الفاضلة لويزا ..
ما دفعني لأن أكتب لك هذه المشاركة ، إلا خوفي وقلقي الشديد عليك وعلى مصيرك كخوفي على نفسي ، والله على ما أقول شهيد .. فوالله الواحد الأحد إننا نحن المسلمين نحب لكم الخير وأنتم لا تعلمون ما أنتم مقبلون عليه بعد الموت الذي لن يفلت منه أحد منا ..
لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى عن أمثالك يا لويزا أنكم أقرب الناس إلينا .. فقال سبحانه:
[ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون َ(82) المائدة ]
ولقد أمرنا الله تبارك وتعالى أن ندعوكم إلى كلمة صادقة ، وقضية عادلة ، ورسالة مقدسة .. فقال سبحانه:
[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران ]
هناك الآن طريقان يا لويزا :
1) طريق يؤدى إلى الجنة ، إلى النعيم والفوز العظيم في الدنيا والآخرة ..
2) وطريق يؤدي إلى الشقاء والخسران المبين في هذه الحياة الدنيا إما عاجلا أو آجلا ، وإلى جهنم في الآخرة ، حيث عذاب شديد إلى الأبد ..
والخيار في أيدينا .. فماذا سنختار يا لويزا ؟!
فكري أرجوك يا لويزا .. وافتحي عقلك وقلبك معي ، وتدبري جيدا ما سأقول لك ..
الإسلام يا لويزا ليس هو ما قالوا لك عنه في الكنيسة أو في بيتك أو ما قرأت عنه أو سمعت عنه أو رأيتيه في وسائل الإعلام المسيحية المختلفة أو تلك التابعة لجهات تحارب الإسلام ..
كما أن الإسلام يا لويزا ليس هو ما عاينتيه في أفعال بعض المسلمين غير المتمسكين جيدا بدينهم .. ولكي أكون صريحا معك .. هناك فرق كبير بين الإسلام والمسلمين في زمننا هذا يا لويزا .. ولا أظنك ستخالفنني في هذا ! وإلا فهل تقبلين أن أحكم على المسيحية من خلال أفعال بعض المسيحيين الخاطئين الذين لا يلتزمون بدينهم ؟! .. طبعا سترفضين ذلك .. وهذا ما أريد إيصاله لك .. أي أن لا تحكمي على الإسلام من خلال واقع المسلمين المحزن اليوم للأسف ..
الطريق الذي يؤدي إلى الجنة وإلى النعيم والفوز العظيم في الدنيا والآخرة هو الإسلام يا لويزا .. فهل تعلمين حقا ما هو الإسلام ؟ وهل لديك صورة صحيحة وغير مشوهة عنه ؟
اسمحي لي أن أعرض عليك بعضاً من الإسلام .. وأنت المسؤولة عن مصيرك بعدها .. فأرجوك يا لويزا أحسني الاختيار ..
ما هو الإسلام يا لويزا ؟
الإسلام هو الإستسلام لله رب العالمين ، والإنقياد والخضوع والطاعة له وحده .. ولهذا سمي إسلاما ، لأن المسلم يسلم نفسه لله سبحانه وتعالى ، فيحصل بهذا الإستسلام على السلام والأمن والطمأنينة لنفسه .. فتدبري قول الله تبارك وتعالى :
[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ - وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (53 - 55) الزمر ]
والإسلام هو دين الله على الأرض منذ أبانا آدم عليه السلام .. وهو دين جميع الأنبياء والرسل ، فهم سلموا أنفسهم لله وكانوا مسلمين .. ومنهم موسى عليه السلام الذي جاء بالإسلام كباقي إخوته من الرسل .. وكذلك المسيح عليه السلام ، إذ يخبرنا الله عز وجل عن حواريي المسيح أنهم قالوا :
[ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران ]
بما يؤمن المسلم يا لويزا ؟
1) يؤمن المسلم بإله واحد أحد لا ثاني له ولا ثالث .. الله وحده لا شريك له .. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .. فلا معبود يستحق العبادة إلا هو .. هو الخالق العظيم ، القدير على كل شيئ ، والذي ما خلقنا عز وجل إلا لنعبده ونستسلم له وحده .. هو الرحمن الرحيم ، رب الأرباب وملك الملوك .. قال تعالى :
[ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) سورة الأنبياء ]
[ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر ]
2) يؤمن المسلم بملائكة الله.
