وحدانية الثالوث ... حقيقة أم خيال
ان موضوع الثالوث في العقيدة المسيحية لهو موضوع ذو أهمية وخطورة بالغة، ذلك لأن قول الكنيسة بوحدانية الله، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر، ومساواتها في الجوهر، ونسبة أحدها إلى الآخر، كل ذلك لم يرد فيه جملة واحدة بالتصريح في الكتاب المقدس ، وفي الحقيقة نحن كمسلمين نعجب كيف يؤمن المسيحيون بعقيدة تعتبر لبّها ومحورها الاساسي ولا نرى لها نصاً صريحاً في الكتاب المقدس ؟! هناك بعض النصوص الواردة في الكتاب المقدس، يريد المسيحيون أن يتخذوها سنداً في دعواهم للتثليث بالمفهوم الذي أشرنا إليه آنفاً، وسوف نذكر هذه النصوص ثم نبين بطلان الاستدلال بها بعون من الله الواحد الأحد وتوفيقه :
النص الأول :
إنجيل متى 28 : 19 : (( فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ))
يقول القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في ثالوث" :
"ان الوحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل باسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة الهة لها ثلاثة اسماء" .
ويكرر معظم المسيحيون نفس الكلام بأن السيد المسيح قال باسم ( مفرد ) و ليس بأسماء ( جمع ) مما يؤكد أن الله واحد و ليس متعدد .
الرد :
سنبدأ بافتراض ان النص حقيقى و نحاول تفسيره و بيان ما يدل عليه .إنجيل متى 28 : 19 : (( فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ))
يقول القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في ثالوث" :
"ان الوحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل باسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة الهة لها ثلاثة اسماء" .
ويكرر معظم المسيحيون نفس الكلام بأن السيد المسيح قال باسم ( مفرد ) و ليس بأسماء ( جمع ) مما يؤكد أن الله واحد و ليس متعدد .
الرد :
على ماذا يدل هذا النص اذا افترضنا انه حقيقى ؟؟؟
لو طلبت من شخص أو اشخاص ان يذهبوا الى منتدى الدعوة مثلاً و يدعوا اعضائه باسم زيد وعمر ومروان للإنضمام الى منتدى الأديان، هل معنى ذلك أن هؤلاء الثلاثة واحد؟؟؟ طبعاً الاجابة بالنفى لأنهم ثلاثة مختلفين لكنهم متحدين فى الهدف ووحدة الهدف لا تتطلب اتحاد الاشخاص ، فلو قال مثلاً شخص : ( باسم زيد وعمر وسعيد وفريد ) ، هل يُفهم منه أن هؤلاء الاربعة أشخاص هم شخص أو شئ واحد ؟! نعم قد نرى وحدة في الهدف والأمر الذي اجتمعوا عليه ولكن ليست الوحدة في الجوهر والذات ، فزيد هو زيد وليس عمر ، وعمر هو عمر وليس سعيد ، وسعيد هو سعيد وليس فريد وهكذا ، بل نقول أن الصحيح أن يقول متى ( بإسم ) ولو قال ( بأسماء ) لكان خطأ ، لأن معنى عبارة متى 28 هو : ( بإسم الآب وبإسم الابن وبإسم الروح القدس ) ، ولتحاشي التكرار يختصر المرء ويقول بإسم ، و المقصود "باسم كل منهم" .
والعبارة على ذلك لا تفيد ادنى دلالة على فهم القمص زكريا بطرس من أن الآب والابن والروح القدس إله واحد في ثالوث ، بل هي صريحة فى ان كل واحد من هذه الثلاثة هو غير الآخر تماماً لان العطف هنا يفيد المغايرة و المعنى السليم للنص هو عمدوهم باسم كل واحد من هذه الثلاثة المتغايرة :
تعليق