موضوع للبحث والمناقشة: تعذيب النفس فى النصرانية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Ahmed_Negm اكتشف المزيد حول Ahmed_Negm
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجدى زكى
    2- عضو مشارك

    • 16 ماي, 2008
    • 155

    #16
    عن صفـوة أتباع يسوع

    يقول لوقا عن صلب يسـوع :

    - " وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا

    ما كان رجعوا وهم يقرعـون صدورهم ... " لو 23 / 48 .

    - " وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتى كن يلطمن

    أيضا وينحن عليه " لو 23 / 27 .

    تعليق

    • Ahmed_Negm
      5- عضو مجتهد
      • 14 أغس, 2007
      • 889

      #17
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

      نستكمل بمشيئة الله تعالى هذا الموضوع الهام.


      فما موضوع ألم الولادة و تحريم المسيحية إستخدام المرأة للمسكنات لتقليل ألم الولادة الفظيع؟ (كما أشار الفيلم الوثائقى و كما أشار الشيخ سلمان)
      و ماذا لو كانت الولادة عسرة و بها مشاكل, و تستوجب إستخدام العقاقير الطبية و إلا ستعرض حياة المرأة للخطر. هل تسمح المسيحية بذلك؟؟

      ما الموضوع بالضبط؟؟

      بداية يجب أن نعلم أن القصص القرآنى تحدث عن أكثر من 50 شخصية كانوا قد ذكروا فى الكتاب المقدس المحرف. و أى مقارن لتلك القصص ستجد بها إختلافات كبيرة. فكثير من أنبياء الله فى الكتاب المقدس متهمون بالزنا, بينما القرآن الكريم يبرئهم من هذا بالطبع. إذ أنه ليس منطقى أن يختار الله أنبياء سيتولون مهمة نقل شرائعه لنا و هم أول من يضرب بهذه الشرائع عرض الحائط, لا يمكن لله أن يختار أبياء سيىء الخلق و هو يعلم الغيب و يعلم ما سيفعلونه. و هكذا فى كل القصص القرآنية التى تحدث بها الكتاب المقدس. ستجد أن القصص القرآنى أقرب للمنطق و الواقع. و هذا أيضا إثبات آخر على صحة القرآن الكريم, فلو كان الرسول (ص) هو مؤلف القرآن (حاشا لله) لنقل قصص الكتاب المقدس كما هى لتفادى الشك من أهل الكتاب.

      و موضوعنا يبدأ بقصة آدم و حواء, حيث يقول مؤلف الكتاب المقدس:

      1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلاَّ تَأْكُلاَ مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
      2 فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا،
      3 مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ : لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَلْمُسَاهُ لِكَيْ لاَ تَمُوتَا».
      4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا،
      5 بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ حِينَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
      6 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا،
      7 فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ.
      8 ثُمَّ سَمِعَ الزَّوْجَانِ صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَآ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ الإِلَهِ بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
      9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»
      10 فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ».
      11 فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟»
      12 فَأَجَابَ آدَمُ: «إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي. هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأَكَلْتُ».
      13 فَسَأَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْمَرْأَةَ: «مَاذَا فَعَلْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ».
      14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ،
      15 وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ».
      16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ».
      التكوين - الإصحاح 3 - الأسفار من 1 إلى 16

      التعليق:
      1- يعتبر الكتاب المقدس أن من خدع أولا من الحية (الشيطان) و أكل أولا من تلك الشجرة المحرمة كان "حواء". ثم بعد ذلك هى التى جعلت زوجها آدم يأكل منها.
      2- يعاقب رب الكتاب المقدس حواء و كل بنات حواء بعقابين: الأول هو ألم الولادة الفظيع و الثانى هو أن جعل العلاقة بين الرجل و زوجته علاقة تسلط من الرجل للمرأة.

      و هذا بالطبع قمة الظلم للمرأة, و هذا بالطبع يناقض كلام الله الحقيقى الذى أنزله لنا, فنفس تلك القصة فى القرآن هى كالتالى:

      فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123}
      القرآن الكريم - سورة طه - الآيات من 120 إلى 123.

      فكما نرى أن الله الخالق يقول ان الشيطان قد خدع آدم و ليس حواء مثل الكتاب المقدس. و هذا فرق جوهرى و كبير جدا, و الأهم أن الإسلام لم يعاقب حواء و بناتها بعقاب أزلى ظالم مثل الكتاب المقدس. بل جعلهم يهبطوا إلى الأرض مثلهم مثل الرجال لكى يعملوا و يجتهدوا سويا.

      أما بالنسبة لآلام الولادة الفظيعة فى الإسلام, فهى ليست "عقاب" كما بالكتاب المحرف, إنما هى رفع درجات و تعظيم من شأن المرأة كأم لأنها تحملت هذا العذاب المرير. فهذا العذاب المرير هو ما جعل الله يكرم الأم أكثر من الأب. و وصى الله تعالى بالأم أكثر من الأب.

