بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
رضينا بالله رباً
وبالاسلام ديناً وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وبالقرءان الكريم شرعةً ومنهاجاً
يسعدنى أن تكون هذه مشاركتى الاولى والمتواضعه فى منتداكم الكريم
وأدعو الله ان ينفعكم بها ويهدى بها من أعمته قلة معرفته بالأسلام عن الحق
فى البداية ثار بداخلى تساؤل حول الحروف المقطعة فى القرءان ..مامعناها وما المقصود منها
خاصة انى وجدت فى أحد تفاسير القرءان .. أن الله أعلم بمراده منها
ولكنى كنت قد سمعت كثيراً عن الاعجاز اللغوى فى القرءان الكريم وخاصةً فى هذه الحروف
وبعد البحث خرجت بهذه النتيجة التى أضعها بين أيدى الجميع
المسلمين ...النصارى ...الحائرين ... المشككين ...المكابرين ... ومن يبحث عن الحق
التعريف:
رضينا بالله رباً
وبالاسلام ديناً وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وبالقرءان الكريم شرعةً ومنهاجاً
يسعدنى أن تكون هذه مشاركتى الاولى والمتواضعه فى منتداكم الكريم
وأدعو الله ان ينفعكم بها ويهدى بها من أعمته قلة معرفته بالأسلام عن الحق
فى البداية ثار بداخلى تساؤل حول الحروف المقطعة فى القرءان ..مامعناها وما المقصود منها
خاصة انى وجدت فى أحد تفاسير القرءان .. أن الله أعلم بمراده منها
ولكنى كنت قد سمعت كثيراً عن الاعجاز اللغوى فى القرءان الكريم وخاصةً فى هذه الحروف
وبعد البحث خرجت بهذه النتيجة التى أضعها بين أيدى الجميع
المسلمين ...النصارى ...الحائرين ... المشككين ...المكابرين ... ومن يبحث عن الحق
التعريف:
هي فواتح السورالتي تكون على شكل حروف هجائية مفردة أو شبه مفردة.
عدد الحروف المقطعة:
جاءت الحروف المقطعة في فاتحة تسع وعشرين سورة، وهي:
}-1الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم،لقمان، السجدة.
} -2المص}: الأعراف.
}-3 الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.
}-4المر}: الرعد.
}-5كهيعص}: مريم.
}-6طه}: طه.
}-7طسم}: الشعراء، القصص.
}-8طس}: النمل.
}-9يس}: يس.
}10ص}: ص.
}-11حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية،الأحقاف.
}-12حم} 13-{عسق}: الشورى.
-14{ ق}:سورة ق
}-15ن}: القلم.
وكما أن الحروف المقطعة ظهرت في أوائل (29) سورة من القرآن الكريم، فإن عدد الحروف الهجائية في اللغة العربية (29) حرفاً -أيضاً- باعتبار الهمزة حرفاً مستقلاً.
وبالتأمل في عددالحروف المقطعة بعد حذف المكرر منها نحصل على (14) حرفاً، وهي تمثل نصف عدد الحروف الهجائية العربية باعتبار الهمزة والألف حرفاً واحداً مستقلاً، وإنما أطلق النصف للدلالة على الكل من باب الإعجاز البلاغي. كما يُلحظ بالتأمل -أيضاً- إن تعداد مجموعات الحروف المقطعة التي ذكرناها آنفاً (الم، المص، الر، ...الخ) تمثل هي الأخرى (14) مجموعة حرفية.
ومنهم من جمع الحروف المقطعة في قوله: صراط علي حق نمسكه، أو صح طريقك مع السنة، أو طرق سمعك النصيحة، أو سر حصين قطع كلامه، أو صن سراً يقطعك حمله، أو من حرص على بطه كاسر، أو نص حكيم قاطع له سر، أو ألم يسطع نور حق كره.
