يهود اليوم أشد قسوة من يهود الأمس..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مصطفى دعمس مسلم اكتشف المزيد حول مصطفى دعمس
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى دعمس
    0- عضو حديث
    • 6 ينا, 2009
    • 15
    • معلم وكاتب
    • مسلم

    يهود اليوم أشد قسوة من يهود الأمس..

    إن الله - سبحانه وتعالى - يربي هذه الأمة بالأحداث والنوازل، ويطهرها ويكفر عنها سيئاتها بما يصيبها من المصائب والأحزان.
    وقد كانت المصائب والأحزان والابتلاءات في الصدر الأول من الإسلام حاصلة.
    والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد فجع بوفاة أقارب وأنصار للدين، وحوصر في الشعب وخنق وضرب وشتم وأوذي وأخرج، ثم إنه - عليه الصلاة والسلام - حورب من أعدائه، فشنوا عليه الغارات، وأقاموا سوق المعارك.
    وقد كانت الأحداث مسجلة في القرآن الكريم؛ لتكون دروساً وعبراً للأجيال القادمة من أمة الإسلام.
    وهذا القرآن يعرض لما كان في ذلك العصر من الأحداث الكبيرة ويقدم العبر والعظات تشخيصاًَ للداء، ووصفا ًللدواء، هداية للحائرين، وإرشاداً للسالكين. يبين عوامل النصر، ومقومات التمكين، كما يبين أسباب الهزيمة والفشل.
    وما أحوجنا في خضم الأحداث السابقة أن نستلهم من آيات الكتاب العزيز، التي أنزلها الله - عز وجل - وهي كلامه- أن نستخرج تلك العظات، وأن نربط الحاضر بالماضي وأن نتأسى ونقتدي.
    لما رأى اليهود انتصار المشركين في أحد بزعمهم خرج أشرافهم لإكمال المهمة لأن حقدهم لم يرتو بقتل سبعين من المسلمين.
    والجراح التي حصلت فيهم لأنهم يرون أن إكمال المهمة في القضاء على مهد الإسلام وعاصمته؛ هي الخطوة التي لابد من تحقيقها، وانتهاز الفرصة بعد الضعف الذي حصل في أحد؛ كي تتم الغارة النهائية القاضية على أهل الإسلام. فخرج قادة اليهود سلام بن أبي الحقيق النضري، وحيي بن أخطب النضري، وكنانة بن الربيع وغيرهم، إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويؤلّبونهم عليه ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم، وتقديم كل ممكن لإعانتهم.
    فاستجابت لهم قريش ثم خرج زعماء اليهود إلى غطفان فدعوهم فاستجابوا لذلك، ثم طافوا على قبائل العرب تحضيرا ً للضربة القاصمة والخطوة النهائية في القضاء على الإسلام.
    فاستجاب لهم من زعماء العرب من استجاب، فخرجت قريش وبنو سليم وبنو أسد وفزارة وأشجع وبنو مرةَ حتى وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف نفس.
    فهؤلاء زعماء العرب وقبائلهم وأوباشهم قد اجتمعوا على حصار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بإشارة يهود وتأليبهم وحضهم وحثهم وتحفيزهم.
    يعدونهم ويمنونهم إذا جئتم لنكوننّ معكم وهكذا المنافقون.
    فاجتمع سوق الكفر واليهودية والنفاق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه.
    ولما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر واستشار أصحابه وأشار سلمان بالفكرة المباركة بحفر الخندق الذي يحول بين العدو وبين المسلمين.
    وبقية مناطق المدينة جبال أو حرات، لا يمكن الاختراق، منها فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين فبادروا إلى الحفر. حفروه في أسبوع طولاً في عرض في عمق..
    إنّه شيء مدهش أن تتم هذه الحفريات تحت الأرض.
