جدد معلوماتك من صاحب هذا العمل ؟؟ --وما المقصود بهذه العبارة -----؟؟؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

نور الهداية مسلمة ولله الحمد اكتشف المزيد حول نور الهداية
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 7 (0 أعضاء و 7 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نور الهداية
    6- عضو متقدم

    حارس من حراس العقيدة
    • 25 أبر, 2008
    • 902
    • ربة بيت حاليا
    • مسلمة ولله الحمد

    #31
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك اخى الكريم

    أجابة صحيحة واحب ان اضيف

    انه عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك -حفيد هشام عاشر الخلفاء الامويين

    و يحكى ان كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟

    فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.
    فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه".

    فحقق عبدالرحمن بن معاوية غايته من إعادة أمجاد أجداده الامويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية وهي الدولة الأموية بالأندلس

    وقد قيل على لسان بعض المؤرخين ( كانوا يقولون ملك الدنيا ابنا بربريتين :

    المنصور وعبد الرحمن بن معاوية )

    وكانا متعاصريين --المنصور فى المشرق وعبد الرحمن فى الاندلس غربا وكلا منهما امه

    فى الاصل - جارية من البربر -



    والان تفضل اخى وضع سؤالك

    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

    تعليق

    • طارق الجزائري
      2- عضو مشارك
      • 8 فبر, 2009
      • 120
      • طالب جامعي قسم الترجمة
      • مسلم و لله الحمد

      #32
      بارك الله فيك أختي الفاضلة على هذه المعلومة الهامة

      السؤال

      -ولد في ذي الحجة سنة 1335 هـ بمدينة الرياض, وكان بصيرا, ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره, ثم فقده عام 1355 هـ.
      -من مشايخه تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء, ومن أبرزهم:
      1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (قاضي الرياض).
      2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
      3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق (قاضي الرياض).
      4- الشيخ حمد بن فارس (وكيل بيت المال في الرياض).

      -من مؤلفاته مؤلفاته:
      1- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة, صدر منه الآن ثلاثة أجزاء وقت تحرير هذه النبذة .
      2- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
      3- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك).
      4- التحذير من البدع, ويشتمل على أربع مقالات مفيدة: (حكم الاحتفال بالمولد النبوي, وليلة الإسراء والمعارج, وليلة النصف من شعبان, وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى: الشيخ أحمد).
      5- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
      6- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
      7- وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.
      8- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
      9- وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.
      10- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
      11- نقد القومية العربية.
      12- الجواب المفيد في حكم التصوير.
      13- الشيخ محمد بن عبد الوهاب, دعوته وسيرته.
      و غيرها
      -توفي في 27 محرم من عام 1420 هجري

      عاش بالرياض عاصمة وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.





      مات الحبيب اللي نحبّه ونغليه *** حب وغلا لله ما فيه مطمع
      في محرم أسلم حياته لباريه *** من عقب ما وفّى وكفّى واسمع
      كم ناصر أهل الرشد والحق ناديه ***وكم صار لأهل الظلم والزيغ مقمع
      وكم طاف بأهل اليتيم والقل ساعيه *** وم صار للمظلوم عينٍ ومسمع
      له هيبة أهل العلم تجعل محاكيه *** لي من تكلم غصب يصغي ويسمع
      وش عاد لو غيره بشوفه يقديه *** يصيرته قدّت هل الدين أجمع
      علاّمة الإسلام عالم خوافيه *** وأفْقه رجال العلم بالشرع وألمع
      يالله عسى رب توفّاه يجزيه *** عنّا مع المختار صحبة ومجمع
      ربي اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب

      تعليق

      • نور الهداية
        6- عضو متقدم

        حارس من حراس العقيدة
        • 25 أبر, 2008
        • 902
        • ربة بيت حاليا
        • مسلمة ولله الحمد

        #33
        هو الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله

        وقد عرفته من هذه العبارة

        -ولد في ذي الحجة سنة 1335 هـ بمدينة الرياض, وكان بصيرا, ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره, ثم فقده عام 1355 هـ.


        اجابة صحيحة ---اليس كذلك

        ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

        تعليق

        • نور الهداية
          6- عضو متقدم

          حارس من حراس العقيدة
          • 25 أبر, 2008
          • 902
          • ربة بيت حاليا
          • مسلمة ولله الحمد

          #34
          السؤال عن :



          البطل الكردى الفذ والفارس العظيم وليث الاسلام الشجاع ---وصف بانه الشهاب الحارق الذى لا يصبر على

          عدوان أو انتهاك حرمات -

          التحق هو واخيه بخدمة الامير بهروز فى بغداد -ثم بخدمة عماد الدين زنكى البطل وخاض معه حروب

          عديدة ضد الصليبين -وبعد استشهاد عماد الدين - عمل فى خدمة ابنه البطل نور الدين محمود وكان يلح عليه كثيرا فى فتح مصر لتتم وحدة مصر والشام فى مواجهة الصليبين --وحدثت تطورات ادت الى ارسال نور الدين

          له لفتح مصر وانقاذها من الخطر الداخلى والخارجى -

          ونجح هو وتلميذه (صلاح الدين يوسف بن ايوب ) فى صد الصليبين وتحقيق حلمه -

          ولكن القدر المحتوم والأجل المكتوب جاءفى ميعاده المعلوم فأصيب البطل بذبحة صدرية قتلته رحمه الله في 22 جمادى الأخر 564 هجرية بعد أن حقق مراده وكلل سعيه وجهاده الطويل بفتح مصر، وسبحان الله لقد خاض هذا البطل أكثر من مائة وخمسين موقعة وتعرض للشهادة في كل موطن وسعى لها سعياً حثيثاً ولكنه مات على فراشه وصدق الصديق عندما قال [احرص على الموت توهب لك الحياة] .


