لعنة جماعة الامة القبطية
على اقباط مصر
نصارى ومسلمين
هل سمعتم عن جماعة الامة القبطية .. انها اخطر جماعة قبطية متطرفة واكثرها اجراما تحكم كنائس مصر منذ ان تخلصت من الأب يوساب بطريرك الاقباط فى بداية الخمسينات وشطبت اسمه من ذاكرة الاقباط ومن تاريخ الكنيسة .. لينفرد اتباعها بحكم الكنيسة القبطية مبتدعين قوانين مخالفة لمنهج الكنيسة المرقصية الارثوذكسية .. ضاربين بتعاليم المسيحية عرض الحائط ولنبدأ بسرد تاريخهم القذر وافعالهم الاجرامية ليس مع المسلمين قط ولا مع المخالفين للعقيدة الارثوذكسية القبطية من المسيحيين باختلاف مللهم وكنائسهم ولكن مع الاقباط المنتسبين للكنيسة والرهبان والقساوسة وكبار الكهنة المخالفين لمنهجهم المنحرف .. نستعرض تاريخهم الملوث بالاجرام والقتل والتعذيب منذ نشأتها الى الآن
تأسست تلك الجماعة فى اوائل القرن الماضى قبل ثورة 1919 على يد راهب يدعى انطونيوس .. تيمما بابو الرهبانية الانبا انطونيوس مؤسس الرهبانية حسب معتقداتهم ( 251 م _ 356 م ) .. وهو نفس الاسم الذى اختاره الانبا شنودة فى بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا للاقباط .. وكان الراهب انطونيوس مؤسس جماعة الامة القبطية مثل اى راهب من رهبان الاديرة يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه فى الصلاه والعمل وغيرها .. ولكن مع دخول الارساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتوستانية مع الاحتلال الاجنبى لمصر وازدياد تواجدها حدث تغيير كامل فى منهجه الفكرى والعقائدى .. حيث خرج بنظرية فلسفية لخدمة الرب برؤيته مخالفة تماما لتعاليم الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت .. ومناقضة للمسيحية .. فقد دفعته غيرته وقلقه على الكنيسة القبطية وكراهيته لكنائس الغرب الى ان يبتدع فكرا متطرفا يحث به اتباعه على وجوب تصنيف اعداء الكنيسة وترتيبهم تبعا لحجم خطورتهم على وجودها ومن ثم تحديد افضل اساليب التعامل معهم لسحقهم .. لبناء كنيسة قبطية عظيمة واسعة النفوذ استعدادا لاستقبال المسيح فى الايام الاخيرة .. كنيسة يرضى عنها الرب ويبارك جنودها .. ووضع اعداء الكنيسة على الترتيب
_ اليهود باعتبارهم المسئولين عن قتل وصلب المسيح حسب عقيدتهم .. ولم يعلنوا براءتهم وتوبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به
_ الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها ألد اعداء الأقباط وكنيستهم المرقصية منذ ان حكم الرومان بعد اعتناقهم المسيحية كنيسة الاسكندرية فى القرون الاولى للمسيحية وذاق الاقباط على ايديهم ألوان العذاب .. فقداعتبرهم الرومان منحرفين عن المسيحية بخلطها بمعتقدات فرعونية وثنية .. وهم الى الآن يعتقدون ان القبطية مزيج من المسيحية مشوهة بمعتقدات متوارثة عن الفراعنة فهم يسمون باسماء الفراعنة الملعونين فى العهد القديم مثل رمسيس واحمس وغيرهم .. وهم يسمون باسماء آلهه الفراعنة الوثنيين مثل ازيس وحورس وغيرها من الاسماء .. بالاضافة الى مراسم الموت والاربعين والخميس وغيرها واحتفالاتهم باعيادهم .. ووجد الراهب انطونيوس ان توافد ارساليات الكنيسة الكاثوليكية تدل على استمرار اطماعهم فى كنيسة الاسكندرية مما يشكل خطورة على الكنيسة القبطية واتباعها
_ كنيسة البروتوستانت حيث يعتقد الاقباط بكفر تلك الكنيسة الغربية واسعة الانتشار ويعتبرونها كنيسة الشيطان منذ ان أسسها مارتن لوثر ويحرمون الزواج منهم ومن باقى الملل او ارتياد كنائسهم او الصلاه بها
_ كافة ارساليات الكنائس الغربية الاخرى مثل الانجيلين الاولى والسبتيين وغيرها
_ المسلمين منذ دخولهم مصر وتحول الاقباط للديانة الاسلامية ولكنه اعتبرهم اقل خطورة من مسيحى الملل الاخرى المخالفين لشرائع كنيستهم والمشوهين للعقيدة المسيحية بالرؤية الارثوذكسية القبطية .. وحيث لم يمثل المسلمون خطورة على كنائسهم او تحريم شعائرهم مثلما فعل الرومان بهم
قوبلت تلك الفكرة باعتراض ورفض شديد من رهبان وكهنة الكنيسة القبطية .. واعتبره المتدينون انه بتلك البدعة الغريبة والتعاليم المستحدثة يعد خارجا عن المسيحية .. وأصروا على مراجعته ومحاولة تصحيح معتقداته واقناعه بالعدول عن تلك الفلسفات الغريبة حتى لو كانت الدوافع ورائها حبا للكنيسة .. وكان ان تأثر بتلك النزعة الشيطانية عدد قليل من الرهبان .. لفظتهم الكنيسة القبطية واعتبرت افكارهم خروج صريح عن تعاليم المسيحية ودعوة للكراهية والعداء وبداية لكنيسة شيطانية حديثة تحيد باقباط مصر الارثوذوكس بعيدا عن كنيستهم الاصلية ونذير شؤم ودمار وليست بناء لكنيسة الرب كما يزعمون .. وكانت تلك الفكرة العنصرية الشيطانية بداية لحدوث تصدع وانشقاق داخل الكنيسة القبطية الام .. رغم تناولهم لتلك الاحداث فى سرية تامة ..
بدأت الفجوة تتسع بين افكار تلك الجماعة المتطرفة فكريا ( جماعة الامة القبطية ) وبين التعاليم المسيحية التى يعمل بها رجال الكنيسة القبطية .. وبدأت المواعظ تنتشر داخل الكنائس تحث الاقباط على عدم التاثر بتلك الافكار الهدامة التى تصل اليهم عن طريق اتباع تلك الجماعة المضللة على ان تظل تلك الامور سرا لا تناقش خارج الكنائس .. وازداد أعضاء تلك الجماعة المتطرفة حيث ساهمت تلك السرية فى تقليص حجم التصدى لها من قبل أجهزة الدولة لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية ( داخل الكنيسة ) .. وأدى الانشقاق بالراهب انطونيوس الى تأسيس دير فى اقاصى الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته .. ومهمته تفريخ معلمين جدد لنشر تعاليم الجماعة واجتذاب الشباب المتحمس لقبطيته والكاره لسواها .. ومع ازدياد الارساليات التبشيرية للكنائس الغربية بدأت اعداد تلك الجماعة فى ازدياد .. وبدأت اساليبهم تأخذ محورين الدعوة لافكار الجماعة والعمل بتلك الافكار .. فظهرت أول ثمارها اثناء ثورة 1919 حيث بدأ بعض رجال الكنيسة القبطية المتأثريين بافكار تلك الجماعة بالاهتمام بالامور السياسية والمشاركة فى الثورات .. والتى كانت تراها قيادات الكنيسة القبطية بدايه للخروج عن تعاليم الرب تبعا للنظرة المسيحية التى تفصل بين ماهو للرب وماهو لقيصر حتى لا تساق روحانيه المسيحية الى نزعات دنيوية باسم السياسة او الطموحات المادية .. ولم تعبأ الجماعة باستنكارات الكنيسة القبطية الام ولم تبد اهتمام لاعتراض قيادات الكنيسة على تلك الافكار .. ثم شاع المفهوم المبتدع والمستحدث بين اعضاء الجماعة القبطية القائل ( اطعن عدوك بخنجره .. أو بعدو لكما ) .. فالعدو الأول والرئيسى هو الارساليات التى تسعى لاستعادة كنيسة الاسكندرية من الاقباط وتعمل بجد وتنفق الكثير لتعميمها فى كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الاسلام والمسلمين .. والتى كان لدخول الاسلام أرض الكنانة مصر عظيم الاثر فى تقلص اتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديا.. رغم ان الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين فى جوهره يفوق عدائهما للاسلام مجتمعين لابعد الحدود .. وبدأ اعضاء جماعة الامة القبطية دراسة اساليب الارساليات والاستفادة منها فى طعنها بنفس الخنجر .. فالارساليات الكاثوليكية و الانجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم اناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحى مصر من الاقباط ببناء المدرس وتدريس اللغات الاجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ... وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية ابناءها بأن ينئوا بانفسهم بعيدا عن تلك الارساليات بكل اغراءاتها ومدارسها وافكارها .. اعتبرت جماعة الامة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الامكانيات التى تنفقها الارساليات دون التأثر بافكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات التى تنفقها تلك الارساليات على مدارس ومستشفيات الارساليات دون الاستدراج الى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الاقباط ببطلان عقائد كنائس تلك الارساليات دو ن اظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية .. وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الامة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة التى رأت فى الاستفادة من امكانيات الارساليات التى تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الارثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم واطماعهم .. ومرة اخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الامة القبطية ) المتطرفة باساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والتى ازداد اتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة التى تكتفى بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الامور من منظور قيادات واتباع جماعة الامة القبطية المنشقة والمتطرفة ..
