هل محمديم تعني محمدا؟
חִכּוֹ מַמְתַקִים וְכֻלּוֹ מַחֲמַדִיםזֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי בְּנוֹת יְרוּשָׁלָיִם
والذي يمكن التعبير عن منطوقه العبراني باستخدام الحروف العربية التالية بصورة قريبة جدا، وهي:
ومن غير الممتنع أن الكلمة كانت تلفظ في الأصل هكذا: مُحَمَّدِيم ثم جاء التشكيل القياسي masoretisch باللفظ الحالي: مَحَمَدِّيم لسبب أو لآخر.
[i]
كنا أربعة مجتمعين في منزل رابض في وسط تلك المدينة الجميلة المعانقة للطبيعة الخلابة بجبالها وزروعها وثمارها حيث يجري من تحتها ذلك النهر الجميل الشهير. جمعنا الفكر على اختلاف تخصصاتنا الأكاديمية: هذا دكتور في العلوم السياسية، وذاك مهندس ميكانيكا، وثالث مهندس إنشاءات بحرية، ورابع باحث أكاديمي. في ختام تلك الأمسية الفكرية الجميلة خطر لنا أن ندخل على اليوتوب الإسلامي، فدخلنا ووقع نظرنا على تسجيل قديم للشيخ أحمد ديدات رحمه الله فيه ردود على القس الأمريكي البروتستانتي جيمي سويجارت. لفت انتباهي في الشريط أمر عجيب لم أسمع به من قبل حيث ذكر الشيخ ديدات رحمه الله أن اسم (محمد) صلوات الله عليه ورد بالنص في العهد القديم وتحديدا في نشيد الإنشاد المنسوب للملك سليمان بن داود عليهما السلام. أذكر أنني قرأت سفر نشيد الإنشاد ذاك عدة مرات - باللسان العربي - بما فيه من صور شاعرية ومعاني حالمة تميل تارة يميناً لتكون غزلاً عفيفاً رقيقاً، وتنحرف تارة يساراً لتغدو غزلاً صريحاً غليظاً ما كنت أبداً لأظن أن يرد في أحد الكتب اللاهوتية التي ينسبها أصحابها إلى السماء لكني ما لا حظت ورود اسم (محمد) ولا عجب في ذلك حيث لم أكن قرأته بعد بلسانه الأم. لم يكن النص العبراني الأصلي Biblia Hebraica تحت يدي في تلك اللحظة فرجعت بسرعة إلى الترجمتين الألمانية والإنجليزية لكنهما لم يشفيا الغليل لرغبتي في مشاهدة الكلمة مكتوبة باللسان الأصلي للعهد القديم وليس لترجمة المعنى الخاص بها، فعدتُ سريعاً لنسخة عبرانية الكترونية لكنها أثارت عندي نهماً فكرياً أعمق وقد كنت أظنها ستروي الظمأ. بات الوقت متأخراً جداً فخلدت للنوم فور عودتي للمنزل. في صبيحة اليوم التالي كان أول ما فعلته بعد مجيئي للجامعة هو الذهاب سريعاً لكلية اللاهوت، حيث انتقيت أحد النسخ القديمة لنشيد الإنشاد المعروف أكاديمياً بمسماه اللاتيني canticum canticorum حيث فتحت الموضع الذي ذكره أحمد ديدات وتأكدت بالفعل أن الإسم موجود وبنفس الحروف التي يتكون بها في اللسان العربي !!!
هل كان ذلك حقيقة أم كان خداع بصر: اسم (محمد) موجود فعلاً بحروف الميم والحاء والميم والدال لكن باللسان العبراني القديم؟
بناء على ذلك قررت بحث الأمر، وهذا ما حدث فعلا، فلم ألبث إلا قليلاً حتى وضعت يدي على حقيقية الأمر، ويا لها من حقيقية !!!
فما هي تلك الحقيقة؟
بناء على ذلك قررت بحث الأمر، وهذا ما حدث فعلا، فلم ألبث إلا قليلاً حتى وضعت يدي على حقيقية الأمر، ويا لها من حقيقية !!!
