تطور علم التنقيب عن الاثار في الفترة الاخيرة تطورا رهيبا
وحدثت طفرة كبيرة منذ الثمانينات
و تم رصد العديد من الادلة الاركيولوجية عل الممالك الموجودة في المنطقة الواقعة في العراق و الشام و مصر
والآن نملك تاريخا مفصلا مدعما بالوثائق على وجود الممالك الكبرى و تطورها و علاقاتها و مراسالاتها بين بعضها و الحروب و معاهدات الصلح
في خضم هذه الاحداث تخبرنا التوراة و القرآن بوجود ملك عظيم
لم تشهد له الارض مثيلا اسمه سليمان بن داوود دانت له الممالك و بنت له الجن المنشآت الاعجازية التى لا يستطيع ان يبنيها بشر
وانا الان سوف اناقش مدى تاريخية وجود سليمان طبقا لهذه النقاط
1) الاثار العظيمة المتبقية
فجميع الحضارات الكبرى قد ابقت اثارا و معابد ومنشآت في جميع دول العالم بينما لا يوجد حتى قطعة فخار تشير الى عصر هذا الملك العظيم فهل تم تدمير كل الاثار التى تركها بعد موته
ساتعرض لهذه النقطة بالتفصيل
[2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة
بمعنى اننا نجد في اي عصر مثلا عصرنا الحالى مراسلات بين الدول موثقة و بالتأكيد كلما كانت الدولة كبرى و مؤثرة في المنطقة كان ذكرها اكثر مع الممالك فمقارنة بالولايات المتحدة الان هل يمكن ان تكون الولايات المتحدة دولة عظمى و لايوجد معها مراسلات او معاملات اقتصادية او معاهدات مع بقية الدول
ان عظمة الدولة بالتأكيد تنعكس على علاقتها بمن حولها ومدى تاثيرها في مجريات الامور في المنطقة فهل تأمرت كل دول العالم على محو مراسلاتها مع سليمان بالذات
وسنتعرض ايضا لهذه النقطة بالتفصيل
3)تاريخية مملكة سبأ و الملكة بلقيس
فهذه هي المملكة الوحيدة التى يذكر لنا القرآن تعامل سليمان معها
فهل فعلا كانت هناك اسمها سبأ كموجودة في هذا العصر
وماهو تاريخ مملكة سبأ وهل يتقاطع مع حكم الملك سليمان
وسنصل الى هذه النقطة في نهاية الموضوع
الآن سوف اعرض الايات و الاحاديث الصحيحة التى تتكلم عن عظمة ملك سليمان
لتكون حكما بيننا على مصداقية البحث
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ 35
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ36
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ37
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ38
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ39 ص
كما نرى ملك لا يتكرر لاحد بعده
ارض تسرح فيها الرياح
عمال من الجن للبناء و الغوص
ووصفه بالنهاية انه بغير حساب
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن سليمان عليه السلام سأل الله تعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فنحن نرجو أن يكون الله عز وجل قد أعطانا إياها " وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي
وهكذا يتضح لنا مدى اتساع ملك سليمان ومدى تفرد عماله باشياء لا يمكن تكرارها في زمانه وعلى هذا الاساس سنستعرض النقاط الثلاث بالتفصيل تباعا
الاثار العظيمة المتبقية
لكى نجاوب على هذا السؤال ينبغى ان نعلم متى عاش الملك سليمان
بدأت فكرة التنقيب اساسا من اجل هدف دينى بحت وهو اثبات ما جاء في الكتاب المقدس وذلك في عهد الملكة فيكتوريا
وقد اصاب الحماس الجميع عندما وجدت بعثة ارسلت الى العراق
في اثر للدولة الاشورية يدعى المسلة السوداء للملك شلمنصر الثالث 859-824 ق.م
يتكلم عن اخضاعه للملك ياهو بن عمري وعمري هذا هو احد ملوك اسرائيل وهو العاشر في سلسلة ملوك السامرة
والملك عمري هو اول ملوك السامرة الذى يوجد له تاريخ موثق وهو مؤسس مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرة بنيت عام 880 ق.م وكان شعار هذه الدولة العجل الذهبى المقدس
وهذه الدولة موصوفة في التوراة و في النصوص الاشورية على حد سواء
من هذه النقطة ننطلق الى معرفة وجود مملكة سليمان
حيث قبل هذا التاريخ لا يوجد اى ذكر لتاريخ مملكة اسرائيل
ولذلك نعتمد فقط على التوراة التى تعطى النسب السابق للملك عمرى
وطبقا لهذه الحسابات
فأن سليمان عاش في القرن العاشر قبل الميلاد و توفى في عام 931 ق.م وفقا للتوراة
تزعم التوراة ان المملكة كانت في عهد سليمان مملكة موحدة ثم انفصلت بعد وفاته الى مملكتين
هما مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرةو مملكة يهوذا وعاصمتها اورشليم
تاريخيا ظهرت السامرة قبل يهوذا بعد السامرة بحولى القرن
الآن يمكننا ان نتخيل الصورة للتاريخ المكتوب في التوراة و الواقع
والآن يمكننا ان تسأل ماهى الاثار التى وجدت في القرن العاشر قبل الميلاد
في اورشليم او القدس التى بنى بها سليمان هيكله المزعوم و الذى صلى اليه المسلمون كاولى القبلتين
وماهى الاثار التى وجدت في الحضارات المجاورة
بالنسبة لاورشليم في القرن العاشر قبل الميلاد
يفاجئنا علم الآثار بمفاجأة من العيار الثقيل فأورشليم في هذا العصر كانت مدينة صغيرة جدا و لا ذكر لها و مساحتها لا تتعدى 4-5 هكتارات وهي بذلك قرية مسورة لا عاصمة مملكة كبرى شيدتها الجن
وهذه المساحة لا تستوعب اكثر من الفى مواطن !!!
