بسم الله الرحمن الرحيم ، رب العالمين ، وصلاة وسلاما تامين دائمين من الله تعالي علي سيد الأولين والآخرين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا محمد ، وعلي آله وصحبه وتابعيه أجمعين إلي يوم الدين ،
وبعد ،،
فقد كتبت منذ فترة قليلة في منتدي من المنتديات الطيبة الراقية التي أشرف بالعضوية فيها أدعو إلي مناقشة اقتراح جدير بالدراسة ،
وهئنذا ، أسجله هنا ، ليعم النفع إن شاء الله تعالي ،،
يتكون هذا الإقتراح من عدة خطوات ، يمكن للمنتدي ( إدارة وأعضاء ) دراسته بهدف تنفيذه :
1 ـ انتقاء مقال متميز هادف من بين المقالات التي يكتبها أعضاء المنتدي ،
2 ـ ترجمة هذا المقال بمعرفة المتخصصين في المنتدي إلي أكثر من لغة ،
3 ـ إرسال المقال ومعه ترجمته إلي المنتديات الأخري المختارة بمعرفة الإدارة ،
4 ـ مناشدة أعضاء المنتدي نشر المقال وترجمته بطرقهم الخاصة في المنتديات
الأخري .
5 ـ يمكن أن يتكرر هذا العمل بصفة منتظمة أسبوعيا أو شهريا ، أو دوريا
( حسب ما تقرره إدارة المنتدي ) .
والقصد من هذا الإقتراح ، هو تفعيل الحركة البحثية والثقافية بين أعضاء كل منتدي علي حدة ، فضلا عن تفعيل الحراك الإجتماعي والثقافي بصورة ايجابية بين أعضاء المنتديات المختلفة علي مستوي عام .
وبصدد التخصيص المقصود من تنفيذ هذا الإقتراح ،، أود الإشارة إلي اختصاص المقالات الموثقة والمحققة التي تكتب في مجال الدعوة الإسلامية ،
تلك التي تبحث في إبراز حقائق الإسلام ،
( معجزات القرآن الكريم ، التي لاحصر لها ، بل وكل يوم منها جديد ، إلي جانب المعجزات النبوية الشريفة الصحيحة ، وبسط الصور المضيئة التي تزخر بها تراجم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من بعدهم بإحسان من الأئمة والفقهاء والعلماء المسلمين علي مدي التاريخ الإسلامي كله ) ،
وتفصيل ذلك ،، :
المقال الهادف الواعي الموثق المحقق ،، عندما يكتب باللغة العربية ، وينتقي باعتباره جديرا بالترجمة إلي لغة أو أكثرمن اللغات ،
ثم ينشر ومعه ترجمته إلي هذه اللغة أو تلك ،
ثم يتداول فيما بين المنتديات المتعددة .
سيطلع عليه حتما ، كثيرون من أولئك الأجانب ،
ولايخفانا جميعا أن القراءة والإطلاع ، أمر بات واضحا ظاهرا ، كعادة حميدة عند كثير من الأمم ،
ومن زار بعض الدول غير العربية يعرف ذلك تماما،
فهناك ،
قل أن تجد أحدا لايقرأ ،
بل إن مما يلفت النظر أن القراءة ، قد تستغرق الشخص ، حتي إنه ليركب الحافلة وفي يده كتاب ،،
لايشغله عنه شاغل طيلة الرحلة ،
ومثل ذلك في كثير من الأماكن التي قد يظن أنها غير مناسبة للقراءة .
