ابن الإنسان وَعَدَ وما وَفّى
نسبـوا إلى يسوع فى الإنجيـل قوله :
- "ومتى طردوكم من هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإنى الحق أقول لكم لا تكَمّلون مدن إسرائيل حتى يأتى ابن الإنسـان" مت 10/23.
- "فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا : هل أنت المسيح ابن الله ؟ قال له يسوع أنت قلت . وأيضا أقول لكم : من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة ،وآتيا على سحاب السماء" مت 26/ 63- 64 .
- "فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه ، مع ملائكته ، وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله . الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا فى ملكوتـه" مت 16/ 27-28 .
- "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء ، بقوة ومجد كثير" مت 24/30 .
* أحقا قلت هذا يا يسوع ؟ لقد أكمل تلاميذك مدن إسرائيل مئات المرات عقب صعودك , ولم تأت يا ابن الإنسـان .
هذا حق لم تَصْدُق فيه يا يسوع . تَعِدُ ولا تفِى ، تقول ولا تنجز . لِمَ لَمْ تملك طرف لسانك ؟ أمـا علمتَ أن مقتـل الرجـل فى فَـكّيـْه ؟
وهل أبصرك المجمع اليهودى ( السنهدريم ) حينئذ جالسا عن يمين قوة الله ؟ هل رأوك آتيا على سحاب السماء، فى مجد أبيك، تختال عزّاً وفخرا وتيها ، فى كوكبات من الملائكة ؟
ما كان لك أن تُفْرِط فى الكلام دون حساب ، فالبـلاء مـوكّل بالمنطـق ، والخطأ زاد العَجول .
ألم تعلم أن زلات اللسان تورد المرء موارد التهلكة ؟
ألم تقرأ فى سفر الأمثال " الأحمق إذا سكت يُحسَـب حكيمـا ؟" 17/27 .
* لقد انتظرك الأحياء من أتباعك سنوات وسنوات ، لم يفارقهم الأمل فى رؤيتك فى مجد أبيك ، مع ملائكتـه ،لتتربع على عرش الحكم ألف سنة فى دنيا جديدة ، ولم يروك ، وذاقوا الموت عن بكرة أبيهم . حتى أنهم قالوا :
- "إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجىء الرب لا نسبق الراقدين ... والأموات فى المسيح سيقومون أولا ، ثم نحن الأحياء الباقين سنختطف جميعا معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء" تس 4/15 – 17 .
- "هو ذا سر أقوله لكم ، لا نرقد كلنا ، ولكننا كلنا نتغير ، فى لحظة ، فى طرفة عين ، عند البوق الأخير ، فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمى فساد، ونحن نتغير" 1 كو 15/51-52 .
كان بولس يتوهم أنه لن يدركه الموت ، ولكنه سيختطف حيا لملاقاتك فى الهواء .
- "لأنه بعد قليل جدا سيأتى الآتى ولا يبطىء" عب 10/38 .
- "الوقت منذ الآن مقصر لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" 1كو 7/29 .
- "أيها الأولاد هى الساعة الأخيرة ... من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة" 1يو 2/18 .
- "هو ذا يأتى مع السحاب ، وستنظره كل عين ، والذين طعنوه" رؤ 1/7
- "لأن مجىء الرب قد اقترب ... هو ذا الديان واقف قدام الباب" يع 5/8 - 9 .
- "ها أنا آتى سريعا" رؤ 3/11 ، 22/7 ، 22/12 ، 22/20 .
- "وإنما نهاية كل شىء قد اقتربت" 1 بط 4/7 .
- "وقال لى لا تختم على نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب" رؤ 22/10 .
- "نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" 1كو 10/11 .
- "أى يوم المسيح قد حضر" تس 2/2 .
- "ولكن الآن قد أُظهِر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" عب 9/26 .
- "معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ، ولكن قد أظهرفى الأزمنة الأخيرة من أجلكم" 1بط 1/20 .
- " إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليرى عبيده ما لا بد أن يكون من قريب" رؤ 1/1 .
- "يقول الشاهد بهذا نعم أنا آتى سريعا آمين ، تعال أيها الرب يسوع" رؤ 22/20 .
* لقد انهارت أحلامهم , وتبددت تطلعاتهم ، كانوا يتوقون اليوم قبل الغد إلى وعدك لهم :
"ومتى جلس ابن الإنسان على كرسى مجده ، تجلسون أنتم أيضا على اثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر" مت 19/28 .
- ويقول بولس : " ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم . فإن كان العالم يدان بكم ، أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصغرى ، ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة ، فبالأَوْلَى أمورَ هذه الحياة ؟" 1 كو 6/2،3 .
لقد انتفخ ديّان الخليقة والملائكة ، وحكّ إسته وتمثّـل الأمثـال .
هل هذا الكلام وحى من الله يا يسوع ؟ هل أوحاه الروح القدس ؟ بربك كيف لم يَصْدُق ؟
تقول التوراة :
"فما تكلم به النبى باسم الرب ولم يحدث ولم يصر ، فهو الكلام الذى لم يتكلم به الرب ، بل بطغيان تكلم به النبى ، فلا تخف منه" تث 18/22 .
