بسم الله الرحمن الرحيم , نعبده لانشرك به شيئًا , سبحانه وتعالى , الخالق البارىء المصور ..
واصلى واسلم على خير خلقه , محمدا صلى الله عليه وسلم..
اما بعد :
ان النظرة العلمية لنظرية التطور تؤدى الى اكتشاف ان النظرية ماهى إلا سلسلة من تزييف الحقائق , وأتعجب كيف يؤمن بها هؤلاء يفضلونها على القول ان خالق قادر عليم هو الذى خلق البشر بهذه الدقة والجمال ..
ان العقل - الذين يزعمون امتلاكه ! - يقول بكل بوضوح ان الاكثر عقلانية ان نقول ان الكائنات صممها مصمم مبدع , وهو الاكثر قبولا لدى العقل , عوضا عن القول بان تراكم المصادفات انشا انسان واعى ومفكر وعاقل !
دائما ما انظر للملاحدة واتسائل : لماذا هم على هذه الحال ؟؟
هل ما ماهم عليه هو أمر جيد ؟
هل إلحادهم هذا رائع ؟
والمهم : هل هو مفيد لهم او لمحيطهم من أهل وأقارب وأصدقاء ؟
لاحظت ان المؤمنين ينظرون إليهم نظرة شفقة لابتعادهم عن الله تعالى , فهم فى نظرهم يخسرون الكثير والكثير , رضى الله تعالى , سعادة الدنيا , السعادة الابدية , اليقين والاطمئنان .. كل هذا وغيره الكثير يتضائل كونهم من الملحدين ..
والملحدين فى شدة الانبهار بهم لانهم اصبحوا رجال احرار مفكرين يؤمنون بنظرية دارون , ولا يؤمنون بان الانسان كان قطعة طين ! ويرفضون الدين وغيبياته ..
ووجدت انهم اشخاصا سلبىين , كل ما يفعلونه هو الطعن فى الاديان ورفضها ولكن ليس لديهم شيئًا يقدمونه للناس غير هذا , فقط الرفض والاستياء والتعقلن الوهمى هو شاغلهم الاول والاخير .. عندما يسألهم مؤمن :
كيف نشأ الكون؟
فلا يعرفون كيف يردون عليه إلا بنظريات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة , الامر الذى يجعل سخريته اكبر من سخريتهم , فهو يؤمن بوجود إله خلق الكون وسخره , اما هم كل ما يستطيعون تفسيره لايخرج عن حدود المادة حتى صاروا عبيدا لها!
المادة انفجرت بسبب الضغط الشديد ,
المادة تشتتت وتناثرت
المادة بدأت تنظم نفسها فكونت الكواكب فى مدارات دقيقة ,
المادة وضعت الشمس فى مكان رائع تمامًا مقاس قياس بدقة شديدة ,
المادة كونت الخلية ,
الخلية كونت انسان ..
المادة الخرساء جعلت الانسان يتكلم بل وينشد ويغنى ..
المادة العمياء انتجت مفتحين! جعلت الانسان يرى كل ما حوله بالوان رائعة
المادة الجاهلة خلقت علماء ومفكرين وأدباء ومبدعين !!
توقفت , وسألت نفسى هل هذا مقنع , هل هذا كل ما يقدمونه للناس من منطق ؟ كيف يكون امرًا منطقيًا عقليًا وهو انكار للعقل اصلًا ؟
إنك لو سرت فى صحراء فارغة ووجدت على سبيل المثال كاميرا محطمة وملقاه على الأرض , فأول ما سيتبادر الى ذهنك سؤال وحيد ومنطقى :
من اسقطها ياترى؟ ممن وقعت ؟
اذن لن أقول انها وجدت بسبب تجمع لزجاج وبلاستيك وبعض المعادن مع حدوث عاصفة قوية كونت الكاميرا !
يقول زعماء الملحدين فى العالم , ومنهم مثلًا عملاقهم الصغير! (ريتشارد داوكنز ) : ان المسألة ليست مصادفة! بل الامر مثل الهرم من اسفل الى اعلى , فبدأت الحياة بشىء بسيط ثم تعقد البسيط الى معقد!
وهو بكلامه لايهرب من المصادفة بل فقط يغير المعنى , وهو لايستطيع ان يهرب من ذلك , فالعين مثلًا - مهما كانت الاسباب المادية - قد تكونت بشكل ما واصبحت تشاهد ما حولها من حياة وهذا حصل بدون ارادة , والعقل اصبح يفكر ويجعلنا من حيوانات ( حسب كلامهم) الى كائنات تنزل على القمر والمريخ ونستكشف الكون ..
ولو دواكنز كلف نفسه وتأمل فى عيون من حوله! بدلًا من النظر فى عيون الكاميرات فى برامجه! , لاكتشف بنفسه ان عين الكاميرا مصممة وكذلك عين الانسان صممها الله تعالى خالق كل شىء ..
بيرند كوبرز - وهو من التطوريين - يقول : ( إنه من السخف أن تدرك الغاية من الكاميرا في نفس الوقت الذي تنفي فيه الغاية عن العين)
او مثلًا الساعة البيولوجية فى الكائنات الحية , كيف نقول انها وجدت بالمصادفة ونحن جميعًا نرتدى ساعات فى ايدينا !
قلت لنفسى ..
ان من اسخف الاشياء فى الالحاد هو الالحاد نفسه! , وهذا ليس تفلسفًا ,
فالالحاد عند القوم هو نفى الارادة وراء كل ما نسمعه ونراه فى الكون , وبعض المؤمنين يرون ان هذا الانكار هو انكارا غير مقبول ابدًا ولا يناقش فيه .. وهذا صحيح , فانكارهم يدخل ضمن انكار البديهيات , يعنى ان قالوا توجد ارادة ولكن لانعرف ماهى فهذا منطقيًا بعض الشىء ! اما نفى البديهيات فهو شىء يليق بالملاحدة بالفعل ..
تخيل انك كنت فى طائرة ووقعت بك فى صحراء جرداء , فظللت تمشى حتى اصابك التعب ووقعت على الارض مغشيًا عليك, وعندما استيقظت وجدت مائدة كبيرة عليها اطايب الطعام والشراب ..
فهل من المقبول ان نقول ان المائدة وجدت باسباب مادية ولم يرتبها أحد ؟ ام ان هذا جنان رسمى ؟
فكيف نقول اذن انه لا ارادة وراء هذا الجمال والابداع الذى نشهده .
المادة فقط لاتستطيع ان تصمم وان تبدع , اذ لابد من ارادة وراء الابداع وهو امرًا بديهيًا ..
وحتى ادراكك للابداع هو دليل على وجود مبدع , كما ان شوقك للعدل المطلق دليل على وجود العادل ..
ان عدم اقتناع الملحد بوجود مدبر خالق هو فقط تكبر على الحق , فلا شىء ينشأ بالصدفة حتى لو كان احتماله ضئيل للغاية فما بالكم بتعقيد دقيق غير عادى , معجزة , لم يتوصل الانسان الى كل شىء فيها بعد !
إذا صدّق شخص أن الخلية الحية يمكن أن تظهر في الوجود بمحض الصدفة، فلا يوجد ما يمنعه من تصديق قصة مشابهة سنرويها فيما يأتي. إنها قصة مدينة:
ففي أحد الأيام تبلّلُ مياهُ الأمطار كتلةً من الصلصال مضغوطةً بين الصخور في أرض جرداء. ويجف الصلصال المبتلّ ويقسو عند شروق الشمس، ثم يكتسب شكلاً جامداً مقاوِماً. وبعد ذلك تتهشم الصخور (التي أدَّتْ دور القالب أيضاً بطريقة ما) إلى قطع، ثم تظهر بعد ذلك طوبة مرتبة قوية حسنة الشكل. وتظل هذه الطوبة تحت نفس الظروف الطبيعية لسنين في انتظار تكوين طوبة مشابهة. ويستمر هذا الوضع إلى أن يتكون المئات والآلاف من نفس الطوب في نفس المكان. ومع ذلك، وبمحض الصدفة، لا تتلف أية طوبة من تلك الطوبات التي تكونت في السابق. وعلى الرغم من تعرض الطوب للعواصف والأمطار والرياح والشمس الحارقة والبرد القارص لآلاف السنين، فأنه لا يتصدع، أو ينكسر، أو ينجرف بعيداً، بل يظل منتظراً هناك في نفس المكان وبنفس العزم حتى يتكون طوب آخر!
وعندما يصل عدد الطوب إلى عدد مناسب، يقوم هذا الطوب بتشييد مبنى من خلال الاصطفاف على الجوانب فوق بعضه البعض بعد أن تجره -عشوائياً - تأثيرات الظروف الطبيعية؛ مثل الرياح، أو العواصف، أو الأعاصير. وفي غضون ذلك تتكون مواد مثل خليط الإسمنت أو الرمال بفعل الظروف الطبيعية في توقيت محكم، وتتخلل ما بين الطوب لكي يتماسك بعضه مع بعض. وبينما يحدث كل ذلك، يتشكل خام الحديد تحت الأرض بفعل الظروف الطبيعية ويضع أساساً للمبنى الذي يتم تشييده بهذا الطوب. وفي نهاية هذه العملية، يعلو مبنى كامل دون أن يلحق بمواده ونجارته وتركيباته أي أذى.