ازدادت حدة الصراع بين اتباع جماعة الامة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية التى اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتى وصلت الامور بينهما الى مايشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ماهو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الامة القبطية التى انضم اليها الكثير من الأقباط حيث وجد اتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع اطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الاجنبية التابعة للارساليات طبقة كبيرة من الاقباط تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطى بل والمصرى فى اتقانهم للغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الارساليات الغربية التبشيرية وصلت الى حد اعفاء معظم الدارسين الاقباط من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية فى اجتذاب الاقباط بعيدا عن كنيستهم الأم .. وقد ساهمت تلك الامتيازات والشهادات التى حصل عليها اتباع جماعة الامة القبطية خريجى تلك المدارس والجامعات فى اعتلائهم الوظائف الهامة وتوفير مكانة اجتماعية مرموقة لهم وصلت الى حد السيطرة على عصب الاقتصاد والسياسة فى الدولة وتقوية جسور قوية للعلاقات الخارجية مع الجهات الاجنبية ساهمت فى قيامهم بدور الوسيط بين اجهزة الدولة بقيادتها وجهات معنية فى دول الغرب .. فهم اتقن للغات واقرب بالانتماء للمسيحية من المسلمين حتى لو كان هذا الانتماء اسميا صوريا من منظور الكنيسة الغربية ورغم وجود خلافات جوهريه بين الكنيسة القبطية وكنائس الغرب لاتقل عن العداء بين المسيحية والاسلام من منظورهم ايضا .. خلافات تصل لحد العداء والكراهية بين تلك الكنائس وتكفير كل منهم للآخر واتهامه بالخروج عن المسيحية وتحريفها .. ووجدت قيادات جماعة الامة القبطية فى ذلك نصرا ساحقا قفز بالاقباط خطوات متقدمة ونقلة ناجحة بكل المقاييس لافكار الجماعة .. اعتبرت الكنيسة القبطية ان هذا النجاح كاذب خادع مشوه وان افتتان قبطى واحد بتعاليم تلك الارساليات واتباعه لكنيسة غربية ضالة هى خسارة كبيرة للكنيسة القبطية .. بينما رأت قيادات جماعة الأمة القبطية ان افتتان بعض الاقباط بالارساليات وخروجهم عن الكنيسة القبطية ليس بالخسارة الكبيرة اذا ماقورنت بالامتيازات والمكاسب التى حققتها الجماعة بالاستفادة من امكانيات تلك الارساليات .. وبذلك تم طعن العدو بخنجره .. الاستفادة من امواله للارتقاء وطعنه بالعمل ضده .. وبدأت جماعة الأمة القبطية تخطو خطوات سريعة فى سنوا ت معدودة لتعميم نفوذها وتوسيع دائرة افكارها لبسط سيطرتها على الكنيسة القبطية بالتمادى فى ابتداع الاساليب الماكرة للوصول للهدف .. فرفعوا شعار يوحنا المعمدان ( مهدوا الطريق لقدوم الرب ) .. ولقى هذا النداء صدى كبيرا من الاستجابة فى اوساط المجتمع القبطى وكان حافزا على انضمام اعداد هائلة من الاقباط الارثوذكس الى الجماعة .. كما ساهم نفوذ اتباع الجماعة من ذوى المناصب الكبيرة بالدولة الى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطى اليهم لاتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الامة القبطية ملجأ وملاذ لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته مما زاد نفوذها والثقة بها ..
ورغم ان قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب انطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. الا ان دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالاسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الأقباط المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ ان فتحت مصر .. ورأى الكثير ان الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والافكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى الى انهيار العلاقات الطيبة مع اخوانهم من المصريين المسلمين والتى دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فان دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة واتباعها المتمسكين بتعاليمها .. فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة الى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطى الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثى التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة فى ذلك الوقت و البعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الدينى بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم فى طموحاتهم وتحقيق الذات .. واصبح هناك عامل أساسى يجمع بين أعضاء واتباع الامة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة انقاذها من انياب اعدائها .. لذا فان دافع العداء لغير القبطى الارثوذوكسى هو الوازع الأساسى وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف .. حتى أخذهم التطرف الى تصور انهم جنود يسوع الذى وكل اليهم مهمة استعادة كنيسة الرب فى مصر واعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من اى وجود سواها .. وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الاقباط من مثقفى مصر وذوى المناصب العليا فى شتى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الاقباط هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ( جماعة الأمة القبطية ) .. بل من الاعضاء المهمين الذين يوكل اليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة .. فمعظم الاقباط أصحاب الاموال والنفوذ ان لم يكن كلهم هم من الاعضاء المهمين الممولين لنشاطات جماعة الامة القبطية وهم اعمدة هامة فى ثبات تلك الجماعة .. ومنهم الكثير من الاسماء المشهورة ذائعة الصيت من الاقباط داخل وخارج مصر فى جميع المجالات بما فيها الفن والاعلام والسياسة والاتصالات والاقتصاد .. بل ويصعب على الكثير التصديق أو مجرد تصور ان معظم قيادى الكنيسة القبطية الحالية هم من تلامذة قيادى جماعة الأمة القبطية .. وكانوا من هذه النوعية من الشباب المتحمس لقبطيته المنتمى للتيارات الفكرية المختلفة وكانوا يعملون فى مجالات بعيدة عن الدين فكان من السهل التأثير عليهم وتأهيلهم للقيام بأدوار هامة لخدمة أهداف الجماعة ومنهم .. عازر يوسف عطا والذى اصبح فيما بعد البابا ( كيرلس السادس ) وكان يعمل فى مجال السياحة وهى ابعد مجال عن الاهتمامات الدينية وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الامة القبطية .. واصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم واصبح له تلامذه ومنهم .. الدكتور سعد عزيز ( الأب متى المسكين ) فيما بعد والذى كان بعيدا عن الدين وكان منجذب للفكر الشيوعى ويعمل صيدلى ويمتلك صيدلية بمدينة دمنهور .. واعتنق فكر الجماعة واصبح احد تلامذة عازر يوسف عطا ( البابا كيرلس ) .. ثم اصبح معلما فيما بعد لتلامذة اكثر عنصرية لافكار جماعة الامة القبطية ومنهم .. نظير جيد ( الانبا شنودة ) بابا الاقباط حاليا وهو احد التلامذة التسع للاب متى المسكين فى دير السريان وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ .. وجميعهم احدثوا انقلابا شاملا لم يحدث من قبل فى تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية ... وبذلك حلت تعاليم الأمة القبطية محل تعاليم المسيحية الارثوذكسية للكنيسة القبطية ..