أما عن الإسلام ،،
فإن القاريء الأجنبي علي وجه العموم ، لايجد مطبوعات عن الإسلام ، إلا وفيها الأغاليط والإستهزاءات والذم والتخرصات والمزاعم والأباطيل ،
وكلها تدعو إلي النفور منه ، وكراهيته ، بل ومقاومته ومعاداته ،
والقاريء الأجنبي قد يكون له العذر في ذلك ،
فليس ثمة كتاب ( بلغته ) يكتب عن الإسلام ، ويبين حقائقه ومزاياه ،
كل المؤلفات التي تقع في يد هذا الأجنبي القاريء ، طبعت ونشرت ( عمدا ) ، تشوه الإسلام ،
فما يمكن تحريفه ، يطبع وينشر محرفا ،
وما يمكن وضعه ، يطبع وينشر موضوعا ،
وما يمكن تشويهه ، يطبع وينشر مشوها ،
وما يمكن تفسيره غلطا ، يطبع وينشر مغلوطا ،
الأمر كله ، مجند عمدا وقصدا للإنتقاص ، والذم ، وبذر روح الكراهية لهذا الدين الحنيف ، ثم تنمية وتقوية هذه الكراهية بصورة أوبأخري ،
حتي تصل الأمور إلي العداء المستتر حينا ، والظاهر أحيانا أخري ،
الوسيلة الأولي لديهم ،، هي الطبع والنشر ، لمثل تلك المؤلفات المغرضة ، والتي تقدم إلي ذلك القاريء علي أنها هي حقائق الإسلام ،
وإذ لم تكن هناك مؤلفات وكتب إسلامية ، تكتب عن الإسلام ، وتبين حقائقه ومزاياه للناس ، ومن ثم تئد الترهات والتخرصات والإتهامات المزعومة الباطلة ، قبل أن تولد وإلا
فحينئذ لامعني لإدانة هذا القاريء النهم المسكين ، من جراء غياب هذا العامل الأساس الفعال ،
نعم ، ، ، لامعني لإدانته بأنه يكره الإسلام ، او يقاومه ، أو يعاديه ،
فهو لم يقرأ في كل ما قرأ ، أو غالب ما قرأ ، إلا حيثيات الكراهية والسخط والعداء ،
ولايفوتنا أن الكتاب الأجنبي ، بهذا الذي فيه من سموم فتاكة ، تعضده من نواح كثيرة معضدات أخري ، تأتي في ظروف متغايرة ، تؤكد لهذا القاريء علي كل تلك المعاني والمعارف والمعلومات التي تشربها عقله ووجدانه من هذه الكتب اللعينة .
الأمثلة كثيرة ومتنوعة ,,,,
وأقرب الأمثلة علي ذلك ، وقوع حادث مؤلم ، يكون بمحض المصادفة أحد صناعه مسلم أهوج أحمق ، قد لا يمت إلي الإسلام إلا بإسمه فقط أو مسلم بئيس ، سيء الحظ ، لاناقة له فيما جري ساعتئذ ناقة ولاجمل ،
وحينئذ ، يكون هذا أو ذاك ، قد قدم للوضاعين الكذبة والحاقدين الشامتين ، أعظم ما يريدون من مساعدة وتعضيد ،
ومن ثم ، تؤكد لذلك القاريء المسكين علي صدق دعاواهم الباطلة المطبوعة ، فتصير عندهم بين غمضة عين وانتباهتها حقيقة صادقة لاريب فيها ،
ومثال ثان ،،
قد يكتب بعضنا ، بحسن نية شيئا غير ذي بال بالنسبة لإهتمامات ذلك القاريء الأجنبي ،
فيعمد المضلون إلي نشره ، علي أنه أساسيات الإسلام عند المسلمين ،
فالإختلاف في مسح كل الرأس أو جزء منها ، في الوضوء ، لاشك أمر يهمنا نحن المسلمين ، نبحث فيه ، ونأخذ ونترك ، كما تقرر المذاهب الفقهية ،
أما عند مثل هذا القاريء الإجنبي
ماذا يمثل له مسح الرأس ، أو مسح جزء منها ، أو حتي غسلها كاملة ،
ومنهم من لايمشط شعر رأسه إلا لماما ،
تصل مثل هذه الكتابات إليهم ، فيضخمون مدلاولاتها ، ويجيدون ،
ثم يقدمونها إلي ذلك القاريء ،،
ثم يوحون إليه بتعليقهم الخبيث ، والذي قد يكون مستترا ( تقديرا علي سبيل التخصيص ) ،،:
( هذا هو الإسلام ) .
