(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة:92)
يتحدث سبحانه وتعالى انه ارسل موسى عليه السلام إلى اليهود ومعه المعجزات الدالة على النبوه ورأوها امام اعينهم ثم انهم تمردوا وعبدوا العجل ولاشك ان في الاية دليل واضح على عناد و قبح اليهود وكيف يتعاملون مع الله سبحنه وتعاى ولاشك ان في الاية فوائد منها
1-ان الله سبحانه وتعالى يرسل الانبياء لهداية البشر
ويدل عليه قوله ( ولقد جاءكم موسى بالبينات) وذلك من حرص الله سبحانه وتعالى على هداية البشر فيرسل الانبياء ليدلوهم على عبادة الله سبحانه وتعالى .
فهذا حق الله ان يعبد ومع ذلك جعل جائزة وثواب على من يعبده رغم انه حقه سبحانه وتعالى فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ قال أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، ثم قال مثله ثلاثا : ( هل تدري ما حق الله على العباد ) . قلت : لا ، قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) . ثم سار ساعة ، فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، قال : ( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك : أن لا يعذبهم ) .
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6267
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ورغم ذلك يكذب الجاحدين بل ان بعض الرسل تأتي يوم القيامة ولم يؤمن بها أحد كما جاء في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط -وفي رواية: ومعه الرهيط. أي: العدد القليل الذي يقل عن العشرة- ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، ورأيت النبي وليس معه أحد) رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
والحديث يبين كيف أن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وما آمن به إلا رجل أو رجلان ومنهم من يأتي وحده لم يتبعه ولم يؤمن به أحد ومع ذلك فالكل قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح قومه وأقام الله به الحجة على من بعثه إليهم مما يدل على أن مقياس نجاح دعوة الأنبياء ليس العدد ولا الأرقام بل المقياس هو في قول الله عزوجل: ((يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) قال الزهري: من الله الرسالة وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم.
وكذلك ما كلف الله الدعاة إلا تبليغ رسالة الإسلام والنور والهدى الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام من دون مداهنة أو تحريف أو تطويع لتعاليم الدين ابتغاء كسب الأتباع بل حذر سبحانه وتعالى من ذلك فقال محذراً نبيه صلى الله عليه وسلم: ((ودوا لو تدهن فيدهنون)) قال اهل التفسير أي ودوا لو تكذب فيكذبون أو ودوا لو تكفر فيكفرون وقال عز من قائل معلماً ومحذراً نبيه صلى الله عليه وسلم ((وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا)).
إذن فهذه قاعدة واضحة جلية بينها الله عزوجل في كتابه الكريم في غير موضع، وبينها كذلك نبيه صلى الله عليه وسلم فطمئن الدعاة والمصلحين وذكَّرهم أن من الأنبياء-وهم أئمة الدعاة وقدواتهم- من يأتي وليس معه أحد من الأتباع ممن قبلوا النصح والهداية والإرشاد لكي يفهموا حقيقة مقياس النجاح في الدعوة إلى دين الله عزوجل.
لكن هذا لا يعني بحال أن لا يفرح الداعية أو لا يتمنى أن يكثر أبتاع الحق والخير والصلاح، والذي يتأمل الجزء الآخر من حديث ابن عباس المذكور آنفاً يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بكثرة أتباعه وفي أحاديث أخرى أنه صلى الله عليه وسلم يباهي بكثرة أتباعه الأمم وكثرة من أنقذهم الله تعالى به من النار كيف لا وهو نبي الرحمة وهو الذي أرسله الله عزوجل ليرحم به العالمين، ففي تكملة حديث ابن عباس: (إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، يقول: فنظرت فإذا سواد عظيم، ثم قيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب).