نستعرضها باذن الله تعالى
كان لنجاح رهبان الأديرة ( المنتمين لفكر جماعة الامة القبطية ) فى اجتذاب عدد من الجامعين والمثقفين واصحاب النفوذ وكذلك رجال الدين اسوأ الاثر على سلطة الكنيسة القبطية .. واستطاعوا اختراقها والتأثير على قراراتها بممارسة كافة الضغوط عليها .. سواء شعبية من قبل الاقباط الذين اعتنقوا افكار الجماعة .. او بالضغوط المالية من الطبقات المميزة من الباشوات المسيحين الاقباط وأصحاب النفوذ والمال وذوى المناصب الرفيعة بالدولة الذين تربوا على ايدى ومناهج قيادات جماعة الامة القبطية .. حتى وصلت نفوذ تلك الجماعة للتدخل فى اختيار البطريرك .. وكان القمص سرجيوس المعروف فى تاريخ ثورة 1919 وصاحب صحيفة ( المنارة المرقصية ) ثم ( المنارة المصرية ) من اقطاب المتحمسين لفكر الجماعة .. وامعانا فى التضليل اطلقت الجماعة مفهوم الاصلاحيين على اعضائها لتعطى لتواجدها الحق فى التدخل فى شئون الكنيسة .. ونجحوا بمساعديهم من رجال الدين داخل الكنيسة من ترشيح الانبا مكاريوس 1942 .. ولكن خابت ظنونهم وآمالهم فيه فلم يكن على قناعة بأفكارهم ولم يكن من السهل عليه تفضيل تلك الافكار العنصرية الهدامة والاساليب الماكرة على التعاليم المسيحية ..واحتد الخلاف بينهم الى ان ترك منصب البابوية زاهدا فى المنصب واقام بقية عمره فى احد الاديرة حتى توفى بعدها بسنوات قليلة .. واستعاد رجال الكنيسة الام من المحافظين على تعاليم المسيحية القبطية بعض نفوذهم وانتخبوا الاب يوساب الثانى بطريركا للكنيسة القبطية لورعه واخلاصه لتعاليم الكنيسة .. وكانت تلك المرحلة من اسوأ مراحل جماعة الأمة القبطية وأيضا من أخطر الفترات فى تاريخ الكنيسة الاورثوذكسية القبطية .. والتى دفع الأنبا يوساب الثانى حياته ثمنا لرفضه تعاليم تلك الجماعة الاجرامية .
ومن منظور جميع المخلصين لتعاليم المسيحية الارثوذكسية القبطية وكل المعاصرين لفترة الانبا يوساب الثانى من الاقباط سواء مما اتفقوا معه فى حكمته وورعه فى قيادته للكنيسة أو ممن اختلفوا معه من هؤلاء المنتمين لافكار الجماعة فان احدا لم يستطع ان ينكر عليه طيبته وخلقة الكريمة وورعه فى الصلوات ونقاء وصفاء قلبه .. لم يجرأ احد من اعداءه على التطاول عليه بالوصف او الذم مثلما فعلوا بالبطاركة قبله ممن تصدوا لهم .. أو ان ينال من صفاته بشىء ..ورغم ضعف صورته وهيئته وكبر سنه الا ان تاريخ الكنيسة يشهد له بالجهد الكبير الذى بذله والذى يفوق امكانياته الصحية وشيخوخته للتصدى لتلك الجماعة بكل ما أوتى من قوة وجهد واصرار على استعادة و ترسيخ تعاليم المسيح بالكنيسة وازالة كل ماتعلق بالاذهان من تعاليم تلك الفئة الضالة .. فقام باختيار مساعديه وحاشيته من رجال الدين الابرار الذين لم تلوث عقولهم وقلوبهم بتعاليم تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وقام بتطهير الكنائس والاديرة من شرذمة تلك الجماعة التى استطاعت اختراقها والتأثير على المجتمع القبطى لحد ان اعضاء تلك الجماعة المنتمين لفكرها المريض كاد ان يقارب المليون وهو عدد رهيب بالقياس لتلك الفترة والتى يقترب من عدد الاقباط كلهم .. وكان لا يتكاسل عن تنحية اى راهب أو رجل دين مهما كانت مكانته الكهنوتية .. قام باعادة الخطاب الدينى الروحانى الذى يعيد للمسيحين الاقباط الصفاء بدلا من تلك الخطابات التحريضية التى انتشرت من قبل أعوان تلك الجماعة .. وكان يرى بحكمته آمان الكنيسة والأقباط جزء لا يتجزأ من أمن المسلمين الذين احاطوها بالرعاية منذ ان فتحت مصر ... وحافظوا على الاديرة والكنائس وصوامع الرهبان .. واحترموا حرية الاقباط فى اقامة شعائرهم بأمان .. بل ويشهد لهم بحسن العشرة والوئام .. محذرا اياهم انه لولا المسلمين لانقض الاستعمار بارسالياته التبشيرية وأزال كنيسة الاقباط وأباد اتباعها من ارض مصر مثلما فعل الرومان المسيحين بأقباط مصر عام 284 ميلادية والذى سمى بعصر الدماء واتخذه الاقباط بداية للتقويم القبطى .. ذكرى لشهداء اسنا واخميم الذين ابيدوا عن آخرهم بسيوف المسيحيين الرومان .. المنتمين لكنيسة روما ( الكنيسة الكاثوليكية الحالية ) .. وكان يرى ان احترام العهود التى اتخذتها الكنيسة مع المسلمين منذ ان فتحت مصر هو واجب دينى يلزمه الخلق المسيحى باحترام العهود وعدم نقضها .. كما كان يرى فى اساليب تلك الجماعة من مكر ونفاق وخداع خلق لا تليق بمسيحى يحترم عهوده مع الرب .. حتى انه قام بتنحية الراهب ( متى المسكين ) معلم الانبا شنودة البطريرك الحالى للاقباط والأب الروحى له .. بعد ان علم الانبا يوساب بالافكار الضالة لهذا الراهب وحقيقة انتمائة لتلك الجماعة .. وكان قد اختاره كاحد الرهبان ليكون وكيلا للبطريركية بالاسكندرية .. وما ان تولى الراهب متى المسكين هذا المنصب و قام بحملة عزل لرجال الدين المخلصين لتعاليم الكنيسة واستبدلهم بمن هم منتمين لافكار جماعة الام القبطية .. وعندما علم الانبا يوساب الثانى بنشاطاته المريبة والتى تتعارض مع قوانين الكنيسة وتعاليم المسيحية قام بمراجعته وعزله عن القيام بلالعمال الهامة فقدم الاب متى استقالته مفصحا عن مخالفته لقوانين الكنيسة وانتمائه لفكر تلك الجماعة ..وكان هذا قبل نهايه عهد الانبا يوساب بعدة شهور .... ولكن مازالت فى تلك الفترة الحرجة من تولى الانبا يوساب كثير من التفاصيل الهامة .. والتى سنسرد احداثها الهامة باذن الله
شهدت فترة حكم الانبا يوساب الثانى مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة القبطية والجماعة المنحرفة الاجرامية المسماه بالامة القبطية .. صراعات تفوق كل الاحتمالات كان لها اسوأ الاثر على الكنيسة والاقباط واحدثت انشقاقات وتصدعات تسببت فى خروج بعض الاقباط عنها وانضمامهم الى كنائس الملل المسيحية الاخرى .. حيث وجدوا بعض الروحانيات المسيحية التى افتقدوها فى كنيستهم الام بعد ان شاعت بها المؤامرات والخطب التحريضية والكراهية لغير القبطى من قبل اعضاء تلك الجماعة المندسين والتى فاق عددهم الكثير .. ورغم هذا الجو المشحون بالصراعات لم ييأس الانبا يوساب واعوانه بل ظلوا على منهجهم فى محاولة استعادة روحانيات الكنيسة والمحافظة على اتباعها والتصدى بكل مالديهم من قوة لافكار تلك الجماعة .. ولم يكن نهج تلك الجماعة اقل قوة واصرارا على التمسك بافكارها واهدافها ولم تكن لتتراجع بعد ان قطعت مسافات طويلة حققت فيها نجاحات و قفزات سريعة للوصول للهدف من منظورها .. واشتدت ضغوط اتباع تلك الجماعة على قيادات الكنيسة بكل السبل ومن كل الجوانب .. محاولين مساومة بطريرك الكنيسة الانبا يوساب الثانى وحاشيته على التصافى بينهم وترك المنازعات التى تضر بالكنيسة و ان يحتفظ بمكانته البابوية بكل رجاله بصورة شكلية ويترك لهم حكم وادارة الامور بها .. على ان تنحصر مهمته ورجاله فى الاهتمام بالامورالروحانية للكنيسة من صلوات واقامة القداس والاعياد وغيرها .. وهى الامور التى تميز بها .. ورفض الانبا يوساب لانه لا يجب ان تكون هناك امور وقوانين اخرى مخترقة تحكم بها الكنيسة من رؤيته غير قوانين وتعاليم المسيحية الارثوذوكسية القبطية والتى دامت قرون منذ ان صيغت على لسان القديس تيمو ساوس بابا الاسكندرية سنة 381 م اى فى القرن الرابع الميلادى .. حين وجهت له اسئلة واصبحت كل اجابة خرجت من فمه هى قانون للكنيسة القبطية والتى اصبحت تسمى بقوانين القديس تيمو ساوس .. والتى حكمت بها الكنيسة القبطية كل تلك القرون الى ان تولاها الاب يوساب .. ورفض بكل قوة المزايدة على تلك القوانين او اختراقها بافكار عنصرية هدامة .. وكان المجلس الملى فى ذلك الوقت مخترق من العلمانيين غير رجال الكنيسة من المتأثريين بافكار جماعة الامة القبطية .. امثال ابراهيم فهمى وحبيب باشا والمنياوى باشا ونخبة من ذوى المناصب والمال واصحاب الاحزاب السياسية الذين يدينون لافكار الجماعة بالولاء والتى بفضلها تمتع كثير منهم بالامتيازات ووصلوا لما هم عليه .. وكانوا يديرون الاوقاف الخاصة بالاقباط ويتحكمون فى الامور المالية الخاصة بدعم الكنيسة .. من رواتب ومصروفات لرعايا الكنيسة من رجال الدين واتباعها الاقباط الفقراء والمحتاجين .. مارسوا الضغوط المالية وحدثت نزاعات بينهم تعدت اسوار الكنيسة .. وفسرت خارجها على انها خلافات كنائسية خاصة بامور ادارية ومالية .. واحاطت تلك الخلافات تعتيم شديد على وجود افكار تلك الجماعة ... ولم يتزعزع الانبا يوساب ولم يسلم لهم مقاليد حكم الكنيسة .. واعتبر تلك الضغوط المالية هو المنهج الشيطانى الذى يمارسه ابليس