وأمر ثالث ،،
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليسوا علي وتيرة واحدة ، وهذه هي احدي سمات البشر ،
المسلمون فيهم المتمسك بدينه ، والمتشدد فيه ، والمفرط إلي أقصي درجات الإفراط ، ومنهم المتهاون ، ومنهم الفاسق والزنديق ، ومنهم المفرط إلي أقصي درجات التفريط ، حتي ليظن به أنه لايحمل في بطاقته من الإسلام إلا الإسم فقط ،
ومنهم الجاهل ومنهم المتعلم ومنهم العالم ومنهم المتعالم ومنهم ،، ومنهم ،، ومنهم ،
الأصناف كثيرة ومتعددة ،
وعليه ، فالتصرفات مختلفة ومتباينة ، بل وأحيانا متضادة ، متعاندة ،
ومن بين كل التصرفات والأفعال الصادرة من المسلمين ، لاتسلط أضواء المضلين الحاقدين إلا علي الشاذ المتطرف من بين كل تلك التصرفات ،
وتري في ذلك الصدد العجب العجاب ،
يهرعون إلي مسجد من المساجد وقد خلا من المصلين إلا القليل ، ويصورون بآلات التصوير ثلاثة نفر أو أربعة خلف الإمام ، ويقولون هؤلاء هم المسلمون في مساجدهم ، ها هي مساجدهم خاوية إلا من أولئك الثلاثة أو الأربعة ،
ويصدق القاريء ، ويأبي إلا التصديق ، ولو اطلعته بأم عينيه فيما بعد علي غير ذلك ، فلقد ترسخت في حشايا قلبه تراكمات ، وترسخت في ثنايا وتلافيف عقله رواسب لايستطيع منها فكاكا ،
ويسارعون إلي تأجيج نار الخلافات والإختلافات التي تحدث ـ وما أكثرها ـ بين آحاد المسلمين وجماعاتهم ،
فإذا وصلت إلي قريب من الذروة ، تلقفتها أياديهم ، لتشكلها تشكيلا يتناسب مع أهدافهم الخبيثة ،
وحينئذ يقدمونها إلي قرائهم محكمة الحبك ، بما لانقص فيها ولازيادة عليها ،
ويقرأ المسكين ، فيزداد نهمه إلي المزيد ، وكأنه عطشان يشرب الماء المالح ، فلا يرتوي ، و كلما شرب منه ، ازداد عطشا ،
بل إنه في مرحلة من المراحل قد يصل إلي درجة ، لايستسيغ معها إلا ذلك الملح الأجاج ، ولو قدمت إليه رشفة من عذب فرات ، فإنه يمجها ، ويرفضها ،
لقد تعود علي غيرهذا ،،
ونحن في عالمنا الإسلامي ، لاينقصنا العلم الصحيح الصائب ، ولانفتقر إلي الأساطين من العلماء ، بل عندنا الكثير والكثير من عوامل دحض كل تلك الأفاعيل ،
ولكننا تخندقنا في جانب الدفاع ، درءا للتهم المتلاحقة ، ودفعا للشبهات المتسارعة ، ومقاومة للمباغتات المتتالية ،
وتوقفنا عند ذلك إلا قليلا ،
لقد نجحوا في ستر كل جميل عندنا عن أعين قرائهم ،،
ونجحوا في تنفيذ الكثير من أحبوكاتهم الضالة المضلة ،
ونجحوا في إقفال دوائر الإطلاع إلا علي مؤلفاتهم ، وكتاباتهم الزائفة ،
ونجحوا في شغل الكثيرين منا بتلقي التهم الكاذبة ، ومن ثم الرد عليها تفنيدا وتكذيبا وتصحيحا ،
وهو أمر لاغضاضة فيه ، بل قد يكون في مرحلة من المراحل في الصدارة من الأولويات ،
نجحوا في تنفيذ الكثير والكثير في هذا الباب ،
ومن هنا ،
وبعين باصرة بصيرة ، وبفكر واع ثاقب ، يلزمنا نحن المسلمين أن نجدد تنويع المسئوليات ، وتنسيق الوظائف ، وتخليق آليات جديدة ،
قلت آنفا :
إن القراءة ديدن الكثيرين ، بل الأغلبية منهم ،
وهم في مجموعهم ، عامل من أخطر العوامل سلبا وإيجابا ،
نجحوا هم في استقطابه ، ولم نوله نحن من جانبنا إلا قليل عناية و اهتمام ،