فما هي تلك الحقيقة؟
[ii]
قبل الإنتقال لدراسة لفظ (محمد) بالعبرانية أود أن أقدم نبذة مختصرة عن لفظ (محمد) في لسان العرب. أصل ذلك اللفظ هو الفعل الماضي الثلاثي المجرد (حَمِدَ) ومضارعه (يَحْمَدُ). يقال: (حمده) على شجاعته (حمداً) أي: أثنى عليه وأطراه. (الحمد) غير (الشكر) لأن (الحمد) يستعمل لخلة / صفة في الممدوح وفيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع للمادح. للفظ (حمد) مشتقات كثيرة منها:
قبل الإنتقال لدراسة لفظ (محمد) بالعبرانية أود أن أقدم نبذة مختصرة عن لفظ (محمد) في لسان العرب. أصل ذلك اللفظ هو الفعل الماضي الثلاثي المجرد (حَمِدَ) ومضارعه (يَحْمَدُ). يقال: (حمده) على شجاعته (حمداً) أي: أثنى عليه وأطراه. (الحمد) غير (الشكر) لأن (الحمد) يستعمل لخلة / صفة في الممدوح وفيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع للمادح. للفظ (حمد) مشتقات كثيرة منها:
- (حامد): اسم الفاعل، وهو اسم مصوغ لما وقع منه الفعل أو قام به.
- (محمود): اسم المفعول، وهو اسم مصوغ من مصدر الفعل المبني للمجهول للدلالة على ما وقع عليه الفعل.
- (أحمد): اسم التفضيل، وهو اسم مصوغ على وزن “أفعل” للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر فيها.
- (محمد): اسم صفة مشبهة باسم المفعول.
من هنا نعلم أن لفظ (محمد) يدل على الآتي:
(1) الحمد أي الثناء لعظيم خصاله التي تحلى بها صلوات الله عليه.
(2) اسم علم على عكس “أحمد” المصوغ كإسم تفضيل وإن تم استخدامه لاحقاً كاسمِ علم.
(3) المبالغة في الثناء والمدح بدلالة تضعيف الحرف الثالث.
من هنا نفهم قول الله تعالى على لسان ابن مريم عليهما السلام:
من هنا نفهم قول الله تعالى على لسان ابن مريم عليهما السلام:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (الصف : 6)
لم يشر ابن مريم عليه السلام للإسم العلمي للنبي الخاتم وإنما أشار إليه بصفته، حيث يدل لفظ (اسم) على معاني الوسم والسمة والسمت أي: الصفة، ويدل لفظ (أحمد) على التفضيل، حيث يوجد نبيُ حامدٌ ويوجد نبيٌ أحمد. أما الإسم العلمي الوحيد لنبينا فقد سجله الله تعالى في القرآن الكريم:
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ …) (الفتح : 29)
هذا عن لفظ (محمد) في لسان العرب وهو غيض من فيض من المعاني الإشتقاقية الكثيرة التي يذخر بها لسان العرب، أوردته للإستدلال ولم أقصد به البسط في المقال.
[iii]
علمنا أن أصل كلمة (مُحَمَّد) في لسان العرب هو الفعل الماضي الثلاثي المجرد (حَمِدَ) ومضارعه (يَحْمَدُ). يقال: (حمده) على شجاعته (حمداً) أي: أثنى عليه وأطراه. (الحمد) غير (الشكر) لأن (الحمد) يستعمل لخلة / صفة في الممدوح وفيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع للمادح. للفظ (حمد) مشتقات كثيرة منها: حامد ومحمود وأحمد وغيرها. بعد هذه المقدمة “العربية” أود الآن أن أعرض بعض ما يبوح به اللسان العبراني بهذا الخصوص بتوفيق الله.
علمنا أن أصل كلمة (مُحَمَّد) في لسان العرب هو الفعل الماضي الثلاثي المجرد (حَمِدَ) ومضارعه (يَحْمَدُ). يقال: (حمده) على شجاعته (حمداً) أي: أثنى عليه وأطراه. (الحمد) غير (الشكر) لأن (الحمد) يستعمل لخلة / صفة في الممدوح وفيه معنى التعظيم للممدوح وخضوع للمادح. للفظ (حمد) مشتقات كثيرة منها: حامد ومحمود وأحمد وغيرها. بعد هذه المقدمة “العربية” أود الآن أن أعرض بعض ما يبوح به اللسان العبراني بهذا الخصوص بتوفيق الله.