      يقول الشيخ عطية صقر: روى ابن ماجه والنسائي والحاكم وصححه أن رجلاً قال: يا رسول الله أردت أن أغزو، فقال له: "هل لك من أم"؟ قال نعم: قال: "فالزمها فإن الجنة تحت رجلها" وعبر في بعض الروايات عن هذا بقوله: "الجنة تحت أقدام الأمهات".

      وردت النصوص في القرآن والسنة بالأمر ببر الوالدين، وتخصيص الأم، بزيادة في ذلك، فإن برهما من أسباب دخول الجنة، والمراد بعبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" أن خدمة الأم خدمة خالصة، وعدم الأنفة أو التكبر عن أداء هذه الخدمة –حتى لو كانت الأم كافرة على ما جاء في قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) [سورة لقمان: 15].

      ------

      سُئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال:أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أبوك".

      - بين الشارع الحكيم أنَّ رضا الأم بعد رضا الله عز وجل، وعلمنا المصطفى أنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات، وأنَّ أفضل الأعمال بعد طاعة الله بر الوالدين، ومن أجلها يكرم الفرد، وعندما تموت تنزل الملائكة وتُنادي على الواحد منا عند موت أمه وتقول: "ماتت التي كنا نكرمك من أجلها".

      سأل رجل عبد الله بن عمر إني أحمل أمي وأطوف بها الكعبة في مناسك الحج فهل بذلك أكون قد وفيت حقها، يقول له عبد الله بن عمر: لا ولو بطلقة واحدة من الطلقات التي أطلقتها عند ولادتك.

      و من هنا يتضح لنا الفرق الشاسع بين مفهوم "آلام الولادة" فى الإسلام الدين الحق و الكتاب المقدس المحرف. فالإسلام يكرم المرأة بها و يرفع مكانتها و يفضلها على الأب بسبب آلام الولادة لأنه لم يتعذب مثل الأم.

      بينما المسيحية ترى "آلام الولادة" كعقاب لأى أنثى لأنها أنثى. أرأيتم يا أخواتنا كيف كرمكم الإسلام العظيم و كيف تهينكم المسيحية الذكورية المحرفة.

      و بالمناسبة يسوع نفسه لم يكن يحترم أمه:

      3 فَلَمَّا نَفِدَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ!»
      4 فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَاامْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ
      إنجيل يوحنا - الإصحاح 2 - الأسفار من 3-4

      و سأتغاضى عن موضوع شرب الخمر مؤقتا.

      عموما نعود للموضوع الأصلى "تعذيب النفس فى النصرانية" و علاقتها بآلام الولادة. و كما اتفقنا فان المسيحية تقول "16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ»."

      فكيف فسرت الكنيسة و القساوسة تلك الأسفار المحرفة, و كيف طبقتها على المرأة فى المسيحية؟

      يفسر الأب أنطونيوس فكري ذلك السفر كالتالى:



      هو بالطبع حاول يجمل الموضوع بوضع اضافات (من عنده) ليست موجودة أصلا مثل "ليفيض عليها بحبه". و لكن ما نريد توضيحه هو إعترافه بأن هذا "تأديب للمرأة" و كما أعترف "نوع من الخضوع من المرأة للرجل".

      المهم أنه طبقا للتفاسير المعاصرة (و التى تخفف الكنيسة من حدة أخطاء الكتاب المقدس بها) تعترف أن موضوع آلام الولادة هو "تأديب" للمرأة. فحتى هذا بعيد كل البعد عن عظمة الإسلام و تكريمه للمرأة فى تلك الجزئية.

      هذا رأى التفاسير الحديثة المعاصرة, فكيف فسرت و طبقت الكنيسة تلك الأسفار فى الماضى؟؟

      حتى القرن التاسع العاشر, كان القساوسة يحرمون إستخدام النساء للمسكنات أثناء الولادة. إذ كانوا يرون أن تقليل ألم الولادة هو إنتهاك صارخ لمشيئة الرب يسوع فى عقاب المرأة كما جاء فى سفر التكوين 3.

      و لم يسمح بإستخدام المسكنات أثناء الولادة, إلا بعد أن أمرت بذلك الملكة فيكتوريا, عندما لم تتحمل آلام ولادتها الشخصية.

      و فى هذا الموضوع يقول الفيلسوف برتراند روسل Bertrand Russell الحاصل على جائزة نوبل للأدب سنة 1950:

      "حدث واحد منطقى هو الذى جعل تقليل الألم البشري ممكنا, ألا و هو إكتشاف المسكنات anaesthetics. و العالم سيمبسون فى 1847 دعى مباشرة لإستخدامها فى الولادة. و لكن رجال الدين ردوا مباشرة بقول الرب فى سفر التكوين 3 أن المرأة يجب أن تلد بالألم.

      يرى رجال الدين أن المرأة هى ماكينة لإنتاج الأطفال لزيادة عدد أبناء ملتهم.

      إن رجال الدين يرفضون التحكم فى عملية الولادة و لكن لا أحد منهم يرفض قسوة الزوج الذى يتسبب فى موت زوجته فى حالة عدم تحملها أعراض الحمل و الولادة.