فعلينا به ، نسلط نحوه وله الأضواء ، ونخاطب عقله قبل ضميره ،
نطرح له حقائق ديننا العظيم ، بلغة يفهمها ، وبأسلوب يتقبله ، ثم يقبله ،
سيقرأ من باب الإطلاع ،
وسيطلع من باب البحث والمقارنة ،
وهنا ،، بيت القصيد ،
علينا أن ننجح في أن يعرفنا من خلالنا نحن ، ، لامن خلال غيرنا ،
علينا أن ننجح في أن نبسط ونشرح له بأسلوبنا نحن ، لا بأساليب غيرنا ،
علينا أن نضعه علي عتبة المقارنة بين حجتنا الدامغة ، التي تخاطب عقله ( وهو المستقبل الوحيد فيه ) ، وبين الأباطيل الأخري التي لن تستطيع صمودا ، ولا حتي وجودا ( إلا علي انفراد ،
فالجرز خاليا يصيح أنا الأقوي ) ،
علينا أن نزيل الغشاوة من علي عين القاريء ، ليبصر ،
ثم ليبحث هو بنفسه من بعد ذلك ليتبصر ،
سيعرف منا نحن ، ما لم يكن يعرفه عنا إلا مغلوطا ،
سيتوقف ، ليتثبت ،
سيقارن ، ليقرر .
وهنا ،، يكون الهدف ،
بل هو أول أسباب النجاح في الدعوة إلي دين الله رب العالمين ، والذي هو مسئولية كل مسلم ،
لقد تركنا الساحة طويلا ،
وآن لنا أن نرمي بنواظرنا هنا وهناك ، ونجهر بدعوتنا في كل مكان ، بخطط محكمة ، وبحجج واضحة ، وبأسلوب صائب ، وبلغة يفهمها الآخر ،
هيا بنا نخاطب عقل القاريء الأجنبي ،
نكتب له ،
وننتقي ما يقدم إليه ،
ثم نترجمه إلي عدة لغات ،
فإذا ما وصلت إليه ،
وقرأ ،
سيبحث بنفسه عن المزيد ،
وستتوالي النجاحات صوب الهدف المنشود بمشيئة الله تعالي ،
لقد كان آحاد المسلمين من السلف الصالح في خارج أوطانهم ، نماذج دعوية ناجحة ،
كان الواحد منهم إسلاما يمشي علي الأرض ، اعتقادا ومنهجا وسلوكا ،،
خلصت نواياهم ، وصحت أساليبهم ، فنجحوا في أداء رسالتهم ، ودخل الناس بذلك في دين الله أفواجا ،
هيا بنا نخاطب العقول ، مخلصين بوعي ، مجيدين بإحكام .
إن مقالا إسلاميا موثقا ـ هادفا ـ باللغة العربية ،
يترجم بأمانة وإخلاص إلي لغة اخري ،
ثم ينشر ليتاح الإطلاع عليه بمعرفة ذلك الآخر ،
كل ذلك في مجموعه ، إنما يمثل خطوات عملية حثيثة ، أجرها من عند الله وثوابها عظيم جليل ،
لاشك في ذلك البتة .
هيا بنا نعمل معا في سبيل فتح إسلامي حديث .
ولن يفوتنا أن نشير بيد التحية والتقدير إلي أفراد الجاليات الإسلامية ودعاتها في تلك البلاد ، وإلي صنائعهم وفعالياتهم المخلصة المستنيرة ،
كما يجدر بنا أن نقدم التحية الواجبة مقدما إلي كل من يقتنع بهذا العمل ، ويعمل قدر استطاعته علي المساهمة في تفعيله و تنفيذه ، بإجادة وإخلاص ، يبتغي به الأجر من رب العالمين .
وجزي الله القائمين علي إدارات المنتديات والملتقيات الراقية ، التي ستأخذ علي عاتقها المساهمات الفعالة في سبيل تنفيذ هذا الإقتراح المخلص ،
وندعو الله تعالي أن يجعله عملا متقبلا ، تثقل به موازين الحسنات يوم الدين ، يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم ،
وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم علي ملته وشريعته بإحسان إلي يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين ،،
وآخر دعوانا أن رب العالمين .
