قال تعالى( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
وقال تعالى (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)
وقال رسول الله عليه وسلم (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار )
والسنن الكونية تدل على قرب انتصار هذا الدين قال تعالى : ( وإن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ) الآية فالناظر لتاريخ الأمة الإسلامية يرى أن الإدالة كان لها قرونا ثم سلط الله عليهم التتار ثم انتصروا على التتار ثم كانت الدولة للنصارى بعد الحروب الصليبية ثم انتصر عليهم المسلمين ثم كانت إدالة النصارى على المسلمين ثم كانت الدولة العثمانية التي وصلت إلى أوروبا استمرت قرونا ثم جاءت إدالة النصارى على المسلمين كما هو الحال اليوم ونحن ننتظر إدالة المسلمين بإذن الله تعالى (ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله ) الآية
فالإسلام قادم والإسلام هو الحل والمستقبل لهذا الدين
وهذا الدين كلما تكالبت عليه الخطوب وازدادت عليه الخطوب ازداد قوة وصلابة وتماسك ومضى إلى غايته بقوة تزلزل الجبال الرواسي.
واليوم وبعد فشل كل الأنظمة الشيوعية والماركسية والقومية والعولمة أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد أصبح الإسلام هو الحل الوحيد للخروج من مشكلات البشرية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
وهذا أحد أسباب انتشار الإسلام في الغرب وصعود الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي
ففي الغرب انتشار الإسلام هناك معجزه مذهلة كان قد أخبرنا عنها نبينا الكريم قال صلى الله عليه وسلم ( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار)
ففي العالم اليوم أكثر من 4100 ديانة والإحصائيات تشير إلى أن الدين الإسلامي الأكثر انتشارا من بين الديانات الأخرى.
وتشير التقارير إلى زيادة نسب اعتناق النصارى للإسلام في أمريكا والدول الأوروبية وكذلك زيادة المساجد وهجر الكنائس .
وما الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين وانتشار مصطلح الفوبيا من الإسلام وكذلك الرسوم المسيئة إلا دليل على خوفهم من انتشار الإسلام هناك .
أما في العالم الإسلامي فصعود التيارات الإسلامية في مختلف بلدان العالم الإسلامي بدا بتركيا منبع الفكر الأتاتوركي العلماني يحكمها البوم أصحاب التوجه الإسلامي (حزب العدالة والتنمية) وقد حقق الحزب نجاحات بفوزه في الانتخابات وانتزاع موافقة من البرلمان على حق المرأة التركية في لبس الحجاب وحقها في التعليم وهي ترتدي الحجاب بعد حرمانها بعد أكثر من قرن من هذا الحق.
وفي فلسطين هاهي طلائع الإسلام والجهاد ترقى إلى قمة الهرم في أرض الإسراء والمعراج فقد ضن البعض أنه بمقتل الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية ستموت لكن حماس الحركة أصبحت دوله بفضل الله أولا ثم بفضل اختيار شعبها المجاهد لثقته في الخيار الإسلامي.
وهكذا الحال في مصر فأصحاب التوجه الإسلامي لهم مشاركة فاعلة في مجالات الحياة المختلفة وفي مجلس الشعب والنقابات المهنية وكذلك الحال في دول المغرب العربي والتي أصبح أهل التوجه الإسلامي فيها أكثر قرباً من أماكن اتخاذ القرار ولهم مشاركات في الحكومة كوزراء .
إن الإسلام والخيار الإسلامي قادم وإن الدعوة إلى إقصاءه في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والذين يحاولون أن يجردوا هذا الدين ويقزموه ويجعلوه حبيس المساجد لا يغادرها والذين يحاولون تجفيف منابعه الدعوية والخيرية ومؤسساته التربوية قد فشلوا وإن الاستعمار ومن بعده الحكومات قد حاولت إقصاء الإسلاميين وما زالت عن أماكن التأثير السياسي إلا أنهم استطاعوا التأثير في شعوبهم . فالمستقبل لهذا الدين بإذن الله عز وجل .