3) يؤمن المسلم بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى لهداية البشرية .. ويؤمن بها كما أنزلت أول مرة ، وقبل أن تمتد إليها أيدي العابثين .. ومنها التوراة والإنجيل والقرآن .. والقرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية التي أنزلت - هو العهد الأخير يا لويزا حسب مفهومكم - ، أوحاه الله سبحانه وتعالى إلى النبي محمد عن طريق الملاك جبريل ، وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي وعد الله بحفظه إلى قيام الساعة لأنه الأخير إلى كل العالمين .. قال تعالى :
[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون َ(9) الحجر ]
والقرآن الكريم نقل إلينا عبر العصور عن طريق حفظ المسلمين له في الصدور - أي عن ظهر قلب يا لويزا - .. فوصل إلينا اليوم كما أنزل أول مرة .. ولعلك لاحظت يا لويزا أن المسلمين كل عام يجتمعون في بيت الله الحرام ويختم القرآن كله بصوت واحد .. فهو قرآن واحد .
وأخبرنا الله سبحانه وتعالى يا لويزا في القرآن الكريم بقاعدة نعرف بها أي كتاب يزعم أصحابه أنه سماوي هل هو من عند الله أم لا وهل هو محرف أم لا .. وذلك بأن الكتاب الذي ليس من عنده عز وجل نجد فيه تناقضات واختلافات وأغلاط كثيرة .. فقال تعالى :
[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء ]
4) يؤمن المسلم بكل الأنبياء والرسل من الله تعالى .. ولا يفرق بين أحد منهم .. ومنهم موسى والمسيح ومحمد عليهم جميعا من ربنا الصلاة والتسليم .. فقال تعالى :
[ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ]
والنبي محمد هو آخر الأنبياء وخاتمهم .. أرسله الله سبحانه وتعالى إلى كافة الناس ، العرب وغير العرب ، ليصحح الإنحراف الذي وقع في الرسالات السابقة ويرد الناس إلى الطريق الصحيح المستقيم .. قال تعالى وهو يخاطب النبي محمد:
[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء ]
5) يؤمن المسلم باليوم الآخر الذي فيه يُبعث الموتى للحساب العادل ، والله سبحانه وتعالى لا يحاسب إنسانا إلا بعد أن يبين له طريق الصواب وطريق الخطأ ويترك له حرية الإختيار بينهما .. في ذلك اليوم الآخر فريق يذهب إلى الجنة وفريق يذهب إلى النار .. قال الله تبارك وتعالى:
[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى ]
6) يؤمن المسلم بالقضاء والقدر.
الإسلام يأمرنا بماذا يا لويزا ؟
الإسلام يأمرنا أن نكون إخوة فيما بيننا، حيث يعلمنا أنه لا فرق بين عربي وغير عربي ولا بين أبيض وأسود ولا بين قوي وضعيف ولا بين غني وفقير إلا بتقوى الله - يأمرنا بصلة الرحم، أي أن نزور ونتفقد أحوال بعضنا البعض - يأمرنا بالإحسان والأدب مع الجيران سواءً كانوا مسلمون أو غير مسلمين، ومد يد العون لهم وتفقد أحوالهم - يأمرنا بأن نبر ونحسن إلى الأبوين، وأن نرحمهما كما ربيانا صغيرا - يأمرنا بالإحسان إلى المحتاجين من الفقراء واليتامى والمساكين، والإنفاق عليهم بما استطعنا - يأمرنا بالكرم والسخاء وعدم البخل - يأمرنا بوفاء الوعد - يأمرنا بالعدل في كل شيئ وعدم الظلم - يأمرنا بأن لا نظلم غيرنا بتحميله مسؤولية ما لم يفعله، فكل واحد مسؤول عن نفسه، ولا علاقة له بما فعل أبويه أو أجداه أو إخوته أوأبناءه من ذنوب وخطايا - يأمرنا بالرحمة في كل شيئ والرفق بالحيوان - يأمرنا بالتزام الصدق دائما مع أنفسنا ومع غيرنا وتجنب الكذب - يأمرنا بالأمانة والإخلاص وتجنب السرقة والخيانة - يأمرنا بالتواضع وعدم التكبر - يأمرنا بالعفاف والحياء - يأمرنا بالصبر وقت الشدائد والمصائب، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى دائما - يأمرنا أن نسعى لكسب رزقنا ولقمة العيش من مال حلال وعمل شريف، وأن لا يكون دخلنا من حرام - يأمرنا بإتقان أي عمل نقوم به وأن لا نتكاسل ونتهاون - يأمرنا بالشورى فيما بيننا، أي أن نستشير بعضنا البعض ونسأل علماءنا فيما أشكل علينا من أمور الدنيا والدين - يأمرنا بالطهارة والنظافة وارتداء الزي اللائق وتناول الغذاء الصحي - يأمرنا بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والجرأة في قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - يأمرنا أن لا نكره أحدا على الدخول في الإسلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - يأمرنا بأن لا نقبل من أحد أن يظلمنا ويذلنا - يأمرنا بأن نجاهد ونقاوم كل من يعتدي علينا من غير المسلمين ويريد إخراجنا من ديارنا، كما يأمرنا أن لا نعتدي على من لم يعتدي علينا - يأمرنا أثناء جهاد ومقاومة المعتدي أن لا نتلف الثمار ونقتل المواشي ونقتل غير المحاربين من النساء والأطفال والشيوخ - يأمر المرأة المسلمة أن تلبس أمام غير أقاربها ملابس شرعية وذلك بأن تغطي كل جسمها ما عدا الوجه والكفين - يأمرنا الإسلام أن نتبع أقوال الرسول وتعاليمه وأفعاله، أي أن نتبع سنته ...
