البوذية فى الميزان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    #16
    هل يمكن أن تكون البوذية ديـنا حقا تم تحريفه

    رغم أننا حتى الآن قد بحثنا البوذية باعتبارها وهما وزيفا، علينا القول بأنها تتضمن بعض المبادىء الأخلاقية الأيجابية، فكتب البوذية تحذر الناس من السرقة وتشجعهم على مساعدة بعضهم البعض وتطهير أنفسهم من الأنانية والطموحات الهابطة. وكل ذلك يوحي بأن البوذية بدأت دينا سماويا قائما على الوحي وفسدت بمرور الزمن.
    يقول تعالى في القرآن الكريم أنه قد بعث لكل أمة رسـولا ليبلغهم الدين الحق:
    (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ ) (سورة فاطر: 24).


    (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) (سورة النحل: 36).وفى مكان آخر من القرآن يقول تعالى :( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
    ( سورة يونس: 10)
    (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (سورة الجاثية: 28)
    إنّ هذه الآيات تبين لنا أنّ الله تعالى قد يكون أرسل رسولا للهنود؛ وقد يكون سـيدارسـا قـوتامـا واحدًا منهم, فالبوذية تشبه الأديان السّماوية في بعض أركانها، ثم إنّ الرسل جاؤوا عبر التاريخ لكشف الحقيقة نفسها للبشرية، ولكن بعد رحيلهم عمد أتباعهم إلى تحريف هذه الحقائق. وفي الحقيقة فإن تعاليم قـوتاما قد فقدت جذورها بعد وفاته، وصـارت محرفة بالطريقة التى هي عليها اليوم مزيجا من أديان وثقافات البلاد التي انتشرت فيها، وحوت داخلها الأساطير المحلية المختلفة والخرافات.
    وفى تلك الحالة، بدون شك، تصبح السيرة الشخصية لسيدارسا قـوتاما مختلفة تماما عن القصص الأسطورية التى نعرفها عنه اليوم. وتوجد نسخ متضاربة عن قصة حياته، مما يعطى دلالة واضحة أن الحقيقة ربما تكون مختلفة كثيرًا عن "التاريخ " الذى ألفناه اليوم. إنّ أحد مبادىء الأخلاق الصحيحة التي روجت لها البوذية تقود للاعتقـاد بأن البوذية ربما تطورت من دين توحيدي. ويوضح الباحث الغربي ج. م. روبرتسـون العقيدة البوذية فيما يسميه "سلسلة الأنبياء" بقـوله:
    "... البوذية لا تزعم أنها دين جـديد، فالتقاليد المتوارثة تؤيد كونها انتشرت عدة مرات من قبل، وقوتاما واحد فقط مـن سلسـلة طـويـلة من البوذيين الذين ظهروا على فترات وتناقلوا الدين نفسه. ويوجد تسجيل لأسـماء أربعة وعشرين من هؤلاء البوذيين الذين ظهروا قبل قوتاما. ويقال إنه، وبعد وفاة كل بـوذا منهم تنتعش ديانته لبعض الوقت ثمّ تنتهى. وبعد نسيانها، يظهر بوذا آخر ليبشر بما يسمى الدّارمـا، أي الحقيقة ".
    كلّ ذلك ينبىء بأنّ البوذية ربما تكون واحدة من الاعتقادات المنحرفة التى جاءت للتخلص من أثر الأنبياء. ومن ناحية أخرى، فإن البوذية تضعبناء محافظا يذكر بأحد التحريفات التقليدية التى يمكن أن تحدث خلال فترة انحلال الدّين الحق.
    في القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى إنّ المسيحيين واليهود قد وقعوا فى الفخ نفسه، وأغرقوا دينهم بتفاصيل ومحرمات لا طائل منهـا،وكمثال لذلك فإنّ الأفكار الخاطئة في البوذية حول الانزواء عن المجتمع وإخضاع النفس للتعذيب قد ظهرت أيضا في المسيحية بعد تحريفها عـبرالسنين، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن ذلك في القرآن الكريم:
    (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (سورة الحديد : 27)