فالمؤمن لا يعرف اليأس ولا يفقد الرجاء إذ هو واثق بربه، ثم هو واثق في حق نفسه، ثم هو واثق بوعد الله له، إن مرت به محنة اعتبرها دليل حياة وحركة فإن الميت الهامد لا يضرب ولا يؤذى وإنما يضرب ويؤذى المتحرك الحي المقاوم، كالحديد يدخل النار فيستفيد إذ يذهب خبثه ويبقى طيبه.
إن علينا معشر المسلمين أن نكون بحجم التحديات في صبر وثبات ولتعلم أن والوصول إلى القمة ليس الأهم ولكن الأهم البقاء فيها، وإن الانحدار إلى القاع ليس هو الكارثة ولكن الكارثة هي الاعتقاد أنه لا سبيل إلى الخروج من القاع، ليس والله الدواء في بكاء الأطلال وندب الحظوظ، إنه في الترفع عن الواقع بلا تجاهل له بالاستعلاء النفسي عليه في تحرير الفكر من إرهاقه ويأسه، فبالإرادة الحرة القوية الأبية أيها المسلمون ممكن تحويل عوامل الضعف إلى قوة بإذن رب البرية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حصل له في أحد ما حصل - شج وجهه وكسرت رباعيته وانخذل عنه من انخذل وإذا به ينقل المسلمين إلى مواجهة جديدة في حمراء الأسد لملاحقة المشركين الذين كانوا حقا منتصرين ولولا ملاحقة المسلمين لهم لقضوا على البقية الباقية من المسلمين. وهذا يدل على حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر يأتي من بعده وقد تربى على سنته بعد أن كادت نواة الإسلام تضيع في طوفان الردة فإذا به ينقل الأمة من نقلة إلى نقلة ومن واقع إلى واقع في استعلاء على اليأس وترفع عن الهزيمة.
إنَّ مِن سنن الله تعالى في خلقه بقاءَ الصّراع بين الحقِّ والباطل؛ ليميزَ الله الخبيثَ من الطيّب، وليصطفيَ بالتّمحيص أهلَ الإيمان، وليرفعَ بالابتلاءات درجاتِهم، وما يجري للأمّة مِن أحداثٍ ضِخام تنطوي على أمورٍ قد تكرهُها النّفوس وأحداثٍ تضيق بها القلوبُ سيكون مآلها الأخير ـ بإذن الله ـ النصرُ والعزّة للمسلمين، والتمكينُ لعباد الله المؤمنين، وانقشاع أسبابِ الذلّة والهوان، فهذه الأمّة ليست كغيرِها، فهي الأمّة الموعودَة بالنّصر والعاقبة، وهي الأمّة المحفوظة من الهلاكِ العامّ، وهي أمّة الاستعلاء رغمَ الجِراح، وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ[آل عمران:139]، قالها الله تعالى لجيش الإسلام وقد خرجَ للتَّوِّ من معركةِ أحُد، وقد خلَّف سبعين شهيداً من خِيرة رجالِه مجندَلين على سفحِ أحد، وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَقالها الله سبحانَه لأمّة الإسلام وجراحُها تثعب ونبيُّها مشجوج الجَبين مكسورُ الرّباعية، وذلك لأنّ الله تعالى كتب العزّة والعلوََّ والرِّفعة لهذه الأمّة في كلِّ أحوالها، في انتصارِها وانكسارها، في قلَّتها وكثرتِها، ما دامت مؤمنَة، وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
أيّها المسلمون، إنَّ ممَّا يجب اعتقادُه وتذكيرُ النّفسِ به خصوصًا في أوقات الشّدائد والمِحن أنّه لا يقع في هذا الكونِ حادثٌ صغير ولا كبير إلا بعلمِ وتقدير وتدبيرِ اللطيفِ الخبير، وأنّه لا يخرج عن قدَر الله وقدرتِه شيء في السماوات ولا في الأرض، وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ[محمد:4].
الأسبابُ والنتائج من صنعِه وتقديره، والوسائلُ والغايات من خلقِه وتدبيرِه.
إذا علمنا ذلك كان لِزاماً علينا الفرارُ إلى الله والاعتصام بحبلِه وطلب النجاةِ والنصر من عنده، فهو سبحانه الذي يعطي ويمنَع ويخفض ويَرفع، وقد جعل في خلقِه نواميسَ وسُننًا، فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً[فاطر:43].