وبالطبع، لا يتكون المبنى من أساس وطوب وإسمنت فحسب. ترى، كيف يمكن -إذن- الحصول على كل المواد الأخرى الناقصة؟ الجواب بسيط: توجد جميع المواد المطلوبة لإنشاء المبنى داخل الأرض المشيد عليها هذا المبنى. إذ يوجد السيليكون للزجاج، والنحاس للكابلات الكهربائية، والحديد للأعمدة والدعائم ومواسير المياه... توجد كل هذه الأشياء في باطن الأرض بكميات وفيرة، ولا يتطلب الأمر أكثر من مهارة الظروف الطبيعية لتشكيل هذه المواد ووضعها داخل المبنى. وتوضع جميع التركيبات وأعمال النجارة وإكسسوارات البناء بين الطوب بمساعدة الرياح العاصفة، والأمطار، والزلازل!
لقد سار كل شيء على ما يرام لدرجة قيام الطوب بترتيب نفسه بشكل يسمح بترك الفراغات اللازمة للنوافذ، وكأن الطوب يعلم أن هناك شيئاً اسمه الزجاج سيتم تكوينه لاحقاً بفعل الظروف الطبيعية. وفضلاً عن ذلك، لم يُغفِل الطوب تركَ بعض الفراغات للسماح بإدخال المياه والكهرباء ونظم التدفئة، التي ستتكون لاحقاً أيضاً بمحض الصدفة. وهكذا، فقد تم كل شيء على أكمل وجه لدرجة أن المصادفات والظروف الطبيعية أنتجت تصميماً لا تشوبه شائبة!
إذا استطعت أن تحافظ على ثقتك بهذه القصة حتى الآن فلن تواجه أية مشكلة في تخمين الكيفية التي تكوّنت بها مباني المدينة الأخرى، ومصانعها، وطرقها السريعة، وأرصفتها، وبنيتها الأساسية، ونظم اتصالاتها ونقلها. وإذا كانت لديك معلومات تقنية وكنت ملماً بالموضوع بدرجة معقولة، فسوف تستطيع أن تكتب كتاباً علمياً بحتاً مكوناً من بضعة مجلدات تطرح فيه نظرياتك بخصوص العملية التطورية لنظام الصرف الصحي ومدى تماثله مع التركيبات الحالية! بل وقد يتم منحك جائزة أكاديمية تقديراً لك على كل دراساتك المستنيرة ويمكنك أن تعتبر نفسك عبقرياً يشع بنوره على البشرية!
وتدّعي نظرية التطور أن الحياة قد وُجدت بمحض الصدفة. ولا يقل هذا الادعاء سخافة عن قصتنا؛ لأن الخلية بكل نظم تشغيلها واتصالاتها ونقلها وإدارتها، لا تقل تعقيداً عن أية مدينة.
الملحد مغيب العقل قبل اى شىء , ولاتوجد اسباب عقلية للإلحاد بل مردودات نفسية ان صح التعبير , واعجاب زائف بالعقل , ومحاولة للتخلص من الاعباء .
هل سمعت فى حياتك بشخص مطعون بسكين وينفى الناس ان هناك من طعنه ؟؟؟
هل سمعت فى حياتك بوجود تليفزيون لا شركة مصممة له؟
الله تعالى يقول :
وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات .
نظرت لنفسى فوجدت العجائب , ووجدت الارادة !
نظرت لاسنانى فوجدت اسنانى مصممة لمضغ الطعام , وقلت لم لو يوجد اسنان فماذا سيحدث؟ هل ساستطيع الاكل ؟
ومخرج الطعام لقد وجدته بدون اسنان !! يالها من مادة عاقلة تميز بين مدخل الطعام ومخرجاته ..
نظرت لجسدى فوجدته عاريًا .. تسائلت : لماذا خلقت عاريًا ..
ووجدت الاجابة عن القرود , فالمادة صممت للقرد شعرًا لانها تعلم انه لايستطيع ان يكسى نفسه لانه غير عاقل ويختلف عن الانسان!!
براهين ساطعة تدل على وجود ارادة خالقة , ولايفعل الملاحدة غير الغوص فى الصدفوية , وكيفما اتفق الامر !
الالحاد هنا يمر بحالة مثل الأنيميزم بالضبط ..
منذ الخليقة والانسان يتطلع الى قوة تفوق قوته كى يستعين بها ويلجأ إليها فى الحياة , وحتى لو لم تكن قوة فهو يبحث عن اى شىء يقدسه ويعبده .
وها ان سيدنا ابراهيم الخليل عندما اراد معرفة سر الكون وما اذا كان من خالق تطلع الى الكواكب ودهش من صنعها وعظمتها وهى تتلالأ فى السماء رغم بعدها الشاسع عنه , فورد على لسانه ما جاء فى القرآن الكريم :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) سورة الانعام ..
اذا فاللجوء الى تقديس قوة ما أمر فطرى فى الانسان منذ القدم , واذا كان الانسان فى الماضى سمى الشمس آلهة فقدسها وعبدها او قدس حيوانا كالبقرة لمنافعها صعدنا تسلسلا الى ان فوق الشمس قوة اكبر خلقتها , ذلك انها لم توجد نفسها بنفسها بالطبع وان لكل مصنوع صانعا ولكل غزل مغزلا ولكل فاعل فاعلا ولكل نظام منظما وان لكل مخلوق خالقا , وان ما نراه من عجائب الطبيعة ومن دقة صنع المخلوقات حية وغير حية يؤكد لنا انها لم توجد نفسها عفوا دون قصد ويد ابدعتها واوجدتها ..
على انى لو تجاهلت هذا كله فانه لا ادل على وجود الله تعالى من بعض اقوال النبى محمد صلى الله عليه وسلم ثم اعجاز القران وخوارق اخرى لااختلاف عليها ..
قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما عرض عليه اشراف قريش بواسطة عمه ابى طالب الملك عليهم والشرف والمال الكثير ..
(( والله ياعماه لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه ))
وقوله فى بدء دعوته وهو يهتف فى حزن عميق :
((اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس انت رب المستضعفين وانت ربى الى من تكلنى ))
اقول ان هذا التمسك الشديد من قبل الرسول الامين برسالته والدعوة اليها مع التألم وتضحية النفس فى سبيلها حتى الاذلال مع التعذيب والهوان رغم كل ما عرض عليه من ملك وجاه وشرف ومال لبرهان ساطع على صدق رسالته , وبالتالى على وجود المرسل وهو رب العالمين الله تعالى .
وإلا لو لم يكن رسول ربه لتجنب الاذلال والهوان والتعذيب مع رفضه الجاه والمال واكتفى بالايمان فى سره والاقلاع عن الدعوة والتبليغ والتضحية فى سبيل نجاح دعوته ..
أن يهلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى سبيل نشر الدعوة ان لم يظهر الله الاسلام كما قال , فلا ريب ان الدافع الى ذلك هو صحة الرسالة وقوة الحجة والصدق المطلق , وانه رسول حقا وان الله الخالق ارسله كما ارسل غيره من قبله ..
وهناك خوارق حسية لايمكن ان ننفيها , كنسيج العنكبوت على غار ثور الذى التجأ اليه النبى صلى الله عليه وسلم مع صاحبه إبى بكر رضى الله عنه حينما هاجر الى المدينة وقد تتبعت قريش أثر قدميهما على الرمال حتى هذا الغار وايقنوا استحالة وجودهما فيه وعدم نفى قريش لهذه الواقعة بعد ذلك مع انهم كانوا الد اعداء الرسول .. ثم ايضا ما ورد فى القران الكريم من قوله تعالى :
((ليس لك من الامر شىء)) . ال عمران 128
فلو أن القران من وضع النبى العظيم لا منزلا عليه اعتقد يقينا انه ما كان ليجول فى خاطره ولو طرفة عين فكرة مخاطبة نفسه على لسان ربه ان ليس له من الامر شىء ..
فانكار الذات لهذا المقدار من الانكار امر لاترضى عنه النفس البشرية ومحمد بشر ..
مثل ذلك :
(واستقم كما امرت) الشورى 15
مثل ذلك ايضًا ما ورد فى القران الكريم من قوله تعالى مخاطبا النبى صلى الله عليه وسلم :
((قل لا املك لنفسى ضرا ولانفعا إلا ماشاء الله )) يونس 49
وواهم من ذلك استغفار النبى صلى الله عليه وسلم لعمه ابى طالب الذى كان ولى امره بعد وفاة جده والذى آواه وحماه فى شعبه وهو من أمن به مدة ثلاث سنوات حينما قاطعتهم قريش , فان ابا طالب لن يتبرأ من دين ابائه واعتذر للنبى عن ذلك بانه لايرضى بمسبة ابائه ويخشى العار ولولا ذلك لاتبعه .. فقد اراد النبى الاستغفار له بعد وفاته قائلا : لاستغفرن لك ما لم انه عنك)) فنزلت الاية الكريمة (( ما كان للنبى والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولى قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم .. التوبة 113
فلو ان القران الكريم لم يكن من وحى الله بل من كلام محمد ذاته لتحاشى دون ريب ان يتصرف هذا التصرف تجاه عمه قائلا انه لايملك حق الاستغفار له, وان عمه الذى رباه ودفع عنه الاذى سيكون من اصحاب الجحيم !!!!!!!!!!