فكيف لعاصمة ليس بها الا الفى مواطن ان تكون نواة للملكة كبرى وبها مساكن للجند و القادة و الامراء فضلا عن قصر الحكم
ويقول عالم الاثار الاسرائيلى ب.مازار "اننا لم نعثر الا على القليل جدا من اللقى الاثرية تعود الى الفرن العاشر قبل الميلاد في اورشليم و يصفها بالمتواضعة جدا اذا ما قورنت بالحضارات المحيطة مثل الحضارة الارامية و الفينيقية و المصرية و الحثية و البابلية"
هذا يعنى ان مساحة اورشليم العاصمة كانت اقل من المدن الفلسطينية الكبرى مثل حاصور في الجليل ومجدو في وادى يزرعيل بنسيبة واحد الى عشرة
بينما المقارنة مع مدن مثل بابل او نينوى العواصم الحقيقية لامبرطوريات اثرت و تاثرت في المنطقة يجعل الامر مضحكا
فمساحة القصر الملكى فقط فى هذه العواصم كان يفوق مساحة عاصمة المملكة الكبرى التى لم يشهد لها التاريخ سلبقا او لاحقا
واختم هذه النقطة بقول المؤرخ التوراتى تومبسون في كتابه "the bible history"
خلال القرن العاشر قبل الميلاد لم تكن مرتفعات يهوذا تحتوى الا على عدد ضئيل من السكان لا يتجاوز الالفى تسمة موزعة على بضع عشرات من التجمعات القروية الصغيرة التى تعيش على زراعات الكفاف اضافة الى فعالية ضعيفة في مجال الرعى و الاحتطاب"
هذا هو الوضع للعاصمة الكبرى في هذا الوقت فهل كانت احوال الدول المجاورة كذلك ؟
بالنسبة للدول المجاورة في القرن العاشر قبل الميلاد
في نفس الفترة ازدهرت حضارات على حوض الفرات الاوسط و الخابور الاسفل عدد من الممالك الارامية القوية وعثر في هذه المواقع على دلائل اركيولوجية واضحة
مثل مملكة بيت لاقى و بيت بحيانى بين عدينى
بالرغم من ان هذه الممالك لم تكن في عظمة الاشوريين الذين اسسوا فعلا مملكة او امبراطورية كبرى كانت موجودة خلال نفس الفترة الزمنية و استمرت الى بعد ذلك لكثير
وتحتوى وثائق موجودة الآن اسماء هذه الملوك
وظهرت ايضا الثقافة الفينيقية على شاطئ المتوسط
وكانت مملكة امورو و عاصمتها سيميرا التى تم اكتشافها مؤخرا بجانب حمص
اما بمصر
فكان الفرعون سيامون اخر فراعنة الاسرة 21
ثم الفرعون شيشق اول الاسرة 22
كل هذه الحضارات يوجد اثار واضحة لها واحداث مسجلة و معابد و بيوت و ادوات تملأ متاحف العالم
و مساحات عواصمها كلها كانت كبيرة جدا
فلماذا فى وسط هذه اللممالك كلها اختفت فقط اثار و عاصمة سليمان
لماذا فقط من ضمن حضارات القرن العاشر قبل الميلاد لم تختف الا الدلائل الاساسية على وجود هذا الملك
هل هناك مؤامرة تاريخية مدبرة ضده ؟
ولماذا ذكر التاريخ حفيده عمرى ؟؟
التفسير هو ان ربما كان هناك سليمان لكنه كان كشيخ قبيلة صغيرة اضفى عليه احفاده قدسية
ربما هو كمشايخ القبائل التى تحكم الآن دول الخليج التى بالتأكيد ينتسب حكامها الحقيقين الى اباء حكمت هذه القبائل فبل الطفرة البترولية
لكن لا يذكر التاريخ هؤلاء الاباء لانهم لم يؤثروا في المنطقة سابقا
او ان سليمان موجود في عصر آخر لكن تبقى المشكلة قائمة في اى عصر لانه لا توجد الى اثار له في اى عصر
ويبقى السؤال متى كان عصر سليمان
2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة
اذا سلمنا ان لظروف لا يعلمها أحد ان جميع الاثار التى وجدت في عصر مملكة سليمان الكبرى فد اختفت او أنها ما زالت موجودة في مكان لم يصل اليه علماء الاثار بعد
فنحن امام مشكلة أخرى وهي انه معنا وثائق و كتابات و فخاريات بل و مكتبة كاملة للحضارات المجاورة
مثل الحضارة الاشورية المجاورة و الحضارة المصرية و الارامية هذه الممالك الكبرى عاصرت سليمان
و بالتأكيد ان جيوش سليمان لكى تتوسع يجب ان تصطدم باحدى هذه الممالك التى تحيطها من جميع الاتجاهات الا اذا كان توسع مملكة سليمان راسيا !!
ويجب ان تكون هناك طرق تجارية مشتركة تمر عبر اراضى هذه الدول
و يجب ان تكون هناك مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة
و هنا لا يوجد اى فقد للمعلومة بدليل وجود كل هذه الاثار
فيما يتعلق بالنصوص المصرية من عصر الفرعون سيامون لا تذكر اى شئ عن سليمان او مملكته بالرغم من الاحتكاك المباشر المفترض بين المملكتين
و يستمر الامر حتى عصر الفرعون شيشق الذي يرد ذكره في التوراة لكن ببساطة لا نجد نصا واحدا في سجلات هذا الفرعون تتكلم عن سليمان او حتى شئ يدعى مملكة اسرائيل من الاساس
بالرغم من حملة هذا الفرعون كانت في نفس الاراضى التى يفترض قيام مملكة سليمان بها
لكننا نجد نصبا تذكاريا اقامه الفرعون شوشانق (شيشق التوراتى) في موفع مجدو بوادى يزرعيل شملا
وفي نفس الوقت نجد النصوص الاشورية قد اعطتنا معلومات تفصيلية عن كل الدول المهمة التى قامت في بلاد الشام خلال القرن العاشر ق م ولكنها ايضا لم تذكر قيام مملكة قوية في اورشليم
ولم نجد لو حتى اشارة لهذه المملكة او ملكها الذى اتاه الله ملكا لم يتكرر
بينما ظهرت مملكة اسرائيل في نفس السجلات الاشورية العسكرية للحملات الاشورية علي مملكة يهوذا و مملكة اسرائيل السامرة ابتداء من تاريخ تاسيس السامرة
هنا يجب ان نسأل
فاما ان التاريخ قد أحبك مؤامرة مقصودة او ان هذه المملكة لم يقم لها قائمة الا في خيال الفكر الدينى
اما الممالك الارامية فوجدت اثار كتابية في مملكة بيت بحيانى بها للملوك الذين حكموا المنطقة
كما وجد في مملكة بيت عدينى على الضفة الشرقية للفرات على كتابات تذكر ملكها آخونى وهو ايضا مذكور في السجلات الاشورية
وقد يقول قائل لماذا تقبل هذه الدلائل بينما نرفض التوراة مثلا كدليل فالدليلان عثر عليهما كتاريخ
و الرد ببساطة ان هذه الوثائق تعود الى نفس العصر التى كانت تتكلم عنه اما اقدم النسخ التى تتكلم عن سليمان تعود للقرن الاول للميلاد
وهذا يعنى ببساطة انها كتب تتكلم عن احداث حدثت قبلها بالف سنة فايهما اقرب للحقيقة الاثار التى وجدت مجتمعة في كل هذه البلاد المتباعدة لنفس الحقبة الزمنية ام كتاب كتب بعد وفاة سليمان بعدة قرون على افضل تقدير؟
وفي نهاية هذه النقطة اضع هذا التساؤل
بعد احتلال كامل للقدس منذ 1967 و اسرائيل جعلت كل همها الوصول الى الهيكل المزعوم
هل تساءل احدنا لماذا لمدة اربعين سنة لم تستطع اسرائيل الوصول الى مكان الهيكل اعادة بنائه كما تريد
لماذا لم تنشر الجامعات العبرية التى تعمل بجد منذ الاحتلال 1948 على اعطاء دليل واحد قوى على وجود اسرائيل
كلنا يعلم مدى بجاحة هذه الدولة لكن عند هذه النقطة بالذات ومنذ ولادتى اسمع ان اسرائيل تنقب عن الهيكل
هل يعرف احد لماذا ما زالت تبحث
الاجابة ببساطة لانها تبحث عن سراب تاريخى اسمه سليمان و مملكة اسرائيل الموحدة
الحلم الذى اخترعه كتبة التوراة و صدقه القرآن
3)تاريخية مملكة سبأ
يخبرنا القرآن بوصول الاخبار عن مملكة سبأ و عن ملكتها التى تعبد الشمس
فهل كانت فعلا هناك مملكة تسمى سبأ وما هى عبادة السبأيون
اقتباسا من كتاب المفصل في تاريخ العرب
نجد ان هناك مملكتان لسبأ
الاولى و التى تكلم عنها القرآن وبها سد مأرب
التانية تكونت من القبائل النازحة الى شمال جزيرة العرب
واشتهرت هذه المملكة الصغيرة بالملكات و ربما يفسر هذا مسافة السفر القصيرة للهدهد العائد بالخبر
من كتاب المفصل
هذه المملكة لم تكن ملكة على ملكة سبأ الشهيرة التي هي في اليمن، وإنما كانت ملكة على مملكة عربية صغيرة في أعالي جزيرة العرب، كان سكانها من السبئيين القاطنين في الشمال. ويستدلون على ذلك بعثور المنقبين على أسماء ملكات عربيات، وعلى اسم ملك عربي، هو "يثع أمر" السبئي في النصوص الآشورية، في حين إن العلماء، لم يعثروا حتى الآن على اسم ملكة في الكتابات العربية الجنوبية، ثم صعوبة تصور زيارة ملكة عربية من الجنوب إلى سليمان و تعجبها من بلاطه وحاشيته وعظمة ملكه، مع إن بلاط "أورشليم" يكون إلا يكون شيئاً بالقياس إلى بلاط.، ملوك سبأ، ولهذا لا يمكن إن تكون هذه المملكة في نظر هذه الجماعة من علماء التوراة، إلا ملكة مملكة عربية صغيرة لم تكن بعيدة عن عاصمة ملك سليمان، قد تكون في جبل شمر أو في نجد، أو الحجاز.