    قـد تكون البوذية ديانة حقيقية حرّفت بعد انتشار الرهبانية. وبالتأكيد تكون قد شوّهت أكثر من اليهودية و المسيحية. لكن بالرغم من التحريف الذي دخل على هاتين الديانتين إلا أنهما ما يزالان يؤمنان به. وحتى لو جاء جوهر البوذية من مصدر إلهي، فقد ابتعدت هذه الديانة بشكل كامل عن ذلك الجوهر وأصبحت غارقة في طقوس وهمية مع بقاء مبادىء أخلاقية قليلة جدًّا.
    ومن جانب آخر فالبوذية تشبه المعتقدات التوحيدية مثل اليهودية والمسيحية والإسلام؛ فهي أيضا تؤمن بنهاية العالم، وتؤمن بمخلّص للبشرية – مثل المسيح عند اليهود والمسيحيين؛ والمهدي عند المسلمين.
    آخر الزمان هو الفترة التى تسبق قيام الساعة، وفي القرآن الكريم وأحاديث الرّسول صلى الله عليه وسلم عدد من الإشارات بأنّ الاسلام سوف ينتشر فى كل العالم. ويخبر القرآن الكريم بأن عيسى عليه السلام لم يمت، وأنه لم يقتل بل رُفع إلى السّماء وهو ما يزال حيا، وأنه سوف يعود إلى الأرض مرّة أخرى. وقد أخبرنا النبيّ صلى الله عليه وسلم أيضا بأنّ المسيح عليه السلام سوف يعود إلى الدنيا مرة ثانية. وعند عودته، و أثناء وجوده على الأرض سوف تملأ الأرض عدلاً وسلامًا وخيرًا. وبينت أحاديث النبي عليه الصلاة والسلاة أنّ المهديّ سوف يساعد المسيح عليه السلام في رسالته المباركة ( لمزيد من التفاصيل انظر كتاب هارون يحيى "المسيح سوف يعود".).
    وتبين أحاديث الرّسول صلى الله عليه وسلم أنّ آخر الزّمان يتميز بمرحلتين اثنتين؛ في المرحلة الأولى يُنكر وجود الله تعالى جهرًا، ويقلّ الناس المؤمنون الذين يلتزمون بقيم الدين، وتصبح الحياة أكثر صعوبة ومشقة، ويشيع القلق بسبب قلة الخيرات، وتكون في الأرض مجاعات وكوارث طبيعية، وينتشر الظلم، وتكثر الحروب والنزاعات، وتسيطر القسوة على القلوب وتقل المحبة والرّحمة. ثم بعد ذلك تتعافى البشرية من الكفر والفلسفات اللادينية التى هي المصدر الحقيقي لآلامهم، ويرجع الناس إلى الدين. وتنتهي النزاعات، وينهزم الظلم ووتتبدّد القسوة. ويشع نور الأمن والسلام، وينعم الناس بالطمأنينة والرفاهية بعد عانوا من القلق والظلم. وسوف ينعم العالم كله بالرّخاء والخير.
    وفي الإسلام، كما هو الأمر في اليهودية والمسيحية، هنالك إيمان بالمهدي وبعودة المسيح وبآخـر الزمان. وفي الإنجيل الذى يتكون من العهد القديم (التّوراة وكتب اليهود الأخرى) والعهد الجديد ( الأناجيل الأربعة وكتب أخرى ورسائل) هناك عدة أوصاف لآخر الزّمان. والأناجيل بصفة خاصة تشير إلى عودة المسيح عليه السلام.
    إنّ اسم عيسى لم يرد فى التوراة، غير أن التوراة نفسها تخبر بمجيء بمجيء مسيح مخلص من نسل داوود عليه السلام. وفى بعض المواضع من التوراة هناك إشارات إلى ما سوف يحدث فى آخر الزمان. والمسيح الذى تمّ التبشير بمقدمه وورد الحديث عن أعماله فى التوراة هو- كما ذكر القرآن الكريم- عيسى عليه السلام. وبالإضافة إلى اسم "المسيح" تطلق عليه صفات أخرى مثل "الملك" و "الرب" (بمعنى السيّد المربّي) و"كثير الخيرات".
    وتتحدث التوراة عن مجيء المسيح، وقد قيل الكثير عن المملكة التى سوف يقيمها على الأرض. ومما ورد أنه سوف جميع الأمم تحت راية واحدة، وأنّه من نسل داوود عليه السلام، وأنه يشبهه ( حكم داوود عليه السلام في زمانه بلادًا واسعة). وقد جاء في بعض فقرات التوراة ما يلي:
    "سوف يشتّت أعداء الرّب، وتُرسل عليهم الصواعق من السّماء، وسوف يسود حكمه أنحاء الأرض، ويهب القوة لمليكه، و يعلي من قوّة المسيح". (صاموئيل الأول 2: 10)