          من هو ؟

          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

          تعليق

          • _الساجد_
            مشرف قسم النصرانية

            • 23 مار, 2008
            • 4599
            • مسلم

            #35

            هو "أسد الجبل" الذي تشير إليه الصورة ..
            رحمة الله عليهم أجمعين .. ورزقنا بأمثالهم .. أسوداً حماة مجاهدين .. آمين ..

            تعليق

            • نور الهداية
              6- عضو متقدم

              حارس من حراس العقيدة
              • 25 أبر, 2008
              • 902
              • ربة بيت حاليا
              • مسلمة ولله الحمد

              #36
              [gdwl]
              هو أسد الجبل الذى تشير اليه الصورة
              [/gdwl]



              جزاك الله خيرا اخى الفاضل --اسعدنا مرورك الكريم

              أجابه صحيحة

              هو فعلا اسد الجبل أو شيركوه

              عم البطل العظيم صلاح الدين واستاذه

              وهو من ابطال الاسلام الذين يجهل قدرهم بل ووحتى اسمائهم الكثيرون للاسف -





              --------------------------------------------------------------------

              نبذة عن الاسد من مفكرة الإسلام : هناك بعض الشخصيات التاريخية في حياة أمة الإسلام كان لها دور بارز ونصيب وافر من التدوين والتعريف في كتب التاريخ، طارت أخبارهم وطبقت شهرتهم على كل من عاصرها فلم يبق ذكر إلا لها ولا مجد إلا إليها، على الرغم من وجود بعض الشخصيات الأخرى في نفس الوقت أو العصر كان لها من الدور والأثر ما ربما يفوق أثر وفعل الشخصية الأشهر فتنسى أفعالهم ومواقفهم في خضم شهرة الآخر، ومن هؤلاء صاحبنا أسد الدين شيركوه الذي هو عم الناصر صلاح الدين وأستاذه ومعلمه ومرشده الجهادي ومربيه على الحقيقة، والناس كلهم يعرفون صلاح الدين وقليل منهم من يعرف أسد الدين .



              أسد الجبل

              هو البطل الفذ والفارس الأسد أسد الدين شيركوه بن شاذى بن مروان بن يعقوب الدونيى الكردي، المولود ببلدة 'دوين' على أطراف أذربيجان مع جورجيا سنة 500 هجرية تقريباً، وشيركوه بالعربية : أسد الجبل، فشير :أسد، وكوه : جبل، نشأ هو وأخوه نجم الدين أيوب والد صلاح الدين، بتكريت لما كان أبوهما شاذى 'ومعناها فرحان' نقيب قلعتها، وكان نجم الدين أسن من أسد الدين، ويغلب على نجم الدين العقل والحكمة والتؤدة، في حين كان أسد الدين كالشهاب الحارق لا يصبر على إساءة أو عدوان أو انتهاك حرمات وهذا ما سينقل حاله من مكان لآخر .



              من تكريت إلى الموصل

              التحق أسد الدين وأخوه نجم الدين بخدمة الأمير 'بهروز' قائد شرطة بغداد عاصمة الخلافة العباسية، فأقطعهما الأمير 'بهروز' قلعة تكريت، فسارا في الناس سيرة حسنة، ووقعت حادثة سنة 526 هجرية خلاصتها أن أسد الدين ونجم الدين قد ساعدا الأمير البطل 'عماد الدين زنكي' عندما جاء إلى تكريت منهزماً في قتاله ضد بعض خصومه بالخلافة، حيث قدم الأخوان لعماد الدين زنكي السفن اللازمة لعبوره هو وجنوده نهر دجلة إلى مدينته 'الموصل' وكان الأمير 'بهروز' على خلاف شديد مع 'عماد الدين زنكي' فلم يعجبه هذا الفعل من أسد الدين ونجم الدين وتربص لهما الدوائر وتحين لهما الفرصة لمعاقبتهما .

              كثرت التحرشات بنجم الدين وأسد الدين وأهلهم بقلعة تكريت من جانب جنود الأمير 'بهروز' حتى جاءت الفرصة التي يريدها، عندما تعرض أحد الجنود لفتاة من آل أسد الدين في الطريق واشتكت الفتاة لعمها أسد الدين، فنزل لهذا الجندي الماجن وتكلم معه بشدة فرد عليه الجندي بأن سحب عليه السلاح، فتشاجر الرجلان مشاجرة انتهت بمصرع الجندي الماجن فغضب الأمير 'بهروز' وأمر بطرد نجم الدين وأسد الدين وأهليهم من قلعة تكريت وذلك سنة 532 هجرية وفي نفس الليلة التي ولد فيها صلاح الدين يوسف بن أيوب .

              قرر الأخوان الصالحان التوجه إلى أمير الموصل 'عماد الدين زنكي' والالتحاق بخدمته، فسارا إليه فأحسن استقبالهما وشكر صنيعهما معه، وضمهما لأمرائه وقادته وبالغ في إكرامهما وأقطعهما أقطاعاً حسناً، وجعل نجم الدين والياً على بعلبك وأسد الدين من مقدمي جيوشه، فعماد الدين زنكي كما قلنا من قبل كان خبيراً بمعادن الرجال، بصيراً بقدراتهم، قادراً على توظيفهم حسب ما يبرزون ويحسنون، فرأى في نجم الدين الرجل الحكيم العاقل القادر على السياسة والقيادة، ورأى في بطلنا أسد الدين القائد العسكري الشجاع القادر على تحويل دفة الحروب بشجاعته وإقدامه .