قال العلامةالزمخشري: ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف، بيان ذلك أن ذلك أن فيها من المهموسة نصفها: (الصاد، والكاف، والهاء،والسين، والحاء). ومن المجهورة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء،والعين، والطاء، والقاف، والياء، والنون). ومن الشديدة نصفها: (الألف، والكاف،والطاء، والقاف). ومن الرخوة نصفها: (اللام، والميم، والراء، والصاد، والهاء،والعين، والسين، والحاء، والياء، والنون). ومن المطبقة نصفها: (الصاد، والطاء). ومن المنفتحة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء، والكاف، والهاء، والعين،والسين، والحاء، والقاف، والياء، والنون). ومن المستعلية نصفها: (القاف،والصاد، والطاء). ومن المنخفضة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء،والكاف، والهاء، والياء، والعين، والسين، والحاء، والنون). ومن حروف القلقلة نصفها: (القاف، والطاء) [1] .
وتصنف الحروف المقطعة على أساس المباني إلى:
-1ذات الحرف الواحد: ص، ق، ن.
-2ذات الحرفين: طه، طس، يس، حم.
-3ذات الثلاثة أحرف: الم، الر، طسم.
-4ذات الأربعة أحرف: المص، المر.
-5ذات الخمسة أحرف: كهيعص، حم عسق.
ومن الحروف المقطعة ماتكرر في فواتح السور، فجاء على النحو الآتي:
-1ما افتتحت به سورة واحدة: المص، المر، كهيعص،طه، طس، يس، ص، حم عسق، ق، ن.
-2ما افتتحت به سورتان: طسم.
-3ما افتتحت به خمس سور: الر.
-4ما افتتحت به ست سور: الم، حم.
وتسمىالسورالمفتتحةبـ(طسم) و(طس): الطواسيم أو الطواسين، وتسمىالسورالمفتتحةبـ(حم): الحواميم. وقد أنشد أبو عبيدة:
وبالطواسيم التي قد ثُلِّثَتْوبالحواميم التي قد سًبِّعَتْ
ويسمى بعضالسوربالميمات،وبعضها الآخر بالراآت.
طريقة قراءة الحروف المقطعة:
لا تُقرأ هذه الحروف كالأسماء مثل باقي الكلمات، بل تقرأ واحدة واحدة بصورة متقطعة، ومن أجل ذلك سميت بالحروف المقطعة.
فننطق (الم) بهذه الكيفية: (ألفْ لامْ ميمْ)، وننطق (طسم) بهذه الكيفية: (طاءْ سينْ ميمْ)،وهكذا بالنسبة للبقية، مع ملاحظة تسكين الأواخر باستمرار.
لماذا الحروف المقطعة؟
لعل أهم مصداق يتجلى في تفسير هذه الحروف -التي اختص بها القرآن دون غيره من الكتب السماوية- هومصداق الإعجاز بأبعاده المختلفة.
إن أول أمرٍ يلفت نظرالمتدبر فيها هو ما يلي هذه الحروف من عبارات، إذ نجد هذه العبارات -في الغالب- من قبيل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} ، أو{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ} ، أو{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} ، أو{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} ، أو{تَنزِيلُ الْكِتَابِ} ، أو{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، أو غيرها؛ مما يكشف عن وجود علاقة وطيدة بين هذه الحروف وآيات القرآن المبين.
ويحتمل بقوة أن يكون الباري عز جل أراد من هذه الحروف تحدي العرب المعروفين ببلاغتهم وتفوقهم اللغوي، وكأنه يقول لهم: آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدةمنه؟
فكثير ما أكد الله عز شأنه في العبارات التي تلي هذه الحروف مباشرة بأن هذا القرآن مبين: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} ،{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} ،{تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} ، {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} . كما أكد سبحانه في موضع آخر من القرآن على ارتباط (مبين) باللغة العربية، فقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:193-195]، ثم قال: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:198-199]، وكأن الكتاب كان مبيناً لأنه نزل بلغة العرب، وبالرغم من هذا فقد فشل المشركون منهم على الإتيان بمثل كلام الله سبحانه.