منذ الازل لافتتان الناس والضغط عليهم بقبول مناهجه والانصياع لاوامره .. وزاده موقفهم وضغوطهم المادية على الاصرار على العمل بقوانين الكنيسة وحث اتباعها على العمل بمقولة ( ليس بالخبز وحده يحى الانسان ) .. وان التبرعات والصدقات التى يدفها الاغنياء للفقراء هو واجب دينى وفريضة ربانية غير مشروطة ولا خاضعة للاهواء ولا وسيلة لاى ضغوط او تقديم اى تنازلات دون اى وجه حق .. وحث اتباع الكنيسة على الصبر على تلك المحن والغمة التى ابتليت بها الكنيسة القبطية .. واستمر على نهجه بمساعديه المخللصين لتعاليم كنيستهم فى تطهير الكنائس والاديرة من اتباع تلك الجماعة المضللة .. غير مبالى بأى ضغوط .. وقام بسحب الاعتراف ببعض الاديرة التى تدار من قبل رهبان تأثروا بتلك الافكار المنحرفة عن المسيحية .. ولم يكن هذا بالشىء الجديد فقد سبق واصدر المجمع المقدس قرارا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حين كان يقيم به فى ذلك الوقت البابا كيرلس السادس مع تلاميذه وانتقالهم احد اديرة وادى القلمون بجوار مدينة مغاغا بالمنيا وكان يسمى وقتها بالقمص ( مينا المتوحد ) وكان يقيم بالدير معلما لتلاميذه ومنهم الراهب (متى المسكين ) وسحب الاعتراف بالاديرة واخرج منه الرهبان .. والبابا كيرلس السادس هو الذى سيأتى فيما بعد خلفا للبابا يوساب الثانى !!!
وكان مع قيام ثورة يوليو ان ازداد الفكر المعادى للغرب ..و جندت اجهزة الدولة الاعلام بكل مؤسساته والمناهج التعليمية والخطب الثورية لترويج و ترسيخ مفهوم العداء لكل ماهو غربى من مؤسسات وانتماءات وذيول استعمارية واعوانهم من اليهود .. فكانت ازهى مراحل جماعة الامة القبطية وفرصتهم الذهبية بكل مقايسها وابعادها للعمل بمقولة ( اطعن عدوك بعدو لكما ) مستغلين عداء الحكومة المصرية للوجود الاجنبى .. وهم بافكارهم المنحرفة عن كنيستهم يكنون العداء للاثنين .. للحكومة وللاجانب .. الحكومة كدولة غالبيتها مسلمة وللاجانب بارساليتهم وكنائسهم واناجيلهم المختلفة .. وكذلك اليهود ألد اعداء الجماعة المسئولين عن صلب يسوع من منظورعقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا الى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم ومازالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل فى سلة واحدة يجب الاطاحة بها .. لذا عمل اعضاء الجماعة المميزين فى المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الاجنبى واظهار انتماءاتهم الوطنية لافكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الارساليات الاجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا فى محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتوستانية والملل الاخرى الى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والاسلام الذى يضمن حماية ا لكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ ان فتحت .. وحرية اتباعها باقامة شعائرهم بها فى آمان .. فكان كعادة اتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة واهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الاجنبى بمصر .. ويتمسحون فى الغرب بمسيحيتهم التى تجعلهم بمنظور الغرب اقرب اليهم من المسلمين حتى لو كانت تلك المسيحية اسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل فى جوهرها عن اختلافاتهم مع الاسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لابعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بايمانهم بالعهد القديم الذى هو لا يتجزأ عن انجيلهم .. وبذلك استطاعوا فى تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه .. وادى خروج الاجانب من مصر الى ان باعوا معظم ممتلاكاتهم باموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين اياهم عن المسلمين لما تربطهم باعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ ان درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات ارسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الاجانب عن بعض تلك الممتلكات للاقباط .. فهم جميعا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم الا انهم اجتمعوا جميعا على عدائهم للاسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الاحداث فى اثناء حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة الارثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة واساليبهم الشيطانية فى النفاق والمكر والخداع ..
مازلنا فى فترة حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة القبطية والتى بدأت فى الاربعينيات وامتدت الى مابعد الثورة .. ومازال الانبا واعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعا بكل جهد وكد للتصدى لافكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا اموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا ان يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. ومازالت ايضا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوى المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعى ذوى الاطماع والطموحات الدنيوية على تمسكهم بأفكار تلك الجماعة التى جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالاضافة الى الاقباط الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين فى وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وازالة ماعداها واسترجاع مصر القبطية المباركة .. وكانت الثورة فى بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء فى العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب اثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الاجنبى وتصفية المؤسسات والشركات الاجنبية واليهودية الممولة لاسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الارساليات واتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة فى مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الاجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذى يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لاكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية التى اعتمدت عليهم فى مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها فى الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الاجنبية الغربية الذين يحتفظ اعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية .. فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها او تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار انها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسى لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة الى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية التى لم تعتمد عليهم كلية لقرب الاسرة المالكة من الوجود الاجنبى .. بالاضافة الى جهل او تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالامور الدينية لا تعنيها .. ولا حتى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ ان فتحت مصر ابان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. ومايهم حكومة الثورة هى المكاسب السياسية والمصالح التى تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة الضالة المسماه بجماعة الامة القبطية .. وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على احداث قطار الصعيد الذى دبره اعضاء جماعة الامة القبطية والذى راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام فى تلك الفترة بين الكنيسة واتباع الامة القبطية ادى الى تدخل سافر من قبل اعضاء ورهبان تلك الجماعة فى شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الانبا يوساب الثانى .. والذى رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه فى منصبا ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتى من اعدائه انه كان زاهدا فى الامور الدنيويه .. ولكن تحديا لطموحات تلك الجماعة المدمرة للقيم والمبادىء المسيحية واحترام العهود مع المسلمين من زمن الفتح الاسلامى لمصر .. وحفظا لامانة المسئوليه عن مسيحى مصر من الاقباط .. وشهد له اقباط تلك الفترة حتى اعدائه بطيبته وصفائه مما زادته قوة رغم ضعف جسده وشيخوخته .. وزادت اعدائه من جماعة الامة القبطية الاجرامية رهبة وخوف من المجرد المساس بشخصه ..
