هل يستحق نبى الاسلام لقب اشرف المرسلين نعم لهذه الاسباب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابو اسامه المصرى مسلم اكتشف المزيد حول ابو اسامه المصرى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 3 (0 أعضاء و 3 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابو اسامه المصرى
    2- عضو مشارك
    • 28 ديس, 2008
    • 121
    • محامى
    • مسلم

    #1

    هل يستحق نبى الاسلام لقب اشرف المرسلين نعم لهذه الاسباب

    لهذه الاسباب محمد عليه الصلاة والسلام هو خير البشر

    ما اختص به النبى عليه الصلاة والسلام من دون الانبياء والمرسلين فى الدنيا والاخره

    اختص الله سبحانه وتعالى حبيبه ومصطفاه وخير خلقه محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بجمله من الخصائص التى فضله بها على سائر الانبياء والمرسلين ومنها ما هو فى الدنيا وما هو فى الاخره ولذلك ينبغى على كل مسلم ومسلمه ان يعرف هذا الخصائص ليعرف قدر النبى عند الرب العلى فوالله ان قدره لعظيم لذلك قال بن القيم عليه رحمة الله لا يعرف قدر النبى الا الرب العلى وينبغى علينا ان نعرف هذا الخصائص لنبين للدنيا كلها عظيم فضله وشرفه على سائر الخلق ليعرف الذين وقعوا فيه انهم قد وقعوا فى امر عظيم واستحقوا العذاب والخزى فى الدنيا والاخره ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " رواه البخاري . فما بالنا بخير الاولياء واكرمهم على الله
    اولا ما اختص به النبى فى الدنيا دون غيره من الانبياء والمرسلين
    1_ نبوه خاتمه
    من تشريف الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى ختم به النبين والمرسلين فلا نبى بعده فكل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب دجال والختام لا يكون الا بالمسك فكان هو خير النبين والمرسلين وكانت شريعته خير الشرائع ةاعظمها قدرا عند الله تعالى قال الله ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما) سورة الأحزاب - الآية : 40
    2_ رسالة عامه
    ما من نبى او رسول الا وارسله الله لقومه الا محمد عليه الصلاة والسلام ارسله ربنا عز وجل للعالمين لجميع الناس عربهم وعجمهم انسهم وجنهم قال تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) سورة سبأ - الآية : 28 . وقال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) سورة الفرقان - الآية : 1
    3-رحمة مهداه
    اختص الله حبيبه ومصطفاه بان جعله رحمة لجميع الخلائق جميعهم مؤمنهم وكافرهم حتى الدواب اصابتها رحمة النبى عليه الصلاة والسلام قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) سورة الأنبياء - الآية : 107 . وقال تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) سورة التوبة - الآية : 128 . وقال مسلم في صحيحه : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا مروان الفزاري ، عن يزيد بن كيسان ، عن ابن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، ادع على المشركين ، قال : " إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة " . انفرد بإخراجه مسلم .
    ومع الظبيه عندما اطلقها لترضع خشفيها فانطلقت تقول لا اله الا الله محمد رسول الله ومع الجذع عندما بكى لفراقه فنزل واحتضنه وهو من اوصانا حتى بالذبيحه سبحان الله حقا رحمة مهداه
    4_امنة لاصحابه وامته
    اختص الله سبحانه وتعالى حبيبه ومصطفاه بان جعل وجوده بين اصحابه امنة لهم من العذاب بخلاف ما كان يحدث للامم السابقه حيث نزل عليهم العذاب فى وجود انبيائهم بين اظهرهم قال تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
    5_




    العهد والميثاق

    اخذا الله سبحانه وتعالى عهدا على جميع الانبياء والمرسلين من لدن ادم عليه السلام الى المسيح عليه السلام انه اذا ما ظهر النبى العربى الامى محمد بن عبدالله ان تتركوا ما انتم عليه وتتبعوه وتنصروه واخذ الله عليهم ميثاقا وعهدا بذلك قال تعالى واذا اخذ الله ميثاق النبين لما اتيتكم من كتاب وحكمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرونه قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصرى قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين

    6_ القسم بحياته
    من خصائص النبى عليه الصلاة والسلام ان الله اقسم بحياته وهذا القسم يدل على عظم وعلو شرف المقسم به وان حياته لجديرة ان يقسم بها ربنا عز وجل لما فيها من الخير والبركات ولم يثبت هذا لغيره من الانبياء والمرسلين قال تعالى لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون





    7_ نداؤه عليه بصفة النبوة والرساله

    من شرف النبى عليه الصلاة والسلام وعلو مقامه على سائر الانبياء والمرسلين ان الله تعالى ما نادى عليه باسمه مجردا ما قال يا محمد انما قال يا ايها النبى يا ايها الرسول وما اسم محمد عليه الصلاة والسلام فى القرءان الا على صفة الخبر ومقترنا بصفة النبوة والرساله
    8_ نهى المؤمنين عن مناداته باسمه
    من تكريم المولى عز وجل لحبيبه ومصطفاه واعلاء قدره نهى المؤمنين عن مناداته باسمه مجردا كما يفعل الناس مع بعضهم وكما كانت تفعل الامم السابقه مع الانبياء والمرسلين قال تعالى لا تجعلوا داع الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا
    9_الكلم الجامع
    من خصائصه انه بعث بجوامع الكلم وفاق العرب فى فصاحته وبلاغته وبيانه فكان يجمع الامر فى كلمه ويفصل فى كلمه ومما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم فضلت على النبيين بسبت ذكر منها واعطيت جوامع الكلم
    10_ نصر بالرعب
    مما اختص به ربنا عز وجل حبيبه ومصطفاه بان الله تعالى نصره بالرعب وهو الفزع والخوف فكان الله سبحانه وتعالى يلقى الخوف والفزع فى قلوب اعداءه قبل مسيره اليهم بشهر فيتفرقون ونيتشتتون وهى خاصيه لرسول الله عليه الصلاة والسلام حتى وان كان وحده
    11_ مفاتيح خزائن الارض بيده
    اختص الله سبحانه وتعالى النبى عليه الصلاة والسلام بان اعطاه مفاتيح خزائن الارض ولذلك سهل الله له ولامته من بعده افتتاح البلاد واخذ كنوزها وما يؤيد ذلك قوله عليه الصلاة والسلام انى فرط لكم وانا شهيد عليكم وانى والله لانظر الى حوضى الان وانى اعطيت مفاتيح خزائن الارض وانى والله ما اخاف ان تشركوا بعدى ولكنى اخاف عليكم ان تنافسوا فيها رواه البخارى ومسلم
    12_ المغفره لذنوبه
    من خصائصه عليه الصلاة والسلام اخبار المولى عز وجل له بمغفرة ذنوبه ما تقدم منها وماتأخر ولم يكن ذلك لغيره من الانبياء والمرسلين قال تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وقال تعالى الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى انقض ظهرك ومما يعتقده الجهال انه كانت لرسول الله ذنوب يستغفر منها وما كان له ذنب انما استغفاره كان تقربا الى الله وخوفا من ان يكون قد قصر فى البلاغ والدعوه
    13_معجزة خالده
    اختص الله سبحانه وتعالى بمعجزة خالده الى ان تقوم الساعه وهى القرءان الكريم فما من نبى الا وانقضت معجزته وانصرمت فى حياته قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وقال تعالى متحديا الانس والجن قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
    14_ الاسراء والمعراج
    مما اختص به ربنا عز وجل حبيبه ومصطفاه عن غيره من الانبياء والمرسلين الاسراء والمعراج فقد اسرى به ببدنه وروحه يقظة من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى فى جنح الليل ثم عرج به الى السماء الى سدرة المنتهى فرأى من ايات ربه ما شاء له ربه وقدر قال تعالى سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير ووصل النبى عليه الصلاة والسلام الى مقام ومكان ما وصل اليه قبله خلق من خلق الله تعالى وهذا من فضل الله وكرمه ومنه على حبيبه ومصطفاه وهذا ما فضل به النبى عليه الصلاة والسلام على سائر النبيين فى الدنيا
    وومما فضل به عليه الصلاة والسلام على سائر النبيين فى الاخره جمله من الخصائص والفضائل هى
    1_ الفضيله الاولى الوسيله والفضيله
    الوسيله منزله فى الجنه لا تنبغى الا لعبد من عباد الله هو النبى عليه الصلاة والسلام وهى اعلى درجات الجنه قال بن حجر هى المنزله الزائده على سائر الخلق ولذلك قال عليه الصلاة والسلام من سأل لى الوسيله حلت له شفاعتى وقال عليه الصلاة والسلام الوسيله درجه عند الله ليس فوقها درجه فسلوا الله ان يؤتينى الوسيله وقال عليه الصلاة والسلام ان الله رفعنى فى اعلى غرفه من جنات النعيم ليس فوقى الا حملة العرش
    2_ المقام المحمود
    قال بن عباس المقام المحمود هو مقام الشفاعه وعن حذيفه قال فى تفسير قوله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجمع الناس فى صعيد واحد يسمعهم الداعى وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تكلم نفس الا باذن الله قال فينادى محمد فاقول لبيك وسعديك والخير بين يديك ولك واليك لا ملجأ ولامنجى منك الا اليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فذلك المقام المحمود رواه الحاكم ووافقه الذهبى
    3_ الشفاعه العظمى
    مقام الشفاعه العظمى من اعلى المقامات التى فضل بها النبى عليه الصلاة والسلام على سائر الخلق وهى شفاعته فى بدء الحساب كما جاء فى الحديث الطويل فى صحيح مسلم عندما تذهب الخلائق الى ادم فيقول نفسى نفسى ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم المسيح عليهم السلام فيقولون جميعا كما قال ادم فيدلهم عيسى عليه السلام على المختار عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها انا لها فيشفع لهم فى بدء الحساب
    4_ شفاعته فى استفتاح باب الجنه
    مما فضل به عليه الصلاة والسلام ان الجنه لا تفتح الا على يديه فعن انس رضى الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام اتى باب الجنه يوم القيامه فاستفتح فيقول الخازن من انت فاقول محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك رواه مسلم
    5_ شفاعته فى تقديم من لا حساب عليهم من امته فى دخول الجنه اختص ربنا عز وجل النبى عليه الصلاة والسلام فى انه يشفع فى تعجيل دخول الجنه لمن لا حساب عليهم من امته فعن ابى هريره رضى الله عنه قال فى حديث الشفاعه الطويل ان الله تعالى يقول يا محمد سل تعطى واشفع تشفع فارفع راسى فاقول امتى يارب امتى يا رب فيقول يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من ابواب الجنه وهم شركاء للناس فيما سوى ذلك من الابواب رواه البخارى
    6_ شفاعته فى تخفيف العذاب عن ابى طالب
    قال بن حجر وهذا من خصائص النبى عليه الصلاة والسلام الفريده اذا لا شفاعه فى كافر ولكن الله خفف عنه العذاب بحبه وعنايته ورعايته للنبى عليه الصلاة والسلام قال العباس رضى الله عنه للنبى عليه الصلاة والسلام هل نفعت ابى طالب بشئ قال نعم هو فى ضحضاح من نار ولولا انا لكان فى الدرك الاسفل من النار رواه مسلم
    7_ الدعوه المستجابه
    اعطى الله تعالى لكل نبى من الانبياء والمرسلين دعوه مستجابه فتعجل بها الانبياء والمرسلين فى الدنيا الا رسولنا الكريم اختزنها شفاعة لامته فى يوم القيامه وهذا من تمام وكمال شفقته ورحمته بالامه قال عليه الصلاة والسلام لكل نبى دعوه مستجابه فتعجل كل نبى دعوته وانى اختبأت دعوتى شفاعة لامتى يوم القيامه فهى نائله ان شاء الله من مات من امتى لا يشرك بالله شيئا رواه البخارى
    8_ اول من ينشق عنه القبر
    مما اختص به ربنا عز وجل حبيبه ومصطفاه انه اول من ينشق عنه القبر من الخلائق فى يوم القيامه قال عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم يوم القيامه واول من ينشق عنه القبر واول شافع واول مشفع صحيح الجامع
    9_ يحشر الانبياء تحت لوائه
    لانه امامهم وسيدهم كما امهم وصلى بهم فى الدنيا يؤمهم ويسيرون خلفه وتحت لواءه فى الاخره قال عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم ولا فخر يوم القيامة بيدى لواء الحمد ولا فخر وما من نبى من ادم فمن سواه الا تحت لوائى وانا اول شافع واول مشفع
    10_ اكثر الانبياء تبعا يوم القيامه
    امته هى اكثر الامم ولا فخر وهى افضل الامم قال عليه الصلاة والسلام انا اكثر الانبياء تبعا يوم القيامه وانا اول من يقرع باب الجنه صحيح الجامع
    11_ اعطاه الله الكوثر والحوض
