هل يجوز المفاضلةُ بيْنَ نبي ونبي على وجه التعيين ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د.أمير عبدالله مسلم اكتشف المزيد حول د.أمير عبدالله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 13 (0 أعضاء و 13 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11252
    • طبيب
    • مسلم

    هل يجوز المفاضلةُ بيْنَ نبي ونبي على وجه التعيين ؟

    هل يجوز المفاضلةُ بيْنَ نبيٍّ ونبي؟!!.. وما حُكْمُ ذلِكَ؟!

    حُكمُ المفاضلةِ على سبيلِ التخصيصِ : النهيُ ... فلا يجوز المفاضلةُ بيْنَ نبيٍّ ونبي ... وإن كانَ هناكَ بعْضُ التفصيلِ نتعرّضُ له فيما يلي.

    نهى رسولُ اللهِ صلى اللهٌ عليْهِ وسلّمَ عن التفضيلِ على سبيل التخصيص .. فلا يجوزُ المفاضلةِ بيْنَ نبيٍّ ونبي على وجْهِ التخْصيصِ (فاضل ومفضول) , وهذا صريحُ نص السنة الصحيحة التي وردت بالنهي ... وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم بالفضائِل والفواضلِ , بما لا يحتاج معه أن يُقارنَ بغيره , فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه و سلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن ...


    بينما يجوزُ التفضيلُ على سبيلِ العموم كأن يقال محمد صلى الله عليه وسلم أشرَفُ الخلْقِ ,وسيدُ ولدِ آدم ... فهذا مجمع عليْهِ معلوم من الدينِ بالضرورة .... وعليْهِ إجْماعُ الأمةِ سلفِها وخلفها .. ونعْلَمُ يقيناً فضْلَ الرسولِ على النبي , وفضْلَ ابراهيمَ عليْهِ السلام بعد رسولِ الله صلى اللهُ عليْهِ وسلّم , وفضْلَ أولي العزْمِ على غيرِهِم من الرُّسُل.





    أما نصوص النهيِ عن تعيين المفضول " النبي أفضل من النبي كذا ":


    1- فقد ثبُت في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله"[1]


    2- وثبت أيضا في حديث أبي سعيد المتفق عليه: "لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة"[2] الحديث


    3- وفي رواية: "لا تفضلوا بين أنبياء الله" .. " لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السموات و من في الأرض إلا ما شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي و لا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى "[3].


    4- وفي رواية: "لا تخيروني من بين الأنبياء" .






    الجمْعُ بيْنَ قوله صلى الله عليْهِ وسلّم "أنا سيِّدُ ولد آدم ولا فخر" , وقولهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ "لا تخيروني من بين الأنبياء"


    ومع ذلِكَ النهي الصريحِ ... إلا أن هناكَ أقوامٌ اسْتَشْكلوا الجمْعَ بيْنَ قولِ النبيِّ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم "أنا سيِّدُ ولد آدم ولا فخر" , و قول الله تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " , مِن جهةٍ , وبينَ وبين قول الله تعالى "لا نفرق بين أحدٍ من رسله" , و قولهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ"لا تخيروني من بين الأنبياء" ..... فخرجوا من حلِّ هذا الإشْكال إلى آراء :

    أ ) بعضهم أجاز المفاضلةَ مُطْلقاً (عموماً وخصوصاً بالتعيين ) بدعوى نسْخِ النهيِ بلا علمٍ ولا نصٍ أو دليل ... وفيهِ نظر

    ب) وبعضهم منع المفاضلةَ مُطْلقاً (عموماً وخصوصاً )مع الإعتِقادِ بالأفضلية دون التعرض لها (ابوالعباس القرطبي)

    ج) وفريقُ على نهي رسولِ الله عن المفاضلة بالتخصيصِ والتعيين , وإن أجازوها في حدودٍ :

    1- فمنهم من أجازها إذا دُفِعَ توهُّمُ النقْصِ بيْنَ الفاضِلِ والمفْضولِ.

    2- ومنهم من أجازها إذا لم يكُن المقامُ مقامَ جدلٍ أو مخاصمة أو عصبية أو قولٍ بالرأي والهوى.

    3- ومنهم من أجازها إن لم تكُن المفاضلةُ في الأعمال ومقامِ النبوةِ .

    4- وأن تكونَ المفاضلةُ فيما ثبُتَ بالنصِّ مما منحهم الله وشرفهم به من فضائِلَ ... كأفضلِيّةِ أولي العزم .. أو أفضلِيّةِ نبي اللهِ ابراهيم بأن اتخذه الله خليلا ... أو تفضيلُ المسيحِ بكلامِهِ في المهْدِ ... أو أن تفضيلُ النبي بما أعطِيَ من فضائِلَ لم يُعْطَها غيْرُه ... وذلِكَ قولُ اللهِ تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } (253 )



    ونخْتِمُ هذه الرسالة والرد على هذا التعارُضِ المزْعومِ بقوْلِ الشوْكانِيِّ رحِمَهُ الله:

    " القرآن دل على أن الله فضل بعض أنبيائه على بعض وذلك لا يستلزم أنه يجوز لنا أن نفضل بعضهم على بعض فإن المزايا التي هي مناط التفضيل معلومة عند الله لا تخفى عليه منها خافية وليست بمعلومة عند البشر فقد يجهل أتباع نبي من الأنبياء بعض مزاياه وخصوصياته فضلا عن مزايا غيره والتفضيل لا يجوز إلا بعد العلم بجميع الأسباب التي يكون بها هذا فاضلا وهذا مفضولا لا قبل العلم ببعضها أو بأكثرها أو بأقلها فإن ذلك تفضيل بالجهل وإقدام على أمر لا يعلمه الفاعل له وهو ممنوع منه فلو فرضنا أنه لم يرد إلا القرآن في الإخبار لنا بأن الله فضل بعض أنبيائه على بعض لم يكن فيه دليل على أنه يجوز للبشر أن يفضلوا بين الأنبياء فكيف وقد وردت السنة الصحيحة بالنهي عن ذلك ؟

    وإذا عرفت هذا علمت أنه لا تعارض بين القرآن والسنة بوجه من الوجوه :
    فالقرآن فيه الإخبار من الله بأنه فضّل بعض أنبيائه على بعض والسنة فيها النهي لعباده أن يفضلوا بين أنبيائه فمن تعرض للجمع بينهما زاعما أنهما متعارضان فقد غلط غلطا بينا .... وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل والفواضل فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه و سلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن" ( الإمام الشوكاني "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير" 1/406


    وسيأتي تفصيلُ كُلِّ ما سبقَ في الرسائِلِ التالية ....



    أخيراً بقِيَ أن نُبيِّنَ أن في الحديثِ في المفاضلة مع أهلِ الكِتابِ مقامات .. فقَدْ يَكُونُ:

    1- ببيان فضله صلى الله عليه وسلم وصلاحِهِ .... إذَا كَانَ الْمُخَاطَبُ من غير ملة الإسْلامِ ويَدَّعِي أَوْ يَظُنُّ فَسَادَهُ

    2- ومقامٌ يجِبُ فيهِ بيانُ أَنَّ غَيْرَهُ لَيْسَ أَفْضَلَ مِنْهُ بالتنظيرِ من كُتُبِهِم أو كتبنا بدفْعِ شبهاتِهِم .

    3- و مَقَامٍ يُدْفَعُ بِهِ شُبْهة ويُبَيِّنُ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ .

    4- و مَقَامٌ نُبَيِّنُ صِدْقَهُ وَصِحَّةَ رِسَالَتِهِ .

    5- ومقامٌ نُبَيِّنُ أَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فخْر .


