بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهمّ إنـّي ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً..ولا يغفر الذنوبَ إلاّ أنت.. فاغفر لي مغفرةً من عندِك .. وارحمني إنّك أنتَ الغفورُ الرّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البر بالوالدين من اعظم الأمور ومن عُظم حقهما ان جعل برهما بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة
فقال الله سبحانه و تعالى
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعۡبُدُوا۟ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَانًا إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ الۡكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوۡ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً كَرِيمًا وَاخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ رۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا- سورة الاسراء 23-24-
وقال عليه الصلاة والسلام: (رغِم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل من يا رسول الله؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ) رواه مسلم، والمعنى أن من أدرك والديه أو أحدهما عند الكبر ولم يبر بهما لم يدخل الجنة، ورغم أنفه، أي وأنفه لصقُ بالتراب من الذل، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه : (لا يدخل الجنة قاطع) .
وقال الشاعر
لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ ** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ ** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
أترككم مع القصة إخواني وأخواتي
أذهلني بر الوالدين في الإسلام فأسلمت
أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام كانت أثناء متابعتي لبرنامج تليفزيوني ، فضحكت من المعلومات التي سمعتها
بعد عام من سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى .. ولكن أين ؟
في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة
جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت تمسح دموعها
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ، فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج لمرضها العضال
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها كثيراً !
تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟
تذكرت أمي وقلت في نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها !
هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟!
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين ... ولا سيما أن حالة الأم صعبة وهي أقرب إلى الموت من الحياة
أدهشتني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز ! إني أغبطها كثيرا
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها
دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة ، فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد ... حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه ، وكيفية التعامل معهما
بعد أيام توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءا حارا وكأنهما طفلان صغيران
بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام
وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين ولما قرأته عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة من عمري .. ود ون مقابل
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام سوى حقوق الوالدين فيه
الحمد لله تزوجت من رجل مسلم ، وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح .. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم
أم عبد الملك – أمريكية – مسلمة نشرت قصتها مجلة " الدعوة " السعودية .. فأين أنتم يا من تنعمون بالإسلام وترعرعتم على أصوله -
لا حول ولا قوة إلا بالله
ذكر الشيخ الدكتور المطلق في إذاعة القرآن الكريم هذه القصة القصيرة المؤثرة، أن رجلاً تزوج بامرأةٍ وسرعان ما نشبت الخلافات بين أمه وزوجته، ودامت هذه المشاكل كثيراً، فلما يئس من حلها وقطع الأمل في إصلاحها قرر أن يذهب بأمه إلى شعب فيه ذئاب كيف تأكلها الذئاب ويستريح من أمه، فأخذ أمه وذهب بها حتى أتى الشعاب فوضعها ثم مضى، وفي الطريق أفاق من غفلته وأدرك فداحة عمله وقبيح جرمه، فعاد إلى أمه مسرعاً، ولكن متنكراً متلثماً، فلم رأته أمه ولم تعرفه قالت له : يا أخي، أرجوك أدرك ولدي، ذهب من هذا الطريق، إني أخاف عليه من الذئاب
اللهمّ إنـّي ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً..ولا يغفر الذنوبَ إلاّ أنت.. فاغفر لي مغفرةً من عندِك .. وارحمني إنّك أنتَ الغفورُ الرّحيم
تعليق