صلاح جاد سلام
وبعد ،،
فقد كتبت منذ فترة قليلة في منتدي من المنتديات الطيبة الراقية التي أشرف بالعضوية فيها أدعو إلي مناقشة اقتراح جدير بالدراسة ،
وهئنذا ، أسجله هنا ، ليعم النفع إن شاء الله تعالي ،،
يتكون هذا الإقتراح من عدة خطوات ، يمكن للمنتدي ( إدارة وأعضاء ) دراسته بهدف تنفيذه :
1 ـ انتقاء مقال متميز هادف من بين المقالات التي يكتبها أعضاء المنتدي ،
2 ـ ترجمة هذا المقال بمعرفة المتخصصين في المنتدي إلي أكثر من لغة ،
3 ـ إرسال المقال ومعه ترجمته إلي المنتديات الأخري المختارة بمعرفة الإدارة ،
4 ـ مناشدة أعضاء المنتدي نشر المقال وترجمته بطرقهم الخاصة في المنتديات
الأخري .
5 ـ يمكن أن يتكرر هذا العمل بصفة منتظمة أسبوعيا أو شهريا ، أو دوريا
( حسب ما تقرره إدارة المنتدي ) .
والقصد من هذا الإقتراح ، هو تفعيل الحركة البحثية والثقافية بين أعضاء كل منتدي علي حدة ، فضلا عن تفعيل الحراك الإجتماعي والثقافي بصورة ايجابية بين أعضاء المنتديات المختلفة علي مستوي عام .
وبصدد التخصيص المقصود من تنفيذ هذا الإقتراح ،، أود الإشارة إلي اختصاص المقالات الموثقة والمحققة التي تكتب في مجال الدعوة الإسلامية ،
تلك التي تبحث في إبراز حقائق الإسلام ،
( معجزات القرآن الكريم ، التي لاحصر لها ، بل وكل يوم منها جديد ، إلي جانب المعجزات النبوية الشريفة الصحيحة ، وبسط الصور المضيئة التي تزخر بها تراجم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من بعدهم بإحسان من الأئمة والفقهاء والعلماء المسلمين علي مدي التاريخ الإسلامي كله ) ،
وتفصيل ذلك ،، :
المقال الهادف الواعي الموثق المحقق ،، عندما يكتب باللغة العربية ، وينتقي باعتباره جديرا بالترجمة إلي لغة أو أكثرمن اللغات ،
ثم ينشر ومعه ترجمته إلي هذه اللغة أو تلك ،
ثم يتداول فيما بين المنتديات المتعددة .
سيطلع عليه حتما ، كثيرون من أولئك الأجانب ،
ولايخفانا جميعا أن القراءة والإطلاع ، أمر بات واضحا ظاهرا ، كعادة حميدة عند كثير من الأمم ،
ومن زار بعض الدول غير العربية يعرف ذلك تماما،
فهناك ،
قل أن تجد أحدا لايقرأ ،
بل إن مما يلفت النظر أن القراءة ، قد تستغرق الشخص ، حتي إنه ليركب الحافلة وفي يده كتاب ،،
لايشغله عنه شاغل طيلة الرحلة ،
ومثل ذلك في كثير من الأماكن التي قد يظن أنها غير مناسبة للقراءة .