      إنى أعرف رجل دين مشهور كان لزوجته 9 أطفال فى 9 سنوات. و أخبره الأطباء أنها لو حملت مرة أخرى ستموت. و بعد عام حملت مرة أخرى و ماتت و لم ينتقد أحد هذا.

      فى القرن الثانى قالت القديس كليمنت فى الإسكندرية
      St. Clement of Alexandria
      "كل امرأة يجب أن تشعر بالخزى لأنها امرأة"

      -------

      عندما اكتشف العالم سيمبسون الكلوروفورم فى أوائل القرن التاسع عشر و دعا إلى إستخدامه فى حالات الولادة الحرجة, ثارت الكنيسة آنذاك.
      إن الولادة و الموت كانوا مرتبطين بعضهما ببعض حتى القرن السادس عشر و السابع عشر. فقد كان يتم إحراق أى زوجة يشك فى أنها استخدمت أى مزيب للألم أثناء ولادتها.

      المصادر:

      http://www.omtemplenj.org/Woman%20in%20Bible.htm

      http://planetpreterist.com/news-5595.html

      http://www.mja.com.au/public/issues/...c11139_fm.html


      الموضوع مازال بحاجة إلى ترجمة المزيد من المواد و هو ما أعدكم به.

      تعليق

      • heureuse05
        0- عضو حديث
        • 22 مار, 2009
        • 3
        • سكرتيرة
        • الاسلام

        #18
        موضوع رائع و تحليل منطقي
        جزاك الله خيرا

        تعليق

        • أمة الرحمن
          2- عضو مشارك
          • 11 فبر, 2009
          • 191
          • طالبة
          • مسلم

          #19
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تأكيدا ودعما لما جاء به أخي الفاضل Ahmed_Negm

          هذا من بين أجمل ما قرأت عن مقارنة الأديان ودائمة الكفة الراجحة تكون للإسلام دين الحق و فطرة بني الإنسان.. بارك الله فيك أخي وجعله بميزان حسناتك

          والصراحة نقط هامة تحتاج كلها لتعليق لذلك مشاركتي طويلة إنما مفيدة بمشيئة الله:

          سأبدأ من حيث تعذيب النفس:
          أتذكر أني أول ما قرأت من أفكار بالمسيحية من بعد التثليث و الألوهية.. كانت الجملة التالية : ( إذا لطمك أحد على خدك الأيمن فيجب أن تدري له خدك الأيسر) وهنا فقط أحسست بما كان الأوربيون يحسون عندما تمردوا على الكنيسة وأعلنوا النهضة ( وطبعا بعد أن ترجمة الكتب العلمية الإسلامية وسلوا التاريخ وسلوهم) إنه فعلا تمرد على قلة العقل تمرد على الذل والمهانة وتحقير النفس.
          وأتذكر وأنا صغيرة أن أول آية استوقفتني بسورة البقرة كانت الآية 30 .. وبعد أن منَّ الله علينا بالنضج قررت أن أجوب في رحاب القرآن والسنة ونظام الكون ككل لأبحث عن أسرار الآية الكريمة وهذا كان بحثي المتواضع الذي هداني الله إليه من بعد جهلي وبحمده وشكره:

          هل الإنسان المكرم بالعقل يحتاج لتعديب نفسه؟


          سندقق بمضمون الآية 30 من سورة البقرة ككل، لاستنتاج مضمونها ورسالتها لبني الإنس الخليفة، ليعيها ويفهمها ويحققها وفق ما نص عليه الرحمان الرحيم.
          فإذا إذا تعمقنا في مضمون الآية الكريمة من سورة البقرة

          (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)30(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)31(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)32(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)33(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَوَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)34(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)35(فَأَزَلَّهُمَاالشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)36(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)37

          نستنتج من الآية بعد تفصيلها:

          (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
          أن مضمونها: نهضة ــ والنهضة لا تكون إلا بإمام حاكم ــ وداك معنى كلمة خليفة
          خليفة يعني إمام وهدا ما يطابق التعريف بالخلافة (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) والإمام من الإمامة أي الإمارة أي أميرا عليهم
          تقول الملائكة حين ذكر لهم الرحمان أنه سيجعل في الأرض خليفة،( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) ولن نجد تعليلا على ما قصدته الملائكة أجمل مما جاء في سورة النمل الآية 34 فلطالما وقفت عندها منبهرة، حيث قال تعالى وأكد ما قالته ملكة سبأ بلقيس عن الأمراء والملوك الحكام،
          ( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) 34،
          سورة النمل الآية 34،
          والملك أي الحاكم
          قال ابن عباس في تفسير الآية: أي إذا دخلوا بلداً عنوة أفسدوه أي خربوه، {وجعلوا أعزة أهلها أذلة} أي وقصدوا من فيها من الولاة والجنود فأهانوهم غاية، الهوان إما بالقتل أو بالأسر
          قال ابن عباس، قالت بلقيس:
          {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة
          قال الرب عزَّ وجلَّ: {وكذلك يفعلون}، مؤكدا لما جاء على لسان بلقيس.
          ( وهذا بالضبط ما يفعله الرهبان .. إنما يريدون السلطة في البلاد يحكمون فيها وفق تحريفات هواهم لذل الإنسان الذي كرمه الله.. وتحريم العلم دون منهاج شرعي .. ولهذا تمرد الغرب على الكنائس ليصنع النهضة المعلوم منبعها)
          وهنا نرجع لاعتراض الملائكة بالآية الكريمة، فاعتراضهم يدل على أن الله هو العدل وهو الحاكم فإذا تولى هدا غيره عز وجل "أي الحكم في الأض" فلن يكون هناك عدل بل سيكون هناك فساد وسفك دماء، فأجابهم الرحمان تعليلا على جهلهم للغيب،( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وبعدها يأتي القرآن بتكملت الآية ليجيب جهل الملائكة، قائلا الله عز وجل فيها:
          ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)31، ( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)32( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)33
          وهنا يتراءى لنا ثلاث دلائل وعلامات:
          العلامة الأولى:
          أن هدا الخليفة الحاكم ليس حر نفسه يتركه الرحمان يحكم على هواه وهو الذي خلقه واصطفاه له، بل علمه الله سبحانه وتعالى من علمه وهنا تتجلى لنا الهداية لبني الإنس أيأن الله سيجعل له منهاجا ينتظم عليه وشريعة فيها عدل الله وقضاؤه وحكمهيحكم بها هدا الخليفة في الأرض (بمنهج الشريعة الإسلامية)، وهدا ما كانت تجهله الملائكة من غيب، أي أن الله لن يخلق هدا البشر عبثا ويتركه، إنما يهديه ويعلمه ويصطنعه لنفسه الرحمان الرحيم يحكم وفق منهاجه وشريعته الغراء حتى لا يفسد ويسفك الدماء كما جاء على ذكر لسان الملائكة, والتي جاء اعترافها واعتذارها لجهلها عندما طلب الرحمان منها أن تنبئه بالأسماء قائلتا : ( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)32، والله يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء وهو العليم الخبيرعالم الغيب والشهادة مالك الملك.
          العلامة الثانية:
          جاء قول الله لآدم بالتنبيىء بالأسماء على صيغة أمر، ( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ)
          وهنا دليل واضح على أن الخليفة الإنسان الحاكم في الأرض يجب أن يمشي بعد تعلمه وفق ما أمره الله سبحانه وتعالى الذي جعل الأرض مسؤوليته وأمانة في عنقه، يأمر بما أمر الله وينهى عما نهى عنه دون أن يخرج عن شريعة الله الحكيمة, ويجعل وفق أحكامها نهضة بالإصلاح والإعمار، وكلٌ يُخضع لمقاييسها، لأنها ذو مصدر رباني عليم خبير ولا تشوب شريعته شائبة، وهو الخالق العظيم.
          العلامة الثالثة:
          قوله سبحانه وتعالى( فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)33، ومعناه أن الرحمان هو الذي يحيط بكل شيء علما وهو الخبير العليم عالم الغيب والشهادة وهو مالك السماوات والأرض والكون بأسره، وأن الحكم له، جاعلا بدلك الإنسان عبدا له خليفة في الأرض حاكما نعم، إنما يحكم بما أمر الله سبحانه وتعالى وليس وفق هواه لدلك سماه الرحمان بالخليفة

          قال تعالى:

          ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْعَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)70
          سورة الإسراء

          { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } أي لقد شرفنا ذرية آدم على جميع المخلوقات بالعقل، والعلم، والنطق، وتسخير جميع ما في الكون لهم {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي وحملناهم على ظهور الدواب والسفن {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} أي من لذيذ المطاعم والمشارب، {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} أي وفضلناهم على جميع من خلقنا من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات من الجن والبهائم والدواب والوحش والطير وغير ذلك.
          فهل يكون الإنسان المكرم مهانا منذل كما تصوره المسيحية وهو الذي سخر له عز وجل الكون بأسره ليسخر الإنسان نفسه لربه ويحكم في الأرض بمنهاج رباني)
          الخلافة شأن كبير وعظيم جدا ونحن لا نعي أي تكريم وشأن هدا الذي وهبنا الله جل ثناؤه وأي كنز اصطفاه الرحمان لبني آدم، فاعتراض الملائكة بقولها (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) فيها بيان لقيمة الخلافة العظمى التي منحها الله لمخلوقه الإنسان بتكوينه الدي يناسب تنظيم هدا الكون، فحين أدركت الملائكة بأن العلم عند الله، وأن آدم خلق الرحمان وعبده خليفة في الأرض، طلب منهم أن يسجدوا له بصيغة التحية والتكريم قائلا جل ثناؤه: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)34،

          (لماذا رفض إبليس الامتثال لأوامر الله ولماذا إبليس يكره الإنسان .. ففي الإسلام جواب فعلي منطقي علمي لهذا السؤال وفي المسيحية روايات من نسج الخيال )

