بِسْم الله الرحمن الرحيم .. والحمدلله رب العالمين على نعمة الإسْلام ...
أولاً : الإخوة الكرام للمناظرةِ سبب , ولتنفيذِها شروطٌ ... وللنتائِج المرجوة منها ثِمار ... وأظنها لم تفُت أكثر من شارَكَ من أحبتنا ... ولا أظُن أنه من الوجاهةِ للداعِيَةِ المُسْلِم أن يُناظِر مسيحي في الوسائِل وإنما تكون المناظرة في الغايات .. فنسْتخْدِمُ الوسائِلَ للوصول إلى غايةٍ كإثباتِ قضِيّةٍ أصْلِيّة أو نفْيِها .... ولِذا أي مناظرةٍ عنوانها "النقد النصي " ليْسَت من الوجاهةِ في شيء لأن النقد النصي وسيلة , وإنما الوجاهةُ في مناظرةٍ عنوانها "إثباتُ تحريف الكَِتاب المقدس بالنقد النصي " .. وهنا نصِلُ إلى الغايةِ باختِيارِ الوسيلة ... وهذا أولا.
ثانيا: المناظِر الهارِبُ العائِدُ - هداه الله - متفِقٌ يقيناً على تحريف الكِتاب بالتعريف الذي لا يختلف عليه اثنان من النظار , فهو يثْبُتُ بالنقد النصي حذْفَ شيء كانَ فيهِ ، وبالنقد النصي يعمل هو نفسه على إثباتِ ماليس منه .... ولا يُسمى هذا إلا التحريف ... فإن أقرّ لنا المناظِرُ بتحريفِ كِتابِهِ أساساً ولو ضِمْنِيّاً, وجاء يُطالِب بمناظرة في اثباتِ عدمِ التحريف, لعد هذا القول تناقُضاً مِن قائِلِه تنتهي به المناظرةُ قبل أن تبدأ ... لأن أحد شروطِ المناظرةِ أن لا يقع المتناظِرُ في تناقُض ... وفضْلاً عن أن يُعَدّ هذا تناقُض فإنه كذلِكَ يُعدُّ جنوناً من قائله .. لأنه يُسمِّي نفسه " ناقِد نصي Textual Critic " وأيُّ ناقِدٍ نصِّيٍّ وظيفتُهُ الأساسية هو استِعادة النص المفقود " , أو " الوصول بالنص الحالي إلى أقرب نصٍّ قد يُقارب النص الأصلي " .. فإن كان قد قام عليه البرهان بالتحريف - باقراره بعلم النقد النصي - قياماً لا يشك فيه من هو من أصحاب ذلك العلم فعلاما المناظرة إذاً ؟؟؟؟؟!!!!!
ثالثا: إن كان قد ثبُتَ التناقُض وثبُتَ اقرارَهُ بأنه ناقد نصي يعْكِف على استِعادة النص لحالتِهِ الأصلية , فإنهُ يكون قد قامت عليْهِ الحُجّة ولا يبقى أي مُبرِّر لعودةِ طلبِهِ المناظرة إلا إن كان يُريد أن يحْفَظَ ماءَ وجْهِهِ أو أن يُدبِّر كيْداً ويشفي غليلاً , وما فعلته فيبي عبدالمسيح مع أنتي لإشفاء غليلها بسبه وقذْفه في قلب المناظرة ليْسَ ببعيد ...!!
رابِعاً : إن كان يزْعُمُ أنه لا يُثْبِت أي شيء من ذلِك , ولا يعلم ان النص الحالي بحاجة إلى اثبات ونفي وتنقيح , فهذا يعني أنه لا يعْرِف ماهو النقد النصي أساساً ... وهنا نسأله ما معنى "ناقِد نصي " يا شاطِر , تِلْكَ التي أطلقتها على نفْسِك؟!!! .... وهذا يُثبِت خصيصة ثالِثة لفادي تمنع من مناظرتِهِ منعاً .. وهو الجهل والإدعاء, وعدم الكفاءة , فهل تُناظِر يا دكتور أنتي جاهِلاً مدعيا ؟!!! , هل تناظِرهُ في علْم هو يجهل أساسا بوابته وغايته ؟!!... بل لا يقر بأهم شيء وهو تعريفه؟!!!! ... يا دكتور .. أتاكَ أمْرُ الله " وإذا خاطَبَهُم الجاهِلون قالوا سلاما " ....