وقد أشرنا سلفاً إلى أن الله جل جلاله أطلق النصف للدلالة على الكل بذكره لنصف عدد الحروف الهجائية العربية، وهي شبيهة بأن تقدم لأحدهم لوحة فنية مطلية بعشرات الألوان المختلفة، ثم تقول له: بالأحمر والأصفر والأزرق أنا صنعت هذه اللوحة الرائعة،فهل تستطيع عمل مثل ذلك؟، في إشارة منك إلى أن هذه الثلاثة ألوان هي الألوان الرئيسة المكونة لباقي الألوان المختلفة -كما هو ثابت علمياً-، أو رغبة في الإشارة إلى أن من جنس هذه الألوان وأشباهها صنعت لوحتك.
قال الإمام علي بن أبي طالب :كذب قريش واليهود بالقرآن وقالوا هذا سحر مبين تقوّله، فقال الله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي يامحمد هذا الكتاب الذي أنزلته إليك هو الحروف المقطعة التي منها ألف ولام وميم،وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، واستعينوا بذلك بسائرشهدائكم[2] .
وقال الإمام علي بن موسى الرضا إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثم قال: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء:88] [3] .
ومما يزيد من إعجاز هذه الحروف وتحدي الباري جل شأنه للعرب؛ إنه ثبت أن هذه الحروف التي تفتتح بها سورة معينة، تكون هي الغالبة على باقي الحروف في الكلمات، ففي سورة (ق) -على سبيل المثال- نجد أن حرف القاف هو الأكثر إحصائياً بين سائر الحروف في الكلمات، كما السورة تطرق موضوعات مبنية على حرف القاف، مثل: (ذكر القرآن، ذكر الخلق، ذكر الرقيب، ذكر القتل، ذكر المتقين، ذكر تشقق الأرض، ذكر الرزق، ...الخ). كما يرى الزركشيأن كل معاني السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح [4].
ولا يخلو هذا الفهم المذكور لمعنى الحروف المقطعة من نقص في الدقة والإحكام، لأنه يبقى حائراً أمام جملة من التساؤلات المهمة، نحو:
- لماذا لم يكن للقرآن ذكر بعد بعض الحروف مباشرة، في الوقت الذي كان له ذكر بعد أغلبها؟
- لماذا لم يذكر النصف الآخر من الحروف الهجائية بدلاً من النصف الذي ذكره؟
- لماذا لم تأتِ الحروف بغير هذا الترتيب والكيفية، فبدلاً من (حم) تكون (مح) أو أي حرفين آخرين،وكذلك بالنسبة لبقية الحروف؟
عدد الحروف المقطعة:
جاءت الحروف المقطعة في فاتحة تسع وعشرين سورة، وهي:
}-1الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم،لقمان، السجدة.
} -2المص}: الأعراف.
}-3 الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.
}-4المر}: الرعد.
}-5كهيعص}: مريم.
}-6طه}: طه.
}-7طسم}: الشعراء، القصص.
}-8طس}: النمل.
}-9يس}: يس.
}10ص}: ص.
}-11حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية،الأحقاف.
}-12حم} 13-{عسق}: الشورى.
-14{ ق}:سورة ق
}-15ن}: القلم.
وكما أن الحروف المقطعة ظهرت في أوائل (29) سورة من القرآن الكريم، فإن عدد الحروف الهجائية في اللغة العربية (29) حرفاً -أيضاً- باعتبار الهمزة حرفاً مستقلاً.
وبالتأمل في عددالحروف المقطعة بعد حذف المكرر منها نحصل على (14) حرفاً، وهي تمثل نصف عدد الحروف الهجائية العربية باعتبار الهمزة والألف حرفاً واحداً مستقلاً، وإنما أطلق النصف للدلالة على الكل من باب الإعجاز البلاغي. كما يُلحظ بالتأمل -أيضاً- إن تعداد مجموعات الحروف المقطعة التي ذكرناها آنفاً (الم، المص، الر، ...الخ) تمثل هي الأخرى (14) مجموعة حرفية.
