الحقيقة الثالِثة : المعترِض على أي صفة من صفات الله هو مجسِّم ومُعطِّل ...!!!
وهذه النقطة هامة جداَ .. وهي جوهر وحقيقة ما وقع فيه المُفْتَتَنُ ولم يُدْرِكه .. فمن نفى عن الله أو أوّلَ صفة من صفات الله , يراها بعقله القاصِر أنها لا تليق بالله .. ونفاها خوفاًَ من أن يع في تجسيم الله .. فهذا النافي لم يقَع في التعطيل فقط .. بل في التجْسيد والتجسيم دون أن يعلم .. فهرب من التجسيم إلى التعطيل .. ومن التعطيل الى التجسيم ..!!!!
فما مصْلحة أخٍ كالأشاعِرة ان يقول عن قوْلِهِ: " يدُ الله فوق أيديهم" انها مجاز ولا يُثبت صفة اليد ؟؟ .. ويُصمِّم على ذلِك ؟!!...
وما مصْلَحَة أخ كالإباضي أن ينفي أو أن يؤول رؤيتنا لله يوم القيامة , او ينفي عن الله صفة الضحِك ؟؟؟؟!!
لا يُمكِن ن تكن مصلحتهم هدم الدين او التلاعب به .. لا يمكن ان نظُن ان احدهم نفى والآخر اوّلَ للتحريف وفقط .. بل نحْسبهم صادقين , لكنهم حاولوا حل مشكِلةٍ بمصيبة ... وهذا ما يجِب أن نتفهمهم فيه , وأن يفهموه ...
فما أصْل الإشْكال عندهم .. وما نتيجةُ ما وصلوا إليه ؟!!
هو في الحقيقة كل واحِدٍ منهم .. لم يسْتطِع ان يفْهَم ظاهِر هذه الآية إلا على التجْسيم والتشبيه , فأول ما يقرأ قوله تعالى : "يد الله" ... فإنه يُصاب بالهلع .. يقول في قرارة نفسه " يااااااااااادي المُصيبة , لله يد زي أيدينا ؟!!.." ... وهذه بداية الفتنة ... فكيف بعالجها .. يعالجها يان يقول " لا بالتأكيد لا يُمكن يكون هذا قصْدُ الله , يبقى إذاً ..هي مجاز " ..!!! ...
- فوقعَ ابْتِداءاً في التجسيم والتشْبيهِ في فهْمِهِ للآية حين لم يستطِع أن يفهم اليد إلا على أنها نفس يد البشر .!!
- ولأنهُ يُدْرِك بالفِعْلِ أنهُ لا يجوز التجْسيم وتشبيه الله بالبشر , فحاول أن يُريحَ ضميرَهُ للهرب من هذا التشبيهِ والتجسيم فكانت النتيجةِ أن وقعَ أخيراً في النفيِ و التعطيل ...!!!!
- إذاً فقد وقع أولاً في التشبيه , فكانت النتيجة الهروب من التشبيه إلى النفي والتعطيل ... !!
لكِن لو أنهُ مِنَ البدء , حينَ قرأ قولهُ تعالى "يدُ الله فوق أيديهم" ... و كان من البدء وهو يقرأها تذكّر أنه "ليس كمِثْلِهِ شيء" , لقال ما قالهُ السلف , نُثبِتُ لله ما أثْبتهُ لنفْسِه , ولا نسأل او نتخيّل الكيْف , لأن الله ليْسَ كمِثْلِهِ شيء ... لأنه وكل عاقل يعلم أن الله ليس له يد كأيدينا .. فنُثبْتِ لله صفة اليد ونتوقف عندها لا نتخيل ولا نجْزِم على الله بفهْمِنا .. وهذا أبرأ لديننا.
مفهومة هذه النقطة؟!!!
طيب ... لنشْرحها بطريقة أخرى :
المُشبِّه أو المعطِّل .. بمُجرّد ما يقرأ الآية , يُسارِع تفْكيرُه في فهْمِها بالتخيُّل , " يد الله " ...أو " الله يضحك " .. فياتي في الحال في خياله يد البشر .. أو ضحك وقهقهة البشر ...!!! .. وينسى ان الله ليْسَ كمِثْلِهِ شيء .... فيقول يد , وأصابِع ؟!!.. ضحك وقهقهة؟؟؟... و ..و ... و ... فيقع في شبهة وفتنة .. ومنهم من يفيق مِنْهُم ويُحاول ان يُعالِج نفسه مما أوصَلهُ لهُ فكْرُهُ العليل , فكما يقول المصريون " جاء يكحلها عماها" .. أدرك أن هذه الصفات تشبه صفات البشر وبدا يتخيل الله ويجسده في فكره .. حين أدْرِك أنه أخطأ , وأراد أن يُعالِج هذا التجسيد .. فإنه إما يؤوّل الصفة , أو ينفيها كلياً..!!! فيتحول مِن مصيبة إلى طامة ...!!!
فبعد ما وقع في مُصيبة التشبيه والتمثيل بصفات البشر , واقتنع انه اخطأ حاول الحل فهرب من ذلِك إلى طامة النفي بالمرة (التعطيل)...!!!! , ويحجِر على الله بفكره الخاص القاصِر ... ويقول هي كده ولابد أن نفهمها هكذا .. ويكون عقيدته وينشرها على من حوله ..!!!
فالمُعطِّل , وجد نفسَهُ لا يستطيع منع أي تجسيم في مخيِّلَتِه إلا اللهم بالهروب إلى المجاز أو الهروب إلى النفي , وهي كده مجاز وبس , ويرفُض التفاوُض , ويحْجِر على الله ما أثْبَتَهُ لِنفْسِه .. فهو الباشا يؤكِّد ويُجْزِم أنها مجاز , ولا يُريد حتى أن يُثبِت أنها صِفة لله , كما تليق بجلالِهِ ولاعلاقة لها بيد البشر من قريب أو بعيد ... ولا علاقة لها بضجِكِ البشر من قريبٍ أو بعيد .. فيحْجِر على الله ... ويزعم أن الله أكيد يقصِد أنها مجاز ... أو أن هذا الحديث أكيد غير مقبول .. أمر منتهي عنده وخلاص !!!
ولِذا دائِما المُعطِّل .... او المُجسِّم ما عِنْدَهُم وسطِية ....
ويتبَع..
تعليق