أمر عجيب اليس كذلك ؟؟
هذا عدا عن اعجاز القران الذى دليل قاطع اخر على ان القران من وحى الله فالله اذن موجود !!!
(( ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير .. لقمان 20
وورد فى سورة النور 35
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
فوا عجبًا كيف يُعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وفى كل شىء له اية تدل على انه الواحد .
فكيف يترك القوم الادلة الساطعة ويتجهون الى نظرية تحقير الانسان ؟
نظرية التطور التى يعبدها القوم هى سلسلة من التزييف ,
ولا ابالغ ان قلت انها اصبحت ايدلوجية اكثر منها نظرية !
فالنظرية من الناحية العلمية ضعيفة وفقيرة ولا ادلة كثيرة عليها , ونظرة سريعة لصور الاجنة مثلًا والتى كانت من ضمن أقوى الادلة فى بداية القرن العشرين, وهى نظرية اطلقوا عليها ( نظرية التلخيص) وملخص النظرية ان تشابه فى مراحل الجنبينة لبعض الحيوانات يشير الى ان هذه الحيوانات متطورة ومن أصل واحد , والمراحل الجنينية تلخص التاريخ التطورى للاحياء ومن ضمنهم الانسان .
والاوساط العلمية نبذت هذه النظرية منذ سنوات عديدة , مع ان العالم العربى لايزال يعتقد فى صحتها بجهل غير عادى ,
وقد انتبهوا لهذا الخطأ وخطورته فقد قام قام كبار العلماء بعمل تظبيطات على صور الاجنة البشرية , واضافوا للصور غير الصحيحة صورتين من عندهم حتى تبدو متوافقة لهذا الدليل .
فانظروا الى التزييف الذى يحدث عند القوم
وما زال هؤلاء يصدقونهم
ولهم العذر فمعظمهم جاهل جهل غير مبرر ..
بعدها اكتشف عالم كبير وهو الدكتور (براس) هذا التزوير , وكتب مقالة فى إحدى الجرائد متحديًا "أرنست هيجل" وداعيًا له للاعتراف بما قام به من تزوير.
وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير.
وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها، وقال بعد هذا الاعتراف المذهل:
( إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور...)...
إلى أن قال:
(بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيًّا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء)!!
إذن ما رأيكم في حياد وموضوعية وأخلاق هؤلاء العلماء التطوريين الذي قال عنهم هيجل إنهم يعدون بالمئات ؟!!
وبعد سقوط هذه النظرية وفشلها اخترع أنصار التطور نظرية أخرى سموها بـ(قانون التكوين الحياتي Biogenetic Law)، وتبين فيما بعد خطأ هذه النظرية أيضًا. ولا يسعنا تناولها هنا.
إنسان بلتداون:
في عام 1912م جاء أحد هواة التنقيب عن الآثار - ويعمل محاميًا في مدينة سوساك بانكلترا واسمه "جارلس داوصن Charles Davson - إلى المتحف البريطاني وقدم إلى أحد العاملين فيه وهو (سمث وود وورد Smith Woodward) قطعًا من جمجمة قال إنه اكتشفها عام 1908م في إحدى الحفريات في "بلتداون" قرب مدينة "سوساك".
كانت الجمجمة تبدو قديمة جدًّا، وكانت غريبة؛ فالقحف يبدو وكأنه يعود لجمجمة إنسان، أما الفك فيشبه فك قرد أورانجتون. أما الأسنان فكانت شبيهة بأسنان الإنسان. ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماء التطور أصروا على كونه يعود إليها دون تقديم أي برهان يُعْتَدُّ به على هذا الأمر؛ لأن هذه الجمجمة كانت بالنسبة إليهم فرصة ذهبية لإعلان أنها تمثل الحلقة المفقودة بين الإنسان وبين القرد. وأطلقوا عليها اسم إنسان أو رجل بلتداون (Piltdown Man). وقال علماء التطور بأن اكتشاف هذه الجمجمة (التي قدروا أنها ترجع إلى ما قبل نصف مليون سنة) وضع حدًّا للنقاش الدائر بين علماء التطور حول: هل تطور دماغ الإنسان أولاً ثم جسده ؟ أم تطور جسده ثم تطور دماغه؟ وقالوا بأن هذه الجمجمة تبرهن أن دماغ الإنسان هو الذي تطور أولاً. وقام "سمث وود وورد" بقياس وتقدير حجم دماغ هذا المخلوق مقدرًا إياه ب ( 1070) سم3. وبعد فترة أعاد عالم آخر هو "سير آرثر كيث "حساب حجم الدماغ وأوصله إلى الحد الأدنى لدماغ الإنسان المعاصر الذي يبلغ ( 1400 – 1500) سم3.
وفي اجتماع الجيولوجيين المعقود في لندن عام 1912م أشار بعض الحاضرين إلى احتمال كون هذه القطع العظمية عائدة إلى مخلوقات عدة وليس إلى مخلوق واحد.
ولكن لم يلتفت أحد إلى اعتراضهم هذا؛ لأن الجو العام كان في صالح التطوريين الذين ما كانوا ليدعوا هذه الفرصة الذهبية لتأييد نظرية التطور تفلت من أيديهم. وخلق علماء التطور جوًّا من الإرهاب العلمي والفكري بحيث خشي العلماء القيام بأي اعتراض في هذا الموضوع، فمثلاً عندما قال عالم التشريح الألماني المشهور "فرانز ويدنريج Franz Weidenreich" ( 1873 – 1948 ) عام 1940 ( أي بعد 28 سنة من اكتشاف هذه العظام):
(يجب حذف "إنسان بلتداون" من سجل المتحجرات؛ لأنه ليس إلا عبارة عن تركيب اصطناعي بين جمجمة إنسان وفك قرد الأورانج ووضع أسنان في هذا الفك بشكل اصطناعي).
كتب العالم البريطاني سير آرثر كيث ( 1866 - 1955) جوابًا قاسيًا له وقال مؤنبًا إياه:
(إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق التي لا توافق نظرية مقبولة لديك سلفًا. أما الطريق الذي يسلكه رجال العلم فهو تطويع النظريات للحقائق، وليس التخلص من الحقائق).
واضطر العالم الأمريكي المعروف هنري إزبورن (1857 – 1935) الذي تشكك في البداية من هذه العظام إلى سحب رأيه عندما زار المتحف البريطاني عام 1921م، وشاهد الجمجمة فقال مبديًا حيرته: (إن الطبيعة مليئة بالمفاجآت)، ثم وصف الاكتشاف بأنه اكتشاف في غاية الأهمية للمراحل التي عاشها الإنسان في السابق.
واستمرت هذه المهزلة التي ألبسوها لباس العلم ما يقارب أربعين عامًا، كان علماء التطور الفطاحل يكتشفون في كل يوم أمرًا جديدًا في هذه الجمجمة، فقد بدأ بعضهم يكتشف علامات قردية في قحف هذه الجمجمة، فقد قال سير آرثر كيث بأن جبهتها تشبه جبهة قرد الأورانج الموجود في بورنيو وسومطرة. كما بدأ آخرون يكتشفون علامات إنسانية في الفك، فشكل تثبيت الأسنان في الفك - كما زعموا - يشبه ما هو موجود لدى الإنسان، وبدأت الدراسات "العلمية !!" تَتْرى حول هذه الجمجمة وحول العلامات الخفية فيها ودلالات هذه العلامات، حتى قيل بأنه كتب ما يقارب من نصف مليون مقالة وبحث في الجرائد وفي المجلات حول هذه الجمجمة وأهميتها ودلالاتها طوال هذه السنوات.
استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام "كنيث أوكلي" من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة بالدرجة المخمنة سابقًا، ثم قام الشخص نفسه مع "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد مع " ج. س. وينر" في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي، وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة. وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة.
في الشهر الحادي عشر من عام 1953م أعلنت نتائج التجارب بشكل رسمي وكانت كما يأتي:
(إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة ومن قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر، أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).
وانفجر هذا الخبر كدوي قنبلة ولا سيما في الأوساط العلمية. وكان السؤال المحير هو: كيف عجز هؤلاء العلماء الفطاحل عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد من خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عامًا تقريبًا؟ وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟
قال كروس كلارك الذي كان ضمن لجنة الفحص متعجبًا:
(لقد كانت علامات المحاولة المقصودة لإظهار العظام قديمة ومتآكلة ظاهرة وواضحة إلى درجة أن الإنسان ليحتار كيف أنها لم تلاحظ حتى الآن من قبل أحد!!)
إليكم أنموذجًا آخر حول نوعية أدلة علماء التطور والأسلوب غير العلمي في البحث والتحليل عندهم، ومدى نصيب الخيال في أدلتهم هذه.
قلت في مقالة كتبتها في هذا الموضوع: (إن قصة "إنسان جاوا" أنموذج جيد على طبيعة وقيمة أدلة التطوريين، وأنموذج جيد على محاولات التزييف العديدة التي قام بها أنصار نظرية دارون في التطور لإثبات صحتها، وهي محاولات غريبة في دنيا العلم وظاهرة مقصورة على أنصار نظرية التطور؛ لذا نجد أن مجلة "العلوم" الأمريكية تقول في عددها الصادر في كانون الثاني سنة 1965م: [إن جميع علماء التطور لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل].
ونقدم هنا نبذة مختصرة عن قصة ما قيل إنه "إنسان جاوا".