ومِن سننِه سبحانه أن يبتليَ عبادَه ويمحِّصَهم، ثمّ يجعل العاقبة لهم، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ[البقرة:214]، الـم أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ[العنكبوت:1-3].
وما يقَع على الأمّة من بلايا ومِحن ومصائبَ وفِتن لهِي حلقةٌ في سلسلة التّمحيص، وطريقٌ إلى التمكين، فلا يجوز أن تكونَ هذه الأحداثُ سبيلاً إلى اليَأس والإحباط، وإن تداعَت علينَا الأممُ كما تداعَى الأكلَة على قصعتِها، بل إنّه بقدْر ما فيها من شدّة وضيق فإنَّ في طيَّاتها خيرًا كثيرًا، وفي ثناياها لله حكمةً وتدبيرًا، وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[البقرة:216]، فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[النساء:19].
ولقد كانَ من هدْيِ النّبيّ في الشدائد التبشيرُ والتّشجيع وضربُ المثلِ بالسباقين إشارةً إلى سنّة الله تعالى في خلقه، يقول خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه: شكَونا إلى رسول الله وهو متوسِّدٌ بردَةً له في ظلِّ الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصِر لنا؟! ألا تدعو لنا؟! فقال: ((قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجلُ فيحفَر له في الأرض، فيجعَل فيها، فيُجاء بالمِنشار، فيوضَع على رأسه، فيجعَل نصفين، ويمشَط بأمشاطِ الحديد ما دونَ لحمِه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه. واللهِ، ليتمَّنَّ الله هذا الأمرَ حتى يأتي الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمِه، ولكنَّكم تستعجلون)) رواه البخاري.
والنبيّ يبيِّن لنا بذلك أن المستقبلَ لهذا الدين، وأنَّ العاقبة للإسلام والمسلمين، ولا يجوز إطلاقًا أن نشكَّ في ذلك، هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ[التوبة:33]، وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ[الصافات:171-173]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ[غافر:51]، عن تميم الداريّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَرٍ ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًّا يعزُّ الله به الإسلام، وذلاًّ يذلّ الله به الكفر)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
أمّةَ الإسلام، إنَّ يقينَنا بالنّصر وثقتنا بوعد الله تعالى وظهور البشائر بذلك لا يعنِي القعودَ والاتكال، كما لا يعني غضَّ الطرف عن الخطأ والخللِ والنّقص والتقصير الذي لا زال موجودًا في الأمّة، بل الواجب مع إذكاءِ جانبِ الثقة بوعدِ الله العودةُ الصّادقة إلى الله سبحانه، فما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة، والله تعالى لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم. إذًا فالتّغيير يأتي من الدّاخل ومن إصلاح الذات، وسنةُ الله لا تتخلَّف.
إنَّ أمّةً نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدوُّ في دينها وأراضيها يجب أن تكونَ أبعدَ الناس عن اللهو والترفِ والركون إلى الدنيا وزينتِها، وأن تصرفَ جهودَها وطاقاتِها للتقرّب إلى خالقها وباريها، وأن تخلِصَ له الدّين، وتوحِّد لله ربِّ العالمين، وأن تقلِعَ عن المعاصي والشهوات، وتهجُر الذنوبَ والمنكرات، فهي التي أبحرت بفئامٍ من الأمّة إلى بحارٍ من الظّلمات، كما يجِب على كلّ مسلمٍ أن يتذكَّر دائِمًا أنّه لا طريق لسعادةِ الدنيا والآخرة ولا سبيلَ إلى الفوز والفلاح والأمن والنّجاح إلا بالتمسّك بصراط الله المستقيم، وتحكيمِ أمر الله ونهيه، وتقديمِ حكمِه وشرعِه في كلِّ التصرّفات والتصوّرات في النّفس وفي الجماعة، وأنَّ العبدَ لا يكون مؤمِنًا حتى يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي ، وهذا يقتضي عودةً صادقة إلى منهَل الوحي الصّافي، وتمسُّكًا حقيقيًّا بالكتاب والسنّة، واتِّباعًا لهدي النبيّ في كلِّ الأمور، بعيدًا عمَّا تمليه أذهانُ البشر، أو معارضةِ الوحي بالاستحسان والنظر.