    وهكذا يتنوع الخِطاب بِحَسَبِ حَالِ الْمُخَاطَبِ .
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 17 سبت, 2024, 08:55 م.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11252
    • طبيب
    • مسلم

    #2
    (2)
    نبْذةٌ من أقوالِ العلماء سلفاً وخلفاً على تاكيدِ النهي عن التفضيل الخاص :


    قال الإمام أبوجعفر الطحاوي في شرْحِ معاني الآثار[4] تحت باب التخيير بين الأنبياء :
    " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَذَهَبَ قَوْمٌ إلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالتَّخْيِيرِ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ فَيُقَالُ : إنَّ فُلَانًا خَيْرٌ مِنْ فُلَانٍ ، عَلَى مَا جَاءَ مِمَّا كَانَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ .وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ ، فَكَرِهُوا التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ .... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ " لَا تُفَضِّلُوا " , فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضَّلَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ . وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ { لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى مُوسَى } ... فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضِّلُوهُ عَلَى مُوسَى ..........فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ ، تَفْضِيلَهُ عَلَيْهِ ..... فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التخيير بينه وبين أحد من الأنبياء بعينه وأخبر بفضيلة لكل من ذكره منهم لم تكن لغيره .. وفي الآثار الأخر تفضيل نبي على نبي ففي تفضيل أحدهم بعينه على آخر منهم إزراء على المفضول وليس في تفضيل رجل على الناس إزراء على أحد منهم هذا يحتمل أن يكون هو المعنى حتى لا تتضاد هذه الآثار"




    وقال أبو العباس القرطبي الإمام المحدث الحافِظ :
    " ولا يقال النبي أفضل من الأنبياء كلهم ولا من فلان ولا خير، كما هو ظاهر النهي لما يتوهم من النقص في المفضول وإن كان غير معين؛ ولأن النبوة خصلة واحدة لا تفاضل فيها ؛ وإنَّما تفاضلوا بأمور غيرها كما بيَّناه قبل هذا الباب . لأن النهي اقتضى منه منع إطلاق اللفظ لا منع اعتقاد ذلك المعنى؛ فإن الله تعالى أخبر بأن الرسل متفاضلون، كما قال تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ، ومع ذلك فلا نقول : نبينا خير من الأنبياء ، ولا من فلان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نهى عنه ، وتأدبًا بأدبه ، وعملاً باعتقاد ما تضمنه القرآن من التفضيل , ورفعا لما يتوهم من المعارضة بين السُّنَّة والتنزيل."[5]....



    وقال الإمام القرطبي المُفسِّر في تفسير قوْلِهِ تعالى": تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " :
    " وهذه آية مشكلة، والأحاديث ثابتة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَخَيَّروا بين الأنبياء" و "لا تفضلوا بين أنبياء الله" ، رواها الأئمة الثقات، أي: لا تقولوا فلان خير من فلان، ولا فلان أفضل من فلان، اهـ.



    وقال الشاطبي في الموافقات[6] :
    "أتى الوادي فطم على القرى؛ فصار هذا النحو مستعملا فيما بين الأنبياء، وتطرق ذلك إلى شرذمة من الجهال؛ فنظموا فيه ونثروا، وأخذوا في ترفيع محمد عليه الصلاة والسلام وتعظيم شأنه بالتخفيض من شأن سائر الأنبياء، ولكن مستندين إلى منقولات أخذوها على غير وجهها، وهو خروج عن الحق، وقد علمت السبب في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا تفضلوا بين الأنبياء" ، وما قال الناس فيه؛ فإياك والدخول في هذه المضايق؛ ففيها الخروج عن الصراط المستقيم."



    وما رجّحهُ ابنُ كثيرٍ من آراءِ العلماء:
    "أنه من باب الهضم والتواضع , أو نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر , أو لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية , أوليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به."[7]



    وقال الملا علي القاري:
    "نهى النبي عن التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من يقول ذلك من رأيه لا من يقوله بدليل أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يجر إلى الخصومة أو المراد لا تفضلوني بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يبقى للمفضول فضيلة أو أراد النهي عن التفضيل في نفس النبوة فإنهم متساوون فيها وإنما التفاضل بخصائص وفضائل أخرى قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض البقرة ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض الإسراء"[8]



    ونقل لنا الشيح حسن العطار في حاشيته:
    "َ وَلِلسَّيِّدِ أَنْ يُفَضِّلَ بَعْضَ عَبِيدِهِ عَلَى بَعْضٍ وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمْ كَامِلًا فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْمِلَهُ عَلَى ذَلِكَ شَيْءٌ وَذَلِكَ مِمَّا يَجِبُ لَهُ بِحَقِّ سِيَادَتِهِ وَاَللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ الْأَغْرَاضِ وَغَيْرُ هَذَا تَعَسُّفٌ لَا يَسْلَمُ مِنْ الْوُقُوعِ فِي سُوءِ الْأَدَبِ وَمَا زِلْت أَسْتَثْقِلُ قَوْلَهُمْ "إنَّ فُلَانًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ حَالُهُ كَذَا وَحَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْحَالَيْنِ " لِمَا يُوهِمُ مِنْ النَّقْصِ وَالِانْحِطَاطِ"[9] ا هـ .



    وقال الإمام الشوكاني المفسر الفقيه :
    القرآن دل على أن الله فضل بعض أنبيائه على بعض وذلك لا يستلزم أنه يجوز لنا أن نفضل بعضهم على بعض فإن المزايا التي هي مناط التفضيل معلومة عند الله لا تخفى عليه منها خافية وليست بمعلومة عند البشر فقد يجهل أتباع نبي من الأنبياء بعض مزاياه وخصوصياته فضلا عن مزايا غيره والتفضيل لا يجوز إلا بعد العلم بجميع الأسباب التي يكون بهال هذا فاضلا وهذا مفضولا لا قبل العلم ببعضها أو بأكثرها أو بأقلها فإن ذلك تفضيل بالجهل وإقدام على أمر لا يعلمه الفاعل له وهو ممنوع منه فلو فرضنا أنه لم يرد إلا القرآن في الإخبار لنا بأن الله فضل بعض أنبيائه على بعض لم يكن فيه دليل على أنه يجوز للبشر أن يفضلوا بين الأنبياء فكيف وقد وردت السنة الصحيحة بالنهي عن ذلك ؟ وإذا عرفت هذا علمت أنه لا تعارض بين القرآن والسنة بوجه من الوجوه فالقرآن فيه الإخبار من الله بأنه نفضل بعض أنبيائه على بعض والسنة فيها النهي لعباده أن يفضلوا بين أنبيائه فمن تعرض للجمع بينهما زاعما أنهما متعارضان فقد غلط غلطا بينا .... وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل والفواضل فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه و سلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن"[10]



    وقال د.سعود الشريم :
    " النهي إنما هو في التفصيل على وجه التخصيص ، أي لا يفضل بعض الرسل على بعض بعينه ، بخلاف قوله : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )) فإنه تفضيل عام فلا يمنع منه".[11]



    وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرْحِهِ للعقيدةِ الطحاوِيّة[12]:
    "الفضل والتفاضل والتخيير بين الأنبياء له حالتان: حالة عامة وحالة خاصة. (فالحالة العامة: يجوز فيها ذلك بمعنى أن يقال محمد صلى الله عليه وسلم أفضل المرسلين سيد المرسلين، أشرف الأنبياء والمرسلين.(وأما في مقابلة نبي بحسب شخصه في مقابلة نبي بذاته: فهذا يكون خصوص فلا يجري التفضيل على وجه الاختيار، ولهذا جاء في السنة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعَقون يومَ القِيامةِ فأكونُ أولَ مَن يُفِيقُ, فإِذا أنا بموسى آخذٌ -أو قال باطش- بقائمةٍ من قوائم العرشِ, فلا أدرِي أأفاقَ قبلي أم جُوزِيَ بصَعقةِ الطّور) فقوله صلى الله عليه وسلم هنا (لا تخيروني على موسى) وفي رواية (لا تفضلوني على موسى)10 دلّ على عدم جواز التفضيل الخاص."