              من عماد الدين إلى نور الدين

              ظل أسد الدين شيركوه في خدمة عماد الدين زنكي، وخاض معه كل حروبه ضد الصليبيين وكان معه يوم فتح الرها وكان عماد الدين يحبه ويقدره لأنه كان مثله بطلاً شجاعاً لا يهاب الموت، وظل هكذا حتى كان معه في معسكره ليلة أن قتل عماد الدين سنة 541 هجرية، وعندها قام أسد الدين شيركوه بدور في غاية الأهمية، ذلك أنه حفظ معسكر المسلمين من الهرج والمرج الذي يحدث عادة عند مقتل القائد ثم قام بإعطاء خاتم الملك الخاص بعماد الدين لولده نور الدين محمود كناية عن خلافته لأبيه الشهيد، ثم قام بحراسة نور الدين محمود حتى وصل سالماً أمناً إلى مدينة 'حلب'، فعرف نور الدين هذا الجميل لأسد الدين، وصار من أقرب الناس إليه .

              ومن ذلك اليوم أصبح أسد الدين شيركوه قائد جيوش نور الدين محمود أمير الشام الجديد وأصبح أخلص وأقوى أمراء الجيوش الشامية، ورجل المهام الصعبة الذي يعتمد عليه نور الدين محمود في النوازل وصعاب الأمور، وكان له المواقف المشهورة والبطولات المشهورة.



              الأسد المعلم

              كان أسد الدين شيركوه بحق الأستاذ الأول والمعلم الحقيقي والمكتشف البارع لقدرات ومواهب ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب، وذلك منذ كان صلاح الدين فتى يافعاً حيث رأى فيه شيركوه بعين الخبير الفاحص أن الفتى الصغير يجمع بين عقل وحكمة أبيه نجم الدين أيوب، وشجاعة وفروسية عمه أسد الدين شيركوه، وزهد وورع أميره نور الدين، وهى خصال ثلاث كفيلة بأن ترشح هذا الفتى لقيادة الأمة فيما بعد .

              أدرك ذلك كله الأسد المعلم شيركوه في ابن أخيه فتعهده بالرعاية وضمه إليه وتولى تدريبه على فنون القتال وقيادة الجيوش وأساليب إدارة المعارك دفاعاً وهجوماً، كما تولى تعليمه فنون السياسة والمناورة والمفاوضة، حتى نضج الفتى اليافع وأصبح شاباً قوياً يصحبه أسد الدين في كل مكان وهو بمثابة الذراع اليمنى له ومن لا يعرفهما يظن أن صلاح الدين هو الابن الوحيد والمقرب لأسد الدين، ولعل تعليم وتدريب صلاح الدين من أهم وأفضل أعمال أسد الدين شيركوه .



              الأسد فاتح الديار المصرية

              كان أسد الدين شيركوه بحكم خبرته العسكرية الطويلة وبصيرته السياسية لأوضاع العالم الإسلامي وقتها يرى أهمية الديار المصرية وضرورة فتحها وإزالة الدولة الفاطمية الخبيثة بها والتي تسببت في ضياع بيت المقدس سنة 492 هجرية، فلقد كان أسد الدين شيركوه متأثراً بفكرة توحيد العالم الإسلامي ضد الوجود الصليبي، وكان يرى أن النصر على الصليبيين لن يتم إلا بتوحيد مصر والشام

              لذلك كان شيركوه دائم الإلحاح على نور الدين لكي يفتح مصر ونور الدين يرى أن الوقت غير مناسب والإمكانيات غير متاحة، فالجيوش مشغولة في قتال البؤر الصليبية في جميع أنحاء الشام، ولكن نور الدين لم يترك فكرة فتح مصر بالكلية، بل انتظر الفرصة المناسبة.

              كانت الأوضاع في مصر شديدة الاضطراب، فالخلاف على أشده بين شاور وضرغام على منصب الوزارة والخليفة العاضد الفاطمي ليس له من الأمر شيء، ولقد انتصر ضرغام على شاور وأخرجه من مصر فذهب مستنجداً بالملك العادل نور الدين محمود وضمن له ثلث إيراد مصر وأموراً أخرى إن هو أعانه على استعادة وزارته المفقودة، فوجد في ذلك نور الدين الفرصة المناسبة لفتح مصر وضمها للشام، فكلف قائد جيوشه أسد الدين شيركوه على أن يتوجه إلى مصر لذلك الغرض، ففرح الأسد بهذه المهمة وخرج في صحبته تلميذه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي ومعه ألف رجل فقط وذلك سنة 559 هجرية .



              الأسد المرعب


              وصل أسد الدين شيركوه بعسكره المكون من ألف رجل فقط إلى مدينة بلبيس حيث اشتبك مع جيش ضرغام وانتصر عليه، ثم واصل تقدمه إلى القاهرة حتى قضى على ضرغام وأعاد شاور لمنصب الوزارة وأقام هو بظاهر القاهرة انتظارا للوفاء بالعهود والمواثيق مع شاور ولكن شاور غدر به وأمره بالرجوع إلى الشام وهدده، فما كان من الأسد شيركوه إلا أنه دخل مدينة 'بلبيس' وامتنع بها وأرسل إلى شاور بأنه لن يتحرك من مكانه إلا بأمر قائده الملك العادل نور الدين محمود، وهكذا يكون الجندي الممتثل لأوامر قائده، حتى ولو كان هذا الجندي هو أعظم فرسان زمانه .