أما عن الإسلام ،،
فإن القاريء الأجنبي علي وجه العموم ، لايجد مطبوعات عن الإسلام ، إلا وفيها الأغاليط والإستهزاءات والذم والتخرصات والمزاعم والأباطيل ،
وكلها تدعو إلي النفور منه ، وكراهيته ، بل ومقاومته ومعاداته ،
والقاريء الأجنبي قد يكون له العذر في ذلك ،
فليس ثمة كتاب ( بلغته ) يكتب عن الإسلام ، ويبين حقائقه ومزاياه ،
كل المؤلفات التي تقع في يد هذا الأجنبي القاريء ، طبعت ونشرت ( عمدا ) ، تشوه الإسلام ،
فما يمكن تحريفه ، يطبع وينشر محرفا ،
وما يمكن وضعه ، يطبع وينشر موضوعا ،
وما يمكن تشويهه ، يطبع وينشر مشوها ،
وما يمكن تفسيره غلطا ، يطبع وينشر مغلوطا ،
الأمر كله ، مجند عمدا وقصدا للإنتقاص ، والذم ، وبذر روح الكراهية لهذا الدين الحنيف ، ثم تنمية وتقوية هذه الكراهية بصورة أوبأخري ،
حتي تصل الأمور إلي العداء المستتر حينا ، والظاهر أحيانا أخري ،
الوسيلة الأولي لديهم ،، هي الطبع والنشر ، لمثل تلك المؤلفات المغرضة ، والتي تقدم إلي ذلك القاريء علي أنها هي حقائق الإسلام ،
وإذ لم تكن هناك مؤلفات وكتب إسلامية ، تكتب عن الإسلام ، وتبين حقائقه ومزاياه للناس ، ومن ثم تئد الترهات والتخرصات والإتهامات المزعومة الباطلة ، قبل أن تولد وإلا
فحينئذ لامعني لإدانة هذا القاريء النهم المسكين ، من جراء غياب هذا العامل الأساس الفعال ،
نعم ، ، ، لامعني لإدانته بأنه يكره الإسلام ، او يقاومه ، أو يعاديه ،
فهو لم يقرأ في كل ما قرأ ، أو غالب ما قرأ ، إلا حيثيات الكراهية والسخط والعداء ،
ولايفوتنا أن الكتاب الأجنبي ، بهذا الذي فيه من سموم فتاكة ، تعضده من نواح كثيرة معضدات أخري ، تأتي في ظروف متغايرة ، تؤكد لهذا القاريء علي كل تلك المعاني والمعارف والمعلومات التي تشربها عقله ووجدانه من هذه الكتب اللعينة .
الأمثلة كثيرة ومتنوعة ,,,,
وأقرب الأمثلة علي ذلك ، وقوع حادث مؤلم ، يكون بمحض المصادفة أحد صناعه مسلم أهوج أحمق ، قد لا يمت إلي الإسلام إلا بإسمه فقط أو مسلم بئيس ، سيء الحظ ، لاناقة له فيما جري ساعتئذ ناقة ولاجمل ،
وحينئذ ، يكون هذا أو ذاك ، قد قدم للوضاعين الكذبة والحاقدين الشامتين ، أعظم ما يريدون من مساعدة وتعضيد ،
ومن ثم ، تؤكد لذلك القاريء المسكين علي صدق دعاواهم الباطلة المطبوعة ، فتصير عندهم بين غمضة عين وانتباهتها حقيقة صادقة لاريب فيها ،
ومثال ثان ،،
قد يكتب بعضنا ، بحسن نية شيئا غير ذي بال بالنسبة لإهتمامات ذلك القاريء الأجنبي ،
فيعمد المضلون إلي نشره ، علي أنه أساسيات الإسلام عند المسلمين ،
فالإختلاف في مسح كل الرأس أو جزء منها ، في الوضوء ، لاشك أمر يهمنا نحن المسلمين ، نبحث فيه ، ونأخذ ونترك ، كما تقرر المذاهب الفقهية ،
أما عند مثل هذا القاريء الإجنبي
ماذا يمثل له مسح الرأس ، أو مسح جزء منها ، أو حتي غسلها كاملة ،
ومنهم من لايمشط شعر رأسه إلا لماما ،
تصل مثل هذه الكتابات إليهم ، فيضخمون مدلاولاتها ، ويجيدون ،
ثم يقدمونها إلي ذلك القاريء ،،
ثم يوحون إليه بتعليقهم الخبيث ، والذي قد يكون مستترا ( تقديرا علي سبيل التخصيص ) ،،:
( هذا هو الإسلام ) .