خامِساً : متى يتنزّلُ طالب العلم ويقْبَل مناظرةَ الجاهِل؟؟!
- الجاهِل إما أن يكونَ أحدَ اثنيْنِ:
أن يكونَ جاهِلاً جهلاً مطلقاً .. عامِياً أحمقاً لا يرقى أن يصل لمرتبة العلماء ولا طلابِهم , ويبتليهِ اللهُ أكثرَ بأن يدعي العلم .. وهذا جِدالهم مذموم .. وإما أن يكون جاهِل عاقِل , يجْهَلُ علم مسألة بعيْنِها , بوهمٍ وغيْرِهِ ويعقِل أصول المناظرة وقواعد الإسْتدلال.. ومناظرته واجِبة... وهذا أكثر أحوال النظار.
- وحوارُ العالم للجاهِلِ العاقِلِ , حِواراً محموداً واجِباً إن غلب الظن:
1- أن يكونَ جاهِلاً عامِياً خالِيَ الذُّهْنِ .... فحِوارُهُ واجِب.
2- أن يكونَ الجاهِلَ متوهماً .... فالواجِبُ محاورته حتى تنجلي أمامه الحقائِق ... ويزول ما عنده من وهم.
3- أن يكونَ جاهِلاً بعلم مسألةٍ عالماً بأصول البحْثِ و المناظرة وقواعِدِ الإسْتدلال , فتٌقام بحوارِهِ الحجة !!
4- أن يكون جاهلاً جهلاً مُركّباً ولا يْعْرَفُ عنه كذِبُهُ أومُكابرتهُ أو سفهه ... فالواجِبُ محاورته حتى تُقام الحجة وتتجلى أمامه الحقائِق ...
5- أنّ من الحوار فائِدَةٌ وثِمارٌ مرْجُوّة أخرى هو - اي العالِمُ - أعلم بحالها وظروفها من غيْره.!
- إلا أنه قد يتنزّل العلماء لمخاطبةِ الجاهِلِ العامِيٍّ الأحمَقِ في أحوال , منها :
1- إن جاء سائِلاً على سبيلِ الإسْتِفهام , أو جاءَ راجِياً طلبَ العلمِ أو التزيُّدِ من علم مسألة , فهنا الحوار والجواب واجِبٌ لا محالة ... وهذا مقامُ دعوةٍ لا مقامُ مناظرة .. فوجب حق الدعوة !!
2- أو قد يتنزّل العلماء لمخاطبةِ العامِيٍّ الأحمَقِ إن سوّدَهُ قوْمُهُ ... شريطَةَ أن يطلُبَ هو المناظرة , وهنا جوابه أن المناظرة والمجادلة على شرْطِ العلماء .. وفي وطنِ أهل العلم ودارِهِم , ولا يذْهَبُ العالِم إلى مواطِن الجهلاء الذين سودوه عليْهِم (غرفهم , ومنتدياتِهِم) , فإن كان هذا حال من سوّدوهُ فلا ينتظر اصلاً ممن سودوه إلا أن يكونوا كالبهائِم التي لا تسمع ولا تعقل , فلا مأمن مِن أن تسْمَعَ في أوطانِهِم إلا المسبة والتنقيص .. وازدراءِ العلم والعلماء والثناءُ على الجهلِ والنصْب.. ودائِما من هذا حالُهُم يكثر فيهم الشغب ويعظم النصب , ويشتد الغضب , واما المنفعة فلا منفعة , وربما قبل أن تُحاج بحججك أجبره خوف الهزيمةِ على منعِكَ من الكلامِ أو إقصائِكَ وطرْدِكَ إن ضاقت عليْهم الأرض بما رحُبت !!
- وحاوِر العامي الجاهِلِ الطاِلِب للمناظرِةِ في عقر دارِكَ وأحْسِن ضيافته وأبلِغه مأمنه حتى يسْمَعَ كلام الله ..