    وقال الشيخ أبوبكر الجزائِري في أيسر التفاسير[13]:
    "هل يجوز للمسلم أن يقول مثل موسى أفضل من هارون، أو إبراهيم أفضل من عيسى مثلاً؟. الجواب: لا. لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروا بين الأنبياء ولا تفضلوا بين أنبياء الله" ، أي: لا تقولون فلان خير من فلان، ولا فلان أفضل من فلان. إذ نحن لا نقدر على التفضيل، وإنما يقدر عليه الله وحده، إذ هو يهب ما يشاء لمن يشاء."
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 17 سبت, 2024, 08:46 م.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق

    • د.أمير عبدالله
      حارس مؤسِّس

      • 10 يون, 2006
      • 11252
      • طبيب
      • مسلم

      #3
      (3)





      ذِكْرُ الإشْكالات وترجيحاتُ العلماءِ في الجمْعِ بيْنها :





      1- إن هذا النهي كان قبل أن يوحى إليه بالتفضيل، وقبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، وإن القرآن ناسخ للمنع من التفضيل[14] ...

      ورد العلماءُ هذ القوْلَ ... فلا يستنِدُ على علمٍ أو بيِّنة ... كما ان التاريخَ الذي يُحْكَمُ به على النسْخِ مجهولٌ ...
      فيقول ابن كثير في تفسيرِهِ "وفي هذا نظر".[15] ....

      وكذلِكَ يرُدُّهُ أبوالعباس القرطبي فيقول : هذا الرأي يتضمَّن: أن حديث منع المفاضلةِ معارض بقوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ، وأن القرآن ناسخ للمنع من التفضيل ، وهذا لا يصح , حتى تتحفق المعارضة وحين لا يمكن الجمع بوجه ، وحتى يُعرف التاريخ ، وكل ذلك غير صحيح على ما يأتي ، فليس هذا القول بصحيح.[16]



      2- أن المفاضلةِ المنهي عنها تكون في مقامِ التخاصم والتشاجر, أو بمجرد الآراء والعصبية أوا لتي تُفضي إلى التنقيص[17]...

      ويدْخُل تحْتَ ذلِكَ .. التخايُر بيْنَ أهل دينيْنِ .. وقد نقلَ ابنُ حجرَ قول الحليمي في ذلِكَ فقال :
      " وقال الحليمي الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر، فأما إذا كان التخيير مستندا إلى مقابلة الفضائل لتحصيل الرجحان فلا يدخل في النهي."[18]
      ونقل المازِرِيُّ عن شيوخِهِ نهي التفضيل إن أفضى إلى التنقيصِ فقال:
      "وقد خرج الحديث على سبب، وهو لطم الأنصاري وجه اليهودي؛ فقد يكون عليه الصلاة والسلام خاف أن يفهم من هذه الفعلة انتقاص حق موسى -عليه السلام- فنهى عن التفضيل المؤدي إلى نقص الحقوق".[19].




      3- أن علة النهي عن المفاضلةِ أن لا يكونَ ذريعة للجدال ....
      ومنهم من قال: إنما نهى عن الخوض في ذلك، لأن الخوض في ذلك ذريعة إلى الجدال وذلك يؤدي إلى أن يذكر منهم ما لا ينبغي أن يذكر ويقل احترامهم عند المماراة.[20]




      4- أن علةَ النهي عن المفاضلةِ هو من بابِ الهضم والتواضع والأدب من النبي نحو الانبياء.....

      وهذا قوْلُ ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ... فقال:
      " إنما أراد أنه : " سيد ولد آدم " يوم القيامة؛ لأنه الشافع يومئذ وله لواء الحمد والحوض، وهو أول من تنشق عنه الأرض وأراد بقوله: "لا تخيروني على موسى" على طريق التواضع؛ كما قال أبو بكر: وليتكم ولست بخيركم. وكذلك خص يونس - يعني قوله: "لا يقل أحد أنا خير من يونس بن متى "- لأنه دون غيره من الأنبياء مثل إبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم أجمعين يريد فإذا كنت لا أحب أن أفضل على يونس فكيف غيره ممن هو فوقه وقد قال الله تعالى " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت " أراد أن يونس لم يكن له صبر كصبر غيره من الأنبياء. على معنى التواضع. وفي قوله تعالى: { وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: 48] ما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه؛ لأن الله تعالى يقول له: ولا تكن مثله؛ فدلك على أن قوله: "لا تفضلوني عليه" هو من طريق التواضع." [21] .....
      وقول ابنِ قُتيْبََةَ هذا فيهِ بُعْد :
      " لأنَّ السبب الذي خرج عليه هذا النهي يقتضي خلاف ذلك ، فإنَّه إنما قال ذلك ردعًا وزجرًا للذي فضَّل . ألا ترى أنه قد غضب عليه حتى احمر وجهه ، ونهى عن ذلك ، فدلَّ على أن التفضيل يحرم . ولو كان من باب الأدب والتواضع لما صدر منه ذلك ".[22]




      5- النهي النبوي بإطلاقِهِ سواءاً كان إجمالاً أو تخْصيصاً لدفعِ وهم التنقيصِ وترْكِ مقام التفضيلِ لله عزّ وجلّ ...

      وهذا مع الإعتِقاد الجازِم بأن الله فضل بعضهم على بعْضٍ فيما ورد فيهِ النص دونَ التطرُّقِ لهذا التفضيلِ وترْكِ مقامِ التفضيلِ لله على الإطلاق .. وإلى هذا ذهَبََ أبو العباسِ القرطبي في كِتابِهِ المفهم[23] :
      " روي في كتاب أبي داود في هذا الحديث : (( لا ينبغي لنبي أن يقول : أنا خير من يونس )) ؛ و روي أيضًا بتنكير (( عبد )) – أي لا ينبغي لعبد - في كتاب مسلم : (( لا أقول : إن أحدًا أفضل من يونس )) ، وعلى هذا فيقيد مطلق الرواية الأولى بمقيد هذه الرواية ، فيكون معناه : لا ينبغي لعبد نبي أن يقول : أنا خير من يونس . وهذا هو الأولى ... لأنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد تساووا في النبوة ، وتفاضلوا فيما بينهم بما خصَّ به بعضهم دون بعض ؛ فإنَّ منهم من اتخذه الله خليلاً ، ومنهم من اتخذه حبيبًا ، ومنهم أولو العزم ، ومنهم من كلَّم الله على ما هو المعروف من أحوالهم ، وقد قال الله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ، فإن قيل : إذا كانوا متفاضلين في أنفسهم فكيف ينهي عن التفضيل ؟ وكيف لا يقول من هو في درجة عليا : أنا خير من فلان ، لمن هو دونه ، على جهة الإخبار عن المعنى الصحيح ؟ فالجواب : أن مقتضى هذا الحديث المنع من إطلاق ذلك اللفظ ، لا المنع من اعتقاد معناه أدبًا مع يونس ، وتحذيرًا من أن يفهم في يونس نقص من إطلاق ذلك اللفظ . ولما جرى هذا ليونس ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأطلق الله تعالى عليه : أنه {مليم } ؛ أي : أتى بما يلام عليه . قال الله تعالى على لسان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((لا ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس )) ؛ لأن ذلك يوهم نقصًا في نبوته ، وقدحًا في درجته "..... وقال كذلِكَ " أولى أن يحمَلَ الحديثُ على ظاهِرِه – يقْصِد حديث "لا تفضلوني على موسى " - ولا يقال النبي أفضل من الأنبياء كلهم ولا من فلان ولا خير، كما هو ظاهر النهي لما يتوهم من النقص في المفضول وإن كان غير معين؛ ولأن النبوة خصلة واحدة لا تفاضل فيها ؛ وإنَّما تفاضلوا بأمور غيرها كما بيَّناه قبل هذا الباب . لأن النهي اقتضى منه منع إطلاق اللفظ لا منع اعتقاد ذلك المعنى؛ فإن الله تعالى أخبر بأن الرسل متفاضلون، كما قال تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ، ومع ذلك فلا نقول : نبينا خير من الأنبياء ، ولا من فلان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نهى عنه ، وتأدبًا بأدبه ، وعملاً باعتقاد ما تضمنه القرآن من التفضيل , ورفعا لما يتوهم من المعارضة بين السُّنَّة والتنزيل." [24]....



