بسم الله الرحمن الرحيم
نقد الإصحاح الأول
من كتاب أعمال الرسل
إن الحمد لله نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا ثم أما بعد
يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
البقرة 75
النقطة الأولى :
نبدأ كلامنا اليوم بسؤال تعودنا أن نسأله في سلسلة نقد إنجيل مرقص و سنواصل السؤال في هذه السلسلة أيضا و السؤال هو
" أين قال كاتب أعمال الرسل أنه يكتب باسم الله ؟ أو أين قال أنا أكتب بأمر من الروح القدس ؟ إن العدد الأول من الإصحاح الأول يوضح لنا الغاية من كتابة أعمال الرسل إنها مجرد تكملة عمل قصصي بدأه الكاتب من أجل تسلية شخص اسمه ثاوفيليس
1اَلْكَلاَمُ \لأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا \بْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ أع : 1 : 1
و الكلام الأول المقصود هنا هو إنجيل لوقا الذي في بدايته يؤكد الكاتب أنه يكتب قصة
1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي \لأُمُورِ \لْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا \لَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ \لْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ \لأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى \لتَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا \لْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ \لْكَلاَمِ \لَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. " لوقا :1:1و2و3و4
فلماذا تعتبر الكنيسة هذه القصة التي كتبها الكاتب مثله مثل بقية القصاصين في عصره وحي من الروح القدس ؟
النقطة الثانية :
المعروف للجميع أن الله عز وجل لا ينزل في رسالة من السماء شئ عديم القيمة أو الهدف فما هو الهدف من أن الروح القدس يتكلف مشقة الوحي للوقا لكي يكتب لشخص أسمه ثاوفيليس ؟ ما هو الهدف من ذكر ثاوفيليس ؟ نحن نؤمن أن رسالات الله كانت للجموع من البشر فلماذا هذه الرسالة تختلف و تكون لشخص أسمه ثاوفيليس ؟ هل ثاوفيليس هذا كان نبي ؟ أم كان حاكم مثل فرعون ؟ أم كان ماذا ؟ لكي تكون الرسالة السماوية في إنجيل لوقا و إنجيل أعمال الرسل فقط خاصة بسيادته ؟؟ تعالوا لنرى ماذا قال العالم المسيحي عن ثاوفيليس ؟ قاموس الكتاب المقدس يقول
"اسم يوناني معناه ((محبوب من الله)) او ((صديق الله)) وهو الشخص الذي وجّه اليه لوقا انجيله وسفر الاعمال (لو 1 : 3 واع 1 : 1). والصفة المطلقة على ثاوفيلس هي ((العزيز)) انما تشير إلى شخص معين بالذات. وليست للمسيحيين عامة كما ظن بعضهم، ولعله كان رومانياً وصاحب منصب كبير تتطلب مخاطبته بهذا التعبير الذي لم يتبعه المسيحيون عادة مع بعضهم البعض. ونلاحظ ان اللقب ((العزيز)) لم يرد في ديباجة سفر الاعمال، ولذلك يعتقد بعضهم انه اعتنق المسيحية فيما بين كتابة الانجيل، وكتابة سفر الاعمال. ويعتقد آخرون انه كان محامياً تدخّل للدفاع عن بولس في روما. وان لوقا ارسل اليه هذين السفرين ليكسبه اولاً للمسيح كما ويعطيه مادة للدفاع. واعتقد بعضهم انه شيخ اشترك في ارسال رسالة من الكورنثيين إلى بولس. ولكن هذه النظريات كلها تفتقر إلى الدليل."
و جاء في دائرة المعارف الكتابية :
ويقول يوسابيوس وجيروم انه كان سوريا من إنطاكية، وقد جاء في إقرارات اكلمندس ذكر لشخص باسم ثاوفيلس كان يشغل مركزا هاما في إنطاكية، وقد يكون هو ثاوفيلس الذي كتب له لوقا.
كما نرى أن هناك عدم وضوح لشخص هذا الرجل الذي كتبت رسالتان له من الخالق " كما يعتقد النصارى" فهل هذا مقبول و معقول ؟
النقطة الثالثة :
6أَمَّا هُمُ \لْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ: «يَا رَبُّ هَلْ فِي هَذَا \لْوَقْتِ تَرُدُّ \لْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» اع 1 : 6
لماذا يتمنى التلاميذ استعادة الملك و تحرير إسرائيل ؟. شئ عجيب ؟ كيف يتمنى التلاميذ عودة الملك للذين هم قتلوا ربهم و مخلصهم ؟؟ و في هذا الشأن يقول أدم كلارك أن الكلمة اليونانية التي استخدمت هنا لا تعني ترد الملك بل تعني تدمر إسرائيل و تزيلها من الوجود
αποκαθιστανεις 600(5719 )
على حسب قاموس استرونج معناها يستعيد الملك From G575 and G2525; to reconstitute (in health, home or organization): - restore (again).
