الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :-
فأنني أحمد الله سبحانه وتعالى على ان وفقني إلى هذه السلسة المباركة من الفوائد من كلام ربي سبحانه وتعالى وما جائني من ردود استحسان لها والحقيقة اني بدأت كتابة هذه السلسة من اول القرأن من سورة الفاتحة ولكني لم اقم بالنشر الا من الاية 90 من سورة البقرة وادهشني رد الفعل فقمت بالتكملة وقد قام بعض الاخوة بنسخ هذه الموضوعات ونشرها في مواقع اخرى ومن من اشار الى ومنهم من لم يشر وان كان الاولى لمن اراد نشر احد هذه الموضوعات ان يشر الى الاصل كما يفعل الباحث الامين على اية حال المهم ان يستفيد اكبر عدد من الناس وان نقترب من كلام المولى سبحانه وتعالى واسال الله الهداية .
محمد احمد سراج
مصر الاسكندرية
الجمعة
16 ربيع الاول 1430
الموافق 13 مارس 2009
امابعد
قال تعالى
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
المعنى العام
يتحدث المولى سبحانه وتعالى عن اولئك النفر من اليهود ويبين امرين حقارتهم وحقارة الدنيا وانهم والدنيا متلازمان وليس لهم نصيب في الاخرة ويبن كذب ادعائهم في انهم يقولون انهم شعب الله المختار وانهم هم وحدهم الفائزون عند الله اذن لو ان الامر كذلك فتمنوا الموت اذن ان كنتم صادقين ثم يبن سبحانه انهم لا يتمنوا ذلك ابدا لعلمهم انهم على الباطل بل هم اهل دنيا ويتمنوا لو يعيشوا في اي حياة حتى ولو كانت رخيصة ويتمنى احدهم لو يعمر في الدنيا ولو الف سنه ويبين سبحانة انهم حتى ولو عمروا اكثر من ذلك فالعذاب منتظرهم بما فعلوامن فساد وتكذيب وعناد .
الفوائد
1- بيان كذب اليهود وذلك في قوله سبحانه وتعالى ( فتمنوا الموت ان كنتم صادقين)
قال بن عثيمين قوله تعالى: { فتمنوا الموت } أي اطلبوا حصوله { إن كنتم صادقين } أي في دعواكم أن الدار الآخرة خالصة لكم من دون الناس؛ لأنها حينئذٍ تكون لكم خيراً من الدنيا؛ فتمنوا الموت لتصلوا إليها؛ وهذا تحدٍّ لهم؛ ولهذا قال الله تعالى هنا: { ولن يتمنوه أبداً }؛ وفي سورة الجمعة قال تعالى: {ولا يتمنونه أبداً} [الجمعة: 7] وذلك؛ لأنهم يعلمون كذب دعواهم أن لهم الدار الآخرة خالصة في تفسيره وظاهر الآية الكريمة على ما فسرنا أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحداهم بأنه إن كانت الدار الآخرة لهم كما يزعمون فليتمنوا الموت لِيَصِلوا إليها؛ وهذا لا شك هو ظاهر الآية الكريمة؛ وهو الذي رجحه ابن جرير، وكثير من المفسرين؛ وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بقوله تعالى: { فتمنوا الموت } أي فباهلونا ( 1) ، وتمنوا الموت لمن هو كاذب منا؛ فتكون هذه مثل قوله تعالى في سورة آل عمران: {فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 61] ؛ فيكون المعنى: تمنوا الموت عن طريق المباهلة؛ ورجح هذا ابن كثير؛ وضعف الأول بأنه لو كان المراد: تمنوا حصول الموت لكانوا يحتجون أيضاً علينا نحن، ويقولون: أنتم أيضاً إن كنتم تقولون: إن الدار الآخرة لكم فتمنوا الموت؛ لأن تحديكم إيانا بذلك ليس بأولى من تحدينا إياكم به؛ لأنكم أنتم أيضاً تقولون: إن الدار الآخرة لكم، وأن اليهود بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في النار؛ فتمنوا الموت أنتم أيضاً، والجواب عن ذلك أنا لم ندع أن الدار الآخرة خالصة لنا من دون الناس؛ بل نؤمن بأن الدار الآخرة لكل من آمن وعمل صالحاً سواء كان من هذه الأمة أم من غيرها؛ وهذا المعنى الذي نحا إليه ابن كثير . رحمه الله . مخالف لظاهر السياق؛ فلا يعوَّل عليه؛ وقد عرفت الانفكاك منه..( 2)