      6- النهي النبوي كانَ بمنع المفاضلةِ وتعيين الفاضِلِ والمفضول في مقامِ النبوةِ والأعمال ....
      وحُجّةُ هذا القولِ أنّ ما أعطيَهُ الرسول هو من باب التشريف وعطاء الله لا من باب العمل ...وهذا اختِيارُ ابن المهلب [25]..
      فيجوز أن يريد لا تفضلوني عليه في العمل فلعله أكثر عملا مني، ولا في البلوى والامتحان فإنه أعظم مني محنة. وليس ما أعطى الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من السؤدد والفضل يوم القيامة على جميع الأنبياء والرسل بعمله بل بتفضيل الله تعالى إياه واختصاصه له. [26] ...
      وإلى هذا الرأي ذهَب الحافِظُ ابن حجر أيْضاً[27]

      وكذلِكَ اسْتَحْسَنَهُ الإمام القرطبيّ المفسِّر فقال ما نصه:[28]
      " قلت: وأحسن من هذا قول من قال: إن المنع من التفضيل إنما هو من جهة النبوة هو التي هي خصلة واحدة لا تفاضل فيها، وإنما التفضيل في زيادة الأحوال والخصوص والكرامات والألطاف والمعجزات المتباينات ، وأما النبوة في نفسها فلا تتفاضل وإنما تتفاضل بأمور أخر زائدة عليها؛ ولذلك منهم رسل وأولو عزم، ومنهم من اتخذ خليلا، ومنهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً} [الإسراء: 55] وقال: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]... قلت : وهذا قول حسن، فإنه جمع بين الآي والأحاديث من غير نسخ، والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنما هو بما منح من الفضائل وأعطي من الوسائل، وقد أشار ابن عباس إلى هذا فقال: إن الله فضل محمدا على الأنبياء وعلى أهل السماء، فقالوا: بم يا ابن عباس فضله على أهل السماء ؟ فقال: إن الله تعالى قال: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 29]. وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2]. قالوا: فما فضله على الأنبياء ؟. قال: قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4] وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28] فأرسله إلى الجن والإنس؛ ذكره أبو محمد الدارمي في مسنده[29]. وقال أبو هريرة: خير بني آدم نوج وإبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهم أولو العزم من الرسل، وهذا نص من ابن عباس وأبي هريرة في التعيين، ومعلوم أن من أرسل أفضل ممن لم يرسل، فإن من أرسل فضل على غيره بالرسالة واستووا في النبوة إلى ما يلقاه الرسل من تكذيب أممهم وقتلهم إياهم، وهذا مما لا خفاء فيه" أ.هـ
      وأجاب جمع كمالك وإمام الحرمين عن خبر يونس * بما حاصله:
      "إن تفضيل نبينا بالأمور الحسية كالشفاعة الكبرى وكونه تحت لوائه سائر الأنبياء والإسراء به إلى فوق سبع سموات مع النزول بيونس إلى قعر البحر معلوم بالضرورة، فلم يبق إلا النهي بالنسبة إلى القرب من الله تعالى لتوهم التفاوت فيه بين من هو فوق السموات ومن في قعر البحر، فبين أنهما حينئذٍ بالنسبة إلى القرب من الله تعالى على حد سواء"[30]


      7- لا إشْكال في الحديثِ وإنما النهي عن المفاضلةِ على سبيل التخصيص بتعيين الفاضِلِ والمفضول (أي المفاضلة بيْن نبي ونبي ) ... مع جوازِ ذلِكَ إجْمالاً ....

      وهذا اختيار الإمام أبوجعْفر الطحاوي

      وشيْخ الإسْلام ابن تيْمِية ,

      وابن جزى , وابن عطية ,

      وعليْهِ جمهور من علماء السلف والخلف ..
      فقد قال الطحاوي [31]

      " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَذَهَبَ قَوْمٌ إلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالتَّخْيِيرِ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ فَيُقَالُ : إنَّ فُلَانًا خَيْرٌ مِنْ فُلَانٍ ، عَلَى مَا جَاءَ مِمَّا كَانَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ .وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ ، فَكَرِهُوا التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ .... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ " لَا تُفَضِّلُوا " , فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضَّلَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ . وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ { لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى مُوسَى } ... فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضِّلُوهُ عَلَى مُوسَى ..........فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ ، تَفْضِيلَهُ عَلَيْهِ ..... فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التخيير بينه وبين أحد من الأنبياء بعينه وأخبر بفضيلة لكل من ذكره منهم لم تكن لغيره .. وفي الآثار الأخر تفضيل نبي على نبي ففي تفضيل أحدهم بعينه على آخر منهم إزراء على المفضول وليس في تفضيل رجل على الناس إزراء على أحد منهم هذا يحتمل أن يكون هو المعنى حتى لا تتضاد هذه الآثار" ... وقال ابن جزى في تفسيرِهِ "معناه النهي عن تعيين المفضول لأنه تنقيص له وذلك غيبة ممنوعة وقد صرح صلى الله عليه وسلم بفضله على جميع الأنبياء بقوله أنا سيد ولد آدم لا بفضله على واحد بعينه فلا تعارض بين الحديثين " ,

      وكذلِكَ اختارهُ ابن عطية [32] حيثُ قال:
      " إنما نهي عن التفضيل بين شخصين مذكورين وذهب مذهب التواضع ولم يزل سيد ولد آدم .. ونهى عليه السلام عن تفضيله على يونس لئلا يظن أحد بيونس نقص فضيلة بسبب ما وقع له فنهيه عليه السلام عن التفضيل على شخص معين وقوله في حديث ثالث لا تفضلوا بين الأنبياء وهذا كله مع قوله أنا سيد ولد آدم وإطلاق الفضل له دون اقتران بأحد بين صحيح وتأمل هذا فإنه يلوح وقد قال عمر رضي الله عنه للحطيئة امدح ممدوحك ولا تفضل بعض الناس على بعض "....

      وقال كذلِكَ :
      "فإنه قال ( أنا سيد ولد آدم ) [33] وقال ( لا تفضلوني على موسى ) وقال ( لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ) وفي هذا نهي شديد عن تعيين المفضول لأن يونس عليه السلام كان شابا وتفسخ تحت أعباء النبوءة فإذا كان هذا التوقف فيه لمحمد وإبراهيم ونوح فغيره أحرى فربط الباب أن التفضيل فيهم على غير تعيين "[34]


      ونخْتِمُ هذا المبْحَثَ بِما قال الشوكاني في فتْحِ القدير:
      " وقد استشكل جماعة من أهل العلم الجمع بين هذه الآية وبين ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ [ لا تفضلوني على الأنبياء ] وفي لفظ آخر [ لا تفضلوا بين الأنبياء ] وفي لفظ [ لا تخيروا بين الأنبياء ] ..

      وعندي أنه لا تعارض بين القرآن والسنة فإن القرآن دل على أن الله فضل بعض أنبيائه على بعض وذلك لا يستلزم أنه يجوز لنا أن نفضل بعضهم على بعض فإن المزايا التي هي مناط التفضيل معلومة عند الله لا تخفى عليه منها خافية وليست بمعلومة عند البشر فقد يجهل أتباع نبي من الأنبياء بعض مزاياه وخصوصياته فضلا عن مزايا غيره والتفضيل لا يجوز إلا بعد العلم بجميع الأسباب التي يكون بها هذا فاضلا وهذا مفضولا لا قبل العلم ببعضها أو بأكثرها أو بأقلها فإن ذلك تفضيل بالجهل وإقدام على أمر لا يعلمه الفاعل له وهو ممنوع منه فلو فرضنا أنه لم يرد إلا القرآن في الإخبار لنا بأن الله فضل بعض أنبيائه على بعض لم يكن فيه دليل على أنه يجوز للبشر أن يفضلوا بين الأنبياء فكيف وقد وردت السنة الصحيحة بالنهي عن ذلك ؟

      وإذا عرفت هذا علمت أنهلا تعارض بين القرآن والسنة بوجه من الوجوه فالقرآن فيه الإخبار من الله بأنه نفضل بعض أنبيائه على بعض والسنة فيها النهي لعباده أن يفضلوا بين أنبيائه فمن تعرض للجمع بينهما زاعما أنهما متعارضان فقد غلط غلطا بينا .

