تويت
يقول تشالنجر :
"القرآن يعلم تغيير اليمين حسب المنفعة .. هل هذا تعليم جيد ؟؟؟ "
وذلك حول قوله تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ )
نقول بنعمة الله تعالى :
1- القرآن يؤدبنا بأحسن الآداب وأكرمها عند الله تعالى ، وما في القرآن كله من تعاليم هي لصالح المجتمع ككل ولا تميل إلى جانب وتترك جانباً آخر ، ولا تنظر إلى مصلحة دون أخرى وقد ذكرت جملة (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ) في آيتين هما :
(لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [البقرة 225]
(لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة 89]
2- من الملاحظ أن كثيراً من النقاط التشريعية التى ذكرتها سورة البقرة فصلتها سورة المائدة ، ومنها هذه النقطة.
3- يقول تشالنجر : بدلاً من أن يقول القرآن "لا تحلفوا" فإنه يعلم كيف يمكن أن نحلف ثم نتراجع ببساطة وذلك حسب تغيير المنفعة واختلاف المصالح وأن ذلك يؤدي إلى النفاق الاجتماعي. وغاب عنه - وعن كل أعمى البصيرة - أن الإسلام دين اجتماعي ، لا يتم الفصل فيه بين الدين والدنيا ، مخاطب للنفس البشرية ومتفاعل معها ، لا مكان فيه لشعارات جوفاء خالية من المعنى ، فهو لا يحلق في الوهم والخيال ، بل هو توظيف موضوعي للنفس البشرية في تفاعلها مع غيرها وعلاقتها بما حولها من ماديات. فالإسلام دين وجماعة لا يتجزآن، عقيدة وحياة.
من ذلك موضوع الحلف ، فإن الإسلام قد ترك للمسلم الحرية في أن يجعل الله شاهداً ووكيلاً في توثيق العهود وتأكيد الفعل إعظاماً لحق الله على العباد وربطاً بالعبد وربه من جهة تذكيره أن الله شاهد ووكيل ورقيب على كل شيء حتى في أدق أمور الحياة .. لكنه سبحانه وضع لذلك حدوداً وضوابط.
4- "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم" : المؤاخذة هي العقوبة الأخروية عند جمهور الفقهاء ، ونفي "المؤاخذة" دليل على أن الأصل هو العقوبة ، لقول الله سبحانه وتعالى (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) [سورة المائدة الآية 89]وقوله تعالى "ولا تطع كل حلاف مهين" ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه".
5- غلّظ الله سبحانه وتعالى الحلف باسمه ووضع له حداً بينه بقوله تعالى "اللغو" ، وما تعداه إلى القصد والنية الصريحة فالمسلم معاقب عليه إما بعقوبة أخروية أو بكفارة تعتق رقبته من تلك العقوبة.
6- لغو اليمين على أنواع منها :
أ - ما يجري على اللسان بدون قصد مثل : حلف الصديق على صديقه مودة "والله لتأكل معي " ، أن تحلف الأم على ابنها "والله لأضربك" ، كما يجري على ألسنة الناس يومياً. وقول الرجل لزوجته "والله إنك أحلى من فلانة" ، أو أن يقول "والله أحبك أكثر من أي شيء في الوجود" والواقع غير ذلك.
ب - أن يحلف الحالف على شيء يرى أنه صادق فيه ثم يتبين له خلاف ذلك ، وهو ما وصفه الإمام ابن كثير بقوله "على غلبة الظن" كأن يقول : "والله سمعت صوت فلان اليوم" ، ثم يتبين أنه شخص آخر صوته مقارب. أو أن يظن أنه وضع الشيء في مكان ما ويحلف على ذلك ثم يتبين له أنه لم يضعه نسياناً.
ج - يمين الغاضب الذى أُغلق عليه بسبب غضبه كأن يقول في شجار "والله لأقتل فلان".
