بقلم الدكتور فخر الدين الناظر :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد...
كنتُ قبل سنوات عديدة على هذا البرنامج أصادف أخطاءا فادحة تصدر من بعضهم لا يرتكبها المتخصصون في مجال المقارنة وأصحاب العلم الشرعي، وقد انقطعتُ فترة طويلة واعتزلتُه قبل أن ألبي دعوة الأخ إبراهيم حفظه الله، فوجدتُ للأسف أن حدة الاختلالات قد زادت. وقد نصحتُ بعض أصحاب الغرف الإسلامية هناك حتى يتنبهوا للمسألة لكنهم اكتفوا بموافقتي دون القيام بإجراءات تحد من الظاهرة، لهذا من باب النصيحة والتقويم أذكر بعض هذه الاختلالات بشكل مختصر:
أولا : طغيان حالات الفراغ الحواري عند غياب النصارى
ففي كثير من الأحيان عوض أن يفتح الإخوة موضوعا ويتناقشون حوله ويتدارسونه، يتم فتح مواضيع فارغة لا علاقة لها بالدعوة ولا بعلم مقارنة الأديان والمذاهب الفكرية، وتصبح المواضيع الجادة محصورة فقط عندما يدخل نصراني لغرف الدردشة، أو عندما يأتي أحد المتخصصين ليلقي مداخلة أو محاضرة، وهذا يسبب الملل ويضعف من نسبة الإنتباه عند المستمعين.
ثانيا: احتكار اللاقط (المايك) ومقاطعة أهل العلم
فتجد مدير الحوار يريد الاستفراد باللاقط ويقدم نفسه وهو أقل علما من بعض الحاضرين، وهذا قد حصل مع الشيخ شهاب الدين الإدريسي حفظه الله الكاتب في موقع الرابطة المحمدية للعلماء، ومدير الحوار لا يكترث برفع الشيخ ليده إلى أن تعب الشيخ وغادر وهذا وقع أيضا مع الدكتور إيجي ونر المصري (زميل في الدعوة وله خبرة عشر سنوات في حوار النصارى) وعبد الحميد القيصري (دكتوراه في علم مقارنة الأديان)، وتمت مقاطعة الدكتور عبد الله (دكتوراه في علم العقائد) لمجرد دخول نصراني إلى الغرفة، وغيرهم من اهل العلم.
ثالثا: التعالم الكاذب
حيث أنه من الملاحظ كثرة من يقال عنهم "شيوخ" على البالتوك، وعندما أسأل أحدهم لماذا يدعوه شيخا هل يعرفه ؟، يقول لي أنا لا أعرفه لكن الإخوة ينادونه شيخا فصرتُ أناديه كذلك!!!
وطبعا قبل ثلاث سنوات قد تورط أحد طلبة العلم المبتدئين وكان يقر الناس بصمته حينما كانوا يدعونه بالشيخ، فما كان إلا ان تورط في حوار مع منصر استدرجه في مسألة لم يحط بها "الشيخ" علما فأتي بالعجائب، وسجل كلامه من طرف المنصرين ورفعوا التسجيل على مواقع تنصيرية وجعلوه حجة على الإسلام، "المنصر فلان يفحم الشيخ فلان" وادخل واستمع إلى الشيخ فلان ماذا يقول"...
واليوم ما زالت هذه النوعية من "المتفيقهين" أصادفها، فقبل أيام سمعتُ لأحدهم ردا عن سؤال نصراني كان حول سبب نعت اليهود المحاربين بلفظ "إخوان القردة والخنازير"، فحسبتُ أن الذي ينعت بالشيخ سيؤصل لهم المسألة ويبين إطار ورودها وغيره، ففوجئتُ بأنه قال أن ذلك لم يرد عن أحد من السلف (صحابة وتابعين..)، فقلتُ سبحان الله فكيف بمن ينعتُ "بالشيخ" لا يعلم ما جاء في صحيح ابن خزيمة، ومسند أحمد، والسلسلة الصحيحة أنَّه دخل يهودي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : السام عليك يا محمد ! فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وعليك ، فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك فسكتُّ ، ثم دخل آخر فقال: السام عليك ، فقال: عليك . فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك ، ثم دخل الثالث ، فقال: السام عليك : فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم؛ إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين".
وأيضا صادفتُ من أحدهم يدعى شيخا، أثناء محاضرة له حول صفات حجاب المرأة المسلمة، يدعي الإجماع على فرضية النقاب، وطبعا جمهور العلماء على جواز إظهار الوجه والكفين وهذا معلوم، فحينما أردتُ نصحه على الخاص بعد انتهائه لأبين له خطأه الذي لا يقع فيه طلاب العلم بله العلماء، قال بأنه لا يحب الجدال، وسلّم وكأنه يطبق علي قوله تعالى { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً }، فأصبحتُ جاهلا وهو الشيخ العلامة المفتي مدعي الإجماع.