على اقباط مصر
نصارى ومسلمين
هل سمعتم عن جماعة الامة القبطية .. انها اخطر جماعة قبطية متطرفة واكثرها اجراما تحكم كنائس مصر منذ ان تخلصت من الأب يوساب بطريرك الاقباط فى بداية الخمسينات وشطبت اسمه من ذاكرة الاقباط ومن تاريخ الكنيسة .. لينفرد اتباعها بحكم الكنيسة القبطية مبتدعين قوانين مخالفة لمنهج الكنيسة المرقصية الارثوذكسية .. ضاربين بتعاليم المسيحية عرض الحائط ولنبدأ بسرد تاريخهم القذر وافعالهم الاجرامية ليس مع المسلمين قط ولا مع المخالفين للعقيدة الارثوذكسية القبطية من المسيحيين باختلاف مللهم وكنائسهم ولكن مع الاقباط المنتسبين للكنيسة والرهبان والقساوسة وكبار الكهنة المخالفين لمنهجهم المنحرف .. نستعرض تاريخهم الملوث بالاجرام والقتل والتعذيب منذ نشأتها الى الآن
تأسست تلك الجماعة فى اوائل القرن الماضى قبل ثورة 1919 على يد راهب يدعى انطونيوس .. تيمما بابو الرهبانية الانبا انطونيوس مؤسس الرهبانية حسب معتقداتهم ( 251 م _ 356 م ) .. وهو نفس الاسم الذى اختاره الانبا شنودة فى بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا للاقباط .. وكان الراهب انطونيوس مؤسس جماعة الامة القبطية مثل اى راهب من رهبان الاديرة يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه فى الصلاه والعمل وغيرها .. ولكن مع دخول الارساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتوستانية مع الاحتلال الاجنبى لمصر وازدياد تواجدها حدث تغيير كامل فى منهجه الفكرى والعقائدى .. حيث خرج بنظرية فلسفية لخدمة الرب برؤيته مخالفة تماما لتعاليم الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت .. ومناقضة للمسيحية .. فقد دفعته غيرته وقلقه على الكنيسة القبطية وكراهيته لكنائس الغرب الى ان يبتدع فكرا متطرفا يحث به اتباعه على وجوب تصنيف اعداء الكنيسة وترتيبهم تبعا لحجم خطورتهم على وجودها ومن ثم تحديد افضل اساليب التعامل معهم لسحقهم .. لبناء كنيسة قبطية عظيمة واسعة النفوذ استعدادا لاستقبال المسيح فى الايام الاخيرة .. كنيسة يرضى عنها الرب ويبارك جنودها .. ووضع اعداء الكنيسة على الترتيب
_ اليهود باعتبارهم المسئولين عن قتل وصلب المسيح حسب عقيدتهم .. ولم يعلنوا براءتهم وتوبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به
_ الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها ألد اعداء الأقباط وكنيستهم المرقصية منذ ان حكم الرومان بعد اعتناقهم المسيحية كنيسة الاسكندرية فى القرون الاولى للمسيحية وذاق الاقباط على ايديهم ألوان العذاب .. فقداعتبرهم الرومان منحرفين عن المسيحية بخلطها بمعتقدات فرعونية وثنية .. وهم الى الآن يعتقدون ان القبطية مزيج من المسيحية مشوهة بمعتقدات متوارثة عن الفراعنة فهم يسمون باسماء الفراعنة الملعونين فى العهد القديم مثل رمسيس واحمس وغيرهم .. وهم يسمون باسماء آلهه الفراعنة الوثنيين مثل ازيس وحورس وغيرها من الاسماء .. بالاضافة الى مراسم الموت والاربعين والخميس وغيرها واحتفالاتهم باعيادهم .. ووجد الراهب انطونيوس ان توافد ارساليات الكنيسة الكاثوليكية تدل على استمرار اطماعهم فى كنيسة الاسكندرية مما يشكل خطورة على الكنيسة القبطية واتباعها
_ كنيسة البروتوستانت حيث يعتقد الاقباط بكفر تلك الكنيسة الغربية واسعة الانتشار ويعتبرونها كنيسة الشيطان منذ ان أسسها مارتن لوثر ويحرمون الزواج منهم ومن باقى الملل او ارتياد كنائسهم او الصلاه بها
_ كافة ارساليات الكنائس الغربية الاخرى مثل الانجيلين الاولى والسبتيين وغيرها
_ المسلمين منذ دخولهم مصر وتحول الاقباط للديانة الاسلامية ولكنه اعتبرهم اقل خطورة من مسيحى الملل الاخرى المخالفين لشرائع كنيستهم والمشوهين للعقيدة المسيحية بالرؤية الارثوذكسية القبطية .. وحيث لم يمثل المسلمون خطورة على كنائسهم او تحريم شعائرهم مثلما فعل الرومان بهم
قوبلت تلك الفكرة باعتراض ورفض شديد من رهبان وكهنة الكنيسة القبطية .. واعتبره المتدينون انه بتلك البدعة الغريبة والتعاليم المستحدثة يعد خارجا عن المسيحية .. وأصروا على مراجعته ومحاولة تصحيح معتقداته واقناعه بالعدول عن تلك الفلسفات الغريبة حتى لو كانت الدوافع ورائها حبا للكنيسة .. وكان ان تأثر بتلك النزعة الشيطانية عدد قليل من الرهبان .. لفظتهم الكنيسة القبطية واعتبرت افكارهم خروج صريح عن تعاليم المسيحية ودعوة للكراهية والعداء وبداية لكنيسة شيطانية حديثة تحيد باقباط مصر الارثوذوكس بعيدا عن كنيستهم الاصلية ونذير شؤم ودمار وليست بناء لكنيسة الرب كما يزعمون .. وكانت تلك الفكرة العنصرية الشيطانية بداية لحدوث تصدع وانشقاق داخل الكنيسة القبطية الام .. رغم تناولهم لتلك الاحداث فى سرية تامة ..
بدأت الفجوة تتسع بين افكار تلك الجماعة المتطرفة فكريا ( جماعة الامة القبطية ) وبين التعاليم المسيحية التى يعمل بها رجال الكنيسة القبطية .. وبدأت المواعظ تنتشر داخل الكنائس تحث الاقباط على عدم التاثر بتلك الافكار الهدامة التى تصل اليهم عن طريق اتباع تلك الجماعة المضللة على ان تظل تلك الامور سرا لا تناقش خارج الكنائس .. وازداد أعضاء تلك الجماعة المتطرفة حيث ساهمت تلك السرية فى تقليص حجم التصدى لها من قبل أجهزة الدولة لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية ( داخل الكنيسة ) .. وأدى الانشقاق بالراهب انطونيوس الى تأسيس دير فى اقاصى الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته .. ومهمته تفريخ معلمين جدد لنشر تعاليم الجماعة واجتذاب الشباب المتحمس لقبطيته والكاره لسواها .. ومع ازدياد الارساليات التبشيرية للكنائس الغربية بدأت اعداد تلك الجماعة فى ازدياد .. وبدأت اساليبهم تأخذ محورين الدعوة لافكار الجماعة والعمل بتلك الافكار .. فظهرت أول ثمارها اثناء ثورة 1919 حيث بدأ بعض رجال الكنيسة القبطية المتأثريين بافكار تلك الجماعة بالاهتمام بالامور السياسية والمشاركة فى الثورات .. والتى كانت تراها قيادات الكنيسة القبطية بدايه للخروج عن تعاليم الرب تبعا للنظرة المسيحية التى تفصل بين ماهو للرب وماهو لقيصر حتى لا تساق روحانيه المسيحية الى نزعات دنيوية باسم السياسة او الطموحات المادية .. ولم تعبأ الجماعة باستنكارات الكنيسة القبطية الام ولم تبد اهتمام لاعتراض قيادات الكنيسة على تلك الافكار .. ثم شاع المفهوم المبتدع والمستحدث بين اعضاء الجماعة القبطية القائل ( اطعن عدوك بخنجره .. أو بعدو لكما ) .. فالعدو الأول والرئيسى هو الارساليات التى تسعى لاستعادة كنيسة الاسكندرية من الاقباط وتعمل بجد وتنفق الكثير لتعميمها فى كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الاسلام والمسلمين .. والتى كان لدخول الاسلام أرض الكنانة مصر عظيم الاثر فى تقلص اتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديا.. رغم ان الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين فى جوهره يفوق عدائهما للاسلام مجتمعين لابعد الحدود .. وبدأ اعضاء جماعة الامة القبطية دراسة اساليب الارساليات والاستفادة منها فى طعنها بنفس الخنجر .. فالارساليات الكاثوليكية و الانجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم اناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحى مصر من الاقباط ببناء المدرس وتدريس اللغات الاجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ... وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية ابناءها بأن ينئوا بانفسهم بعيدا عن تلك الارساليات بكل اغراءاتها ومدارسها وافكارها .. اعتبرت جماعة الامة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الامكانيات التى تنفقها الارساليات دون التأثر بافكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات التى تنفقها تلك الارساليات على مدارس ومستشفيات الارساليات دون الاستدراج الى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الاقباط ببطلان عقائد كنائس تلك الارساليات دو ن اظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية .. وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الامة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة التى رأت فى الاستفادة من امكانيات الارساليات التى تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الارثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم واطماعهم .. ومرة اخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الامة القبطية ) المتطرفة باساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والتى ازداد اتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة التى تكتفى بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الامور من منظور قيادات واتباع جماعة الامة القبطية المنشقة والمتطرفة ..