أما أن أسافِر معه إلى عقر دارِه (غرفِهِم ومنتدياتِهِم) .. فبالله عليْكُم كيف يسْتوي ان يتحرك العالم بعلمه إلى موطِن الجهل والجهلاء ليثبت صحة علمه او جهلهم؟!!! ... وكيف يتحرّك المطلوب العالم بجلالةِ قدْرِِهِ إلى من جائهُ طالِباً يسْبِقُهُ جهله؟!!! ... وكيف يتحرّكُ العالِمُ إلى من ثبُتَ أنه ما عُرِِفَ بيْنَ أقرانِهِ وأصحابِهِ بدماثةِ خُلُقِهِ وإنما بالسفاهة والشغب؟!! , وكيف يتحرّكُ من أتاه الله علما إلى من عرف أنه يسُبُّهُ ويُهينُهُ .. ما هذا فضل العلم يا دكتور أنتي ... لا تقْبَل إلا إن أتى إلى باب بيْتِك (المنتدى , أو غرفة البالتوك) داعِياً إلى إقامةِ الحوار عِنْدَك .. فهنا يأتي وقد نبَذَ خلف ظهره مكابرة الجهلاء , وقدّرَ لكَ قيمةَ العلماء , أو خطرُ ووجاهة دعواكَ , وأتى على شروطِ أهل العلم , وتأدب بآدابِهِم , وهذا التنزُّل بالحوار في دارِكَ دار العلم , ودار الإسْلام هو عملاً بسنة رسول اللهِ , ولنا في وفْدِ نصارى نجرانَ اسوةٌ حسنة ... فهذا اتباعاً للمنهجِ الدعوي من باب اننا لا نمنعُ خيْراً ... ولا نحْجِرُ بالظنِّ .... ويبقى حوارُكَ للجاهل مكْرَمةً له بتنزُّلِكَ معه , وكرامة العلم أكبر.
سادِساً : ضياع الفوارِق بين مقامِ المناظرةِ ومقامِ الدعوة:
كثيرٌ مِنَ الإخوة الكِرام تدخّلوا بالرأي , والموافقةِ المطلقة على الحِوار ... بل إلى حد الشعارات الرنانة كالموافقةِ دونَ قيْدٍ أو شرْط , وهذا للأسَفِ انْخِداعاً مِنْهًُم مما ابتُلينا بٍِهِ وظهرت آفتُهُ على البالتوك .. فأكثر أهل البالتوك عامةً ممن هم يُناظرون بحاجة إلى أن يتعلموا فن المناظرة أصلاً , وقواعد العلم والادب قبل أن يُسمي ما يفعل أنه مناظرة , وأكثرهم إلا من قد يُعَد على الإصْبع لا يعرِف عن عقديتِهِ شيْئاً ... فاسْتهواهُ شيطان النفْسِ , وحبه للجدلِ في أن يفتِك بالنصارى ومعتقدِهِم .... ولا ينسى أن يُسمي كل فتك وكل بادرةٍ باسم المناظرة ... ويظن في نفْسِهِ أنه بما يفعل أوتيَ علماً و نصر حقاً ... وأنه من أوسَعِ الأبوابِ سلك طرائِقَ النبوة !! , وكم تمسّح بدعوة الأنبياءِ متعالِمون , ودعواهم باطِلة وإن سلكت مسالِكَ الحقِّ ..!! .. للأسَف صار كل حوار على البالتوك إسْمُهُ مناظرة , وصار كل أخ استهواهُ الأمر يكفيه أسبوع ليكون مناظراً جلْداً , بل ولا مانِع من أن يعطي برأيِهِ الخاص , وأنا أرى وأظن .. ولا مانِعَ في أن يعطي بالرأي في العلماء .. وعند هؤلاءِ تم تمييع معاني كلمة المناظرةِ , فصارت تُطلق على كل فارٍغِ قوْلٍ .. فلا غرابةَ أن نُطالِبَ بالمناظرة مع كل من هبّ ودبّ ودون قيْدٍ أو شرْط .... سُبحان الله !!
الإخوة الكِرام الذين قد يروْنَ الموافقةَ المُطلقة على الحوار بلا قيْدٍ أو شرْط ...