              ولما كان شاور رجل لا يهمه إلا مصالحه الخاصة ومنصبه، فلقد أسرع وأرسل للصليبيين في الشام يستنجد بهم على أسد الدين، وكان الصليبيون منذ أن توجه أسد الدين إلى مصر قد أيقنوا الهلاك إذا فتح الشاميون مصر، فلما جاءتهم استغاثة شاور فرحوا بها وأرسلوا جيوشهم وقد بذل لهم شاور أموالاً طائلة من أجل الانتصار على بني دينه وهكذا نرى أهل الدنيا لا يبالون بشيء إلا بدنياهم ولا أي شيء يردعهم عن تحصيل دنياهم .

              اجتمعت الجيوش الصليبية مع عساكر شاور الخائن وحاصروا أسد الدين شيركوه في بلبيس ثلاثة أشهر وهو ممتنع بها مع أن سورها قصير جداً يقفزه الفارس بفرسه وليس لها خندق ولا أي تحصينات، ومع ذلك لم يجسروا على اقتحام المدينة من شدة خوفهم من أسد الدين شيركوه الذي ظل يقاتلهم ليلاً ونهاراً بألف رجل لا غير وهم عشرات الألوف، وفي هذه الفترة أغار نور الدين على أملاك الصليبيين في الشام وفتح تل 'حارم'، فخاف الصليبيون على باقي أملاكهم وراسلوا أسد الدين في الصلح على أن يخرج كل منهم ومن الشاميين إلى بلادهم فوافق أسد الدين .



              شهادة الأعداء

              قديماً قالوا 'الفضل ما شهد به الأعداء' فاسمع لهذه الشهادة من أحد الصليبيين الذين شاهدوا أسد الدين شيركوه يوم حصار بلبيس ثم يوم الصلح قال [أخرج أصحابه بين يديه وبقى في أخرهم وبيده عود من حديد يحمى ساقتهم والمصريون والفرنج ينظرون إليه، فتقدمت منه وقلت له 'أما تخاف أن يغدر بك هؤلاء المصريون والفرنج، وقد أحاطوا بك وبأصحابك ولا يبقى لكم بقية ؟' فقال شيركوه : ياليتهم فعلوه حتى كنت ترى ما أفعله، كنت والله أضع السيف فلا يقتل منا رجل حتى يقتل منهم رجال، والله لو أطاعني هؤلاء 'يعنى جنوده' لخرجت إليكم من أول يوم 'يعنى الحصار' ولكنهم امتنعوا' فقام هذا الصليبي بالتصليب على صدره وقال : كنا نعجب من فرنج هذه البلاد ومبالغتهم في صفتك وخوفهم منك والآن فقد عذرناهم .



              العزيمة الفولاذية

              رجع أسد الدين شيركوه إلى الشام وهو يتلمظ غيظاً على الوزير الخائن 'شاور' والأوضاع المتردية في الديار المصرية، ويتحرق شوقاً لمعاودة الكرة مع الصليبيين وخونة المصريين، وهو مازال يلح على الملك العادل نور الدين محمود في العودة إلى مصر، حتى وافق نور الدين على ذلك سنة 562 هجرية، وانطلق أسد الدين في جيش يقدر بألفين من المقاتلين .

              أسرع 'شاور' كعادته وأرسل للصليبيين بالشام يستنجد بهم، فجاءوه بألوف مألفة من أجل إدراك ثأرهم مع أسد الدين وتحقيق مبتغاهم باحتلال مصر، وكان أسد الدين يتحرك بسرعة لخفة جيشه، فوصل إلى الصعيد وفتحه ثم عسكر في منطقة البابين 'قريب من محافظة المنيا الآن' وقد رفعت له الجواسيس الأخبار عن ضخامة الجيش الصليبي ومن معه من عساكر شاور، فعقد اجتماعا مع قادة جيشه فأشاروا جميعاً بالرجوع إلى الشام لقلة عددهم وتسليحهم وبعدهم عن أوطانهم، فوقف أسد الدين كالطود العظيم وأصر على القتال واستعان بالله ووافقه ابن أخيه صلاح الدين، ثم قام أسد الدين شيركوه بوضع خطة عسكرية في غاية الذكاء بحيث أن استدرج معظم الجيش الصليبي لقلب الجيش المسلم ثم هجم هو في كتيبة منتقاه من خلاصة الأبطال على مؤخرة الجيش الصليبي، فوضعه في شبه دائرة، وانتصر انتصارا عظيماً لم يسمع بمثله في التاريخ كما يقول المؤرخ ابن الأثير .

              بعد معركة البابين توجه أسد الدين وجنده الشامي إلى الإسكندرية بعد أن استدعاه أهلها الذين أرادوا نصرة إخوانهم المجاهدين الشاميين، ثم ترك بها حامية يقودها صلاح الدين ثم توجه إلى الصعيد لمواصلة الفتح، فانتهز الصليبيون الفرصة وحاصروا الإسكندرية حصاراً عنيفاً طيلة تسعة أشهر، فعاد الأسد لنصرة أهل الإسكندرية وابن أخيه، فخاف الصليبيون منه خوفاً شديداً جعلهم يطلبون منه الصلح، فاشترط عليهم مغادرة مصر ولا يتملكوا منها قرية واحدة فوافقوا .