      وقوله : { ورفع بعضهم درجات } هذا البعض يحتمل أن يراد به من عظمت منزلته عند الله سبحانه من الأنبياء ويحتمل أن يراد به نبينا صلى الله عليه و سلم لكثرة مزاياه المقتضية لتفضيله ويحتمل أن يراد به إدريس لأن الله سبحانه أخبرنا بأنه رفعه مكانا عليا وقيل : إنهم أولوا العزم وقيل : إبراهيم ولا يخفاك أن الله سبحانه أيهم هذا البعض المرفوع فلا يجوز لنا التعرض للبيان له إلا ببرهان من الله سبحانه أو من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ولم يرد ما يرشد إلى ذلك فالتعرض لبيانه هو من تفسير القرآن الكريم بمحض الرأي وقد عرفت ما فيه من الوعيد الشديد مع كون ذلك ذريعة إلى التفضيل بين الأنبياء وقد نهينا عنه

      وقد جزم كثير من أئمة التفسير أنه نبينا صلى الله عليه و سلم وأطالوا في ذلك واستدلوا بما خصه الله به من المعجزات ومزايا الكمال وخصال الفضل وهم بهذا الجزم بدليل لا يدل على المطلوب قد وقعوا في خطرين وارتكبوا نهيين وهما تفسير القرآن بالرأي والدخول في ذرائع التفضيل بين الأنبياء وإن لم يكن ذلك تفضيلا صريحا فهو ذريعة إليه بلا شك ولا شبهة لأن من جزم بأن هذا البعض المرفوع درجات هو النبي الفلاني انتقل من ذلك إلى التفضيل المنهي عنه

      وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل والفواضل فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه و سلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن"[35]

      وأخيراً أسْأل الله تعالى أن أكونَ قد وُفِّقْتُ في عرْضِ الأمْرِ وتوْضيحِه , وما كان من خطأ فمِن نفْسي , وأخْليْتُ مسْئولِيّتِي أمام الله عزّ وجلّ

      أمير عبدالله.




      _________________________________


      * يذهبُ شيْخُ الإسْلامِ ابنُ تيْمِيَة في أن يكونَ الأثرُ الوارِدُ عن منع تفضيلِ العبْدِ بيونُس عليْهِ السلام ليْسَ في النهي عن المفاضلةِ بين النبي صلى الله عليه وسلّمَ ويونُس , وإنما في النهي عن المفاضلةِ بين يونس والعبد المسلم , فقال "وَقَدْ { نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضِّلَ أَحَدٌ مِنَّا نَفْسَهُ عَلَى يُونُسَ بْنِ متى - } مَعَ قَوْلِهِ { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } وَقَوْلِهِ { وَهُوَ مُلِيمٌ } - تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ غَيْرَهُ أَوْلَى أَنْ لَا يُفَضِّلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَلَيْهِ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ ابْنِ متى } وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي لَفْظٍ : { أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى فَقَدْ كَذَبَ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ - يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - { لَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي لَفْظٍ : { فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ لَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَهَذَا فِيهِ نَهْيٌ عَامٌّ . وَأَمَّا مَا يَرْوِيهِ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ قَالَ : { لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ متى } وَيُفَسِّرُهُ بِاسْتِوَاءِ حَالِ صَاحِبِ الْمِعْرَاجِ وَحَالِ صَاحِبِ الْحُوتِ : فَنَقْلٌ بَاطِلٌ وَتَفْسِيرٌ بَاطِلٌ " مجموع الفتاوى 2/224) , بيْنما يرد ذلِكَ الرأي الحافِظُ بن حجرٍ فيقول " وقد وقع في حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني بلفظ: "لا ينبغي لنبي أن يقول إلخ" وهذا يؤيد أن قوله في الطريق الأولى: "إن" المراد بها النبي صلى الله عليه وسلم. " (فتح الباري 6/452 )... وكذلِكَ الحافِظُ أبوالعباس القرطبي في المفهِم على أن لفْظَ "العبد" يشْمَلُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم فيقول "وقد شهد لهذا المعنى ما قد روي في كتاب أبي داود في هذا الحديث : (( لا ينبغي لنبي أن يقول : أنا خير من يونس )) ؛ كما قد روي أيضًا ما يشهد بتنكير (( عبد )) في كتاب مسلم : (( لا أقول : إن أحدًا أفضل من يونس )) ، وعلى هذا فيقيد مطلق الرواية الأولى بمقيد هذه الرواية ، فيكون معناه : لا ينبغي لعبد نبي أن يقول : أنا خير من يونس . وهذا هو الأولى ؛ لأنَّه من ليس بنبي لا يمكنه بوجه أن يقول : أنا أفضل من النبي ؛ لأنه من المعلوم الضروري عند المتشرعين : أن درجة النبي لا يبلغها ولن ، ولا غيره ؛ وإنما يمكن ذلك في الأنبياء ، لأنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد تساووا في النبوة ، وتفاضلوا فيما بينهم بما خصَّ به بعضهم دون بعض ؛ فإنَّ منهم من اتخذه الله خليلاً ، ومنهم من اتخذه حبيبًا ، ومنهم أولو العزم ، ومنهم من كلَّم الله على ما هو المعروف من أحوالهم ، وقد قال الله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } ، فإن قيل : إذا كانوا متفاضلين في أنفسهم فكيف ينهي عن التفضيل ؟ وكيف لا يقول من هو في درجة عليا : أنا خير من فلان ، لمن هو دونه ، على جهة الإخبار عن المعنى الصحيح ؟ فالجواب : أن مقتضى هذا الحديث المنع من إطلاق ذلك اللفظ ، لا المنع من اعتقاد معناه أدبًا مع يونس ، وتحذيرًا من أن يفهم في يونس نقص من إطلاق ذلك اللفظ " (المفهم لما اشكل في شرح صحيح مسلم 6/224- 225 ).



      [1] أخرجه البخاري في التوحيد وفي الرقاق عن يحيى بن قزعة وعبد العزيز بن عبد الله وأخرجه مسلم في الفضائل عن زهير بن حرب وأبي بكر بن أبي النضر وأخرجه أبو داود في السنة عن حجاج بن أبي يعقوب ومحمد بن يحيى بن فارس وأخرجه النسائي في النعوت وفي التفسير عن محمد بن عبد الرحيم

      [2] صحيح مسلم 2373 .

      [3] أخرجه البخارى (3/1254 ، رقم 3233) ، ومسلم (4/1843 ، رقم 2373) . وأخرجه أيضًا : النسائى فى الكبرى (6/448 ، رقم 11458) .

      [4] شرح معاني الآثار للطحاوي 4/315- 316 .

      [5] المفهم 6/230- 231, تفسير ابن كثير 1/671

      [6] الشاطبي في الموافقات 5/278.

      [7] تفسير ابن كثير 1/671

      [8] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح , للملا علي القاري ( 1014هـ)

      [9] حاشية العطار على شرح الجلال المحلي

      [10] الإمام الشوكاني "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير" 1/406

      [11] الشامل في فقه الخطيب والخطبة

      [12]إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل , للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

      [13] أيْسر التفاسير أبو بكر الجزائري1/242 الحاشية : 3.

      [14] التحرير والتنوير لابن عاشور 3/8

      [15] تفسير ابن كثير 1/671

      [16] "المفهم في شرح صحيح مسلم" للشيخ المحدث أبي العباس القرطبي 6/230- 231.

      [17] تفسير ابن كثير 1/671

      [18] فتْحُ الباري لابن حجر العسْقلاني 6/446.

      [19] المعلِم بفوائد مسلم 3/ 134.

      [20] القرطبي , الجامع لأحكام القرآن 4/254 , وأبوالعباس القرطبي في المفهم

      [21] ابن قتيبة الدينوري "تأويل مختلف الحديث" 116, 117.

      [22] "المفهم في شرح صحيح مسلم" للشيخ المحدث أبي العباس القرطبي 6/230- 231.

