عام الفتق واقع و حق

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبا حفص اكتشف المزيد حول أبا حفص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبا حفص
    1- عضو جديد
    • 31 مار, 2008
    • 63

    عام الفتق واقع و حق

    إظهار الحق في بيان سبب تسمية عام الفتق .


    بسم الله الرحمن الرحيم .

    الحمد لله رب العالمين خالق الخلق والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الخلق وعلى ءاله وصحبه الطيبين أهل الصدق والفضل والحق . وبعد فهذه رسالة لطيفة في بيان مشروعية التوسل تكلمت فيها على أثر عائشة بطريقة علمية مبنية على القواعد الشرعية على ثبوت هذا الاثر إذ فيه التصريح في فهم عائشة رضي الله عنها لحقيقة بركة النبي والتوسل به وهو في قبره صلى الله عليه وسلم . أقول وبالله التوفيق وعليه الاتكال .

    قد ثبت عن أبي الجوزاء قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت: فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق. اهـ


    فهذا الأثر المروي عن عائشة الذي ذكره السبكي رواه الدارمي بإسناد صحيح وقد ضعف الألباني في مجموع كتابه التوسل كعادته هذا الأثر تبعا لابن تيمية بتكذيبه الأثر وكما ذكر ذلك المحدث عبد الله الغماري في كتابه "إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي" قال: ضَـعّـف الألباني هذا الأثر الذي رواه الدارمي ,

    قال شيخنا في المصباح , قال الدارمي في سننه ( مسنده ) حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري ثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة , الحديث , فقد أخرجه الدارمي تحت ترجمة : باب ما أكرم الله به نبيه بعد موته واسناده لا بأس به . انتهى , فقد ضعف الالباني الاثر بسعيد بن زيد، وهو مردود لأن سعيدا من رجال مسلم ووثقه يحيى بن معين، إمام الجرح والتعديل , وقال الامام البخاري حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سعيد بن زيد أبو الحسن الصدوق الحافظ , وقال ابن سعد كان ثقة وقال العجلي بصري ثقة وقد طعن فيه بعض الناس ولم يضره ذلك .

    راجع تهذيب التهذيب , وضَـعّـفَ الاثر أيضا باختلاط أبي النعمان، وهو عارم واسمه محمد بن الفضل السدوسي من رجال البخاري ومسلم والاربعة أيضا وهو ثقة ثبت تغير في اخر عمره وما ظهر له بعد تغيره حديث منكر كما نص على ذلك الحافظ الدارقطني وأقره الحافظ الذهبي في كتابه الميزان 4: 8 , وهو تضعيف غير صحيح لأن اختلاط أبي النعمان لم يؤثر في روايته قال الدارقطني: تـغـيّـر بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة ، ورد الذهبي قول ابن حبان فيه فقال: لم يقدر ابن حبان أن يسوق حديثا منكرا والقول فيه ما قاله الدارقطني. وابن تيمية كذّب أثر عائشة ولا عبرة به لجرأته على تكذيب ما يخالف هواه

    كما بين ذلك شيخنا رحمه الله . وعمرو بن مالك النكري قال فيه الذهبي في كتابه الكاشف وهو يقول فيه خلاصة ما قيل في الرجل , وثق , وفي الميزان ثقة . اما أوس بن عبد الله , فهو من رجال البخاري ومسلم .

    وهو ثقة كما قال الذهبي في الكاشف وابن حجر في التقريب . قال صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح , ما نصه : قيل في سبب كشف قبره أنه صلى الله عليه وسلم كان يستشفع به عند الجدب فتمطر السماء فأمرت عائشة رضي الله عنها بكشف قبره مبالغة في الاستشفاع به فلا يبقى بينه وبين السماء حجاب . انتهى .

    . قال العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي في شرح عدة الحصن الحصين , وبالجملة فالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم صاحب الشفاعة العظمى في حضوره وغيبته , مما لا توقف فيه . كما قاله في المصباح , فقول الالباني وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة , فهو باطل .





    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
  • أبا حفص
    1- عضو جديد
    • 31 مار, 2008
    • 63

    #2
    قال الحافظ الدارمي في سننه : باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته :

    حدثنا أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا عمرو بن مالك النكري، حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال :
    ( قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت : انظروا إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فاجعلوا منه كواً الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ) .