2- كراهية الكفار واهل الدنيا للموت
وذلك في قوله ( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )
اعلم ان تمني الموت محرم في الاسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنى أحدكم الموت ، إما محسنا فلعله يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب)
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7235
خلاصة الدرجة: [صحيح]
والمقصود من الاية هو كراهية الموت اي ان المسيئ يكره لقاء الله لعلمه بما قدمت يداه وما فرط في جنب الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . قالت عائشة أو بعض أزواجه : إنا لنكره الموت ، قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه )
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6507
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فإن المؤمن يحب لقاء الله لانه يرى فيه الخلاص من هم الدنيا اخرج البخاري في صحيحه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة ، فقال : ( مستريح ومستراح منه ) . قالوا : يا رسول الله ، ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد ، والشجر والدواب ) .
الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6512
خلاصة الدرجة: [صحيح]
و سئل بعضهم : لماذا نكره الموت؟.
قال: لأنكم عمرتم دنياكم ،وخربتم آخرتكم، فكرهتم الانتقال من دارعمرتموها إلى دار خربتموها!!
بعكس المؤمن لا يرتاح في الدنيا بل يشتاق إلى الله ومتعلق به قلبه
سئل الإمام أحمد :
" متى الراحة يا ابا عبدالله؟"
قال :
" عند أول قدم نضعها في الجنة "
3 - ذل اهل الدنيا في قوله ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ )
انظر لهوان اليهود ومن شابههم من اهل الدنيا يتمنون الحياة ونكر الحياة بقوله ( حياة) بمعنى اي حياة حتى ولو كانت ذليلة المهم ان يعيش فقط حتى ولو كانت حياة رخيصة وذليلة و هؤلاء حريصون هلى الدنيا وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الحرص على الدنيا وشبه هؤلاء بغثاء السيل في قوله ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت )
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4297
خلاصة الدرجة: صحيح
4- طول العمر وحده لاينفع ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
ليس طول العمر وحده منجى من العذاب بل لابد من حسن العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله )
الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/139
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]
جمعه وعلق عليه الفقير إلى الله تعالى / محمد أحمد سراج
الاسكندرية الاربعاء 14 ربيع الاول 1430 الوافق 11 مارس 2009
المراجع والمعاني
1 - معنى المباهلة في اللغة هي الملاعنة ، أي الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين ، و البَهلةُ اللَعنة [ انظر تحرير ألفاظ التنبيه : 1/247 ] .
و هي مشروعة ، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل ، و إلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه ، و الأصل في مشروعيتها آية المباهلة ، و هي قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .
جاء في شرح قصيدة ابن القيم [ 1/37 ] : ( و أما حكم المباهلة فقد كتب بعض العلماء رسالة في شروطها المستنبطة من الكتاب و السنة و الآثار و كلام الأئمة ، و حاصل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقَع فيه اشتباه و عناد لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة ، فيُشتَرط كونها بعد إقامة الحجة و السعي في إزالة الشبه و تقديم النصح و الإنذار و عدم نفع ذلك و مساس الضرورة إليها ) . ( 2)
د . أحمد عبد الكريم نجيب
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f99.htm
2 - ابن عثيمين التفسير
http://www.khayma.com/lib/QtOn2Sg14.htm
فأنني أحمد الله سبحانه وتعالى على ان وفقني إلى هذه السلسة المباركة من الفوائد من كلام ربي سبحانه وتعالى وما جائني من ردود استحسان لها والحقيقة اني بدأت كتابة هذه السلسة من اول القرأن من سورة الفاتحة ولكني لم اقم بالنشر الا من الاية 90 من سورة البقرة وادهشني رد الفعل فقمت بالتكملة وقد قام بعض الاخوة بنسخ هذه الموضوعات ونشرها في مواقع اخرى ومن من اشار الى ومنهم من لم يشر وان كان الاولى لمن اراد نشر احد هذه الموضوعات ان يشر الى الاصل كما يفعل الباحث الامين على اية حال المهم ان يستفيد اكبر عدد من الناس وان نقترب من كلام المولى سبحانه وتعالى واسال الله الهداية .
محمد احمد سراج
مصر الاسكندرية
الجمعة
16 ربيع الاول 1430
الموافق 13 مارس 2009
امابعد
قال تعالى
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
المعنى العام
يتحدث المولى سبحانه وتعالى عن اولئك النفر من اليهود ويبين امرين حقارتهم وحقارة الدنيا وانهم والدنيا متلازمان وليس لهم نصيب في الاخرة ويبن كذب ادعائهم في انهم يقولون انهم شعب الله المختار وانهم هم وحدهم الفائزون عند الله اذن لو ان الامر كذلك فتمنوا الموت اذن ان كنتم صادقين ثم يبن سبحانه انهم لا يتمنوا ذلك ابدا لعلمهم انهم على الباطل بل هم اهل دنيا ويتمنوا لو يعيشوا في اي حياة حتى ولو كانت رخيصة ويتمنى احدهم لو يعمر في الدنيا ولو الف سنه ويبين سبحانة انهم حتى ولو عمروا اكثر من ذلك فالعذاب منتظرهم بما فعلوامن فساد وتكذيب وعناد .
الفوائد
1- بيان كذب اليهود وذلك في قوله سبحانه وتعالى ( فتمنوا الموت ان كنتم صادقين)
قال بن عثيمين قوله تعالى: { فتمنوا الموت } أي اطلبوا حصوله { إن كنتم صادقين } أي في دعواكم أن الدار الآخرة خالصة لكم من دون الناس؛ لأنها حينئذٍ تكون لكم خيراً من الدنيا؛ فتمنوا الموت لتصلوا إليها؛ وهذا تحدٍّ لهم؛ ولهذا قال الله تعالى هنا: { ولن يتمنوه أبداً }؛ وفي سورة الجمعة قال تعالى: {ولا يتمنونه أبداً} [الجمعة: 7] وذلك؛ لأنهم يعلمون كذب دعواهم أن لهم الدار الآخرة خالصة في تفسيره وظاهر الآية الكريمة على ما فسرنا أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحداهم بأنه إن كانت الدار الآخرة لهم كما يزعمون فليتمنوا الموت لِيَصِلوا إليها؛ وهذا لا شك هو ظاهر الآية الكريمة؛ وهو الذي رجحه ابن جرير، وكثير من المفسرين؛ وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بقوله تعالى: { فتمنوا الموت } أي فباهلونا ( 1) ، وتمنوا الموت لمن هو كاذب منا؛ فتكون هذه مثل قوله تعالى في سورة آل عمران: {فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 61] ؛ فيكون المعنى: تمنوا الموت عن طريق المباهلة؛ ورجح هذا ابن كثير؛ وضعف الأول بأنه لو كان المراد: تمنوا حصول الموت لكانوا يحتجون أيضاً علينا نحن، ويقولون: أنتم أيضاً إن كنتم تقولون: إن الدار الآخرة لكم فتمنوا الموت؛ لأن تحديكم إيانا بذلك ليس بأولى من تحدينا إياكم به؛ لأنكم أنتم أيضاً تقولون: إن الدار الآخرة لكم، وأن اليهود بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في النار؛ فتمنوا الموت أنتم أيضاً، والجواب عن ذلك أنا لم ندع أن الدار الآخرة خالصة لنا من دون الناس؛ بل نؤمن بأن الدار الآخرة لكل من آمن وعمل صالحاً سواء كان من هذه الأمة أم من غيرها؛ وهذا المعنى الذي نحا إليه ابن كثير . رحمه الله . مخالف لظاهر السياق؛ فلا يعوَّل عليه؛ وقد عرفت الانفكاك منه..( 2)