ألا تُفرِقون أصْلاً بين مقامِ الدعوةِ ومقامِ المناظرةِ ؟!!!.. ما لا قيْدَ فيهِ ولا شرْط هو الدعوةُ إلى سبيلِ الله على منهاجِ رسولِ اللهِ ... أما مقامُ المناظرة فهو أمْرٌ آخر , لأن المناظرةَ منها ماهو دعوة حق إلى سبيلِ الله , ومنها ما هو دعوة باطِل تحيدُ عن السبيل ... فأما دعوةُ الحقِّ فهي معاونة على النظر , والتعاوُنُ وهنا في مِثالِنا مع فادي , فالأمر هذا منفي ... ويعْلمُهُ جيداً الدكتور أنتي , وإنما أراد وأردنا التأصيلَ بأخْذ الرأي ... و المناظرة المشروعة في الأصْلِ هي تِلْكَ التي لا تحتاجُ قيداً أو شرْطاً , والتي هي مقام عدل وإنصاف ... ويجب على الإنسان أن يتكلم فيها بما له و ما عليه متوخياً للحق لا قصد المشاغبة وغلبة الخصم .... وهذا الشرْط للأسَفِ نتنزّلُ عنه اليومَ , وصرنا نقبل مناظرة المعانِد المكابر , ولا مانِع من تكرار المناظرة معه يوْمِيّاً ... بل وفي نفْسِ المسْألة المنتهِيَة ... لأنهُ للأسَف تميّعَت معاني المناظراتِ والفضلُ لإخوةٍ البالتوك ...
إن تنزّلنا وقبلنا حِوارَ أكثر محاوري النصارى من سفهتِهِم المُكابِرينَ والمعانِدين ...
فهل هُنّا وهان الدين , وهان العلم حتى نقبل أن نحاور السوقية والعامة والسفهاء وفي عقر دارِهِم ؟!!!...
لا يا رِجال الحق والدعوة .... إن كان الخصْم مكابِراً لا يقر بحق , فأولى أن يلتزِمَ مع عدمِ إقرارِهِ بالحقِّ آدابَ الحوار ... ولا نحتمِلُ أن يفقِدَ الإثْنين ... و فادي ممن ابتلاهُ الله ففقد هذا وذاك .. فهو ممن يُقِرُّ ويعْترِفُ - وهكذا أقرّ لي- أنه لا يتنازل في الحوار إن تكشف له أنه على خطأ لأن هناكَ من يتصيّدُ له , وليْت هذا خصالهُ إلا أنه مع عدم التنزُّلِ يُتْبِعُهُ بالتسفيه والمسبة وتحقير الآخر , وربما التطاول على الرموز والقداساتِ كما فعل في مناظرة الفيتوري التي مُحِقَ فيها محْقاً .. فحذف تِسْعَ رسائِلَ وأنهاها بسب الله ورسولِه ... أو كما فعل مع أنتي في نفس هذه المناظرة منذ شهر حين أتى برزمة بلطجية وسبه وحقره على الخاص ثم اتبع ذلِكَ بصفاقةٍ فيطالبَ أنتي أن يُعْلمه بمسائِلَ الحوار !!!
إذاً إن كان هناكَ حِوار , فيكون بالقيْدِ والشرْط .. لا مُطلقاً سارِحاً مارِحاً بلا قيد أو شرْطَ .. وكفانا وكفاكم :
وقيْدُ الحِوارِ أن يكونَ مع أهل العلم المعروفين عندهم ولا مانِعَ أن يكونَ في غرفِهِم ... أما إن كان الطالِبُ مِنْهُم جاهِلاً مغموراً فيكون عِنْدنا عِنْد أهل العلم في غرفِنا ... لا في غُرَفِ السُّفهاء .. ومع مراعاة إقامة القواعد الشرْعِيّة الصحيحة في المناظرة , وان لا تكونَ في الوسائِل (نقد نصي) وإنما في الغاياتِ (اثباتُ او نفي الألوهية بوسيلةالنقد النصي , أو اثبات او نفي تحريف بالنقد النصي ) , وأن يكونَ الهدفُ وجهَ اللهِ لا أن نُساعِدَ صعلوكاً على أن يضْحَكَ على أتباعِهِ في التخييل عليهم بأنه يفقه في اليونانية ونقْدِ النصوص والدليل أنه ناظر عالِما أو طالب علم من المسلمين يُشار له بالبنانِ مرة واحِدة ..!!!!!
أولاً : الإخوة الكرام للمناظرةِ سبب , ولتنفيذِها شروطٌ ... وللنتائِج المرجوة منها ثِمار ... وأظنها لم تفُت أكثر من شارَكَ من أحبتنا ... ولا أظُن أنه من الوجاهةِ للداعِيَةِ المُسْلِم أن يُناظِر مسيحي في الوسائِل وإنما تكون المناظرة في الغايات .. فنسْتخْدِمُ الوسائِلَ للوصول إلى غايةٍ كإثباتِ قضِيّةٍ أصْلِيّة أو نفْيِها .... ولِذا أي مناظرةٍ عنوانها "النقد النصي " ليْسَت من الوجاهةِ في شيء لأن النقد النصي وسيلة , وإنما الوجاهةُ في مناظرةٍ عنوانها "إثباتُ تحريف الكَِتاب المقدس بالنقد النصي " .. وهنا نصِلُ إلى الغايةِ باختِيارِ الوسيلة ... وهذا أولا.