7 - "ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" (عَقَّدتم) أو (عَقَدتم) بالتثقيل والتخفيف.
المعنى : يؤاخذكم الله بالعقوبة في الآخرة على أيمانكم الموثقة قصدا ونية إذا حنثتم فيها بأن تعمدتم الكذب ، أو يؤاخذكم بوجوب الكفارة بأن تعمدتم الكذب في أيمانكم.
8- "والله غفور حليم" غفور لما كان منكم بدون قصد ، حليم فلا يعجل بالعقوبة في الدنيا على الرغم من استحقاقها ، بل شرع لك ما يكفر عن هذه العقوبة
9- (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) أمر بالإقلال قدر الإمكان عن اليمين حتى ولو كان صادقاً ، خشية أن يقع في محظور.
10- اليمين المشروعة هي أن يحلف الإنسان باسم من أسماء ربه وصفاته ، كأن يقول: وربي وخالقي ، وحياة الله ، وكلام الله ، وعزة الله ، والقـرآن ؛ لأن القرآن كلام الله ، والكلام صفة من صفاته. فهذه هي اليمين المشروعة. وكما قال صلى الله عليه وسلم : « لا تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت » . والحلف بغير الله ينافي كمال التوحيد.
11- إن بر المسلم بيمينه ففعل ما حلف على فعله أو ترك ما حلف على تركه ، فلا شيء عليه. مثاله : كأن يقول الزوج لزوجته يميناً مغلظاً قاصداً : والله لا أدخل بيت أهلك أبداً ، ولم يدخله ، هنا لا شيء عليه لأنه وفى بيمينه. لكنه إن رأى أنه أخطأ وتسرع أو ظهر في المستقبل أن هناك ما يستدعي الحنث في اليمين ، وجبت عليه الكفارة ؛ لأنه حنث في يمينه.
12- فإن كان كاذباً فهي اليمين الغموس ، وقد سميت باليمين الغموس ؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم ، ولا كفارة لها إلا التوبة والندم . وليحذر المسلم من اليمين الغموس ؛ لأن فيها وعداً شديداً في القرآن والسنة . فنزلت الآية الكريمة : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم } سورة آل عمران / آية رقم : 77 .، وكما قال صلى الله عليه وسلم : « من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه لقي الله وهو عليه غضبان » ، قالوا : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ، قال : « وإن كان قضيباً من أراك ».
13- قال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}البقرة-224.
من معانيها :
* قيل : لا تمتنعوا عن شيء من المكارم تعللا بأنا حلفنا ألا نفعل كذا، قال معناه ابن عباس والنخعي ومجاهد والربيع وغيرهم.
قال سعيد بن جبير: هو الرجل يحلف ألا يبر ولا يصل ولا يصلح بين الناس، فيقال له: بر، فيقول: قد حلفت.
وقال الزجاج وغيره: معنى الآية أن يكون الرجل إذا طلب منه فعل خير اعتل بالله فقال: على يمين، وهو لم يحلف القتبى: المعنى إذا حلفتم على ألا تصلوا أرحامكم ولا تتصدقوا ولا تصلحوا، وعلى أشباه ذلك من أبواب البر فكفروا اليمين.
* وقيل: ولا تحلفوا بالله كاذبين إذا أردتم البر والتقوى والإصلاح، فلا يحتاج إلى تقدير " لا " بعد " أن ".
* وقيل: المعنى لا تستكثروا من اليمين بالله فإنه أهيب للقلوب.
* وقيل: المعنى لا تجعلوا اليمين مبتذلة في كل حق وباطل.
14- سبب كفارة الحنث في اليمين : تعزيراً وتأديباً للحالف أن يحفظ أيمانه وأن يتريث ولا يأخذه الغضب والتسرع عن التثبت في الأمر.
******************************
في هذا الموضوع تفاصيل فقهية كثيرة حول اليمين المعقودة وأنواع الكفارات وترتيبها وخلافه.
لله الحمد والمنة ..
