عقيدة أهل السنة والجماعة
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صلى اللهعليه وسلم وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الأبرار الميامين رضوانالله تعالى عليهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل اللهالعلي العظيم أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يعتق رقابنا منالنار وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا وأن يدخلنا الجنة بفضله ورحمته وأن يجيرنامن النار اللهم آمين
بسْمِ اللهِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أسأل اللهالعلي العظيم أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يعتق رقابنا منالنار وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا وأن يدخلنا الجنة بفضله ورحمته وأن يجيرنامن النار اللهم آمين
بسْمِ اللهِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ العَلاَّمَةُ حُجَّةِ الإِسلاَمِ أبو جَعفرٍالوَرَّاقِ الطّحَاوي رَحِمَهُ اللهُ:
هَذَا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أهلِالسُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَلىَ مَذْهَبِ فُقَهَاءِ الـمِلَّةِ: أَبِي حَنِيفَةَالنُعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ، وَأبِي يُوسُف يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهيِمَالأَنْصَارِيّ، وَأبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الـحَسَنِ الشَيْبَانِيّ،رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ،وَيَدِينُونَ بِهِ لِرَبِ العَالَمِينَ.
نَقُولُ فِي تَوحِيدِ اللهِمُعْتَقِدِينَ بِتَوفِيقِ اللهِ: إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ. وَلاَ شَئَمِثلَهُ، وَلاَ شَئَ يُعْجِزَهُ، وَلاَ إِلَهَغَيْرَهُ.
قَدِيْمٌ بِلاَ ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بِلاَانْتِهَاءٍ، لاَ يَفْنىَ وَلاَ يَبِيدُ، وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ مَا يُرِيدُ، لاَتَبْلُغُهُ الأَوْهَامُ وَلاَ تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلاَ يُشْبِهُ الأَنَامَ،حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَيُّومٌ لاَ يَنَامُ، خَالِقٌ بِلاَ حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلاَمُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بِلاَ مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بِلاَ مَشَقَةٍ.
مَازَالَبِصِفَاتِهِ قَدِيْماً قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْيَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ.
وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِأَزَلِياً، كَذَلِكَ لاَ يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِياً، لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِالـخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ الـخَالِقِ، وَلاَ بِإحْدَاثِهِ البَرِيَّةِ اسْتَفَادَاسْمَ البَارِئِ.
لَهُ مَعْنَى الرُبُوبِيَّةِ وَلاَ مَرْبُوبَ، وَمَعْنَىالـخَالِقِ وَلاَ مَخْلُوقَ. وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الـمَوْتَى بَعْدَمَاأَحْيَا، اسْتَحَقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ كَذَلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَالـخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ.
ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍقَدِيرٌ، وَكُلُّ شَئٍ إِلَيْهِ فَقِيْرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيْرٌ، لاَيَحْتَاجُ إِلىَ شَئٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـْئٌ وَهُوَ السَمِيْعُالبَصِيْرُ.
خَلَقَ الـخَلْقَ بِعِلْمِهِ، وَقَدَّرَ لَهُمْ أَقْدَاراً،وَضَرَبَ لَهُمْ ءَاجَالاً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَئٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ،وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِوَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
وَكُلُّ شَئٍ يَجْرِي بِتَقْدِيرِهِ،وَمَشِيئَتِهِ، وَمَشِيئَتُهُ تَنْفُذُ لاَ مَشِيئَةُ لِلعِبَادِ إِلاَّ مَا شَاءَلَهُمْ، فَمَا شَاءَ لَهُمْ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
يَهْدِيمَنْ يَشَاءُ، وَيَعْصِمُ وَيُعَافِي فَضْلاً، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَخْذِلُوَيَبْتَلِي عَدْلاً. وَكُلُّهُمْ يَتَقَلَبُونَ فِي مَشِيئَتِهِ بَيْنَ فَضْلِهِوَعَدْلِهِ. وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ الأَضْدَادِ وَالأَنْدَادِ. لاَ رَادَّلِقَضَائِهِ، وَلاَ مُعْقِبَ لِحُكْمِهِ، وَلاَ غَالِبَِلأَمْرِهِ.
ءَامَنَّا بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَأَيْقَنَّا أَنْ كُلاً مِنْعِنْدِهِ.
وَإِنَّ مُحَمَّداً صَلىَّ اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَبْدُهُالـمُصْطَفَى، وَنَبِيَهُ الـمُجْتَبَى، وَرَسُولَهُ الـمُرْتَضَى، وَإِنَّهُخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِمَامُ الأَتْقِيَاءِ، وَسَيِّدُ الـمُرْسَلِينَ،وَحَبِيبُ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكُلُّ دَعْوَةِ نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَتِهِفَغَيٌّ وَهَوَى.