ثانيا: المناظِر الهارِبُ العائِدُ - هداه الله - متفِقٌ يقيناً على تحريف الكِتاب بالتعريف الذي لا يختلف عليه اثنان من النظار , فهو يثْبُتُ بالنقد النصي حذْفَ شيء كانَ فيهِ ، وبالنقد النصي يعمل هو نفسه على إثباتِ ماليس منه .... ولا يُسمى هذا إلا التحريف ... فإن أقرّ لنا المناظِرُ بتحريفِ كِتابِهِ أساساً ولو ضِمْنِيّاً, وجاء يُطالِب بمناظرة في اثباتِ عدمِ التحريف, لعد هذا القول تناقُضاً مِن قائِلِه تنتهي به المناظرةُ قبل أن تبدأ ... لأن أحد شروطِ المناظرةِ أن لا يقع المتناظِرُ في تناقُض ... وفضْلاً عن أن يُعَدّ هذا تناقُض فإنه كذلِكَ يُعدُّ جنوناً من قائله .. لأنه يُسمِّي نفسه " ناقِد نصي Textual Critic " وأيُّ ناقِدٍ نصِّيٍّ وظيفتُهُ الأساسية هو استِعادة النص المفقود " , أو " الوصول بالنص الحالي إلى أقرب نصٍّ قد يُقارب النص الأصلي " .. فإن كان قد قام عليه البرهان بالتحريف - باقراره بعلم النقد النصي - قياماً لا يشك فيه من هو من أصحاب ذلك العلم فعلاما المناظرة إذاً ؟؟؟؟؟!!!!!
ثالثا: إن كان قد ثبُتَ التناقُض وثبُتَ اقرارَهُ بأنه ناقد نصي يعْكِف على استِعادة النص لحالتِهِ الأصلية , فإنهُ يكون قد قامت عليْهِ الحُجّة ولا يبقى أي مُبرِّر لعودةِ طلبِهِ المناظرة إلا إن كان يُريد أن يحْفَظَ ماءَ وجْهِهِ أو أن يُدبِّر كيْداً ويشفي غليلاً , وما فعلته فيبي عبدالمسيح مع أنتي لإشفاء غليلها بسبه وقذْفه في قلب المناظرة ليْسَ ببعيد ...!!
رابِعاً : إن كان يزْعُمُ أنه لا يُثْبِت أي شيء من ذلِك , ولا يعلم ان النص الحالي بحاجة إلى اثبات ونفي وتنقيح , فهذا يعني أنه لا يعْرِف ماهو النقد النصي أساساً ... وهنا نسأله ما معنى "ناقِد نصي " يا شاطِر , تِلْكَ التي أطلقتها على نفْسِك؟!!! .... وهذا يُثبِت خصيصة ثالِثة لفادي تمنع من مناظرتِهِ منعاً .. وهو الجهل والإدعاء, وعدم الكفاءة , فهل تُناظِر يا دكتور أنتي جاهِلاً مدعيا ؟!!! , هل تناظِرهُ في علْم هو يجهل أساسا بوابته وغايته ؟!!... بل لا يقر بأهم شيء وهو تعريفه؟!!!! ... يا دكتور .. أتاكَ أمْرُ الله " وإذا خاطَبَهُم الجاهِلون قالوا سلاما " ....
خامِساً : متى يتنزّلُ طالب العلم ويقْبَل مناظرةَ الجاهِل؟؟!
- الجاهِل إما أن يكونَ أحدَ اثنيْنِ:
أن يكونَ جاهِلاً جهلاً مطلقاً .. عامِياً أحمقاً لا يرقى أن يصل لمرتبة العلماء ولا طلابِهم , ويبتليهِ اللهُ أكثرَ بأن يدعي العلم .. وهذا جِدالهم مذموم .. وإما أن يكون جاهِل عاقِل , يجْهَلُ علم مسألة بعيْنِها , بوهمٍ وغيْرِهِ ويعقِل أصول المناظرة وقواعد الإسْتدلال.. ومناظرته واجِبة... وهذا أكثر أحوال النظار.