"القرآن يعلم تغيير اليمين حسب المنفعة .. هل هذا تعليم جيد ؟؟؟ "
وذلك حول قوله تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ )
نقول بنعمة الله تعالى :
1- القرآن يؤدبنا بأحسن الآداب وأكرمها عند الله تعالى ، وما في القرآن كله من تعاليم هي لصالح المجتمع ككل ولا تميل إلى جانب وتترك جانباً آخر ، ولا تنظر إلى مصلحة دون أخرى وقد ذكرت جملة (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ) في آيتين هما :
(لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [البقرة 225]
(لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة 89]
2- من الملاحظ أن كثيراً من النقاط التشريعية التى ذكرتها سورة البقرة فصلتها سورة المائدة ، ومنها هذه النقطة.
3- يقول تشالنجر : بدلاً من أن يقول القرآن "لا تحلفوا" فإنه يعلم كيف يمكن أن نحلف ثم نتراجع ببساطة وذلك حسب تغيير المنفعة واختلاف المصالح وأن ذلك يؤدي إلى النفاق الاجتماعي. وغاب عنه - وعن كل أعمى البصيرة - أن الإسلام دين اجتماعي ، لا يتم الفصل فيه بين الدين والدنيا ، مخاطب للنفس البشرية ومتفاعل معها ، لا مكان فيه لشعارات جوفاء خالية من المعنى ، فهو لا يحلق في الوهم والخيال ، بل هو توظيف موضوعي للنفس البشرية في تفاعلها مع غيرها وعلاقتها بما حولها من ماديات. فالإسلام دين وجماعة لا يتجزآن، عقيدة وحياة.
من ذلك موضوع الحلف ، فإن الإسلام قد ترك للمسلم الحرية في أن يجعل الله شاهداً ووكيلاً في توثيق العهود وتأكيد الفعل إعظاماً لحق الله على العباد وربطاً بالعبد وربه من جهة تذكيره أن الله شاهد ووكيل ورقيب على كل شيء حتى في أدق أمور الحياة .. لكنه سبحانه وضع لذلك حدوداً وضوابط.
4- "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم" : المؤاخذة هي العقوبة الأخروية عند جمهور الفقهاء ، ونفي "المؤاخذة" دليل على أن الأصل هو العقوبة ، لقول الله سبحانه وتعالى (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) [سورة المائدة الآية 89]وقوله تعالى "ولا تطع كل حلاف مهين" ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه".
5- غلّظ الله سبحانه وتعالى الحلف باسمه ووضع له حداً بينه بقوله تعالى "اللغو" ، وما تعداه إلى القصد والنية الصريحة فالمسلم معاقب عليه إما بعقوبة أخروية أو بكفارة تعتق رقبته من تلك العقوبة.
6- لغو اليمين على أنواع منها :
أ - ما يجري على اللسان بدون قصد مثل : حلف الصديق على صديقه مودة "والله لتأكل معي " ، أن تحلف الأم على ابنها "والله لأضربك" ، كما يجري على ألسنة الناس يومياً. وقول الرجل لزوجته "والله إنك أحلى من فلانة" ، أو أن يقول "والله أحبك أكثر من أي شيء في الوجود" والواقع غير ذلك.
ب - أن يحلف الحالف على شيء يرى أنه صادق فيه ثم يتبين له خلاف ذلك ، وهو ما وصفه الإمام ابن كثير بقوله "على غلبة الظن" كأن يقول : "والله سمعت صوت فلان اليوم" ، ثم يتبين أنه شخص آخر صوته مقارب. أو أن يظن أنه وضع الشيء في مكان ما ويحلف على ذلك ثم يتبين له أنه لم يضعه نسياناً.
ج - يمين الغاضب الذى أُغلق عليه بسبب غضبه كأن يقول في شجار "والله لأقتل فلان".
7 - "ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" (عَقَّدتم) أو (عَقَدتم) بالتثقيل والتخفيف.