وأمر ثالث ،،
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليسوا علي وتيرة واحدة ، وهذه هي احدي سمات البشر ،
المسلمون فيهم المتمسك بدينه ، والمتشدد فيه ، والمفرط إلي أقصي درجات الإفراط ، ومنهم المتهاون ، ومنهم الفاسق والزنديق ، ومنهم المفرط إلي أقصي درجات التفريط ، حتي ليظن به أنه لايحمل في بطاقته من الإسلام إلا الإسم فقط ،
ومنهم الجاهل ومنهم المتعلم ومنهم العالم ومنهم المتعالم ومنهم ،، ومنهم ،، ومنهم ،
الأصناف كثيرة ومتعددة ،
وعليه ، فالتصرفات مختلفة ومتباينة ، بل وأحيانا متضادة ، متعاندة ،
ومن بين كل التصرفات والأفعال الصادرة من المسلمين ، لاتسلط أضواء المضلين الحاقدين إلا علي الشاذ المتطرف من بين كل تلك التصرفات ،
وتري في ذلك الصدد العجب العجاب ،
يهرعون إلي مسجد من المساجد وقد خلا من المصلين إلا القليل ، ويصورون بآلات التصوير ثلاثة نفر أو أربعة خلف الإمام ، ويقولون هؤلاء هم المسلمون في مساجدهم ، ها هي مساجدهم خاوية إلا من أولئك الثلاثة أو الأربعة ،
ويصدق القاريء ، ويأبي إلا التصديق ، ولو اطلعته بأم عينيه فيما بعد علي غير ذلك ، فلقد ترسخت في حشايا قلبه تراكمات ، وترسخت في ثنايا وتلافيف عقله رواسب لايستطيع منها فكاكا ،
ويسارعون إلي تأجيج نار الخلافات والإختلافات التي تحدث ـ وما أكثرها ـ بين آحاد المسلمين وجماعاتهم ،
فإذا وصلت إلي قريب من الذروة ، تلقفتها أياديهم ، لتشكلها تشكيلا يتناسب مع أهدافهم الخبيثة ،
وحينئذ يقدمونها إلي قرائهم محكمة الحبك ، بما لانقص فيها ولازيادة عليها ،
ويقرأ المسكين ، فيزداد نهمه إلي المزيد ، وكأنه عطشان يشرب الماء المالح ، فلا يرتوي ، و كلما شرب منه ، ازداد عطشا ،
بل إنه في مرحلة من المراحل قد يصل إلي درجة ، لايستسيغ معها إلا ذلك الملح الأجاج ، ولو قدمت إليه رشفة من عذب فرات ، فإنه يمجها ، ويرفضها ،
لقد تعود علي غيرهذا ،،
ونحن في عالمنا الإسلامي ، لاينقصنا العلم الصحيح الصائب ، ولانفتقر إلي الأساطين من العلماء ، بل عندنا الكثير والكثير من عوامل دحض كل تلك الأفاعيل ،
ولكننا تخندقنا في جانب الدفاع ، درءا للتهم المتلاحقة ، ودفعا للشبهات المتسارعة ، ومقاومة للمباغتات المتتالية ،
وتوقفنا عند ذلك إلا قليلا ،
لقد نجحوا في ستر كل جميل عندنا عن أعين قرائهم ،،
ونجحوا في تنفيذ الكثير من أحبوكاتهم الضالة المضلة ،
ونجحوا في إقفال دوائر الإطلاع إلا علي مؤلفاتهم ، وكتاباتهم الزائفة ،
ونجحوا في شغل الكثيرين منا بتلقي التهم الكاذبة ، ومن ثم الرد عليها تفنيدا وتكذيبا وتصحيحا ،
وهو أمر لاغضاضة فيه ، بل قد يكون في مرحلة من المراحل في الصدارة من الأولويات ،
نجحوا في تنفيذ الكثير والكثير في هذا الباب ،
ومن هنا ،
وبعين باصرة بصيرة ، وبفكر واع ثاقب ، يلزمنا نحن المسلمين أن نجدد تنويع المسئوليات ، وتنسيق الوظائف ، وتخليق آليات جديدة ،
قلت آنفا :
إن القراءة ديدن الكثيرين ، بل الأغلبية منهم ،
وهم في مجموعهم ، عامل من أخطر العوامل سلبا وإيجابا ،
نجحوا هم في استقطابه ، ولم نوله نحن من جانبنا إلا قليل عناية و اهتمام ،