فيا عباد الله اتقوا الله، فأنتم في مقام دعوة، والله عز وجل يقول { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ }
يقول ابن عاشور في تفسيره : "ويستفاد من الآية أنّ من الظلم أن يُقدِم أحد على الإفتاء في الدّين ما لم يكن قد غلب على ظنّه أنَّه يفتي بالصّواب الّذي يُرضي الله، وذلك إنْ كان مجتهداً فبالاستناد إلى الدّليل الّذي يغلب على ظنّه مصادفته لمراد الله تعالى، وإن كان مقلّداً فبالاستناد إلى ما يغلب على ظنّه أنَّه مذهب إمامه الّذي قلَّده."
وقد روي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من أشراط الساعة أن يقل العلم ، و يظهر الجهل"
والمرء عدو لما يجهل، قال مالك رحمه الله : "أخبرني رجل انه دخل على ربيعة فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ أمصيبة دخلت عليك ؟ و ارتاع لبكائه ، فقال : لا ولكن أستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم "
فاتقوا الله أيها المتعالمون، فأجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار... واتق الله يا من يوزع الألقاب مجانا فـ "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" "رواه مسلم" وقد يقلدك غيرك فينتشر اللقب.
رابعا: تفرع المداخلات
فلا يوجد تسلسل في المواضيع أو مدارسة منهجية لها ،فالأول تجده يتكلم في عقيدة الصلب والفداء، والثاني حول التناقض بين نصين، والثالث حول سفر نشيد الإنشاد، وهكذا دواليك.
خامسا: تخصص في النصرانيات وضعف في العلم الشرعي
فتجد احدهم قرأ كتاب النصارى وكتبا متعددة في نقض ملة الكفر، لكن ما ان تسأله حول شيء في العلم الشرعي حتى تجده خاوي الوفاض ذو بضاعة مجزاة.. فبيس بضاعة من لا منهج له في طلب العلم اشتغل بالمناظرات وترك حظه من الدين.
سادسا: انعدام المنهجية العلمية في الحوار
فتجد الحوار محصورا في معاني نصوص كتاب النصارى، ولا وجود لتدرج، كالحوار في الأصول العقلية ثم النقلية، ثم الدخول لدقائق الكتاب المحرف تنزلا مع النصارى من باب الجدل، فتجد اغلبهم يبدأ من الأسفل ويترك الأعلى.
سابعا: التساهل في استعمال مصطلحات
كالتساهل في تسمية الكتاب المحرف بـ "الكتاب المقدس" مع أنهم قد يعنون معنى صحيحا وهو مخاطبة النصارى بما يناسب عقولهم من كونها مقدسة عندهم، وبمعنى السخرية وما شابه، او نعت المسيح عليه السلام والأنبياء عليهم الصلاة والسلام بألفاظ فيها قلة أدب مع مقام النبوة، وقد ألف السيوطي " تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء"، هذا ناهيك عن مصطلحات فيها قلة أدب مع الله عز وجل، فكتاب النصارى فيه عظائم يشيب لها الولدان، لكن ينبغي الاحتياط قدر الإمكان في استعمالها.
ثامنا: العبثية في الحوار
وهي حينما يدخل نصراني لا يملك لاقطا، يكتب فقط من اجل الجدال، ويقفز من المواضيع فيجر الغرفة إلى نوع من العبثية، التي لا يتفطن لها إلا بعض الأذكياء.
تاسعا: الحوار مقدم على العبادات والتزكية الأخلاقية
فالجدال (وأقصد هنا المذموم) يفوت على الناس الخير ويفسد عليهم الطاعات، ويورث غلظا في الطباع، فإذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل، فتجد احدهم قد حان وقت الصلاة ونسمع صوت المؤذن على لاقطه، وهو لا يزال يتكلم، يرابط عشر ساعات يوميا فمرة قد يجمع الصلوات، مرة قد يؤديها على السريع بشكل فردي، فضاعت الجماعة ولنقفل المساجد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذه كانت اختلالات أرجوا ان يتجاوزها الإخوة، ولا أقول أن الكل موضوع في سلة واحدة، بل هناك إخوة لا نزكيهم على الله نحسبهم كذلك، فيهم كل شروط الدعوة، وإنما كتبتُ هذا تقويما وتنبيها، حتى يتم تنظيم الأمور والرقي بالمستوى.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد...