- وحوارُ العالم للجاهِلِ العاقِلِ , حِواراً محموداً واجِباً إن غلب الظن:
1- أن يكونَ جاهِلاً عامِياً خالِيَ الذُّهْنِ .... فحِوارُهُ واجِب.
2- أن يكونَ الجاهِلَ متوهماً .... فالواجِبُ محاورته حتى تنجلي أمامه الحقائِق ... ويزول ما عنده من وهم.
3- أن يكونَ جاهِلاً بعلم مسألةٍ عالماً بأصول البحْثِ و المناظرة وقواعِدِ الإسْتدلال , فتٌقام بحوارِهِ الحجة !!
4- أن يكون جاهلاً جهلاً مُركّباً ولا يْعْرَفُ عنه كذِبُهُ أومُكابرتهُ أو سفهه ... فالواجِبُ محاورته حتى تُقام الحجة وتتجلى أمامه الحقائِق ...
5- أنّ من الحوار فائِدَةٌ وثِمارٌ مرْجُوّة أخرى هو - اي العالِمُ - أعلم بحالها وظروفها من غيْره.!
- إلا أنه قد يتنزّل العلماء لمخاطبةِ الجاهِلِ العامِيٍّ الأحمَقِ في أحوال , منها :
1- إن جاء سائِلاً على سبيلِ الإسْتِفهام , أو جاءَ راجِياً طلبَ العلمِ أو التزيُّدِ من علم مسألة , فهنا الحوار والجواب واجِبٌ لا محالة ... وهذا مقامُ دعوةٍ لا مقامُ مناظرة .. فوجب حق الدعوة !!
2- أو قد يتنزّل العلماء لمخاطبةِ العامِيٍّ الأحمَقِ إن سوّدَهُ قوْمُهُ ... شريطَةَ أن يطلُبَ هو المناظرة , وهنا جوابه أن المناظرة والمجادلة على شرْطِ العلماء .. وفي وطنِ أهل العلم ودارِهِم , ولا يذْهَبُ العالِم إلى مواطِن الجهلاء الذين سودوه عليْهِم (غرفهم , ومنتدياتِهِم) , فإن كان هذا حال من سوّدوهُ فلا ينتظر اصلاً ممن سودوه إلا أن يكونوا كالبهائِم التي لا تسمع ولا تعقل , فلا مأمن مِن أن تسْمَعَ في أوطانِهِم إلا المسبة والتنقيص .. وازدراءِ العلم والعلماء والثناءُ على الجهلِ والنصْب.. ودائِما من هذا حالُهُم يكثر فيهم الشغب ويعظم النصب , ويشتد الغضب , واما المنفعة فلا منفعة , وربما قبل أن تُحاج بحججك أجبره خوف الهزيمةِ على منعِكَ من الكلامِ أو إقصائِكَ وطرْدِكَ إن ضاقت عليْهم الأرض بما رحُبت !!
- وحاوِر العامي الجاهِلِ الطاِلِب للمناظرِةِ في عقر دارِكَ وأحْسِن ضيافته وأبلِغه مأمنه حتى يسْمَعَ كلام الله ..
أما أن أسافِر معه إلى عقر دارِه (غرفِهِم ومنتدياتِهِم) .. فبالله عليْكُم كيف يسْتوي ان يتحرك العالم بعلمه إلى موطِن الجهل والجهلاء ليثبت صحة علمه او جهلهم؟!!! ... وكيف يتحرّك المطلوب العالم بجلالةِ قدْرِِهِ إلى من جائهُ طالِباً يسْبِقُهُ جهله؟!!! ... وكيف يتحرّكُ العالِمُ إلى من ثبُتَ أنه ما عُرِِفَ بيْنَ أقرانِهِ وأصحابِهِ بدماثةِ خُلُقِهِ وإنما بالسفاهة والشغب؟!! , وكيف يتحرّكُ من أتاه الله علما إلى من عرف أنه يسُبُّهُ ويُهينُهُ .. ما هذا فضل العلم يا دكتور أنتي ... لا تقْبَل إلا إن أتى إلى باب بيْتِك (المنتدى , أو غرفة البالتوك) داعِياً إلى إقامةِ الحوار عِنْدَك .. فهنا يأتي وقد نبَذَ خلف ظهره مكابرة الجهلاء , وقدّرَ لكَ قيمةَ العلماء , أو خطرُ ووجاهة دعواكَ , وأتى على شروطِ أهل العلم , وتأدب بآدابِهِم , وهذا التنزُّل بالحوار في دارِكَ دار العلم , ودار الإسْلام هو عملاً بسنة رسول اللهِ , ولنا في وفْدِ نصارى نجرانَ اسوةٌ حسنة ... فهذا اتباعاً للمنهجِ الدعوي من باب اننا لا نمنعُ خيْراً ... ولا نحْجِرُ بالظنِّ .... ويبقى حوارُكَ للجاهل مكْرَمةً له بتنزُّلِكَ معه , وكرامة العلم أكبر.
