السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك سؤال آخر سألني إياه مسيحي من فرقة الـ born again ولكنه في موضوع مختلف (حول القرآن الكريم)
... هل أضعه هنا أم أضف موضوع جديد في القسم الملائم؟

جزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

أظن هنا موقع مناسب حيث أنه نفس الموضوع عن أسئلة شهود يهوة

الوعد وعدان : عام ، وشخصي .

الوعد الشخصي ، هو أن يعد الله فلان بن فلان بالجنة مثلاً .. وهذا الوعد لا يملكه النصراني السائل ولا المسلم المسئول .. فليس في القرآن والسنة أن المسلم المسئول فلان بن فلان سيدخل الجنة ، وليس في كتب أهل الكتاب أن النصراني السائل فلان بن فلان سيرث الملكوت .. فلا فضل في هذا للنصراني على المسلم ، لأن كليهما لا يملك هذا الوعد الشخصي .. وإن كان للإسلام مزية على غيره من الأديان ، لأن عدد الأفراد المبشرين فيه بالجنة أكبر من نظرائهم في باقي الملل والله أعلم .

وأما الوعد العام ، فهو كقوله تعالى : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة/82] .. فهذا موجود في الإسلام وفي النصرانية وفي غيرهما .. فلا فضل للنصرانية على الإسلام في هذا .. بل للإسلام مزية كثرة نصوصه بهذا الصدد وشدة وضوحها .. ويمكن للمسلم مطمئنـًا أن يتحدى النصراني بأن يضع له نصين أمام كل نص يضعه في هذا المعنى ، وتفنى نصوص غيرنا وتبقى نصوصنا بفضل الله .

والنصارى في هذا المقام يتشدقون بالوعد الشخصي والضمان الشخصي وما شابه ، وهم لا يملكون في الحقيقة إلا وعدًا عامـًا لا شخصيـًا ، لكنهم قوم لا يفقهون ، لذلك وصمهم الله بالضلال في الذكر الحكيم .

ومن ناحية الأخرى ، فليست العبرة بحجم الوعد ، وإنما العبرة بصدقه .. فلو أن النبي الكاذب وعد بأكثر مما وعد به النبي الصادق ، لكان على العاقل اتباع النبي الصادق ، إذ ما فائدة الوعد الكبير مع كذبه ؟! ..

ومثال هذا أن يقف المرء على مفترق طريقين ، وكل طريق عليه شخص "دليل" يدعي أن طريقه هو الصواب ، لكن أحدهما يعد في النهاية بقصور مشيدة لا أول لها ولا آخر ، والآخر يعد ببيت صغير لا أكثر .. فلو قال المرء : "سأتبع من يعدني بقصور مشيدة" لمجرد أن وعده أكبر، لاستحق اللوم من كل عاقل .

فحتى لو تنزلنا جدلاً وقلنا إن وعود الإسلام أقل من غيره ، فليس في هذا منقصة للإسلام ، إذ العبرة هنا بصدق الوعد لا بحجمه .. لكن القوم لا يفقهون .


المسلم أشد التصاقـًا بربه من غيره .. (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) التي يرددها كل مسلم ، إنما معناها ألتصق بالله ، فهذا معنى "العوذ" لغة ، وكان العربي القديم إذا سُئل عن أحسن اللحم قال "عُوَّذه" : أي أشده التصاقـًا بالعظم .. فالمسلم يعوذ ويلوذ بربه دومـًا .. وليس هذا على الدوام إلا للمسلم .

والمسلم يذكر الله ويدعوه على كل حال ، في استيقاظه ونومه ، وأكله وشربه ، ولبسه وتنعله ، وخروجه ودخوله ، وكسبه وخسارته ، وفرحه وحزنه ، وخوفه ورجائه ، وحفظه ونسيانه ، وصحته ومرضه ، وحربه وسلمه ... الخ ... فضلاً عن العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها .. ومن شاء فليراجع كتيبـًا صغيرًا في حجمه عظيمـًا في نفعه يحمله كثير من المسلمين اسمه "حصن المسلم" مملوء بالأذكار التي يقولها المسلم في كل حالة تقريبـًا من حالات حياته .. فليس في الأمم ذاكرًا لله داعيـًا إياه أكثر من المسلم .