بالله عليك لا تؤخر النصر
الكاتب الشيخ هاني حلمي
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لما نزل بإخواننا في غزة لمحزونون ،
لكن ربنا أمرنا بأن لا يفت الحزن في عضدنا ، قال تعالى : " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين " [ آل عمران :139-140]
إنَّ ما يحدث لإخواننا لابد أن تشعر أنه يحدث لك ؛ لأننا جسد واحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وإذا كان الأمر كذلك ، فواجب الأمة كلها ، وواجبك أنت - أخي - ، واجبك أنت - أختي - العمل على تحقيق معادلة النصر ، والسعي في عدم تأخره ، فالله سمَّى نفسه " النصير " وهو ناصر أولياءه ، ولو كره الكافرون
فتعالوا ننظر في أسباب النصر لنعلم ما ينبغي علينا فعله :
(1) الإيمان الصادق بالله تعالى:
قال تعالى : ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].
حقق معنى الإيمان بثقتك في الله ، بيقينك بنصر الله ، بمعرفتك بربك ، بفرارك له ، باستكانتك وتضرعك بين يديه ، زد إيمانا ، فالإيمان يزيد بطاعة الرحمن ، وينقص بطاعة الشيطان .
(2) الدعوة إلى الله تعالى :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس، إن الله عز وجل يقول: مُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم )) [/]
"><!--/coloro--> رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني ]
فابدأ بنفسك ، ثم ادع عشيرتك الأقربين ، غيِّر من دائرتك المحيطة بك ، اصنع شيئا إيجابيا ، ادع جيرانك ، مُر إخوانك ، لتكن اللحظة لحظة قرار بالتوبة ، وزع شريطا ، انشر كتيبا ، اجعل الجميع يعي ما نحن فيه ، واهمس أو اصرخ في آذان الغافلين
ليستفيقوا من سبات السنين ، قل لهم : بالله اطع ربك ، بالله أصلح من نفسك ، بالله تُب حتى لا يتأخر النصر ، وتأتي يوم القيامة وفي رقبتك ذنب ودم هؤلاء ؛ لأنك أخرَّت عنهم النصر بذنبك .
(3) كن عبدًا خاضعا لله جل في علاه :
فقد تكفل الله تعالى أن ينصر من يحقق الشرط ، ألا وهو العبودية لله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171-173].
ومتى كنت أذل ما تكون لله كنت أعز ما تكون ، ولم يلحقنا الذل والصغار إلا لما خالفنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
انظر إلى الله تعالى وهو يقول : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [ آل عمران : 123 ] كانوا أذلة لله فأعزهم ، وأنت كذلك ، اسجد واقترب ، اخضع واخشع ، أر الله
من نفسك الاستكانة ، قال تعالى :"وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُون " [المؤمنون :76 ] . اجعل من دموعك قربانا .
(4) اتق الله حيثما كنت :
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 123
].
أوصى " عمر " قائد الجيش " سعد " : فقال : " فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد
احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش، أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة "
أريدك أن تراقب الله في الخلوات ، وتعاهد الله تعالى على عدم خيانة الله ورسوله بما تقترف من معاصي سرا ، وكف يدك عن معاصي تقترفها خشية أن يحل علينا السخط فيتأخر النصر ، فاتق الله في بيتك ، واتق الله في عملك ، واتق الله في
إخوانك المقهورين .
(5) اذكر ولا تغفل :
عن كعب الأحبار قال: ما من شيء أحب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
فإخواننا ينبغي عليهم الذكر ، ونحن علينا به ، لا نغفل ، لا نلتفت للواقع تحليلاً وتحسرًا ، وندع الشيطان يثبطنا عن القيام بدورنا ، لا يا أمة الإسلام ، الجأوا إلى الله تعالى ، وأقبلوا عليه بكليتكم ، وفرغوا البال من كل ما يحول بينكم وبين ذلك ، وثقوا
بأن لطف الله لا ينفك عن عباده في حال من الأحوال .
والآن وبصورة عملية :
(1) اكتب قائمة ذنوبك التي ستعاهد الله على التوبة منها ، وانظر إلى محل تقصيرك ، واتخذ من الحدث دافعا لك للتغيير . [ تعال نحدد ذنوب الأمة وندرس كيف معالجتها ]
(2) حدد عيوبك ، واعرف من أين تؤتى ، هل من دنو الهمة ؟ من التسويف ؟ من الفراغ ؟ من ضعف اليقين ؟ من العجلة ؟ من أين ؟؟؟ وابدأ في خطوات الإصلاح ، وسأكون معك لنغير ما بأنفسنا .