المكتشف هو الطبيب الهولندي "يوجين ديبوا"، أصبح طبيبًا في الجيش الملكي الهولندي، وتيسر له السفر إلى جاوا. وفي قرية تقع على نهر "سولو" عثر على قطعة من فك سفلي وسن واحدة في الحفريات التي كان يجريها هناك سنة 1890م، ثم عثر سنة 1891م على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة ومنخفضة وفيها بروز فوق العينين، وبروز في الخلف. وكان واضحًا أنها لا تعود إلى إنسان عادي، فقد كان حجم الدماغ صغيرًا.
في السنة التالية عثر في نفس تلك المنطقة - ولكن على بعد 40م تقريبًا - على عظمة فخذ. وكان واضحًا أنها تعود لإنسان.
ولكي يصبح " ديبوا " بطلاً ومكتشف "الحلقة المفقودة" وينال هذه الشهرة الكبيرة في دنيا العلم، فقد أعلن أن جميع ما اكتشفه من عظام يعود إلى مخلوق واحد، وهو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.
ماذا كان يعني هذا ؟…
كان هذا يعني مخلوقًا قرديًّا يمشي منتصبًا كإنسان؛ ذلك لأن عظمة الفخذ (التي تعود في الحقيقة إلى إنسان عادي) كانت تشير إلى المشي المنتصب. أي أن القرد عندما تطور - على زعمهم - إلى إنسان فإن المشي المنتصب كان أولى خطوات التطور.
ولكن ما الدليل الذي قدمه "ديبوا " لإثبات أن العظام التي عثر عليها لا تعود إلى مخلوقات عدة بل إلى مخلوق واحد؟…
لم يقدم دليلا واحدًا على الإطلاق...
وقد تصدى العالم المشهور الدكتور "فيرشاو" في مؤتمر الأنثروبولوجيا (الذي عقد سنة 1895م وحضره "ديبوا") لهذا الزعم، وقال: إن الجمجمة هي لقرد، وإن عظمة الفخذ هي لإنسان. وطلب من "ديبوا" تقديم أي دليل علمي مقنع لزعمه فلم يستطع. وعندما سأله الدكتور "فيرشاو" كيف يفسر أن هذه العظام كانت متباعدة عن بعضها ؟ اخترع " ديبوا " قصة خيالية فقال:
(إن من المحتمل أن هذا الإنسان القردي قد قتلته الحمم البركانية، ثم اكتسحته الأمطار إلى النهر، وهناك افترسته التماسيح وبعثرت عظامه في تلك المنطقة)
أرأيتم نوعية أدلة التطوريين وقيمتها من الناحية العلمية؟
خيال غير مدعوم إلا بقصة خيالية !!... وهكذا يكون الدليل العلمي وإلا فلا !!
ولكن هل انتهت قصة أو خرافة "إنسان جاوا" ؟ … كلا…
فبعد صمت دام ثلاثين سنة تكلم "ديبوا" وقذف بمفاجأة انفجرت كقنبلة في الأوساط العلمية… إذ صرح أنه – خلافًا لما ذكره في مؤتمر الأنثروبولوجيا - قد عثر على جمجمتين أخريين في نفس تلك السنة وفي نفس تلك المنطقة، وإنه كان يخفيهما طوال هذه السنوات. ثم عرض الجمجمتين لأنظار العلماء، وكانتا تعودان لإنسان عادي.
إذن ففي تلك الفترة (التي تشير إليها الطبقة الأرضية للعظام) كان يعيش إنسان عادي، وليس مخلوق بين الإنسان والقرد، والغريب أن حجم دماغ الجمجمتين كان أكبر من الحجم المتوسط لدماغ الإنسان الحالي في أوروبا.
وقد اعترف "ديبوا" قبل وفاته بسنوات بأن ما وجده وأطلق عليه اسم "إنسان جاوا" لم يكن إلا جمجمة قرد كبير Ape.
وكتب عالم الأحياء الأستاذ "ف. مارش F.Marsh في كتابه (التطور أم الخلق الخاص Evolution or special creation) ما يأتي:
"هناك مثال آخر على تزوير الأدلة هو قضية "ديبوا" الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة كبيرة، والذي قال فيه: إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوا اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان نفسه وجد عظامًا تعود بلا شك إلى الإنسان الحالي").
أعلن في عام 1922م عن اكتشاف ضرس في نبراسكا في طبقات (Snake Cook) من قبل العالمين (هـ. فيرفيلد أوزبورن) و(هارولد جي. كوك). وقال بعض العلماء بأن هذه السن تحمل علامات كونها عائدة إلى (الإنسان المنتصب Pithecanthropus erectus)؛ لأنها تحمل خواصَّ إنسانية واضحة!!. أما البروفيسور أوزبرون فقد زعم بأن المخلوق صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد!! وأطلق عليه اسم (إنسان نبراسكا Nebraska Man). وقام علماء التطور بإطلاق اسم لاتيني فخم ورنان على المخلوق صاحب هذه السن وهو (Hesperopihecus Harldcookii). وقام العالم البريطاني الشهير البروفيسور (سير أليوت سمث) بكتابة (مقالة علمية !!) حول (إنسان نبراسكا). كما زينت مقالته هذه صورًا خيالية لإنسان نبراسكا مع زوجته!!.
بعد ثلاث سنوات كان الرأي العام الأمريكي، بل الرأي العام في العالم أجمع يتابع باهتمام وقائع قضية أو محاكمة (سكوبس) التي عقدت في مدينة "دايتون"، وهي مدينة صغيرة في ولاية "تنسي" الأمريكية وحضر المحكمة ما يزيد عن عشرين ألف مستمع. وحضر هذه المحاكمة مراسل من جريدة "المقتطف" المصرية أيضًا وكتب عنها بإسهاب.
كانت حكومة ولاية تنسي قد أقامت دعوى ضد مدرس اسمه سكوبس؛ لأنه عارض صحة الإصحاح الأول من سفر التكوين حول الخلق، وقدم نظرية دارون بديلاً عن فكرة الخلق.
كان محامي المتهم هو السيد (دارو) يساعده ثلاثة من أشهر علماء التطور، وهم الأستاذ كونكلن، والدكتور أوسبرن، والدكتور دفنبرت. أما أشهر القائمين على محاكمة المتهم فكان السياسي المعروف (وليم جيننز برين). ومع أن المحكمة أدانت المتهم، إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفًا كبيرًا على المتهم وغضبًا على المحكمة التي اتهمت بمعاداة العلم وخنق حرية الرأي.
في هذه المحاكمة قدَّم هؤلاء العلماء هذه السن، (أي السن التي أطلقوا على صاحبها اسم "إنسان نبراسكا") كدليل لا ينقض على صحة نظرية التطور، وطلبوا تبرئة المتهم؛ لأنه لم يقم إلا بالتعبير عن حقيقة علمية ثابتة تشهد هذه السن عليها. وعندما اعترض السيد وليم على ضآلة هذا الدليل سخر منه هؤلاء العلماء الفطاحل! وتهكموا عليه وضحكوا منه.
ولكن بعد سنوات تبين أن هذه السن لا تعود لأي إنسان ولا حتى لأي نوع من أنواع القرود بل تعود إلى.... خنزير!!... نعم إلى خنزير بري !!... وتبين أن كل هذه الضجة التي أثاروها حول هذه الحلقة المفقودة لم تكن سوى مهزلة كبرى ألبسها علماء التطور بخيالهم لباس العلم، زورًا وبهتانًا وأوهموا الناس وخدعوهم طوال عدة سنين .
هذه هى نظرية التطور التى يؤمن بها اصحابها , سلاسل تزييف , خداع لاثبات الموقف , هذا غير عدم امكانية اثباتها معمليًا ..
فالالحاد موقف سلبى , منتهى السلبية .. كل ما يفعله الملحد هو الطعن فى الاديان او الطعن فى الهواء فهذا حالهم ..
هذا اوجه كنقد مباشر للالحاد , فالالحاد هو فقط عدم الاعتقاد فى وجود إله او صحة دين ما , هذا هو فقط الإلحاد , لايقدم لك أكثر من ذلك , فحياتك انت تعيشها بالطول وبالعرض , وتعامل الاخرين كيفما تشاء , لاظابط ولا رابط ,, تسيب واهمال .. عدم مقدرة على الاتحاد فى فكر او عقيدة , يوجهنا الالحاد الى ان نعيش مثل الحيوانات !
وهذه ليست بساطة او ليونة , بل هو تمرد على الفطرة , محاولة فاشلة للتذاكى والابداع والشعور بالاختلاف ..
الالحاد يقودك الى سلبية من جهة العرض , فانت لاتستطيع ان تعرض شيئًا , فقط كل ما عليك هو الانكار فتصير ملحدا محترفا بارعا .. ارتدى نظارة وانكر تصبح ملحد درجة أولى ..
وفى النهاية يقودك الى طريق مسدود ..
الى اليأس القاتم ,
الى الاستياء ..
وما اصعب شعور اليأس والاحباط ..
الملاحدة الذين لايقبلون تعاليم الدين فى حاجة على مساعتدهم على التعامل مع الحياة الانسانية .
المراجع :
كتاب خديعة التطور لهارون يحيى..
مجموعة كتب عن الادلة المادية على وجود الله ..
مقالات عن أدلة تزييف نظرية التطور ..