    قلت : هذا إسناد لا ينزل عن رتبة الحسن .
    أبو نعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم ، ثقة مشهور ، وإن كان قد اختلط بآخره فحديثه مقبول هنا لأمرين :
    الأول : قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته : عارم محمد ابن الفضل اختلط بأخرةٍ، فما رواه عنه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخواً عنه قبل اختلاطه . اهـ .

    وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح ، فقال : وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم.اهـ.

    قلت : عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي من شيوخ مسلم والبخاري فيكون الدارمي ممن حدثوا عن محمد بن الفضل السدوسي قبل اختلاطه ولا بد وهو ظاهر من كلام ابن الصلاح وابن حجر كما يؤيده كلام الدارقطني والذهبي في ثبوت هذا الاثر .

    الثاني : قال الذهبي في الميزان في ترجمة عارم (4/8) : وقال الدارقطني: تغير بآخره، ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة .

    قلت أي الذهبي : "فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله ، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال: اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به ، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا ترك الكل ، ولا يحتج بشيء منها . قلت : ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثاً منكراً ، فأين مازعم " . انتهى كلام الذهبي .

    قلت وفي كلا الحالين فانه لا ينطبق كلام الحافظ ابن حبان على الدارمي فهو ممن تقدم في الراوية عنه أيضا وهو من شيوخ الشيخين , وينبغي التنبيه الى قسوة كلام الذهبي في ابن حبان .

    وأقر العراقي في ( التقييد والإيضاح ) الذهبي في دفعه لجرح ابن حبان .
    وصرح الذهبي في الكاشف بأنه تغير قبل موته فما حدث .اهـ.

    __________________

    وكلام الحافظ الذهبي جيد دل على براعة في بيانه انه لم يحدث ولم يظهر له ما يعارض نقله ، والواقع يؤيده ، فإذا كان الرجل قد اختلط ، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر – كما صرح بذلك الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث – فيكون قد أمسك عن التحديث ، وبعد ؛ فمن يختلف عن مثل عارم الثقة فلا تلتفت إليه ، وقد:
    خلق الله للحروب رجالاً ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ
    والله أعلم .

    وإذ قد تبين لك أن ما رواه الدارمي ، عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي مقبول على حسب المقرر .

    والعجب من صنيع الألباني الذي نقل في كتابه "التوسل" (ص128) ، ذكر ابن الصلاح لأبي النعمان في المختلطين ، ثم لم ينقل من كلام ابن الصلاح ما يدحض شبهته وهي قول ابن الصلاح – وقد تقدم ذكره -: ما رواه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذاً عنه قبل اختلاطه . اهـ .

    والدارمي من كبار الحفاظ وهو من شيوخ البخاري والذهلي .
    وأكثر من هذا أن الألباني – قال في حاشية كتابه المذكور (ص 129 ) :

    وتغافل عن هذه العلة – أي اختلاط أبي النعمان – الشيخ الغماري في "المصباح" (ص43) . اهـ .

    قلت فتبين من هو المغفل والذي لا يحفظ ولا يدري التناقض الذي في كتبه والذي كثرت غفلاته وسقطاته وهفواته وبعده عن التحقيق فضلا عن التدقيق كمثل الالباني .
    والصواب في هذا البحث رد كلام الألباني عليه .

    وما أحسن قول القائل :
    وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم

    وأما سعيد بن زيد فتكلم فيه ، لكن وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي ، وسليمان بن حرب ، وغيرهم .
    وقد احتج به مسلم في صحيحه .

    وقد كفانا الحافظ الذهبي مؤنة تفصيل القول في قبول حديثه بإيراده إياه في جزء "من تكلم فيه وهو موثق" ، وحديثهم لا ينزل عن درجة الحسن عنده ، كما صرح بذلك في مقدمة الجزء المذكور .

    فلا تلتفت – أيها المصنف وطالب الحق – بعد ذلك لمن يشغب عليك ويشوش تبعا وتعصبا لهواه ، ويضعف الرجال المخرج لهم في الصحيح كما يحلو له وتشتهي نفسه .

    وأما عمرو بن مالك النكري ، فقد وثقه ابن حبان في كتابه الثقات ، ولا يقول قائل إنه من المجاهيل الذين يدخلهم كتابه الثقات ، فالرجل روى عنه جماعة من الثقات، وعندما ترجمه ابن حبان في ثقاته قال ما نصه :

    عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك ، من أهل البصرة ، يروي عن أبي الجوزاء ، روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه يحيى بن عمرو ، ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ، مات سنة تسع وعشرين ومائة . اهـ .
    وأكثر من هذا أن ابن حبان ترجم لعمرو بن مالك النكري في مشاهير علماء (ص155) ضمن طبقة اتباع التابعين في البصرة وقال: وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه ، وهو في نفسه صدوق اللهجة . اهـ .