              الخيانة العمياء

              لم يعلم أسد الدين شيركوه عندما اتفق مع الصليبيين على الخروج من مصر، أن الخيانة والعمالة التي تسرى في دم الوزير الخائن 'شاور' سوف تدفعه لأن يعقد اتفاقاً سرياً مع الصليبيين يتعهد فيه بدفع مائة دينار سنوياً من إيراد البلاد للصليبيين كي ما يتقووا بها على حرب نور الدين في الشام، ثم يكتف الخائن بهذه الفعلة القذرة، بل اتفق معهم على أن يكون للصليبيين حامية من كبار فرسانهم تحرس أبواب القاهرة وذلك سنة 562 هجرية .

              لم يكن بقاء هذه الحامية من أجل الحرص على سلامة مصر والمصريين أو السهر على راحتهم ! بل كانت ترصد الأخبار والأحوال تمهيداً لعودة الصليبيين مرة أخرى في الفرصة المناسبة وهو ما حدث بالفعل في أوائل 564 هجرية، عندما أرسلت الحامية الصليبية إلى ملك بيت المقدس الصليبي 'أملريك' تعرفه أن الأوضاع مهيئة في مصر لدخول القوات الأجنبية.

              حشد 'أملريك' جيوشه وانطلق إلى مصر بأقصى سرعة وكانت مدينة 'بلبيس' أولى محطاته حيث قام الصليبيون هناك بمجزرة مرعبة لأهل المدينة كلها بحيث لم يتركوا منها أحداً كما هي عادتهم البربرية الوحشية، ثم نزلوا إلى القاهرة وضربوا عليها حصاراً شديداً، فأقدم الخائن شاور على فعلة في غاية الحقارة والذلة وأيضا في غاية الغباء السياسي حيث أقدم على حرق القاهرة ليرجع عنها الصليبيون، وظلت النار تأكل القاهرة 54 يوماً فأرسل الناس وعلى رأسهم العاضد الفاطمي إلى نور الدين يستغيثون به من الصليبيين وشاور .



              الفتح الأخير

              لقد كان فتح مصر بالنسبة لأسد الدين شيركوه الخطوة الأخيرة في تحقيق حلم حياته بتوحيد العالم الإسلامي في مصر والشام لطرد العدو الصليبي الجاثم على الأرض المقدسة منذ سبعين سنة، لذلك فإننا نجد أن أسد الدين شيركوه منذ أن خرج لمصر سنة 559 هجرية وهو لا يفكر ولا يسعى ولا يتجهز إلا لفتح مصر والمعاودة إليها مرة بعد مرة، على الرغم من الأهوال والشدائد التى لاقاها في كل مرة .

              وكان أسد الدين مقيماً في 'حمص' عندما جاءته رسالة نور الدين محمود بالقدوم إلى حلب استعداداً لإنقاذ مصر فركب البطل العجوز الذي جاوز الستين فرسه بعد صلاة الفجر وانطلق بأقصى سرعة حتى وصل 'حلب' قبيل الغروب وهذا الأمر لم يتسن لأحد من الناس سوى الصحابة رضوان الله عليهم أن يقطعوا هذه المسافة الطويلة في هذا الوقت الوجيز فسر نور الدين بذلك جداً وجهزه بجيش مكون من ألفي فارس وقام أسد الدين بجمع ستة آلاف فارس آخر من متطوعة الشام لفتح مصر وانطلق الأسد يزأر ويرعد ويبرق ويتوعد الصليبيين والخونة المنافقين في مصر .

              كما قلنا من قبل كان الصليبيون في قمة الخوف والفزع من مجرد ذكر اسم أسد الدين شيركوه، فلقد كان كابوسهم المفزع الذي يقض مضاجعهم، فلما جاءتهم الأخبار بقدوم الأسد وجنوده الشامي على جناح السرعة أجمعوا أمرهم على الرحيل من مصر بعد أن هزموا بها مرتين من قبل على يد أسد الدين، وبالفعل رحلوا مذعورين هاربين، ودخل الأسد المظفر القاهرة فاتحاً منتصراً من غير أن يشهر سيفاً واحداً هذه المرة، فلقد نصره الله عز وجل بالرعب.

              حاول شاور الخائن أن يستدرج الأسد لدعوة طعام مسموم ليهلك فيها هو وأصحابه ولكن الكامل بن شاور الابن الأكبر لشاور وكان رجلاً صالحاً مجاهداً نهى أباه عن هذه الفعلة وهدده بأن سيخبر شيركوه وقال كلمته الشهيرة عندما قال له أباه الخائن 'شاور' [والله لئن لم نفعل هذا لنقتلن جميعاً] قال الكامل :[صدقت ولأن نقتل ونحن مسلمون والبلاد إسلامية، خير من أن نقتل وقد ملكها الفرنج، فإنه ليس بينك وبين عود الفرنج إلا أن يسمعوا بالقبض على شيركوه] .

              لقي شاور جزاء خيانته وعمالته للصليبيين حيث أمر العضد الفاطمي بإعدامه، وتولى أسد الدين شيركوه الوزارة في مصر وأخذ في التدبير والعمل من أجل إسقاط الدولة الفاطمية الخبيثة وتوحيد مصر والشام تحت حكم نور الدين محمود خاصة بعد إلحاح الخليفة العباسي المستضيء بالله على ذلك الأمر، ولكن القدر المحتوم والأجل المكتوب جاء للأسد في ميعاده المعلوم فأصيب الأسد بذبحة صدرية قتلته رحمه الله في 22 جمادى الأخر 564 هجرية بعد أن حقق مراده وكلل سعيه وجهاده الطويل بفتح مصر، وسبحان الله لقد خاض هذا البطل أكثر من مائة وخمسين موقعة وتعرض للشهادة في كل موطن وسعى لها سعياً حثيثاً ولكنه مات على فراشه وصدق الصديق عندما قال [احرص على الموت توهب لك الحياة] .