لكن بما ان القرآن تكلم عن سبأ مأرب فدعونا نكتشف هذه المملكة بالتفصيل
ظهرت كلمة سبأ مبكرا في التاريخ في كتابات السومرية حوالى 2500 ق م
ولذلك يرجح الكثير من العلماء ان سبأ منشأها هو شمال الجزيرة ثم هاجرت هذه القبائل الى الجنوب في اليمن
من كتاب المفصل
وقد ذهب "مونتكومري" Montgomery إلى إن السبئيين المذكورين في النصوص السومرية كانوا من سكان "العربية الصحراوية"، أي البادية، وهذه البادية هي مواطنهم الأصلية الأولى، ومنها ارتحلوا إلى اليمن. أما متى ارتحلوا عنها، فليس لدى هذا المستشرق علم بذلك. و يرى بعض الباحثين إن مجيء السبئيين إلى ديارهم التي عرفت باسمهم، إنما كان في ابتداء العصر الحديدي، أي في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وذلك بعد مئات من السنين من هجرة المعينيين و القتبانيين إلى اليمن.
ورأى بعض آخر احتمال هجرة السبئيين إلى اليمن في حوالي السنة "1200" قبل الميلاد، أما هجرة المعنيين و القتبانيين وأمل حضرموت، فقد كانت في حوالي السنة "1500 ق. م.". وقد مارس السبئيون الزراعة والتجارة،
وذهب "هومل" إلى إن السبئيين هم من أهل العربية الشمالية في الأصل، غير إنهم تركوا موطنهم هذه، وارتحلوا في القرن الثامن قبل الميلاد إلى جنوب جزيرة العرب، حيث استقروا في منطقة "صرواح" و "مأرب" وفي الأماكن السبئية الأخرى. كانوا يقيمون على رأيه في المواضع التي عرفت ب "أريبي" "عريبي" "أريبو" في الكتابات الآشورية و ب "يارب" Jareb=Jarb في التوراة. ومن "يرب" "يارب" على رأيه جاء اسم "مأرب" عاصمة "سبأ". ويؤيد رأيه بما جاء في النص: Glaser 1155 الذي سبق إن تحدثت عنه من تعرض السبئيين لقافلة معينية في موضع، يقع بين "معان" و "رجمت" الواقع على مقربة من "نجران". وعنده إن هذا النص يشير إلى إن السبئيين كانوا يقيمون في أيام ازدهار حكومة معين في أرضين شمالية بالنسبة إلى اليمن، ثم انتقلوا إلى اليمن. ويرى في اختلاف لهجتهم عن لهجة بقية شعوب العربية الجنوبية دليلاً آخر على إن السبئيين كانوا في الأصل سكان المواطن الشمالية من جزيرة العرب، ثم هاجروا إلى الجنوب.
اما مملكة سبأ فهى تختلف تماما عن سبأ القبيلة او الشعب
فقيام الدولة الاسلامية و حديثنا عن الخلافة الاسلامية و تاريخها
لايعنى مثلا عدم وجود العرب قبل الاسلام
وايضا حديثنا عن الممالك في سبأ يختلف بنفس الطريقة عن الأصلالذى ينتمى اليه السبأيون
متى ظهرت اول مماكة لسبأ
اول مملكة كانت تسمى بالمكربيين
ثم مملكة سبأ
ثم مملكة سبأ وذو ريدان
من المفصل
لقب أقدم حكام سبأ، بلقب "مكرب" في الكتابات السبئية، و في هذا اللقب معنى "مقرب" في لهجتنا، و تدل اللفظة على التقريب من الآلهة، فكان "المكرب" هو مقرب أو وسيط بين الآلهة و الناس، أو واسطة بينها و بين الخلق.
وقد كان هؤلاء "المقربون" "المكربون" في الواقع كهاناً، مقامهم مقام "المزاود" عند المعينين و "شوفيط" Shopet، و جمعها "شوفيطيم" عند العبرانيين، أي "القضاة". و جاء في كتب اللغة: "كرب الامر يكرب كروباً: دنا، يقال كربت حياة النار، أي قرب انطفاؤها، و كل شيء دنا، فقد كرب.
قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كارب. وورد: الكروبيون سادة الملائكة، منهم جبريل وميكائيل، و اسرافيل هم المقربون، والملائكة الكروبيون أقرب الملائكة إلى العرش. فللفظة معنى التقريب حتى في عربيتنا هذه: عربية القرآن الكريم.
و قد قدّر "ملاكر" Mlaker حكم المكربين بحوالي قرنين ونصف قرن، إذ افترض إن حكم المكرب الأول كان في حوالي السنة "800 ق. م،"، وجعل نهاية حكم المكربين في حوالي السنة "650 ق. م.". وفي حوالي هذا الزمن استبدل - على رأيه - بلقب مكرب لقب "ملك"، وانتهى بهذا التغيير في اللقب دور المكربين.
وقدّر غيره حكم المكربين بزهاء ثلاثة قرون، فجعل مبدأ حكمهم في حوالي السنة "750 ق. م."، ونهاية حكمهم في حوالي السنة "450 ق. م."، وجعل بعض آخر في مبدأ حكم المكربين في القرن العاشر أو القرن التاسع قبل الميلاد. وقد تمكن العلماء من جمع زهاء سبعة عشر مكرباً، وردت أسماؤهم في الكتابات العربية الجنوبية، وكانوا يقيمون في عاصمة سبأ القديمة الأولى مدينة "صرواح". وقد رتب أولئك العلماء أسماء المكربين في مجموعات، وضعوا لها تواريخ تقريبية، لعدم وجود تواريخ ثابتة تثبت حكم كل ملك بصورة قاطعة، ولذلك تباينت عندهم التواريخ وتضاربت، فقدم بعضهم تأريخ الآسرة الأولى، بأن وضع لحكمها تأريخا يبعد عن الميلاد أكثر من غيره، و قصر آخرون في التأريخ، و اخروا، و كل آرائهم في نظري فرضيات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض في هذا اليوم. و قد يأتي يوم يكون في الامكان فيه تثبيت تواريخهم بصورة قريبة من الواقع، استنادا إلى الكتابات التي سيعثر عليها و علاى دراسة الخطوط و تقدير أعمار ما يعثر عليه و تحليل محتوياته بالأساليب الآثارية الحديثة التي تقدمت اليوم كثيراو ستتقدم أكثر من ذلك في المستقبل من غير شك.
ويعد المكرب "سمه على" أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان بلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطع التفريق بينهم. ولا نعرف شيئاً كذلك من أمر والده. وقد جعل "فلبي" مبدأ حكمه بحدود عام "800" قبل الميلاد في كتابه "سناد الإسلام" وبحدود سنة "820" قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة Le Museon.
وتعد الكتابة الموسومة ب Glaser 1147، من كتابات أيام هذا المكرب. وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon كأكثر كتابات أيام المكربين، ولقصرها ونقصها لم نستفد منها فائدة تذكر في الوقوف على شيء من حياة هذا المكرب.