    مما فضل به ربنا عز وجل حبيبه ومصطفاه وخير خلقه ومولاه ان اعطاه الكوثر وهو نهر فى الجنه قال تعالى انا اعطيناك الكوثر فصلى لربك وانحر ان شانئك هو الابتر وقال عليه الصلاة والسلام فى الحديث الذى رواه مسلم اتدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله اعلم قال هو نهر اعطانيه ربى فى الجنه عليه خير كثير ترد عليه امتى يوم القيامه انيته عدد الكواكب يختلج منهم العبد فاقول يارب انه من امتى فيقال انك لا تدرى ما احدثوا بعدك جعلنا الله واياكم ممن يشربون من الكوثر بيد النبى عليه الصلاة والسلام شربة لا نظمأ بعدها ابدا
    هذه جملة الفضائل والخصائص التى فضل بها النبى عليه الصلاة والسلام على سائر النبيين فى الدنيا والاخره حشرنا الله واياكم فى زمرته وجعلنا واياكم من اهل سنته ومحبته انه ولى ذلك والقادر عليه ثم انظر الى عظيم اخلاقه ودعوته لحسن الخلق وقوله انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق
    ما تجد سوره فى كتاب الله تعالى الا وفيها من الايات الكثيره التى تحس على حسن الخلق فى كل شئ مع الله ومع النبى ومع الاهل والزوجات ومع الناس ولو قلنا ان الاسلام هو دين تمام وكمال الاخلاق لكان قولنا صادقا صحيحا لا شك فيه قال تعالى مخاطبا حبيبه ومصطفاه والامر ايضا لعموم الامه خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين قال جعفر بن محمد امر من الله تعالى لحبيبه ومصطفاه بجميع مكارم الاخلاق خذ العفو اى اقبل من الناس اعمالهم من غير تخسيس مثل قبول الاعذار والعفو والمساهله وترك الاستقصاء والبحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم وامر بالعرف هو كل معروف واعرفه التوحيد ثم حقوق العبوديه وحقوق العبيد واعرض عن الجاهلين اى ترفع عن جهل الجاهل فلا تقابله بالسفه وقال تعالى وقولوا للناس حسنا اى للناس كلهم مؤمن ومشرك وقال تعالى فقولا له قولا لينا
    وقال تعالى وانك لعلى خلق عظيم وصف من الله تعالى لاخلاق حبيبه ومصطفاه وخير خلقه صلوات ربى وسلامه عليه ودعوه لعموم الامه للتحلى بذلك وقال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهذا من تمام وكمال حسن الاخلاق الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
    سنة النبى عليه الصلاة والسلام وحسن الخلق
    قال تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال عنها الحبر بن عباس ثناء جامع شامل لكل خير من الله سبحانه وتعالى على حبيبه ومصطفاه وما سمعنا ربنا عز وجل اثنى بمثل هذا الثناء على احد من الخلق الا محمد صلوات ربى وسلامه عليه
    وقال انس رضى الله عنه كان رسول الله عليه الصلاة والسلام احسن الناس خلقا متفق عليه وقال انس ما مسست ديباجا ولا حريرا الين من كف النبى عليه الصلاة والسلام ولا شممت ريحا قط اطيب من ريح النبى عليه الصلاة والسلام ولقد خدمت النبى عشر سنين فما قال لى قط اف ولا قال لشئ فعلته لما فعلته ولا لشئ لم افعله الا فعلت كذا متفق عليه
    وسئلت ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها عن خلق النبى عليه الصلاة والسلام فقالت كان خلقه القرءان اى والله كان خلقه القرءان بل الاعجب انه صلى الله عليه وسلم ما عرف عنه فحش القول او الفعل فى جاهليه فكيف فى الاسلام بل لقبوه بالصادق الامين شهادة من اهل الكفر وكانوا على كفرهم قبل ان ينعم عليهم المولى عز وجل بدين التوحيد بانه صادق امين
    النبى عليه الصلاة والسلام يحث الامه على حسن الخلق
    قال عليه الصلاة والسلام اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذى وحسنه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام اثقل شئ فى الميزان حسن الخلق رواه احمد وصححه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام اثقل شئ فى ميزان المؤمن حسن الخلق ان الله يبغض الفاحش المتفحش البذئ رواه بن حبان والبيهقى وصححه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام احب عباد الله الى الله احسنهم خلقا رواه الحاكم وصححه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام افضل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا رواه ابو داود وصححه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم صحيح الجامع
    بل ان النبى عليه الصلاة والسلام سئل عن افضل ما يعطى المرء فقال حسن الخلق رواه احمد وصححه الالبانى بل الاعجب من هذا كله ان الرجل ينال بحسن الخلق اعلى درجات العباد وهو لا يدرى قال عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار رواه بن ماجه وصححه الالبانى بل ان حسن الخلق سبب لبركة الرزق وبركة العمر وبركة العمل قال عليه الصلاة والسلام صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن فى الاعمار رواه احمد وصححه الالبانى بل ان حسن الخلق سبب لمحبة الله تعالى للعبد قال عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال ويحب معالى الاخلاق ويكره سفاسفها وسئل عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يدخل الناس الجنه فقال تقوى الله وحسن الخلق واكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج رواه الترمذى وبن ماجه واحمد وحسنه الالبانى وقال عليه الصلاة والسلام ان من احبكم الى واقربكم منى مجلسا يوم القيامه احاسنكم اخلاقا رواه الترمذى وحسنه الالبانى وسنة النبى عليه الصلاة والسلام مليئه بالاحاديث الداله على حسن الخلق لا يتسع المجال لذكرها جميعا لانها تحتاج الى مجلدات تكتب فيها ويا ليت قومى يعلمون
    مواقف من حسن خلق النبى عليه الصلاة والسلام
    تدبر اخى الكريم ما فى هذه المواقف من عظات وعبر لنتعلم منها جعلنى الله واياك ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
    2_ اخرج مسلم فى صحيحه من حديث انس قال بينما نحن مع رسول الله فى المسجد اذا جاء اعرابى فقام يبول فى المسجد فقال اصحاب رسول الله مه مه فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام لا تزرموه فتركوه حتى بال فدعاه النبى عليه الصلاة والسلام وقال له ان هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا انما هى لذكر الله والصلاه وقراءة القرءان وامر رجلا ان ياتى بدلو من ماء فشنه عليه
    3_ قالت امنا عائشه ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأه ولا خادما الا ان يجاهد فى سبيل الله وما انتقم لنفسه قط
    4_ روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن انس انه قال بينما انا اسير مع رسول الله عليه برد نجرانى غليظ فادركه اعرابى فجبذه بردائه جبذة شديده اثرت فى صفحة عاتق النبى عليه الصلاة والسلام وقال له يا محمد اعطنى من مال الله الذى عندك فليس بمالك ولا مال ابيك فالتفت اليه النبى عليه الصلاة والسلام وضحك ثم امر له بعطاء
    5- موقف النبى عليه الصلاة والسلام مع اهل الطائف انظر كيف رد النبى عليه الصلاة والسلام الاساءة بالاحسان ذهب اليهم يدعوهم للاسلام فسفهوه وعيروه وسلطوا عليه الغلمان والسفهاء يقذفونه بالحجاره حتى سال الدم من قدمه الشريف فارسل الله سبحانه وتعالى ملك الجبال فقال يا رسول الله ان الله ارسلنى وامرنى ان اتامر بامرك فلو امرتنى ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت فقال لا عسى ان يخرج الله من اصلابهم من يقول لا اله الا الله
    6_ اهل مكه انظر ماذا فعلوا برسول الله واصحابه حاربوهم اعتدوا عليهم سلبوا منهم الديار والاموال وبيتوا النيه لقتله صلى الله عليه وسلم واخرجوه من احب ارض الله الى قلبه فلما من الله عليه بفتح مكه ماذا فعل قال لهم ماذا تظنون انى فاعل بكم قالوا اخ كريم وبن اخ كريم قال اذهبوا لا تثريب عليكم يغفر الله لكم فاطلقهم