      [23] المفهم 6/224- 226.

      [24] المفهم 6/230- 231, تفسير ابن كثير 1/671

      [25] شمس الدين القرطبي , "الجامع لأحكام القرآن" 4/254

      [26] وذكره كذلِكَ ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث 117.

      [27] فتح الباري لابن حجر 6/446.

      [28] شمس الدين القرطبي , "الجامع لأحكام القرآن" 4/254


      [29] مسند الدارمي 46 , وقال الهيثمي في المجمع 8/255 "رجاله رجاتل الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثِقة".

      [30] دليل الفالحين لطريق رياض الصالحين , باب فضل السواك.

      [31] شرح معاني الآثار للطحاوي 4/315- 316 .

      [32] المحرر الوجيز لابن عطية أبامحمد عبدالحق 4/96.

      [33] أخرجه أحمد من حديثِ ابن عباس في الشفاعة , وكذلِكَ أخْرَجهُ البخارِيُّ ومُسْلِِم.

      [34] المحرر الوجيز لابن عطية أبامحمد عبدالحق 1/338.

      [35] الإمام الشوكاني "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير" 1/406
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق

      • د.أمير عبدالله
        حارس مؤسِّس

        • 10 يون, 2006
        • 11252
        • طبيب
        • مسلم

        #4

        التفاضل بين الأنبياء والرسل




        المفتي


        عطية صقر - رحِمَهُ الله رحمةً واسِعة .
        مايو 1997






        المبادئ


        القرآن والسنة





        السؤال


        من هم أفضل الأنبياء والمرسلين ، وما هى درجاتهم في الفضل ؟







        الجواب


        مبدئيا نقول : إن التفاضل بين مخلوقات اللَّه موجود، سواء فى الأشخاص وفى الأزمان والأمكنة وغيرها . وهذا التفاضل أو الاختلاف من أقوى الأدلة على أن للعالم خالقا حكيما مريدا عالما قادرا على كل شىء ، وليس العالم -كما يقول الفلاسفة والملحدون -مخلوقا بالطبيعة أو بالعلة، فمعلوم أن معلول العلة لا يتخلف ومطبوع الطبيعة لا يختلف . ومن مظاهر التفاضل في العالم في المكان فضل الكعبة والحرم ، وفضل المساجد ، وفى الزمان فضل رمضان ويوم الجمعة وليلة القدر، وفى الأشخاص فضل الرسل ، وفضل العلماء . والنصوص في ذلك مشهورة .

        وبخصوص المرسلين قال اللَّه تعالى{تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللّه ورفع بعضهم درجات } البقرة : 253 .

        وإن كانوا جميعا متساوين وفى درجة واحدة من وجوب الإيمان بهم جميعا، كما قال سبحانه {لا نفرق بين أحد من رسله } البقرة : 258 ، وأفضلهم على الإطلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بالنص والإجماع ، وقد رفع اللَّه درجته من عدة وجوه لخصها بعضهم بأنها فى ذاته وذلك بالمعراج حيث وصل إلى مقام لم يصل إليه ملك مقرب ولا نبى مرسل ، وفى شرفه بالسيادة على جميع البشر فهو القائل "أنا سيد الناس يوم القيامة" رواه البخارى ومسلم ، وفى معجزاته حيث أوتى القرآن الذى لم يؤته نبى قبله ، وبعموم رسالته وغير ذلك .

        أما التفاضل بين الأنبياء بعضهم مع بعض فهو موجود كما تنص عليه الآية{ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } الإسراء: 55، والمعتمد أن الرسل أفضل من الأنبياء . .

        والتفاضُل فيما بينهم موجود لكن الأفضل ألا نبحث عن وجوه الفضل بين نبى وآخر أو رسول وآخر، فقد يؤدى ذلك إلى اختلاف يمكن أن يكون نتيجة غير طيبة، ولذلك ورد النهى من النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك على الرغم من فضله عليهم . فقال "لا تفضلوا بين الأنبياء" وذلك فى حادث نزاع يهودى مع مسلم وحلف اليهودى أن موسى أفضل العالمين .

        رواه البخارى ومسلم . وقال "ما ينبغى لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى" قال العلماء : إنه قال ذلك من باب التواضع ، وقال القاضى عياض : لا نفضل بعضا على بعض تفضيلا يؤدى إلى تنقيص بعضهم أو الغَضَّ منه ، قال ابن حجر: قال العلماء : إنما نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك من يقوله برأيه ، لا من يقوله بدليل ، أو من يقوله بحيث يؤدى إلى تنقيص المفضول ، أو يؤدى إلى الخصومة والتنازع ، وللمزيد يمكن الرجوع إلى شرح الزرقانى على المواهب اللدنية "ج 6 ص 130 -140"
        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق

        • زهراء
          4- عضو فعال
          • 19 ينا, 2008
          • 673
          • مسلمة

          #5
          جزاك الله كل خير .

          فصلت فأبدعت .

          من فضلك ممكن سؤال ؟ .

          الآيتين ( و سلام عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا ) مريم الآية 15 النازلة في سيدنا يحى عليه السلام .

          ( و سلام على يوم ولدت و أموت و يوم أبعث حيا ) مريم الآية 33 النازلة في سيدنا عسيى عليه السلام .


          فهل لهاتين الآيتين من توضيح - بعدا عن التفضيل المذموم و الذي يؤدي إلي عواقب سيئة كما تفضلت بالشرح - أكرمك الله ؟

          و شكرا .
          غزة في القلب
          اللهم مكن لنا في الأرض
          اللهم إنا نبرأ إليك من كل من ساهم في هدر دم المسلمين
          حسبنا الله و نعم الوكيل
          اللهم اشف أختي و أبدلها جلدا خيرا من جلدها
          فلاش متي تغضب
          موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة

          تعليق

          • عبدالله المصري
            المدير الفني
            • 2 نوف, 2008
            • 2704
            • هندسة
            • مسلم

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ما شاء الله لا قوة الا بالله، جزاك الله عنا خيراً يا دكتور أمير، موضوع و بحث أكثر من رائع..
            (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
            (اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
            الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح

            (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
            (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8

            تعليق

            • _الساجد_
              مشرف قسم النصرانية

              • 23 مار, 2008
              • 4599
              • مسلم

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              دكتور أميــر .. سلمك الله في الدنيا والآخرة ..


              يقول الله تعالى في شأن سيدنا يحيى عليه السلام :
              "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) " (سورة مريم)

              ويقول تعالى في شأن سيدنا عيسى عليه السلام :
              "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) " (سورة مريم)

              من جهة اللغة :
              ( سَلَامٌ ) الأولى : نكرة مفردة في مقام الإثبات ، توحي بالإطلاق ، والله هنا هو المسلم على عبده ونبيه يحيى.
              ( السَّلَامُ ) الثانية : معرفة بألـ ، توحي بالخصوص ، وهي دعاء من سيدنا عيسى لنفسه أن تناله السلامة من السلام جل وعلا.


              أما من جهة ما قيل في التفضيل
              فهناك وجهتا نظر كلاهما عكس الأخرى :
              الأولى : تقول بأفضلية سيدنا يحيى على سيدنا عيسى لأن الأول سلم الله عليه ولأن لفظ النكرة في سياق الإثبات دال على إطلاق الشيء بلا حدود ، أما الثاني فهو المسلم على نفسه.

              الثانية : تقول بأفضلية سيدنا عيسى على سيدنا يحيى ، لأن سيدنا عيسى ثبت رفعه ولأنه سيعود إلى الأرض يقتل الدجال ، ويقال إن لفظ (السلام) يقصد به اسم الله تعالى (السلام) فهو في سلامة مخصوصة من قبل الله تعالى ، والتعريف بألـ هنا نسميها (أل الجنسية) والتى تفيد استغراق الشيء كله ، وعليه يكون معنى تسليم سيدنا عيسى على نفسه كأنه يقول : السلام كله عليَّ خاصَّة .. أي: جنس السلام. واستدلوا بقولنا في التحية : السلام عليكم أي : نحييكم بالسلام كله ، ويرد عليه بقولنا : وعليكم السلام.

