ فِي النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِيُضِيءَ فِي اللَّيْلِ، كَمَا خَلَقَ النُّجُومَ أَيْضاً". (17) :"وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ" . ، (18) :"لِتَتَحَكَّمَ بِالنَّهَارِ وَبِاللَّيْلِ وَلِتُفَرِّقَ بَيْنَ النُّورِ وَالظَّلامِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ" . (19) :"وَجَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ".
يلاحظ الآتي:
أ - في اليوم الأول خلق الله الليل والنهار وفي اليوم الرابع خلق الشمس والقمر، هذا مع أن الشمس هي سبب النهار واختفائها سبب الظلام أو الليل، ومع ذلك أشار الكتاب إلى خلق النهار أولاً ثم بعد ذلك الشمس ، أي أن الله حسب الكتاب المقدس خلق نور الشمس ثم خلق الشمس .
ب- القول أن النجوم جعلها الله في السماء لتضيء الأرض ، ولتتحكم في الليل والنهار:غير مقبول علميًا فالنجوم لا تضئ الأرض ولا تتحكم في الليل والنهار،
جاء التبرير من صاحب كتاب "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس": أن مصدر الضوء قبل خلق الشمس والقمر كان يأتي من سديم غازي متوهج ، ولا نعلم أي مصدر علمي ذكر شيء يسمى سديم غازي متوهج كان يأتي منه ضوء الليل والنهار قبل أن يتم خلق الشمس.
وخير رد على القس هو الصفحة الأولى من الكتاب المقدس للكاثوليك والتي تم عرض صورتها عند الحديث حول نظرية المصادر الأربعة للتوراة والتي جاء فيها أنه لا داعي لمقارنة رواية الخلق بمعطيات العلم الحديث.
3- شكل الأرض: هل الأرض على شكل كرة ؟ أم هي مسطحة على شكل دائرة أو مربع؟
بالترجمات العربية للكتاب المقدس جاء تعبير : "الجالس على كرة الأرض" وهلّلّ النصارى كثيرًا على أن كتابهم به إعجاز علمي وأنه قد أشار إلى كروية الأرض .
)إشعياء40: 22 ( :"الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب " . وبمراجعة الترجمات الأجنبية ونبدأ بأهم الأصول وهو الترجمة السبعينية, لا نجد أنها كرة بل دائرة .
الترجمة السبعينية: ( الجالس على دائرة الأرض )
Isa 40 :22 It is he that comprehends the circle of the earth,
وفي ترجمة الملك جيمس ( KJV ) ( الجالس على دائرة الأرض )
Isa 40:022 It is he that sitteth upon the circle of the earth.
.
وفي الترجمة الأمريكية القياسية ( الجالس على دائرة الأرض )
Isa 40:22 It is he that sitteth above the circle of the earth
فكلمة "كرة الأرض" لا وجود لها بتاتًا في التراجم الإنجليزية ، ولكن المترجم العربي أراد وضع جانب من جوانب الإعجاز العلمي, فغير دائرة الأرض إلى كرة الأرض .
وكلنا يعلم أن الفرق بين الدائرة وبين الكرة مثل الفرق بين شكل منتصف ملعب كرة القدم ( دائرة), وبين شكل كرة القدم نفسها.
وللتأكيد الكلمة في الأصل العبري للكتاب المقدس: ( خووج(
חוּג
chûg
khoog
a circle: - circle, circuit, compassive
ومعناها هو: دائرة، حلقة أو محيط المكان.
والترجمات الإنجليزية جاءت بتعبير :"الجالس على دائرة الأرض" بينما الترجمة العربية كتبتها : "الجالس على كرة الأرض" واعتبرت هذا من الإعجاز العلمي بالكتاب المقدس.
( إشعياء40: 22) :" الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ" .
بذلك الكتاب يقول: إن الأرض عبارة عن مسطح دائري.
والغريب أن هناك أعدادًا أخرى بالكتاب المقدس جاء فيها : أن للأرض أربع زوايا ، أو: أربعة أركان ، كما لو كانت الأرض سطحًا مربعًا, أو مستطيلاً مثل ملعب كرة القدم ، فالكرة ليس لها زوايا.