    كتابة وجمع وترتيب افقر العباد الى عفو ربه ابو اسامه المصرى

    رجاء نشره وتثبيته لنصرة النبى عليه الصلاة والسلام
    التعديل الأخير تم بواسطة "نبيلة"; 3 فبر, 2009, 02:28 ص. سبب آخر: 1-لأجل إضافة التوثيق إلى الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة.
  • "نبيلة"
    2- عضو مشارك

    • 8 أكت, 2008
    • 178
    • مسلمة سنّية

    #2
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    أخي ابو اسامة المصري جزاك الله خيرا على الموضوع ، لكنك للأسف لم توثق الآيات القرآنية ، و لا الأحاديث النبوية الشريفة ، و لا أقوال العلماء ..


    و لقد بدأت بتعديل مشاركتك بإضافة التوثيق إلى الاستشهادات التي استدللت بها، لكن بسبب مشاكل النت لم أتمكن من إتمام هذا التوثيق ، و سأكمله لاحقا إن شاء الله تعالى ..




    تعليق

    • بوخالد
      1- عضو جديد
      • 1 فبر, 2009
      • 49
      • طالب
      • مسلم

      #3
      عليك الصلاة و السلام يا اشرف المرسلين

      تعليق

      • عماد الشيمي
        0- عضو حديث
        • 21 يول, 2008
        • 20
        • خطاط
        • الحب في الله

        #4
        عليك الصلاة و السلام يا اشرف المرسلين يا حبيبي يا رسول الله

        تعليق

        • السيف العضب
          1- عضو جديد
          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى

          • 25 ينا, 2009
          • 76
          • مسلم

          #5
          عليه أفضل الصلاة والسلام ..
          منتديات تهمك

          تعليق

          • ابو اسامه المصرى
            2- عضو مشارك
            • 28 ديس, 2008
            • 121
            • محامى
            • مسلم

            #6
            حياكم الله جميعا
            اختى الفاضله لو راجعتى ستجدين اننى ذكرت غالب سند الاحاديث اما مسألة ذكر السور فالحمد لله انا اكتب من حفظى واعتقد انك لن تجدين خطأ واحدا فى ايه باذن الله وعامة جزاك الله خيرا اكملى المهمه واحب ان انوه عن شئ هذه الموضوعات هى من خطبى فى مسجدى بارض بمصر والحمد لله انا اخذت العلم الشرعى من ابواب تلزمنى بالتحرى عن الصحيح دائما ورحم الله من اهدى الى عيبا
            ابو اسامه المصرى

            تعليق

            • صدقة طيبة
              0- عضو حديث
              • 26 يون, 2009
              • 6
              • كيميائية
              • مسلم

              #7
              صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا

              تعليق

              • ayatmenallah
                13- عضو مقدام
                حارس من حراس العقيدة
                • 22 سبت, 2009
                • 2383
                • مدرس
                • مسلم

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الاخ الفاضل ابو اسامه المصرى

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                ان من عظيم خلق النبى صلى الله عليه وسلم هو دفاعه عن انبياء الله ورسله وتقديسهم وتطهيرهم مما نسب اليهم من باطل وصدق الله العظيم

                {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم


                تعليق

                • وما توفيقى الا بالله 2
                  2- عضو مشارك
                  • 22 أغس, 2009
                  • 245
                  • طالب
                  • مسلم

                  #9
                  عليه افضل الصلاة والسلام

                  تعليق

                  • ummabdu
                    2- عضو مشارك
                    • 23 ديس, 2008
                    • 171
                    • .
                    • muslim

                    #10
                    صلى الله عليه وسلم

                    تعليق

                    • ابن العقيده
                      2- عضو مشارك
                      • 11 نوف, 2009
                      • 246
                      • باحث نشط في الكتاب المقدس
                      • ان الدين عند الله الاسلام

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      اولا
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      الرسول صلى الله عليه وسلم
                      يستحق هذه الرتبه لاجل مكارمه ....أول الاشياء المقربه لذلك
                      انه خليل الله فعندما يخالل الله شخصاً فهذا الشخص عظيم ...ومعنى يخالل الله أي أن الله يحبه ويفضله
                      والمعنى الاوضح يفضله .....
                      أحببت أن أهديك ذلك الرابط
                      أنا عندي مجموعة روابط من يريد الاستفاده يا اخوه يراسلني

                      من مكارم الرسول
                      http://mohamedrasoulolah.jeeran.com/empty_page_-_مكارمه.html



                      الإرفاق بالأسرى

                      عندما فتح الإمام علي (عليه السلام) خيبر أخذ فيمن أخذ صفيّة بنت حييّ بن أخطب فدعا بلالا فدفعها إليه، وقال له: يا بلال لا تضعها إلاّ في يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى يرى فيها رأيه.

                      فأخرجها بلال ومرّ بها في طريقه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على القتلى، فكادت تزهق روحها جزعاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا علم بذلك: أنُزعت منك الرحمة يابلال؟
                      ثمّ عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها الإسلام، فأسلمت، فاصطفاها لنفسه ثمّ أعتقها وتزوّجها، فكانت امرأة مؤدّبة[1].


                      من مكارم رسول الله (صلى الله عليه وآله)

                      إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يهدر دم أحد إلا إذا كان مستحقاً للقتل لعظيم جرمه، وكانوا قلة، كقاتل عمه حمزة، ومع ذلك فإن أكثرهم استأمن لهم بعض معارفهم، فأمنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرجوا من استتارهم، وجاءوا إليه (صلى الله عليه وآله) وأسلموا على يديه، فقبل إسلامهم وعفا عنهم.

                      وكان أحد هؤلاء: صفوان بن اُميّة، وقد فرّ يومئذ، فاستأمن له عمير بن وهب الجمحي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمنه، وأعطاه عمامته التي دخل بها مكّة.

                      فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فردّه وقال: ياصفوان، اذكر الله في نفسك أن تهلكها، فهذا أمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جئتك به.

                      فقال صفوان، وهو يستبعد ذلك حسب رأيه وحسب الموازين الحاكمة في الجاهلية سابقاً: اُغرب عنّي فلا تكلّمني.

                      فقال له عمير، وهو يريد أن يطمئنه: أي صفوان اُعلمك أنّ أفضل الناس وأبرّ الناس وخير الناس ابن عمّك، عزّه عزّك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك.

                      فقال صفوان، وهو يبدي ما في قرارة نفسه وما انطوى عليه الجاهليون من الغدر: إنّي أخافه على نفسي.

                      فقال له عمير: انّه ليس كما تتصوّر، بل هو أحلم من ذلك وأكرم.

                      فاطمأنّ صفوان لما أراه عمير عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي بعثها إليه علامة لأمانه.

                      فرجع معه حتّى وقف به على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذا يزعم أنّك أمّنتني؟

                      فقال (صلى الله عليه وآله): صدق.

                      قال: فاجعلني بالخيار شهرين.

                      قال (صلى الله عليه وآله): أنت بالخيار أربعة أشهر.