              والله أعلم

              تعليق

              • fares_273
                مشرف منتدى النصرانيات

                • 10 أبر, 2008
                • 4178
                • مسلم

                #8
                جزاكم الله خيرا


                جعله الله فى موازين حسناتكم



                ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                تعليق

                • د.أمير عبدالله
                  حارس مؤسِّس

                  • 10 يون, 2006
                  • 11252
                  • طبيب
                  • مسلم

                  #9
                  أخي الحبيب الساجِد هذا القوْلُ غيْرُ صحيح .... فمفاضلة المفسرين كانت في السلام .. وليْسَ في شخْصِ النبيينِ ... فالخِلاف في أيهما أفضَل ليس على النبيين الكريميْنِ .. فقد عرفنا أنه لا مفاضلةَ بيْنَ النبيينِ .. وإنما الخِلافُ على أفْْضلِيّةِ السلام ... فأيُّهما أفضل سلامُ يحيى أم سلام المسيحِ ... (السلام عليّ) ..أم (سلامٌ عليْهِ) ..؟!!..


                  وأما إثْباتُ أفضلِيّةِ أحدِهِما على الآخرِ

                  1- فهذا منهيٌّ عنه ... فأن
                  يُعْقَدَ المفاضلة على وجْهِ التعيينِ بين المسيحِ عليْهِ السلام ويحيى عليْهِ السلام فهو تحكُّمٌ باطِل منهي عنه , خروجٌ عن الصراطِ المُسْتقيمِ, وخوْضٌ فيما نُهينا عنْهُ .. وقد قالَ صلّى الله عليْهِ وسلّم لا تخيروا بين الأنبياء، وقال " لا تفضلوا بين أنبياء الله " .. ولو أن من شغَلَ نفْسَهُ بهذِهِ المفاضلةِ التي لن تُفضي لأي نتيجةٍ يُثابُ عليْها وإنما مزيداً من المخالفة والجرأة ... و شغل نفْسَهُ ببيانِ فضْلِهِما لكان أولى ...

                  2- كما أن الحكم بأفضلِيّةِ أحدِهِما بالسلامِ تحكُّمٌ مرفوض ..
                  وتفضيل لا يجوز إلا بعد العلم بجميع الأسباب التي يكون بها هذا فاضلا وهذا مفضولا , لا قبل العلم ببعضها أو بأكثرها أو بأقلها , والتفضيلُ بمجرّد السلامِ تفضيل بالجهل , وإقدام على أمر لا يعلمه الفاعل له , وهو ممنوع منه فإن كان اللهُ عزّ وجلّ لم يُبيِّن لنا بالنص تفضيلَ أحدِهِما على الآخر ... فنتوقف عما سكَتَ الله عنه .... ولا يجوز لنا التعرض لبيان ذلِكَ له إلا ببرهان من الله سبحانه أو من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ..... ولم يرد ما يرشد إلى ذلك فالتعرض لبيانه هو من تفسير القرآن الكريم بمحض الرأي وقد عرفت ما فيه من الوعيد الشديد مع كون ذلك ذريعة إلى التفضيل بين الأنبياء وقد نهينا عنه.

                  3- ومن زعَمَ أن له مُسْتَنَد ... فلا مُستند ... وإنما روايةٌ لم تثبُت ... جاء فيهِ أن عيسى يقول ليحيى أن يحيى أفضلَ منه لأن اللهَ سلّمَ عليْهِ ... وقد عرفنا النهي عن المفاضلةِ بيْنَ الأنبياء.


                  وما نقولُه في فضل النبيينِ ..
                  أن المسيحَ عليْهِ السلام من أولي العزْمِ من الرُّسُل .... وفضْلُ أولي العزْمِ على غيْرِهِم منصوصٌ عليْهِ...
                  وفضْلُ يحيى عليْهِ السلام كذلِكَ منصوصٌ عليْهِ فقد جاء في الحديثِ "ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا "


                  أما إن كان المفاضلةُ في السلاميْنِ : فنُذكِّرُ أن المقارنةَ بيْن السلاميْنِ لا تقْضي بفضْلِ أحدِهِما على الآخر ... والظاهِر أن سلامَ الله على يحيى أعْظَمُ مِن سلامِ عيسى على نفْسِهِ .. وهذا لا يقتضي عظمَةَ يحيى عليْهِ السلام على المسيحِ ... وإلا فالمسيحُ من أولي العزْمِ من الرُّسُل.

                  اما سلامُ الله على يحيى فالظاهِر أنه أفضل من سلامِ المسيحِ على نفسِهِ لأسباب :

                  1- أن سلامَ يحيى كان من اللهِ بيْنما سلام المسيحِ كان من المسيحِ

                  2- وذهب فخر الدين الرازي إلى أن قوله: «سلام عليكم» أكمل من قوله : «السلام عليك» وذلك لأن :
                  1- قوله : «سلام عليك» معناه : سلام كامل تام شريف رفيع عليك . وأما قوله : السلام عليك ، فالسلام لفظ مفرد محلى بالألف واللام ، وأنه لا يفيد إلا أصل الماهية ، واللفظ الدال على أصل الماهية لا إشعار فيه بالأحوال العارضة للماهية وبكمالات الماهية ، وهذا رأي الراي".

                  2- أن السلام من الله دائِماً ياتي في القرآنِ على سبيل التنكير ، كقوله : { وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا فَقُلْ سلام عَلَيْكُمْ }( الأنعام : 54 ) , وقوله : { قُلِ الحمد لِلَّهِ وسلام على عِبَادِهِ الذين اصطفى }( النمل : ) , وفي القرآن من هذا الجنس كثير ... أما لفظ "السلام" بالألف واللام ، فإنما جاء من الأنبياء عليهم السلام ، كقول موسى عليه السلام : { قَدْ جئناك بِآيَةٍ مِن رَّبّكَ والسلامُ على مَنِ اتّبع الهدى } ( طه : 47 ), وفي قصة عيسى عليه السلام قال : { والسلام عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ }( مريم : 33 ) وهذا كلام عيسى عليه السلام .



                  "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                  رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                  *******************
                  موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                  ********************
                  "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                  وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                  والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                  (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                  تعليق

                  • _الساجد_
                    مشرف قسم النصرانية

                    • 23 مار, 2008
                    • 4599
                    • مسلم

                    #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    أخي الدكتور أعزه الله
                    كنت أعلم أنك ستعقب على ما كتبت بالرفض إن أسأت فهمي

                    ما ذكرتُه هو حجة بعضهم فيما استنتج من تباين بين النكرة والمعرفة في لفظي السلام

                    وأنا لم أقل بأفضلية نبي على نبي
                    فنحن متفقون على أن المفضل هو الله بما يعلم
                    ونحن منهيون عن التفضيل بلا خلاف

                    تعليق

                    • د.أمير عبدالله
                      حارس مؤسِّس

                      • 10 يون, 2006
                      • 11252
                      • طبيب
                      • مسلم

                      #11
                      طيب حقك عليّ , خلاص أعزكم الله ورفع قدْرَكم .. أنا الغلطان ...وعلي جنيه كمان.
                      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                      *******************
                      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                      ********************
                      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                      تعليق

                      • _الساجد_
                        مشرف قسم النصرانية

                        • 23 مار, 2008
                        • 4599
                        • مسلم

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
                        طيب حقك عليّ , خلاص أعزكم الله ورفع قدْرَكم .. أنا الغلطان ...وعلي جنيه كمان.
                        الغلط عليّ أنا .. كنت مستعجل ولم أكتب عليها سطرين تعليق

                        بالنسبة للجنيه أنا مُصر بقى وشوف أي طريقة تبعته ..

                        تعليق

                        • د.أمير عبدالله
                          حارس مؤسِّس

                          • 10 يون, 2006
                          • 11252
                          • طبيب
                          • مسلم

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة زهراء
                          جزاك الله كل خير .

                          فصلت فأبدعت .
                          وجزاكم الله خيراً على الدعاء.