    وهكذا يأخذ المسلمون درساً في التترس من عدوهم بالأنفاق تحت الأرض.
    أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصف المسلمين في ثلاثة آلاف وجعلوا ظهورهم إلى جبل سلع والخندق أمامهم بينهم وبين الكفار.
    فلما تحزبت الأحزاب حول المدينة نقضت يهود العهد، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة، عاهد يهود من بني قريظة والنضير وغيرهم فتمالأ هؤلاء مع المشركين وعظم البلاء وأشتد الخطف ونجم النفاق، وأقام المشركون محاصرين المدينة شهراً كاملاً في البرد والريح.
    وذاق المسلمون من صنوف المحن والشدة والبلاء والجوع، حتى ربط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجرين على بطنه وربط أصحابه الحجارة، من شدة الجوع الذي أصابهم؛ والحجارة تبرد حرارة الجوع وتشد الظهر الذي ينحني من قلة الطعام والضعف والهزال.
    ذاق المسلمون من البلاء ألواناً وأصنافاً، حتى جاء الفرج من الله، فرد الله الذين كفروا بغيظهم وأرسل جنوداً من عنده وملائكة وألقى الرعب في قلوب الكفار والخذلان في نفوسهم وأرسل عليهم من جنوده ريحاً.
    فكانت عاتية عاصفة شديدة البرد.
    ففروا من الميدان وتشتت شملهم وتفرقت كلمتهم وعادوا منهزمين، ونزلت هذه السورة العظيمة الشريفة الجليلة تبين الخلل وتداوي، العلل وتطبب القلوب، وتطيب الخواطر، تنقي الصفوف، وتزكي النفوس، تحفز الهمم. نزلت فيها آيات شدت من عزائم المؤمنين.
    وقال - تعالى - مذكراً عباده وممتناً عليهم: - وله الفضل والمنة العظمى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا).
    والنداء لأهل الإيمان؛ لأن أهل الزندقة والنفاق وهزال النفس، لا يرون لآيات الله مكاناً، ولا يعترفون بالمعجزات ولا بالتأييد الغيبي من الله؛ لأنهم مادّيون لا يؤمنون إلا بالمحسوس، وكثيرا ً ما يكذبون المحسوس لأنه يؤيد الدين.
    ذكّر الله - عز وجل - المؤمنين في صرفه للأحزاب، بغير قتال وأنه جعل من الخوف أمناً للمسلمين مع ضعفهم، وقلة عددهم وتآمر كل هؤلاء الأعداء عليهم، وهذا الحشد الذي قدموا فيه بخيلهم ورجلهم، حقداً دفيناً، وتربصاً بالإسلام وأهله: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) وهكذا جاء اليهود اليوم أهل غزة من فوقهم بالطائرات والمقذوفات والقنابل، ومن أسفل منهم بهذه المتفجرات التي تنشطر أسفل ثم تتفرق شظايا في الأجساد. وكذلك بجنودهم وعتادهم، يريدون أن يجوسوا خلال الديار ويتبروا ما علوا تتبيرا.
    مفسدين، يهدمون البيوت على من فيها، يجمعون شباب الأسر ثم يكسّرون عظامهم بهراوتهم ثم يقومون بقتلهم بدم بارد وهكذا يقصفون المدارس على من فيها ويمنعون سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من بلوغ هؤلاء الجرحى لإنقاذهم، وحتى من يُحمل جريحاً من مسلمي غزة يحال بينه وبين الذهاب إلى المستشفى، حتى يموت وهو ينزف تحت أنظار هؤلاء اليهود؛ الذين يستمتعون بالقتل ويتلذذون بالآم والجراح النازفة.
    فإن الله قد حدثنا عن نفوسهم فهم أخبث الخلق طوية وهم الأمة الغضبية الملعونة. فمن في نفسه من غضب الله نصيب ومن لعنة الله وكذلك من سخطه النازل عليهم كيف له أن يرحم ومن أين له أن يشفق؛ أنه كائن منزوع الرحمة، فأرى جرذياً، لا يريد ويسعى إلا في الإفساد.
    وهكذا نفسه سبعية عدوانية غضبية لا تريد إلا القتل وسفك الدم. وهكذا يفعلون.