    فأنت ترى أن ابن حبان عرف اسم الراوي ، وكنيته ، بلده ، وشهرته بالعلم وعرف الرواة عنه ، وأنه قد سبر روايته بدليل قوله يعتبر حديثه … إلخ ، وقوله وقعت المناكير … إلخ .

    فقبول توثيق ابن حبان حق لا مرية فيه ، وهو الذي اعتمده الحافظ ، قال في التقريب (ص426) : صدوق له أوهام . اهـ .

    لكن الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك النكري هو قوله "صدوق" فقط، وبيان هذا الصواب أنه وقع في "التهذيب" زيادة على كلام ابن حبان لم أجدها في الثقات هي "يخطئ ويغرب"، وهي سبق قلم بني عليها الحافظ قوله : " له أوهام " .

    فإذا رفعت هذه الزيادة التي لا أصل لها من كلام ابن حبان ، رفع

    كلام الحافظ المعتمد عليها، وكان الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك هو "صدوق" فقط ، والله أعلم .

    فإن قيل : فما بالنا ، نراك قد أعرضت عن كلام أحمد في عمرو بن مالك النكري، فقد نقل عن عبد الله بن أحمد عن أبيه في مسائله(ص89): أنه كأنه ضعفه . اهـ .
    قلت : "كأن" ظن لا تقوم به حجة .

    وذلك كقول الحافظ بن حجر في ترجمة الحسن بن موسى الأشيب في مقدمة الفتح :

    روى عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه قال : كان ببغداد (أي الحسن بن موسى) ، وكأنه ضعفه .

    قلت (أي الحافظ ) : هذا ظن لا تقوم به حجة . اهـ .

    أضف إلى كونه ظناً مرجوحاً أنه جرح غير مفسر ، وحكمه الرد في مقابل التعديل كما تقرر في علم الحديث .
    فتوثيق عمرو بن مالك بعد ذلك البيان لا مرية فيه .
    وهو ما صرح به الحافظ الذهبي في "الميزان ، وفي "المغني".



    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

    تعليق

    • أبا حفص
      1- عضو جديد
      • 31 مار, 2008
      • 63

      #3
      قال الحافظ الدارمي في سننه : باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته :

      حدثنا أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا عمرو بن مالك النكري، حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال :
      ( قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت : انظروا إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فاجعلوا منه كواً الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ) .

      قلت : هذا إسناد لا ينزل عن رتبة الحسن .
      أبو نعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم ، ثقة مشهور ، وإن كان قد اختلط بآخره فحديثه مقبول هنا لأمرين :
      الأول : قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته : عارم محمد ابن الفضل اختلط بأخرةٍ، فما رواه عنه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخواً عنه قبل اختلاطه . اهـ .

      وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح ، فقال : وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم.اهـ.

      قلت : عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي من شيوخ مسلم والبخاري فيكون الدارمي ممن حدثوا عن محمد بن الفضل السدوسي قبل اختلاطه ولا بد وهو ظاهر من كلام ابن الصلاح وابن حجر كما يؤيده كلام الدارقطني والذهبي في ثبوت هذا الاثر .

      الثاني : قال الذهبي في الميزان في ترجمة عارم (4/8) : وقال الدارقطني: تغير بآخره، ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة .

      قلت أي الذهبي : "فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله ، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال: اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به ، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا ترك الكل ، ولا يحتج بشيء منها . قلت : ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثاً منكراً ، فأين مازعم " . انتهى كلام الذهبي .

      قلت وفي كلا الحالين فانه لا ينطبق كلام الحافظ ابن حبان على الدارمي فهو ممن تقدم في الراوية عنه أيضا وهو من شيوخ الشيخين , وينبغي التنبيه الى قسوة كلام الذهبي في ابن حبان .

      وأقر العراقي في ( التقييد والإيضاح ) الذهبي في دفعه لجرح ابن حبان .
      وصرح الذهبي في الكاشف بأنه تغير قبل موته فما حدث .اهـ.