إنَّ الإسلامَ ـ أيها المسلمون ـ دينٌ حيٌّ يبعث الحياةَ فيمن يحسِن الأخذَ به، فإذا أتى جيلٌ معرِض أو مُغرض احتفظ الدّين بحيويّته حتّى يسلمَها إلى جيلٍ ما زال في سُدُف الغَيب ورحِم المستقبَل، ليأخذَ الكتاب بقوَّة، وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم[محمد:38].
وممَّا يجدر التذكيرُ به وإعادتُه والتأكيدُ عليه خصوصًا في الأزماتِ والفِتن الالتزامُ بالمنهج الشّرعيّ عند وقوعِ الفتن من الصبر والمصابرة، ولزوم جماعة المسلمين، ونبذِ الفرقة والخلاف، والبعدِ عن الاستعجال في المواقف، والمحافظة على أمنِ بلاد المسلمين ووَحدتها، وأن لا يكونَ المسلم مِعوَل هدمٍ لإيقاع الفتنة في بلادِ المسلمين من حيث يشعُر أو لا يشعر، فإنَّ مصلحةَ العدوِّ المتربِّص أن يرى الفتنَ في بلاد المسلمين قائمة، وأن يشتغل بعضُهم ببعض، وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ ٱلأمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْالنساء:83].
كما يجب حفظُ اللسان عن الوقوع في أعراضِ المسلمين أو الاستهانة بالحكم على الآخرين، ((وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم؟!)). وحين تُنشر الصّحف ستعرفُ ما نطقَ به فاك وما كتبته يداك.
عباد الله، الزَموا التضرّع إلى الله وسؤالَه ودعاءه ورجاءه، وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ[الأعراف:56].
نعم إن المستقبل لهذا الدين بلا منازع لكنه لا يتحقق بالمعجزات السحرية وإنما هو بالعمل والبذل لله من منطلقات صحيحة على منهج أهل السنة والجماعة، ووعد الله لم يتخلف ولكنه لم يتحقق أبدا على أقوام لا يستحقونه ولا يفهمون سننه ولا يضحون من أجله.
وقال تعالى (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)
وقال رسول الله عليه وسلم (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار )
والسنن الكونية تدل على قرب انتصار هذا الدين قال تعالى : ( وإن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ) الآية فالناظر لتاريخ الأمة الإسلامية يرى أن الإدالة كان لها قرونا ثم سلط الله عليهم التتار ثم انتصروا على التتار ثم كانت الدولة للنصارى بعد الحروب الصليبية ثم انتصر عليهم المسلمين ثم كانت إدالة النصارى على المسلمين ثم كانت الدولة العثمانية التي وصلت إلى أوروبا استمرت قرونا ثم جاءت إدالة النصارى على المسلمين كما هو الحال اليوم ونحن ننتظر إدالة المسلمين بإذن الله تعالى (ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله ) الآية
فالإسلام قادم والإسلام هو الحل والمستقبل لهذا الدين
وهذا الدين كلما تكالبت عليه الخطوب وازدادت عليه الخطوب ازداد قوة وصلابة وتماسك ومضى إلى غايته بقوة تزلزل الجبال الرواسي.
واليوم وبعد فشل كل الأنظمة الشيوعية والماركسية والقومية والعولمة أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد أصبح الإسلام هو الحل الوحيد للخروج من مشكلات البشرية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
وهذا أحد أسباب انتشار الإسلام في الغرب وصعود الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي
ففي الغرب انتشار الإسلام هناك معجزه مذهلة كان قد أخبرنا عنها نبينا الكريم قال صلى الله عليه وسلم ( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار)
ففي العالم اليوم أكثر من 4100 ديانة والإحصائيات تشير إلى أن الدين الإسلامي الأكثر انتشارا من بين الديانات الأخرى.
وتشير التقارير إلى زيادة نسب اعتناق النصارى للإسلام في أمريكا والدول الأوروبية وكذلك زيادة المساجد وهجر الكنائس .
وما الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين وانتشار مصطلح الفوبيا من الإسلام وكذلك الرسوم المسيئة إلا دليل على خوفهم من انتشار الإسلام هناك .