          رفض ابليس أن يمتثل لأمر الله، هل يتراءى لكم المعنى، يا أبناء أمتي إن الله منّ الله علينا بهدا التكريم الدي أدى إلى عصيان الشيطان الرجيم غرورا واستكبارا مستخفا بآدم. قال تعالى حاكيا عنه أنه قال:
          ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)75( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)76( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)77( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)78( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)79( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ)80( إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)81( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)82( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)83(قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)84( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ)85
          سورة ص

          ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْلآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)61 ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً)62( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً)63( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِوَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)64( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)65
          سورة الإسراء

          ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)11(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)12( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَافَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)13( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)14( قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ)15( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)16( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)17( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماًمَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)18
          سورة الأعراف
          وهدا فيما معناه ان ابليس كان يود أن يكون مكان آدم في هدا التكريم العظيم الذي يعيه إبليس وعصى لأجله( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)76بينما يستهثر به الكثير منا ولا يعيه والله يقول في سورة الإسراء(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )(وَفَضَّلْنَاهُمْعَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً). ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ) إن إبليس لم يكفر بوجود الرحمان ولم يشرك معه الرسل أو الأصنام او خلقا من خلق الله, ككثير من بني الإنس المكرم من الله في هدا العالم، إنما كفر إبليس لأنه لم يمتثل لأمر الله وعصاه دلك بأن الرحمان فضَّل آدم عليه(وكان من الكافرين)، فإبليس كان يعلم قيمة هدا التكريم الإلهي لبني آدم، لتكوين هدا الأخير الذي يتماشى مع ما خلقه الرحمان بالكون تسخيرا له ليكون بالتالي له العزيز الحكيم، ولأن الله جعل فيه التأهيل ليقود هته المهمة وهدا المشوار. فعصيان إبليس أدى به على الخروج من الجنة قوله تعالى ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)13، وردَّ الشيطان فقال كما أورد الله عز وجل مما دار بينه الرحمان من حوار وبين إبليس اللعين ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )14( قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ)15(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)16( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) 17( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)18، فجاء كل هدا العصيان، حاسدا إيانا من إبليس على هدا التكريم الدي وهبه الله لنا، وواعدا بأنه سيقدر على غواية الإنسان ويثبت للقهار العظيم، أن آدم ليس الخلق المناسب في المكان المناسب، أفيرضيكم هدا... عجبا، نعصى الذي وهبنا النعم وكرمنا في أرضه ونتبع من يُكِنُّ لنا العداوة والبغضاء وهو إبليس عدو الرحمان في عصيانه قبل أن يكون عدو بني آدم في حسده لهم، بل العجب تفوه به هو نفسه إبليس اللعين إذ قال" عجبت لبني آدم ! يحبون الله ويعصونه ويبغضونني ويطيعونني"

          يبدأ بأول غواية له وكانت لآدم وحواء، فعصيا أمر ربهم فأخرجهم من النعيم لولا رحمته الواسعة عز وجل في مغفرته، قال تعالى

          في سورة البقرة:
          ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)35( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)36( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)37

          فبسبب غواية الشيطان لآدم وحواء عن أمر الله، أُخرجا من نعيمعهما وهبطا، وأُخْرِجَ إبليس، وهبطوا جميعا إلى الأرض، حيث يكون الصراع ما بين الشر والخير، لتتبين لنا يا أمتي شدة عداوة إبليس لنا، ولتتبين لنا شدة حسده والتفنن في إهلاكنا ونحن نسمح له بأن يجرنا كالبهائم ويعدنا الوعد الغرور، ونحن الخلق المكرم من الخالق العظيم، وأصحاب الرسالة في الأرض. يعد ابليس ويتوعد ويتجند لتنفيد وعده في إهلاكنا وإثبات عدم صلاحيتنا في الإستخلاف في الأرض، كما بين الله عز وجل في عدة آيات من القرآن الكريم:
          ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)82( إِلَّاعِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)83
          سورة ص
          ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً)62
          ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْوَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)64
          سورة الإسراء
          ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)16( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
          سورة الأعراف

          ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)268
          سورة البقرة

          تحايل وغواية ووعد الغرور وتجنيد متوحش من ابليس لبني الإنسان، ليصده عن طاعة الله ويصد عن الدعوة إليه، مزينا له الدنيا ومغريه بها، ليجعلها مبلغ هم هدا الخليفة وأقصى طموحه، مغريه بالحرام وبالتلذذ به والفساد في الأرض منسيه سر وجوده ومسؤولية استخلافه وأنه سيبعث يوم القيامة ليسأل عن الأمانة التي وكلت له، فأما الغافل العاصي عن أمر ربه فهو دائم الإنحناء للشيطان يجره كالحيوان، فيتبعه ليقع فريسة لوعوده الكاذبة المزيفة، وهو يوم القيامة متبرئ منهم وبمن اتبعه. قوله تعالى على لسان ابليس لعنة الله عليه يوم القيامة:
          ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّوَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِيفَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)22( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ)23
          سورة ابراهيم
          والآن ننتقل إلى لب الموضوع الأساسي وهو تعديب النفس .. رأينا بالأية الكريمة 30 من سورة البقرة أن آدم استسلم لغواية الشيطان فأكل من الشجرة فهل قام بتعديب نفسه ؟؟؟ إنها لآية عظيمة فعلا ... بل آدم أعطانا الله من خلاله درسا بأن الله هو الغفور الرحيم إذ غفر لآدم بقوله عز وجل:
          ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)37