فعلينا به ، نسلط نحوه وله الأضواء ، ونخاطب عقله قبل ضميره ،
نطرح له حقائق ديننا العظيم ، بلغة يفهمها ، وبأسلوب يتقبله ، ثم يقبله ،
سيقرأ من باب الإطلاع ،
وسيطلع من باب البحث والمقارنة ،
وهنا ،، بيت القصيد ،
علينا أن ننجح في أن يعرفنا من خلالنا نحن ، ، لامن خلال غيرنا ،
علينا أن ننجح في أن نبسط ونشرح له بأسلوبنا نحن ، لا بأساليب غيرنا ،
علينا أن نضعه علي عتبة المقارنة بين حجتنا الدامغة ، التي تخاطب عقله ( وهو المستقبل الوحيد فيه ) ، وبين الأباطيل الأخري التي لن تستطيع صمودا ، ولا حتي وجودا ( إلا علي انفراد ،
فالجرز خاليا يصيح أنا الأقوي ) ،
علينا أن نزيل الغشاوة من علي عين القاريء ، ليبصر ،
ثم ليبحث هو بنفسه من بعد ذلك ليتبصر ،
سيعرف منا نحن ، ما لم يكن يعرفه عنا إلا مغلوطا ،
سيتوقف ، ليتثبت ،
سيقارن ، ليقرر .
وهنا ،، يكون الهدف ،
بل هو أول أسباب النجاح في الدعوة إلي دين الله رب العالمين ، والذي هو مسئولية كل مسلم ،
لقد تركنا الساحة طويلا ،
وآن لنا أن نرمي بنواظرنا هنا وهناك ، ونجهر بدعوتنا في كل مكان ، بخطط محكمة ، وبحجج واضحة ، وبأسلوب صائب ، وبلغة يفهمها الآخر ،
هيا بنا نخاطب عقل القاريء الأجنبي ،
نكتب له ،
وننتقي ما يقدم إليه ،
ثم نترجمه إلي عدة لغات ،
فإذا ما وصلت إليه ،
وقرأ ،
سيبحث بنفسه عن المزيد ،
وستتوالي النجاحات صوب الهدف المنشود بمشيئة الله تعالي ،
لقد كان آحاد المسلمين من السلف الصالح في خارج أوطانهم ، نماذج دعوية ناجحة ،
كان الواحد منهم إسلاما يمشي علي الأرض ، اعتقادا ومنهجا وسلوكا ،،
خلصت نواياهم ، وصحت أساليبهم ، فنجحوا في أداء رسالتهم ، ودخل الناس بذلك في دين الله أفواجا ،
هيا بنا نخاطب العقول ، مخلصين بوعي ، مجيدين بإحكام .
إن مقالا إسلاميا موثقا ـ هادفا ـ باللغة العربية ،
يترجم بأمانة وإخلاص إلي لغة اخري ،
ثم ينشر ليتاح الإطلاع عليه بمعرفة ذلك الآخر ،
كل ذلك في مجموعه ، إنما يمثل خطوات عملية حثيثة ، أجرها من عند الله وثوابها عظيم جليل ،
لاشك في ذلك البتة .
هيا بنا نعمل معا في سبيل فتح إسلامي حديث .
ولن يفوتنا أن نشير بيد التحية والتقدير إلي أفراد الجاليات الإسلامية ودعاتها في تلك البلاد ، وإلي صنائعهم وفعالياتهم المخلصة المستنيرة ،
كما يجدر بنا أن نقدم التحية الواجبة مقدما إلي كل من يقتنع بهذا العمل ، ويعمل قدر استطاعته علي المساهمة في تفعيله و تنفيذه ، بإجادة وإخلاص ، يبتغي به الأجر من رب العالمين .
وجزي الله القائمين علي إدارات المنتديات والملتقيات الراقية ، التي ستأخذ علي عاتقها المساهمات الفعالة في سبيل تنفيذ هذا الإقتراح المخلص ،
وندعو الله تعالي أن يجعله عملا متقبلا ، تثقل به موازين الحسنات يوم الدين ، يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم ،
وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم علي ملته وشريعته بإحسان إلي يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين ،،
وآخر دعوانا أن رب العالمين .
صلاح جاد سلام