أما في العالم الإسلامي فصعود التيارات الإسلامية في مختلف بلدان العالم الإسلامي بدا بتركيا منبع الفكر الأتاتوركي العلماني يحكمها البوم أصحاب التوجه الإسلامي (حزب العدالة والتنمية) وقد حقق الحزب نجاحات بفوزه في الانتخابات وانتزاع موافقة من البرلمان على حق المرأة التركية في لبس الحجاب وحقها في التعليم وهي ترتدي الحجاب بعد حرمانها بعد أكثر من قرن من هذا الحق.
وفي فلسطين هاهي طلائع الإسلام والجهاد ترقى إلى قمة الهرم في أرض الإسراء والمعراج فقد ضن البعض أنه بمقتل الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية ستموت لكن حماس الحركة أصبحت دوله بفضل الله أولا ثم بفضل اختيار شعبها المجاهد لثقته في الخيار الإسلامي.
وهكذا الحال في مصر فأصحاب التوجه الإسلامي لهم مشاركة فاعلة في مجالات الحياة المختلفة وفي مجلس الشعب والنقابات المهنية وكذلك الحال في دول المغرب العربي والتي أصبح أهل التوجه الإسلامي فيها أكثر قرباً من أماكن اتخاذ القرار ولهم مشاركات في الحكومة كوزراء .
إن الإسلام والخيار الإسلامي قادم وإن الدعوة إلى إقصاءه في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والذين يحاولون أن يجردوا هذا الدين ويقزموه ويجعلوه حبيس المساجد لا يغادرها والذين يحاولون تجفيف منابعه الدعوية والخيرية ومؤسساته التربوية قد فشلوا وإن الاستعمار ومن بعده الحكومات قد حاولت إقصاء الإسلاميين وما زالت عن أماكن التأثير السياسي إلا أنهم استطاعوا التأثير في شعوبهم . فالمستقبل لهذا الدين بإذن الله عز وجل .
فالمؤمن لا يعرف اليأس ولا يفقد الرجاء إذ هو واثق بربه، ثم هو واثق في حق نفسه، ثم هو واثق بوعد الله له، إن مرت به محنة اعتبرها دليل حياة وحركة فإن الميت الهامد لا يضرب ولا يؤذى وإنما يضرب ويؤذى المتحرك الحي المقاوم، كالحديد يدخل النار فيستفيد إذ يذهب خبثه ويبقى طيبه.
إن علينا معشر المسلمين أن نكون بحجم التحديات في صبر وثبات ولتعلم أن والوصول إلى القمة ليس الأهم ولكن الأهم البقاء فيها، وإن الانحدار إلى القاع ليس هو الكارثة ولكن الكارثة هي الاعتقاد أنه لا سبيل إلى الخروج من القاع، ليس والله الدواء في بكاء الأطلال وندب الحظوظ، إنه في الترفع عن الواقع بلا تجاهل له بالاستعلاء النفسي عليه في تحرير الفكر من إرهاقه ويأسه، فبالإرادة الحرة القوية الأبية أيها المسلمون ممكن تحويل عوامل الضعف إلى قوة بإذن رب البرية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حصل له في أحد ما حصل - شج وجهه وكسرت رباعيته وانخذل عنه من انخذل وإذا به ينقل المسلمين إلى مواجهة جديدة في حمراء الأسد لملاحقة المشركين الذين كانوا حقا منتصرين ولولا ملاحقة المسلمين لهم لقضوا على البقية الباقية من المسلمين. وهذا يدل على حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر يأتي من بعده وقد تربى على سنته بعد أن كادت نواة الإسلام تضيع في طوفان الردة فإذا به ينقل الأمة من نقلة إلى نقلة ومن واقع إلى واقع في استعلاء على اليأس وترفع عن الهزيمة.