ثانيا عدم الثبات على الايمان
ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى ( ثم اتخذتم العجل من بعده ) اي من بعد ترك موسى لكم ويدل انكم كنتم تعبدون الله هيبة من موسى فلما تركم كفرتم وعبدتم العجل وهذا هو الفارق بين الصحابة وبين اليهود فعندما مات النبي صلى الله عليه وسلم فهذا
موقف أبي بكر بعد وفاة الرسول
قال وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ، وهو يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ثم أقبل عليه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا . قال ثم رد البرد على وجه رسول الله ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر أنصت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .
قال ثم تلا هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [ آل عمران : 144 ] .
قال فوالله لكان الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال فقال أبو هريرة : قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .(4)
ثم انهم حملوا الراية من بعده حتى ملؤا الدنيا بالاسلام فاليوم ينادي المؤذن بالشهادة في مكه ويرددها في امريكا واوربا والعالم بأسره فلله الحمد .
فقد ورد فيما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. (3)
ثالثا الشرك والكفر اكبر انواع الظلم
ودليل ذلك في الاية (وانتم ظالمون ) وقال تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
لماذا سُمي الشرك ظلماً؟ لأن الظلم في الأصل: وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم، لأنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغير مستحقها، وسوَّوْ المخلوق بالخالق، سوَّوْ الضعيف بالقوي الذي لا يُعجزه شيء، وهل بعد هذا ظلم؟(5)
ولاشك انهم احق الناس بلظلمات يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم - الظلم ظلمات يوم القيامةالراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2447
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومع ذلك يعبد ناس غير الله سبحانه وتعالى وهو الغني عن هذه العبادة وغني عن جميع الناس كما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577
خلاصة الدرجة: صحيح
وتدل الاية ايضا على تفاهة اليهود يعبدون عجل من صنيعهم .
نسأل الله التوفيق والسداد جمعه وأعده وعلق عليه :- الفقير إلى الله / محمد أحمد سراج
المراجع
1- الدرر السنية
2- ويأتي النبي وليس معه أحد ابو معاذ موقع
http://rabitah.net/index.php?option=com_content&task=view&id=71&Itemi d=99
3- المكتبة الاسلامية
4- موقع الاسلام
5- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله- في كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=8034
يتحدث سبحانه وتعالى انه ارسل موسى عليه السلام إلى اليهود ومعه المعجزات الدالة على النبوه ورأوها امام اعينهم ثم انهم تمردوا وعبدوا العجل ولاشك ان في الاية دليل واضح على عناد و قبح اليهود وكيف يتعاملون مع الله سبحنه وتعاى ولاشك ان في الاية فوائد منها
1-ان الله سبحانه وتعالى يرسل الانبياء لهداية البشر
ويدل عليه قوله ( ولقد جاءكم موسى بالبينات) وذلك من حرص الله سبحانه وتعالى على هداية البشر فيرسل الانبياء ليدلوهم على عبادة الله سبحانه وتعالى .
فهذا حق الله ان يعبد ومع ذلك جعل جائزة وثواب على من يعبده رغم انه حقه سبحانه وتعالى فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ قال أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، ثم قال مثله ثلاثا : ( هل تدري ما حق الله على العباد ) . قلت : لا ، قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) . ثم سار ساعة ، فقال : ( يا معاذ ) . قلت : لبيك وسعديك ، قال : ( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك : أن لا يعذبهم ) .
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6267
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ورغم ذلك يكذب الجاحدين بل ان بعض الرسل تأتي يوم القيامة ولم يؤمن بها أحد كما جاء في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط -وفي رواية: ومعه الرهيط. أي: العدد القليل الذي يقل عن العشرة- ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، ورأيت النبي وليس معه أحد) رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
والحديث يبين كيف أن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وما آمن به إلا رجل أو رجلان ومنهم من يأتي وحده لم يتبعه ولم يؤمن به أحد ومع ذلك فالكل قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح قومه وأقام الله به الحجة على من بعثه إليهم مما يدل على أن مقياس نجاح دعوة الأنبياء ليس العدد ولا الأرقام بل المقياس هو في قول الله عزوجل: ((يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) قال الزهري: من الله الرسالة وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم.
