6- يعتقد الكتير من المتدينين إن قوة إيمانهم في معتقداتهم هو الدليل القاطع لصحة دينهم، فأصعب شيء على المرء هو أن يغير معتقداته لأن هذا المعتقد قد أصبح جزء لا يتجزء من أسلوب حياته وأصبح طريقة إستيعابه للأمور التي تجري من حوله حتى نضعه في مكان مختلف كلياُ و مجتمع مختلف كلياً فنجد إن معتقداته ستتغير شيئاً فشيئاً حسب إنفتاح عقله للتغيير فأن هو لم يتغير فمن المؤكد إن نسله من بعده سيتغير و يكون معتقدات المجتمع المختلف كلياً هو أساس إيمانهم العميق
.
اقتباس:وهناك عوامل أخرى تردع المرء من تغيير معتقداته مثل أساليب الترهيب والترغيب التي تستخدمها كل الديانات فهذا الأسلوب يخلق رادعاً نفسياً مقنَعاً بشكل من أشكال التمسك بالدين خوفاً من أن يعاقب في الدنيا أو الآخرة فنجد الناس يرددون عبارات تهليل و تمجيد و تبجيل لربهم و هو بحد داته أسلوب آخر ينصح به الدين لترسيخ المعتقدات في العقل الباطني. فلو بقيت تردد لنفسك إنك "زرافة" من يوم ولادتك حتى تصل لسن البلوغ فبالتأكيد ستكون مقتنعاً بأنك زرافة لأنك لا تعرف أي شيء آخر سوى معرفة ترديد جملة "أنا زرافة" و بعد إقتناعك بأنك زرافة ستحاول أن تقنع جميع من حولك بأن يصبحو زرافات مثلك و إذا لم يقبلوا أن يصبحو زرافات فبالنسبة لك هم الهالكون و أنت ستعتقد إنك الوحيد الذي على حق. فإذا لا بد أن تستخدم أسلوب التخويف لترغم الناس على الإيمان بمعتقدك
هَذا الكَلام يَسقُط جُلَه إذا ما نَظرنا بِعَينٍ مُتفَحِصَة لحالات تَغييْر الديانَة سواء في مُجتمعات لا يُضيرَها تَغيرُه أو الإبِقاء على العَقيدَة السائِدَة , فإذا نَظَرت لحال القارات ال6 سَتَجِد مِن يُغَيرون ديانَتِهِم بِالإرادَة المُنفَرِدَة و دون أي تَرغيْب أو تَرهيْب حيثُ أنه في هَذه الحالَة لا يَقَع في دائِرَة المَعنيين بِهَذا الأسلوب فَقَد دَخَل إليهِم إعمالاً لَعَقلِه و قناعتِه مِن حَتميَة وجود ثواب و عِقاب قَبل أن يَرغَب في الأوَل و يَخشى الثاني
يا أستاذ بَعيداً عَن المَفهوم الديني , مَنظومَة العدالَة في العالَم و التي إخترعها الإنسان قائِمَة على الثواب و العِقاب لِضبْط إيقاع المُجتَمَع , فَعندما وَضع فقهاء القانون مَثلاً نَظرية الحَق أسَسوهها إلى جوار نَظريَة الثواب و العِقاب فإذا لَم يَستَنِد الحَق إلى إحدى القواعِد القانونيَة لا يَكون مَشروعاً و بِالتالي لا يَجوز لِصاحِبُه أن يمارِسُه و إلا كان مُرتَكِباً لِفِعل مَحظور قانوناً يَتَعَرَض بِسَبَبُه لِلمُساءَلَة و تَوقيع العُقوبَة و هو العِقاب
يا أستاذ الثواب و العشقاب هي فِكَرة مُتَبعَة في بِلادن العالَم بأثِره مَع إختِلاف في مَفهوم الجَريمَة و العقوبَة مِن مُجتَمَع لأخَر
و في نَفْس الوَقت نَظريَة الثواب مَعلومَة حتى لِطُلاب الإبتدائيَة و إنتهاء بالجامِعَة و أن الذي يُحصِِل دراسياً أعلا مِن أقرانُه ما ينتَظِرَه مِن مُستَقبَل مُشرِقاً باهِراً و مَضموناً