      __________________


      وكلام الحافظ الذهبي جيد دل على براعة في بيانه انه لم يحدث ولم يظهر له ما يعارض نقله ، والواقع يؤيده ، فإذا كان الرجل قد اختلط ، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر – كما صرح بذلك الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث – فيكون قد أمسك عن التحديث ، وبعد ؛ فمن يختلف عن مثل عارم الثقة فلا تلتفت إليه ، وقد:
      خلق الله للحروب رجالاً ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ
      والله أعلم .

      وإذ قد تبين لك أن ما رواه الدارمي ، عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي مقبول على حسب المقرر .

      والعجب من صنيع الألباني الذي نقل في كتابه "التوسل" (ص128) ، ذكر ابن الصلاح لأبي النعمان في المختلطين ، ثم لم ينقل من كلام ابن الصلاح ما يدحض شبهته وهي قول ابن الصلاح – وقد تقدم ذكره -: ما رواه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذاً عنه قبل اختلاطه . اهـ .

      والدارمي من كبار الحفاظ وهو من شيوخ البخاري والذهلي .
      وأكثر من هذا أن الألباني – قال في حاشية كتابه المذكور (ص 129 ) :

      وتغافل عن هذه العلة – أي اختلاط أبي النعمان – الشيخ الغماري في "المصباح" (ص43) . اهـ .

      قلت فتبين من هو المغفل والذي لا يحفظ ولا يدري التناقض الذي في كتبه والذي كثرت غفلاته وسقطاته وهفواته وبعده عن التحقيق فضلا عن التدقيق كمثل الالباني .
      والصواب في هذا البحث رد كلام الألباني عليه .

      وما أحسن قول القائل :
      وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم

      وأما سعيد بن زيد فتكلم فيه ، لكن وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي ، وسليمان بن حرب ، وغيرهم .
      وقد احتج به مسلم في صحيحه .

      وقد كفانا الحافظ الذهبي مؤنة تفصيل القول في قبول حديثه بإيراده إياه في جزء "من تكلم فيه وهو موثق" ، وحديثهم لا ينزل عن درجة الحسن عنده ، كما صرح بذلك في مقدمة الجزء المذكور .

      فلا تلتفت – أيها المصنف وطالب الحق – بعد ذلك لمن يشغب عليك ويشوش تبعا وتعصبا لهواه ، ويضعف الرجال المخرج لهم في الصحيح كما يحلو له وتشتهي نفسه .

      وأما عمرو بن مالك النكري ، فقد وثقه ابن حبان في كتابه الثقات ، ولا يقول قائل إنه من المجاهيل الذين يدخلهم كتابه الثقات ، فالرجل روى عنه جماعة من الثقات، وعندما ترجمه ابن حبان في ثقاته قال ما نصه :

      عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك ، من أهل البصرة ، يروي عن أبي الجوزاء ، روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه يحيى بن عمرو ، ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ، مات سنة تسع وعشرين ومائة . اهـ .
      وأكثر من هذا أن ابن حبان ترجم لعمرو بن مالك النكري في مشاهير علماء (ص155) ضمن طبقة اتباع التابعين في البصرة وقال: وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه ، وهو في نفسه صدوق اللهجة . اهـ .



      فأنت ترى أن ابن حبان عرف اسم الراوي ، وكنيته ، بلده ، وشهرته بالعلم وعرف الرواة عنه ، وأنه قد سبر روايته بدليل قوله يعتبر حديثه … إلخ ، وقوله وقعت المناكير … إلخ .

      فقبول توثيق ابن حبان حق لا مرية فيه ، وهو الذي اعتمده الحافظ ، قال في التقريب (ص426) : صدوق له أوهام . اهـ .

      لكن الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك النكري هو قوله "صدوق" فقط، وبيان هذا الصواب أنه وقع في "التهذيب" زيادة على كلام ابن حبان لم أجدها في الثقات هي "يخطئ ويغرب"، وهي سبق قلم بني عليها الحافظ قوله : " له أوهام " .

      فإذا رفعت هذه الزيادة التي لا أصل لها من كلام ابن حبان ، رفع

      كلام الحافظ المعتمد عليها، وكان الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك هو "صدوق" فقط ، والله أعلم .

      فإن قيل : فما بالنا ، نراك قد أعرضت عن كلام أحمد في عمرو بن مالك النكري، فقد نقل عن عبد الله بن أحمد عن أبيه في مسائله(ص89): أنه كأنه ضعفه . اهـ .
      قلت : "كأن" ظن لا تقوم به حجة .