وقد عد "كلاسر" الكتابة الموسومة ب Glaser 926 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك "فلبي". وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon، وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها "صبحم بن يثع كرب فقضن". وقد ورد فيها اسم "سبأ" و "مرب" أي مدينة "مأرب" و "فيش" "فيشان"، ووردت فيها لفظة "فراهو" أي "سيدة"، قبل اسم "سمه على" الذي كان يحكم شعب "سبأ" في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و "المقه" و "ذت بعدن"، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك يوم تدوين الكتابة.
كما نرى اول مملكة لسبأ لا حمل اسم ملك سبأ بل مكرب
و تبدأ في الفرن التاسع فبل الميلاد على ابعد تقدير
وكل الملوك من الرجال
وان هناك الهة و تماثيل وهذه الالهة لها اسماء و لم تكن الشمس معبودا لاهل سبأ كما يخبرنا القرآن
اما مملكة سبأ نفسها
من المفصل
ملوك سبأ
وبتلقب "كرب ايل وتر" بلقب ملك، وباستمرار ما جاء بعده من الحكام على التلقب به، ندخل في عهد جديد من الحكم في سباً، سماه علماء العربيات الجنوبية عهد "ملوك سبأ" تمييزاً له عن العقد السابق الذي هو في نظرهم العهد الأول من عهود الحكم في سبأ، وهو عهد المكربين، وتمييزاً له عن العهد التالي له الذي سمي عهد "ملوك سبأ وذي ريدان".
ويبدأ عهد "ملوك سباً" بسنة "650 ق. م." على تقدير "هومل" ومن شايعه عليه من الباحثين في العربيات الجنوبية. ويمتد إلى سنة "115 ق. م." على رأي غالبية علماء العربيات الجنوبية، أو سنة "109 ق. م." على رأي "ركمنس" الذي توصل إليه من عهد غير بعيد. وعندئذ يبدأ عهد جديد في تأريخ سبأ، هو عهد "ملوك سبا وذي ريدان".
أما "البرايت"، فيرى أن حكم هذا المكرب الملك في حوالي السنة "450 ق. م."، أي بعد قرنين من تقدير "هومل"3، وبناء على ذلك يكون عهد الملوك- على رأيه- قد بدأ منذ هذا العهد.
وقد قدّر بعض الباحثين زمان كحم المكرب والملك "كرب ايل وتر" في القرن الخامس قبل الميلاد. وقد كان يعاصره في رأي "البرايت" "وروايل" ملك أو مكرب قتبان، الذي حكم بحسب رأيه أيضاً في حوالي سنة "450 ق. م."، وكان خاضعاً ل "كرب ايل وتر"، و "يدع ايل" ملك حضرموت.
ويمتاز هذا العهد عن العهد السابق له، وأعني به عهد حكومة المكربين، بانتقال الحكومة فيه من "صرواح" العاصمة الأولى القديمة، إلى "مأرب" العاصمة الجديدة، حيث استقر الملوك فيها متخذين القصر الشهير الذي صار رمز "سبأ"، وهو قصر "سلحن" "سلحين"، مقاماً ومستقراً لهم، منه تصدر أوامرهم إلى أجزاء المملكة في إدارة الأمور.
و "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر"، هو أول ملك من ملوك سبأ افتتح هذا العهد. لقد تحدثت عنه في الفصل السابق، حديثاً أعتقد انه واف، ولم يبق لدي شيء جديد أقول عنه. وليس لي هنا الا أن أنتقل إلى الحديث عن الملك الثاني الذي حكم بعده، ثم عن بقية من جاء بعده من ملوك.
أما الملك الثاني الذي وضعه علماء العربيات على رأس قائمة "ملوك سبأ" بعد "كرب ايل وتر"، فهو الملك "سمه على ذرح". وقد ذهب "فلبي" إلى احتمال أن يكون ابن الملك "كرب ايل وتر". وقد كان حكمه على حسب تقديره في حوالي السنة "600 ق. م."5.
وقد وقفنا من النص الموسوم ب CIH 374 على اسمي ولدين من أولاد "سمه على ذرح"، ما "الشرح" "اليشرح"، و "كرب ايل". وقد ورد فيه: أن "الشرح" أقام جدار معبد "المقه" من موضع الكتابة إلى أعلاها، ورمم أبراج هذا المعبد، وحفر الخنادق، ووف بجميع نذره الذي نذره لإلهه" "المقه" على الوفاء به إن أجاب دعاءه، وقد استجاب إلهه لسؤاله، فيسر أمره واعطاه كل ما اراد، فشكراً له على آلائه ونعمائه، وشكراً لبقية آلهة سبأ، وهي: "عثتر" ، و "هبس" "هوبس"، و "ذات حمم" "ذات حميم"، و "ذت بعدن" "ذات بعدان"، وتمجيداً لاسم والده "سمه على ذرح" أن أمر بتدوين هذه الكتابة ليطلع عليها الناس. وقد سجل فيها مع اسم شقيقه "كرب آل" "كرب ايل".
أما "كرب ىل" "كرب ايل" أحد أولاد "سمه على ذرح" فلا نعرف شيئاً من أمره. وشد صيره "هومل" خليفة والده، وجاراه "فلبي" في ذلك، وقدر زمان حكمه بحوالي السنة "580ق. م."2.
ووضع "هومل" اسم "الشرح" "اليشرح"، وهو ولد من أولاد "سمه على ذرح" بعد اسم شقيقه "كرب ايل وتر"، وجاراه "فلبي" في هذا الترتيب، ولا نعلم شياً عنه يستحق الذكر.
وانتقل عرش سباً إلى ملك آخر، هو "يدع آل بين" "يدع ايل بين" وهو ابن "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر". وقد ورد اسمه في النص الموسوم ب Glaser 105، ودونه رجل اسمه "تيم". وقد حمد فيه الإلَه "المقه" بعل "أوم" "أوام"، لأنه ساعده وأجاب طلبه، وتيمن بهذه المناسبة بتدوين اسم الملك، كما ذكر فيه اسم "فيشن" أي "فيشان"، وهي الأسرة السبئية الحاكمة التي منها المكربون وهؤلاء الملوك، كما ذكر اسم "بكيل شبام".
وقد ورد في الكتابة المذكورة اسم حصن "الو". وهو حصن ذكر في كتابات أخرى. ويرى بعض الباحثين أن هذه الكتابات هي من ابتداء القرن الرابع قبل الميلاد، أي أن حكم "يدع آل بين"، كان في هذا العهد.
والنص Glaser 529 من النصوص التي تعود إلى أيام "يدع آل بين" "يدع ايل بين" كذلك " وقد ورد فيه اسم عشيرته: "فيشن" "فيشان". وانتقل عرش سبأ إلى "يكرب ملك وتر" من بعد "يدع آل بين" على رأي "هومل"،وهو ابنه. وقد ذكر اسمه في الكتابة الموسومة ب Halevy 51، وهي عبارة عن تأييد هذا الملك لقانون كان قد صدر في أيام حكم أبية لشعب سبأ ولقبيلة "يهبلح" في كيفية استغلال الأرض واستثمارها في مقابل ضرائب معينة تدفع إلى الدولة، وفي الواجبات المترتبة على سبأ وعلى "يهبلح" في موضوع الخدمات العسكرية، وتقديم الجنود لخدمة الدولة في السلم وفي الحرب. وقد وردت في هذا انص أسماء قبائل أخرى لها علاقة بالقانون، منها قببلة "أربعن" "أربعان"، وكانت تتمنع باستقلالها، يحكمها رؤساء منها، يلقب الواحد منهم بلقب "ملك".
