إخوتي .. أخواتي .. اِستوقفني هذا الجزء من خطبة عمر بن عبد العزيز ؛ إنها آخر خطبة ألقاها على المسلمين بخناصرة ، قال فيها :
(أيها الناس،
إنكم لم تُخلَقوا عبثًا ولن تُتركوا سدى وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم فيكم، والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم الجنةَ التي عرضها السماوات والأرض، ألا وأعلموا أنما الأمان غدًا لمَن حذر الله وخافه، وباع نافذاً بباقٍ، وقليلاً بكثير، وخوفًا بأمان ،ألا ترون أنكم في أسلابِ الهالكين، وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى تُرد إلى خير الوارثين؟ وفي كل يومٍ تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتعيبونه في صدعٍ من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحبة، وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، فقير إلى ما قدَّم غني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه، وأيم الله إني لأقولكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي،
إنكم لم تُخلَقوا عبثًا ولن تُتركوا سدى وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم فيكم، والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم الجنةَ التي عرضها السماوات والأرض، ألا وأعلموا أنما الأمان غدًا لمَن حذر الله وخافه، وباع نافذاً بباقٍ، وقليلاً بكثير، وخوفًا بأمان ،ألا ترون أنكم في أسلابِ الهالكين، وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى تُرد إلى خير الوارثين؟ وفي كل يومٍ تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتعيبونه في صدعٍ من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحبة، وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، فقير إلى ما قدَّم غني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه، وأيم الله إني لأقولكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي،
فأستغفر الله وأتوب إليه...
)
ثم رفع طرف ردائه . وبكى حتى شهق . وأبكى الناس حوله،
ثم نزل فما عاد للمنبر بعدها حتى مات
رحمه الله.
ثم نزل فما عاد للمنبر بعدها حتى مات
رحمه الله.
عجباً لنا !! إذا كان عمر بن عبد العزيز و هو من هو في ورعه و زهده و تقواه حتى استحق بذلك ان يكون خامس الخلفاء الراشدين يقول بأنه لا يعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عنده ، فما عسانا ان نقول نحن ؟!!
إخوتي .. أخواتي .. قرأتم الجزء الذي نقلته لكم من الخطبة ، فبالله عليكم ، اِسألوا أنفسكم و كونوا صادقين معها :
هل أبكتنا هذه الخطبة كما أبكت هؤلاء الناس؟؟؟؟؟
سبحان الله ! أين نحن من عمر بن عبد العزيز ؟! بل أين نحن من هؤلاء الناس الذين استمعوا لخطبته فبكوا ؟!
إلى متى سنستصغر ذنوبنا، و سنعيش في غفلتنا ؟!!
إلى متى سنظل معانقين للدنيا دار الفناء ، و ننسى آخرتنا التي هي دار البقاء ؟!!
لماذا نكون مسلمين و لا نعرف قيمة الإسلام ؟؟؟
لماذا لا يكون هدفنا الأسمى هو إرضاء الله تعالى و دخول الجنة ؟؟؟
لماذا لا نبحث عن صحبة صالحة تعيننا على طاعة الله عز و جل ؟؟؟
لماذا يروق لنا أن نتكلم عن فنان أو لاعب كرة أو ... بالساعات ، و لا نستطيع أن نتكلم عن الله تعالى و عن قدرته و صفاته لمدة خمس دقائق ؟؟؟
لماذا لا يكون حب الإسلام و الغيرة على الدين يجري في عروقنا و في دمنا ؟؟؟
لماذا لا نرتب حياتنا و معاملاتنا و عاداتنا من خلال ديننا الحنيف ؟؟؟
لماذا لا نختار شريك أو شريكة الحياة على أساس الدين ، لكي نبني بيوتا مسلمة صالحة ؟؟؟
لماذا نترك الغزو الفكري الغربي يجتاح عقولنا و عقول أولادنا ؟؟؟
لماذا نترك أولادنا فريسة للتليفزيون و القنوات الفضائية التي تبث فيهم القيم الهابطة و تُميّع الدين في عقولهم ؟؟؟
لماذا لا نربي أبناءنا تربية إسلامية ليكون لهم دور في عزة الإسلام و نصرته ؟؟؟
إخوتي .. أخواتي .. الامتحان قد أوشك أن ينتهي ، و قريبا ستُسحب منا أوراق الإجابة ، فهل كتبنا فيها شيئاً يُذكر ؟!!!
ألا نخشى أن نُفضح يوم القيامة على رؤوس الخلائق ؟!!!
ألا نخشى أن يقول لنا الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه يوم القيامة : سُحقاً سحقا ... بُعدا بعداً ..؟!!!
؟؟؟؟؟!!!!!
تعليق