      وذلك كقول الحافظ بن حجر في ترجمة الحسن بن موسى الأشيب في مقدمة الفتح :

      روى عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه قال : كان ببغداد (أي الحسن بن موسى) ، وكأنه ضعفه .

      قلت (أي الحافظ ) : هذا ظن لا تقوم به حجة . اهـ .

      أضف إلى كونه ظناً مرجوحاً أنه جرح غير مفسر ، وحكمه الرد في مقابل التعديل كما تقرر في علم الحديث .
      فتوثيق عمرو بن مالك بعد ذلك البيان لا مرية فيه .
      وهو ما صرح به الحافظ الذهبي في "الميزان ، وفي "المغني".

      تنبيـه

      وإذا قد تبين لك ثقة عمرو بن مالك النكري فلك أن تعجب من قول الألباني في ضعيفته (1/131) تعقيباً على الحافظين المنذري والهيثمي إذ حسنا لعمرو بن مالك النكري ؛ قال الألباني :
      وفيما قالاه نظر ، فإن عمراً هذا

      لم يوثقه غير ابن حبان ، وهو متساهل في التوثيق حتى إنه ليوثق المجهولين عند الأئمة النقاد .. اهـ .

      قلت : تقدم قبول توثيق ابن حبان له ، ومحل العجب من الألباني، حيث قال في تعليقه على فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص88) :
      عمرو بن مالك النكري ، وهو ثقة كما قال الذهبي .

      ثم عاد ووثقه مرة أخرى في صحيحته (5/608) … !!

      فأنت تراه يصحح ويضعف وفق غرضه وهواه وكما قلت لا يحفظ ولا يدري ما ينقله عالبا في كتبه، ولهذا يكثر التناقض منه في كتبه ويترك القواعد ، نعوذ بالله تعالى من الهوى والمناكد واتباع الهوى


      تنبيه آخر

      خلط ابن عدي رحمه الله تعالى في كامله بين عمرو بن مالك النكري، وعمرو بن مالك الراسبي فقال، منكر الحديث عن الثقات ، ويسرق الحديث، ثم ختم الترجمة بقوله: ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات . اهـ .

      إلا أنه قال في صدر الترجمة : عمرو بن مالك النكري ، والصواب أنه عمرو بن مالك الراسبي لا النكري ، وقد نبه على وهم ابن عدي الحافظ في "التهذيب" ، وفرق بينهما الذهبي في "الميزان" ، وفي "المغني" .

      واغتر بخلط ابن عدي جماعة منهم :
      ابن الجوزي في "الضعفاء" ، وفي "الموضوعات" ، وابن تيمية في "التوسل" وغيره. وكان من أثر ذلك أن حكما على هذا الأثر بالوضع ، وهو خطأ بلا ريب منشأة تقليد ابن عدي .

      وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله البصري: ثقة احتج به الجماعة، وقد تكلم في سماعه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
      والصواب إثبات سماعه منها للآتي :

      الأول: أن حديث أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم في صحيحه ، وكفى بهذا حجة .

      الثاني: قال البخاري في (التاريخ الكبير) : قال لنا مسدد عن جعفر بن سليمان ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال : أقمت مع ابن العباس ، وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس من القرآن آية وإلا سألتهم عنها .

      وفي رواية أخرجها ابن سعد : أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال : جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشر سنة ما في القرآن آية وإلا وقد سألته عنها .
      وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) بزيادة :
      وكان رسولي يختلف إلى أم المؤمنين غدوةً وعشيةً فما سمعت أحد من العلماء ولا سمعت أن الله تعالى يقول لذنب : إني لا أغفره إلا الشرك به .

      قال الحافظ في "التهذيب" (1/384) :
      لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء . اهـ .

      فإن كان أبو الجوزاء قد أدرك السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بيقين، ولم يكن أبو الجوزاء مدلساً فروايته عنها محمولة على السماع كما هو مذهب الإمام مسلم بل الجمهور ، واستقر العمل على ذلك ، والله أعلم .


      وقد صحح أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة أبي الجوزاء في "الحلية" عدة أحاديث له عن عائشة .

      وفي الجمع بين الصحيحين لابن القيسراني : سمع عائشة . اهـ .
      فحاصل ما تقدم : أن هذا إسناد حسن أو صحيح لغيره ورجاله رجال مسلم ما خلا عمرو بن مالك النكري ، وهو ثقة . والله تعالى أعلم بالصواب .