ازدادت حدة الصراع بين اتباع جماعة الامة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية التى اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتى وصلت الامور بينهما الى مايشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ماهو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الامة القبطية التى انضم اليها الكثير من الأقباط حيث وجد اتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع اطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الاجنبية التابعة للارساليات طبقة كبيرة من الاقباط تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطى بل والمصرى فى اتقانهم للغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الارساليات الغربية التبشيرية وصلت الى حد اعفاء معظم الدارسين الاقباط من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية فى اجتذاب الاقباط بعيدا عن كنيستهم الأم .. وقد ساهمت تلك الامتيازات والشهادات التى حصل عليها اتباع جماعة الامة القبطية خريجى تلك المدارس والجامعات فى اعتلائهم الوظائف الهامة وتوفير مكانة اجتماعية مرموقة لهم وصلت الى حد السيطرة على عصب الاقتصاد والسياسة فى الدولة وتقوية جسور قوية للعلاقات الخارجية مع الجهات الاجنبية ساهمت فى قيامهم بدور الوسيط بين اجهزة الدولة بقيادتها وجهات معنية فى دول الغرب .. فهم اتقن للغات واقرب بالانتماء للمسيحية من المسلمين حتى لو كان هذا الانتماء اسميا صوريا من منظور الكنيسة الغربية ورغم وجود خلافات جوهريه بين الكنيسة القبطية وكنائس الغرب لاتقل عن العداء بين المسيحية والاسلام من منظورهم ايضا .. خلافات تصل لحد العداء والكراهية بين تلك الكنائس وتكفير كل منهم للآخر واتهامه بالخروج عن المسيحية وتحريفها .. ووجدت قيادات جماعة الامة القبطية فى ذلك نصرا ساحقا قفز بالاقباط خطوات متقدمة ونقلة ناجحة بكل المقاييس لافكار الجماعة .. اعتبرت الكنيسة القبطية ان هذا النجاح كاذب خادع مشوه وان افتتان قبطى واحد بتعاليم تلك الارساليات واتباعه لكنيسة غربية ضالة هى خسارة كبيرة للكنيسة القبطية .. بينما رأت قيادات جماعة الأمة القبطية ان افتتان بعض الاقباط بالارساليات وخروجهم عن الكنيسة القبطية ليس بالخسارة الكبيرة اذا ماقورنت بالامتيازات والمكاسب التى حققتها الجماعة بالاستفادة من امكانيات تلك الارساليات .. وبذلك تم طعن العدو بخنجره .. الاستفادة من امواله للارتقاء وطعنه بالعمل ضده .. وبدأت جماعة الأمة القبطية تخطو خطوات سريعة فى سنوا ت معدودة لتعميم نفوذها وتوسيع دائرة افكارها لبسط سيطرتها على الكنيسة القبطية بالتمادى فى ابتداع الاساليب الماكرة للوصول للهدف .. فرفعوا شعار يوحنا المعمدان ( مهدوا الطريق لقدوم الرب ) .. ولقى هذا النداء صدى كبيرا من الاستجابة فى اوساط المجتمع القبطى وكان حافزا على انضمام اعداد هائلة من الاقباط الارثوذكس الى الجماعة .. كما ساهم نفوذ اتباع الجماعة من ذوى المناصب الكبيرة بالدولة الى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطى اليهم لاتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الامة القبطية ملجأ وملاذ لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته مما زاد نفوذها والثقة بها ..
ورغم ان قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب انطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. الا ان دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالاسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الأقباط المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ ان فتحت مصر .. ورأى الكثير ان الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والافكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى الى انهيار العلاقات الطيبة مع اخوانهم من المصريين المسلمين والتى دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فان دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة واتباعها المتمسكين بتعاليمها .. فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة الى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطى الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثى التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة فى ذلك الوقت و البعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الدينى بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم فى طموحاتهم وتحقيق الذات .. واصبح هناك عامل أساسى يجمع بين أعضاء واتباع الامة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة انقاذها من انياب اعدائها .. لذا فان دافع العداء لغير القبطى الارثوذوكسى هو الوازع الأساسى وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف .. حتى أخذهم التطرف الى تصور انهم جنود يسوع الذى وكل اليهم مهمة استعادة كنيسة الرب فى مصر واعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من اى وجود سواها .. وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الاقباط من مثقفى مصر وذوى المناصب العليا فى شتى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الاقباط هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ( جماعة الأمة القبطية ) .. بل من الاعضاء المهمين الذين يوكل اليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة .. فمعظم الاقباط أصحاب الاموال والنفوذ ان لم يكن كلهم هم من الاعضاء المهمين الممولين لنشاطات جماعة الامة القبطية وهم اعمدة هامة فى ثبات تلك الجماعة .. ومنهم الكثير من الاسماء المشهورة ذائعة الصيت من الاقباط داخل وخارج مصر فى جميع المجالات بما فيها الفن والاعلام والسياسة والاتصالات والاقتصاد .. بل ويصعب على الكثير التصديق أو مجرد تصور ان معظم قيادى الكنيسة القبطية الحالية هم من تلامذة قيادى جماعة الأمة القبطية .. وكانوا من هذه النوعية من الشباب المتحمس لقبطيته المنتمى للتيارات الفكرية المختلفة وكانوا يعملون فى مجالات بعيدة عن الدين فكان من السهل التأثير عليهم وتأهيلهم للقيام بأدوار هامة لخدمة أهداف الجماعة ومنهم .. عازر يوسف عطا والذى اصبح فيما بعد البابا ( كيرلس السادس ) وكان يعمل فى مجال السياحة وهى ابعد مجال عن الاهتمامات الدينية وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الامة القبطية .. واصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم واصبح له تلامذه ومنهم .. الدكتور سعد عزيز ( الأب متى المسكين ) فيما بعد والذى كان بعيدا عن الدين وكان منجذب للفكر الشيوعى ويعمل صيدلى ويمتلك صيدلية بمدينة دمنهور .. واعتنق فكر الجماعة واصبح احد تلامذة عازر يوسف عطا ( البابا كيرلس ) .. ثم اصبح معلما فيما بعد لتلامذة اكثر عنصرية لافكار جماعة الامة القبطية ومنهم .. نظير جيد ( الانبا شنودة ) بابا الاقباط حاليا وهو احد التلامذة التسع للاب متى المسكين فى دير السريان وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ .. وجميعهم احدثوا انقلابا شاملا لم يحدث من قبل فى تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية ... وبذلك حلت تعاليم الأمة القبطية محل تعاليم المسيحية الارثوذكسية للكنيسة القبطية ..