مرة أخرى لا شمس لا ملكات
بالاضافة الى ان تاريخ المملكة لا يتقاطع ابدا عصر الملك سليمان
إذا أين هي بلقيس و من عبد الشمس واين كانت تلك المملكة في القرن العاشر قبل الميلاد في التاريخ؟؟؟؟؟؟
مـــنــــقـــــول
وحدثت طفرة كبيرة منذ الثمانينات
و تم رصد العديد من الادلة الاركيولوجية عل الممالك الموجودة في المنطقة الواقعة في العراق و الشام و مصر
والآن نملك تاريخا مفصلا مدعما بالوثائق على وجود الممالك الكبرى و تطورها و علاقاتها و مراسالاتها بين بعضها و الحروب و معاهدات الصلح
في خضم هذه الاحداث تخبرنا التوراة و القرآن بوجود ملك عظيم
لم تشهد له الارض مثيلا اسمه سليمان بن داوود دانت له الممالك و بنت له الجن المنشآت الاعجازية التى لا يستطيع ان يبنيها بشر
وانا الان سوف اناقش مدى تاريخية وجود سليمان طبقا لهذه النقاط
1) الاثار العظيمة المتبقية
فجميع الحضارات الكبرى قد ابقت اثارا و معابد ومنشآت في جميع دول العالم بينما لا يوجد حتى قطعة فخار تشير الى عصر هذا الملك العظيم فهل تم تدمير كل الاثار التى تركها بعد موته
ساتعرض لهذه النقطة بالتفصيل
[2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة
بمعنى اننا نجد في اي عصر مثلا عصرنا الحالى مراسلات بين الدول موثقة و بالتأكيد كلما كانت الدولة كبرى و مؤثرة في المنطقة كان ذكرها اكثر مع الممالك فمقارنة بالولايات المتحدة الان هل يمكن ان تكون الولايات المتحدة دولة عظمى و لايوجد معها مراسلات او معاملات اقتصادية او معاهدات مع بقية الدول
ان عظمة الدولة بالتأكيد تنعكس على علاقتها بمن حولها ومدى تاثيرها في مجريات الامور في المنطقة فهل تأمرت كل دول العالم على محو مراسلاتها مع سليمان بالذات
وسنتعرض ايضا لهذه النقطة بالتفصيل
3)تاريخية مملكة سبأ و الملكة بلقيس
فهذه هي المملكة الوحيدة التى يذكر لنا القرآن تعامل سليمان معها
فهل فعلا كانت هناك اسمها سبأ كموجودة في هذا العصر
وماهو تاريخ مملكة سبأ وهل يتقاطع مع حكم الملك سليمان
وسنصل الى هذه النقطة في نهاية الموضوع
الآن سوف اعرض الايات و الاحاديث الصحيحة التى تتكلم عن عظمة ملك سليمان
لتكون حكما بيننا على مصداقية البحث
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ 35
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ36
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ37
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ38
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ39 ص
كما نرى ملك لا يتكرر لاحد بعده
ارض تسرح فيها الرياح
عمال من الجن للبناء و الغوص
ووصفه بالنهاية انه بغير حساب
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن سليمان عليه السلام سأل الله تعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فنحن نرجو أن يكون الله عز وجل قد أعطانا إياها " وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي
وهكذا يتضح لنا مدى اتساع ملك سليمان ومدى تفرد عماله باشياء لا يمكن تكرارها في زمانه وعلى هذا الاساس سنستعرض النقاط الثلاث بالتفصيل تباعا
الاثار العظيمة المتبقية
لكى نجاوب على هذا السؤال ينبغى ان نعلم متى عاش الملك سليمان
بدأت فكرة التنقيب اساسا من اجل هدف دينى بحت وهو اثبات ما جاء في الكتاب المقدس وذلك في عهد الملكة فيكتوريا
وقد اصاب الحماس الجميع عندما وجدت بعثة ارسلت الى العراق
في اثر للدولة الاشورية يدعى المسلة السوداء للملك شلمنصر الثالث 859-824 ق.م
يتكلم عن اخضاعه للملك ياهو بن عمري وعمري هذا هو احد ملوك اسرائيل وهو العاشر في سلسلة ملوك السامرة
والملك عمري هو اول ملوك السامرة الذى يوجد له تاريخ موثق وهو مؤسس مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرة بنيت عام 880 ق.م وكان شعار هذه الدولة العجل الذهبى المقدس
وهذه الدولة موصوفة في التوراة و في النصوص الاشورية على حد سواء
من هذه النقطة ننطلق الى معرفة وجود مملكة سليمان
حيث قبل هذا التاريخ لا يوجد اى ذكر لتاريخ مملكة اسرائيل
ولذلك نعتمد فقط على التوراة التى تعطى النسب السابق للملك عمرى
وطبقا لهذه الحسابات
فأن سليمان عاش في القرن العاشر قبل الميلاد و توفى في عام 931 ق.م وفقا للتوراة
تزعم التوراة ان المملكة كانت في عهد سليمان مملكة موحدة ثم انفصلت بعد وفاته الى مملكتين
هما مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرةو مملكة يهوذا وعاصمتها اورشليم
تاريخيا ظهرت السامرة قبل يهوذا بعد السامرة بحولى القرن
الآن يمكننا ان نتخيل الصورة للتاريخ المكتوب في التوراة و الواقع
والآن يمكننا ان تسأل ماهى الاثار التى وجدت في القرن العاشر قبل الميلاد
في اورشليم او القدس التى بنى بها سليمان هيكله المزعوم و الذى صلى اليه المسلمون كاولى القبلتين
وماهى الاثار التى وجدت في الحضارات المجاورة
بالنسبة لاورشليم في القرن العاشر قبل الميلاد
يفاجئنا علم الآثار بمفاجأة من العيار الثقيل فأورشليم في هذا العصر كانت مدينة صغيرة جدا و لا ذكر لها و مساحتها لا تتعدى 4-5 هكتارات وهي بذلك قرية مسورة لا عاصمة مملكة كبرى شيدتها الجن
وهذه المساحة لا تستوعب اكثر من الفى مواطن !!!