و يقول أدم كلارك في تفسيره
But though the verb αποκαθιστανειν signifies to reinstate, to renew, to restore to a former state or master, of which numerous examples occur in the best Greek writers, yet it has also another meaning, as Schoettgen has here remarked, viz. of ending, abolishing, blotting out: so Hesychius says, αποκαταστασις is the same as τελειωσις, finishing, making an end of a thing. And Hippocrates, Aph. vi. 49, uses it to signify the termination of a disease.
فيا ترى من في العالم من مصلحته أن يؤمن العالم المسيحي أن يسوع سيأتي لبناء دولة إسرائيل ؟ بالتأكيد اليهود يريدون هذا و على هذا الأساس تم تحريف الترجمة عن معناها المقصود و هو أن يسوع سيعود لكي يدمر أعداءه اليهود
النقطة الرابعة :
هناك تحريف بالزيادة في العدد الرابع عشر من الإصحاح الأول فبمقارنة النص بما جاء في المخطوطة السينائية و جدنا زيادة في النسخة اليونانية GNT و بالتالي زيادة في ترجمة الفاندايك
14هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى \لصَّلاَةِ وَ\لطِّلْبَةِ مَعَ \لنِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.
و العبارة المزادة هنا هي كلمة " و الطلبة " و هي في اليونانية
και 2532 τη 3588[AND] δεησει 1162[SUPPLICATION]
كما نراها في النسخة اليونانية GNT
οὗτοι πάντες ἦσαν προσκαρτεροῦντες ὁμοθυμαδὸν τῇ προσευχῇ καὶ τῇ δεήσει σὺν γυναιξὶ καὶ Μαρίᾳ τῇ μητρὶ τοῦ ᾿Ιησοῦ καὶ σὺν τοῖς ἀδελφοῖς αὐτοῦ.
و نظرا لأن هذه العبارة مضافة و محرفة فقد حذفتها الترجمات الحديثة مثل الترجمة اليسوعية
"وكانوا يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النسوة ومريم أم يسوع ومع إخوته."
و ها هي صورة المخطوطة السينائية و موضح عليها عدم وجود عبارة " و الطلبة " التي حرفها المحرفون و أضافوها للنص الأصلي بدون سبب
النقطة الخامسة :
هناك تحريف بالتبديل عن الأصل و لا ندري أيضا له سبب هل نقول أنه بسبب سهو أو بسبب جهل أو بسبب تدعيم مفهوم ما ليس هذا هو المهم و لكن نحن لدينا حالة من التحريف عن المخطوطة الأصلية الأقدم للكتاب
و التحريف موجود في لوقا الإصحاح الأول العدد الخامس عشر
وفي تلك الايام قام بطرس في وسط التلاميذ.وكان عدّة اسماء معا نحو مئة وعشرين.فقال " ترجمة الفاندايك"
النص اليوناني GNT
Καὶ ἐν ταῖς ἡμέραις ταύταις ἀναστὰς Πέτρος ἐν μέσῳ τῶν μαθητῶν εἶπεν· ἦν τε ὄχλος ὀνομάτων ἐπὶ τὸ αὐτὸ ὡς ἑκατὸν εἴκοσιν·
و التركيز هنا على كلمة التلاميذ التي تعني باليوناني μαθητων3101
و في قاموس استرونج
From G3129; a learner, that is, pupil: - disciple.
و لكن الغريب أن هذه الكلمة ليست هي الكلمة الموجودة في المخطوطة السينائية و لكن الموجود هو كلمة αδελφων و تعني إخوة و ليس تلاميذ
و ربما يبدو الاختلاف طفيف في المعنى عند الشخص العادي لكن عند الانسان الذي يعرف معنى أن هذا هو كلام الله و يجب نقله كما هو يعلم أن هذا الإختلاف جريمة غير مبررة يستحق فاعلها الإعدام لأنه خالف النص المكتوب و نقله محرفا و لهذا يقول الكتاب المقدس
ولكن زوال السماء والارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس.