كنتُ قبل سنوات عديدة على هذا البرنامج أصادف أخطاءا فادحة تصدر من بعضهم لا يرتكبها المتخصصون في مجال المقارنة وأصحاب العلم الشرعي، وقد انقطعتُ فترة طويلة واعتزلتُه قبل أن ألبي دعوة الأخ إبراهيم حفظه الله، فوجدتُ للأسف أن حدة الاختلالات قد زادت. وقد نصحتُ بعض أصحاب الغرف الإسلامية هناك حتى يتنبهوا للمسألة لكنهم اكتفوا بموافقتي دون القيام بإجراءات تحد من الظاهرة، لهذا من باب النصيحة والتقويم أذكر بعض هذه الاختلالات بشكل مختصر:
أولا : طغيان حالات الفراغ الحواري عند غياب النصارى
ففي كثير من الأحيان عوض أن يفتح الإخوة موضوعا ويتناقشون حوله ويتدارسونه، يتم فتح مواضيع فارغة لا علاقة لها بالدعوة ولا بعلم مقارنة الأديان والمذاهب الفكرية، وتصبح المواضيع الجادة محصورة فقط عندما يدخل نصراني لغرف الدردشة، أو عندما يأتي أحد المتخصصين ليلقي مداخلة أو محاضرة، وهذا يسبب الملل ويضعف من نسبة الإنتباه عند المستمعين.
ثانيا: احتكار اللاقط (المايك) ومقاطعة أهل العلم
فتجد مدير الحوار يريد الاستفراد باللاقط ويقدم نفسه وهو أقل علما من بعض الحاضرين، وهذا قد حصل مع الشيخ شهاب الدين الإدريسي حفظه الله الكاتب في موقع الرابطة المحمدية للعلماء، ومدير الحوار لا يكترث برفع الشيخ ليده إلى أن تعب الشيخ وغادر وهذا وقع أيضا مع الدكتور إيجي ونر المصري (زميل في الدعوة وله خبرة عشر سنوات في حوار النصارى) وعبد الحميد القيصري (دكتوراه في علم مقارنة الأديان)، وتمت مقاطعة الدكتور عبد الله (دكتوراه في علم العقائد) لمجرد دخول نصراني إلى الغرفة، وغيرهم من اهل العلم.
ثالثا: التعالم الكاذب
حيث أنه من الملاحظ كثرة من يقال عنهم "شيوخ" على البالتوك، وعندما أسأل أحدهم لماذا يدعوه شيخا هل يعرفه ؟، يقول لي أنا لا أعرفه لكن الإخوة ينادونه شيخا فصرتُ أناديه كذلك!!!
وطبعا قبل ثلاث سنوات قد تورط أحد طلبة العلم المبتدئين وكان يقر الناس بصمته حينما كانوا يدعونه بالشيخ، فما كان إلا ان تورط في حوار مع منصر استدرجه في مسألة لم يحط بها "الشيخ" علما فأتي بالعجائب، وسجل كلامه من طرف المنصرين ورفعوا التسجيل على مواقع تنصيرية وجعلوه حجة على الإسلام، "المنصر فلان يفحم الشيخ فلان" وادخل واستمع إلى الشيخ فلان ماذا يقول"...
واليوم ما زالت هذه النوعية من "المتفيقهين" أصادفها، فقبل أيام سمعتُ لأحدهم ردا عن سؤال نصراني كان حول سبب نعت اليهود المحاربين بلفظ "إخوان القردة والخنازير"، فحسبتُ أن الذي ينعت بالشيخ سيؤصل لهم المسألة ويبين إطار ورودها وغيره، ففوجئتُ بأنه قال أن ذلك لم يرد عن أحد من السلف (صحابة وتابعين..)، فقلتُ سبحان الله فكيف بمن ينعتُ "بالشيخ" لا يعلم ما جاء في صحيح ابن خزيمة، ومسند أحمد، والسلسلة الصحيحة أنَّه دخل يهودي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : السام عليك يا محمد ! فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وعليك ، فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك فسكتُّ ، ثم دخل آخر فقال: السام عليك ، فقال: عليك . فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك ، ثم دخل الثالث ، فقال: السام عليك : فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم؛ إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين".
وأيضا صادفتُ من أحدهم يدعى شيخا، أثناء محاضرة له حول صفات حجاب المرأة المسلمة، يدعي الإجماع على فرضية النقاب، وطبعا جمهور العلماء على جواز إظهار الوجه والكفين وهذا معلوم، فحينما أردتُ نصحه على الخاص بعد انتهائه لأبين له خطأه الذي لا يقع فيه طلاب العلم بله العلماء، قال بأنه لا يحب الجدال، وسلّم وكأنه يطبق علي قوله تعالى { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً }، فأصبحتُ جاهلا وهو الشيخ العلامة المفتي مدعي الإجماع.