    "وفى أيام هؤلاء الملوك، سوف يقيم رب السماوات مملكة لن تنهار، ولن يُترك حكمها للآخرين، وهذه الممالك كلها سوف يدمرها هو وينهيها، وسوف يبقى هو خالدا إلى الأبد". ( دانيال 2: 44)
    "هذا هو عبدى الذي أيدته، اخترته وداخل نفسه تسري روحي، وأسبغت عليه من روحي، سوف يجلب العدل للأمم؛ لن يصرخ فى وجه أحد، ولن يرفع صـوته ليسمع من فى الطرقات. لن يكسر مزمارًا مخدوشا ولن يطفىء فتيلا منيرًا، سوف يبلغُ بالعدل الحقيقة، لن يفشل ولن ينكسر عزمه حتى يؤسس للعدل فى الأرض مقاما، وسوف ينتظر الناس شريعته ... أنا الربّ ناديتك بحق، وسوف أشدّ على يديك، سوف أحفظك وأعطيك ميثاقا لكي تُفتح العيون العمياء، وينطلق أحرارا كلّ السجناء، وسوف أمنحك نورًا تهدي به الأمم" ( أشعيا 42: 1 -7 ).
    "... وبالحق سوف يحكمُ الفقراء، وسوف يحكم البلاد بالعدل رحمة بالبؤساء، سوف يضرب الأرض بعصاه، وبأنفاس شفتيه سوف يقتل الأشرار، وسوف تكون الحقيقة لخاصرته حزامًا" (أشعيا11: 1- 10).
    وتقدم التوراة معلومات كثيرة جدا عن عودة عيسى عليه السلام إلى الأرض:
    "لأنني ذاهب لكي أعد لك مكانًا، وإذا ذهبت وأعددت لك مكانا، سوف أحضر وآخذك، وتكون معي حيثما كنتُ" ( يوحنا 14: 2-3).
    "إنّ يسوع سوف يعود مرة أخرى تماما مثلما رأيتموه يسير نحو السّماء" (قوانين1: 11).
    "لذا إذا قيل لكم، إن يسوع في الصّحراء فلا تذهبوا، أو قيل لكم انظروا هو في داخل الغرف فلا تصدّقوا ذلك، فابن آدم سوف يكون مثل البرق الذي يلمع من الشرق فيضيء أركان الغرب". (متا 24: 26- 27).
    "إن الخالق تبارك وتقدس، ملك الملوك وربّ الأرباب، والذي هو وحده له الخلود، الحيّ، الذي لم يره أي إنسان ولن يراه أي إنسان سوف يظهر المسيح في الزمان المحدد، فله المجد والقوة إلى الأبد (تيموتوسا الرّسالة الأولى 6: 15-16).
    عند عودة عيسى عليه السلام سوف يكون الأمر والحكم بيده، وفترة حكمه هذه سوف تتميز بالعدل والثراء والأخلاق الطيبة. وقد وردت في الإنجيل بعض المعلومات عن هذا الموضوع:
    "بورك فى ذوي الأحلام، لأنهم سوف يرثون الأرض" ( متا 5:5).
    "لهذا السبب صلوا على هذا النحو ... ليأتِ الملكُ..." ( ماثيو6 :9 -10).
    "سوف يكون هنالك بكاء وصرير للأسنان، عندما ترون إبراهيم وإسحاق و يعقوب وجميع الأنبياء في مملكة الرّب، وأنتم مطرودون، سوف يأتون من الشرق ومن الغرب، من الشمال ومن الجنوب، ويجلسون فى جنة الربّ. وحقا سوف يتقدّم متأخرون ويتأخر أوائل" (لوقا 13: 28- 30).
    كما ذكرنا سابقا، فإنّ البوذية أيضا تتنبأ بقدوم مسيح مخلّص. وقد قال بوذا إنه بعد مرور ألف عام من بعده سوف يجيء الميتيا (أو ميتريا) ويُتم دينه ورحمته على العالم. وحول هذا الموضوع نورد بعض ما جاء في مصادر بوذية من دولتين مختلفتين.
    أولا من مصادر بورما:
    "يقول بوذا لصاريبوتا: إنّ عهدنا عهد سعيد، عاش فيها ثلاثة زعماء: كاكوساندا و كانوكاما و كاسابا. بوذا العظيم هو أنا، ولكن بعدي يجيء ميتريا. ومع استمرار هذا العهد السعيد، وقبل أن تنقضي سنواته سوف يكون بوذا العظيم هذا، الذي يقال له ميتريا زعيم كل البشرية".
    المثال الثانى من مصادر سايلان:
    "أنا لست أول بوذا جاء إلى الأرض، ولن أكون آخرهم. بعد وقت ما سوف يجيء بوذا آخر إلى الدنيا، ويكون مستنيرًا بالأنوار المقدسة، سلوكه يعبقُ بالحكمة، خيّرٌ، ولا يشبهه أحدٌ ... وسوف يكشف لكم الحقائق التي علمتكم إياها، وسوف يبلّغ دينه ... سوف يبلغ الدّين الحق الذي أعلنته لكم. إن أتباعه سوف يعدون بالآلاف بينما لا يتجاوز أتباعي بضع مئات. وهو يُدعى ميتريـا".
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق

    • سيف الكلمة
      إدارة المنتدى

      • 13 يون, 2006
      • 6036
      • مسلم

      #17
      الخلاصة:
      جـاء الحـق وزهق الباطل
      عبر التاريخ الممتدّ عبد الناس تماثيل من الخشب والحجر وتوسلوا لها طلبا للنّفع، وخافُوها معتقدين أنها مطّلعة على أحوالهم، واعتقدوا أيضا أنها يمكن أن تغضب منهم إذا ارتكبوا الخطايا. وعندما نقول بوذا فنحن نعني بوذا التّمثال. والبوذيون يجعلون بوذا ندًّا لله تعالى. أما هؤلاء الذين استهوتهم هذه الأفكار فركبوا موجتها وأصبحوا بوذيين من أجل جذب انتباه الآخرين فهم لا يدرون درجة الخديعة التي وقعوا فيها. فهؤلاء لا يؤمنون بحياة أخروية خالدة، ولا يؤمنون بجنة أو نار، ولم يدر بخلدهم أنهم سوف يبعثون ثانية ويحاسبون أمام الله تعالى. وهؤلاء تصيبهم الدهشة والاستغراب عندما يدعون لاتباع الحقّ لأنهم يظنون واهمين أنهم على الحقّ.
      ولقد واجه جميع الرّسل الذين حذروا الناس من ديانات الكفر، ودعوهم لتوحيد الله تعالى مواقف تتسم بالجحود والإعراض، وقد ذكر لنا القرآن الكريم جوانب من هذه المواقف: (وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ) (سورة ص: 4-7).
      من خلال هذا الكتاب ندعو جميع البوذيين والذين ساقتهم مشاعرهم لسبب ما للتّعاطف مع هذه الديانة الوهمية، لأن يفهموا حقيقة بأنّه لا إله إلاّ الله، وبأن يعترفوا بوحدانية الله تعالى وهيمنته على كل شيء. وندعوهم بأن يدخلوا في الإسلام دين إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، ودين النّبي محمد صلى الله عليه وسلم. لا شك أنّ الذي وجد أجداده وآباءه يؤمنون بهذه الديانات بما فيها من الشرك يجد من الصعوبة على نفسه في البداية اتخاذ قرار بهجرها وتركها. لكنه بعد التخلي عن هذه المعبودات الزائفة التى أشركها مع الله تعالى لن يعرف سوى إله واحد يعبده ويوحّده. وهذا الإله الواحد هو الذي يجده عند الشدة، وهو الذي يستجيب له إذا دعاه ويسمعه إذا ناداه، وهو الذي يجيره إذا استجار به، ويشفيه إذا مرض ويواسيه إذا حزن.
      إنّه ربّ العالمين الذى خلق هذه الأرض وسواها بعلمه الأزلي وقدرته التي أذعن لها كل شيء: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(سورة التكوير: 29)، وقال تعالى مخبرا عن نفسه: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (سورة هود: 56).