المعنى : يؤاخذكم الله بالعقوبة في الآخرة على أيمانكم الموثقة قصدا ونية إذا حنثتم فيها بأن تعمدتم الكذب ، أو يؤاخذكم بوجوب الكفارة بأن تعمدتم الكذب في أيمانكم.
8- "والله غفور حليم" غفور لما كان منكم بدون قصد ، حليم فلا يعجل بالعقوبة في الدنيا على الرغم من استحقاقها ، بل شرع لك ما يكفر عن هذه العقوبة
9- (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) أمر بالإقلال قدر الإمكان عن اليمين حتى ولو كان صادقاً ، خشية أن يقع في محظور.
10- اليمين المشروعة هي أن يحلف الإنسان باسم من أسماء ربه وصفاته ، كأن يقول: وربي وخالقي ، وحياة الله ، وكلام الله ، وعزة الله ، والقـرآن ؛ لأن القرآن كلام الله ، والكلام صفة من صفاته. فهذه هي اليمين المشروعة. وكما قال صلى الله عليه وسلم : « لا تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت » . والحلف بغير الله ينافي كمال التوحيد.
11- إن بر المسلم بيمينه ففعل ما حلف على فعله أو ترك ما حلف على تركه ، فلا شيء عليه. مثاله : كأن يقول الزوج لزوجته يميناً مغلظاً قاصداً : والله لا أدخل بيت أهلك أبداً ، ولم يدخله ، هنا لا شيء عليه لأنه وفى بيمينه. لكنه إن رأى أنه أخطأ وتسرع أو ظهر في المستقبل أن هناك ما يستدعي الحنث في اليمين ، وجبت عليه الكفارة ؛ لأنه حنث في يمينه.
12- فإن كان كاذباً فهي اليمين الغموس ، وقد سميت باليمين الغموس ؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم ، ولا كفارة لها إلا التوبة والندم . وليحذر المسلم من اليمين الغموس ؛ لأن فيها وعداً شديداً في القرآن والسنة . فنزلت الآية الكريمة : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم } سورة آل عمران / آية رقم : 77 .، وكما قال صلى الله عليه وسلم : « من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه لقي الله وهو عليه غضبان » ، قالوا : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ، قال : « وإن كان قضيباً من أراك ».
13- قال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}البقرة-224.
من معانيها :
* قيل : لا تمتنعوا عن شيء من المكارم تعللا بأنا حلفنا ألا نفعل كذا، قال معناه ابن عباس والنخعي ومجاهد والربيع وغيرهم.
قال سعيد بن جبير: هو الرجل يحلف ألا يبر ولا يصل ولا يصلح بين الناس، فيقال له: بر، فيقول: قد حلفت.
وقال الزجاج وغيره: معنى الآية أن يكون الرجل إذا طلب منه فعل خير اعتل بالله فقال: على يمين، وهو لم يحلف القتبى: المعنى إذا حلفتم على ألا تصلوا أرحامكم ولا تتصدقوا ولا تصلحوا، وعلى أشباه ذلك من أبواب البر فكفروا اليمين.
* وقيل: ولا تحلفوا بالله كاذبين إذا أردتم البر والتقوى والإصلاح، فلا يحتاج إلى تقدير " لا " بعد " أن ".
* وقيل: المعنى لا تستكثروا من اليمين بالله فإنه أهيب للقلوب.
* وقيل: المعنى لا تجعلوا اليمين مبتذلة في كل حق وباطل.
14- سبب كفارة الحنث في اليمين : تعزيراً وتأديباً للحالف أن يحفظ أيمانه وأن يتريث ولا يأخذه الغضب والتسرع عن التثبت في الأمر.
******************************
في هذا الموضوع تفاصيل فقهية كثيرة حول اليمين المعقودة وأنواع الكفارات وترتيبها وخلافه.
لله الحمد والمنة ..
هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟
تعليق