          نعم، يا إخوتي قد يصيبنا مس إبليس، لكن لا نركن له بل نستغفر الله ونتوب ونستعيذ بالله منه ونمضي في تحقيق رسالة الرحمان الإستخلافة على أرضه، لأن إبليس ماله من سلطة علينا وفينا آلية عقل كرمنا الرحمان بها نفرق بها بين الحق والباطل، وبالإيمان والتقوى والتزام كتاب الله والإخلاص له، فحينها لا سبيل للشيطان لنا قوله تعالى:
          (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)82(إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)83
          سورة ص
          ( إِنَّ عِبَادِيلَيْسَلَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)65
          سورة الإسراء
          ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)268
          سورة البقرة

          ولادة الأم تعذيب أم تكريم ما بين خيال المسيحية وفطرة الإسلام:

          أستهلها بقوله تعالى تكريما وتعظيما للوالدين مبالأخص الأم الكريمة فقال عز وجل:

          (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَافَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَاوَقُلْ لَهُمَا قَوْلًاكَرِيمًا (23) وَاخْفِضْلَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَالرَّحْمَةِوَقُلْ رَبِّارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
          سورة الإسراء
          في سورة الأحقاف ( ووصيناالإنسان بوالديه إحسانا) وفي سورة النساء(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاوبالوالدين إحسانا) صدق الله العظيم ..

          وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ
          وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
          سورة لقمان

          بل انظر إلى رحمة ربنا العلي القدير الذي يوصي الابن بالرفق بوالديه ويذكره بأمه التي حملته فاهتمت به ووجعها أثناء الولادة ما زادها إلا حبا بابنها .. يذكره الله عز وجل الإبن بما قدمته أمه ويوصيه بالرفق بها وحسن معاملتها ( فكيف تقول المسيحية أن الله يعدب الانثى .. فلما عندما تلد الأم تحب ولدها بينما الله جعلها تتعدب عقابا لها فإذا كان هذا هو المنطق لكانت الأم كارهة لإبنها لأنه ثمرة عقاب من الله ... فبينما فطرة المرأة على عكس هذا فأي دين هذا الذي لا يطابق الفطرة) الله عز وجل أوصى الإنسان بوالديه بالكتاب والسنة النبوية الشريفة... بلحتى لو كانا مشركين فلم يقل عز وجل للابن اقتلهما إنما قال له عز وجل وأمره بأن يطيعهما في ما أمر الله وأن يعاشرهما بالمعروف
          بالنسبة للمسكنات أثناء الولادة ما بين المسيحية والإسلام:
          أما وأن المسيحية تكفر العلم والتطور فيه فهذا بديهي لنراها تكفر التطور العلمي بالطب زعما بها بأن المرأة تستحق العذاب عقابا لها .... إلا أن أكثر النساء استعمالا للمسكنات أثناء الولادة هن نساء الغرب من المسيحيات فلسن ملزمن بتطبيق أحكام تعاكس فطرتهن بل يشجعن البحث العلمي ومن هنا كان عليهن معرفة حقيقة دينهن .. وندعو الله لهن بالهداية.
          أما وأن الإسلام ينظر إلى أن العلم هو عبادة وسبيل في عمارة الأرض من جهة وتزكية النفس من جهة أخرى, لما يزيد من إيماننا بعظمة الله في إعجازه الخلقي للكون ومن فيه, وهو أيضا السبيل ليعم الإسلام هدا الدين الحق للبشرية أجمعين.

          (فَبَشِّرْ عِبَادِ)17( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُوَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)18.
          سورة الزمر

          فمن البديهي أن يشرع هذا الدين العظيم استخدام هته المسكنات شريطة أن لا تكون مضرة للمرأة على مستواها الصحي.. وكل علم يخضع لمقاييس أحكام الإسلام ليصلح استعماله في المنفعة بغير مضرة.. لتكون رحمة من الله لعبد الإنسان.. إذ وصاه بالعلم فعلمه وهداه .. لأن بالعلم يحقق الإنسان لنفسه حياة رفاهية ومعيشة حسنة شكرا لله وحمدا .. فكان العلم من أسس الإسلام.
          ولهذا انبهر الأوربيون بحضارة المسلمين بالأندلس من خلال أحكام الإسلام الحكيمة ومن خلال علمائنا المسلمين بالأندلس التي خضعت كتبهم بعد سقوط الأندلس إلى الترجمة ومن هنا نهضت أوربا .. ودعت إلى زرع المستشرقين لدس سموم بالإسلام تشويها لهذا الدين الحنيف وما انتصروا ..و إلا أن اوروبا والعالم أخد أشياء وتجاهل أشياء فأصبح طريقه إلى زوال.
          وتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.