حلقات لريتشارد دواكنز .
واصلى واسلم على خير خلقه , محمدا صلى الله عليه وسلم..
اما بعد :
ان النظرة العلمية لنظرية التطور تؤدى الى اكتشاف ان النظرية ماهى إلا سلسلة من تزييف الحقائق , وأتعجب كيف يؤمن بها هؤلاء يفضلونها على القول ان خالق قادر عليم هو الذى خلق البشر بهذه الدقة والجمال ..
ان العقل - الذين يزعمون امتلاكه ! - يقول بكل بوضوح ان الاكثر عقلانية ان نقول ان الكائنات صممها مصمم مبدع , وهو الاكثر قبولا لدى العقل , عوضا عن القول بان تراكم المصادفات انشا انسان واعى ومفكر وعاقل !
دائما ما انظر للملاحدة واتسائل : لماذا هم على هذه الحال ؟؟
هل ما ماهم عليه هو أمر جيد ؟
هل إلحادهم هذا رائع ؟
والمهم : هل هو مفيد لهم او لمحيطهم من أهل وأقارب وأصدقاء ؟
لاحظت ان المؤمنين ينظرون إليهم نظرة شفقة لابتعادهم عن الله تعالى , فهم فى نظرهم يخسرون الكثير والكثير , رضى الله تعالى , سعادة الدنيا , السعادة الابدية , اليقين والاطمئنان .. كل هذا وغيره الكثير يتضائل كونهم من الملحدين ..
والملحدين فى شدة الانبهار بهم لانهم اصبحوا رجال احرار مفكرين يؤمنون بنظرية دارون , ولا يؤمنون بان الانسان كان قطعة طين ! ويرفضون الدين وغيبياته ..
ووجدت انهم اشخاصا سلبىين , كل ما يفعلونه هو الطعن فى الاديان ورفضها ولكن ليس لديهم شيئًا يقدمونه للناس غير هذا , فقط الرفض والاستياء والتعقلن الوهمى هو شاغلهم الاول والاخير .. عندما يسألهم مؤمن :
كيف نشأ الكون؟
فلا يعرفون كيف يردون عليه إلا بنظريات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة , الامر الذى يجعل سخريته اكبر من سخريتهم , فهو يؤمن بوجود إله خلق الكون وسخره , اما هم كل ما يستطيعون تفسيره لايخرج عن حدود المادة حتى صاروا عبيدا لها!
المادة انفجرت بسبب الضغط الشديد ,
المادة تشتتت وتناثرت
المادة بدأت تنظم نفسها فكونت الكواكب فى مدارات دقيقة ,
المادة وضعت الشمس فى مكان رائع تمامًا مقاس قياس بدقة شديدة ,
المادة كونت الخلية ,
الخلية كونت انسان ..
المادة الخرساء جعلت الانسان يتكلم بل وينشد ويغنى ..
المادة العمياء انتجت مفتحين! جعلت الانسان يرى كل ما حوله بالوان رائعة
المادة الجاهلة خلقت علماء ومفكرين وأدباء ومبدعين !!
توقفت , وسألت نفسى هل هذا مقنع , هل هذا كل ما يقدمونه للناس من منطق ؟ كيف يكون امرًا منطقيًا عقليًا وهو انكار للعقل اصلًا ؟
إنك لو سرت فى صحراء فارغة ووجدت على سبيل المثال كاميرا محطمة وملقاه على الأرض , فأول ما سيتبادر الى ذهنك سؤال وحيد ومنطقى :
من اسقطها ياترى؟ ممن وقعت ؟
اذن لن أقول انها وجدت بسبب تجمع لزجاج وبلاستيك وبعض المعادن مع حدوث عاصفة قوية كونت الكاميرا !
يقول زعماء الملحدين فى العالم , ومنهم مثلًا عملاقهم الصغير! (ريتشارد داوكنز ) : ان المسألة ليست مصادفة! بل الامر مثل الهرم من اسفل الى اعلى , فبدأت الحياة بشىء بسيط ثم تعقد البسيط الى معقد!
وهو بكلامه لايهرب من المصادفة بل فقط يغير المعنى , وهو لايستطيع ان يهرب من ذلك , فالعين مثلًا - مهما كانت الاسباب المادية - قد تكونت بشكل ما واصبحت تشاهد ما حولها من حياة وهذا حصل بدون ارادة , والعقل اصبح يفكر ويجعلنا من حيوانات ( حسب كلامهم) الى كائنات تنزل على القمر والمريخ ونستكشف الكون ..
ولو دواكنز كلف نفسه وتأمل فى عيون من حوله! بدلًا من النظر فى عيون الكاميرات فى برامجه! , لاكتشف بنفسه ان عين الكاميرا مصممة وكذلك عين الانسان صممها الله تعالى خالق كل شىء ..
بيرند كوبرز - وهو من التطوريين - يقول : ( إنه من السخف أن تدرك الغاية من الكاميرا في نفس الوقت الذي تنفي فيه الغاية عن العين)
او مثلًا الساعة البيولوجية فى الكائنات الحية , كيف نقول انها وجدت بالمصادفة ونحن جميعًا نرتدى ساعات فى ايدينا !
قلت لنفسى ..
ان من اسخف الاشياء فى الالحاد هو الالحاد نفسه! , وهذا ليس تفلسفًا ,
فالالحاد عند القوم هو نفى الارادة وراء كل ما نسمعه ونراه فى الكون , وبعض المؤمنين يرون ان هذا الانكار هو انكارا غير مقبول ابدًا ولا يناقش فيه .. وهذا صحيح , فانكارهم يدخل ضمن انكار البديهيات , يعنى ان قالوا توجد ارادة ولكن لانعرف ماهى فهذا منطقيًا بعض الشىء ! اما نفى البديهيات فهو شىء يليق بالملاحدة بالفعل ..
تخيل انك كنت فى طائرة ووقعت بك فى صحراء جرداء , فظللت تمشى حتى اصابك التعب ووقعت على الارض مغشيًا عليك, وعندما استيقظت وجدت مائدة كبيرة عليها اطايب الطعام والشراب ..
فهل من المقبول ان نقول ان المائدة وجدت باسباب مادية ولم يرتبها أحد ؟ ام ان هذا جنان رسمى ؟
فكيف نقول اذن انه لا ارادة وراء هذا الجمال والابداع الذى نشهده .
المادة فقط لاتستطيع ان تصمم وان تبدع , اذ لابد من ارادة وراء الابداع وهو امرًا بديهيًا ..
وحتى ادراكك للابداع هو دليل على وجود مبدع , كما ان شوقك للعدل المطلق دليل على وجود العادل ..
ان عدم اقتناع الملحد بوجود مدبر خالق هو فقط تكبر على الحق , فلا شىء ينشأ بالصدفة حتى لو كان احتماله ضئيل للغاية فما بالكم بتعقيد دقيق غير عادى , معجزة , لم يتوصل الانسان الى كل شىء فيها بعد !
إذا صدّق شخص أن الخلية الحية يمكن أن تظهر في الوجود بمحض الصدفة، فلا يوجد ما يمنعه من تصديق قصة مشابهة سنرويها فيما يأتي. إنها قصة مدينة:
ففي أحد الأيام تبلّلُ مياهُ الأمطار كتلةً من الصلصال مضغوطةً بين الصخور في أرض جرداء. ويجف الصلصال المبتلّ ويقسو عند شروق الشمس، ثم يكتسب شكلاً جامداً مقاوِماً. وبعد ذلك تتهشم الصخور (التي أدَّتْ دور القالب أيضاً بطريقة ما) إلى قطع، ثم تظهر بعد ذلك طوبة مرتبة قوية حسنة الشكل. وتظل هذه الطوبة تحت نفس الظروف الطبيعية لسنين في انتظار تكوين طوبة مشابهة. ويستمر هذا الوضع إلى أن يتكون المئات والآلاف من نفس الطوب في نفس المكان. ومع ذلك، وبمحض الصدفة، لا تتلف أية طوبة من تلك الطوبات التي تكونت في السابق. وعلى الرغم من تعرض الطوب للعواصف والأمطار والرياح والشمس الحارقة والبرد القارص لآلاف السنين، فأنه لا يتصدع، أو ينكسر، أو ينجرف بعيداً، بل يظل منتظراً هناك في نفس المكان وبنفس العزم حتى يتكون طوب آخر!
وعندما يصل عدد الطوب إلى عدد مناسب، يقوم هذا الطوب بتشييد مبنى من خلال الاصطفاف على الجوانب فوق بعضه البعض بعد أن تجره -عشوائياً - تأثيرات الظروف الطبيعية؛ مثل الرياح، أو العواصف، أو الأعاصير. وفي غضون ذلك تتكون مواد مثل خليط الإسمنت أو الرمال بفعل الظروف الطبيعية في توقيت محكم، وتتخلل ما بين الطوب لكي يتماسك بعضه مع بعض. وبينما يحدث كل ذلك، يتشكل خام الحديد تحت الأرض بفعل الظروف الطبيعية ويضع أساساً للمبنى الذي يتم تشييده بهذا الطوب. وفي نهاية هذه العملية، يعلو مبنى كامل دون أن يلحق بمواده ونجارته وتركيباته أي أذى.