ومنهم من جمع الحروف المقطعة في قوله: صراط علي حق نمسكه، أو صح طريقك مع السنة، أو طرق سمعك النصيحة، أو سر حصين قطع كلامه، أو صن سراً يقطعك حمله، أو من حرص على بطه كاسر، أو نص حكيم قاطع له سر، أو ألم يسطع نور حق كره.
قال العلامةالزمخشري: ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف، بيان ذلك أن ذلك أن فيها من المهموسة نصفها: (الصاد، والكاف، والهاء،والسين، والحاء). ومن المجهورة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء،والعين، والطاء، والقاف، والياء، والنون). ومن الشديدة نصفها: (الألف، والكاف،والطاء، والقاف). ومن الرخوة نصفها: (اللام، والميم، والراء، والصاد، والهاء،والعين، والسين، والحاء، والياء، والنون). ومن المطبقة نصفها: (الصاد، والطاء). ومن المنفتحة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء، والكاف، والهاء، والعين،والسين، والحاء، والقاف، والياء، والنون). ومن المستعلية نصفها: (القاف،والصاد، والطاء). ومن المنخفضة نصفها: (الألف، واللام، والميم، والراء،والكاف، والهاء، والياء، والعين، والسين، والحاء، والنون). ومن حروف القلقلة نصفها: (القاف، والطاء) [1] .
وتصنف الحروف المقطعة على أساس المباني إلى:
-1ذات الحرف الواحد: ص، ق، ن.
-2ذات الحرفين: طه، طس، يس، حم.
-3ذات الثلاثة أحرف: الم، الر، طسم.
-4ذات الأربعة أحرف: المص، المر.
-5ذات الخمسة أحرف: كهيعص، حم عسق.
ومن الحروف المقطعة ماتكرر في فواتح السور، فجاء على النحو الآتي:
-1ما افتتحت به سورة واحدة: المص، المر، كهيعص،طه، طس، يس، ص، حم عسق، ق، ن.
-2ما افتتحت به سورتان: طسم.
-3ما افتتحت به خمس سور: الر.
-4ما افتتحت به ست سور: الم، حم.
وتسمىالسورالمفتتحةبـ(طسم) و(طس): الطواسيم أو الطواسين، وتسمىالسورالمفتتحةبـ(حم): الحواميم. وقد أنشد أبو عبيدة:
وبالطواسيم التي قد ثُلِّثَتْوبالحواميم التي قد سًبِّعَتْ
ويسمى بعضالسوربالميمات،وبعضها الآخر بالراآت.
طريقة قراءة الحروف المقطعة:
لا تُقرأ هذه الحروف كالأسماء مثل باقي الكلمات، بل تقرأ واحدة واحدة بصورة متقطعة، ومن أجل ذلك سميت بالحروف المقطعة.
فننطق (الم) بهذه الكيفية: (ألفْ لامْ ميمْ)، وننطق (طسم) بهذه الكيفية: (طاءْ سينْ ميمْ)،وهكذا بالنسبة للبقية، مع ملاحظة تسكين الأواخر باستمرار.
لماذا الحروف المقطعة؟
لعل أهم مصداق يتجلى في تفسير هذه الحروف -التي اختص بها القرآن دون غيره من الكتب السماوية- هومصداق الإعجاز بأبعاده المختلفة.
إن أول أمرٍ يلفت نظرالمتدبر فيها هو ما يلي هذه الحروف من عبارات، إذ نجد هذه العبارات -في الغالب- من قبيل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} ، أو{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ} ، أو{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} ، أو{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} ، أو{تَنزِيلُ الْكِتَابِ} ، أو{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، أو غيرها؛ مما يكشف عن وجود علاقة وطيدة بين هذه الحروف وآيات القرآن المبين.
ويحتمل بقوة أن يكون الباري عز جل أراد من هذه الحروف تحدي العرب المعروفين ببلاغتهم وتفوقهم اللغوي، وكأنه يقول لهم: آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدةمنه؟
فكثير ما أكد الله عز شأنه في العبارات التي تلي هذه الحروف مباشرة بأن هذا القرآن مبين: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} ،{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} ،{تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} ، {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} . كما أكد سبحانه في موضع آخر من القرآن على ارتباط (مبين) باللغة العربية، فقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:193-195]، ثم قال: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:198-199]، وكأن الكتاب كان مبيناً لأنه نزل بلغة العرب، وبالرغم من هذا فقد فشل المشركون منهم على الإتيان بمثل كلام الله سبحانه.
