توبة أمام جامع
هذه قصة اهتدائي إلى المسيحية ، اسمي إبراهيم .. وكم أعتز باسمي العربي إنه اسم أبي الأنبياء واسمي الجديد الآن تيموثاوس لكن هذا لا يغير من واقعي إني إبراهيم، أبو خليل ، ابن الفلاحين البسطاء الذي تربى على الحصيرة واللمبة نمرة خمسة والجبن القريش والمذاكرة على الترعة والجلابية البيضاء التي لا زلت ألبسها حتى الآن .
في طفولتي قبل دخولي المدرسة الابتدائية ، اصطحبتني أمي باليد وأودعتني إلى كُتاب القرية . وهناك تعلمنا القراءة والكتابة وحفظ القرآن على يد أحد الشيوخ. وفى آخر الأسبوع كان يتقاضى منا (بريزة)عشرة قروش على بعضها ، في الكُتاب ترسخت في ذهني وقلبي طاعة الله فاطر السماء والأرض .
وما إن بلغت المرحلة الإعدادية حتى ازداد اهتمامي بحلقات الذكر في المساجد . في بداية مشوار التدين ، بدأت أحضر حلقات العبادة الصوفية لجماعة القرية. كنا نهيم في ذات الرسول مبتهلين( نظرة ومدد يا رسول الله ) .
وذات يوم عقب صلاة المغرب بمسجد المحطة ، اقترب منى رجلان وتعرفا علي، فكان الأول اسمه (محمد) والآخر (سليمان)
قال أحدهما : حرماً .
فرددت : جمعاً إن شاء الله .
رأيت فيهما طيبة لا أنساها وحرص شديد على إرضاء الله سبحانه وتعالى ، متزودين من خير الزاد وهو التقوى . تعرفت على بقية أصدقائهما ، ذلك أنهم قوم تحابوا في طاعة الله ، فبهرني منهم ذلك الترابط العجيب . كانوا خيرة شباب بلدنا توسموا فِي ذلك الولع الشديد بعبادة الله ومقدرتي على الخطابة .
كنت ألقي خطبة تلي خطبة أمير جماعتنا ، وذلك في الاجتماع الذي كان يُعقد في الاثنين الأول من كل شهر عربي . لا تستغربوا إذا قلت لكم أني بدأت الخطابة في المسجد وأنا لم أتجاوز الرابعة عشر من عمري .
لا لوم علي إن فعلت هذا ، الشافعي رحمه الله كانوا يستفتونه وعمره 6 أو 9 سنوات ، أذكر أني أول ما وعظت به في المسجد كان حول الطريقة المثلى للاحتفال بالمولد النبوي ، كنا نجتمع على الصوم والإفطار في المسجد جماعة إن شاء الله ، مقتدين بالرسول في كل شئ حتى في أصغر الأمور" كطريقة مشيه و تعوذه و طريقة الأكل والشرب و الملبس .. الخ" .
فأنا أدين لهؤلاء الأخوة بتشجيعي على القراءة والبحث والاستقصاء ، وبسبب هذا وصلت إلى ما أنا عليه الآن
في يوم فوجئت بأحد أصدقائي يقول لأبى إن إبراهيم أحد الخطباء في الجماعة السنية، و أنه يحضر معهم اجتماعاتهم العلنية والسرية فتضايقت لأن هذا الصديق الذي قال لأبي ذلك هو نفس الشخص الذي شجعني في البداية أن ألتزم بالدعوة الإسلامية وأن أصبح عضواً في جماعة الإخوان المسلمين فاندهشت ! لأننا كنا نجول معاً من مسجد إلى مسجد لنشر الدعوة . كم كنت أتمنى أن يحضر والدي في المسجد أثناء إلقائي الخطبة.
ولكن بعد إفشاء سري لوالدي أصدر والدي إلي التحذيرات والتهديدات المرة تلو الأخرى لعلى أتراجع عن موقفي وأبتعد عن الإخوان المسلمين . لأننا كجماعة أصبحنا معروفين إلى هذا المخبر الذي يُدعى محمد الذي ينقل كل أخبارنا و تحركاتنا إلى مباحث أمن الدولة فقد كان يسجل خطبنا ويسلمها لمكتب أمن الدولة في المنطقة .
كنت أشعر بشيء من الزهو بنفسي بينما الأخ منير يسجل خطبي في المسجد ، لكن لا أنا ولا أبى كنا فرحانين بأن اسمي وصل أمن الدولة ، عندئذ ضاق بوالدي الأمر خوفاً على سلامتي ، فذهب إلى الإخوان المسلمين في الجامع وصرخ فيهم أمام الناس حتى يبتعدوا عنى .