سادِساً : ضياع الفوارِق بين مقامِ المناظرةِ ومقامِ الدعوة:
كثيرٌ مِنَ الإخوة الكِرام تدخّلوا بالرأي , والموافقةِ المطلقة على الحِوار ... بل إلى حد الشعارات الرنانة كالموافقةِ دونَ قيْدٍ أو شرْط , وهذا للأسَفِ انْخِداعاً مِنْهًُم مما ابتُلينا بٍِهِ وظهرت آفتُهُ على البالتوك .. فأكثر أهل البالتوك عامةً ممن هم يُناظرون بحاجة إلى أن يتعلموا فن المناظرة أصلاً , وقواعد العلم والادب قبل أن يُسمي ما يفعل أنه مناظرة , وأكثرهم إلا من قد يُعَد على الإصْبع لا يعرِف عن عقديتِهِ شيْئاً ... فاسْتهواهُ شيطان النفْسِ , وحبه للجدلِ في أن يفتِك بالنصارى ومعتقدِهِم .... ولا ينسى أن يُسمي كل فتك وكل بادرةٍ باسم المناظرة ... ويظن في نفْسِهِ أنه بما يفعل أوتيَ علماً و نصر حقاً ... وأنه من أوسَعِ الأبوابِ سلك طرائِقَ النبوة !! , وكم تمسّح بدعوة الأنبياءِ متعالِمون , ودعواهم باطِلة وإن سلكت مسالِكَ الحقِّ ..!! .. للأسَف صار كل حوار على البالتوك إسْمُهُ مناظرة , وصار كل أخ استهواهُ الأمر يكفيه أسبوع ليكون مناظراً جلْداً , بل ولا مانِع من أن يعطي برأيِهِ الخاص , وأنا أرى وأظن .. ولا مانِعَ في أن يعطي بالرأي في العلماء .. وعند هؤلاءِ تم تمييع معاني كلمة المناظرةِ , فصارت تُطلق على كل فارٍغِ قوْلٍ .. فلا غرابةَ أن نُطالِبَ بالمناظرة مع كل من هبّ ودبّ ودون قيْدٍ أو شرْط .... سُبحان الله !!
الإخوة الكِرام الذين قد يروْنَ الموافقةَ المُطلقة على الحوار بلا قيْدٍ أو شرْط ...
ألا تُفرِقون أصْلاً بين مقامِ الدعوةِ ومقامِ المناظرةِ ؟!!!.. ما لا قيْدَ فيهِ ولا شرْط هو الدعوةُ إلى سبيلِ الله على منهاجِ رسولِ اللهِ ... أما مقامُ المناظرة فهو أمْرٌ آخر , لأن المناظرةَ منها ماهو دعوة حق إلى سبيلِ الله , ومنها ما هو دعوة باطِل تحيدُ عن السبيل ... فأما دعوةُ الحقِّ فهي معاونة على النظر , والتعاوُنُ وهنا في مِثالِنا مع فادي , فالأمر هذا منفي ... ويعْلمُهُ جيداً الدكتور أنتي , وإنما أراد وأردنا التأصيلَ بأخْذ الرأي ... و المناظرة المشروعة في الأصْلِ هي تِلْكَ التي لا تحتاجُ قيداً أو شرْطاً , والتي هي مقام عدل وإنصاف ... ويجب على الإنسان أن يتكلم فيها بما له و ما عليه متوخياً للحق لا قصد المشاغبة وغلبة الخصم .... وهذا الشرْط للأسَفِ نتنزّلُ عنه اليومَ , وصرنا نقبل مناظرة المعانِد المكابر , ولا مانِع من تكرار المناظرة معه يوْمِيّاً ... بل وفي نفْسِ المسْألة المنتهِيَة ... لأنهُ للأسَف تميّعَت معاني المناظراتِ والفضلُ لإخوةٍ البالتوك ...