وبالطبع، لا يتكون المبنى من أساس وطوب وإسمنت فحسب. ترى، كيف يمكن -إذن- الحصول على كل المواد الأخرى الناقصة؟ الجواب بسيط: توجد جميع المواد المطلوبة لإنشاء المبنى داخل الأرض المشيد عليها هذا المبنى. إذ يوجد السيليكون للزجاج، والنحاس للكابلات الكهربائية، والحديد للأعمدة والدعائم ومواسير المياه... توجد كل هذه الأشياء في باطن الأرض بكميات وفيرة، ولا يتطلب الأمر أكثر من مهارة الظروف الطبيعية لتشكيل هذه المواد ووضعها داخل المبنى. وتوضع جميع التركيبات وأعمال النجارة وإكسسوارات البناء بين الطوب بمساعدة الرياح العاصفة، والأمطار، والزلازل!
لقد سار كل شيء على ما يرام لدرجة قيام الطوب بترتيب نفسه بشكل يسمح بترك الفراغات اللازمة للنوافذ، وكأن الطوب يعلم أن هناك شيئاً اسمه الزجاج سيتم تكوينه لاحقاً بفعل الظروف الطبيعية. وفضلاً عن ذلك، لم يُغفِل الطوب تركَ بعض الفراغات للسماح بإدخال المياه والكهرباء ونظم التدفئة، التي ستتكون لاحقاً أيضاً بمحض الصدفة. وهكذا، فقد تم كل شيء على أكمل وجه لدرجة أن المصادفات والظروف الطبيعية أنتجت تصميماً لا تشوبه شائبة!
إذا استطعت أن تحافظ على ثقتك بهذه القصة حتى الآن فلن تواجه أية مشكلة في تخمين الكيفية التي تكوّنت بها مباني المدينة الأخرى، ومصانعها، وطرقها السريعة، وأرصفتها، وبنيتها الأساسية، ونظم اتصالاتها ونقلها. وإذا كانت لديك معلومات تقنية وكنت ملماً بالموضوع بدرجة معقولة، فسوف تستطيع أن تكتب كتاباً علمياً بحتاً مكوناً من بضعة مجلدات تطرح فيه نظرياتك بخصوص العملية التطورية لنظام الصرف الصحي ومدى تماثله مع التركيبات الحالية! بل وقد يتم منحك جائزة أكاديمية تقديراً لك على كل دراساتك المستنيرة ويمكنك أن تعتبر نفسك عبقرياً يشع بنوره على البشرية!
وتدّعي نظرية التطور أن الحياة قد وُجدت بمحض الصدفة. ولا يقل هذا الادعاء سخافة عن قصتنا؛ لأن الخلية بكل نظم تشغيلها واتصالاتها ونقلها وإدارتها، لا تقل تعقيداً عن أية مدينة.
الملحد مغيب العقل قبل اى شىء , ولاتوجد اسباب عقلية للإلحاد بل مردودات نفسية ان صح التعبير , واعجاب زائف بالعقل , ومحاولة للتخلص من الاعباء .
هل سمعت فى حياتك بشخص مطعون بسكين وينفى الناس ان هناك من طعنه ؟؟؟
هل سمعت فى حياتك بوجود تليفزيون لا شركة مصممة له؟
الله تعالى يقول :
وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات .
نظرت لنفسى فوجدت العجائب , ووجدت الارادة !
نظرت لاسنانى فوجدت اسنانى مصممة لمضغ الطعام , وقلت لم لو يوجد اسنان فماذا سيحدث؟ هل ساستطيع الاكل ؟
ومخرج الطعام لقد وجدته بدون اسنان !! يالها من مادة عاقلة تميز بين مدخل الطعام ومخرجاته ..
نظرت لجسدى فوجدته عاريًا .. تسائلت : لماذا خلقت عاريًا ..
ووجدت الاجابة عن القرود , فالمادة صممت للقرد شعرًا لانها تعلم انه لايستطيع ان يكسى نفسه لانه غير عاقل ويختلف عن الانسان!!
براهين ساطعة تدل على وجود ارادة خالقة , ولايفعل الملاحدة غير الغوص فى الصدفوية , وكيفما اتفق الامر !
الالحاد هنا يمر بحالة مثل الأنيميزم بالضبط ..
منذ الخليقة والانسان يتطلع الى قوة تفوق قوته كى يستعين بها ويلجأ إليها فى الحياة , وحتى لو لم تكن قوة فهو يبحث عن اى شىء يقدسه ويعبده .
وها ان سيدنا ابراهيم الخليل عندما اراد معرفة سر الكون وما اذا كان من خالق تطلع الى الكواكب ودهش من صنعها وعظمتها وهى تتلالأ فى السماء رغم بعدها الشاسع عنه , فورد على لسانه ما جاء فى القرآن الكريم :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) سورة الانعام ..
اذا فاللجوء الى تقديس قوة ما أمر فطرى فى الانسان منذ القدم , واذا كان الانسان فى الماضى سمى الشمس آلهة فقدسها وعبدها او قدس حيوانا كالبقرة لمنافعها صعدنا تسلسلا الى ان فوق الشمس قوة اكبر خلقتها , ذلك انها لم توجد نفسها بنفسها بالطبع وان لكل مصنوع صانعا ولكل غزل مغزلا ولكل فاعل فاعلا ولكل نظام منظما وان لكل مخلوق خالقا , وان ما نراه من عجائب الطبيعة ومن دقة صنع المخلوقات حية وغير حية يؤكد لنا انها لم توجد نفسها عفوا دون قصد ويد ابدعتها واوجدتها ..
على انى لو تجاهلت هذا كله فانه لا ادل على وجود الله تعالى من بعض اقوال النبى محمد صلى الله عليه وسلم ثم اعجاز القران وخوارق اخرى لااختلاف عليها ..
قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما عرض عليه اشراف قريش بواسطة عمه ابى طالب الملك عليهم والشرف والمال الكثير ..
(( والله ياعماه لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه ))
وقوله فى بدء دعوته وهو يهتف فى حزن عميق :
((اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس انت رب المستضعفين وانت ربى الى من تكلنى ))
اقول ان هذا التمسك الشديد من قبل الرسول الامين برسالته والدعوة اليها مع التألم وتضحية النفس فى سبيلها حتى الاذلال مع التعذيب والهوان رغم كل ما عرض عليه من ملك وجاه وشرف ومال لبرهان ساطع على صدق رسالته , وبالتالى على وجود المرسل وهو رب العالمين الله تعالى .
وإلا لو لم يكن رسول ربه لتجنب الاذلال والهوان والتعذيب مع رفضه الجاه والمال واكتفى بالايمان فى سره والاقلاع عن الدعوة والتبليغ والتضحية فى سبيل نجاح دعوته ..
أن يهلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى سبيل نشر الدعوة ان لم يظهر الله الاسلام كما قال , فلا ريب ان الدافع الى ذلك هو صحة الرسالة وقوة الحجة والصدق المطلق , وانه رسول حقا وان الله الخالق ارسله كما ارسل غيره من قبله ..
وهناك خوارق حسية لايمكن ان ننفيها , كنسيج العنكبوت على غار ثور الذى التجأ اليه النبى صلى الله عليه وسلم مع صاحبه إبى بكر رضى الله عنه حينما هاجر الى المدينة وقد تتبعت قريش أثر قدميهما على الرمال حتى هذا الغار وايقنوا استحالة وجودهما فيه وعدم نفى قريش لهذه الواقعة بعد ذلك مع انهم كانوا الد اعداء الرسول .. ثم ايضا ما ورد فى القران الكريم من قوله تعالى :
((ليس لك من الامر شىء)) . ال عمران 128
فلو أن القران من وضع النبى العظيم لا منزلا عليه اعتقد يقينا انه ما كان ليجول فى خاطره ولو طرفة عين فكرة مخاطبة نفسه على لسان ربه ان ليس له من الامر شىء ..
فانكار الذات لهذا المقدار من الانكار امر لاترضى عنه النفس البشرية ومحمد بشر ..
مثل ذلك :
(واستقم كما امرت) الشورى 15
مثل ذلك ايضًا ما ورد فى القران الكريم من قوله تعالى مخاطبا النبى صلى الله عليه وسلم :
((قل لا املك لنفسى ضرا ولانفعا إلا ماشاء الله )) يونس 49
وواهم من ذلك استغفار النبى صلى الله عليه وسلم لعمه ابى طالب الذى كان ولى امره بعد وفاة جده والذى آواه وحماه فى شعبه وهو من أمن به مدة ثلاث سنوات حينما قاطعتهم قريش , فان ابا طالب لن يتبرأ من دين ابائه واعتذر للنبى عن ذلك بانه لايرضى بمسبة ابائه ويخشى العار ولولا ذلك لاتبعه .. فقد اراد النبى الاستغفار له بعد وفاته قائلا : لاستغفرن لك ما لم انه عنك)) فنزلت الاية الكريمة (( ما كان للنبى والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولى قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم .. التوبة 113
فلو ان القران الكريم لم يكن من وحى الله بل من كلام محمد ذاته لتحاشى دون ريب ان يتصرف هذا التصرف تجاه عمه قائلا انه لايملك حق الاستغفار له, وان عمه الذى رباه ودفع عنه الاذى سيكون من اصحاب الجحيم !!!!!!!!!!
أمر عجيب اليس كذلك ؟؟
هذا عدا عن اعجاز القران الذى دليل قاطع اخر على ان القران من وحى الله فالله اذن موجود !!!
(( ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير .. لقمان 20
وورد فى سورة النور 35
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
فوا عجبًا كيف يُعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وفى كل شىء له اية تدل على انه الواحد .
فكيف يترك القوم الادلة الساطعة ويتجهون الى نظرية تحقير الانسان ؟
نظرية التطور التى يعبدها القوم هى سلسلة من التزييف ,
ولا ابالغ ان قلت انها اصبحت ايدلوجية اكثر منها نظرية !
فالنظرية من الناحية العلمية ضعيفة وفقيرة ولا ادلة كثيرة عليها , ونظرة سريعة لصور الاجنة مثلًا والتى كانت من ضمن أقوى الادلة فى بداية القرن العشرين, وهى نظرية اطلقوا عليها ( نظرية التلخيص) وملخص النظرية ان تشابه فى مراحل الجنبينة لبعض الحيوانات يشير الى ان هذه الحيوانات متطورة ومن أصل واحد , والمراحل الجنينية تلخص التاريخ التطورى للاحياء ومن ضمنهم الانسان .
والاوساط العلمية نبذت هذه النظرية منذ سنوات عديدة , مع ان العالم العربى لايزال يعتقد فى صحتها بجهل غير عادى ,
وقد انتبهوا لهذا الخطأ وخطورته فقد قام قام كبار العلماء بعمل تظبيطات على صور الاجنة البشرية , واضافوا للصور غير الصحيحة صورتين من عندهم حتى تبدو متوافقة لهذا الدليل .
فانظروا الى التزييف الذى يحدث عند القوم
وما زال هؤلاء يصدقونهم
ولهم العذر فمعظمهم جاهل جهل غير مبرر ..
بعدها اكتشف عالم كبير وهو الدكتور (براس) هذا التزوير , وكتب مقالة فى إحدى الجرائد متحديًا "أرنست هيجل" وداعيًا له للاعتراف بما قام به من تزوير.
وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير.
وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها، وقال بعد هذا الاعتراف المذهل:
( إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور...)...
إلى أن قال:
(بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيًّا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء)!!
إذن ما رأيكم في حياد وموضوعية وأخلاق هؤلاء العلماء التطوريين الذي قال عنهم هيجل إنهم يعدون بالمئات ؟!!
وبعد سقوط هذه النظرية وفشلها اخترع أنصار التطور نظرية أخرى سموها بـ(قانون التكوين الحياتي Biogenetic Law)، وتبين فيما بعد خطأ هذه النظرية أيضًا. ولا يسعنا تناولها هنا.
إنسان بلتداون:
في عام 1912م جاء أحد هواة التنقيب عن الآثار - ويعمل محاميًا في مدينة سوساك بانكلترا واسمه "جارلس داوصن Charles Davson - إلى المتحف البريطاني وقدم إلى أحد العاملين فيه وهو (سمث وود وورد Smith Woodward) قطعًا من جمجمة قال إنه اكتشفها عام 1908م في إحدى الحفريات في "بلتداون" قرب مدينة "سوساك".
كانت الجمجمة تبدو قديمة جدًّا، وكانت غريبة؛ فالقحف يبدو وكأنه يعود لجمجمة إنسان، أما الفك فيشبه فك قرد أورانجتون. أما الأسنان فكانت شبيهة بأسنان الإنسان. ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماء التطور أصروا على كونه يعود إليها دون تقديم أي برهان يُعْتَدُّ به على هذا الأمر؛ لأن هذه الجمجمة كانت بالنسبة إليهم فرصة ذهبية لإعلان أنها تمثل الحلقة المفقودة بين الإنسان وبين القرد. وأطلقوا عليها اسم إنسان أو رجل بلتداون (Piltdown Man). وقال علماء التطور بأن اكتشاف هذه الجمجمة (التي قدروا أنها ترجع إلى ما قبل نصف مليون سنة) وضع حدًّا للنقاش الدائر بين علماء التطور حول: هل تطور دماغ الإنسان أولاً ثم جسده ؟ أم تطور جسده ثم تطور دماغه؟ وقالوا بأن هذه الجمجمة تبرهن أن دماغ الإنسان هو الذي تطور أولاً. وقام "سمث وود وورد" بقياس وتقدير حجم دماغ هذا المخلوق مقدرًا إياه ب ( 1070) سم3. وبعد فترة أعاد عالم آخر هو "سير آرثر كيث "حساب حجم الدماغ وأوصله إلى الحد الأدنى لدماغ الإنسان المعاصر الذي يبلغ ( 1400 – 1500) سم3.
وفي اجتماع الجيولوجيين المعقود في لندن عام 1912م أشار بعض الحاضرين إلى احتمال كون هذه القطع العظمية عائدة إلى مخلوقات عدة وليس إلى مخلوق واحد.
ولكن لم يلتفت أحد إلى اعتراضهم هذا؛ لأن الجو العام كان في صالح التطوريين الذين ما كانوا ليدعوا هذه الفرصة الذهبية لتأييد نظرية التطور تفلت من أيديهم. وخلق علماء التطور جوًّا من الإرهاب العلمي والفكري بحيث خشي العلماء القيام بأي اعتراض في هذا الموضوع، فمثلاً عندما قال عالم التشريح الألماني المشهور "فرانز ويدنريج Franz Weidenreich" ( 1873 – 1948 ) عام 1940 ( أي بعد 28 سنة من اكتشاف هذه العظام):
(يجب حذف "إنسان بلتداون" من سجل المتحجرات؛ لأنه ليس إلا عبارة عن تركيب اصطناعي بين جمجمة إنسان وفك قرد الأورانج ووضع أسنان في هذا الفك بشكل اصطناعي).
كتب العالم البريطاني سير آرثر كيث ( 1866 - 1955) جوابًا قاسيًا له وقال مؤنبًا إياه:
(إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق التي لا توافق نظرية مقبولة لديك سلفًا. أما الطريق الذي يسلكه رجال العلم فهو تطويع النظريات للحقائق، وليس التخلص من الحقائق).
واضطر العالم الأمريكي المعروف هنري إزبورن (1857 – 1935) الذي تشكك في البداية من هذه العظام إلى سحب رأيه عندما زار المتحف البريطاني عام 1921م، وشاهد الجمجمة فقال مبديًا حيرته: (إن الطبيعة مليئة بالمفاجآت)، ثم وصف الاكتشاف بأنه اكتشاف في غاية الأهمية للمراحل التي عاشها الإنسان في السابق.
واستمرت هذه المهزلة التي ألبسوها لباس العلم ما يقارب أربعين عامًا، كان علماء التطور الفطاحل يكتشفون في كل يوم أمرًا جديدًا في هذه الجمجمة، فقد بدأ بعضهم يكتشف علامات قردية في قحف هذه الجمجمة، فقد قال سير آرثر كيث بأن جبهتها تشبه جبهة قرد الأورانج الموجود في بورنيو وسومطرة. كما بدأ آخرون يكتشفون علامات إنسانية في الفك، فشكل تثبيت الأسنان في الفك - كما زعموا - يشبه ما هو موجود لدى الإنسان، وبدأت الدراسات "العلمية !!" تَتْرى حول هذه الجمجمة وحول العلامات الخفية فيها ودلالات هذه العلامات، حتى قيل بأنه كتب ما يقارب من نصف مليون مقالة وبحث في الجرائد وفي المجلات حول هذه الجمجمة وأهميتها ودلالاتها طوال هذه السنوات.
استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام "كنيث أوكلي" من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة بالدرجة المخمنة سابقًا، ثم قام الشخص نفسه مع "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد مع " ج. س. وينر" في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي، وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة. وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة.
في الشهر الحادي عشر من عام 1953م أعلنت نتائج التجارب بشكل رسمي وكانت كما يأتي:
(إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة ومن قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر، أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).
وانفجر هذا الخبر كدوي قنبلة ولا سيما في الأوساط العلمية. وكان السؤال المحير هو: كيف عجز هؤلاء العلماء الفطاحل عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد من خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عامًا تقريبًا؟ وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟
قال كروس كلارك الذي كان ضمن لجنة الفحص متعجبًا:
(لقد كانت علامات المحاولة المقصودة لإظهار العظام قديمة ومتآكلة ظاهرة وواضحة إلى درجة أن الإنسان ليحتار كيف أنها لم تلاحظ حتى الآن من قبل أحد!!)
إليكم أنموذجًا آخر حول نوعية أدلة علماء التطور والأسلوب غير العلمي في البحث والتحليل عندهم، ومدى نصيب الخيال في أدلتهم هذه.
قلت في مقالة كتبتها في هذا الموضوع: (إن قصة "إنسان جاوا" أنموذج جيد على طبيعة وقيمة أدلة التطوريين، وأنموذج جيد على محاولات التزييف العديدة التي قام بها أنصار نظرية دارون في التطور لإثبات صحتها، وهي محاولات غريبة في دنيا العلم وظاهرة مقصورة على أنصار نظرية التطور؛ لذا نجد أن مجلة "العلوم" الأمريكية تقول في عددها الصادر في كانون الثاني سنة 1965م: [إن جميع علماء التطور لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل].
ونقدم هنا نبذة مختصرة عن قصة ما قيل إنه "إنسان جاوا".