لوقا 16 : 17
و هذه هي صورة المخطوطة السينائية :
و لأن هذا التحريف فاضح و له تأثير قامت الكنيسة مؤخرا بالرجوع عن موقفها و تغيير النص الموجود في الفاندايك ليتحول في معظم الترجمات الحديثة لكلمة أخوة بدل من الكلمة المفبركة " التلاميذ"
وفي تلك الأيام قام بطرس بين الإخوة، وكان هناك جمع محتشد من الناس يبلغ عددهم نحو مائة وعشرين، فقال: " الترجمة اليسوعية"
وفي تلك الأيام خطب بطرس في الإخوة، وكان عدد الحاضرين نحو مئة وعشرين، فقال: " الأخبار السارة "
النقطة السادسة :
هناك تحريف بالتضارب هنا في أعمال الرسل 1 : 18 و 19
18فَإِنَّ هَذَا \قْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ \لظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ \نْشَقَّ مِنَ \لْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ \لْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ).
فهنا القصة عن موت يهوذا
كيف مات يهوذا ؟ سقط على وجهه و انشق من الوسط ربما يكون هذا انتقام من الله له
من الذي اشترى حقل الدم ؟ يهوذا ، لماذا سمي حقل الدم ؟ لانسكاب دم يهوذا
و الأن ننظر متى 27 : 5 و 6 و 7 و 8
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه.فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم.فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء.لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم.
كيف مات يهوذا ؟ ذهب و شنق نفسه بالتأكيد لأنه ندم على فعلته
من الذي اشترى حقل الدم ؟ رؤساء الكهنة ، لماذا سمي حقل الدم ؟ لأنه ثمن دم يسوع
و الأن أيهما نصدق ؟؟ متى الإصحاح 27 أم أعمال الرسل الإصحاح الأول ؟ أيهما كلام الله ؟؟
صدق الله العظيم إذ يقول
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا
النساء 82
النقطة السابِعَة :
هناك أيضا تحريف بالاختلاف بين المخطوطات و بعضها حول كلمة في
العدد 1 : 25 من أعمال الرسل
ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه
المخطوطة السينائية تطابق مع النص في الفاندايك
فكلمة قرعة باليوناني ..........κληρον2819
و في ترجمة قاموس استرونج
Probably from G2806 (through the idea of using bits of wood, etc., for the purpose); a die (for drawing chances); by implication a portion (as if so secured); by extension an acquisition (especially a patrimony, figuratively): - heritage, inheritance, lot, part.
و كلمة DIE تعنى النرد أو الحظ
و النص في نسخة GNT
λαβεῖν τὸν κλῆρον τῆς διακονίας ταύτης καὶ ἀποστολῆς, ἀφ᾿ἧς παρέβη ᾿Ιούδας πορευθῆναι εἰς τὸν τόπον τὸν ἴδιον.
و هذه هي صورة المخطوطة السينائية مقارنة بنص ويستكوت
و لكن النص يختلف في المخطوطة البيزية كما يقول أدم كلارك في تفسيره و كما نرى من النصوص اليونانية الأخرى مثل نسخة ويستكوت اليونانية
GNT-WH+) λαβειν2983 V-2AAN τον3588 T-ASM τοπον5117 N-ASM της3588 T-GSF διακονιας1248 N-GSF ταυτης3778 D-GSF και2532 CONJ αποστολης651 N-GSF αφ575 PREP ης3739 R-GSF παρεβη3845 V-2AAI-3S ιουδας2455 N-NSM πορευθηναι4198 V-AON εις1519 PREP τον3588 T-ASM τοπον5117 N-ASM τον3588 T-ASM ιδιον2398 A-ASM
فكلمة قرعة ليس لها أثر بل الموجود كلمة
τον3588 T-ASM τοπον5117 N
و معناها على حسب قاموس استرونج
a spot (generally in space, but limited by occupancy; whereas G5561 is a larger but particular locality), that is, location (as a position, home, tract, etc.); figuratively condition, opportunity; specifically a scabbard: - coast, licence, place, X plain, quarter, + rock, room, where.
و هنا معناها مكان أو بقعة
لهذا نجد ان الترجمات العربية فيها تضارب حول هذا النص
نجد الترجمة اليسوعية تقول
ليقوم بخدمة الرسالة مقام يهوذا الذي تولى عنها ليذهب إلى موضعه )).
و ترجمة الفاندايك :
ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه.
فأيهما قال الروح القدس للوقا ؟
لطالما قالوا لنا ان هذه مجرد ترجمات لكن في حقيقة الأمر ليست مسالة ترجمات أو أسلوب للمترجم بل إشكاليات كبرى في المخطوطات المختلفة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الله أكبر و العزة للإسلام
تعليق