لم يتم الهجوم علي فئة او فكر في العصر الحديث كما تم الهجوم علي العلمانيين
لدرجة ان الكلمة ذاتها اصبحت تعامل كنوع من السباب الذي يتحاشي البعض في غمرة النقاش ان يوصف به
ومن تجرأ واعلن انه ينتسب اليها فقد وضع رقبته تحت سيف التكفير واصبح هدفا لحد الردة
والسبب الظاهر في هذا العداء للعلمانية هو الخلط _نتيجة عمد او جهل_بينها وبين الالحاد
اما السبب الفعلي فهو انها الفكرة الوحيدة القادرة علي سحب البساط من تحت اقدام المستفيدين من دعاة الدولة الدينية
لانها لا تدعو الا لحوار العقل وخلع ثوب القداسة عن الكثير من الافكار والصفات التي ابتكرها هؤلاء علي مر التاريخ والتي اسبغوها علي تصرفاتهم للوصول دائما للمصلحة الشخصية من اقرب الطرق وهي بهذا تعلن ان تصرفاتهم تصرفات بشرية بحتة خاضعة للنقد والمراجعة وهو مايفضح دائما تلك التصرفات التي تحتمي خلف ستار الدين
كمثال واضح علي هذا حينما يتحدثون عن حكم الله تحوله العلمانية الي حديث عن ديمقراطية ونظام دستوري يكفل العدل والمساواة بين افراد الشعب الواحد
وهو كلام اذا وعيناه منطقي فالله جل وعلى لن يحكم بنفسه انما عن طريق بشر" تؤت الملك من شاء"
ومن يشاء الله له ان يحكم قد يكون صالحا وقد يكون فاسدا ولا قيد عليه الا الدستور والقانون
وحين يتحدثون عن الاقتصاد الاسلامي والمضاربة(الحلال) وكشوف البركة مما رأيناه مع ميلاد شركات توظيف الاموال
تحوله العلمانية الي حديث عن خفض معدلات التضخم و زيادة الدخل القومي
وقراءتهم للماضي تحوله العلمانية الي صياغة للمستقبل
من هذا المنطلق وفي هذا الموضوع نبغي شرح الاسس التي قام عليها الفكر العلماني سواء الغربي او الشرقي وذلك بهدوء ودون صراخ او ردود افعال غير ملائمة
لنسمع صوت العلمانيين حين يتحدثون عن انفسهم فهم اقدر الناس علي شرح مايدينون به من افكار ولنبحث جميعا في داخلنا عن تلك الافكار فلربما وجدنا في رؤوسنا علمانية دون ان نعلن انفسنا علمانيي