هذا الذي ذكرته لك يا لويزا ما هو إلا غيض من فيض .. ولتعرفي المزيد أرجو منك أن تقرئي عن الإسلام من مصادره ، أي بقراءة القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
ما الذي يحرمه الإسلام علينا وما الذي ينهانا عنه يا لويزا ؟
الإسلام حرم علينا ارتكاب كل أنواع الجرائم التي تمس سلامة وأمن المجتمع كالقتل بغير حق والإرهاب والسرقة وشرب الخمروالزنا واتخاذ الخليلات والتعري وكشف العورة أمام الناس والشذوذ الجنسي وشرب الخمر والرشوة والنهب والخديعة والغش وشهادة الزور والعجز والكسل وقذف المرأة المؤمنة العفيفة أو الرجل المؤمن العفيف بالفاحشة...
الإسلام حرم علينا كل ما هو ضار من الطعام والشراب كشرب الخمر والتعاطي لسائر المسكرات والمخدرات وأكل لحم الميتة كالجيفة ولحم الحيوانات المفترسة ولحم الخنزير ولحم الحمير الأهلية ولحم الحيوانات التي تتغذى بالنجاسات وما ذكر عليه عند الذبح اسم غير اسم الله أو ذبح لتعظيم غير الله والدم المسفوح...
الإسلام حرم علينا الشرك بالله وعقوق الوالدين والحسد والنفاق والرياء والسخرية والفحش والغيبة والنميمة والغرور وأكل أموال اليتامى وأموال الناس بالباطل والزواج بالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو بنت الأخ أو بنت الأخت من نسب أو رضاع .. أو زوجة الأب أو أم الزوجة وابنتها...
هذا الذي ذكرته لك يا لويزا ما هو إلا غيض من فيض .. ولتعرفي المزيد أرجو منك أن تقرئي عن الإسلام من مصادره ، وذلك بقراءة القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
للإسلام خمسة أركان يا لويزا وهي :
1) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
2) إقام الصلاة .
3) إيتاء الزكاة .
4) صوم رمضان .
5) حج البيت لمن استطاع .
ما لك من إله غير الله خالقك يا لويزا ! .. وليس لله دين غير الإسلام ! .. ومن مات على دين غير الإسلام فلن يقبل منه يا لويزا ! .. قال الله تبارك وتعالى :
[ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ]
الإسلام بسيط يا لويزا :
وهو أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..
أسلمي لله تسلمي يا لويزا .. فوالله إنك ستكسبين محمدا ولن تخسري المسيح .. بل ستتبعين المسيح الحقيقي ومعه الحبيب محمدا عليهما من ربي أفضل الصلاة والتسليم ..
قولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يا لويزا .. فوالله إن هذا هو طريق الخلاص الحقيقي .. والله يشهد علي وأنا أكتب لك هذه الكلمات .. والله يعلم يا لويزا كم سنكون سعداء عندما نرى أختا لنا أنقذت نفسها من عذاب عظيم ينتظر من لا يؤمن بالله بعد الموت ..
هدانا الله وإياك سواء السبيل يا لويزا !
آمين.
تعليق