فكيف لعاصمة ليس بها الا الفى مواطن ان تكون نواة للملكة كبرى وبها مساكن للجند و القادة و الامراء فضلا عن قصر الحكم
ويقول عالم الاثار الاسرائيلى ب.مازار "اننا لم نعثر الا على القليل جدا من اللقى الاثرية تعود الى الفرن العاشر قبل الميلاد في اورشليم و يصفها بالمتواضعة جدا اذا ما قورنت بالحضارات المحيطة مثل الحضارة الارامية و الفينيقية و المصرية و الحثية و البابلية"
هذا يعنى ان مساحة اورشليم العاصمة كانت اقل من المدن الفلسطينية الكبرى مثل حاصور في الجليل ومجدو في وادى يزرعيل بنسيبة واحد الى عشرة
بينما المقارنة مع مدن مثل بابل او نينوى العواصم الحقيقية لامبرطوريات اثرت و تاثرت في المنطقة يجعل الامر مضحكا
فمساحة القصر الملكى فقط فى هذه العواصم كان يفوق مساحة عاصمة المملكة الكبرى التى لم يشهد لها التاريخ سلبقا او لاحقا
واختم هذه النقطة بقول المؤرخ التوراتى تومبسون في كتابه "the bible history"
خلال القرن العاشر قبل الميلاد لم تكن مرتفعات يهوذا تحتوى الا على عدد ضئيل من السكان لا يتجاوز الالفى تسمة موزعة على بضع عشرات من التجمعات القروية الصغيرة التى تعيش على زراعات الكفاف اضافة الى فعالية ضعيفة في مجال الرعى و الاحتطاب"
هذا هو الوضع للعاصمة الكبرى في هذا الوقت فهل كانت احوال الدول المجاورة كذلك ؟
بالنسبة للدول المجاورة في القرن العاشر قبل الميلاد
في نفس الفترة ازدهرت حضارات على حوض الفرات الاوسط و الخابور الاسفل عدد من الممالك الارامية القوية وعثر في هذه المواقع على دلائل اركيولوجية واضحة
مثل مملكة بيت لاقى و بيت بحيانى بين عدينى
بالرغم من ان هذه الممالك لم تكن في عظمة الاشوريين الذين اسسوا فعلا مملكة او امبراطورية كبرى كانت موجودة خلال نفس الفترة الزمنية و استمرت الى بعد ذلك لكثير
وتحتوى وثائق موجودة الآن اسماء هذه الملوك
وظهرت ايضا الثقافة الفينيقية على شاطئ المتوسط
وكانت مملكة امورو و عاصمتها سيميرا التى تم اكتشافها مؤخرا بجانب حمص
اما بمصر
فكان الفرعون سيامون اخر فراعنة الاسرة 21
ثم الفرعون شيشق اول الاسرة 22
كل هذه الحضارات يوجد اثار واضحة لها واحداث مسجلة و معابد و بيوت و ادوات تملأ متاحف العالم
و مساحات عواصمها كلها كانت كبيرة جدا
فلماذا فى وسط هذه اللممالك كلها اختفت فقط اثار و عاصمة سليمان
لماذا فقط من ضمن حضارات القرن العاشر قبل الميلاد لم تختف الا الدلائل الاساسية على وجود هذا الملك
هل هناك مؤامرة تاريخية مدبرة ضده ؟
ولماذا ذكر التاريخ حفيده عمرى ؟؟
التفسير هو ان ربما كان هناك سليمان لكنه كان كشيخ قبيلة صغيرة اضفى عليه احفاده قدسية
ربما هو كمشايخ القبائل التى تحكم الآن دول الخليج التى بالتأكيد ينتسب حكامها الحقيقين الى اباء حكمت هذه القبائل فبل الطفرة البترولية
لكن لا يذكر التاريخ هؤلاء الاباء لانهم لم يؤثروا في المنطقة سابقا
او ان سليمان موجود في عصر آخر لكن تبقى المشكلة قائمة في اى عصر لانه لا توجد الى اثار له في اى عصر
ويبقى السؤال متى كان عصر سليمان
2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة
اذا سلمنا ان لظروف لا يعلمها أحد ان جميع الاثار التى وجدت في عصر مملكة سليمان الكبرى فد اختفت او أنها ما زالت موجودة في مكان لم يصل اليه علماء الاثار بعد
فنحن امام مشكلة أخرى وهي انه معنا وثائق و كتابات و فخاريات بل و مكتبة كاملة للحضارات المجاورة
مثل الحضارة الاشورية المجاورة و الحضارة المصرية و الارامية هذه الممالك الكبرى عاصرت سليمان
و بالتأكيد ان جيوش سليمان لكى تتوسع يجب ان تصطدم باحدى هذه الممالك التى تحيطها من جميع الاتجاهات الا اذا كان توسع مملكة سليمان راسيا !!
ويجب ان تكون هناك طرق تجارية مشتركة تمر عبر اراضى هذه الدول
و يجب ان تكون هناك مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة
و هنا لا يوجد اى فقد للمعلومة بدليل وجود كل هذه الاثار
فيما يتعلق بالنصوص المصرية من عصر الفرعون سيامون لا تذكر اى شئ عن سليمان او مملكته بالرغم من الاحتكاك المباشر المفترض بين المملكتين
و يستمر الامر حتى عصر الفرعون شيشق الذي يرد ذكره في التوراة لكن ببساطة لا نجد نصا واحدا في سجلات هذا الفرعون تتكلم عن سليمان او حتى شئ يدعى مملكة اسرائيل من الاساس
بالرغم من حملة هذا الفرعون كانت في نفس الاراضى التى يفترض قيام مملكة سليمان بها
لكننا نجد نصبا تذكاريا اقامه الفرعون شوشانق (شيشق التوراتى) في موفع مجدو بوادى يزرعيل شملا
وفي نفس الوقت نجد النصوص الاشورية قد اعطتنا معلومات تفصيلية عن كل الدول المهمة التى قامت في بلاد الشام خلال القرن العاشر ق م ولكنها ايضا لم تذكر قيام مملكة قوية في اورشليم
ولم نجد لو حتى اشارة لهذه المملكة او ملكها الذى اتاه الله ملكا لم يتكرر
بينما ظهرت مملكة اسرائيل في نفس السجلات الاشورية العسكرية للحملات الاشورية علي مملكة يهوذا و مملكة اسرائيل السامرة ابتداء من تاريخ تاسيس السامرة
هنا يجب ان نسأل
فاما ان التاريخ قد أحبك مؤامرة مقصودة او ان هذه المملكة لم يقم لها قائمة الا في خيال الفكر الدينى
اما الممالك الارامية فوجدت اثار كتابية في مملكة بيت بحيانى بها للملوك الذين حكموا المنطقة
كما وجد في مملكة بيت عدينى على الضفة الشرقية للفرات على كتابات تذكر ملكها آخونى وهو ايضا مذكور في السجلات الاشورية
وقد يقول قائل لماذا تقبل هذه الدلائل بينما نرفض التوراة مثلا كدليل فالدليلان عثر عليهما كتاريخ
و الرد ببساطة ان هذه الوثائق تعود الى نفس العصر التى كانت تتكلم عنه اما اقدم النسخ التى تتكلم عن سليمان تعود للقرن الاول للميلاد
وهذا يعنى ببساطة انها كتب تتكلم عن احداث حدثت قبلها بالف سنة فايهما اقرب للحقيقة الاثار التى وجدت مجتمعة في كل هذه البلاد المتباعدة لنفس الحقبة الزمنية ام كتاب كتب بعد وفاة سليمان بعدة قرون على افضل تقدير؟
وفي نهاية هذه النقطة اضع هذا التساؤل
بعد احتلال كامل للقدس منذ 1967 و اسرائيل جعلت كل همها الوصول الى الهيكل المزعوم
هل تساءل احدنا لماذا لمدة اربعين سنة لم تستطع اسرائيل الوصول الى مكان الهيكل اعادة بنائه كما تريد
لماذا لم تنشر الجامعات العبرية التى تعمل بجد منذ الاحتلال 1948 على اعطاء دليل واحد قوى على وجود اسرائيل
كلنا يعلم مدى بجاحة هذه الدولة لكن عند هذه النقطة بالذات ومنذ ولادتى اسمع ان اسرائيل تنقب عن الهيكل
هل يعرف احد لماذا ما زالت تبحث
الاجابة ببساطة لانها تبحث عن سراب تاريخى اسمه سليمان و مملكة اسرائيل الموحدة
الحلم الذى اخترعه كتبة التوراة و صدقه القرآن
3)تاريخية مملكة سبأ
يخبرنا القرآن بوصول الاخبار عن مملكة سبأ و عن ملكتها التى تعبد الشمس
فهل كانت فعلا هناك مملكة تسمى سبأ وما هى عبادة السبأيون
اقتباسا من كتاب المفصل في تاريخ العرب
نجد ان هناك مملكتان لسبأ
الاولى و التى تكلم عنها القرآن وبها سد مأرب
التانية تكونت من القبائل النازحة الى شمال جزيرة العرب
واشتهرت هذه المملكة الصغيرة بالملكات و ربما يفسر هذا مسافة السفر القصيرة للهدهد العائد بالخبر
من كتاب المفصل
هذه المملكة لم تكن ملكة على ملكة سبأ الشهيرة التي هي في اليمن، وإنما كانت ملكة على مملكة عربية صغيرة في أعالي جزيرة العرب، كان سكانها من السبئيين القاطنين في الشمال. ويستدلون على ذلك بعثور المنقبين على أسماء ملكات عربيات، وعلى اسم ملك عربي، هو "يثع أمر" السبئي في النصوص الآشورية، في حين إن العلماء، لم يعثروا حتى الآن على اسم ملكة في الكتابات العربية الجنوبية، ثم صعوبة تصور زيارة ملكة عربية من الجنوب إلى سليمان و تعجبها من بلاطه وحاشيته وعظمة ملكه، مع إن بلاط "أورشليم" يكون إلا يكون شيئاً بالقياس إلى بلاط.، ملوك سبأ، ولهذا لا يمكن إن تكون هذه المملكة في نظر هذه الجماعة من علماء التوراة، إلا ملكة مملكة عربية صغيرة لم تكن بعيدة عن عاصمة ملك سليمان، قد تكون في جبل شمر أو في نجد، أو الحجاز.
