صعلكةٌ بين البحرين !!
البحران !!
نسب النبي صلى الله عليه وسلم .
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
قال ابن كثير رحمه الله :
( فهذا النسب الذي سقناه إلى عدنان لا مرية فيه ولا نزاع، وهو ثابتٌ بالتواتر والإجماع، وإنما الشأن فيما بعد ذلك، لكن لا خلاف بين أهل النسب وغيرهم من علماء أهل الكتاب أن عدنان من ولد إسماعيل نبي الله ) " الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم".
قال ابن القيم رحمه الله :
( وهو خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق؛ فلنسبه من الشرف أعلى ذروة وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه – إذ ذاك – أبو سفيان بين يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه .) " زاد المعاد – وقصة أبي سفيان مع هرقل رواها البخاري في صحيحه ".
الرواية والدارية !!
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:
( فإن المسلمين اشتدت عنايتهم منذ عهد الصدر الأول بحفظ أسانيد شريعتهم من الكتاب والسنة، بما لم تعن به أمةٌ قبلهم، فحفظوا القرآن ورووه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترًا، آيةً آية، وكلمةً كلمة، وحرفًا حرفًا، حفظًا في الصدور وإثباتًا بالكتابة في المصاحف، حتى رووا أوجه نطقه بلهجات القبائل، ورووا طرق رسمه في الصحف، وألفوا في ذلك كتبًا مطولة وافية.
وحفظوا أيضًا عن نبيهم كل أقواله وأفعاله وأحواله، وهو المبلغ عن ربه، والمبين لشرعه، والمأمور بإقامة دينه، وكل أقواله وأفعاله وأحواله بيان للقرآن، وهو الرسول المعصوم والأسوة الحسنة، يقول الله تعالى في صفته ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم : 3-4]، ويقول (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل : 44]، ويقول أيضًا (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [الأحزاب : 21]، وكان عبد الله بن عمرو يكتب كل شيء يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهته قريش، فذكر ذلك للرسول فقال ( اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق) " رواه أحمد في المسند بإسناد صحيح، ورواه أبو داود وغيرهما بمعناه"، وأمر المسلمين في حجة الوداع بالتبليغ عنه أمرًا عامًّا، فقال ( وليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه) "رواه البخاري" وقال (فليبلغ الشاهد الغائب؛ فرب مبلغ أوعى من سامع) "رواه البخاري".
ففهم المسلمون من كل هذا أنه يجب عليهم أن يحفظوا عن رسولهم كلّ شيء وقد فعلوا، وأدوا الأمانة على وجهها ورووا الأحاديث عنه، إما متواترة باللفظ و بالمعنى، وإما متواترة في المعنى فقط، وإما مشهورة، وإما بالأسانيد الصحيحة الثابتة مما يسمى عند العلماء "الحديث الصحيح" و "الحديث الحسن".
واجتهد علماء الحديث في رواية كل ما رواه عنه الرواة وإن لم يكن صحيحًا عندهم، ثم اجتهدوا في التوثق من صحة كل حديثٍ وكل حرفٍ رواه الرواة، ونقدوا أحوالهم ورواياتهم، واحتاطوا أشد الاحتياط في النقل.
فكانوا يحكمون بضعف الحديث لأقل شبهة في سيرة الناقل الشخصية، مما يؤثر في العدالة عند أهل العلم، أما إذا اشتبهوا في صدقه وعلموا أنه قد كذب في شيء من كلامه فقد رفضوا روايته، وسموا حديثه (موضوعًا) أو (مكذوبًا)، وإن لم يعرف عنه الكذب في رواية الحديث مع علمهم أنه قد يصدق الكذوب.
وكذلك توثقوا من حفظ كل راوٍ، وقارنوا رواياته بعضها ببعض وبروايات غيره، فإن وجدوا منه خطأ كثيرًا وحفظًا غير جيد ضعفوا روايته، وإن كان لا مطعن عليه في شخصه ولا صدقه، خشية أن تكون روايته مما خانه فيه الحفظ.
وقد حرروا القواعد التي وضعوها لقبول الحديث، وهي قواعد هذا الفن – أي فن مصطلح الحديث – وحققوها بأقصى ما في الوسع الإنساني احتياطًا لدينهم، فكانت قواعدهم التي ساروا عليها أدق القواعد للإثبات التاريخي وأعلاها وأدقها، وإن أعرض عنها في هذه العصور المتأخرة كثير من الناس، وتحاموها بغير علم منهم ولا بينة.
وقلدهم فيها العلماء في أكثر الفنون النقلية فقلدهم علماء اللغة و علماء الأدب وعلماء التاريخ وغيرهم، فاجتهدوا في رواية كل نقل في علومهم بإسناده، كما تراه في كتب المتقدمين السابقين، وطبقوا قواعد هذا العلم عند إرادة التوثق من صحة النقل في أي شيء يرجع فيه إلى النقل) "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث" .
صعلكة بين البحرين !!
ولقد وجد صعلوكٌ في نفسه الأهلية أن يردم البحرين، فنظرنا فإذا هو يحمل في يديه كومةً من تراب، فضحكنا منه حتى بلغ منا الضحك مبلغه، وظننا ألّا سبيل إلى مزيد من سخفٍ من طرفه وضحك من طرفنا، إلا أنه زادنا ضحكًا حين رمى كومة التراب فعفّر بها وجهه، ولقد سقط في أيدينا فوجدناه خليطًا لا يكاد يتجانس، خليطًا من جهلٍ وتعالم، وتدليسٍ وتظاهرٍ بالشرف، ووقاحةٍ وتظاهرٍ بالأدب.
وسأعرض آلته الهزيلة التي ظنها تكفي لردم البحرين، مصرحًا بحاله من كذبٍ وتدليس، غير آبهٍ لما يقال عنه "شخصنة"، ولا ملتفتٍ لما يقال عنه "عدم موضوعية"، ولستُ أدري ما أصل تلك اللوثة الغريبة، أن يكون قولك لمن كذب "كذاب" شيئًا مستهجنًا، فهل يقوم كذب بغير فاعل؟! ولا أدري متى كانت مواجهة المدلس بحقيقته بعدًا عن الموضوعية؟! والذي أدريه أن المذموم حقًّا هو الاستدلال بالحياة الشخصية لإنسان على ردّ ما يأتي به ولو كان حقًّا، أما الاستدلال بما يأتي به الإنسان على صفاته الشخصية فليس لذلك موضعٌ في المذمة!!
تعليق