بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت للعلامة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في كتابه المترجم إلى العربية "مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء" ( ترجمة علي الجوهري ) .. تعليقا على تفسير النصارى لأمر يسوع حوارييه بأن يشتروا سيوفا استعدادا لجهاد من أرادوا القبض عليه ويسلموه قبل صلبه .. حيث قاموا بتفسير السيوف على أنها "سيوف روحية" ، وهذا لكي يحافظوا على صورة يسوع الوديعة جدا والمسالمة .. :
[ لوقا 22 : 35 إلى 39 ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء.فقالوا لا . فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا . لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم فيّ ايضا هذا المكتوب وأحصي مع اثمة . لان ما هو من جهتي له انقضاء . فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان.فقال لهم يكفي . وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون . وتبعه ايضا تلاميذه.][svd]
وأنقل لكم من الكتاب هنا تعليق الشيخ رحمه الله كاملا ..
يقول رحمه الله :
هيا إلى السلاح ! .. إلى السلاح :
إن الموقف والظرف قد تغيرا وكما هو الحال بالنسبة لأي قائد مقتدر وحكيم ، فإن <<الاستراتيجية>> أيضا يجب أن تتغير ، لم يكونوا قد غادروا الجليل صفر اليدين من السلاح . <<فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان .. فقال لهم يكفي>>(لوقا 22 : 38) .
ولكي يستنقذ المبشرون صورة يسوع الوديعة المسالمة ، فإنهم يصرخون بأن السيوف كانت سيوفا روحية !
ولو كانت السيوف سيوفا روحية ، فإن الملابس أيضا كان ينبغي أن تكون ملابس روحية . (لأنه لا يعقل أن يشتري الحوارييون سيوفا روحية بثياب غير روحية "ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا" (لوقا 22 : 36) )
ولو كان الحواريون سيبيعون ملابسهم الروحية لكي يشتروا بثمنها سيوفا روحية ، فإنهم في هذه الحالة يكونون غزاة روحيين ! . وأكثر من هذا فإن الإنسان لا يستطيع أن يقطع آذان الناس الجسمية بسيوف روحية . فلقد جاء بإنجيل متى ما يلي :<<وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه>>(إنجيل متى 26 : 51 ) .
إن الغرض الوحيد للسيوف والبنادق هو أن تصمي وتقتل . ولم يكن الناس يحملون السيوف لنزع قشر التفاح والموز في أيام المسيح عليه السلام .
إن الموقف والظرف قد تغيرا وكما هو الحال بالنسبة لأي قائد مقتدر وحكيم ، فإن <<الاستراتيجية>> أيضا يجب أن تتغير ، لم يكونوا قد غادروا الجليل صفر اليدين من السلاح . <<فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان .. فقال لهم يكفي>>(لوقا 22 : 38) .
ولكي يستنقذ المبشرون صورة يسوع الوديعة المسالمة ، فإنهم يصرخون بأن السيوف كانت سيوفا روحية !
ولو كانت السيوف سيوفا روحية ، فإن الملابس أيضا كان ينبغي أن تكون ملابس روحية . (لأنه لا يعقل أن يشتري الحوارييون سيوفا روحية بثياب غير روحية "ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا" (لوقا 22 : 36) )
ولو كان الحواريون سيبيعون ملابسهم الروحية لكي يشتروا بثمنها سيوفا روحية ، فإنهم في هذه الحالة يكونون غزاة روحيين ! . وأكثر من هذا فإن الإنسان لا يستطيع أن يقطع آذان الناس الجسمية بسيوف روحية . فلقد جاء بإنجيل متى ما يلي :<<وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه>>(إنجيل متى 26 : 51 ) .
إن الغرض الوحيد للسيوف والبنادق هو أن تصمي وتقتل . ولم يكن الناس يحملون السيوف لنزع قشر التفاح والموز في أيام المسيح عليه السلام .
قلت : لقد تنزل الشيخ أحمد ديدات رحمه الله مع تفسيرهم ذاك "السيوف كانت سيوفا روحية" بما يكفي لنسفه .. ولو تنزلنا معهم أكثر وسلمنا بهذا التفسير فإن أحداث القبض على يسوع وتسليمه ومحاكمته وصلبه ، كلها أحداث لم تجري على أرض الواقع فعلا ، أي أنها غير حقيقية بالنسبة للواقع ! .. لأن ذلك الشخص الذي قطعت أذنه إن كان روحيا كما أثبت الشيخ تنزلا مع التفسير فإن هذا يعني أن الجنود الذين أتوا لإلقاء القبض على يسوع كانوا روحيين .. وبالتالي فكل تلك الأحداث التي جرت قبل صلب يسوع من إلقاء قبض وتسليم ومحاكمة كانت أحداثا روحية بما في ذلك صلبه !!
والآن أمام النصارى خيارين اثنين :
إما ان يعدلوا عن قولهم أن السيوف كانت روحية فتبقى أحداث القبض على يسوع ومحاكمته وصلبه أحداثا جرت فعلا ( حسب زعم كتابهم الذي يقدسونه ) على أرض الواقع .. وإما أن يبقوا على قولهم ذاك فتصبح أحداث القبض على يسوع وتسليمه ومحاكمته وصلبه أحداثا لم تجري على أرض الواقع فعلا ، أي أنها غير حقيقية بالنسبة للواقع ! .. فلا يسوع قد صلب ولا خلاص ولا يحزنون !
تعليق