لكن بما ان القرآن تكلم عن سبأ مأرب فدعونا نكتشف هذه المملكة بالتفصيل
ظهرت كلمة سبأ مبكرا في التاريخ في كتابات السومرية حوالى 2500 ق م
ولذلك يرجح الكثير من العلماء ان سبأ منشأها هو شمال الجزيرة ثم هاجرت هذه القبائل الى الجنوب في اليمن
من كتاب المفصل
وقد ذهب "مونتكومري" Montgomery إلى إن السبئيين المذكورين في النصوص السومرية كانوا من سكان "العربية الصحراوية"، أي البادية، وهذه البادية هي مواطنهم الأصلية الأولى، ومنها ارتحلوا إلى اليمن. أما متى ارتحلوا عنها، فليس لدى هذا المستشرق علم بذلك. و يرى بعض الباحثين إن مجيء السبئيين إلى ديارهم التي عرفت باسمهم، إنما كان في ابتداء العصر الحديدي، أي في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وذلك بعد مئات من السنين من هجرة المعينيين و القتبانيين إلى اليمن.
ورأى بعض آخر احتمال هجرة السبئيين إلى اليمن في حوالي السنة "1200" قبل الميلاد، أما هجرة المعنيين و القتبانيين وأمل حضرموت، فقد كانت في حوالي السنة "1500 ق. م.". وقد مارس السبئيون الزراعة والتجارة،
وذهب "هومل" إلى إن السبئيين هم من أهل العربية الشمالية في الأصل، غير إنهم تركوا موطنهم هذه، وارتحلوا في القرن الثامن قبل الميلاد إلى جنوب جزيرة العرب، حيث استقروا في منطقة "صرواح" و "مأرب" وفي الأماكن السبئية الأخرى. كانوا يقيمون على رأيه في المواضع التي عرفت ب "أريبي" "عريبي" "أريبو" في الكتابات الآشورية و ب "يارب" Jareb=Jarb في التوراة. ومن "يرب" "يارب" على رأيه جاء اسم "مأرب" عاصمة "سبأ". ويؤيد رأيه بما جاء في النص: Glaser 1155 الذي سبق إن تحدثت عنه من تعرض السبئيين لقافلة معينية في موضع، يقع بين "معان" و "رجمت" الواقع على مقربة من "نجران". وعنده إن هذا النص يشير إلى إن السبئيين كانوا يقيمون في أيام ازدهار حكومة معين في أرضين شمالية بالنسبة إلى اليمن، ثم انتقلوا إلى اليمن. ويرى في اختلاف لهجتهم عن لهجة بقية شعوب العربية الجنوبية دليلاً آخر على إن السبئيين كانوا في الأصل سكان المواطن الشمالية من جزيرة العرب، ثم هاجروا إلى الجنوب.
اما مملكة سبأ فهى تختلف تماما عن سبأ القبيلة او الشعب
فقيام الدولة الاسلامية و حديثنا عن الخلافة الاسلامية و تاريخها
لايعنى مثلا عدم وجود العرب قبل الاسلام
وايضا حديثنا عن الممالك في سبأ يختلف بنفس الطريقة عن الأصلالذى ينتمى اليه السبأيون
متى ظهرت اول مماكة لسبأ
اول مملكة كانت تسمى بالمكربيين
ثم مملكة سبأ
ثم مملكة سبأ وذو ريدان
من المفصل
لقب أقدم حكام سبأ، بلقب "مكرب" في الكتابات السبئية، و في هذا اللقب معنى "مقرب" في لهجتنا، و تدل اللفظة على التقريب من الآلهة، فكان "المكرب" هو مقرب أو وسيط بين الآلهة و الناس، أو واسطة بينها و بين الخلق.
وقد كان هؤلاء "المقربون" "المكربون" في الواقع كهاناً، مقامهم مقام "المزاود" عند المعينين و "شوفيط" Shopet، و جمعها "شوفيطيم" عند العبرانيين، أي "القضاة". و جاء في كتب اللغة: "كرب الامر يكرب كروباً: دنا، يقال كربت حياة النار، أي قرب انطفاؤها، و كل شيء دنا، فقد كرب.
قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كارب. وورد: الكروبيون سادة الملائكة، منهم جبريل وميكائيل، و اسرافيل هم المقربون، والملائكة الكروبيون أقرب الملائكة إلى العرش. فللفظة معنى التقريب حتى في عربيتنا هذه: عربية القرآن الكريم.
و قد قدّر "ملاكر" Mlaker حكم المكربين بحوالي قرنين ونصف قرن، إذ افترض إن حكم المكرب الأول كان في حوالي السنة "800 ق. م،"، وجعل نهاية حكم المكربين في حوالي السنة "650 ق. م.". وفي حوالي هذا الزمن استبدل - على رأيه - بلقب مكرب لقب "ملك"، وانتهى بهذا التغيير في اللقب دور المكربين.
وقدّر غيره حكم المكربين بزهاء ثلاثة قرون، فجعل مبدأ حكمهم في حوالي السنة "750 ق. م."، ونهاية حكمهم في حوالي السنة "450 ق. م."، وجعل بعض آخر في مبدأ حكم المكربين في القرن العاشر أو القرن التاسع قبل الميلاد. وقد تمكن العلماء من جمع زهاء سبعة عشر مكرباً، وردت أسماؤهم في الكتابات العربية الجنوبية، وكانوا يقيمون في عاصمة سبأ القديمة الأولى مدينة "صرواح". وقد رتب أولئك العلماء أسماء المكربين في مجموعات، وضعوا لها تواريخ تقريبية، لعدم وجود تواريخ ثابتة تثبت حكم كل ملك بصورة قاطعة، ولذلك تباينت عندهم التواريخ وتضاربت، فقدم بعضهم تأريخ الآسرة الأولى، بأن وضع لحكمها تأريخا يبعد عن الميلاد أكثر من غيره، و قصر آخرون في التأريخ، و اخروا، و كل آرائهم في نظري فرضيات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض في هذا اليوم. و قد يأتي يوم يكون في الامكان فيه تثبيت تواريخهم بصورة قريبة من الواقع، استنادا إلى الكتابات التي سيعثر عليها و علاى دراسة الخطوط و تقدير أعمار ما يعثر عليه و تحليل محتوياته بالأساليب الآثارية الحديثة التي تقدمت اليوم كثيراو ستتقدم أكثر من ذلك في المستقبل من غير شك.
ويعد المكرب "سمه على" أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان بلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطع التفريق بينهم. ولا نعرف شيئاً كذلك من أمر والده. وقد جعل "فلبي" مبدأ حكمه بحدود عام "800" قبل الميلاد في كتابه "سناد الإسلام" وبحدود سنة "820" قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة Le Museon.
وتعد الكتابة الموسومة ب Glaser 1147، من كتابات أيام هذا المكرب. وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon كأكثر كتابات أيام المكربين، ولقصرها ونقصها لم نستفد منها فائدة تذكر في الوقوف على شيء من حياة هذا المكرب.
