بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
" اللهم صلي على سيدي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين "
السلامـ على من اتبع الهدى ...
في الحقيقة لا أعلم من أين أبتدئ موضوعي هذا ...
- النقطة الأولى :أنا فقط متسائلة ... هل نحن مقصرون في إيصال صوت الإسلامـ ؟
أنا الآن أقيم في إنجلترا للدراسة ... أقيم في عالم مادي بحت ... عالم جعل الحرية ( المفرطة ) إلها يحكمه ...
ولكن لا أعلم لماذا أشعر بأن الإسلامـ لم يصل إليهمـ بعد ... بالرغمـ من انتشار المساجد هنا في كل مكان...
فهنالك للآن من يسألني : هل ترتدين هذا الغطاء لأسباب متعلقة بالدين ؟ !!!
فقلت له نعمـ !! ... ألمـ تسمع بالإسلام من قبل ؟ ... قال أسمع ولكن سامحيني لا أعرف عنه شيئا ... فقد ظننت
أنكن ترتدين شيئا كهذا بسبب برودة الجو هنا !!! ( ^-^ ) لكن عندما رأيت الفتيات الاتي يغطين وجههن
بالكامل ( يعني المنقبات ) .. تعجبت فسألت ... فقالوا لي : هؤلاء مسلمات !!! ...
إنه عامل نظافة في المعهد الذي أدرس فيه ... أفعلا هنالك أناس مثل هؤلاء لا يعرفون عن الإسلام شيئا ...
وما دورنا نحن اتجاههمــ ... وهل إيماني بمبدأ الهداية من الله وحده تعطيني مبررا لعدمـ الإبتداء بالحوار حول
الدين معهم ؟؟ ... أنا لا أعلم في الحقيقة ما مصير هؤلاء ؟؟! ودائما أتسائل - أخوتي و أخواتي الأفاضل -
ماذا عن الذين يعيشون في مناطق بعيدة نائية ...مناطق ريفية لا تحظى بالتكنلوجيا... ماذا سيكون مصير
ذلك الإنسان القابع في منزلة العامل في مزرعته - طيب القلب - المتكيف مع الطبيعة والحياة البسيطة و الأهم
من ذلك كله الذي لا يعلم عن الدين شيئا ... أنا لا أعلمـ لماذا يضيع المسلمون وقتهمـ في دعاء من يقطنون
معهمـ من النصارى - الملحدين و اليهود المتكبرين الذين لا أمل أبدا في هدايتهمـ ..!!
- النقطة الثانية : كيف يكون الرد على المسلم المستهزئ بالإسلامـ ... فقد رأيت من " المسلمين " الأتراك
مالمـ أره من غيرهمـ في هذه البلاد ... يرمون بدينهم عرض الحائط - إلا من رحم ربي - ... في يوم ما إلتحقت
بفصلي الذي أدرس فيه فتاة تركية " مسلمة " ... كانت بشوشة واجتماعية جدا.. أقبلت تسألني كالعادة عن
الشبهات الملفقة حول المرأة في الإسلامـ ... لماذا " للذكر مثل حظ الأنثيين " ... ولماذا لا تُقبل شهادة المرأة
إلا أن تكونا إمرأتين ... ولماذا ولماذا ولماذا ..؟؟ !! .. فأجبتها بما أعرفه .. ولكنها ظلت تعترض وتعيد الكلام
نفسه ... فقلت لها : لعل إجابتي لم تقنعك ... وأرشدتها إلى سؤال من هم أعلم مني وأقدر مني على الإقناعـــ
وقلت لها إن كنت فعلا تتوقين لمعرفة الحق فادخلي الإنترنت وهو بحر واسع كما تعلمين وابحثي عنه ......
فصمتت وقالت " إن شاء الله " ... في الواقع ظننت بها خيرا وقلت لعل الله يهديها.. فمن يراها لا يقول مسلمة
في يومـ ما - ونحن في قاعة الطعام - جائت هذه الفتاة وقالت لي : أنا متضايقة .. قلت لها : خيرا إن شاء الله
قالت لي : أكلت لحم خنزير !!! ... فأجبتها : وما المشكلة ؟!! ( في الواقع عذرا نسيت أنها مسلمة ^-^ ) ..
قالت لي : ما بالك أنا مسلمة ..!!.. فاعتذرت لها قائلة : عذرا .. بما أنك مسلمة لما أكلته إذن ؟ .. فأجابت :
العائلة التي أقيمـ معها طبخته لي وأكلته دون أن أعلمـ .. ثم قالوا لي : بأنه لحم خنزير ..!! المهم والله إني
ظننت بهذه الفتاة خيرا وقررت أن أتابع معها البحث والإجابة عن الأسئلة التي تدور في بالها عن الإسلام ...
ولكن للأسف بعد يومين أتت للفصل ... تشتكي وتتحدث مع صديقتها ( التركية أيضا ) وتقول لها : رأسي
يؤلمني ...!!... :: " فسألتها صديقتها لماذا ؟ .. قالت ربما لأنني أكثرت في شرب " الخمر " ليلة البارحة !!!!!!
