الإخوة الكرام،
أرجو ألا يكون موضوعي ثقيلاً عليكم، وسأحاول قدر استطاعتي ألا أجعله مملاً، وأدعو الله أن يتقبله الجميع على قصدي به وهو الوصول للحق، لا على أنه محاولة للسخرية أو الهزء.
قبل البدء بمناقشة هذه القضية أولاً، علينا تعريف معنى "كلام الله". المفترض أن تتوافر في أي كتاب يقال عنه أنه كلام الله شروط عديدة، أولها: لابد للكتاب نفسه أن يدّعي أنه كلام الله!
أنوي في هذه السلسلة إن شاء الله طرح الحقائق لدراسة انطباق هذه الشروط –موجودة في نهاية الرسالة مجتمعة- على الكتاب المقدس الموجود اليوم تحليلياً، وأرجو من الإخوة مشاركتي بآرائهم.
الشرط الأول، أن يدعي الكتاب أنه كلام الله. إن لم يقم الإدعاء من الشخص –أو في هذه الحالة الكتاب- نفسه، فأي إدعاء من شخص آخر يحتاج من هذا الشخص الإثبات. بل وإن محاولة إلصاق الكلام بالكتاب في زمننا هذا يعاقب عليه القانون في كل البلدان.
وعلى العكس من الشرط، فإن الكتاب المقدس ينفي بوضوح مصدره الإلهي. إقرأ معي التالي من أول لوقا:
1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.
وهو نص صريح لمصدر أحد الكتب الأربعة –المسماة بالأناجيل- والهدف من وراء كتابته. فهو لم يكن إلا رسالة من لوقا وهو طبيب مسيحي متعلم إلى أحد المسيحيين الجدد ويدعى ثاوفيلس. ثم يبدأ بعدها برواية قصة –تماماً كما يقول في مقدمته. فيتابع قائلاً:
5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. 7وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا...
وهو سرد تأريخي لوقائع سمع بها. تماماً كالكتب الثلاثة الأخرى. إقرأ:
1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ، 2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4كَانَ يُوحَنَّا...
مرقس
والثاني:
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ...
متى
متى
والثالث:
1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. 2هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. 3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. 6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا...
يوحنا.
إن الكتاب نفسه لم يدّعي أنه من عند الله. فلست أدري لماذا يقول المسيحيين عنه ما لم يقله عن نفسه؟
لن أسترسل في الموضوع حتى لا أطيل بدون إعطاء الفرصة للرد. ونستكمل الموضوع في الرسائل القادمة إن شاء الله، لكن أرجو منكم أولاً –مسيحيين ومسلمين- المشاركة والرد سلباً وإيجاباً بآرائكم.
المواضيع التالية في السلسلة إن شاء الله:
أولاً: لابد للكتاب نفسه أن يدّعي أنه كلام الله!
ثانياً: أن يكون أي شيء وارد فيه لا يخرج عن أربعة أشياء "معلومات عن الله، إنذار، تقويم أخطاء، تعليمات للإصلاح".
ثالثاً: لا يمكن لكتاب الله أن يتناقض مع نفسه.
رابعاً: لا يمكن لكتاب الله أن يقول على الله ما لا يليق بكمال الله
خامساً: إذا تنبأ الكتاب بأمر فلابد أن يقع
سادساً: أن يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه أصلي لم يحرّف
سابعاً: ألا يدخل في كتابته المدلسون والكذبة
أخيراً: ما هو الكتاب المقدس؟
ثانياً: أن يكون أي شيء وارد فيه لا يخرج عن أربعة أشياء "معلومات عن الله، إنذار، تقويم أخطاء، تعليمات للإصلاح".
ثالثاً: لا يمكن لكتاب الله أن يتناقض مع نفسه.
رابعاً: لا يمكن لكتاب الله أن يقول على الله ما لا يليق بكمال الله
خامساً: إذا تنبأ الكتاب بأمر فلابد أن يقع
سادساً: أن يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه أصلي لم يحرّف
سابعاً: ألا يدخل في كتابته المدلسون والكذبة
أخيراً: ما هو الكتاب المقدس؟
بالطبع هناك العديد من الشروط الأخرى، لكن لكي لا نستمر في المناقشة إلى ما لا نهاية، أتوقف عند هذا. قد نضيف المزيد بعد الإنتهاء إن لاقى الموضوع قبولكم. وأرحب باقتراحاتكم.
تعليق