سنفرح بالعيد
بقلم :- محمود القلعاوى
لكننا سنفرح بالعيد برغم كل ما هو من واقع ، وبرغم سعي الكثيرين للتطبيع مع عدو أمتنا وديننا، والتنازل له عن أراضينا ومقدساتنا ومواردنا ، والتآمر على البقية الصامدة المرابطة حول الأقصى الشريف .
نعم سنفرح بالعيد ؛ لأن اليأس ليس من أخلاقنا ولا من طبعنا - نحن المسلمين- ولأنه تعالى قال :-( لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف: 37
نعم :- لن نيأس .. ولن نضجر .. ولن نملَّ من طول الطريق بعد أن رأينا ما قاله رسولنا محمدصلى الله عليه وسلملمن شكوا له المحن قائلين :- ألا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ ، أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا ؟ ، قَالَ :- كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ ..رواه البخارى .. وقد حدث ذلك ، وعاشه الناس بعد أن صارت اليمن جزءًا من الدولة الإسلامية .
ولطالما علمتنا حوادث التاريخ أن لحظة الصفر ( الهيمنة الكاملة للعدو ) هي اللحظة التي يعقبها العد التصاعدي نحو النصر والتمكين ، حدث ذلك يوم أن قر قرار مشركي مكة النهائي على قتل رسول اللهصلى الله عليه وسلموحان وقت التنفيذ فخرج صلى الله عليه وسلممهاجراً ، وأعقب ذلك تكوين دولة الإسلام بالمدينة ، وحدث ذلك يوم أن قُتل آخر خلفاء بني العباس وهدمت بغداد " حاضرة الإسلام " ؛ إذ أعقب ذلك وفي نفس اليوم ميلاد عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية التي مكن الله بها للإسلام في الشرق والغرب ، وكأن الله أوجدها لأن دولة بني العباس قد شاخت ليرجع بها للإسلام فتوته .
التفاؤل ديدن الحبيب
أي تفاؤل أعظم من هذا التفاؤل ؟! ، يخرج هائماً على وجهه من شدة ما يلاقي من قومه ، ومع ذلك يقول لملك الجبال تلك المقالة ، إنها تدل على قوة إيمان ، وثقة بالنصر، وبُعد عن اليأس ، وأمل مشرق ، وتفاؤل لا يحدّه حدّ ، فلم تكن تلك الظروف المحيطة به - مع ما فيها من آلام وأحزان- لتحول بينه وبين هذا الأمل، واستشراف المستقبل ، وحسن الظن بالله .
وحياته تعلمنا التفاؤل
تربية لابد منها
أما اليائسون والمتشائمون ، فلم يستطيعوا أن يبنوا الحياة السوية ، والسعادة الحقيقية في داخل ذواتهم ، فكيف يصنعونها لغيرهم ، أو يبشّرون بها سواهم ، وفاقد الشيء لا يعطيه .
إننا بحاجة إلى أن نربى الأمة على التفاؤل الإيجابي ، الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم ، مما يشدّ من عضدها ، ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر بإذن الله .
التفاؤل الإيجابي
والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط ، أو غلوّ أو جفاء .
والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة باللهعز وجل ، والإيمان بتحقق موعوده ، متى ما توافرت الأسباب ، وزالت الموانع ( ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض ) سورة محمد : 4 .
إذن سنفرح بالعيد !
نعم سنفرح بالعيد وقدومه مهما أحسسنا بضعفنا وقلة حيلتنا، ونكون متفائلين . نقلا عن موقع الداعية محمود القلعاوى
تعليق