وقد أشرنا سلفاً إلى أن الله جل جلاله أطلق النصف للدلالة على الكل بذكره لنصف عدد الحروف الهجائية العربية، وهي شبيهة بأن تقدم لأحدهم لوحة فنية مطلية بعشرات الألوان المختلفة، ثم تقول له: بالأحمر والأصفر والأزرق أنا صنعت هذه اللوحة الرائعة،فهل تستطيع عمل مثل ذلك؟، في إشارة منك إلى أن هذه الثلاثة ألوان هي الألوان الرئيسة المكونة لباقي الألوان المختلفة -كما هو ثابت علمياً-، أو رغبة في الإشارة إلى أن من جنس هذه الألوان وأشباهها صنعت لوحتك.
قال الإمام علي بن أبي طالب :كذب قريش واليهود بالقرآن وقالوا هذا سحر مبين تقوّله، فقال الله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي يامحمد هذا الكتاب الذي أنزلته إليك هو الحروف المقطعة التي منها ألف ولام وميم،وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، واستعينوا بذلك بسائرشهدائكم[2] .
وقال الإمام علي بن موسى الرضا إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثم قال: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء:88] [3] .
ومما يزيد من إعجاز هذه الحروف وتحدي الباري جل شأنه للعرب؛ إنه ثبت أن هذه الحروف التي تفتتح بها سورة معينة، تكون هي الغالبة على باقي الحروف في الكلمات، ففي سورة (ق) -على سبيل المثال- نجد أن حرف القاف هو الأكثر إحصائياً بين سائر الحروف في الكلمات، كما السورة تطرق موضوعات مبنية على حرف القاف، مثل: (ذكر القرآن، ذكر الخلق، ذكر الرقيب، ذكر القتل، ذكر المتقين، ذكر تشقق الأرض، ذكر الرزق، ...الخ). كما يرى الزركشيأن كل معاني السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح [4].
ولا يخلو هذا الفهم المذكور لمعنى الحروف المقطعة من نقص في الدقة والإحكام، لأنه يبقى حائراً أمام جملة من التساؤلات المهمة، نحو:
- لماذا لم يكن للقرآن ذكر بعد بعض الحروف مباشرة، في الوقت الذي كان له ذكر بعد أغلبها؟
- لماذا لم يذكر النصف الآخر من الحروف الهجائية بدلاً من النصف الذي ذكره؟
- لماذا لم تأتِ الحروف بغير هذا الترتيب والكيفية، فبدلاً من (حم) تكون (مح) أو أي حرفين آخرين،وكذلك بالنسبة لبقية الحروف؟
- لماذا تكرر بعضها في فواتح السور وبعضها الآخر لم يتكرر؟
- لماذا جاءت هذه الحروف فاتحة لسورة معينة دون غيرها من السور؟
- لماذا عدت بعض الحروف آية مستقلة دون البعض الآخر؟
ويبدو أن هذه التساؤلات بحاجة إلى مزيد من الوقفات والتأملات والتدبرات من قبل الباحثين والمختصين للوصول إلى إجابات مقنعة.
حول استئثار الله بعلم الحروف المقطعة:
يذهب فريق كبير من عظماء المفسرين وعلماء القرآن إلى أن هذه الحروف علمٌ استأثرالله به واختصه لذاته، أو أنها رموزاً وأسراراً خاصة بين الله جل جلاله وبين رسوله الأمين (ص).
ولكن هذا الرأي يظل عاجزاً أمام ما يزخر به القرآن الكريم من آيات تدعو إلى ضرورة التدبر فيه دون استثناء. قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82]، وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:29].