      قال الحافظ الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد ) وهو الذي قيل فيه: إن المؤلفين في كتب الحديث دراية عيال على كتبه, ما نصه :

      أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإسترباذي, قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحبّ.

      أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال: أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أبا علي الصفار يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرّب.

      أخبرني أبو إسحق إبراهيم بن عمر البرمكي قال: نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرّب لقضاء الحوائج, ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة { قل هو الله أحد (1)} [ سورة الإخلاص/1] وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته.

      حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال: سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول : سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول : أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة, ما قصده مهموم إلا فرّج الله همه. ومثله ذكر الذهبي في السير وابن الجوزي وغيرهما وهذا تقرير واقرار لهذا الفعل من هؤلاء الحفاظ النقاد

      __________________


      أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري قال: أنبأنا عمر بن إبراهيم المقري قال: نبأنا مكرم بن أحمد قال: نبأنا عمر بن إسحق بن إبراهيم قال: نبأنا علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده, فما تبعد عني حتى تقضى.

      وذكر المرداوي الحنبلي أيضا في كتاب الإنصاف (46) تحت عنوان فوائد ما نصه:" ومنها( أي ومن الفوائد) يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب". فماذا يقول هؤلاء عن المذهب الحنبلي الذي قرر أن التوسل بالنبي بعد موته سنة على رأي , وجائز فقط على رأي فهل يكفرون الحنابلة؟ وما معنى اعتزاز هؤلاء بأحمد وادعائهم أنهم على هديه والتمسك بطريقته مع أن أحمد في واد وهم في واد ءاخر؟ وقد قال الإمام أحمد للمرواذي
      (47):" يتوسل- أي الداعي عند القحط وقلة المطر أو انقطاعه - بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه". قال نور الدين علي القاري في شرح المشكاة ما نصه:

      قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح : إني زرت قبره بنيسابور (يعني مسلم بن الحجاج القشيري) وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته.ا.هـ.

      وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن المنقري في مسند إصبهان قال : ( كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء أتيت إلى القبر الشريف وقلت : يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبوا الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير ، فقال : يا قوم شكيتم إلى النبي عليه الصلاة والسلام فإني رأيته فأمرني بحمل شيء إليكم ) انتهى

      وهذه القصة ذكرها ابن الجوزي والذهبي وغيرهما وبهذا يظهر عدم صحة نقل ابن تيمية وتهوره وتسرعه حيث قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ما نصه

      الجواب : الحمد لله رب العالمين أما قول القائل أن الدعاء مستجاب عند قبور المشايخ الأربعة المذكورين رضي الله عنهم فهو من جنس قول غيره : قبر فلان هو الترياق المجرب ( وهو ما ثبت عن ابراهيم الحربي كما قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع وغيره ) ومن جنس ما يقوله أمثال هذا القائل من أن الدعاء مستجاب عند قبر فلان وفلان فإن كثيرا من الناس يقول مثل هذا القول عند بعض القبور ثم قد يكون ذلك القبر قد علم أنه قبر رجل صالح من الصحابة أو أهل البيت أو غيرهم من الصالحين

      وقد يكون نسبة ذلك القبر إلى ذلك كذبا أو مجهول الحال مثل أكثر ما يذكر من قبور الأنبي

      وقد يكون صحيحا والرجل ليس بصالح فإن هذه الأقسام موجودة فيمن يقول مثل هذا القول أو من يقول أن الدعاء مستجاب عند قبر بعينه وأنه استجيب له الدعاء عنده والحال أن ذاك إما قبر معروف بالفسق والابتداع وإما قبر كافر كما رأينا من دعا فكشف له حال القبور فبهت لذلك ورأينا من ذلك أنواعا ( وهذا تهويل منه لتحقيق بدعته والتنفير عما هو صواب وحق في مسألتنا )

      وأصل هذا أن قول القائل أن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين قول ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قاله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أحد من أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في الدين : كمالك والثوري والأوزاعي والليث بن سعد وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيدة ولا مشايخهم الذين يقتدى بهم : كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني وأمثالهم

      ولم يكن في الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول أن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين ولا مطلقا ولا معينا ولا فيهم من قال إن دعاء الإنسان عند قبور الأنبياء والصالحين أفضل من دعائه في غير تلك البقعة انتهى . يرد عليه ما قدمته عن الحافظ الخطيب البغدادي باسناده الى الشافعي وابراهيم الحربي صاحب أحمد وغيرهما , ويكفي جوازه ورجاء البركة عنده .