          تعليق

          • أمة الرحمن
            2- عضو مشارك
            • 11 فبر, 2009
            • 191
            • طالبة
            • مسلم

            #20
            وإذا كانت الأنثى بالمسيحية إنسان مهان يحتاج إلى عقاب .... فبسورة مريم بالقرآن الكريم تجلت الرحمة والرأفة بالأنثى .. في لحظة ولادة سيدتنا مريم عليها السلام لسيدنا عيسى نبي الله وعبده.. يقول عز وجل:

            ( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا)

            صدق الله العظيم

            تعليق

            • Ahmed_Negm
              5- عضو مجتهد
              • 14 أغس, 2007
              • 889

              #21
              جزاكى الله خيرا أختنا heureuse.

              أختنا أمة الرحمة, جزاكى الله كل خير على المعلومات القيمة.

              فهل يكون الإنسان المكرم مهانا منذل كما تصوره المسيحية وهو الذي سخر له عز وجل الكون بأسره ليسخر الإنسان نفسه لربه ويحكم في الأرض بمنهاج رباني)
              الخلافة شأن كبير وعظيم جدا ونحن لا نعي أي تكريم وشأن هدا الذي وهبنا الله جل ثناؤه وأي كنز اصطفاه الرحمان لبني آدم، فاعتراض الملائكة بقولها (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) فيها بيان لقيمة الخلافة العظمى التي منحها الله لمخلوقه الإنسان بتكوينه الدي يناسب تنظيم هدا الكون، فحين أدركت الملائكة بأن العلم عند الله، وأن آدم خلق الرحمان وعبده خليفة في الأرض، طلب منهم أن يسجدوا له بصيغة التحية والتكريم قائلا جل ثناؤه: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)34،


              نقطة جيدة حقا, فنزول آدم و حواء عليهم السلام للأرض بعد أن أكلا من الشجرة المحرمة, لم يكن "عقاب" بقدر ما هو مسئولية كبيرة جدا حملها آدم بأمر من الله, ألا و هى الخلافة و مسئولية تعمير الأرض و العمل. و هذا ما جعل إبليس يغار على آدم.

              وإذا كانت الأنثى بالمسيحية إنسان مهان يحتاج إلى عقاب .... فبسورة مريم بالقرآن الكريم تجلت الرحمة والرأفة بالأنثى .. في لحظة ولادة سيدتنا مريم عليها السلام لسيدنا عيسى نبي الله وعبده.. يقول عز وجل:

              ( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا)

              صدق الله العظيم


              نقطة جيدة ايضا, لم تخطر لى على بال, و هى أن الله قد طلب من السيدة مريم عليها السلام أن تأكل البلح لكيى تقوى و تتحمل آلام الولادة, أى أن الله لا يمانع من استعمال المرأة أى أنواع العقاقير الطبية لتخفيف هذا الألم و تحمله.

              بل إن الله أمرنا ببر الوالدين و خاصة الأم كما أشرنا سابقا لأنها تحملت من أجلنا هذا العذاب لكيى نجىء إلى الدنيا. و بالتالى فإن هذا الألم هو ما جعل العلاقة بين الأم و أبناءها من أقوى العلاقات الإنسانية. و هو ما يجعلنا مدينين لأمهاتنا مهما فعلنا. يقول الله تعالى:

              وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {46/15}

              أما النصرانية المحرفة فتهتم بالأب أكثر من الأم و لا تعطى أى إهتمام لفضل الأم:

              1 الابْنُ الْحَكِيمُ يَقْبَلُ تَأْدِيبَ أَبِيهِ، أَمَّا الْمُسْتَهْزِيءُ فَلاَ يَسْتَمِعُ لِلانْتِهَارِ.
              ﺃﻣﺜﺎﻝ 13:1 (Arabic Life Application Bible)



              و يسوع نفسه إعترض على أن يكون لأمه أى فضل عليه:

              27 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ صَوْتَهَا قَائِلَةً لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ، وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا
              28 إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».

              ﻟﻮﻗﺎ 11:27-28 (Arabic Life Application Bible)


              و لم يكن يحترمها أصلا:

              فَلَمَّا نَفِدَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ!»
              4 فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَاامْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ
              إنجيل يوحنا - الإصحاح 2 - الأسفار من 3-4



              تعليق

              • أمة الرحمن
                2- عضو مشارك
                • 11 فبر, 2009
                • 191
                • طالبة
                • مسلم

                #22
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزانا الله وإياك أخي الفاضل بالخير إن شاء الله
                وللإضافة:

                فقد أثبت العلم الحديث ما جاء بالآية الكريمة من سورة مريم.. فأثبت علماء الطب أن ثمار النخل تسهل عملية الولادة عند المرأة لِما فيها من مواد مقوية للجسم
                بل في بعض مستشفيات العاصمة الفرنسية صاروا يقدمون هته الثمار كوجبات أساسية للمرأة المقبلة على الولادة للفائدة الصحية ينسبون ذلك لإكتشافات المسلمين إنما هو من لدن خبير عليم.
                وبالتالي إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
                والحمدلله رب العالمين