إنَّ مِن سنن الله تعالى في خلقه بقاءَ الصّراع بين الحقِّ والباطل؛ ليميزَ الله الخبيثَ من الطيّب، وليصطفيَ بالتّمحيص أهلَ الإيمان، وليرفعَ بالابتلاءات درجاتِهم، وما يجري للأمّة مِن أحداثٍ ضِخام تنطوي على أمورٍ قد تكرهُها النّفوس وأحداثٍ تضيق بها القلوبُ سيكون مآلها الأخير ـ بإذن الله ـ النصرُ والعزّة للمسلمين، والتمكينُ لعباد الله المؤمنين، وانقشاع أسبابِ الذلّة والهوان، فهذه الأمّة ليست كغيرِها، فهي الأمّة الموعودَة بالنّصر والعاقبة، وهي الأمّة المحفوظة من الهلاكِ العامّ، وهي أمّة الاستعلاء رغمَ الجِراح، وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ[آل عمران:139]، قالها الله تعالى لجيش الإسلام وقد خرجَ للتَّوِّ من معركةِ أحُد، وقد خلَّف سبعين شهيداً من خِيرة رجالِه مجندَلين على سفحِ أحد، وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَقالها الله سبحانَه لأمّة الإسلام وجراحُها تثعب ونبيُّها مشجوج الجَبين مكسورُ الرّباعية، وذلك لأنّ الله تعالى كتب العزّة والعلوََّ والرِّفعة لهذه الأمّة في كلِّ أحوالها، في انتصارِها وانكسارها، في قلَّتها وكثرتِها، ما دامت مؤمنَة، وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
أيّها المسلمون، إنَّ ممَّا يجب اعتقادُه وتذكيرُ النّفسِ به خصوصًا في أوقات الشّدائد والمِحن أنّه لا يقع في هذا الكونِ حادثٌ صغير ولا كبير إلا بعلمِ وتقدير وتدبيرِ اللطيفِ الخبير، وأنّه لا يخرج عن قدَر الله وقدرتِه شيء في السماوات ولا في الأرض، وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ[محمد:4].
الأسبابُ والنتائج من صنعِه وتقديره، والوسائلُ والغايات من خلقِه وتدبيرِه.
إذا علمنا ذلك كان لِزاماً علينا الفرارُ إلى الله والاعتصام بحبلِه وطلب النجاةِ والنصر من عنده، فهو سبحانه الذي يعطي ويمنَع ويخفض ويَرفع، وقد جعل في خلقِه نواميسَ وسُننًا، فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً[فاطر:43].
ومِن سننِه سبحانه أن يبتليَ عبادَه ويمحِّصَهم، ثمّ يجعل العاقبة لهم، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ[البقرة:214]، الـم أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ[العنكبوت:1-3].
وما يقَع على الأمّة من بلايا ومِحن ومصائبَ وفِتن لهِي حلقةٌ في سلسلة التّمحيص، وطريقٌ إلى التمكين، فلا يجوز أن تكونَ هذه الأحداثُ سبيلاً إلى اليَأس والإحباط، وإن تداعَت علينَا الأممُ كما تداعَى الأكلَة على قصعتِها، بل إنّه بقدْر ما فيها من شدّة وضيق فإنَّ في طيَّاتها خيرًا كثيرًا، وفي ثناياها لله حكمةً وتدبيرًا، وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[البقرة:216]، فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[النساء:19].
ولقد كانَ من هدْيِ النّبيّ في الشدائد التبشيرُ والتّشجيع وضربُ المثلِ بالسباقين إشارةً إلى سنّة الله تعالى في خلقه، يقول خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه: شكَونا إلى رسول الله وهو متوسِّدٌ بردَةً له في ظلِّ الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصِر لنا؟! ألا تدعو لنا؟! فقال: ((قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجلُ فيحفَر له في الأرض، فيجعَل فيها، فيُجاء بالمِنشار، فيوضَع على رأسه، فيجعَل نصفين، ويمشَط بأمشاطِ الحديد ما دونَ لحمِه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه. واللهِ، ليتمَّنَّ الله هذا الأمرَ حتى يأتي الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمِه، ولكنَّكم تستعجلون)) رواه البخاري.