فلا يمكن أن تكون هناك آية نازلة في القرآن دون أن يكون لفهم الناس وتدبرهم سبيلاً إليها. ولا يستبعد أن يكون في القرآن بعض الأسرار والرموز بين الله عز وجل ونبيه الأكرم (ص)، ولكن ليس على مستوى يستوجب غموض الحرف والكلمة، بحيث يستحيل فك المعنى بالنسبة للمتدبر والمتأمل، وإنما الأسرار والرموز -إن وجدت- فقد تكون بين طيات الكلام ووراء معانيه أو ما شابه ذلك.
ومما يعزز ذلك أنه لم يثبت عن العرب أبان العهد الإسلامي الأول ما يشير إلى عدم فهمهم لمعاني الحروف المقطعة، فلو كانوا يجهلون ذلك لظهر من هنا وهناك من يسأل عن أسرارها وحقيقتها، ولكان فيها فرصة وذريعة لليهود وغيرهم -من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه- لإحاكة الفتن واختلاق الشبهات للطعن في القرآن بحجة طلسمية آياته بالنسبة لفهم الناس، فكيف يكون{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:138]؟
آراء أخــــرى :
في معنى الحروف المقطعة عدة آراء أخرى فيها نظر، ومنها:
-1إنها جاءت لإثارة انتباه المشركين وجعلهم يستمعون إلى القرآن بإنصات وإصغاء. ويرد عليه بأن ذلك يستوجب إثارة الانتباه في كافة سور القرآن وليس بعضها، وكذلك في فواتح خطب وأحاديث الرسول الأعظم (ص).
-2إن جمع حساب كل حرف من هذه الحروف بعد حذف المكرر منها يُمَكِّن من معرفة مدة بقاء هذه الأمة واستخلاص أزمان الحوادث والفتن والملاحم، وذلك عن طريق حساب الجمل الأبجدية (أبجد هوز) بما يقابلها من أرقام، أو ما يعرف باسم حساب (أبي جاد).
ويرد عليه بأن هذا تكلف من جهة القرآن، كما أنهم حسبوا مدة بقاء هذه الأمة بـ(693) عاماً، وقد تجاوزنا الآن ضعفها بكثير، وكيف يعلمون ذلك وقد خصَّ الله نفسه بأمور الغيب كهذه، فقال في خاتمة سورة لقمان: {إِنَّ اللَّهَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِيالأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].
-3إنها أسماء للسورالتي افتتحت بها. ويرد عليه بأنها لو كانت أسماء للسور لاستوجب ذلك وجود مجموعة سور تحمل نفس الاسم، مما يعني وجود سورتين باسم (طسم)، وخمس سور باسم (الر)، وست سور باسم (الم)، وست سور أخرى باسم (حم)، وهذا مما لا يعقل.
-4إنها أسماء للقرآن. ويرد عليه بأنه لم يصلنا من الروايات ما يشير إلى أن الرسول الأكرم (ص) أو أحداً من أهل بيته (ع) ؛ دعا إلى قراءة (الم) أو (حم) أو (طس) أو غيرها، وهويقصد من ذلك الإشارة إلى القرآن بأكمله، بل على العكس تماماً، فإنه ترد أسماء كـ(حم السجدة) للدلالة على سورة معينة لا أكثر.
-5إن كل حرف من هذه الحروف يشير إلى اسم من أسماء الله الحسنى. ويرد عليه بوجود الاختلاف الكبيرفي تعيين أسماء الله التي تشير إليها هذه الحروف، فقالوا -مثلاً- في (كهيعص): إن الكاف تدل على الكافي، والهاء على الهادي، والياء على الحكيم، والعين على العليم، والصاد على الصادق. بينما قال آخرون بأن: الكاف تدل على الملك،والهاء على الله، والياء والعين على العزيز، والصاد على المصور. وقال فريقثالث بأنها تدل على: الكبير، الهادي، الأمين، العزيز، الصادق. وهناك من الأقوال المختلفة غيرها مما يخدش في خبرها ودقته.
-6إنها حروف لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم. ويرد عليه بما ثبت من كون اسم الله الأعظم ليس اسماً لفظياً، وتفصيل ذلك في مبحث (أسماء الله الحسنى).