      إنّ الشيطان يمكن أن يلقي في قلب البوذيين- شأنهم شأن جميع البشر- أنه من غير الممكن الإفلات من الشرك، لكن ينبغي أن يفهم أن هذه مجرد وساوس يبثها الشيطان في النفوس، فكما أخبر القرآن الكريم يأتي الشيطان يوم القيامة ويقول لأتباعه: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة إبراهيم: 22)
      وهؤلاء الذين أشركوا بالله أشياء أخرى سوف يجدون أنفسهم بلا نصير يقطع نفوسهم النّدم بعد ان خدعهم الشيطان. وكما هو معلوم فالخلاص من الشرك يعني التوجه بإخلاص إلى الله تعالى وعبادته وتوحيده، وتغيير النظرة إلى نفسه وإلى الناس وإلى العالم من حوله. وهذا يعني الثقة الكاملة في الله في كل الحالات والالتزام بمبادئ القرآن وسلوكه. ولا شك أن هذا الإخلاص يجلب نعم الله وتأييده ورحمته وبركاته. فالله وحده هو الذي يهدي الإنسان سبل الخير والسلام ويقيه من وساس الشيطان ونزغاته.
      إنّ كل من يسلم أمره لله يدرك أن السعادة الحقيقية والطمأنينة الحقيقية لا تكمن إلا في الإيمان والتوحيد. أما البوذية فهي خديعة من خدع الدنيا وضلالاتها، والله تعالى يبشر المؤمنين في القرآن الكريم بقوله: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) (سورة الطلاق: 2-3)

      ولهذا السّبب فإنّ الشخص الذى يتوب من خطئه بعد أن كان مشركا بالله تعالى يتعين عليه أن يهجر الأصنام التي كان يعبدها دون أدنى تردد. ولذلك ينبغي على كل من يعتبر بوذا إلها (تعالى الله عما يصفون) يسمع ويرى كل شيء ويرضى ويغضب أن يفكّر مليّا ويهجر هذه الأصنام وينأى بنفسه عنها. وينبغي على الذين استحوذت عليهم فكرة "الكرما" فأنكروا الآخرة أن يستعملوا عقولهم وينقذوا أنفسهم من هذه الخديعة لأنّ ( هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأعراف: 139).
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق

      • مسلم للأبد
        مشرف الأقسام العامة

        • 20 ماي, 2008
        • 11698
        • محاسب
        • مسلم

        #18
        موضع حلو جدا هدانا الله وإياهم
        إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

        من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
        إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
        فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
        ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
        لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
        ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
        لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
        ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
        ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
        أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
        ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

        تعليق

        • سيف الكلمة
          إدارة المنتدى

          • 13 يون, 2006
          • 6036
          • مسلم

          #19
          للرفـــــــــــــــــــــــــــــــــع
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق

          • محب ابا القاسم
            1- عضو جديد
            • 1 سبت, 2008
            • 65
            • داعية اسلامى
            • مسلم

            #20
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

            بس انا عملت كلامك الجميل دة كتاب لو سمحت يعنى

            والرابط

            http://www.7ammil.com/download.php?id=1RY57YM0ZT


            {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75

            تعليق

            • واحد من هالعالم
              2- عضو مشارك
              • 23 يون, 2008
              • 114
              • .
              • بوذي

              #21
              اخي...
              لماذا تجد صعوبة كبيرة في تصديق ان غيرك يؤمن بالله ايضا؟ يا اخي ليسوا المسلمين وحدهم من عرفوا الله صدقني..
              على كل انا رايت موضوعك وبصراحة لا ادري ما اقول سوى انه خاطئ من اوله الى اخره...

              البوذية : عقيدة وثنية فاسدة..؟؟
              بالنسبة لقولك:ان البوذية تنكر وجود النار والقيامة:
              فيا اخي بالنسبة الى القيامة فلم يوجد لها اي ذكر في البوذية... يمكنك ان تعتبر انها لا تؤمن بها مع انني اعتقد ان عدم وجودها لا يعني
              لا يعني عدم الايمان بها... والا لقال بوذا انها فكرة خاطئة ولكنه لم يقل اي شئ من هنا نستنتج ان هذا يرجع الى عدم المعرفة بوجودها...
              اما بالنسبة الى الجحيم فيا سيدي الديانة البوذية تحدثت عن 16 نوع من الجحيم:
              8 اماكن باردة
              وهي: arbuda, nirabuda, atata, hahava, huhuva, utpala, padma, mahapadma.
              و8اماكن ساخنة:
              Sanjiva, kalasutra, samghata,raurava, maharaurava, tapana, pratapana, avici.
              اما بالنسبة الى القيامة وهذا رايي الشخصي... من الممكن ان القيامة تحدث فقط حين ينتهي هذا العالم ولكن من هنا الى ان ينتهي نبقى في دورة الاستنساخ التي تحدثت عنها البوذية...

              بالنسبة الى قولك: إنّ البوذيـــة بمعتقداتها الأساسية وفلسفتها وممارساتها ديانــة وثنية. ويضع البوذيون بوذا في مكانة عالية من الحبّ والاحترام والتّعظيم والخوف، بل حتى القبول به ربّا وإلهًا. ورغم عدم وجود وثائق من زمن بوذا يفهم منها أنه حث أتباعه على عبـادتـه؛ ثم يا سيدي نحن ننحني لبوذا احتراما له لا تاليها له... ثم لا نفعل ما يفعله غيرنا ولا نذهب له طالبين الهون منه والشفاء ... الخ... لاننا نؤمن انه انشان مثله مثل غيره...
              صلواتنا لا تحتوي اي دعاء له...
              يا اخي بوذا بحد ذاته قال انه ليس اله، اتريد ان اذكرك بالقصة؟؟
              حسنا اليك القصة:
              تقدم احد تلامذة بوذا اليه قائلا: هل انت المسيح؟
              فقال لا
              ساله:هل انت شافي..
              فقال لا
              ساله: هل انت معلم؟؟؟
              فقال: لا
              ثم قال له التلميذ بعد ان سئم: اذا ماذا انت؟؟
              قال بوذا: انا مستيقظ..
              وهذا ايضا يجيب على قولك:فأتباع بوذا
              يعتبرونه كما لو كـان يرى ويعلم كل شيء . و قولك:
              إنّ بـوذا عبد لا حول له ولا قوة، وقد خلقه الله في هذا العالم؛ وليس لديه قدرة أو إرادة مستقلة للتأثير على الناس. فهو يتحرك بإرادة الله، وقد عاش حيـاته التي وهبها الله له وفقا للمصــير الذي حدده الله عز وجل.
              فبوذا لم يقل ما يناقض هذه الفكرة...
              صحيح ان لبوذا اهمية كبيرة الا انه لا يقارن مع الله... وتذكر دائما :
              حين سال التلاميذ بوذا عن الله صمت لانه راى ان الله اعظم من ان يحدد بكلمات...