وكذلك ما كلف الله الدعاة إلا تبليغ رسالة الإسلام والنور والهدى الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام من دون مداهنة أو تحريف أو تطويع لتعاليم الدين ابتغاء كسب الأتباع بل حذر سبحانه وتعالى من ذلك فقال محذراً نبيه صلى الله عليه وسلم: ((ودوا لو تدهن فيدهنون)) قال اهل التفسير أي ودوا لو تكذب فيكذبون أو ودوا لو تكفر فيكفرون وقال عز من قائل معلماً ومحذراً نبيه صلى الله عليه وسلم ((وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا)).
إذن فهذه قاعدة واضحة جلية بينها الله عزوجل في كتابه الكريم في غير موضع، وبينها كذلك نبيه صلى الله عليه وسلم فطمئن الدعاة والمصلحين وذكَّرهم أن من الأنبياء-وهم أئمة الدعاة وقدواتهم- من يأتي وليس معه أحد من الأتباع ممن قبلوا النصح والهداية والإرشاد لكي يفهموا حقيقة مقياس النجاح في الدعوة إلى دين الله عزوجل.
لكن هذا لا يعني بحال أن لا يفرح الداعية أو لا يتمنى أن يكثر أبتاع الحق والخير والصلاح، والذي يتأمل الجزء الآخر من حديث ابن عباس المذكور آنفاً يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بكثرة أتباعه وفي أحاديث أخرى أنه صلى الله عليه وسلم يباهي بكثرة أتباعه الأمم وكثرة من أنقذهم الله تعالى به من النار كيف لا وهو نبي الرحمة وهو الذي أرسله الله عزوجل ليرحم به العالمين، ففي تكملة حديث ابن عباس: (إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، يقول: فنظرت فإذا سواد عظيم، ثم قيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب).
ثانيا عدم الثبات على الايمان
ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى ( ثم اتخذتم العجل من بعده ) اي من بعد ترك موسى لكم ويدل انكم كنتم تعبدون الله هيبة من موسى فلما تركم كفرتم وعبدتم العجل وهذا هو الفارق بين الصحابة وبين اليهود فعندما مات النبي صلى الله عليه وسلم فهذا
موقف أبي بكر بعد وفاة الرسول
قال وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ، وهو يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ثم أقبل عليه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا . قال ثم رد البرد على وجه رسول الله ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر أنصت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .
قال ثم تلا هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [ آل عمران : 144 ] .
قال فوالله لكان الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال فقال أبو هريرة : قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .(4)
ثم انهم حملوا الراية من بعده حتى ملؤا الدنيا بالاسلام فاليوم ينادي المؤذن بالشهادة في مكه ويرددها في امريكا واوربا والعالم بأسره فلله الحمد .
فقد ورد فيما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. (3)
ثالثا الشرك والكفر اكبر انواع الظلم
ودليل ذلك في الاية (وانتم ظالمون ) وقال تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
لماذا سُمي الشرك ظلماً؟ لأن الظلم في الأصل: وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم، لأنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغير مستحقها، وسوَّوْ المخلوق بالخالق، سوَّوْ الضعيف بالقوي الذي لا يُعجزه شيء، وهل بعد هذا ظلم؟(5)
ولاشك انهم احق الناس بلظلمات يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم - الظلم ظلمات يوم القيامةالراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2447
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومع ذلك يعبد ناس غير الله سبحانه وتعالى وهو الغني عن هذه العبادة وغني عن جميع الناس كما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577
خلاصة الدرجة: صحيح
وتدل الاية ايضا على تفاهة اليهود يعبدون عجل من صنيعهم .
نسأل الله التوفيق والسداد جمعه وأعده وعلق عليه :- الفقير إلى الله / محمد أحمد سراج
المراجع
1- الدرر السنية
2- ويأتي النبي وليس معه أحد ابو معاذ موقع
http://rabitah.net/index.php?option=com_content&task=view&id=71&Itemi d=99
3- المكتبة الاسلامية
4- موقع الاسلام
5- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله- في كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=8034
تعليق