إن تنزّلنا وقبلنا حِوارَ أكثر محاوري النصارى من سفهتِهِم المُكابِرينَ والمعانِدين ...
فهل هُنّا وهان الدين , وهان العلم حتى نقبل أن نحاور السوقية والعامة والسفهاء وفي عقر دارِهِم ؟!!!...
لا يا رِجال الحق والدعوة .... إن كان الخصْم مكابِراً لا يقر بحق , فأولى أن يلتزِمَ مع عدمِ إقرارِهِ بالحقِّ آدابَ الحوار ... ولا نحتمِلُ أن يفقِدَ الإثْنين ... و فادي ممن ابتلاهُ الله ففقد هذا وذاك .. فهو ممن يُقِرُّ ويعْترِفُ - وهكذا أقرّ لي- أنه لا يتنازل في الحوار إن تكشف له أنه على خطأ لأن هناكَ من يتصيّدُ له , وليْت هذا خصالهُ إلا أنه مع عدم التنزُّلِ يُتْبِعُهُ بالتسفيه والمسبة وتحقير الآخر , وربما التطاول على الرموز والقداساتِ كما فعل في مناظرة الفيتوري التي مُحِقَ فيها محْقاً .. فحذف تِسْعَ رسائِلَ وأنهاها بسب الله ورسولِه ... أو كما فعل مع أنتي في نفس هذه المناظرة منذ شهر حين أتى برزمة بلطجية وسبه وحقره على الخاص ثم اتبع ذلِكَ بصفاقةٍ فيطالبَ أنتي أن يُعْلمه بمسائِلَ الحوار !!!
إذاً إن كان هناكَ حِوار , فيكون بالقيْدِ والشرْط .. لا مُطلقاً سارِحاً مارِحاً بلا قيد أو شرْطَ .. وكفانا وكفاكم :
وقيْدُ الحِوارِ أن يكونَ مع أهل العلم المعروفين عندهم ولا مانِعَ أن يكونَ في غرفِهِم ... أما إن كان الطالِبُ مِنْهُم جاهِلاً مغموراً فيكون عِنْدنا عِنْد أهل العلم في غرفِنا ... لا في غُرَفِ السُّفهاء .. ومع مراعاة إقامة القواعد الشرْعِيّة الصحيحة في المناظرة , وان لا تكونَ في الوسائِل (نقد نصي) وإنما في الغاياتِ (اثباتُ او نفي الألوهية بوسيلةالنقد النصي , أو اثبات او نفي تحريف بالنقد النصي ) , وأن يكونَ الهدفُ وجهَ اللهِ لا أن نُساعِدَ صعلوكاً على أن يضْحَكَ على أتباعِهِ في التخييل عليهم بأنه يفقه في اليونانية ونقْدِ النصوص والدليل أنه ناظر عالِما أو طالب علم من المسلمين يُشار له بالبنانِ مرة واحِدة ..!!!!!
فلا , لسْتُ مع الحِوار بلا قيْدٍ أو شرْط - ولا ,لسْتُ مع "لا للحوار ِ" قوْلاً واحِداً .. بل
أقيموا الدعوة بالمنهجِ والأصول , ولا تتركوها سداح مداح يا رِجال البالتوك الأشاوِس وكفاكم سنوات وسنوات من تركِ الأمور لغيْرِكُم فغابت المنهجِيّة , وغابت كلمةُ الحق , واختنقت أصواتِ العلماء ... وصار المسْرحُ للسفيه فيه ينطِق ويتكلم باسم الدين وباسم الله !!
أقيموا الدعوة بالمنهجِ والأصول , ولا تتركوها سداح مداح يا رِجال البالتوك الأشاوِس وكفاكم سنوات وسنوات من تركِ الأمور لغيْرِكُم فغابت المنهجِيّة , وغابت كلمةُ الحق , واختنقت أصواتِ العلماء ... وصار المسْرحُ للسفيه فيه ينطِق ويتكلم باسم الدين وباسم الله !!
وأثِقُ في قرار الدكتور أنتي , ونهيبُ بِهِ وبالإخوة المحاورين , والأساتِذةِ والمشايِخ المعروفين في البالتوك , وأصْحابِ الغرف أن يعيدوا الأمور إلى نِصابِها
تعليق