وَهُوَ الـمَبْعُوثُ إِلىَ عَامَّةِ الـجِنِّ وَكَافَّةِالوَرَى بِالـحَقِّ وَالـهُدَى وَبِالنُورِ وَالضِّيَاءِ.
وَإِنَّالقُرْءَانَ كَلاَمُ اللهِ، مِنْهُ بَدَا بِلاَ كَيْفِيَّةٍ قَوْلاً، وَأَنْزَلَهُعَلَى رَسُولِهِ وَحْياً، وَصَدَّقَهُ الـمُؤْمِنُونَ عَلىَ ذَلِكَ حَقّاً،وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلاَمُ اللهِ تَعَالىَ بِالـحَقِيقَةِ لَيْسَ بـِمَخْلُوقٍكَكَلاَمِ البَرِيَّةِ، فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلاَمُ البَشَرِ فَقَََدكَفَرَ، وَقَدْ ذَمَهُ اللهُ وَعَابَهُ وَأَوْعَدَهُ بِسَقَرَ حَيْثُ قَالَتَعَالىَ:} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ.{ فَلَمَّا أَوْعَدَ اللهُ بِسَقَرٍ لِمَنْ قَالَ:} إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ.{ عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُخَالِقِ البَشَرِ، وَلاَ يُشْبِهُ قَوْلَالبَشَرِ.
قلت: قال الإمام الحافظ المجتهد أبو جعفر محمد بنجرير الطبري رحمه الله
فأولما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا: القرآن كلام الله وتنزيله،إذ كان منمعاني توحيده ، فالصواب من القول في ذلك عندناأنه كلام اللهغير مخلوق، كيف كتب ، وحيث تلي ، وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد وفي الأرض حيثحفظ ، فياللوح المحفوظ كان مكتوبا ، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما ، في حجرنقش، أو فيورق خط ، أو في القلب حفظ ، وبلسان لفظ.
فمنقال غير ذلك ، أو ادعىأن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوهبألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قالهبلسانه دائنا به ، فهو باللهكافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء ، بقولالله عز وجل { بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ }، وقال وقوله الحق عز وجل : { وإن أحد من المشركيناستجارك فأجرهحتى يسمع كلام الله }،فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسانمحمد مسموع ، وهو قرآن واحد من محمدمسموع في اللوح المحفوظ مكتوب وكذلك هو فيالصدور محفوظ وبألسن الشيوخ والشبابمتلو.
فمنقال غير ذلك ، أو ادعىأن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوهبألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قالهبلسانه دائنا به ، فهو باللهكافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء ، بقولالله عز وجل { بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ }، وقال وقوله الحق عز وجل : { وإن أحد من المشركيناستجارك فأجرهحتى يسمع كلام الله }،فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسانمحمد مسموع ، وهو قرآن واحد من محمدمسموع في اللوح المحفوظ مكتوب وكذلك هو فيالصدور محفوظ وبألسن الشيوخ والشبابمتلو.
قال أبو جعفر رحمهالله : فمن روى عنا أوحكى عنا أو تقول علينا فأدعى أنا قلنا غير ذلك فعليهلعنة الله وغضبه ولعنةاللاعنين والملائكة والناس أجمعين لا قبل الله له صرفاولا عدلا وهتك ستره وفضحهعلى رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهماللعنة ولهم سوء الدار
حدثنا موسى بن سهلالرملي حدثنا موسى بن داود حدثنا معبد أبو عبدالرحمنعن معاوية بن عمار الدهني قال : قلتلجعفر بن محمد رضي الله عنه :" إنهم يسألون عنالقرآن مخلوق أو خالق ؟ " فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل
وحدثني محمد بن منصور الأملي حدثنا الحكم بن محمدالأملي أبو مروانحدثنا ابن عيينة ، قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا منذ سبعين سنةيقولون ؛ القرآن كلام الله منه بدأ وإليهيعود.
قال أبو جعفر رحمهالله وأما القول فيألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضىولا تابعي قضى ، إلا عمن فيقوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه ، وفياتباعه الرشد والهدى ، ومن يقومقوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى ؛ أبي عبدالله أحمدبن محمد بن حنبل رضي اللهعنه
فإنأبا إسماعيل الترمذي حدثني قال : " سمعت أبا عبدالله أحمد بنحنبليقول : اللفظية جهمية لقول الله جل اسمه { حتى يسمع كلام الله }فممن يسمع
ثم سمعت جماعة منأصحابنا لا أحفظ اسماءهم يذكرون عنه أنه كان يقول : منقال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،ومن قال هو غير مخلوق فهو مبتدع.
ولاقول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله إذ لم يكن لنا فيهإمام نأتم به سواه ، وفيهالكفاية والمنع ، وهو الإمام المتبع رحمة الله عليهورضوانه . انتهى
وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ،فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا اعْتَبَرَ وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ،وَعَلِمَ أَنَّهُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ.
وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ،فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا اعْتَبَرَ وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ،وَعَلِمَ أَنَّهُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ.
وَالرُؤْيَةُ حَقٌّلأَهْلِ الـجَنَّةِ بِغَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلاَ كَيْفِيَّةٍ كَمَا نَطَقَ بِِهِكِتَابُ رَبِّنَا:} وُجُوهٍ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلىَ رَبِهَا نَاظِرَةٌ.{ وَتَفْسِيْرُهُ عَلىَ مَا أَرَادَهُ اللهُ تَعَالىَ وَعَلِمَهُ، وَكُلُّ مَا جَاءَفِي ذَلِكَ مِنْ الـحَدِيْثِ الصَحِيحِ عَنْ الرَّسُولِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا قَالَ وَمَعْنَاهُ عَلىَ مَا أَرَادَ، لاَ نَدْخُلُ فِيذَلِكَ مُتَأَوِلِينَ بِآرَائِنَا وَلاَ مُتَوَهِمِينَ بِأَهْوَائِنَا، فَإِنَّهُمَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلاَّ مَنْ سَلَّمَ للهِ عَزَ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلىَاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيهِ إِلىَعَالِمِهِ.
وَلاَ تَثْبُتُ قَدَمٌ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ عَلىَ ظَهْرِالتَّسْليِمِ وَالاسْتِسْلاَمِ.
فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَنْهُعِلْمُهُ وَلَمْ يَقْنَعْ بِالتَّسْلِيمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْخَالِصِ التَّوْحِيدِ، وَصَافِي الـمَعْرِفَةِ، وَصَحِيْحِ الإِيْمَانِ. فَيَتَذَبْذَبَ بَيْنِ الكُفْرِ وَالإِيْمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ،وَالإِقْرَارِ وَالإِنْكَارِ، مُوَسوِساً تَائِهاً شَاكاً، لاَ مُؤْمِناًمُصَدِقًا، وَلاَ جَاحِداً مُكَذِباً.
َولاَ يَصْحُ الإِيْمَانُبِالرُّؤْيَةِ لأَهْلِ دَارِ السَّلاَمِ لِمَنْ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بِوَهْمٍأَوْ تَأَوَّلَهَا بِفَهْمٍ إِذْ كَانَ تَأوِيلُ الرُّؤْيِةِ وَتَأوِيلُ كُلِّمَعْنَى يُضَافُ إِلىَ الرُّبُوبِيَةِ بِتَرْكِ التَأوِيلِ وَلُزُومِ التَّسْلِيمِ،وَعَلَيهِ دِينُ الـمُسْلِمِينَ.
وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَشْبِيهَ زَلَّ وَلَمْ يُصِبِالتَّنْـزِيهَ.
قلت: قال ابن قدامة رحمه الله وكلماجاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلكوجب إثباتهلفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته علىناقلهااتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقولهسبحانهوتعالى (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل منعندربنا) آل عمران 7وقال فيذم مبتغي التأويل لمتشابهتنزيلهفأما الذين في قلوبهم زيغفيتبعون ما تشابه منه ابتغاءالفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله آلعمران 7فجعل ابتغاء التأويل علامة علىالزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذمثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقولهسبحانهومايعلم تأويله إلا الله.
قال الإمام أبو عبداللهمحمد بن إدريس الشافعي رضيالله عنهآمنت بالله وبما جاء عن الله علىمراداللهوآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
سئل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فقيليا أباعبداللهالرحمن على العرش استوى كيف استوى فقالالاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمانبهواجب والسؤال عنه بدعةثم أمربالرجل فأخرج
قال الأوزاعي رحمه الله : كان الزهري ومكحول رحمهما الله يقولان :أمروا هذه الأحاديث كماجاءت
وقال الإمام الحافظ الترمذيرحمه اللهوالمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيانالثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ،ثم قالوا :تُروى هذه الأحاديث ، ونؤمن بها ، ولا يقال : كيف،وهذا الذي اختاره أهل الحديثأن تروى هذه الأشياء كماجاءت : ويؤمن بها ، ولاتُفسر ، ولاتتوهم ، ولايُقال : كيف.
قال الإمام الحافظ البيهقي رحمه الله
وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواءاعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو علىعرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئهليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يدهليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بهاونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى: ليس كمثله شىء ، وقال: ولم يكن له كفواً أحد،وقال: هل تعلم له سمياً .
وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواءاعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو علىعرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئهليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يدهليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بهاونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى: ليس كمثله شىء ، وقال: ولم يكن له كفواً أحد،وقال: هل تعلم له سمياً .
وقال الحافظ ابن حبان رحمه الله: "كذلك ينزل- يعني الله تبارك وتعالى - بلا ءالة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ". انتهى
تعليق