نستعرضها باذن الله تعالى
كان لنجاح رهبان الأديرة ( المنتمين لفكر جماعة الامة القبطية ) فى اجتذاب عدد من الجامعين والمثقفين واصحاب النفوذ وكذلك رجال الدين اسوأ الاثر على سلطة الكنيسة القبطية .. واستطاعوا اختراقها والتأثير على قراراتها بممارسة كافة الضغوط عليها .. سواء شعبية من قبل الاقباط الذين اعتنقوا افكار الجماعة .. او بالضغوط المالية من الطبقات المميزة من الباشوات المسيحين الاقباط وأصحاب النفوذ والمال وذوى المناصب الرفيعة بالدولة الذين تربوا على ايدى ومناهج قيادات جماعة الامة القبطية .. حتى وصلت نفوذ تلك الجماعة للتدخل فى اختيار البطريرك .. وكان القمص سرجيوس المعروف فى تاريخ ثورة 1919 وصاحب صحيفة ( المنارة المرقصية ) ثم ( المنارة المصرية ) من اقطاب المتحمسين لفكر الجماعة .. وامعانا فى التضليل اطلقت الجماعة مفهوم الاصلاحيين على اعضائها لتعطى لتواجدها الحق فى التدخل فى شئون الكنيسة .. ونجحوا بمساعديهم من رجال الدين داخل الكنيسة من ترشيح الانبا مكاريوس 1942 .. ولكن خابت ظنونهم وآمالهم فيه فلم يكن على قناعة بأفكارهم ولم يكن من السهل عليه تفضيل تلك الافكار العنصرية الهدامة والاساليب الماكرة على التعاليم المسيحية ..واحتد الخلاف بينهم الى ان ترك منصب البابوية زاهدا فى المنصب واقام بقية عمره فى احد الاديرة حتى توفى بعدها بسنوات قليلة .. واستعاد رجال الكنيسة الام من المحافظين على تعاليم المسيحية القبطية بعض نفوذهم وانتخبوا الاب يوساب الثانى بطريركا للكنيسة القبطية لورعه واخلاصه لتعاليم الكنيسة .. وكانت تلك المرحلة من اسوأ مراحل جماعة الأمة القبطية وأيضا من أخطر الفترات فى تاريخ الكنيسة الاورثوذكسية القبطية .. والتى دفع الأنبا يوساب الثانى حياته ثمنا لرفضه تعاليم تلك الجماعة الاجرامية .
ومن منظور جميع المخلصين لتعاليم المسيحية الارثوذكسية القبطية وكل المعاصرين لفترة الانبا يوساب الثانى من الاقباط سواء مما اتفقوا معه فى حكمته وورعه فى قيادته للكنيسة أو ممن اختلفوا معه من هؤلاء المنتمين لافكار الجماعة فان احدا لم يستطع ان ينكر عليه طيبته وخلقة الكريمة وورعه فى الصلوات ونقاء وصفاء قلبه .. لم يجرأ احد من اعداءه على التطاول عليه بالوصف او الذم مثلما فعلوا بالبطاركة قبله ممن تصدوا لهم .. أو ان ينال من صفاته بشىء ..ورغم ضعف صورته وهيئته وكبر سنه الا ان تاريخ الكنيسة يشهد له بالجهد الكبير الذى بذله والذى يفوق امكانياته الصحية وشيخوخته للتصدى لتلك الجماعة بكل ما أوتى من قوة وجهد واصرار على استعادة و ترسيخ تعاليم المسيح بالكنيسة وازالة كل ماتعلق بالاذهان من تعاليم تلك الفئة الضالة .. فقام باختيار مساعديه وحاشيته من رجال الدين الابرار الذين لم تلوث عقولهم وقلوبهم بتعاليم تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وقام بتطهير الكنائس والاديرة من شرذمة تلك الجماعة التى استطاعت اختراقها والتأثير على المجتمع القبطى لحد ان اعضاء تلك الجماعة المنتمين لفكرها المريض كاد ان يقارب المليون وهو عدد رهيب بالقياس لتلك الفترة والتى يقترب من عدد الاقباط كلهم .. وكان لا يتكاسل عن تنحية اى راهب أو رجل دين مهما كانت مكانته الكهنوتية .. قام باعادة الخطاب الدينى الروحانى الذى يعيد للمسيحين الاقباط الصفاء بدلا من تلك الخطابات التحريضية التى انتشرت من قبل أعوان تلك الجماعة .. وكان يرى بحكمته آمان الكنيسة والأقباط جزء لا يتجزأ من أمن المسلمين الذين احاطوها بالرعاية منذ ان فتحت مصر ... وحافظوا على الاديرة والكنائس وصوامع الرهبان .. واحترموا حرية الاقباط فى اقامة شعائرهم بأمان .. بل ويشهد لهم بحسن العشرة والوئام .. محذرا اياهم انه لولا المسلمين لانقض الاستعمار بارسالياته التبشيرية وأزال كنيسة الاقباط وأباد اتباعها من ارض مصر مثلما فعل الرومان المسيحين بأقباط مصر عام 284 ميلادية والذى سمى بعصر الدماء واتخذه الاقباط بداية للتقويم القبطى .. ذكرى لشهداء اسنا واخميم الذين ابيدوا عن آخرهم بسيوف المسيحيين الرومان .. المنتمين لكنيسة روما ( الكنيسة الكاثوليكية الحالية ) .. وكان يرى ان احترام العهود التى اتخذتها الكنيسة مع المسلمين منذ ان فتحت مصر هو واجب دينى يلزمه الخلق المسيحى باحترام العهود وعدم نقضها .. كما كان يرى فى اساليب تلك الجماعة من مكر ونفاق وخداع خلق لا تليق بمسيحى يحترم عهوده مع الرب .. حتى انه قام بتنحية الراهب ( متى المسكين ) معلم الانبا شنودة البطريرك الحالى للاقباط والأب الروحى له .. بعد ان علم الانبا يوساب بالافكار الضالة لهذا الراهب وحقيقة انتمائة لتلك الجماعة .. وكان قد اختاره كاحد الرهبان ليكون وكيلا للبطريركية بالاسكندرية .. وما ان تولى الراهب متى المسكين هذا المنصب و قام بحملة عزل لرجال الدين المخلصين لتعاليم الكنيسة واستبدلهم بمن هم منتمين لافكار جماعة الام القبطية .. وعندما علم الانبا يوساب الثانى بنشاطاته المريبة والتى تتعارض مع قوانين الكنيسة وتعاليم المسيحية قام بمراجعته وعزله عن القيام بلالعمال الهامة فقدم الاب متى استقالته مفصحا عن مخالفته لقوانين الكنيسة وانتمائه لفكر تلك الجماعة ..وكان هذا قبل نهايه عهد الانبا يوساب بعدة شهور .... ولكن مازالت فى تلك الفترة الحرجة من تولى الانبا يوساب كثير من التفاصيل الهامة .. والتى سنسرد احداثها الهامة باذن الله
شهدت فترة حكم الانبا يوساب الثانى مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة القبطية والجماعة المنحرفة الاجرامية المسماه بالامة القبطية .. صراعات تفوق كل الاحتمالات كان لها اسوأ الاثر على الكنيسة والاقباط واحدثت انشقاقات وتصدعات تسببت فى خروج بعض الاقباط عنها وانضمامهم الى كنائس الملل المسيحية الاخرى .. حيث وجدوا بعض الروحانيات المسيحية التى افتقدوها فى كنيستهم الام بعد ان شاعت بها المؤامرات والخطب التحريضية والكراهية لغير القبطى من قبل اعضاء تلك الجماعة المندسين والتى فاق عددهم الكثير .. ورغم هذا الجو المشحون بالصراعات لم ييأس الانبا يوساب واعوانه بل ظلوا على منهجهم فى محاولة استعادة روحانيات الكنيسة والمحافظة على اتباعها والتصدى بكل مالديهم من قوة لافكار تلك الجماعة .. ولم يكن نهج تلك الجماعة اقل قوة واصرارا على التمسك بافكارها واهدافها ولم تكن لتتراجع بعد ان قطعت مسافات طويلة حققت فيها نجاحات و قفزات سريعة للوصول للهدف من منظورها .. واشتدت ضغوط اتباع تلك الجماعة على قيادات الكنيسة بكل السبل ومن كل الجوانب .. محاولين مساومة بطريرك الكنيسة الانبا يوساب الثانى وحاشيته على التصافى بينهم وترك المنازعات التى تضر بالكنيسة و ان يحتفظ بمكانته البابوية بكل رجاله بصورة شكلية ويترك لهم حكم وادارة الامور بها .. على ان تنحصر مهمته ورجاله فى الاهتمام بالامورالروحانية للكنيسة من صلوات واقامة القداس والاعياد وغيرها .. وهى الامور التى تميز بها .. ورفض الانبا يوساب لانه لا يجب ان تكون هناك امور وقوانين اخرى مخترقة تحكم بها الكنيسة من رؤيته غير قوانين وتعاليم المسيحية الارثوذوكسية القبطية والتى دامت قرون منذ ان صيغت على لسان القديس تيمو ساوس بابا الاسكندرية سنة 381 م اى فى القرن الرابع الميلادى .. حين وجهت له اسئلة واصبحت كل اجابة خرجت من فمه هى قانون للكنيسة القبطية والتى اصبحت تسمى بقوانين القديس تيمو ساوس .. والتى حكمت بها الكنيسة القبطية كل تلك القرون الى ان تولاها الاب يوساب .. ورفض بكل قوة المزايدة على تلك القوانين او اختراقها بافكار عنصرية هدامة .. وكان المجلس الملى فى ذلك الوقت مخترق من العلمانيين غير رجال الكنيسة من المتأثريين بافكار جماعة الامة القبطية .. امثال ابراهيم فهمى وحبيب باشا والمنياوى باشا ونخبة من ذوى المناصب والمال واصحاب الاحزاب السياسية الذين يدينون لافكار الجماعة بالولاء والتى بفضلها تمتع كثير منهم بالامتيازات ووصلوا لما هم عليه .. وكانوا يديرون الاوقاف الخاصة بالاقباط ويتحكمون فى الامور المالية الخاصة بدعم الكنيسة .. من رواتب ومصروفات لرعايا الكنيسة من رجال الدين واتباعها الاقباط الفقراء والمحتاجين .. مارسوا الضغوط المالية وحدثت نزاعات بينهم تعدت اسوار الكنيسة .. وفسرت خارجها على انها خلافات كنائسية خاصة بامور ادارية ومالية .. واحاطت تلك الخلافات تعتيم شديد على وجود افكار تلك الجماعة ... ولم يتزعزع الانبا يوساب ولم يسلم لهم مقاليد حكم الكنيسة .. واعتبر تلك الضغوط المالية هو المنهج الشيطانى الذى يمارسه ابليس منذ الازل لافتتان الناس والضغط عليهم بقبول مناهجه والانصياع لاوامره .. وزاده موقفهم وضغوطهم المادية على الاصرار على العمل بقوانين الكنيسة وحث اتباعها على العمل بمقولة ( ليس بالخبز وحده يحى الانسان ) .. وان التبرعات والصدقات التى يدفها الاغنياء للفقراء هو واجب دينى وفريضة ربانية غير مشروطة ولا خاضعة للاهواء ولا وسيلة لاى ضغوط او تقديم اى تنازلات دون اى وجه حق .. وحث اتباع الكنيسة على الصبر على تلك المحن والغمة التى ابتليت بها الكنيسة القبطية .. واستمر على نهجه بمساعديه المخللصين لتعاليم كنيستهم فى تطهير الكنائس والاديرة من اتباع تلك الجماعة المضللة .. غير مبالى بأى ضغوط .. وقام بسحب الاعتراف ببعض الاديرة التى تدار من قبل رهبان تأثروا بتلك الافكار المنحرفة عن المسيحية .. ولم يكن هذا بالشىء الجديد فقد سبق واصدر المجمع المقدس قرارا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حين كان يقيم به فى ذلك الوقت البابا كيرلس السادس مع تلاميذه وانتقالهم احد اديرة وادى القلمون بجوار مدينة مغاغا بالمنيا وكان يسمى وقتها بالقمص ( مينا المتوحد ) وكان يقيم بالدير معلما لتلاميذه ومنهم الراهب (متى المسكين ) وسحب الاعتراف بالاديرة واخرج منه الرهبان .. والبابا كيرلس السادس هو الذى سيأتى فيما بعد خلفا للبابا يوساب الثانى !!!
وكان مع قيام ثورة يوليو ان ازداد الفكر المعادى للغرب ..و جندت اجهزة الدولة الاعلام بكل مؤسساته والمناهج التعليمية والخطب الثورية لترويج و ترسيخ مفهوم العداء لكل ماهو غربى من مؤسسات وانتماءات وذيول استعمارية واعوانهم من اليهود .. فكانت ازهى مراحل جماعة الامة القبطية وفرصتهم الذهبية بكل مقايسها وابعادها للعمل بمقولة ( اطعن عدوك بعدو لكما ) مستغلين عداء الحكومة المصرية للوجود الاجنبى .. وهم بافكارهم المنحرفة عن كنيستهم يكنون العداء للاثنين .. للحكومة وللاجانب .. الحكومة كدولة غالبيتها مسلمة وللاجانب بارساليتهم وكنائسهم واناجيلهم المختلفة .. وكذلك اليهود ألد اعداء الجماعة المسئولين عن صلب يسوع من منظورعقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا الى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم ومازالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل فى سلة واحدة يجب الاطاحة بها .. لذا عمل اعضاء الجماعة المميزين فى المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الاجنبى واظهار انتماءاتهم الوطنية لافكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الارساليات الاجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا فى محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتوستانية والملل الاخرى الى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والاسلام الذى يضمن حماية ا لكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ ان فتحت .. وحرية اتباعها باقامة شعائرهم بها فى آمان .. فكان كعادة اتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة واهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الاجنبى بمصر .. ويتمسحون فى الغرب بمسيحيتهم التى تجعلهم بمنظور الغرب اقرب اليهم من المسلمين حتى لو كانت تلك المسيحية اسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل فى جوهرها عن اختلافاتهم مع الاسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لابعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بايمانهم بالعهد القديم الذى هو لا يتجزأ عن انجيلهم .. وبذلك استطاعوا فى تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه .. وادى خروج الاجانب من مصر الى ان باعوا معظم ممتلاكاتهم باموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين اياهم عن المسلمين لما تربطهم باعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ ان درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات ارسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الاجانب عن بعض تلك الممتلكات للاقباط .. فهم جميعا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم الا انهم اجتمعوا جميعا على عدائهم للاسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الاحداث فى اثناء حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة الارثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة واساليبهم الشيطانية فى النفاق والمكر والخداع ..
مازلنا فى فترة حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة القبطية والتى بدأت فى الاربعينيات وامتدت الى مابعد الثورة .. ومازال الانبا واعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعا بكل جهد وكد للتصدى لافكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا اموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا ان يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. ومازالت ايضا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوى المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعى ذوى الاطماع والطموحات الدنيوية على تمسكهم بأفكار تلك الجماعة التى جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالاضافة الى الاقباط الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين فى وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وازالة ماعداها واسترجاع مصر القبطية المباركة .. وكانت الثورة فى بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء فى العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب اثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الاجنبى وتصفية المؤسسات والشركات الاجنبية واليهودية الممولة لاسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الارساليات واتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة فى مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الاجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذى يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لاكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية التى اعتمدت عليهم فى مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها فى الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الاجنبية الغربية الذين يحتفظ اعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية .. فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها او تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار انها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسى لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة الى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية التى لم تعتمد عليهم كلية لقرب الاسرة المالكة من الوجود الاجنبى .. بالاضافة الى جهل او تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالامور الدينية لا تعنيها .. ولا حتى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ ان فتحت مصر ابان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. ومايهم حكومة الثورة هى المكاسب السياسية والمصالح التى تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة الضالة المسماه بجماعة الامة القبطية .. وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على احداث قطار الصعيد الذى دبره اعضاء جماعة الامة القبطية والذى راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام فى تلك الفترة بين الكنيسة واتباع الامة القبطية ادى الى تدخل سافر من قبل اعضاء ورهبان تلك الجماعة فى شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الانبا يوساب الثانى .. والذى رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه فى منصبا ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتى من اعدائه انه كان زاهدا فى الامور الدنيويه .. ولكن تحديا لطموحات تلك الجماعة المدمرة للقيم والمبادىء المسيحية واحترام العهود مع المسلمين من زمن الفتح الاسلامى لمصر .. وحفظا لامانة المسئوليه عن مسيحى مصر من الاقباط .. وشهد له اقباط تلك الفترة حتى اعدائه بطيبته وصفائه مما زادته قوة رغم ضعف جسده وشيخوخته .. وزادت اعدائه من جماعة الامة القبطية الاجرامية رهبة وخوف من المجرد المساس بشخصه ..
تعليق