والنبيّ يبيِّن لنا بذلك أن المستقبلَ لهذا الدين، وأنَّ العاقبة للإسلام والمسلمين، ولا يجوز إطلاقًا أن نشكَّ في ذلك، هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ[التوبة:33]، وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ[الصافات:171-173]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ[غافر:51]، عن تميم الداريّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَرٍ ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًّا يعزُّ الله به الإسلام، وذلاًّ يذلّ الله به الكفر)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
أمّةَ الإسلام، إنَّ يقينَنا بالنّصر وثقتنا بوعد الله تعالى وظهور البشائر بذلك لا يعنِي القعودَ والاتكال، كما لا يعني غضَّ الطرف عن الخطأ والخللِ والنّقص والتقصير الذي لا زال موجودًا في الأمّة، بل الواجب مع إذكاءِ جانبِ الثقة بوعدِ الله العودةُ الصّادقة إلى الله سبحانه، فما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة، والله تعالى لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم. إذًا فالتّغيير يأتي من الدّاخل ومن إصلاح الذات، وسنةُ الله لا تتخلَّف.
إنَّ أمّةً نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدوُّ في دينها وأراضيها يجب أن تكونَ أبعدَ الناس عن اللهو والترفِ والركون إلى الدنيا وزينتِها، وأن تصرفَ جهودَها وطاقاتِها للتقرّب إلى خالقها وباريها، وأن تخلِصَ له الدّين، وتوحِّد لله ربِّ العالمين، وأن تقلِعَ عن المعاصي والشهوات، وتهجُر الذنوبَ والمنكرات، فهي التي أبحرت بفئامٍ من الأمّة إلى بحارٍ من الظّلمات، كما يجِب على كلّ مسلمٍ أن يتذكَّر دائِمًا أنّه لا طريق لسعادةِ الدنيا والآخرة ولا سبيلَ إلى الفوز والفلاح والأمن والنّجاح إلا بالتمسّك بصراط الله المستقيم، وتحكيمِ أمر الله ونهيه، وتقديمِ حكمِه وشرعِه في كلِّ التصرّفات والتصوّرات في النّفس وفي الجماعة، وأنَّ العبدَ لا يكون مؤمِنًا حتى يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي ، وهذا يقتضي عودةً صادقة إلى منهَل الوحي الصّافي، وتمسُّكًا حقيقيًّا بالكتاب والسنّة، واتِّباعًا لهدي النبيّ في كلِّ الأمور، بعيدًا عمَّا تمليه أذهانُ البشر، أو معارضةِ الوحي بالاستحسان والنظر.
إنَّ الإسلامَ ـ أيها المسلمون ـ دينٌ حيٌّ يبعث الحياةَ فيمن يحسِن الأخذَ به، فإذا أتى جيلٌ معرِض أو مُغرض احتفظ الدّين بحيويّته حتّى يسلمَها إلى جيلٍ ما زال في سُدُف الغَيب ورحِم المستقبَل، ليأخذَ الكتاب بقوَّة، وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم[محمد:38].
وممَّا يجدر التذكيرُ به وإعادتُه والتأكيدُ عليه خصوصًا في الأزماتِ والفِتن الالتزامُ بالمنهج الشّرعيّ عند وقوعِ الفتن من الصبر والمصابرة، ولزوم جماعة المسلمين، ونبذِ الفرقة والخلاف، والبعدِ عن الاستعجال في المواقف، والمحافظة على أمنِ بلاد المسلمين ووَحدتها، وأن لا يكونَ المسلم مِعوَل هدمٍ لإيقاع الفتنة في بلادِ المسلمين من حيث يشعُر أو لا يشعر، فإنَّ مصلحةَ العدوِّ المتربِّص أن يرى الفتنَ في بلاد المسلمين قائمة، وأن يشتغل بعضُهم ببعض، وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ ٱلأمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْالنساء:83].
كما يجب حفظُ اللسان عن الوقوع في أعراضِ المسلمين أو الاستهانة بالحكم على الآخرين، ((وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم؟!)). وحين تُنشر الصّحف ستعرفُ ما نطقَ به فاك وما كتبته يداك.
عباد الله، الزَموا التضرّع إلى الله وسؤالَه ودعاءه ورجاءه، وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ[الأعراف:56].
نعم إن المستقبل لهذا الدين بلا منازع لكنه لا يتحقق بالمعجزات السحرية وإنما هو بالعمل والبذل لله من منطلقات صحيحة على منهج أهل السنة والجماعة، ووعد الله لم يتخلف ولكنه لم يتحقق أبدا على أقوام لا يستحقونه ولا يفهمون سننه ولا يضحون من أجله.
تعليق