فيا عباد الله اتقوا الله، فأنتم في مقام دعوة، والله عز وجل يقول { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ }
يقول ابن عاشور في تفسيره : "ويستفاد من الآية أنّ من الظلم أن يُقدِم أحد على الإفتاء في الدّين ما لم يكن قد غلب على ظنّه أنَّه يفتي بالصّواب الّذي يُرضي الله، وذلك إنْ كان مجتهداً فبالاستناد إلى الدّليل الّذي يغلب على ظنّه مصادفته لمراد الله تعالى، وإن كان مقلّداً فبالاستناد إلى ما يغلب على ظنّه أنَّه مذهب إمامه الّذي قلَّده."
وقد روي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من أشراط الساعة أن يقل العلم ، و يظهر الجهل"
والمرء عدو لما يجهل، قال مالك رحمه الله : "أخبرني رجل انه دخل على ربيعة فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ أمصيبة دخلت عليك ؟ و ارتاع لبكائه ، فقال : لا ولكن أستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم "
فاتقوا الله أيها المتعالمون، فأجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار... واتق الله يا من يوزع الألقاب مجانا فـ "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" "رواه مسلم" وقد يقلدك غيرك فينتشر اللقب.
رابعا: تفرع المداخلات
فلا يوجد تسلسل في المواضيع أو مدارسة منهجية لها ،فالأول تجده يتكلم في عقيدة الصلب والفداء، والثاني حول التناقض بين نصين، والثالث حول سفر نشيد الإنشاد، وهكذا دواليك.
خامسا: تخصص في النصرانيات وضعف في العلم الشرعي
فتجد احدهم قرأ كتاب النصارى وكتبا متعددة في نقض ملة الكفر، لكن ما ان تسأله حول شيء في العلم الشرعي حتى تجده خاوي الوفاض ذو بضاعة مجزاة.. فبيس بضاعة من لا منهج له في طلب العلم اشتغل بالمناظرات وترك حظه من الدين.
سادسا: انعدام المنهجية العلمية في الحوار
فتجد الحوار محصورا في معاني نصوص كتاب النصارى، ولا وجود لتدرج، كالحوار في الأصول العقلية ثم النقلية، ثم الدخول لدقائق الكتاب المحرف تنزلا مع النصارى من باب الجدل، فتجد اغلبهم يبدأ من الأسفل ويترك الأعلى.
سابعا: التساهل في استعمال مصطلحات
كالتساهل في تسمية الكتاب المحرف بـ "الكتاب المقدس" مع أنهم قد يعنون معنى صحيحا وهو مخاطبة النصارى بما يناسب عقولهم من كونها مقدسة عندهم، وبمعنى السخرية وما شابه، او نعت المسيح عليه السلام والأنبياء عليهم الصلاة والسلام بألفاظ فيها قلة أدب مع مقام النبوة، وقد ألف السيوطي " تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء"، هذا ناهيك عن مصطلحات فيها قلة أدب مع الله عز وجل، فكتاب النصارى فيه عظائم يشيب لها الولدان، لكن ينبغي الاحتياط قدر الإمكان في استعمالها.
ثامنا: العبثية في الحوار
وهي حينما يدخل نصراني لا يملك لاقطا، يكتب فقط من اجل الجدال، ويقفز من المواضيع فيجر الغرفة إلى نوع من العبثية، التي لا يتفطن لها إلا بعض الأذكياء.
تاسعا: الحوار مقدم على العبادات والتزكية الأخلاقية
فالجدال (وأقصد هنا المذموم) يفوت على الناس الخير ويفسد عليهم الطاعات، ويورث غلظا في الطباع، فإذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل، فتجد احدهم قد حان وقت الصلاة ونسمع صوت المؤذن على لاقطه، وهو لا يزال يتكلم، يرابط عشر ساعات يوميا فمرة قد يجمع الصلوات، مرة قد يؤديها على السريع بشكل فردي، فضاعت الجماعة ولنقفل المساجد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذه كانت اختلالات أرجوا ان يتجاوزها الإخوة، ولا أقول أن الكل موضوع في سلة واحدة، بل هناك إخوة لا نزكيهم على الله نحسبهم كذلك، فيهم كل شروط الدعوة، وإنما كتبتُ هذا تقويما وتنبيها، حتى يتم تنظيم الأمور والرقي بالمستوى.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
تعليق