              وهذا ايضا يجيب عن القسم الذي بعده عن وحدة الالوهية..
              واما بالنسبة الى القوانين التي كتبت في النصوص البوذية والتي يعتمد عليها البوذيون فيا اخي هي قوانين لا تناقضص الاسلام في شئ فلماذا تهاجمها؟؟؟
              قوانين تحترم الانسان وتحثنا على الرحمة والرفق بكل المخلوقات حتى الحشرات والنباتات...
              بالنسبة لقانون الكارما يا اخي قال لك الله في القران ان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.. وهذه هي بذاتها فكرة الكارما... ان اذيت شيئا او شخصا ما فان هذه الاذية ستعود لك.. في هذه الحياة كما في الحياة القادمة...
              ثم يا اخي بالنسبة الى سؤالك: كيف تعمل الكارما؟؟
              فيا سيدي من الواضح ان الله هو من برمج الكارما على العمل بهذه الطريقة.. كما خلق الكرة الارضية وامرها بالدوران حول الشمس.. اتعتقد حقا ان الله يمسك بالكرة الارضية كل الوقت ليديرها حول الشمس؟ طبعا لا فهي تدور لوحدها ولكن برقابته وكذلك هي الكارما..
              ثم يا اخي بالنسبة الى تعدد الطوائف بالبوذية فلا يوجد اي طائفة تناقض الاخرى واسسهم هي ذاتها الا انها علمت على ايدي معلمين مختلفين... وهذا ما يفرقهم الا ان اساسيات البوذية هي ذاتها لا فرق بينها... ولا تناقض...
              يا اخي اذا كنت تناقض البوذية في قضية التناسخ وفي قضية الكارما فلك الحق في هذا ... لا تؤمن بهم ان لم ترد ذلك... لكن اعذرني ليس من حقك نشر الاكاذيب عن دين اخر وادعائك بانهم يؤلهون انسان وهم لا يؤلهونه..
              ...

              تعليق

              • سيف الكلمة
                إدارة المنتدى

                • 13 يون, 2006
                • 6036
                • مسلم

                #22
                هذا الكتاب منقول عن موقع مؤلف الكتاب د. هارون يحيى
                والعهدة عليه فيما ترى أنه غير صحيح من أقواله
                وهو يناقش البوذية بمقياس شريعة الإسلام المنزلة من عند الله
                وليس بمقياس العقل والإستنباط
                فنحن فى وجود النص من القرآن والسنة بالأمر أو النهى نتبع أمر الله وننتهى عما نهى عنه

                و نعلم أننا نحن المسلمون لدينا آخر رسائل الله للبشر
                ورسالة الله تتعارض مع دورة الحلول وتنفيها
                فنحن نصدق الله فى نفى عقيدة دورة الحلول
                ولا نصدق بوذا فى عقيدة الحلول
                ونؤمن بأن هناك موت واحد وبعده يكون الحساب بعد فترة السكون فى البرزخ بعد الموت وإلى قيام الساعة

                ولا ننفى وجود عناصر مشتركة بين الإسلام والبوذية فيما يتعلق ببعض القيم الطيبة الموجودة فى كليهما
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق

                • ظل ظليل
                  مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                  • 26 أغس, 2008
                  • 3506
                  • باحث
                  • مسلم

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة
                  للرفـــــــــــــــــــــــــــــــــع
                  تسجيل متابعة

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ 5 يوم
                  رد 1
                  12 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة Mohamed Karm
                  بواسطة Mohamed Karm
                  ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
                  ردود 0
                  14 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة الراجى رضا الله
                  ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
                  ردود 0
                  12 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة الراجى رضا الله
                  ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 3 نوف, 2024, 12:44 ص
                  ردود 0
                  19 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة الراجى رضا الله
                  ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:41 ص
                  رد 1
                  13 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة الراجى رضا الله
                  يعمل...