فالسؤال هنا : هؤلاء الأتراك ما دينهمـ بالضبط .. أنا أعلم أنهم علمانيين ... ولكن كما يبدو لي أنهمـ تلقوا هذا
الدين العظيم بصورة خاطئة !!! ... كما أنهمـ - يشوهون صورة الإسلام - بطريقة غريبة ... فهنالك فتاة تركية
أخرى في فصلي وكانت تتحاور مع أعز صديقاتها - فتاة من كولومبيا - فتقول التركية لها : إن أمي ستصل إلى
لندن اليوم ... ولا أعلم كيف أقضي الوقت معها .. فقالت لها ( الكولومبية ) وهي تتحدث من منطلق ثقافتها :
تجولي معها حول المنطقة واذهبوا الملهى لشرب الخمر .. ثمـ تلعثمت الكولومبية ( تذكرت أن التركية مسلمة)
فقالت : آه صحيح أنتم ممنوع عليكم شرب مثل هذه الأشياء .. فقالت لها : لا إطلاقا لا تقلقي فأمي تشرب وأنـا
أشرب .. !!!!!!! .. في الحقيقة هؤلاء ليسوا مجرد فئة بل إنهم على ما أعتقد يمثلون فئة ليست بالقليلة من
الأتراك ... طبعا ناهيكم عن العرب المسلمين هنا - إلا من رحم ربي - فهم يتفننون في أنواع المـعاصي ...
فهل حقا هؤلاء سيسمح لهم بدخول الجنة ؟!!! ( على اعتبار إسلامهم فقط ؟ ) ...
النقطة الثالثة والأخيرة : هذا الموقف متعلق بالإلحاد ... فقد كنت يوما أجلس في قاعة الطعامـ ومعي فتاة
آسيوية ... وكنا نتابع التلفاز في قاعة الطعامـ ... فجائت فتاة غريبة المظهر شيئا ما وجلست بجوارنا ...
بدأت بالترحيب بها رغبة في بداية تعارف فأخبرتني عنها بأنها فتاة من أصول إيرانية ولكن منذ صغرها تعيش
في ألمانيا .. بدأت الحوار معها بسؤالها عن مدى حبها للدولة التي تعيش فيها .. فقالت : في الحقيقة أنا لا
أحب ألمانيا ... فأجبتها : آها إذن أنت تميلين إلى ايران ... فقالت وبصوت مرتفع : ماذا ؟!! ايران ..!! هه
أنا لم أذهب هنالك أصلا في حياتي - ولا أريد - .. فقلت لها : لماذا لا تحبين ألمانيا إذن ؟! .. قالت : بسبب
المسلمات !!! ... فصُعقت أنا في الحقيقة - ما خطب الناس مع الإسلام ؟!! - .. فقلت لها : ماذا ؟!! ... مممم
لماذا ؟ فأجابت : الآن في ألمانيا أينما تذهبين تجدين الفتيات المنقبات في كل مكان .. فقلت لها : خيرا إن شاء
الله .. وما مشكلتك مع المنقبات ؟ .. قالت : ما هذا التخلف وجعلت تردد كلمات وإن دلت على شيء فإنما تدل
على حقدها الشديد الشديد على هذا الدين العظيمـ مع جهلها به ...فقالت لي : لدرجة أنني أتمنى أن أتجرأ و
أخلع نقابهن بالقوة !!! - "*-* قلت في نفسي مع من أتكلم أنا ؟ - فسألتها : ما ديانتك؟ .. قالت : أنا ملحدة ....
وفي الحقيقة منذ أن سمعت هذه الكلمة - حتى أيقنت بأن لا مجال للحوار معها - فأنا في الحقيقة لا أحب أبدا
أن أخوض في حوار مع الملحدين أو النصارى المتعصبين ليقيني بأن عصبيتهم تحجبهم عن الحق ... ولكنني
تشجعت وناقشتها بحسب علمي في مسألة ( وجود الإله ) ... ثم استعنت بأخ لي - أحسبه أخا فاضلا - ليعينني
في محاولة إزالة الشوائب العالقة برأسها فتفضل مشكورا وحاورها بأسلوب منظم ورائع وكان يعطيها الأدلة
من علمائها ومن الكون إلا أنك - قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي - ... عموما أنهت الحديث
بسرعة مذكرة إيانا أنها ستهاجر من ألمانيا إلا استراليا والسبب - كما أصبحتم تعلمون - الإسلامـ ؟!!!!!!!!!
إخوتي تفضلو مشكورين غير مأمورين ا أرجوكم بطرح حلول لمثل هؤلاء البشر ...
سؤالي الوحيد : هل نحن وأنتم مسؤولون عنهمـ ؟؟
وهل مثل هؤلاء " المتأسلمين " سواء أكانوا من العرب أم الأتراك لهم الحق في دخول الجنة ؟!!
وسؤالي الأخير : هل للقرآن تأثير على غير المتحدث باللغة العربية ... ففي الحقيقة عند سماعي للقرآن
وقرائتي له أجد له تأثيرا ووقعا عظيما في نفسي وذلك لفهمي لهذه الكلمات العظيمة التي لا يقولها إلا خالق -
سبحانه - ... لكن ماذا عن من لا يفهمها ؟ وهل الترجمة تصلح فعلا؟
وعذرا على الإطالة ...
والسلامـ على من اتبع الهدى ...
تعليق