ثم أتى إلي وضربني وكسر أسناني ، إلى الآن السن الأمامي مكسور ويحمل ذكرياتي مع الإخوان المسلمين ، ولأول مرة في حياتي حرق والدي كتبي الدينية خوفاً علي من ( الجماعة السنية ) ثم حلف والدي على أمي بالطلاق لو أنني إستمريت في دخولي جامع السنية هذا مرة أخرى ، فاسترحمته أن يأذن لي أن أجلس خارج الجامع حتى أستمع إلى شيوخ الإخوان المسلمين دون أن أنقض يمينه . فكان يجلس إلى جواري خارج المسجد وأنا كلي آذان صاغية .
لم يوقفني التهديد ولا الوعيد عن نشر الدعوة الإسلامية ، فكنت أقف بين زملائي في طابور الصباح كل يوم خطيباً إسلامياً جهورياً .
في ذلك الحين فرضت الحجاب على أختي وأحجمت عن مصافحة النساء والاستماع إلى الغناء خوفاً من أن يصب الله الرصاص المسكوب في أذني يوم القيامة كما حذرنا الرسول .
تعرضت لكثير من السخرية والاستهزاء من الجيران لاجتهادي على تطبيق القرآن والسنة النبوية بحذافيرها . فما ذنبي إن كانوا قد قالوا لي أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأن (الإسلام هو الحل ) ؟ !
وبينما أنا أجاهد على نشر الدعوة الإسلامية خطر في بالي هداية أصحابي المسيحيين إلى الإسلام لعلي أفوز معهم عندئذ بالجنة .
و لو سألتني في ذلك الوقت عن رأيي في النصارى لأجبتك بأنهم كفار ومشركين ولكنى اكتشفت من داخل القرآن نفسه عكس هذا الكلام لما جاء في سورة المائدة آية 82 :[ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ] .
بموجب هذه الآية فصل القرآن ما بين النصارى وبين الذين أشركوا . فلو كان النصارى من المشركين لما فصل بين الاثنين .
أيضاً في سورة البقرة 62 يشهد القرآن للنصارى بالتوحيد والحق : [ إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ، من آمن بالله واليوم الأخر ، وعمل صالحاً فلهم أجرهم عن ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ]
حاولت إقناع المسيحيين بالإسلام سواء التقيت بهم في المدرسة أو في المناطق المجاورة لنا أو عن طريق المراسلة التي أشعلت الصراع الديني في داخلي وجعلتني أقارن بين الإسلام و المسيحية، أيهما الصواب وأيهما الخطأ ، أيهما طريق الله وأيهما طريق الشيطان . لمدة عامين كنت أصارع ..
كثير من الأوقات حاولت فض هذا الصراع الداخلي بأن أتوقف عن مطالعة الكتب المسيحية والاكتفاء بتلاوة القرآن مع مطلع كل صباح جديد والسير على هدى النبي . أردت راحة البال مطيعاً لله مخلصاً له الدين
وترتب على ذلك إني تخلصت من كتبي المسيحية حتى أكون مسلما موحدا بالله .
لكن الله عز وجل لم يتركني وحالي ، فكان ينخسني في منامي بروحه القدوس ، فإذا ما أويت إلى الفراش لم يهدأ لي بال و لم يرتح لي ضمير ، قضيت الليالي الطوال بلا نوم أو راحة .
تساءلت : " لو أن محمد فعلاً خاتم الأنبياء فلماذا لا يأتي في آخر الأيام بدلاً من المسيح حكماً مقسطاً عدلاً ، ويكون بذلك محمد أحد علامات الساعة لا المسيح ؟!!"
وما السر وراء عظمة المسيح من بين كل الأنبياء حتى صار هو مركز التاريخ ؟ ألسنا نقول بأن هذا الحدث التاريخي حصل قبل الميلاد وذاك الحدث حصل بعد الميلاد[ ق.م ، ب.م ] ؟ ما السر وراء عظمتك يا عيسى ابن مريم ؟
هذه الأسئلة و أكثر منها جعلتني أقرر عقد مقارنة بين المسيح و محمد [ و بعد وقت من المقارنة اكتشفت أنها مقارنة غير عادلة حتى في القرآن ].
ففي قلب القرآن نفسه لا تجد المسيح يستغفر الله على أية خطية أو ذنب كما فعل باقي الأنبياء والمرسلين ، ( لأن المسيح صدق حينما تحدى قادة اليهود قائلاً : " من منكم يبكتني على خطية ؟ في حين أنه هو الذي وبخ اليهود على تقواهم الزائف حينما أمسكوا بامرأة تزني في ذات الفعل ، وقال لهم : " من منكم بلا خطية فليرجمها أولاً بحجر " فانصرفوا عنه وضمائرهم تبكتهم) .