                تعليق

                • Ahmed_Negm
                  5- عضو مجتهد
                  • 14 أغس, 2007
                  • 889

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة أمة الرحمن
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  جزانا الله وإياك أخي الفاضل بالخير إن شاء الله
                  وللإضافة:

                  فقد أثبت العلم الحديث ما جاء بالآية الكريمة من سورة مريم.. فأثبت علماء الطب أن ثمار النخل تسهل عملية الولادة عند المرأة لِما فيها من مواد مقوية للجسم
                  بل في بعض مستشفيات العاصمة الفرنسية صاروا يقدمون هته الثمار كوجبات أساسية للمرأة المقبلة على الولادة للفائدة الصحية ينسبون ذلك لإكتشافات المسلمين إنما هو من لدن خبير عليم.
                  وبالتالي إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
                  والحمدلله رب العالمين
                  جزاكى الله خيرا, أختنا الكريمة. دائما معكى الجديد.


                  البلح يخفف آلام الولادة ويزيد حركة الجنين


                  منذ أكثر من 14 قرنا ، حدثنا القرآن الكريم عن فوائد البلح للسيد الحامل ، وقدرته على تخفيف ألام الوضع فقد قال تعالى مخاطباً السيدة مريم : " وهزى إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا ، فكلى واشربى وقرى عينا" الأيتان 24 ، 25 من سورة مريم . وها هو العلم الحديث يثبت هذه الحقيقة العلمية ويعترف بالإعجاز العلمى للقرآن الكريم ، فقد أشارت الدراسات الطبية إلى أن البلح يحتوى على مواد وعناصر ذات تأثير مهدئ ومخفف للآلام .. ومنها مادة " الأركوميترين" المسئولة عن تنشيط هرمونات السعادة والهدوء ، وأضافت الأبحاث أن هذه العناصر تنتقل من الأم الحامل إلى جنينها من خلال الحبل السرى ، وبالتالى فإن الطفل يولد بصحة نفسية جيدة ، ويتمتع بالهدوء والاستقرار ، وتستمر معه هذه الحالة طوال العمر ، أى أنه يعد حماية طبيعية ضد مرض الاكتئاب . ويوضح الدكتور مصطفى نيازى أستاذ أمراض النساء والتوليد أن البلح يعد من الهرومونات الطبيعية وله نفس تأثير الأدوية المهدئة ، كما أنه مقو عام للجسم ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنه مهدئ طبيعى للجنين داخل الرحم ، لأنه يحسن الحالة المزاجية للأم ، ويقلل من إفراز الهرمونات العصبية مثل هرمون " الإدرينالين " وكل ذلك يحقق المصلحة والفائدة للجنين . ويشير الدكتور أسامة صلاح أستاذ النساء والتوليد إلى أن البلح مفيد للسيدة بعد الولادة ، لأنه ينشط إفراز هرمون " الأوكسيدوسين " الذى تفرزه الغده النخامية ، وهذا الهرمون يمنع انقباض الرحم بعنف بعد الولادة ، وبالتالى يقلل من مخاطر التعرض للنزيف ويساعد على عودة الرحم إلى مكانه الطبيعى ، وأثناء الحمل فإن البلح ينعش ، الجنين ويجعله ينشط ويتحرك كثيراً مما يزيده قوة وذلك نظراً لاحتواءه على المواد السكرية ، ولكن على الأم الحامل التى تعانى من مرض السكر سواء الوراثى أو المكتسب أن تمتنع عن تناول البلح أثناء الحمل .




                  المقال كامل:

                  تعليق

                  • Ahmed_Negm
                    5- عضو مجتهد
                    • 14 أغس, 2007
                    • 889

                    #24
                    نستكمل بإذن الله:

                    البابا شنودة نفسه يؤمن بتعذيب النفس, و كان يعذب نفسه أيام الصحة و الشباب فى تلاعب خطير بنعمة صحة البدن التى من الله علينا بها:

                    والمعروف أن مرض البابا شنودة يرجع إلى سنوات رهبنته في دير السريان خلال الفترة من عام 1954 إلى 1961، بسبب إصراره على العزلة وإقامته في مغارة ضيقة خارج الدير والنوم على الزلط والرمل، بالإضافة إلى تأدية تدريبات قاسية للسجود أثناء الصلاة.

                    وسبق له أن سافر لألمانيا عام 2003 لعلاج فقرات العمود الفقري، إلا أنه رفض آنذاك إجراء أية عملية جراحية، مفضلاً الخضوع للعلاج الطبيعي بسبب تقدمه في السن.

                    المصدر: دنيا الوطن - بتاريخ 22-2-2009

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
                    ردود 0
                    5 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
                    ردود 3
                    10 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ يوم مضى
                    ردود 0
                    5 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                    رد 1
                    10 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                    ردود 0
                    5 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    يعمل...