المكتشف هو الطبيب الهولندي "يوجين ديبوا"، أصبح طبيبًا في الجيش الملكي الهولندي، وتيسر له السفر إلى جاوا. وفي قرية تقع على نهر "سولو" عثر على قطعة من فك سفلي وسن واحدة في الحفريات التي كان يجريها هناك سنة 1890م، ثم عثر سنة 1891م على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة ومنخفضة وفيها بروز فوق العينين، وبروز في الخلف. وكان واضحًا أنها لا تعود إلى إنسان عادي، فقد كان حجم الدماغ صغيرًا.
في السنة التالية عثر في نفس تلك المنطقة - ولكن على بعد 40م تقريبًا - على عظمة فخذ. وكان واضحًا أنها تعود لإنسان.
ولكي يصبح " ديبوا " بطلاً ومكتشف "الحلقة المفقودة" وينال هذه الشهرة الكبيرة في دنيا العلم، فقد أعلن أن جميع ما اكتشفه من عظام يعود إلى مخلوق واحد، وهو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.
ماذا كان يعني هذا ؟…
كان هذا يعني مخلوقًا قرديًّا يمشي منتصبًا كإنسان؛ ذلك لأن عظمة الفخذ (التي تعود في الحقيقة إلى إنسان عادي) كانت تشير إلى المشي المنتصب. أي أن القرد عندما تطور - على زعمهم - إلى إنسان فإن المشي المنتصب كان أولى خطوات التطور.
ولكن ما الدليل الذي قدمه "ديبوا " لإثبات أن العظام التي عثر عليها لا تعود إلى مخلوقات عدة بل إلى مخلوق واحد؟…
لم يقدم دليلا واحدًا على الإطلاق...
وقد تصدى العالم المشهور الدكتور "فيرشاو" في مؤتمر الأنثروبولوجيا (الذي عقد سنة 1895م وحضره "ديبوا") لهذا الزعم، وقال: إن الجمجمة هي لقرد، وإن عظمة الفخذ هي لإنسان. وطلب من "ديبوا" تقديم أي دليل علمي مقنع لزعمه فلم يستطع. وعندما سأله الدكتور "فيرشاو" كيف يفسر أن هذه العظام كانت متباعدة عن بعضها ؟ اخترع " ديبوا " قصة خيالية فقال:
(إن من المحتمل أن هذا الإنسان القردي قد قتلته الحمم البركانية، ثم اكتسحته الأمطار إلى النهر، وهناك افترسته التماسيح وبعثرت عظامه في تلك المنطقة)
أرأيتم نوعية أدلة التطوريين وقيمتها من الناحية العلمية؟
خيال غير مدعوم إلا بقصة خيالية !!... وهكذا يكون الدليل العلمي وإلا فلا !!
ولكن هل انتهت قصة أو خرافة "إنسان جاوا" ؟ … كلا…
فبعد صمت دام ثلاثين سنة تكلم "ديبوا" وقذف بمفاجأة انفجرت كقنبلة في الأوساط العلمية… إذ صرح أنه – خلافًا لما ذكره في مؤتمر الأنثروبولوجيا - قد عثر على جمجمتين أخريين في نفس تلك السنة وفي نفس تلك المنطقة، وإنه كان يخفيهما طوال هذه السنوات. ثم عرض الجمجمتين لأنظار العلماء، وكانتا تعودان لإنسان عادي.
إذن ففي تلك الفترة (التي تشير إليها الطبقة الأرضية للعظام) كان يعيش إنسان عادي، وليس مخلوق بين الإنسان والقرد، والغريب أن حجم دماغ الجمجمتين كان أكبر من الحجم المتوسط لدماغ الإنسان الحالي في أوروبا.
وقد اعترف "ديبوا" قبل وفاته بسنوات بأن ما وجده وأطلق عليه اسم "إنسان جاوا" لم يكن إلا جمجمة قرد كبير Ape.
وكتب عالم الأحياء الأستاذ "ف. مارش F.Marsh في كتابه (التطور أم الخلق الخاص Evolution or special creation) ما يأتي:
"هناك مثال آخر على تزوير الأدلة هو قضية "ديبوا" الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة كبيرة، والذي قال فيه: إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوا اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان نفسه وجد عظامًا تعود بلا شك إلى الإنسان الحالي").
أعلن في عام 1922م عن اكتشاف ضرس في نبراسكا في طبقات (Snake Cook) من قبل العالمين (هـ. فيرفيلد أوزبورن) و(هارولد جي. كوك). وقال بعض العلماء بأن هذه السن تحمل علامات كونها عائدة إلى (الإنسان المنتصب Pithecanthropus erectus)؛ لأنها تحمل خواصَّ إنسانية واضحة!!. أما البروفيسور أوزبرون فقد زعم بأن المخلوق صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد!! وأطلق عليه اسم (إنسان نبراسكا Nebraska Man). وقام علماء التطور بإطلاق اسم لاتيني فخم ورنان على المخلوق صاحب هذه السن وهو (Hesperopihecus Harldcookii). وقام العالم البريطاني الشهير البروفيسور (سير أليوت سمث) بكتابة (مقالة علمية !!) حول (إنسان نبراسكا). كما زينت مقالته هذه صورًا خيالية لإنسان نبراسكا مع زوجته!!.
بعد ثلاث سنوات كان الرأي العام الأمريكي، بل الرأي العام في العالم أجمع يتابع باهتمام وقائع قضية أو محاكمة (سكوبس) التي عقدت في مدينة "دايتون"، وهي مدينة صغيرة في ولاية "تنسي" الأمريكية وحضر المحكمة ما يزيد عن عشرين ألف مستمع. وحضر هذه المحاكمة مراسل من جريدة "المقتطف" المصرية أيضًا وكتب عنها بإسهاب.
كانت حكومة ولاية تنسي قد أقامت دعوى ضد مدرس اسمه سكوبس؛ لأنه عارض صحة الإصحاح الأول من سفر التكوين حول الخلق، وقدم نظرية دارون بديلاً عن فكرة الخلق.
كان محامي المتهم هو السيد (دارو) يساعده ثلاثة من أشهر علماء التطور، وهم الأستاذ كونكلن، والدكتور أوسبرن، والدكتور دفنبرت. أما أشهر القائمين على محاكمة المتهم فكان السياسي المعروف (وليم جيننز برين). ومع أن المحكمة أدانت المتهم، إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفًا كبيرًا على المتهم وغضبًا على المحكمة التي اتهمت بمعاداة العلم وخنق حرية الرأي.
في هذه المحاكمة قدَّم هؤلاء العلماء هذه السن، (أي السن التي أطلقوا على صاحبها اسم "إنسان نبراسكا") كدليل لا ينقض على صحة نظرية التطور، وطلبوا تبرئة المتهم؛ لأنه لم يقم إلا بالتعبير عن حقيقة علمية ثابتة تشهد هذه السن عليها. وعندما اعترض السيد وليم على ضآلة هذا الدليل سخر منه هؤلاء العلماء الفطاحل! وتهكموا عليه وضحكوا منه.
ولكن بعد سنوات تبين أن هذه السن لا تعود لأي إنسان ولا حتى لأي نوع من أنواع القرود بل تعود إلى.... خنزير!!... نعم إلى خنزير بري !!... وتبين أن كل هذه الضجة التي أثاروها حول هذه الحلقة المفقودة لم تكن سوى مهزلة كبرى ألبسها علماء التطور بخيالهم لباس العلم، زورًا وبهتانًا وأوهموا الناس وخدعوهم طوال عدة سنين .
هذه هى نظرية التطور التى يؤمن بها اصحابها , سلاسل تزييف , خداع لاثبات الموقف , هذا غير عدم امكانية اثباتها معمليًا ..
فالالحاد موقف سلبى , منتهى السلبية .. كل ما يفعله الملحد هو الطعن فى الاديان او الطعن فى الهواء فهذا حالهم ..
هذا اوجه كنقد مباشر للالحاد , فالالحاد هو فقط عدم الاعتقاد فى وجود إله او صحة دين ما , هذا هو فقط الإلحاد , لايقدم لك أكثر من ذلك , فحياتك انت تعيشها بالطول وبالعرض , وتعامل الاخرين كيفما تشاء , لاظابط ولا رابط ,, تسيب واهمال .. عدم مقدرة على الاتحاد فى فكر او عقيدة , يوجهنا الالحاد الى ان نعيش مثل الحيوانات !
وهذه ليست بساطة او ليونة , بل هو تمرد على الفطرة , محاولة فاشلة للتذاكى والابداع والشعور بالاختلاف ..
الالحاد يقودك الى سلبية من جهة العرض , فانت لاتستطيع ان تعرض شيئًا , فقط كل ما عليك هو الانكار فتصير ملحدا محترفا بارعا .. ارتدى نظارة وانكر تصبح ملحد درجة أولى ..
وفى النهاية يقودك الى طريق مسدود ..
الى اليأس القاتم ,
الى الاستياء ..
وما اصعب شعور اليأس والاحباط ..
الملاحدة الذين لايقبلون تعاليم الدين فى حاجة على مساعتدهم على التعامل مع الحياة الانسانية .
المراجع :
كتاب خديعة التطور لهارون يحيى..
مجموعة كتب عن الادلة المادية على وجود الله ..
مقالات عن أدلة تزييف نظرية التطور ..
حلقات لريتشارد دواكنز .
تعليق