-7إنها أقسام أقسم الله بها على أنها من أسمائه أو أنها من الحروف المعجمية التي تألف منهاالقرآن. ويرد عليه بأن هذه الأقسام -إن صحت- لا تستوفي تمام شروط القسموأركانه من ذكرٍ لأداة القسم والقاسم والمقسوم به والمقسوم عليه والغاية منالقسم، وأن يرد بعدها قسم في بعض الأحيان لا يدل على كون هذه الحروف قسماًبحد ذاتها.
فائــــــــــدة:
يقول العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ما نصه: ثم إنك إن تدبرت بعض التدبر في هذه السورالتي تشترك فيهاالحروف المفتتح بها مثل الميمات والراآت والطواسين والحواميم وجدت في السورالمشتركة فيها الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور.
ويؤكد ذلك ما في مفتتح أغلبها من تقارب الألفاظ كما في مفتتح الحواميم من قوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ} أو ما هو في معناه، وما في مفتتح الراآت من قوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} أو ما هو في معناه، ونظير ذلك واقع في مفتتح الطواسين،وما في مفتتح الميمات من نفي الريب عن الكتاب أو ما هو في معناه.
ويمكن أن يحدث من ذلك أن بين هذه الحروف المقطعة وبين مضامين السورالمفتتحة بها ارتباطاً خاصاً، ويؤيد ذلك ما نجد أن سورة الأعراف المصدرة بـ "المص" في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات وص، وكذلك سورة الرعد المصدرة بـ " المر" في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات والراآت [5]
ويبدو أن هذه التساؤلات بحاجة إلى مزيد من الوقفات والتأملات والتدبرات من قبل الباحثين والمختصين للوصول إلى إجابات مقنعة.
حول استئثار الله بعلم الحروف المقطعة:
يذهب فريق كبير من عظماء المفسرين وعلماء القرآن إلى أن هذه الحروف علمٌ استأثرالله به واختصه لذاته، أو أنها رموزاً وأسراراً خاصة بين الله جل جلاله وبين رسوله الأمين (ص).
ولكن هذا الرأي يظل عاجزاً أمام ما يزخر به القرآن الكريم من آيات تدعو إلى ضرورة التدبر فيه دون استثناء. قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82]، وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:29].
فلا يمكن أن تكون هناك آية نازلة في القرآن دون أن يكون لفهم الناس وتدبرهم سبيلاً إليها. ولا يستبعد أن يكون في القرآن بعض الأسرار والرموز بين الله عز وجل ونبيه الأكرم (ص)، ولكن ليس على مستوى يستوجب غموض الحرف والكلمة، بحيث يستحيل فك المعنى بالنسبة للمتدبر والمتأمل، وإنما الأسرار والرموز -إن وجدت- فقد تكون بين طيات الكلام ووراء معانيه أو ما شابه ذلك.
ومما يعزز ذلك أنه لم يثبت عن العرب أبان العهد الإسلامي الأول ما يشير إلى عدم فهمهم لمعاني الحروف المقطعة، فلو كانوا يجهلون ذلك لظهر من هنا وهناك من يسأل عن أسرارها وحقيقتها، ولكان فيها فرصة وذريعة لليهود وغيرهم -من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه- لإحاكة الفتن واختلاق الشبهات للطعن في القرآن بحجة طلسمية آياته بالنسبة لفهم الناس، فكيف يكون{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:138]؟
آراء أخــــرى :
في معنى الحروف المقطعة عدة آراء أخرى فيها نظر، ومنها:
-1إنها جاءت لإثارة انتباه المشركين وجعلهم يستمعون إلى القرآن بإنصات وإصغاء. ويرد عليه بأن ذلك يستوجب إثارة الانتباه في كافة سور القرآن وليس بعضها، وكذلك في فواتح خطب وأحاديث الرسول الأعظم (ص).