يوجد لفظ (حمد) كذلك في اللسان العبراني القديم بحروفه الثلاثة الحاء ח والميم מ والدال ד، ورسمه بالتشكيل هكذا: חָמַד ونطقه هكذا: حَمَدْ، كما وردت بعض مشتقات ذلك اللفظ المشترك بين العربية والعبرية في العهد القديم. أما لفظ (محمد) فقد ورد رسمه في نشيد الأنشاد، الإصحاح الخامس، العدد السادس عشر، بالشكل التالي: מַחֲמַדִים ونطقه كالتالي: مَحَمَدِيم، وذلك في السياق التالي:
חִכּוֹ מַמְתַקִים וְכֻלּוֹ מַחֲמַדִיםזֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי בְּנוֹת יְרוּשָׁלָיִם
والذي يمكن التعبير عن منطوقه العبراني باستخدام الحروف العربية التالية بصورة قريبة جدا، وهي:
حِكُّو مَمْتَقِيم وكُلُّه مَحَمَدِيم
زِه دُودِي وْزِه رِيعِي بْنُوتْ يِرُوشَاليم
زِه دُودِي وْزِه رِيعِي بْنُوتْ يِرُوشَاليم
أما ترجمته العربية الرسمية فهي كالتالي:
حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ
هذَا حَبِيبِي وَهذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ
هذَا حَبِيبِي وَهذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ
حيث تم ترجمة كلمتنا محل البحث إلى لفظ (مشتهيات). أقول: هناك ثلاث إشكالات لسانية فيما يتعلق بدلالة لفظ מַחֲמַדִים على اسم النبي الخاتم صلوات الله عليه هي: الجمع والتشكيل والسياق، وفيما يلي أتناول كل واحدة منها بصورة سريعة.
الإشكال الأول: الجمع
تتكون كلمة מחמדים في الواقع من جزئين هما מחמד و ים، أما מחמד فهو لفظ مفرد، وأما ים فهي علامة الجمع المذكر. إذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت بصيغة الجمع؟ أقول: الجمع في اللسان العبراني القديم نوعان: جمع العدد وجمع الإجلال، ولا يمتنع عقلاً أن يكون الجمع هنا هو وجمع الإجلال Pluralis majestatis على غرار لفظ אֱלֺהִים والذي يترجم إلى God باللسان الإنجليزي أي إله وليس آلهة.
تتكون كلمة מחמדים في الواقع من جزئين هما מחמד و ים، أما מחמד فهو لفظ مفرد، وأما ים فهي علامة الجمع المذكر. إذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت بصيغة الجمع؟ أقول: الجمع في اللسان العبراني القديم نوعان: جمع العدد وجمع الإجلال، ولا يمتنع عقلاً أن يكون الجمع هنا هو وجمع الإجلال Pluralis majestatis على غرار لفظ אֱלֺהִים والذي يترجم إلى God باللسان الإنجليزي أي إله وليس آلهة.