2- كراهية الكفار واهل الدنيا للموت
وذلك في قوله ( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )
اعلم ان تمني الموت محرم في الاسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنى أحدكم الموت ، إما محسنا فلعله يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب)
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7235
خلاصة الدرجة: [صحيح]
والمقصود من الاية هو كراهية الموت اي ان المسيئ يكره لقاء الله لعلمه بما قدمت يداه وما فرط في جنب الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . قالت عائشة أو بعض أزواجه : إنا لنكره الموت ، قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه )
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6507
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فإن المؤمن يحب لقاء الله لانه يرى فيه الخلاص من هم الدنيا اخرج البخاري في صحيحه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة ، فقال : ( مستريح ومستراح منه ) . قالوا : يا رسول الله ، ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد ، والشجر والدواب ) .
الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6512
خلاصة الدرجة: [صحيح]
و سئل بعضهم : لماذا نكره الموت؟.
قال: لأنكم عمرتم دنياكم ،وخربتم آخرتكم، فكرهتم الانتقال من دارعمرتموها إلى دار خربتموها!!
بعكس المؤمن لا يرتاح في الدنيا بل يشتاق إلى الله ومتعلق به قلبه
سئل الإمام أحمد :
" متى الراحة يا ابا عبدالله؟"
قال :
" عند أول قدم نضعها في الجنة "
3 - ذل اهل الدنيا في قوله ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ )
انظر لهوان اليهود ومن شابههم من اهل الدنيا يتمنون الحياة ونكر الحياة بقوله ( حياة) بمعنى اي حياة حتى ولو كانت ذليلة المهم ان يعيش فقط حتى ولو كانت حياة رخيصة وذليلة و هؤلاء حريصون هلى الدنيا وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الحرص على الدنيا وشبه هؤلاء بغثاء السيل في قوله ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت )
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4297
خلاصة الدرجة: صحيح
4- طول العمر وحده لاينفع ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
ليس طول العمر وحده منجى من العذاب بل لابد من حسن العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله )
الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/139
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]
جمعه وعلق عليه الفقير إلى الله تعالى / محمد أحمد سراج
الاسكندرية الاربعاء 14 ربيع الاول 1430 الوافق 11 مارس 2009
المراجع والمعاني
1 - معنى المباهلة في اللغة هي الملاعنة ، أي الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين ، و البَهلةُ اللَعنة [ انظر تحرير ألفاظ التنبيه : 1/247 ] .
و هي مشروعة ، لإحقاق الحق و إزهاق الباطل ، و إلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه ، و الأصل في مشروعيتها آية المباهلة ، و هي قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .
جاء في شرح قصيدة ابن القيم [ 1/37 ] : ( و أما حكم المباهلة فقد كتب بعض العلماء رسالة في شروطها المستنبطة من الكتاب و السنة و الآثار و كلام الأئمة ، و حاصل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقَع فيه اشتباه و عناد لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة ، فيُشتَرط كونها بعد إقامة الحجة و السعي في إزالة الشبه و تقديم النصح و الإنذار و عدم نفع ذلك و مساس الضرورة إليها ) . ( 2)
د . أحمد عبد الكريم نجيب
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f99.htm
2 - ابن عثيمين التفسير
http://www.khayma.com/lib/QtOn2Sg14.htm