(3) اعبد الله مخلصا له الدين ، فاقنت في صلاتك ، فالأمر جلل ، والنازلة تحتاج إلى أنينك واستكانتك وتضرعك ، صم فإنه شهر الله المحرم ، وقم فإن الله يراك حين تقوم ، واذكر فبالذكر تثبت وقت الفتن ، وادع فإنه سهام الليل على أهل الغدر ، ولا
تدع بابا إلا ولجته . [ تعالوا نجدد سنن موات لعلها تكون أفضل القربات ]
(4) أصلح برنامجك اليومي فمن هاهنا يبدأ النصر في ميدان العادات ، لو غير عاداتك فقد صدقت ، وإلا لا توهم نفسك .
(5) واعرف عدوك ، وانظر لماذا تسلط علينا ؟ وانظر إلى كثير من الصفات التي شاكلتهم فيها ، وأقربها ( العلم دون العمل ) فصاروا المغضوب عليهم ، وأنت ما حالك ؟؟؟
وأخيرا يا أهالينا في فلسطين تواصوا بهذه الخمس :
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "[ الأنفال: 45-46 ]
(1) فاثبتوا واصمدوا : " رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين" [ البقرة :250 ]
(2) اذكروا الله آناء الليل وأطراف النهار لتبدد أسباب الهزيمة من الغفلة ونحوها فعليكم جميعا بذلك لا تفتروا عنه .
(3) وعليكم طاعة الله ورسوله ، فلا تتقاعسوا ولا تضعفوا ، ولا تهنوا ولا تحزنوا ، ولا تتزعزع ثقتكم في الله ، فالله ناصر دينه .
(4) وانبذوا الفرقة والشتات ، " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " [ آل عمران : 103 ] ولا تخوضوا في نزاعات مع أي فريق ، فالأمر جد ،ويحتاج لتضافر الجهود ، والتعاون على رد العدوان .
(5) واصبروا وصابروا ، والنصر مع الصبر ، وتأكدوا من صدق وعد الله " لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ " [ إبراهيم : 13-14 ]افهموا عن الله سننه ، ومن استشهد
فطوبى له ، فالشهادة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
قال صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو و اسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف اللهم منزل الكتاب و مجري السحاب و هازم الأحزاب اهزمهم و انصرنا عليهم " [ متفق عليه ]
الكاتب الشيخ هاني حلمي
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لما نزل بإخواننا في غزة لمحزونون ،
لكن ربنا أمرنا بأن لا يفت الحزن في عضدنا ، قال تعالى : " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ
شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين " [ آل عمران :139-140]
إنَّ ما يحدث لإخواننا لابد أن تشعر أنه يحدث لك ؛ لأننا جسد واحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وإذا كان الأمر كذلك ، فواجب الأمة كلها ، وواجبك أنت - أخي - ، واجبك أنت - أختي - العمل على تحقيق معادلة النصر ، والسعي في عدم تأخره ، فالله سمَّى نفسه " النصير " وهو ناصر أولياءه ، ولو كره الكافرون
فتعالوا ننظر في أسباب النصر لنعلم ما ينبغي علينا فعله :
(1) الإيمان الصادق بالله تعالى:
قال تعالى : ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].
حقق معنى الإيمان بثقتك في الله ، بيقينك بنصر الله ، بمعرفتك بربك ، بفرارك له ، باستكانتك وتضرعك بين يديه ، زد إيمانا ، فالإيمان يزيد بطاعة الرحمن ، وينقص بطاعة الشيطان .
(2) الدعوة إلى الله تعالى :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس، إن الله عز وجل يقول: مُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم )) [/]
"><!--/coloro--> رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني ]
فابدأ بنفسك ، ثم ادع عشيرتك الأقربين ، غيِّر من دائرتك المحيطة بك ، اصنع شيئا إيجابيا ، ادع جيرانك ، مُر إخوانك ، لتكن اللحظة لحظة قرار بالتوبة ، وزع شريطا ، انشر كتيبا ، اجعل الجميع يعي ما نحن فيه ، واهمس أو اصرخ في آذان الغافلين
ليستفيقوا من سبات السنين ، قل لهم : بالله اطع ربك ، بالله أصلح من نفسك ، بالله تُب حتى لا يتأخر النصر ، وتأتي يوم القيامة وفي رقبتك ذنب ودم هؤلاء ؛ لأنك أخرَّت عنهم النصر بذنبك .
(3) كن عبدًا خاضعا لله جل في علاه :
فقد تكفل الله تعالى أن ينصر من يحقق الشرط ، ألا وهو العبودية لله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171-173].
ومتى كنت أذل ما تكون لله كنت أعز ما تكون ، ولم يلحقنا الذل والصغار إلا لما خالفنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
انظر إلى الله تعالى وهو يقول : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [ آل عمران : 123 ] كانوا أذلة لله فأعزهم ، وأنت كذلك ، اسجد واقترب ، اخضع واخشع ، أر الله
من نفسك الاستكانة ، قال تعالى :"وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُون " [المؤمنون :76 ] . اجعل من دموعك قربانا .
(4) اتق الله حيثما كنت :
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 123
].
أوصى " عمر " قائد الجيش " سعد " : فقال : " فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد
احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش، أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة "
أريدك أن تراقب الله في الخلوات ، وتعاهد الله تعالى على عدم خيانة الله ورسوله بما تقترف من معاصي سرا ، وكف يدك عن معاصي تقترفها خشية أن يحل علينا السخط فيتأخر النصر ، فاتق الله في بيتك ، واتق الله في عملك ، واتق الله في
إخوانك المقهورين .
(5) اذكر ولا تغفل :
عن كعب الأحبار قال: ما من شيء أحب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
فإخواننا ينبغي عليهم الذكر ، ونحن علينا به ، لا نغفل ، لا نلتفت للواقع تحليلاً وتحسرًا ، وندع الشيطان يثبطنا عن القيام بدورنا ، لا يا أمة الإسلام ، الجأوا إلى الله تعالى ، وأقبلوا عليه بكليتكم ، وفرغوا البال من كل ما يحول بينكم وبين ذلك ، وثقوا
بأن لطف الله لا ينفك عن عباده في حال من الأحوال .
والآن وبصورة عملية :
(1) اكتب قائمة ذنوبك التي ستعاهد الله على التوبة منها ، وانظر إلى محل تقصيرك ، واتخذ من الحدث دافعا لك للتغيير . [ تعال نحدد ذنوب الأمة وندرس كيف معالجتها ]
(2) حدد عيوبك ، واعرف من أين تؤتى ، هل من دنو الهمة ؟ من التسويف ؟ من الفراغ ؟ من ضعف اليقين ؟ من العجلة ؟ من أين ؟؟؟ وابدأ في خطوات الإصلاح ، وسأكون معك لنغير ما بأنفسنا .
(3) اعبد الله مخلصا له الدين ، فاقنت في صلاتك ، فالأمر جلل ، والنازلة تحتاج إلى أنينك واستكانتك وتضرعك ، صم فإنه شهر الله المحرم ، وقم فإن الله يراك حين تقوم ، واذكر فبالذكر تثبت وقت الفتن ، وادع فإنه سهام الليل على أهل الغدر ، ولا
تدع بابا إلا ولجته . [ تعالوا نجدد سنن موات لعلها تكون أفضل القربات ]
(4) أصلح برنامجك اليومي فمن هاهنا يبدأ النصر في ميدان العادات ، لو غير عاداتك فقد صدقت ، وإلا لا توهم نفسك .
(5) واعرف عدوك ، وانظر لماذا تسلط علينا ؟ وانظر إلى كثير من الصفات التي شاكلتهم فيها ، وأقربها ( العلم دون العمل ) فصاروا المغضوب عليهم ، وأنت ما حالك ؟؟؟
وأخيرا يا أهالينا في فلسطين تواصوا بهذه الخمس :
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "[ الأنفال: 45-46 ]
(1) فاثبتوا واصمدوا : " رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين" [ البقرة :250 ]
(2) اذكروا الله آناء الليل وأطراف النهار لتبدد أسباب الهزيمة من الغفلة ونحوها فعليكم جميعا بذلك لا تفتروا عنه .
(3) وعليكم طاعة الله ورسوله ، فلا تتقاعسوا ولا تضعفوا ، ولا تهنوا ولا تحزنوا ، ولا تتزعزع ثقتكم في الله ، فالله ناصر دينه .
(4) وانبذوا الفرقة والشتات ، " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " [ آل عمران : 103 ] ولا تخوضوا في نزاعات مع أي فريق ، فالأمر جد ،ويحتاج لتضافر الجهود ، والتعاون على رد العدوان .
(5) واصبروا وصابروا ، والنصر مع الصبر ، وتأكدوا من صدق وعد الله " لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ " [ إبراهيم : 13-14 ]افهموا عن الله سننه ، ومن استشهد
فطوبى له ، فالشهادة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
قال صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو و اسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف اللهم منزل الكتاب و مجري السحاب و هازم الأحزاب اهزمهم و انصرنا عليهم " [ متفق عليه ]