              فلقد كانت سيرة هذا الرجل ترجمة لحياة المجاهد المعتز بدينه وإسلامه ولا يرى له عملاً سوى تحرير الأرض المحتلة، والذي كانت أخباره ووقائعه مليء الصدور وصورته مليء العيون وهيبته وقدره في نفوس عدوه كفزع الزلازل والأعاصير والبراكين، فرحمه الله على الأسد شيركوه الذي ترك لنا مثل هذه السيرة وتخرج من مدرسة بطولته وشجاعته وحلقة جهاده الناصر صلاح الدين .
              منقوول -

              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

              تعليق

              • نور الهداية
                6- عضو متقدم

                حارس من حراس العقيدة
                • 25 أبر, 2008
                • 902
                • ربة بيت حاليا
                • مسلمة ولله الحمد

                #37
                تفضل اخى الكريم (الساجد ) وضع سؤال تاريخى لنا -

                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                تعليق

                • أم رودي
                  مشرفة شرف المنتدى

                  • 29 ماي, 2008
                  • 1161
                  • أتعلم
                  • مسلمه

                  #38
                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين







                  مستمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــعه كل ما كنتي تكتبين سؤال وبصراحه صعبين علي بس كنت أستفز عايزة أعرف صاحب هذة الاعمال البطوليه بصراحه عاشوا أبطال وماتوا أبطال وما زالوا يعيشون كلما نفض عن سيرتهم غبار النائمين


                  من أمثالنا



                  أة أكملك كنت أجري علي جوجل وأعرف الاجابه جزاكي الله عنا كل خير وفائدة
                  اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                  تعليق

                  • نور الهداية
                    6- عضو متقدم

                    حارس من حراس العقيدة
                    • 25 أبر, 2008
                    • 902
                    • ربة بيت حاليا
                    • مسلمة ولله الحمد

                    #39
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    مستمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــعه كل ما كنتي تكتبين سؤال وبصراحه صعبين علي بس كنت أستفز عايزة أعرف صاحب هذة الاعمال البطوليه بصراحه عاشوا أبطال وماتوا أبطال وما زالوا يعيشون كلما نفض عن سيرتهم غبار النائمين


                    من أمثالنا



                    أة أكملك كنت أجري علي جوجل وأعرف الاجابه جزاكي الله عنا كل خير وفائدة

                    أهلا بك حبيبتى فى الله

                    جزاك الله خيرا على الورد



                    المطلوب هو ما فعلتى يا غالية --البحث وبالتالى معرفة معلومات جديدة

                    لذا سأنتظر مشاركاتك وأجابتك بعد ذلك -عزيزتى

                    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                    تعليق

                    • نور الهداية
                      6- عضو متقدم

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 25 أبر, 2008
                      • 902
                      • ربة بيت حاليا
                      • مسلمة ولله الحمد

                      #40
                      من هو هذا التابعى الجليل ؟

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      ( سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة.وعلم من أعلام المسلمين
                      عرف عنه العبادة والتقوى والزهد والعلم والورع


                      وكان يعيش من التجارة بالزيت، لا يأخذ عطاءا من بيت المال

                      أحفظ الناس لاحكام عمر ابن الخطاب وأقضيته، حتى سمي
                      راوية عمر
                      تزوج من إبنة الصحابى الجليل (أبو هريرة )رضى الله عنه ليلزمه ويأخذ عنه
                      وهو أجل التابعين وأوسعهم علما
                      عاصر عهد الراشدين عثمان وعلى رضى الله عنه ومن بعدهما معاوية رضي الله عنه، وجالس الصحابة وعاشرهم ونال من علومهم ثم رأى بعد ذلك تبدل الأحوال وتغير الناس، ورأى الاقتتال على الملك فلم يرض على سياسة بني مروان، فآل على نفسه ألا يسكت على ظلم يراه ومنكر يظهر له -وتعرض للجلد بالسوط لمواقفه الشجاعة أمام المتجبرين من الحكام فى عصره ورفضه السكوت عن الحق -
                      يروى عن أدبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخل عليه رجل
                      في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث، فقال: أقعدوني فأقعدوه، قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع-
                      من أجمل ما يروى عنه أنه رفض طلب الخليفة تزويج ابنته من ولى العهد
                      وقام بتزويجها من طالب علم فقير تقى -
                      فمن هو هذا الامام التابعى العظيم ؟





                      ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                      تعليق

                      • طارق الجزائري
                        2- عضو مشارك
                        • 8 فبر, 2009
                        • 120
                        • طالب جامعي قسم الترجمة
                        • مسلم و لله الحمد

                        #41
                        أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي



                        حرصه على الصوم :-.
                        حدثنا يزيد بن أبي حازم: أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم.

                        حرصه على الحج :-
                        عن ابن حرملة، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: لقد حججن أربعين حجة

                        نظرته إلى النفس :-.
                        حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، قال: أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب. أعطاهم حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن سعيد البصري، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عبد الله بن محمد،، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، قال: ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله، وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله.
                        حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج أن عبيد الله بن عبد الرحمن أخبره، أنه سمع سعيد بن المسيب، يقول: يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله، ومن وضعها رفعه الله. الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته

                        خشيته من الله :-.
                        عن يحيى بن سعيد: أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم.

                        حرصه على قراءة القرآن :-
                        عن ابن حرملة، قال: حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار، فسألت مولاه عن عمله بالليل، فأخبرني فقال: وكان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة، فسألته عن ذلك فأخبرني فقال: أن رجلاً من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول: اللهم أعطني بهذه السجدة أجراً، وضع عني بها وزراً، وارزقني بها شكراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود.