1-( سفر الرؤيا 7 :1 ) :" وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَة وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ" .
Revelation 7:1
And after these things I saw four angels standing on FOUR CORNERS OF THE EARTH,. (KJV).
والنص بالإنجليزية واضح كورنرز Corners..
أمثلة أخرى :
2- (إشعياء11: 12 ) : ".... ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض ".
3- )حزقيال 7 : 2 ) :" النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع" .
قال البعض : المقصود بزوايا الأرض الأربع هو الاتجاهات الأربعة ، وهذا التبرير لا يصلح لأن الكتاب المقدس ذكر الاتجاهات الأربعة في فقرة أخرى: 1)أخبار9: 24: ( "في الجهات الأربع كان البوابون في الشرق والغرب والشمال والجنوب" .
بالإضافة إلى أن النص الإنجليزي واضح جدًا (4 زوايا كورنرز) 4 corners.
4-حسب العهد الجديد, الشيطان استولى ( أسر) السيد المسيح ( الرب المتجسد عند النصارى), وأخذه على جبل عال ليريه ممالك الأرض.
( متى 4 : 8 ) :" ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا " .
لو تغاضينا عن محتوى الرواية ولم نسأل عن كيفية أسر الشيطان للرب المتجسد ؟ أو كيف يختبر الشيطان المسيح ليتأكد من أنه الرب ؟! فإن الرواية تتناقض مع العلم ؛ نظرًا لكروية الأرض لا تستطيع رؤيتها من مكان عال فهناك دائمًا الجانب الآخر من الكرة الأرضية الذي لا يظهر لك !.
فالنص ممكن أن يكون صحيحًا من الناحية العلمية فلو كانت الأرض مسطحة شبيهة بملعب كرة فعند ذلك بالارتفاع تستطيع رؤية الملعب كاملاً ، وهذا ما كان يظنه كاتب إنجيل متى !.
ملاحظة:
من وجهة نظر الإسلام لا يعنينا وجود إعجاز علمي بالكتاب المقدس من عدمه, فعقيدتنا أن الله تعالى أنزل كتبا وتم تحريفها فبقى منها ما بقى وتغير منها ما تغير, ومقياسنا القرآن الكريم فما وجد مطابقًا لما في القرآن سلمنا به وما كان يخالفه كذبناه, وما لم نجده سكتنا عنه.
في القرآن الكريم جاء قول الله تعالى:{ وَالأ َرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [قـ : 7]
في التفسير الميسر : والأرض وسَّعْناها أى ( ليس لها حافة ) وفرشناها، وجعلنا فيها جبالا ثوابت.
وقال تعالى :{ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية : 20]
في التفسير الميسر : وإلى الأرض كيف بُسِطت ومُهِّدت؟
وقال تعالى :{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً} [نوح : 19]
في تفسير الجلالين: مبسوطة ، وفي التفسير الميسر ممهدة كالبساط أى( صالحة للمشي عليها).
ولا تعارض بين أن تكون الأرض ممدودة ( ليس لها حافة ) وميسرة ومبسوطة للسير عليها، وبين أن تكون كروية الشكل فهذا هو الوصف الذي لا يتعارض مع العلم الحديث، وفي نفس الوقت لم يسبب إرباكًا لمن كانوا لا يدركون كروية الأرض في العصور السابقة ! فقد أشار القرآن الكريم على كروية الأرض في قوله تعالى:{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُالْغَفَّارُ} [الزمر : 5]
ولا يمكن لليل بأن يُـكور على النهار ولا يمكن كذلك للنهار بأن يُـكور على الليل إلا إذا كانت الأرض كروية الشكل.
وقال الله تعالى : {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات : 30]
وجاء التفسير قديمًا كما في تفسير الجلالين : (والأرض بعد ذلك دحاها) بسطها.
وعندما اتضحت الحقيقة العلمية بأن شكل الأرض كالدحية (الدحية تعني بيضة النعام في لغة العرب) ذهب العلماء أن بالآية الكريمة إشارة إلى أن الله تعالى خلق الأرض على هيئة البيضة.
ملحوظة: الرواسي المقصود بها الجبال فقد قال الله تعالى :{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ} [فصلت:10] ، وقال تعالى :{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً} [المرسلات:27] .