وقد عد "كلاسر" الكتابة الموسومة ب Glaser 926 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك "فلبي". وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon، وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها "صبحم بن يثع كرب فقضن". وقد ورد فيها اسم "سبأ" و "مرب" أي مدينة "مأرب" و "فيش" "فيشان"، ووردت فيها لفظة "فراهو" أي "سيدة"، قبل اسم "سمه على" الذي كان يحكم شعب "سبأ" في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و "المقه" و "ذت بعدن"، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك يوم تدوين الكتابة.
كما نرى اول مملكة لسبأ لا حمل اسم ملك سبأ بل مكرب
و تبدأ في الفرن التاسع فبل الميلاد على ابعد تقدير
وكل الملوك من الرجال
وان هناك الهة و تماثيل وهذه الالهة لها اسماء و لم تكن الشمس معبودا لاهل سبأ كما يخبرنا القرآن
اما مملكة سبأ نفسها
من المفصل
ملوك سبأ
وبتلقب "كرب ايل وتر" بلقب ملك، وباستمرار ما جاء بعده من الحكام على التلقب به، ندخل في عهد جديد من الحكم في سباً، سماه علماء العربيات الجنوبية عهد "ملوك سبأ" تمييزاً له عن العقد السابق الذي هو في نظرهم العهد الأول من عهود الحكم في سبأ، وهو عهد المكربين، وتمييزاً له عن العهد التالي له الذي سمي عهد "ملوك سبأ وذي ريدان".
ويبدأ عهد "ملوك سباً" بسنة "650 ق. م." على تقدير "هومل" ومن شايعه عليه من الباحثين في العربيات الجنوبية. ويمتد إلى سنة "115 ق. م." على رأي غالبية علماء العربيات الجنوبية، أو سنة "109 ق. م." على رأي "ركمنس" الذي توصل إليه من عهد غير بعيد. وعندئذ يبدأ عهد جديد في تأريخ سبأ، هو عهد "ملوك سبا وذي ريدان".
أما "البرايت"، فيرى أن حكم هذا المكرب الملك في حوالي السنة "450 ق. م."، أي بعد قرنين من تقدير "هومل"3، وبناء على ذلك يكون عهد الملوك- على رأيه- قد بدأ منذ هذا العهد.
وقد قدّر بعض الباحثين زمان كحم المكرب والملك "كرب ايل وتر" في القرن الخامس قبل الميلاد. وقد كان يعاصره في رأي "البرايت" "وروايل" ملك أو مكرب قتبان، الذي حكم بحسب رأيه أيضاً في حوالي سنة "450 ق. م."، وكان خاضعاً ل "كرب ايل وتر"، و "يدع ايل" ملك حضرموت.
ويمتاز هذا العهد عن العهد السابق له، وأعني به عهد حكومة المكربين، بانتقال الحكومة فيه من "صرواح" العاصمة الأولى القديمة، إلى "مأرب" العاصمة الجديدة، حيث استقر الملوك فيها متخذين القصر الشهير الذي صار رمز "سبأ"، وهو قصر "سلحن" "سلحين"، مقاماً ومستقراً لهم، منه تصدر أوامرهم إلى أجزاء المملكة في إدارة الأمور.
و "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر"، هو أول ملك من ملوك سبأ افتتح هذا العهد. لقد تحدثت عنه في الفصل السابق، حديثاً أعتقد انه واف، ولم يبق لدي شيء جديد أقول عنه. وليس لي هنا الا أن أنتقل إلى الحديث عن الملك الثاني الذي حكم بعده، ثم عن بقية من جاء بعده من ملوك.
أما الملك الثاني الذي وضعه علماء العربيات على رأس قائمة "ملوك سبأ" بعد "كرب ايل وتر"، فهو الملك "سمه على ذرح". وقد ذهب "فلبي" إلى احتمال أن يكون ابن الملك "كرب ايل وتر". وقد كان حكمه على حسب تقديره في حوالي السنة "600 ق. م."5.
وقد وقفنا من النص الموسوم ب CIH 374 على اسمي ولدين من أولاد "سمه على ذرح"، ما "الشرح" "اليشرح"، و "كرب ايل". وقد ورد فيه: أن "الشرح" أقام جدار معبد "المقه" من موضع الكتابة إلى أعلاها، ورمم أبراج هذا المعبد، وحفر الخنادق، ووف بجميع نذره الذي نذره لإلهه" "المقه" على الوفاء به إن أجاب دعاءه، وقد استجاب إلهه لسؤاله، فيسر أمره واعطاه كل ما اراد، فشكراً له على آلائه ونعمائه، وشكراً لبقية آلهة سبأ، وهي: "عثتر" ، و "هبس" "هوبس"، و "ذات حمم" "ذات حميم"، و "ذت بعدن" "ذات بعدان"، وتمجيداً لاسم والده "سمه على ذرح" أن أمر بتدوين هذه الكتابة ليطلع عليها الناس. وقد سجل فيها مع اسم شقيقه "كرب آل" "كرب ايل".
أما "كرب ىل" "كرب ايل" أحد أولاد "سمه على ذرح" فلا نعرف شيئاً من أمره. وشد صيره "هومل" خليفة والده، وجاراه "فلبي" في ذلك، وقدر زمان حكمه بحوالي السنة "580ق. م."2.
ووضع "هومل" اسم "الشرح" "اليشرح"، وهو ولد من أولاد "سمه على ذرح" بعد اسم شقيقه "كرب ايل وتر"، وجاراه "فلبي" في هذا الترتيب، ولا نعلم شياً عنه يستحق الذكر.
وانتقل عرش سباً إلى ملك آخر، هو "يدع آل بين" "يدع ايل بين" وهو ابن "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر". وقد ورد اسمه في النص الموسوم ب Glaser 105، ودونه رجل اسمه "تيم". وقد حمد فيه الإلَه "المقه" بعل "أوم" "أوام"، لأنه ساعده وأجاب طلبه، وتيمن بهذه المناسبة بتدوين اسم الملك، كما ذكر فيه اسم "فيشن" أي "فيشان"، وهي الأسرة السبئية الحاكمة التي منها المكربون وهؤلاء الملوك، كما ذكر اسم "بكيل شبام".
وقد ورد في الكتابة المذكورة اسم حصن "الو". وهو حصن ذكر في كتابات أخرى. ويرى بعض الباحثين أن هذه الكتابات هي من ابتداء القرن الرابع قبل الميلاد، أي أن حكم "يدع آل بين"، كان في هذا العهد.
والنص Glaser 529 من النصوص التي تعود إلى أيام "يدع آل بين" "يدع ايل بين" كذلك " وقد ورد فيه اسم عشيرته: "فيشن" "فيشان". وانتقل عرش سبأ إلى "يكرب ملك وتر" من بعد "يدع آل بين" على رأي "هومل"،وهو ابنه. وقد ذكر اسمه في الكتابة الموسومة ب Halevy 51، وهي عبارة عن تأييد هذا الملك لقانون كان قد صدر في أيام حكم أبية لشعب سبأ ولقبيلة "يهبلح" في كيفية استغلال الأرض واستثمارها في مقابل ضرائب معينة تدفع إلى الدولة، وفي الواجبات المترتبة على سبأ وعلى "يهبلح" في موضوع الخدمات العسكرية، وتقديم الجنود لخدمة الدولة في السلم وفي الحرب. وقد وردت في هذا انص أسماء قبائل أخرى لها علاقة بالقانون، منها قببلة "أربعن" "أربعان"، وكانت تتمنع باستقلالها، يحكمها رؤساء منها، يلقب الواحد منهم بلقب "ملك".
مرة أخرى لا شمس لا ملكات
بالاضافة الى ان تاريخ المملكة لا يتقاطع ابدا عصر الملك سليمان
إذا أين هي بلقيس و من عبد الشمس واين كانت تلك المملكة في القرن العاشر قبل الميلاد في التاريخ؟؟؟؟؟؟
مـــنــــقـــــول
تعليق