                      مع عكرمة بن أبي جهل

                      وكذلك من الأشخاص الذين أُستأمن لهم فآمنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عكرمة بن أبي جهل، حيث استأمنت له زوجته اُمّ حكيم بنت الحارث بن هشام وأخبرت زوجها بذلك وهي تقول له: جئتك من عند أوصل الناس، وأبرّ الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك وقد استأمنت لك فآمنك.

                      فجاء معها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسلم على يديه، ثمّ قال: يا رسول الله مرني بخير ما تعلم فاعمله.

                      قال (صلى الله عليه وآله): قل أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وجاهد في سبيل الله.

                      عفوه عن ابن الزبعرى

                      ينقل إن عبد الله بن الزبعرى كان يهجو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعظم القول فيه والوقيعة في المسلمين، وعندما فتحت مكّة فرّ منها، وبعد أن عرف أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) رسول الرحمة والإنسانية رجع إلى مكّة واعتذر من الرسول (صلى الله عليه وآله) ممّا بدا منه.

                      فقبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عذره وأمر له بحلّة، وعلى أثر ذلك أسلم، وأنشد شعراً يقول فيه:

                      ولقد شهدت أنّ دينك صادق***حقّاً وإنّك في العباد جسيم

                      والله يشهد أنّ أحمد مصطفى***مستقبل في الصالحين كريم

                      وقال أيضاً:

                      فالآن أخضع للنبي محمّد***بيد مطاوعة وقلب نائب

                      ومحمّد أوفى البريّة ذمّة***وأعزّ مطلوب وأظفر طالب

                      هادي العباد إلى الرشاد***وقائد للمؤمنين بضوء نور الثاقب

                      إنّي رأيتك يا محمّد عصمة ***للعالمين من العذاب الواصب[2]


                      يهودي يحبس الرسول (صلى الله عليه وآله)

                      عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال: إنّ يهودياً كان له على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنانير، فتقاضاه.

                      فقال (صلى الله عليه وآله) له: يا يهودي، ما عندي ما أعطيك.

                      فقال: فإنّي لا اُفارقك يا محمّد حتّى تقضيني.

                      فقال: إذن أجلس معك.

                      فجلس (صلى الله عليه وآله) معه حتّى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخر والغداة، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتهدّدونه ويتواعدونه.

                      فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم فقال: ما الذي تصنعون؟

                      فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟

                      فقال: لم يبعثني ربّي عز وجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره.

                      فلمّا علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وشطر مالي في سبيل الله[3].

                      الإسلام والسجون


                      من الشواهد على أنّ الإسلام يتبع أُسلوب اللاّعنف إنّه لم يكن للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) سجن اطلاقاً، بل كان إذا أراد أن يودع أحداً في السجن ليوم أو لأيّام معدودات ـ أقلّ من أصابع اليد ـ كان يحفظه في دار كانت بباب المسجد.

                      وقد بقي هذا القانون حتّى زمان أبي بكر أمّا في زمان عمر فقد استأجر داراً وجعلها سجناً ليوم أو لبعض الأيّام لأشخاص قلّة[4].

                      بل حتّى الأُسراء لم يودعهم الإسلام في السجون أو المعسكرات وإنّما كانوا مطلقين، فمن شاء منهم أن يذهب إلى بلده ومن شاء منهم أن يبقى في المدينة المنوّرة، وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً))[5]. حيث كان الأسير يسير بحريته.

                      عفوه (صلى الله عليه وآله) عن الأعرابي

                      عن جابر بن عبد الله: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) نزل تحت شجرة فعلّق بها سيفه ثمّ نام، فجاء أعرابي فأخذ السيف وقام على رأسه، فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله).

                      فقال الرجل: يا محمّد من يعصمك الآن منّي؟

                      قال: الله تعالى.

                      فرجف وسقط السيف من يده.

                      وفي خبر آخر: إنّه بقي جالساً زماناً ولم يعاقبه النبي (صلى الله عليه وآله)[6].


                      رحلته (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف

                      لمّا اشتدّ بلاء قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقيب وفاة ناصره وحاميه أبي طالب (عليه السلام) عانى الرسول (صلى الله عليه وآله) من سفهاء قريش ما عاناه، حيث إنّهم تجرّؤوا عليه وكاشفوه بالأذى ونالوا منه ما لم ينل قومه في مكّة.

                      وقد كان معه آنذاك زيد بن حارثة مولاه، فأقام بينهم في الطائف عشرة أيّام لا يدع أحداً من أشرافهم إلاّ جاءه وكلّمه.

                      فقالوا: أخرج من بلادنا، وأغرّوا به سفهاءهم، فأخذوا يرجمون عراقيبه (صلى الله عليه وآله) بالحجارة حتّى اختضبت نعلاه بالدماء.

                      وكان (صلى الله عليه وآله) إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض فيأخذونه بعضديه ويقيمونه، فإذا مشى رجموه وهم يضحكون، بينما كان زيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتّى لقد شجّ في رأسه شجاجاً، وما زالوا به حتّى ألجئوه إلى حائط لابنيّ ربيعة: عتبة وشيبة.

                      فعمد إلى الظلّ وانصرف عنه السفهاء، فأخذ (صلى الله عليه وآله) يناجي ربّه ويدعوه بالدعاء المأثور قائلا (صلى الله عليه وآله): «اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، وربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى عدوّ بعيد يتجهّمني، أو إلى عدوّ ملّكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا اُبالي، غير أنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك».

                      فلم يدع على القوم أبداً، بل كان يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.


                      اللاّعنف في غزوة أُحد

                      عندما انكشف المسلمون يوم اُحد وانهزموا، عمد المشركون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرشقوه بالحجارة حتّى شجّ في وجهه وكلّمت شفته السفلى، وكادوا أن يقتلوه (صلى الله عليه وآله) لولا حفظ الله تعالى له.

                      فقام (صلى الله عليه وآله) رافعاً يديه نحو السماء وهو يقول: إنّ الله اشتدّ غضبه على اليهود حين قالوا: عزير ابن الله، واشتدّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله، وانّ الله اشتدّ غضبه على من أراق دمي، وآذاني في عترتي.

                      وفي الحديث: انّه (صلى الله عليه وآله) كلّما سال الدم على وجهه المبارك تناوله بيده فرمى به في الهواء، فلا يرجع منه شيء.

                      وقد قيل له (صلى الله عليه وآله): ألا تدعو عليهم؟

                      فقال (صلى الله عليه وآله): اللهمّ اهد قومي فإنّهم لا يعلمون.

                      ثمّ كان يقول (صلى الله عليه وآله) أسفاً عليهم: كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله.

                      عفوه عن هبّار

                      روي أنّ هبار بن الأسود كان ممّن عرض لزينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خرجت من مكّة إلى المدينة، حيث روعها هبّار بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملاً فلما رجعت طرحت ذا بطنها، وكانت من خوفها رأت دماً وهي في الهودج، فلذلك أباح الرسول (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة دم هبّار بن الأسود، ففرّ هبّار.

                      ثمّ قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة ـ ويقال أتاه بالجعرانة حين فرغ من حنين ـ فمثّل بين يديه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّك رسول الله (صلى الله عليه وآله).