فلا تَتَكَلَم عَن أفكار غَير واقعيَة و حَتميَة في مبادئ العدالَة و لا تنسى أن حتى الميزان الذي يُرسَم في التِمثال الذي يُرمَز لِلعدالَة بِه و الذي رَسموه لَم يَكونوا مُسلمين عِبارَة عَن كَفَتين
و مِن ناحيَة أخرى لو كان هَذا الأسلوب هو النَظريَة السائدَة بِالنِسبَة للأديان لما رأينَك اليوم مَعنا في المُنتدى و تَكتُب أفكار كُلها ضِد وجود خالِق مُنَظِم لِهذا الكَون
و أما مَسألَة التأثيرات النَفسيَة و قناعَة الفَرد بُناء عَلى تَرديد مَفاهيْم مُعينَة لَه مُنذ نعومَة أظافِرَه فَتَسقُط مَع ما يَحدُث قي العالَم مِن إنفتاح حَيثُ يُمكِن لِلفَرد و هو جالِس مكانُه أن يَتَطَلَع على الأديان أو مُعظَمها كَلمحَة سَريعَة أمام جِهاز " الكمبيوتر" في ساعتين
اقتباس: أولاً: يمكن أن تشن حرباً دموية بإستخدام كل ما لديك من قوة و أن تسبي النساء تزني بهم حتى يلدو لك أطفالاً تربيهم و تعلمهم على ترديد عبارة "أنا زرافة.. قاتل من يقول لك عكس ذلك" حتى يصبحو هم أيضاً زرافات و يقومون بدورهم نشر قناعة الزرافة الذي أصبتهم به... و هكذا دواليك
لا أعتَقِد أن هُناك مَن أتبع نَفس هَذا الأسلوب سوى هولاكو و الذي لَم تَستَمِر إمبرطوريتُه أكثَر مِن قَرنَين و سَقطَت على يَد العُثمانيين , و أما إذا ما كانَت هَذه فِكرتَك عَن الإسلام فَهي مَغلوطَة شَكلاً و مَوضوعاً و فيها لَيس ظُلماً فَحَسْب بَل جَهلاً بدينٍ أتباعُه أكثَر مِن 1400000000 " ألف و أربعمائَة مِليون " شَخْص في العالَم و وَصَل إلى مَناطِق لَم يُعرَف فيها حتى خِلاف مَع مُلوكِها و أباطِرتها مِثل الشَرق الأدنى كُلَه "ماليزيا , أندونيسيا....."
اقتباس:ثانياً: يمكنك إستخدام أسلوب الكذب وأن تنشر قصصاً خرافية عن إلهِ يعذب كل من لا يقول عن نفسه زرافة، وأنصحك بأن تبدأ بالناس المقربين لك والذين يعتقدون إنك لن تكذب عليهم فيصدقوك مباشرة، و يفضل أن يكونو جاهلين أو أجهل منك.
رُجوعاً إلى مبدأ الثواب و العقاب , هَذا مَبدأ مَعروف حتى لِلمُلحدين أو اللادينيين أو العِلمانيين سَمهِم ما شئت , المُهِم هو أنه مَبدأ مَعمول بِه واقِعاً فلا تَنفيه غيباً
اقتباس: ثالثاً: يمكنك أن تعد من تريد دعوته إلى ديانة الزرافة بجنان يجدون ما يحلو لهم فيها ولكن سينالون هذه الجنة بشرط أن يموتوا وهم يؤمنون إنهم زرافات لأنك لن تستطيع أن تمنحهم ما يريدون و هم على قيد الحياه وتعرف أيضاً إن لم ينالوا شيئاً بعد موتهم فلا سبيل لهم للرجوع إلى الحياه وكشف النقاب عن أكاذيبك، أو أن تعدهم بجنان أعظم إذا ماتوا وهم يقاتلون من لا يقتنع بأنه زرافة.
مَعلوم أن الإيمان بِالغَيب مِن أصول الإسلام , و أنتَ لا تؤمِن بِه , و هُنا أريد أن أسألَك سؤالاً ما هو تَصورَك لِما بَعد مَوتَك أنتَ شَخصياً ؟
تعليق