      ففي كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد وهي نسخة مقابلة على أصل نسخة عبد الله بن أحمد بن حنبل، ما نصه: "عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألته عن الرجل يمسّ منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسّه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرّب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك"؛ انتهى (ج2 ص35 طبع المكتبة الإسلامية - تركيا)، وفي كتاب مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله كذلك ما نصه: "رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني قد رأيته يضعها على رأسه أوعينه فغمسها في الماء ثم شربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها إليه أبو يعقوب بن سليمان بن جعفر فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها"، (ص447 طبع الشاويش – بيروت)، ومثل ذلك نقل عن الإمام أحمد رضي الله عنه الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597هـ.) في مناقب أحمد (ص187، دار الآفاق الجديدة).

      وقال الذهبي عقب إيراده ما ذكرناه من كتابي العلل ومسائل أحمد إنه "صحيح وثابت" ثم قال: "قلتُ أين المتنطعُ المنكرُ على أحمد؟، أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع" (سير أعلام النبلاء ج 11 . قال الذهبي في السير مؤسسة الرسالة ج 10 \ ص 107 في ترجمة نفيسة والدعاء مستجاب عند قبرها بل وعند قبور الانبياء والصالحين . وكذلك قدمت الرد عليه من كلام الخطيب البغدادي .







      بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

      تعليق

      • أبا حفص
        1- عضو جديد
        • 31 مار, 2008
        • 63

        #4
        قصة عجيبة :
        قال ابن ابي الدنيا : حدثني أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، حدثنا إسماعيل بن أبان العامري ، حدثنا سفيان الثوري ، عن طارق بن عبد العزيز ، عن الشعبي قال : « لقد رأيت عجبا ، كنا بفناء الكعبة أنا وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، ومصعب بن الزبير ، وعبد الملك بن مروان فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم كل رجل منكم فليأخذ بالركن اليماني ، ويسأل الله حاجته ، فإنه يعطى من ساعته قم يا عبد الله بن الزبير ، فإنك أول مولود ولد في الهجرة فقام فأخذ بالركن ، ثم قال : اللهم إنك عظيم ، ترجى لكل عظيم ، أسألك بحرمة وجهك ، وحرمة عرشك ، وحرمة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ألا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز ، ويسلم علي بالخلافة ، وجاء حتى جلس فقالوا : قم يا مصعب بن الزبير ، فقام حتى أخذ بالركن اليماني ، فقال : اللهم إنك رب كل شيء ، وإليك مصير كل شيء ، أسألك بقدرتك على كل شيء ، ألا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق ، وتزوجني سكينة بنت الحسين ، وجاء حتى جلس فقالوا : قم يا عبد الملك بن مروان فقام حتى أخذ بالركن اليماني

        فقال : اللهم رب السموات السبع ، ورب الأرضين ذات النبت بعد القفر ، أسألك بما سألك عبادك المطيعون لأمرك ، وأسألك بحرمة وجهك ، وأسألك بحقك على جميع خلقك ، وبحق الطائفين حول بيتك ، ألا تميتني من الدنيا حتى توليني شرق الدنيا وغربها ، ولا ينازعني أحد إلا أتيت برأسه ثم جاء حتى جلس فقالوا : قم يا عبد الله بن عمر فقام حتى أخذ الركن اليماني ، ثم قال : اللهم إنك رحمن رحيم ،

        أسألك برحمتك التي سبقت غضبك ، وأسألك بقدرتك على جميع خلقك ، ألا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنة . قال الشعبي : فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل رجل منهم قد أعطي ما سأل ، وبشر عبد الله بن عمر بالجنة ، وزينت له . انتهى .

        قلت وهؤلاء فيهم صحابة عبد الله بن عمر الرجل الصالح بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن الزبير ومصعب وتابعون وأئمة كالشعبي وسفيان الثوري ولم ينكر أحد منهم التوسل بحق وحرمة سيدنا محمد

        كتبه وجمعه الشيخ محمود منصور أبو علي الحبتري المعروف بالداني , المناصر والتابع لجمعية ءال البيت الكرام رضي الله عنهم ولكل جمعية أشعرية وماتريدية .

        تمّ بحمد الله تعالى

        بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 أسابيع
        ردود 0
        116 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
        ردود 0
        24 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
        ردود 0
        240 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
        ردود 0
        116 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
        ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
        ردود 3
        118 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
        يعمل...