لهذه الأسباب أكره العلمانية
هي علمانية أو دنيوية أو لا دينية. تمجد الدنيا و تنفي الدين, و هي في السياسة نرجسية و أنانية, تقصي الاسلام بدعوى العيش في سلام, أنجبها الغرب و وجدت فيه الحضن الحنون بعد أستعبدته الكنيسة بطبقيتها و تراتبيتها, و بالضرائب المباشرة و الغير مباشرة,و وقوفها ضد العلم و اعدامها للعلماء بدعوى الهرطقة, و محاكم التفتيش التي أتت على الأخضر و اليابس, و المتاجرة بهموم الشعب بواسطة بيع صكوك الغفران بمبالغ باهضة للمغلوب على أمرهم في الدنيا, من أجل حجز مكان مضمون في الجنة !!! فبمجرد أن تقتني هذا الصك, سيغفر لك كل ما تقدم و تأخر من ذنبك, و الكنيسة هي الضامن لمكانك في الجنة.هذا بالأضافة الى النظام الفيودالي الطبقي, من ارستقراطيين الى نبلاء و اكليروس و رجال الدين...و لك أن تحزر من عليه تحمل كل هذه التراتبية الطبقيقية و تبعاتها, مع الأخذ بعين الاعتبار أن النظام الفيودالي يعتبر السيد المالك للأرض مالك للأرض بمن عليها, يعني هذا أن السيد يمتلك الأراضي الشاسعة بانسها من عبيد و عمال و مزارعين و بحيواناتها و وحيشها, و بأدوات الانتاج و خيراتها...
فكان من الطبيعي أن يستفيق الشعب من سباته, فالضغط لا يولد الا الانفجار, فظهر مجموعة من الادباء و الفلاسفة و الكتاب الذين دعوا الى تحريرالعقل من سلطة الكنيسة, و الى نفي الاله أو حصره على الطبيعه أو قصره على الكنيسة.
هنا أطرح السؤال : ان كان للعلمانية ما يفسر وجودها في الغرب ؟ فمالذي يفسر وجودها في ديار الاسلام ؟! في ديارآخر شريعة سماوية ناسخة لكل الأديان الضالة التي استعبدت الشعوب ؟!! ما هو محل اعرابها في دين أول كلمة أنزلت فيه هي " اقرأ " ؟!!! ما علاقتها بشريعة شعارها اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ؟!!!! ما هي أصلا أمام الدين الوحيد في هذا العالم الذي يجازي المجتهد أو العالم المخطأ و يضاعف الأجر للمصيب ؟!!!!!
أنا هنا طرحت تساؤلات و أنتظر الاجابة عليها, و في انتظار ذلك, سأعبر عن رأيي حول العلمانية, فأنا فعلا أكرها.
عندما يعلن بعض العلمانيين انكارهم لوجود الله أصلا, فلم يعد هناك مجال للكره, بل أتبرى منها و ألعنها.
عندما يعلن بعضهم أن الله موجود و لكن اختصاصاته لا علاقة لها بحياة الانسان, هنا أيضا أنا أتبرى و ألعن.
عندما تصبح الفلسفة النفعية البراغماتية ركيزة للعلمانية, و مبادئ الميكافيلية روحا لها, هنا أغلق الباب في وجها.
عندما تدعو الى فصل الدين عن الدولة و السياسة, و تقيم العالم على أساس مادي قح, هنا أحس بمدى خبث سريرتها.
عندما تقدس العقل, و تعتبر الأخلاق قيما سلبية, و تصنف على أساس هذا مادي و هذا روحي, و ترفض أية علاقة بينهما, هنا أتيقن أنها نقيض حضارة مكارم الأخلاق.
عندما تطعن في توابت اسلامية كالقرآن و السنة, و تنعت الاسلام بالتخلف و عدم ملائمته لنظام الحياة العصرية الحديثة, و تمدح الحركات التخريبية في تاريخ الاسلام على أنها حركات تنويرية و اصلاحية, و تسعى الى نبش أرشيف حضارات بائدة و قديمة من أجل بعث معتقداتها, و تحرص على الدعوة الى تحرير أخواتنا على طريقة بوي فراند و فتيات الاعلانات و الكليبات. هنا اشمئز و ألعن اسمها.
عندما أرى نفس قد صرت في عقر ديار الاسلام محاطا ببروتوكولاتها الخبيثة و مفروض علي التعايش معها. هنا أصاب بالغثيان.
هنا أود أن أطرح عليك السؤال أخي :
أليس من حقي أن أكره, بل ألعن العلمانية ؟!
و اذا كان هناك سبب منطقي لولادة العلمانية من رحم الغرب, ما هو السبب المنطقي لتتبناها ديار الاسلام ؟!!!!
تعليق