4- طريقة تنمية الثروة الحيوانية:
حسب الكتاب المقدس فإن نبي الله يعقوب الذي سٌمي إسرائيل فيما بعد, كان يعيش مع صهره وكان يرعى له الغنم, وبعد أن زاد عدد الغنم طلب يعقوب من صهره أن يأخذ منها جزءًا مقابل خدمته ورعايته لها ويرحل مع نسائه وأبنائه ( زوجتان وجاريتان)، فوافق الصهر وقال له خذ الأغنام المرقطة والمنقطة (التي لها أكثر من لون ).
يخبرنا الكتاب المقدس كيف خدع نبي الله يعقوب صهره, فقد وضع أخشابا" مخططة أمام الغنم, فتتوحم الغنم على الأشكال المخططة فتلد غنمًا مخططا ومنقطًا فتكون من نصيبه وليس من نصيب صهره !.
(تكوين 30 : 37):" فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطا بِيضا كَاشِطا عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ ". (38):" وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ ". (39):"فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقا ".
ويقولون : هو من عند الله ! قال تعالى: }.... قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ { [البقرة : 111].
الغرائب والعجائب في الكتاب المقدس.( أمثلة قليلة).
1- صفات الله تعالى في الكتاب المقدس:
أ- يندم:
نسب الكتاب المقدس لله تعالى صفة الندم , والندم لا يكون إلا عندما يسيء الشخص التصرف لأنه يجهل العواقب, وهذا لا يجوز في حق الله تعالى الذي يعلم ما سيكون.
1- ( تكوين 6:6):" فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ ". (7):"فَقَالَ الرَّبُّ:أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ ".
2- (خروج 32: 14 ":(فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ ".
3-(صموئيل الأول 15: 35 (:"وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ".
ب- ينسى ويحتاج لعوامل مخلوقة تذكره ما نسيه:
1- فحتى لا ينسى الله عهده ( حسب الكتاب المقدس ) مع نوح بأن لا يُغرق الأرض مره أخرى بعد الطوفان, وضع قوسه في السحاب, فعندما يرى المطر هاطلا يرى القوس فيتذكر الله أنه قد عقد اتفاقا مع نوح عليه السلام, ألا يُغرق الأرض فيوقف المطر!:
( تكوين 9 : 11):" أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ". (12):" وَقَالَ اللهُ: هَذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْر"ِ . (13):"وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ". (14):" فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَاباً عَلَى الأَرْضِ وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ". (15):" أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضاً الْمِيَاهُ طُوفَاناً لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ ". (16):"فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقاً أَبَدِيّاً بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ ....".
2- جاء في الكتاب المقدس : أن الله تعالى عندما سمع صراخ بني إسرائيل, تذكر عهده معهم!.
(خروج 6 : 5): "وَأَنَا أَيْضاً قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي ".
ملحوظة: يأتي لفظ النسيان بمعنيين الأول ناتج عن السهو والثاني متعمد. والنسيان الناتج عن السهو هو صفة نقص لا يتصف بها الله تعالى, أما النسيان المتعمد فهو يأتي بمعنى التجاهل. مثال: الفرق بين أن تنسى رقم هاتف صديق وبين أن تقول لصديق أساء إليك "أنا نسيت ما حدث ", أو "سأنسى ما حدث بيننا", فالمعنى أنك ستتجاهل الموضوع ولن تهتم به وليس المعنى أنك نسيت ولا تتذكر ما حدث .
لذلك قول الله تعالى: }الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{ [التوبة : 67]
جاء المعنى في تفسير الجلالين (فنسيهم) تركهم (من لطفه).
فالنسيان هنا متعمد وليس من صفات النقص المنزه عنها الله تعالى. وبالمثل:} وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ{ [الجاثية : 34].فجاء المعنى في تفسير الجلالين (وقيل اليوم ننساكم) نترككم ( في النار). فقد انتفت صفة النسيان عن الله تعالى عقلا ونقلا حسب الآيتين:
}وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا { [مريم : 64]
}قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{ [طه : 52]
ج- ضعيف ومهزوم:
فقد خسر الله (حسب الكتاب المقدس) مباراة المصارعة مع يعقوب، وتوسل إلى يعقوب أن يترك رجله، إلا أن يعقوب المنتصر رفض أن يترك ربه حتى أملى عليه شروط المنتصر وانتزع البركة (النبوة):
(تكوين32: 24):" فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. (25):"وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ". (26):" وَقَالَ:أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ. فَقَالَ:لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي".