الإشكال الثاني: التشكيل
الشكل الرسمي لكلمة מחמדים كما هو مثبت في ال Biblia Hebraica Stuttgartensia المصدر الرسمي المعتمد في أكاديميات اللاهوت البروتستانتي هو: מַחֲמַדִים ومنطوقه هكذا: مَحَمَدِّيم وليس هكذا: مُحَمَّدِيم، فإذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت بتشكيل مختلف؟ أقول: العبرة إنما تكون أولا بالرسم ثم بعد ذلك بالشكل، أما الرسم فلا خلاف عليه أنه يتكون من حروف الميم מ والحاء ח والميم מ والدال ד، وأما التشكيل فليس حجةً دامغةً ما دام الرسم أقدم من الشكل، حيث يعود الرسم لآلاف مرت من السنين قبل عصر المسيح بينما يعود الشكل المتعارف عليه اليوم إلى القرن العاشر الميلادي فقط، أي أن تلك الجملة أخذت قبل القرن العاشر الميلادي الصورة التالية الخالية من التشكيل:
الشكل الرسمي لكلمة מחמדים كما هو مثبت في ال Biblia Hebraica Stuttgartensia المصدر الرسمي المعتمد في أكاديميات اللاهوت البروتستانتي هو: מַחֲמַדִים ومنطوقه هكذا: مَحَمَدِّيم وليس هكذا: مُحَمَّدِيم، فإذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت بتشكيل مختلف؟ أقول: العبرة إنما تكون أولا بالرسم ثم بعد ذلك بالشكل، أما الرسم فلا خلاف عليه أنه يتكون من حروف الميم מ والحاء ח والميم מ والدال ד، وأما التشكيل فليس حجةً دامغةً ما دام الرسم أقدم من الشكل، حيث يعود الرسم لآلاف مرت من السنين قبل عصر المسيح بينما يعود الشكل المتعارف عليه اليوم إلى القرن العاشر الميلادي فقط، أي أن تلك الجملة أخذت قبل القرن العاشر الميلادي الصورة التالية الخالية من التشكيل:
חכו ממתקים וכלו מחמדיםזה דודי וזה רעי בנות ירושלים
ومن غير الممتنع أن الكلمة كانت تلفظ في الأصل هكذا: مُحَمَّدِيم ثم جاء التشكيل القياسي masoretisch باللفظ الحالي: مَحَمَدِّيم لسبب أو لآخر.
الإشكال الثالث: السياق
لعل إشكالية السياق هي أقوى الإشكالات الثلاث، حيث يجري الكلام في ظاهره على لسان تلك الفتاة السمراء الجميلة المفعمة بثورة الأنوثة وهي تتغزل وتتمدح في عشيقها قائلة: حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ هذَا حَبِيبِي وَهذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، فإذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت في مثل هذا السياق؟ أقول: يؤمن كثير من أهل الكتاب بأن معاني سفر نشيد الأنشاد ليست حقيقية وإنما مجازية، وإلا يلزمهم وصف كتابهم بأنه كتاب إثارة وشهوة جنسية erotisch مثلا عند قراءة النصوص التالية:
لعل إشكالية السياق هي أقوى الإشكالات الثلاث، حيث يجري الكلام في ظاهره على لسان تلك الفتاة السمراء الجميلة المفعمة بثورة الأنوثة وهي تتغزل وتتمدح في عشيقها قائلة: حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ هذَا حَبِيبِي وَهذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، فإذا كانت الكلمة تدل على نبي الهدى فكيف جاءت في مثل هذا السياق؟ أقول: يؤمن كثير من أهل الكتاب بأن معاني سفر نشيد الأنشاد ليست حقيقية وإنما مجازية، وإلا يلزمهم وصف كتابهم بأنه كتاب إثارة وشهوة جنسية erotisch مثلا عند قراءة النصوص التالية:
(1) (مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2 سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3 ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4 عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5 رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6 مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7 قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8 قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، 9 وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ) (نشيد الأنشاد 7 : 1 - 9)(2) (فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. 12 عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. 13 فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. 14 وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةًٍ بِمُغْرَةٍ، 15 مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ، 16 عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 17 فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18 وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19 وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20 وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21 وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ) (حزقيال 23 : 11 - 21)
إزاء تلك النصوص وغيرها يلجأ مفسرو وشرَّاح العهد القديم لأسلوب المجاز واصفين الزنا المذكور بسفر حزقيال مثلاً بأنه خيانة الرب!!! بنفس ذلك المنطق المجازي يمكن الزامهم بأن السياق محل بحثنا هو كذلك سياق مجازي، فالفتاة التي تترنم هي رمز لبني إسرائيل، وغزلها ما هو إلا شوقها الروحي لذلك المنتظر، أما المنتظر فما هو إلا نبي آخر الزمان الذي صرحت باسمه الذي يهفو قلبها ووجدانها لتعاليمه!!! أوليس هذا منطقهم؟ إذاً فليقبلوا ذلك الإلزام …
أما إن كانوا لا يقولون بالمجاز ويتذرعون بالحقيقة فليتفضلوا عندئذً بشرح المعاني الحقيقية الواردة في النص أعلاه بسفر حزقيال وبيان علاقته بالإلهيات والقداسة والإيمان، وعندها سيكون لنا معهم حديثٌ غير هذا.
تعليق