هل يصح
أن نستشهد بأشعار الجاهلية
أن نستشهد بأشعار الجاهلية
هل من الممكن أن نحتكم إلى الأشعار والكثير منه لا يُعلم كاتبه، ولا يعلم إن كان شعراً أم لا، ولا يُعلم إن كان كاملاً أم مبتوراً، وإن كانت الأشعار قد كُتبت للتفاخر ولإثبات الأنساب والروايات فإنها أيضاً قد قيلت للمصالح و للأهواء، أو أنها قد حرفت عمداً أو بدون قصد من كثرة تداولها.
ويذكر لنا التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك
فيذكر بعض الصحابة قال : رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضى اللّه تعالى عنه على باب بني شيبة فمر رجل وهو يقول :
يا أيها الرجل المحوّل رحله ====== ألا نزلت بآل عبد الدار
هبلتك أمك ، لو نزلت برحلهم ====منعوك من عدم ومن إقتار
هبلتك أمك ، لو نزلت برحلهم ====منعوك من عدم ومن إقتار
فالتفت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر رضي اللّه عنه فقال : أهكذا قال الشاعر ؟ قال : لا والذي بعثك بالحق ، ولكنه قال :
يا أيها الرجل المحول رحله ===== ألا نزلت بآل عبد مناف
هبلتك أمك لو نزلت برحلهم =====منعوك من عدم ومن إقراف
الخالطين غنيهم بفقيرهم ========حتى يعود فقيرهم كالكافي
هبلتك أمك لو نزلت برحلهم =====منعوك من عدم ومن إقراف
الخالطين غنيهم بفقيرهم ========حتى يعود فقيرهم كالكافي
فهنا يتم إلصاق الشعر إلى بيت آخر غير الذي نُسب إليه يُبتغى من وراءه المصلحة وغيرها
وكذلك هناك أمثلة لا حصر لشعر لا يعُلم قائله أو إختلف الناس في قائله مثل
ليت حظي من أبي كرب ====== أن يسد خيره خبله
يقول السهيلي: قال البرقي: نسب هذا البيت إلى الاعشي، ولم يصح، قال : وإنما هو لعجوز من بني سالم ..إلى أخر كلامه
وكان غالباً ما يُعقب بن هشام على الأشعار الواردة في سيرة بن هشام بقوله "هذا ما صح لي منها" ويقوا أيضاً " الشعر الذي فيه هذا البيت مصنوع، وهذا ما منعنا من إثباته" ويقول أيضاً عن أشعار بنات عبد المطلب في رثاءه " ولم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر، إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب ، كتبناه "
الأخوة والزملاء
لعل كثيراً – أو قليلاً- من الشعر الذى وصل إلينا الآن يزعم الناس بصحته، ولا مانع أن يصل إلينا بصحته كما هو- ولكن أين الدليل وما هى المقاييس التى تجعلنا نجزم بذلك؟!!!
يتبع
تعليق