-2إن جمع حساب كل حرف من هذه الحروف بعد حذف المكرر منها يُمَكِّن من معرفة مدة بقاء هذه الأمة واستخلاص أزمان الحوادث والفتن والملاحم، وذلك عن طريق حساب الجمل الأبجدية (أبجد هوز) بما يقابلها من أرقام، أو ما يعرف باسم حساب (أبي جاد).
ويرد عليه بأن هذا تكلف من جهة القرآن، كما أنهم حسبوا مدة بقاء هذه الأمة بـ(693) عاماً، وقد تجاوزنا الآن ضعفها بكثير، وكيف يعلمون ذلك وقد خصَّ الله نفسه بأمور الغيب كهذه، فقال في خاتمة سورة لقمان: {إِنَّ اللَّهَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِيالأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].
-3إنها أسماء للسورالتي افتتحت بها. ويرد عليه بأنها لو كانت أسماء للسور لاستوجب ذلك وجود مجموعة سور تحمل نفس الاسم، مما يعني وجود سورتين باسم (طسم)، وخمس سور باسم (الر)، وست سور باسم (الم)، وست سور أخرى باسم (حم)، وهذا مما لا يعقل.
-4إنها أسماء للقرآن. ويرد عليه بأنه لم يصلنا من الروايات ما يشير إلى أن الرسول الأكرم (ص) أو أحداً من أهل بيته (ع) ؛ دعا إلى قراءة (الم) أو (حم) أو (طس) أو غيرها، وهويقصد من ذلك الإشارة إلى القرآن بأكمله، بل على العكس تماماً، فإنه ترد أسماء كـ(حم السجدة) للدلالة على سورة معينة لا أكثر.
-5إن كل حرف من هذه الحروف يشير إلى اسم من أسماء الله الحسنى. ويرد عليه بوجود الاختلاف الكبيرفي تعيين أسماء الله التي تشير إليها هذه الحروف، فقالوا -مثلاً- في (كهيعص): إن الكاف تدل على الكافي، والهاء على الهادي، والياء على الحكيم، والعين على العليم، والصاد على الصادق. بينما قال آخرون بأن: الكاف تدل على الملك،والهاء على الله، والياء والعين على العزيز، والصاد على المصور. وقال فريقثالث بأنها تدل على: الكبير، الهادي، الأمين، العزيز، الصادق. وهناك من الأقوال المختلفة غيرها مما يخدش في خبرها ودقته.
-6إنها حروف لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم. ويرد عليه بما ثبت من كون اسم الله الأعظم ليس اسماً لفظياً، وتفصيل ذلك في مبحث (أسماء الله الحسنى).
-7إنها أقسام أقسم الله بها على أنها من أسمائه أو أنها من الحروف المعجمية التي تألف منهاالقرآن. ويرد عليه بأن هذه الأقسام -إن صحت- لا تستوفي تمام شروط القسموأركانه من ذكرٍ لأداة القسم والقاسم والمقسوم به والمقسوم عليه والغاية منالقسم، وأن يرد بعدها قسم في بعض الأحيان لا يدل على كون هذه الحروف قسماًبحد ذاتها.
فائــــــــــدة:
يقول العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ما نصه: ثم إنك إن تدبرت بعض التدبر في هذه السورالتي تشترك فيهاالحروف المفتتح بها مثل الميمات والراآت والطواسين والحواميم وجدت في السورالمشتركة فيها الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور.
ويؤكد ذلك ما في مفتتح أغلبها من تقارب الألفاظ كما في مفتتح الحواميم من قوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ} أو ما هو في معناه، وما في مفتتح الراآت من قوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} أو ما هو في معناه، ونظير ذلك واقع في مفتتح الطواسين،وما في مفتتح الميمات من نفي الريب عن الكتاب أو ما هو في معناه.
ويمكن أن يحدث من ذلك أن بين هذه الحروف المقطعة وبين مضامين السورالمفتتحة بها ارتباطاً خاصاً، ويؤيد ذلك ما نجد أن سورة الأعراف المصدرة بـ "المص" في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات وص، وكذلك سورة الرعد المصدرة بـ " المر" في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات والراآت [5]
تعليق