                        حرصه على الدعوة إلى الله :-.
                        أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، قال: قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك، قال: والله لا أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفاً من حصباء فصحبته بها. قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة

                        خوفه من فتنة النساء :-.
                        عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء.
                        عن ابن زيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال: قد بلغت ثمانين سنة ولا شيء أخوف عندي من النساء وكان بصره قد ذهب.
                        عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: ما أيس من الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء، وقال: أخبرنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى: ما شيء أخوف عندي من النساء.
                        .
                        نظرته للزواج والمهر :-.
                        عن إبراهيم ابن عبد الله الكتاني، أن سعيد بن المسيب زوج ابنته بدرهمين.
                        عن ابن أبي وداعة، قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً فلما جئته قال: أين كنت? قال: توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها، قال: ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة، فقلت: يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة، فقال: أنا، فقلت: أو تفعل، قال: نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال: ثلاثة قال: فقمت ولا أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً، فإذا بآت يقرع، فقلت: من هذا? قال: سعيد، قال: فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فظننت أنه بدا له، فقلت: يا أبا محمد إلا أرسلت إلي فآتيك، قال: لأنت أحق أن يؤتى، قال: قلت: فما تأمر، قال: إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذا امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد بالباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران، فجاءوني فقالوا: ما شأنك? قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة، فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك? قلت: نعم، وهاهي في الدار، قال: فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام، قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق الزوج، قال: فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيداً وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان، قلت: خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، قال: إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم، قال عبد الله بن سليمان: وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف. قال عبد الله: وابن أبي وداعة هذا هو كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة

                        هو والدعاء :-.
                        حدثنا الهيثم بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد بن المسيب، قال سعيد: دخلت المسجد ليلة أضحيان، قال: وأظن أن قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل، ما أقول? قال: قل: اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن . قال سعيد: فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه

                        أدبه مع رسول الله :-.
                        حدثنا يعقوب بن المسيب، قال: دخل المطلب بن حنظب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث، فقال: أقعدوني فأقعدوه، قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع
                        .

                        نظرته إلى الدنيا والمال :-.
                        حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قال سعيد بن المسيب: أن الدنيا نذلة، وهي إلى كل نذل أميل، وأنذل منها من أخذها بغير حقها، وطلبها بغير وجهها، ووضعها في غير سبيلها.
                        حدثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطي منه حقه ويكف به وجه عن الناس.
                        عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه.
                        عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنه مات وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال: ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي.
                        رواه الثوري عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، وقال: ترك مائة دينار، وقال: أصون بها ديني وحسبي.
                        عن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري، عن عمه، عن سعيد المسيب، قال: من استغنى بالله افتقر الناس إليه.
                        حدثنا علي بن زيد، قال: رآني سعيد بن المسيب وعلي جبة خز، فقال: إنك لجيد الجبة، قلت: وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم، فقال سعيد: أصلح قلبك والبس ما شئت.

                        حرصه على الصلاة في جماعة :-.
                        عن سعيد بن المسيب، قال: من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة.
                        عن سعيد بن المسيب: أنه اشتكى عينيه فقيل له: يا أبا محمد، لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك، فقال سعيد: فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح?.
                        عن سعيد بن المسيب أنه قال: ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة.
                        حدثنا سفيان بن أبي سهل وهو عثمان بن أبي حكيم قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
                        عن ميمون بن مهران: أن سعيد بن المسيب مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة.
                        عن برد مولى بن المسيب، قال: ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد.
                        عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، قال: ما دخل على وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، ولا دخل على قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق.
                        عن قتادة، قال: قال سعيد بن المسيب ذات يوم: ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة.
                        عن الأوزاعي، قال: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كان لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس.
                        حدثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. وقال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة.
                        حدثنا خالد بن داود يعني بن أبي هند عن سعيد بن المسيب، قال: وسألته ما يقطع الصلاة? قال: الفجور ويسترها التقوى
                        ربي اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب

                        تعليق

                        • نور الهداية
                          6- عضو متقدم

                          حارس من حراس العقيدة
                          • 25 أبر, 2008
                          • 902
                          • ربة بيت حاليا
                          • مسلمة ولله الحمد

                          #42
                          :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          أبو محمد ( سعيد بن المسيب )

                          صح

                          بارك الله فيك أخى الكريم طارق - جزيت الجنة

                          و شكرا على المواقف والاقوال الجميلة التى أضفتها عن سيرة سيد التابعين -سعيد بن المسيب رحمه الله

                          رحمة واسعة -ورضى عنه وارضاه -

                          -------------------------------


                          فى أنتظار سؤالك أخى -

                          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                          تعليق

                          • طارق الجزائري
                            2- عضو مشارك
                            • 8 فبر, 2009
                            • 120
                            • طالب جامعي قسم الترجمة
                            • مسلم و لله الحمد

                            #43
                            و فيكي بارك أختي الفاضلة

                            - تابعي جليل
                            -
                            بصري زاهد كبير ، من العلماء العاملين .
                            - روى عن أنس بن مالك وابن الزبير وابن عباس وابن عمر, وروى عنه آخرون منهم الأعمش وطاووس بن كيسان. كان ممن خرج مع ابن الأشعث
                            -

                            قال حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال : ما رأيت أحدا أعبد من****** .