                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله المصري
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          ما شاء الله لا قوة الا بالله، جزاك الله عنا خيراً يا دكتور أمير، موضوع و بحث أكثر من رائع..

                          وجزاكم الله خيراً أخي الحبيب , روْعَتُه تزداد بتعليقكم, ونسأل الله عمومِ الإفادةِ


                          المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          دكتور أميــر .. سلمك الله في الدنيا والآخرة ..
                          وسلمكم الله من كل مكروه , وادكم فقهاً وعلماً.

                          المشاركة الأصلية بواسطة fares_273
                          جزاكم الله خيرا


                          جعله الله فى موازين حسناتكم
                          وجزاكم الله خيراً يا فارِس .. وزادكم بركة وفضلاً ....

                          ___________

                          ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم جميعاً ... العلم النافِع والعمل الصالِح , وأن يجري الحق على أيدينا وأيديكم ... وأن يجعل ما نكتب خالِصاً من الرياء والسمعة لوجهه الكريم ... اللهم آمين
                          "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                          رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                          *******************
                          موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                          ********************
                          "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                          وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                          والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                          (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                          تعليق

                          • زهراء
                            4- عضو فعال
                            • 19 ينا, 2008
                            • 673
                            • مسلمة

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
                            أخي الحبيب الساجِد هذا القوْلُ غيْرُ صحيح .... فمفاضلة المفسرين كانت في السلام .. وليْسَ في شخْصِ النبيينِ ... فالخِلاف في أيهما أفضَل ليس على النبيين الكريميْنِ .. فقد عرفنا أنه لا مفاضلةَ بيْنَ النبيينِ .. وإنما الخِلافُ على أفْْضلِيّةِ السلام ... فأيُّهما أفضل سلامُ يحيى أم سلام المسيحِ ... (السلام عليّ) ..أم (سلامٌ عليْهِ) ..؟!!..


                            وأما إثْباتُ أفضلِيّةِ أحدِهِما على الآخرِ

                            1- فهذا منهيٌّ عنه ... فأن
                            يُعْقَدَ المفاضلة على وجْهِ التعيينِ بين المسيحِ عليْهِ السلام ويحيى عليْهِ السلام فهو تحكُّمٌ باطِل منهي عنه , خروجٌ عن الصراطِ المُسْتقيمِ, وخوْضٌ فيما نُهينا عنْهُ .. وقد قالَ صلّى الله عليْهِ وسلّم لا تخيروا بين الأنبياء، وقال " لا تفضلوا بين أنبياء الله " .. ولو أن من شغَلَ نفْسَهُ بهذِهِ المفاضلةِ التي لن تُفضي لأي نتيجةٍ يُثابُ عليْها وإنما مزيداً من المخالفة والجرأة ... و شغل نفْسَهُ ببيانِ فضْلِهِما لكان أولى ...

                            2- كما أن الحكم بأفضلِيّةِ أحدِهِما بالسلامِ تحكُّمٌ مرفوض ..
                            وتفضيل لا يجوز إلا بعد العلم بجميع الأسباب التي يكون بها هذا فاضلا وهذا مفضولا , لا قبل العلم ببعضها أو بأكثرها أو بأقلها , والتفضيلُ بمجرّد السلامِ تفضيل بالجهل , وإقدام على أمر لا يعلمه الفاعل له , وهو ممنوع منه فإن كان اللهُ عزّ وجلّ لم يُبيِّن لنا بالنص تفضيلَ أحدِهِما على الآخر ... فنتوقف عما سكَتَ الله عنه .... ولا يجوز لنا التعرض لبيان ذلِكَ له إلا ببرهان من الله سبحانه أو من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ..... ولم يرد ما يرشد إلى ذلك فالتعرض لبيانه هو من تفسير القرآن الكريم بمحض الرأي وقد عرفت ما فيه من الوعيد الشديد مع كون ذلك ذريعة إلى التفضيل بين الأنبياء وقد نهينا عنه.

                            3- ومن زعَمَ أن له مُسْتَنَد ... فلا مُستند ... وإنما روايةٌ لم تثبُت ... جاء فيهِ أن عيسى يقول ليحيى أن يحيى أفضلَ منه لأن اللهَ سلّمَ عليْهِ ... وقد عرفنا النهي عن المفاضلةِ بيْنَ الأنبياء.


                            وما نقولُه في فضل النبيينِ ..
                            أن المسيحَ عليْهِ السلام من أولي العزْمِ من الرُّسُل .... وفضْلُ أولي العزْمِ على غيْرِهِم منصوصٌ عليْهِ...
                            وفضْلُ يحيى عليْهِ السلام كذلِكَ منصوصٌ عليْهِ فقد جاء في الحديثِ "ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا "


                            أما إن كان المفاضلةُ في السلاميْنِ : فنُذكِّرُ أن المقارنةَ بيْن السلاميْنِ لا تقْضي بفضْلِ أحدِهِما على الآخر ... والظاهِر أن سلامَ الله على يحيى أعْظَمُ مِن سلامِ عيسى على نفْسِهِ .. وهذا لا يقتضي عظمَةَ يحيى عليْهِ السلام على المسيحِ ... وإلا فالمسيحُ من أولي العزْمِ من الرُّسُل.

                            اما سلامُ الله على يحيى فالظاهِر أنه أفضل من سلامِ المسيحِ على نفسِهِ لأسباب :

                            1- أن سلامَ يحيى كان من اللهِ بيْنما سلام المسيحِ كان من المسيحِ

                            2- وذهب فخر الدين الرازي إلى أن قوله: «سلام عليكم» أكمل من قوله : «السلام عليك» وذلك لأن :
                            1- قوله : «سلام عليك» معناه : سلام كامل تام شريف رفيع عليك . وأما قوله : السلام عليك ، فالسلام لفظ مفرد محلى بالألف واللام ، وأنه لا يفيد إلا أصل الماهية ، واللفظ الدال على أصل الماهية لا إشعار فيه بالأحوال العارضة للماهية وبكمالات الماهية ، وهذا رأي الراي".

                            2- أن السلام من الله دائِماً ياتي في القرآنِ على سبيل التنكير ، كقوله : { وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا فَقُلْ سلام عَلَيْكُمْ }( الأنعام : 54 ) , وقوله : { قُلِ الحمد لِلَّهِ وسلام على عِبَادِهِ الذين اصطفى }( النمل : ) , وفي القرآن من هذا الجنس كثير ... أما لفظ "السلام" بالألف واللام ، فإنما جاء من الأنبياء عليهم السلام ، كقول موسى عليه السلام : { قَدْ جئناك بِآيَةٍ مِن رَّبّكَ والسلامُ على مَنِ اتّبع الهدى } ( طه : 47 ), وفي قصة عيسى عليه السلام قال : { والسلام عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ }( مريم : 33 ) وهذا كلام عيسى عليه السلام .

                            د/ أمير - أ/ الساجد

                            جزاكم الله كل خير .

                            د/ أمير - دائما أنت موجود للرد علي تساؤلاتي .

                            جعلك الله عز و جل في أحسن حال و رفع قدرك في الدارين .
                            غزة في القلب
                            اللهم مكن لنا في الأرض
                            اللهم إنا نبرأ إليك من كل من ساهم في هدر دم المسلمين
                            حسبنا الله و نعم الوكيل
                            اللهم اشف أختي و أبدلها جلدا خيرا من جلدها
                            فلاش متي تغضب
                            موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة

                            تعليق

                            • نصرة الإسلام
                              المشرفة العامة
                              على الأقسام الإسلامية

                              • 17 مار, 2008
                              • 14565
                              • عبادة الله
                              • مسلمة ولله الحمد

                              #15
                              موضوع هام
                              جزاك الله خيراً دكتور أمير
                              فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                              شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                              مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                              لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                              إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                              أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                              خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                              الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                              أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                              <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                              ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              ردود 11
                              40 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                              رد 1
                              28 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 سبت, 2024, 11:33 م
                              ردود 2
                              39 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 7 يول, 2024, 09:50 م
                              ردود 0
                              193 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 يون, 2024, 04:49 ص
                              ردود 2
                              75 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...