* لقد سبّبْـتَ حرجا لأتباعك حتى قيام الساعة ، فلجأوا إلى التفسـيرات البهلوانية ، و كأنهم مهرجو سيرك. يقول كتاب دراسات فى إنجيل متى صـ 74 :
"ولكن بشارة الملكوت تعطلت بسبب رفض المسيح ، وسوف تستـأنف فى المستقـبل "
أنت لم تكن تعلم مدى كيد اليهود ، وأنك ستُرفَض ، ولن يقبلوك . ولم تعلم أن بشارة الملكوت ستتعطل أكثر من 2000 سنة بسبب رفضك هذا . كنت تجهل الأحداث والمواعيد ، أليس كذلك ؟ لو كنت تعرف لما قلت كل ذلك ، ولا قال رسلك ما قالوه . أنت لا تعلم الغيب يا يسوع ، برغم كل ما يزعمه الأفـاقون .
يقول القس ليون موريس فى تفسير لوقا صـ14:
" بعيدا عن ألاعيب القساوسة : كان من نبوءاته التى لم تتحقق ، على سبيل المثال"
"حينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا فى سحابة ومجد كثير" لو 21/27 .
لا بأس ، إن الجهل سمة من سمات النقص البشرى ، كل البشر خطاءون يا ابن الإنسان .
الخطأ فى تفاصيل المستقبل هو صورة لحالة قصور البشر التى لا يمكن التغلب عليها .
"وليس الله إنسانا فيكذب ، ولا ابن إنسان فيندم . هل يقول ولا يفعل ، أو يتكلم ولا يفى ؟"عد 23/19 .
ربك وحده هو : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ}
هكذا يقول قرآننـا ( الجن : 26، 27 ) .
* لقد ورّثتَ أتباعك الهرب - على حسب زعمهم :
- "أخبره التلاميذ أيضا بمقتل يوحنا المعمدان ، فأخذ الرب تلاميذه خارجا من دائرة سلطنة هيرودس ... ( لئلا يطلبه هيرودس حاسبا إياه المعمدان – قام من الأموات - ) أخذهم إلى مدينة بيت صيدا" ( تفسير الأناجيل الأربعة معا صـ 116).
- ومرة أخرى : "فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية ، "بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرية يقال لها أفرايم ، ومكث هناك مع تلاميذه" يو 11/ 53-54 .
- وثالثة ، فقد حاولتَ الهرب من جثسيمانى : "قوموا ننطلق . هو ذا الذى يسلمنى قد اقترب" مت 26/46 ، لولا أن أحاط بك الجند .
- وها أنت تنصحهم مرة أخرى بالهرب من مدينة إلى أخرى ، حتى يأتى ابن الإنسان .
غيرك نصح أتباعه بالصمود والجهاد والتحمل ، والصبر والمصابرة : "صبرا ... فإن موعدكم الجنة "
. لقد كان يسعى إلى تغيير وعى المجتمع ، الوثنى القَبَلى الثأرى الجاهلى ، إلى حمَلة مشعل حضارة علمية عالمية ، استمرت ثمـانيـة قـرون .
* لقد جرّعَـك متّى سُـمّ قلمـه يا ابن الطاهـرة البتـول ، وشربتَ مـرارة كأسـه حتى الثمالة .
أراد أن يرفعك فوق قدرك ، فشنقـك بحبل جدلتْه يداه . أمَا يكفيه خيـانةً لمعلمه أنه هرب مع الهـاربين ، وترك سيـده يلقى مصيره وحـده ؟
"فتركه الجميع وهربوا" مر 14/50 .
ظن الجهـول أنه يكيـل لربـه الشهـد . فسقـاه العلقـم .
وكثيرا ما يلبس الشيطان مسوح الرهبان .
مـا أتعـس اليـوم الذى ولدتـه فيـه أمـه .
* يحذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول :
" آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائْتُمِنَ خان "
إذ - حسب كتابك – يلقى فى بحيرة النار والكبريت ، حيث دودهم لا يموت ، والنار لا تطفأ .
* يا ابن الإنسان : مليار مسلم يشهدون أنك صادق صدوق ، دون أن يروْك أو يسمعوك ، ولكن ألصـق بك أهـل الزور والبهتـان ، ما لم تتحـرك به شفتـاك ، حتى قيل : كلما ازددتَ قربا من الكنيـسة ، زدتَ بُعـدا عن الله .وكم فعل المبطلون .
أنت لم تغدر بهم يا ابن الإنسان بعد أن ائتمنوك على أنفسهم ، فليس الغدر من سماتك .
* يقول أتباعك اللاهوتيون :" إن 18 ./. فقط من أقوال يسوع فى الأناجيل ، ربما كانت صحيحة" ( ندوة عيسى ) .
* إن تلويث المسيحية الحقة ، خطيئة من خطايا أتباعها ، ولم تكن من خارجها .
يا متّى : معلمك يهدى إليك قول أيوب : " لو اغتسلتُ فى الثلج ، ونظفتُ يدَىّ بالأشنان ، فإنك فى النقع ( أى فى المستنقع ) تغمسنى ، حتى تكرهنى ثيابى" 9/ 30-31 .
ألم يكن هناك طريق أخرى توصلنا إلى الله غير طريق الأكاذيب ؟ تنسبها إلى سيدك ومعلمك . الدين الحق لا يُنشَر بالأكاذيب .
يبدو أن الكذب مما ينفرد به تلاميذ يسوع :
" إن كان صدق الله قد ازداد بكذبى لمجده ، فلماذا أدان أنا بعد كخاطىء" رو 3/7.
لقد كانوا يتعمّدون الكذب ، وتبعتهم الخراف .
كلما قرأت شيئا من كتاباتهم ، أسرعت أستعيذ بالله من شياطين الإنس .
* وأخيرا ، كل إنسان حر ، فى اختيار الكتاب الذى يوصله إلى جهنم ، إنجيل متّى ، أو لوقا ، أو مرقس ... الخ .
تعليق