(27) فَسَأَلَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: يَعْقُوبُ. (28):"فَقَالَ:لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ ". (29):" وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ". فَقَالَ: لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ" . (30):"فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي ".
وحسب الكتاب المقدس لم يستطع الله طرد السكان لأنهم يملكون مركبات حديدية!. (قضاة 1 : 19):"وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ, وَلَكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ ".
د- ينزل إلى الأرض ليعلم ما يحدث وليتأكد !!
( تكوين 18 :20):" وَقَالَ الرَّبُّ:إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً ". (21):" أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ ".
هـ- يتعب ويستريح:
( تكوين 2 : 2):" وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ". (3) :"وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا " .
كذلك في ( خروج 31 :17) : "هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ ".
يقول النصارى : إن المعنى توقف وليس استراح. والرد عليهم بأن الكلمة العبرية المُستخدمة هي ( شاباث) بالعبرية ، (سَبَتَ ) بالعربية. وتعني التوقف بعد الإجهاد ، فالمعنى في قاموس سترونج العبري:
" مصدر أولي بمعنى: يرقد ويسترخي يكف عن القيام بالعمل بعد إجهاده"
shaw-bath' (A primitive root; to repose, that is, desist from exertion.)
واللفظ جاء في التراجم الإنجليزية rested بمعنى استراح وليس stopped. بمعنى توقف ، سواء في (سفر التكوين 2 : 2) أو في (سفر الخروج 32 : 17).
وقد نفى القرآن الكريم هذا فقال الله تعالى: }وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ{ [سورة قـ : 38] ( لغوب تعني تعب ).
ز-يعري العورات ويأمر بالفحشاء حسب الكتاب المقدس:
يحتوي الكتاب المقدس على الكثير من العبارات البذيئة يقولون أن لها معاني رمزية واعتراضنا هو أنه عندما نريد ذكر شيء مخجل نرمز له بأشياء غير مخجلة ، ولكن لا يعقل أن نرمز لأمور بريئة وغير مخجلة بأوصاف بذيئة كما يلي!:
1- (حزقيال 23: 1):" وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: (2):" [يَا ابْنَ آدَمَ, كَـانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ, (3) :" زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا..... (8):" وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ...." . (17):"فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا ". (18) :" وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا". (19) :"وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتاْ بِأَرْضِ مِصْرَ". (20):" وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ". (21):" وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ ". (22):"لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ, وَآتِي بِهِمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ".
(ما تحته خط تم تخفيف اللفظ بالترجمة العربية ويمكن الإطلاع على الترجمات الأجنبية أو كتاب الحياة لمعرفة المقصود).
2- نبي الله داود عليه السلام زنى ( حسب الكتاب المقدس) فتوعده الله بأنه سيأخذ نساءه ويعطيهن لقريبه ليزني معهن على مرأى جميع بني إسرائيل !:
(صموئيل الثاني 12 : 10):" لِذَلِكَ لَنْ يُفَارِقَ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي واغْتَصَبْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ ". (11) :" واسْتَطْرَدَ:هَذَا مَا يَقُولهُ الرَّبُّ: سَأُثِيرُ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مَنْ يُنْزِلُ بِكَ الْبَلاَيَا، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيُضَاجِعُهُنَّ فِي وَضَحِ النَّهَار "ِ. (12):" أَنْتَ ارْتَكَبْتَ خَطِيئَتَكَ فِي السِّرِّ، وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفِي وَضَحِ النهار....." .
وهذا ما حدث ( حسب الكتاب المقدس ) فقد اغتصب ابن نبي الله داود نساء داوود أمام بني إسرائيل, (صموئيل الثاني 16 : 22): " فنصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل " .
--------------------------------------------------------------
[1] إظهار الحق - رحمت الله الهندي –الجزء الأول – ص262
تعليق