                      فقبل الرسول (صلى الله عليه وآله) إسلامه وعفا عنه[7].


                      مع ابنة الطائي

                      وفي التاريخ: انّه هجم جند الإسلام على جبل طي وفتحوه وأخذوا الأسرى إلى المدينة، فكانت بنت حاتم الطائي فيهم.

                      فمرّ بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقامت إليه وقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنُن عليّ منّ الله عليك.

                      فلم يجبها الرسول (صلى الله عليه وآله).

                      وفي اليوم الثالث أشار لها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن تعيد طلبتها.

                      فقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن عليَّ منَّ الله عليك.

                      فعفى النبي (صلى الله عليه وآله) عنها وقال: لا تعجلي بخروج حتّى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتّى يبلغك إلى بلادك.

                      ولمّا قدم من قومها من تثق بهم قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ.

                      فكساها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطاها نفقة، فخرجت معهم حتّى قدمت الشام.

                      اللاّعنف مع الأعرابي


                      روي عن أنس أنّه قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتّى أثّرت حاشية البرد في صفحة عاتقه (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال: يا محمّد احمل لي على بعيريَّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنّك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك.

                      فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال: المال مال الله وأنا عبده.

                      ثمّ قال: ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي؟

                      قال: لا.

                      قال: لِمَ؟

                      قال: لأنّك لا تكافئ بالسيّئة الحسنة.

                      فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر[8].

                      مع عبد الله بن أبي اُميّة

                      جاء في تفسير قوله تعالى: ((وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الأرض يَنْبُوعاً))[9] أنّها نزلت في عبد الله بن أبي اُميّة أخي اُمّ سلمة (رحمة الله عليها).

                      وذلك أنّه قال هذا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكّة قبل الهجرة، فلمّا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فتح مكّة استقبله عبد الله بن أبي اُميّة فسلّم، فلم يردّ عليه السلام وأعرض عنه ولم يجبه بشيء، وكانت اُخته اُمّ سلمة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل إليها فقال: يا اُختي إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قبل إسلام الناس كلّهم وردّ إسلامي، فليس يقبلني كما قبل غيري.

                      فلمّا دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على اُمّ سلمة قالت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله! سعد بك جميع الناس إلاّ أخي من بين قريش والعرب رددت إسلامه وقبلت إسلام الناس كلّهم.

                      فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا اُمّ سلمة إنّ أخاك كذّبني تكذيباً لم يكذّبني أحد من الناس، هو الذي قال لي: «لن نؤمن لك حتّى تفجّر لنا من الأرض ينبوعاً».

                      فقالت اُمّ سلمة: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ألم تقل: الإسلام يجبّ ما كان قبله؟

                      قال: نعم.

                      فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إسلامه[10].


                      اليوم يوم المرحمة

                      إحدى الشواهد المهمّة الدالّة على أنّ الإسلام يدعو إلى اللاّعنف هي المواقف المهمّة التي اتّخذها رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) إثر فتح مكّة المكرّمة.

                      فلمّا دخل المسلمون مكّة كانت إحدى الرايات في يد سعد بن عبادة وهو ينادي برفيع صوته: اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحلّ الحرمة. يا معشر الأوس والخزرج، ثأركم يوم الجبل.

                      فأتى العبّاس النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بمقالة سعد.

                      فقال (صلى الله عليه وآله): ليس بما قال سعد شيء، ثمّ قال للإمام علي (عليه السلام): أدرك سعداً فخذ الراية منه وأدخلها إدخالا رفيقاً.

                      فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الراية منه وأخذ ينادي برفيع صوته: اليوم يوم المرحمة.. اليوم تصان الحرمة[11].

                      أخ كريم وابن أخ كريم


                      وبعد أن فتح الجيش الإسلامي مكّة المكرّمة تجلّت أيضاً عظمة الإسلام وانبرت حقيقته الناصعة الداعية إلى اللين واللاّعنف ونبذ العنف والبطش..

                      فبعد أن كان أسياد قريش يتفنّون في إيذاء النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه دار فلك الزمان وانقلبت الموازين وإذا بنفس هؤلاء الأسياد يمتثلون بين يدي رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله) وينظرون ما هو صانع بهم..

                      فيا ترى ماذا صنع معهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

                      فهل ردّ إساءتهم بمثلها؟

                      أم ماذا؟

                      يقول المؤرخّون: لمّا دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنّون أنّ السيف لا يرفع عنهم، أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيت وأخذ بعضادتي الباب ثمّ قال: لا إله إلاّ الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده.

                      ثمّ قال: ما تظنّون؟

                      وما أنتم قائلون؟

                      فقال سهيل بن عمرو: نقول خيراً ونظنّ خيراً، أخ كريم وابن عمّ.

                      قال: فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، ألا إنّ كلّ دم ومال ومأثرة كان في الجاهلية فإنّه موضوع تحت قدمي[12].

                      هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)


                      روي انّه بعد ما قتل وحشي حمزة سيد الشهداء عم النبي (صلى الله عليه وآله) بعث وحشي جماعة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) انّه ما يمنعنا من دينك إلاّ أنّنا سمعناك تقرأ في كتابك أنّ من يدعو مع الله إلهاً آخر ويقتل النفس ويزني يلق آثاماً ويخلّد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كلّه؟

                      فبعث (صلى الله عليه وآله) إليهم بقوله تعالى: ((إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً))[13].

                      فقالوا نخاف أن لا نعمل صالحاً؟

                      فبعث إليهم (صلى الله عليه وآله): ((إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ))[14].

                      فقالوا: نخاف ألاّ ندخل في المشيئة.

                      فبعث إليهم (صلى الله عليه وآله): ((يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً))[15].

                      فجاءوا وأسلموا.

                      فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي قاتل حمزة: غيّب وجهك عنّي فإنّني لا أستطيع النظر إليك.

                      وهذا منتهى ما قال له الرسول (صلى الله عليه وآله).

                      الإمام علي (عليه السلام) واللاعنف


                      على خطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطبق منهجيته المؤكّدة على اللاّعنف سار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) واحتذى بخطاه المباركة حيث انّه (عليه السلام) راح يقدّم للبشرية جمعاء أعظم دروس في اللاّعنف التي بقي صداها يدوّي حتّى هذا اليوم في شتّى أنحاء العالم.

                      إنّ من يتمعّن في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) العطرة ويتأمّل مواقفه الخالدة يتجلّى له كالصبح لذي عينين، أنّه (عليه السلام) كان يدعو بشكل حثيث إلى اللاّعنف والعفو والسلام، وكان يعتمد على اللين والصفح الجميل، فمن تلك المواقف الخالدة التي قدّمها أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجال اللاّعنف هو:

                      الإمام علي (عليه السلام) وصاحب التمر

                      عن أبي مطر البصري: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّ بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال (عليه السلام): يا جارية ما يبكيك؟

                      فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمراً فأتيتهم به فلم يرضوه، فلمّا أتيته به أبى أن يقبله.