                            -
                            غندر ، حدثنا عوف ، عن ******** ، أنه كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك علم الخائفين منك ، وخوف العالمين بك ، ويقين المتوكلين عليك ، وتوكل الموقنين بك ، وإنابة المخبتين إليك ، وإخبات المنيبين إليك ، وشكر الصابرين لك ، وصبر الشاكرين لك ، ولحاقا بالأحياء المرزوقين عندك .
                            ربي اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب

                            تعليق

                            • نور الهداية
                              6- عضو متقدم

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 25 أبر, 2008
                              • 902
                              • ربة بيت حاليا
                              • مسلمة ولله الحمد

                              #44
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              هو التابعى طلق بن حبيب

                              لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب : اتقوها بالتقوى . فقيل له : صف لنا التقوى . فقال : العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله

                              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                              تعليق

                              • نور الهداية
                                6- عضو متقدم

                                حارس من حراس العقيدة
                                • 25 أبر, 2008
                                • 902
                                • ربة بيت حاليا
                                • مسلمة ولله الحمد

                                #45
                                فتنة عبد الرحمن بن الأشعث

                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                نبذة تاريخية عن :

                                فتنة أبن الأشعث


                                من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية ، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية ؛

                                فتنة عبد الرحمن بن الأشعث

                                وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين .

                                قال الحافظ ابن كثير :
                                وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله

                                *************************************************

                                فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى .

                                ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها .

                                فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج .

                                وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا ، فقال : إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك ) ، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء .

                                ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث ، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج .

                                فقال الناس من كل جانب : خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه ، ولم يذكروا خلع الخليفة .

                                وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور ، ووقع ما لم يكن في الحسبان ، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !! وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق ، فلما توسطوا في الطريق ، قالوا : إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان ، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وجددوا البيعة لابن الأشعث ، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين .

                                فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين ، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه ، ويستعجله في بعثه الجنود إليه ، فانزعج الخليفة واهتم

                                وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة .

                                فكتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال :

                                إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تههلكها ، ودماء المسلمين فلا تسفكها ، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها ، فإن قلت أخاف الناس على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم ، والسلام عليك


                                ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة ، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب ، حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل !!!

                                حتى دخلوا البصرة ، فخطب ابن الأشعث وبايع، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف ، وقال لهم ابن الأشعث :

                                ليس الحجاج بشيء ، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله ، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب .


                                قال الحافظ ابن كثير : وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق ا.هـ

                                ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث ، فقال القراء الذين خلعوا البيعة : أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم .

                                وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة ، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال : قاتلوهم على جورهم ، واستـغلالهم الضعفاء !! وإماتتهم الصلاة .

                                ثم بدأ القتال ، ما بين كر وفر ، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا ، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير ،

                                واستمر هذا الحال مدة طويلة ، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول :

                                إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته ، وأبقيت عليكم أعطياتكم ، وليـخير ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت .


                                فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات ، فثار الناس من كل جانب ، وقالوا: والله لا نقبل ذلك ، نحن أكثر عددا وعدة !!


                                ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم ، واستمر القنال بين الفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير .

                                وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج ، بالحرب ، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة ، لأن الناس كانوا تبع لهم ، وهم الذين يحرضونهم على القتال ، والناس يفتدون بهم

                                فحمل جيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه ، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون ، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه

                                ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!! فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين

                                هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل ، وأسر كثير منهم ، فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي منهم .


                                ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنى وفرادى !!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا !!!



                                قال أيوب : فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه !!!


                                ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث ، أرسل إليه يقول : والله الذي لا إله إلا هو ، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها

                                فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره ، ويأخذ عامة أمصاره ، فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه ، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه

                                فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له ( الرخج ) صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر ، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر ، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا ، فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاختزه ، وقتل من معه من أصحابه ، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق ، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام ، ثم بعث به إلى أخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك ، ثم دفن .



                                قال الحافظ ابن كثير : والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة : كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين ، فيعزلونه وهو من صليبة قريش ، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد !!!

                                ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير ، هلك فيه خلق كثير ، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا.هـ


                                ذكر ابن الأثير في تاريخه : أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال : أنا ابن فلان بن فلان ، قتل جدي يوم بدر ، وقتل جدي فلان يوم أحد ، وجعل يذكر مناقب سلفه ، فنظر عمر إلى جليسه فقال : هذه المناقب والله ، لا يوم الجماجم ويوم راهط ، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين


                                إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة ، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم ، وفي هذه الحادثة فوائد منها :


                                أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا ، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .


                                قال أبو البختري : أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم ، وليلن على دنياكم .

                                قوال عامر الشعبي : أيها الناس قاتلوهم ، ولا يأخذكم حرج من قتالهم ، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم
                                ************************************************** *******
                                وقال الامام العكبرى في التحذير والاغترار بالكثرة : والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا !! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا .


                                ثم أن عاقبة الفتن وخيمة ، ومآل أهلها الخسران ، فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجادا في سبيل الله ، ثم صار رأسا في الفتنة ، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام !! وقتل بسببه جمع كثير ، واضطربت الأمور وكثر الشر ، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس ، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين.

                                وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد .--------
                                منقول بتصرف -

                                نعوذ بالله العظيم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن -

                                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
                                ردود 10
                                51 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
                                رد 1
                                49 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
                                ردود 0
                                27 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
                                ردود 0
                                32 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة سُليمان العَمري
                                يعمل...