    ووجد أربعة من أطفال المسلمين مع أمهم القتيلة بقوا من أربعة إلى خمسة أيام حول جثة أمهم واكتشفت جثث كثيرة وجرحى في مواقع مهدومة مقصوفة ليس لهم من ينقلهم من مكانهم ذلك.
    واليهود يسعون في قصف الأحياء ويخربون بيتاً تلو بيت، في عملية الاقتحام التي يريدونها، لأنهم يريدون التقدم على الأشلاء والأنقاض.
    فهذه طريقتهم لجبنهم لا يخترقون في الأماكن إلا بعد هدمها وتسويتها بالأرض، خشية مما فيها من أسود الإسلام، التي تريد الانقضاض عليهم وتلقينهم دروساً في الشجاعة والجرأة والمواجهة.
    والله - تعالى - بالمرصاد وإليه المرجع والمآب: [ولو شاء الله لأنتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض] .
    وهكذا ابتلى أهل غزة بهؤلاء اليهود وهو - عز وجل - قادر على أن يرسل على كل يهودي جرثومة، تزلزل كيانه، وتعصف بأركانه، ولكنه - سبحانه - يبتلي لتظهر أصناف العبودية من نفوس خلقه المؤمنين، صبراً من أجل دينه، وتوكلاً عليه، ورضاً بقدره، وتضرعاً إليه، ولجوءً له وحده لا شريك له.
    وقد سُدت الأبواب وليس لهم بعد الله أحد: و[ليس لها من دون الله كاشفة] كان هذا واضحاً قدراً وواقعاً، بأنه لا أحد يستطيع أن يناصر هؤلاء مع الحصار المضروب عليهم، كما ضرب الحصار على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في المدينة: [إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ] أطبق المشركون من قريش وغطفان على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من كل جانب.
    وهكذا رأينا ضربات العدو برا ًوجواً وبحراً، تارة يقصفونها من شمالها إلى جنوبها، وتارة في وسطها، في ضرب جنوني.

    وقد اجتمع على أهل غزة كما اجتمع على المسلمين في الخندق؛ البرد القارص، والجوع القاتل، والحصار المحكم.
    في هذه الحرب المدمرة لم يوفّر اليهود المساجد فهدموا المسجد الخامس عشر في غزة في الليلة الماضية. وأضحت غزة أكبر سجن في العالم لا سقف له وأحاطها أعداء الله من كل جانب يقطّعون أوصالها، وبالرغم من هذا لا يزال فيهم من جند الله من يقاتل لإعلاء كلمة الله، في غاية الشجاعة والاستئساد.
    يخوضونها حرباً في البيوت والأزقة والشوارع، مع الأعداء اليهود ويواجهونهم في اشتباكات مع قلة العُدد؛ وأنها بالنسبة لما في يد العدو من أنواع السلاح شيء لا يُذكر.
    وهكذا يهود اليوم كما تقدم أشد قسوة من يهود الأمس، يهود الأمس احترموا قضية يوم السبت في حربهم مع النبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما يهود اليوم فتتوالى السبتات عليهم من قبلهم خرقاً لدينهم، حتى هذا الدين الذي يزعمون إرادة قيام هيكله لا يحترمونه، ولا يقومون له وزنا ًمن هذه الجهة: [وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر] أنه تعبير عن الخوف والكربة والضيق.
    http://mustafademes.jeeran.com/gazza/index.html

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
ردود 0
15 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
رد 1
10 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 7 ماي, 2024, 08:18 م
ردود 3
27 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ماي, 2024, 03:22 م
رد 1
15 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 25 ماي, 2023, 03:17 ص
رد 1
62 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...