                      قال: يا عبد الله إنّها خادم وليس لها أمر، فاردد إليها درهمها وخذ التمر.

                      فقام إليه الرجل فلكزه[16]!.

                      فقال الناس: هذا أمير المؤمنين!.

                      فربى الرجل[17] واصفرّ وأخذ التمر وردّ إليها درهمها، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين ارضِ عنّي.

                      فقال (عليه السلام): ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك[18].


                      مع ابن الكوّاء

                      هناك واقعة أخرى يتجلّى فيها مدى سماحة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعدم عنفه التامّ حتّى في قبال من يرميه بالشرك الذي يعدّ من الكبائر.

                      ففي أحد الأيّام كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلّي صلاة الصبح فقال ابن الكوّاء من خلفه: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ))[19].

                      فأنصت الإمام علي (عليه السلام) تعظيماً للقرآن حتّى فرغ من الآية، ثمّ عاد (عليه السلام) في قراءته.

                      ثمّ أعاد ابن الكوّاء الآية، فأنصت الإمام علي (عليه السلام) أيضاً، ثمّ قرأ.

                      فأعاد ابن الكوّاء، فأنصت الإمام علي (عليه السلام) ثمّ قال: ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ))[20] ثمّ أتمّ السورة وركع[21].

                      قد عفونا عنك


                      بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى لبيد بن عطارد التميمي في كلام بلغه، فمرّ به أمير المؤمنين (عليه السلام) في بني أسد، فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فأتوه به، وأمر به أن يضرب، فقال له: نعم والله إنّ المقام معك لذلّ، وإنّ فراقك لكفر.

                      فلمّا سمع ذلك منه قال (عليه السلام): قد عفونا عنك إنّ الله عز وجل يقول: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ))[22].

                      أمّا قولك إنّ المقام معك لذلّ فسيّئة اكتسبتها، وأمّا قولك إنّ فراقك لكفر فحسنه اكتسبتها فهذه بهذه[23].

                      عفو عن ذنب

                      بلغ من التزام أمير المؤمنين (عليه السلام) باللاّعنف إنّه حتّى مع الخوارج لم يلجأ إلى القوّة معهم وإنّما عكف على نصيحتهم وتذكيرهم بالحقّ ولكنّهم أبوا إلاّ محاربة المسلمين فحينذاك دافع الإمام (عليه السلام) عن الأمة.

                      ففي أكثر من مرّة يعاود متعصّبي الخوارج إساءتهم وتجاسرهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) إلاّ أنّه (عليه السلام) كان يلتزم باللاّعنف في قبالهم، فضلا عن ذلك كان يحثّ المسلمين إلى عدم التعرّض لهم.

                      فقد نُقل انّه مرّت امرأة جميلة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فرمقها القوم بأبصارهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّ ابصار هذه الفحول طوامح وإنّ ذلك سبب هناتها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجّبه فليمس أهله، فإنّما هي امرأة كامرأة.

                      فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه!

                      فوثب القوم ليقتلوه، فقال (عليه السلام): رويداً إنّما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب[24].


                      ليس لك عندي إلاّ ما تحبّ

                      بين الفترة والأخرى كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يشرع بنصيحة الذين تقمصوا الخلافة ويرشدهم إلى درب الصواب، ولكنهم غالباً لم يلتزموا.

                      يقول قنبر مولى أمير المؤمنين (عليه السلام): دخلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) على عثمان فأحبّ الخلوة فأومأ إليّ بالتنحّي فتنحّيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتبه، وهو مطرق رأسه، وأقبل إليه عثمان، فقال: ما لك لا تقول؟

                      فقال (عليه السلام): ليس جوابك إلاّ ما تكره، وليس لك عندي إلاّ ما تحبّ، ثمّ خرج قائلا:

                      ولو أنّني جاوبته لأمضّه***نوافذ قولي واختصار جوابي

                      ولكنّني أغضي على مضض الحشا***ولو شئت أقداماً لأنشبّ نابي

                      قل أستغفر الله وأتوب إليه

                      نُقل انّه جيء بموسى بن طلحة بن عبيد الله، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قل: «أستغفر الله وأتوب إليه» ثلاث مرّات، وخلّى سبيله، وقال: اذهب حيث شئت، وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه، واتّق الله فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك[25].


                      عفوت وصفحت

                      جاء في التاريخ: إنّ الإمام علي (عليه السلام) كان إذا صلّى الفجر لم يزل معقّباً إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الناس، فيعلّمهم الفقه والقرآن، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك.

                      فقام (عليه السلام) يوماً فمرّ برجل، فرماه بكلمة هجا فيها الإمام (عليه السلام)، فرجع عوده على بدئه، وأمر فنودي: الصلاة جامعة.

                      ثمّ صعد (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيّها الناس إنّه ليس شيء أحبّ إلى الله ولا أعمّ نفعاً من حلم إمام وفقهه، ولا شيء أبغض إلى الله ولا أعمّ ضرراً من جهل إمام وخرقه، ألا وإنّه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من الله حافظ، ألا وإنّه من أنصف من نفسه لم يزده الله إلاّ عزّاً، ألا وإنّ الذلّ في طاعة الله أقرب إلى الله من التعزّز في معصيته، ثمّ قال: أين المتكلّم آنفاً؟

                      فلم يستطع الإنكار، فقال: ها أنذا يا أمير المؤمنين.

                      فقال: أما إنّي لو أشاء لقلت.

                      فقال الرجل: إن تعفو وتصفح فأنت أهل لذلك؟

                      فقال: عفوت وصفحت[26].

                      من أين الرجل؟


                      حاول معاوية بن أبي سفيان مراراً قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد أسرّ إلى بعض خاصّته أنّ من قتل علياً فله عشرة آلاف دينار.

                      فانبرى لذلك أحدهم، ولكنّه تراجع في اليوم التالي، معتذراً منه، وقال: أسير إلى ابن عمّ رسول الله، وأبي ولديه، وأقتله؟

                      لا والله.. لا أفعل!

                      فزيّد معاوية الأجر، فجعله عشرين ألف دينار.

                      فقبله أحدهم، لكنّه ـ هو الآخر ـ تراجع وامتنع.

                      فزيّده إلى ثلاثين ألف، فقبل المهمّة رجل من «حمير»، وخرج من الشام قاصداً الكوفة.

                      فجاء حتّى دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة، وعليه ثياب السفر، فقال له الإمام: من أين الرجل؟

                      قال: من الشام.

                      وكانت عند الإمام (عليه السلام) أخباره، فاستنطقه، فاعترف، فقال له الإمام (عليه السلام): فما رأيك الآن؟ أتمضي إلى ما اُمرت به؟ أم ماذا؟

                      فقال الرجل: لا..

                      ولكنّي أنصرف.
                      فقال الإمام لقنبر: يا قنبر أصلح راحلته، وهيّئ له زاده، وأعطه نفقته[27]

                      يا أيّها المدّعي لما لا يعلم

                      روي أنّ قوماً حضروا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب بالكوفة ويقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا لا أُسأل عن شيء دون العرش إلاّ أجبت فيه، لا يقولها بعدي إلاّ مدّع أو كذّاب مفتر.

                      فقام إليه رجل من جنب مجلسه، وفي عنقه كتاب كالمصحف، وهو رجل آدم ظربّ طوال جعد الشعر، كأنّه من يهود العرب، فقال رافعاً صوته للإمام علي (عليه السلام): يا أيّها المدّعي لما لا يعلم والمتقدّم لما لا يفهم أنا سائلك فأجب.

                      قال: فوثب إليه أصحاب الإمام (عليه السلام) وشيعته من كلّ ناحية وهمّوا به.

                      فنهرهم الإمام علي (عليه السلام) وقال: دعوه ولا تعجلوه، فانّ العجل والطيش لا يقوم به حجج الله، ولا بإعجال السائل تظهر براهين الله تعالى.

                      ثمّ التفت إلى السائل فقال: سل بكلّ لسانك ومبلغ علمك اُجبك إن شاء الله تعالى بعلم لا تختلج فيه الشكوك، ولا تهيجه دنس ريب الزيغ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم[28].

                      مع أبي هريرة


                      جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أبو هريرة وكان يكلّم فيه ـ وأسمعه في اليوم الماضي[29] ـ وسأله حوائجه فقضاها، فعاتبه أصحابه على ذلك، فقال (عليه السلام): إنّي لأستحي أن يغلب جهله علمي وذنبه عفوي ومسألته جودي[30].

                      أمنت عقوبتك

                      دعا أمير المؤمنين (عليه السلام) غلاماً له مراراً فلم يجبه، فخرج فوجده على باب البيت، فقال: ما حملك على ترك إجابتي؟

                      قال: كسلت عن إجابتك، وأمنت عقوبتك.

                      فقال: الحمد لله الذي جعلني ممّن تأمنه خلقه، امض فأنت حرّ لوجه الله[31].

                      هكذا هو اللاّعنف


                      عندما قاتل معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرج عليه جائراً، استولى عسكر معاوية على الماء وأحاطوا بشريعة الفرات، فقال له رؤساء الشام: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشاً.

                      وبالفعل، حينما سألهم الإمام علي (عليه السلام) وأصحابه أن يسوّغوا لهم شرب الماء قالوا: لا والله ولا قطرة حتّى تموت ظمئاً كما مات ابن عفّان.

                      ولمّا رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه الموت لا محالة تقدّم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، حتّى أزالهم عن مراكزهم، وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب معاوية في الفلات لا ماء لهم.

                      فقال للإمام (عليه السلام) أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي، فلا حاجة لك إلى الحرب.

                      فقال: لا والله لا اُكافيهم بمثل فعلهم، افسحوا لهم عن بعض الشريعة[32].

                      اللاّعنف حتى مع قاتله


                      حينما ضرب ابن ملجم (لعنه الله تعالى) أمير المؤمنين (عليه السلام) على رأسه تلك الضربة التي انهدّت منها أركان السماوات، بقي الإمام (عليه السلام) يغشى عليه ويفيق، وفي تلك اللحظات الحرجة أفاق (عليه السلام)، فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): هذا عدوّ الله وعدوّك ابن ملجم قد أمكننا الله منه وقد حضر بين يديك.

                      ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) عينيه ونظر إليه وقال له بضعف وإنكسار صوت: يا هذا لقد جئت عظيماً وارتكبت أمراً عظيماً وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنتُ لك حتّى جازيتني بهذا الجزاء؟

                      ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في اعطائك؟

                      ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخلّيت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنّك قاتلي لا محالة؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك علّ أن ترجع عن غيّك، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء.

                      فدمعت عينا ابن ملجم (لعنه الله تعالى) وقال: يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار؟

                      فقال له: صدقت.

                      ثمّ التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد صارتا في اُمّ رأسه وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً.

                      فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): يا أبتاه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق

                      فيه؟

                      فقال له: نعم يا بني! نحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا، بحقّي عليك أطعمه يا بني ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، فإن أنا متّ فاقتصّ منه ولا تحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
                      وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً.

                      ننتقل الى اله النصارى
                      6 -
                      لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير . لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم

                      لايقصد هنا الكلاب ولا الخنازير انما قصد الامم لا نها ليست من بني اسرائيل

                      استباحة القتل
                      متى 5
                      21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم 22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا (يا تافه أو يا احمق) يكون مستوجب المجمع

                      استباحة قتل

                      عد 31:17
                      فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال . وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.

                      يا اخي ما اظلم هذا الرب ابن الزنا ما ذنبه في زنا اباه وامه انظر لاله النصارى

                      رؤيا يوحنا 2
                      22 ها انا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة ان كانوا لا يتوبون عن اعمالهم.23 واولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب اعماله .



                      يسوع المحبه يحبب في الانتحار

                      مت 16:25
                      فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها . ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها

                      جاء في إنجيل مرقس

                      مرقس 16
                      18 يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون



                      فهنا نجد ثلاثة علامات للإيمان وهم :
                      1) حمل الأفاعي
                      2) شرب السموم القاتلة
                      3) شفاء المرضى بوضع الأيدي

                      اليسوع يطلب منا الحفاظ على اجسادنا

                      متى 5
                      30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك . لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم .

                      يسوع ينصحنا ببتر خصيانا ولو أني مسيحي لم أكن لاطبق تلك النصيحه لو فتحت لي ابواب الجنه ...لان دخول الملكوت في النصرانيه ليس بالروح انما بالجسد

                      يسوع ينصحكم ببتر أعضائكم الذكرية .

                      متى 19
                      12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل


                      هذا ما استطعت به الافاده
                      والله ولي التوفيق



                      تعليق

                      • ابو اسامه المصرى
                        2- عضو مشارك
                        • 28 ديس, 2008
                        • 121
                        • محامى
                        • مسلم

                        #12
                        حيا الله الاخوه والاخوات وجزاكم خيرا على المرور
                        ابو اسامه

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        مواضيع من نفس المنتدى الحالي

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 21 يول, 2012, 07:32 م
                        ردود 97
                        13,783 مشاهدات
                        0 ردود الفعل
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                        ابتدأ بواسطة ياسر جبر, 18 أكت, 2010, 01:19 ص
                        ردود 65
                        14,677 مشاهدات
                        1 رد فعل
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                        ابتدأ بواسطة نصرة الإسلام, 8 يول, 2012, 01:03 ص
                        ردود 47
                        35,189 مشاهدات
                        0 ردود الفعل
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                        ابتدأ بواسطة محب رسول الله, 25 ماي, 2007, 08:34 م
                        ردود 26
                        25,513 مشاهدات
                        0 ردود الفعل
                        آخر مشاركة الفضة
                        بواسطة الفضة
                        ابتدأ بواسطة Alaa El-Din, 3 فبر, 2007, 08:14 م
                        ردود 21
                        157,958 مشاهدات
                        0 ردود الفعل
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                        يعمل...