على العكس من ذلك وجدت محمد شأنه كشأن باقي البشر بحسب القرآن نفسه مساو لهم في كل شئ في ذنوبه وعدائه للكفار وموته مثل كل البشر ، جاء في سورة محمد 47 : 19 [واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ]
وفى سورة الفتح 48 : 2[ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ]
وفى سورة الإسراء 17 : 74 [ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً.]
جاء في أسباب النزول للإمام السيوطي الآتي : " وأخرج عن محمد بن كعب القرظي : أنه صلى الله عليه وسلم قرأ " والنجم – إلى – أفرأيتم اللاتي والعزى فألقى عليه الشيطان : تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى، فنزلت وما زال مهموماً حتى أنزل الله : " ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله السيوطي .
كان هذا سبب نزول الإسراء 73 : 74 [ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لا اتخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً] .
لم أجد في الإنجيل ما يقول إن المسيح كاد أن يركن إلى المشركين لولا أن ثبته الله . السبب في ذلك هو ما تعلمته من دراساتي بأن المسيح هو كلمة الله .
وبما أن الإنجيل قد دُوِن باليونانية و يعلن لنا أن المسيح هو كلمة الله من زاوية أنه عقل الله المعبر ..فالمسيح هو عقل الله . والله وعقله ذات واحدة ، لا تجزئة ولا انقسام ولا انفصال ، فالمسيح الكلمة المتجسد هو الله الظاهر في الجسد حيث لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين .
كل هذه الأفكار كانت تدور في عقلي ، ولكنها كانت تتصارع في قلبي،لأني كنت أخاف أن ينزل علي غضب الله ،( غضب الله الذي ينزل على القوم الكافرين ) لذلك من الأعماق صرخت وأنا ساجد في المسجد و في البيت صرخت و قلت : يا رب اظهر لي الحق . لو الحق مع محمد سأتبعه حتى الموت .هذه قصة اهتدائي إلى المسيحية ، اسمي إبراهيم .. وكم أعتز باسمي العربي إنه اسم أبي الأنبياء واسمي الجديد الآن تيموثاوس لكن هذا لا يغير من واقعي إني إبراهيم، أبو خليل ، ابن الفلاحين البسطاء الذي تربى على الحصيرة واللمبة نمرة خمسة والجبن القريش والمذاكرة على الترعة والجلابية البيضاء التي لا زلت ألبسها حتى الآن .
في طفولتي قبل دخولي المدرسة الابتدائية ، اصطحبتني أمي باليد وأودعتني إلى كُتاب القرية . وهناك تعلمنا القراءة والكتابة وحفظ القرآن على يد أحد الشيوخ. وفى آخر الأسبوع كان يتقاضى منا (بريزة)عشرة قروش على بعضها ، في الكُتاب ترسخت في ذهني وقلبي طاعة الله فاطر السماء والأرض .
وما إن بلغت المرحلة الإعدادية حتى ازداد اهتمامي بحلقات الذكر في المساجد . في بداية مشوار التدين ، بدأت أحضر حلقات العبادة الصوفية لجماعة القرية. كنا نهيم في ذات الرسول مبتهلين( نظرة ومدد يا رسول الله ) .
وذات يوم عقب صلاة المغرب بمسجد المحطة ، اقترب منى رجلان وتعرفا علي، فكان الأول اسمه (محمد) والآخر (سليمان)
قال أحدهما : حرماً .
فرددت : جمعاً إن شاء الله .
رأيت فيهما طيبة لا أنساها وحرص شديد على إرضاء الله سبحانه وتعالى ، متزودين من خير الزاد وهو التقوى . تعرفت على بقية أصدقائهما ، ذلك أنهم قوم تحابوا في طاعة الله ، فبهرني منهم ذلك الترابط العجيب . كانوا خيرة شباب بلدنا توسموا فِي ذلك الولع الشديد بعبادة الله ومقدرتي على الخطابة .
كنت ألقي خطبة تلي خطبة أمير جماعتنا ، وذلك في الاجتماع الذي كان يُعقد في الاثنين الأول من كل شهر عربي . لا تستغربوا إذا قلت لكم أني بدأت الخطابة في المسجد وأنا لم أتجاوز الرابعة عشر من عمري .
لا لوم علي إن فعلت هذا ، الشافعي رحمه الله كانوا يستفتونه وعمره 6 أو 9 سنوات ، أذكر أني أول ما وعظت به في المسجد كان حول الطريقة المثلى للاحتفال بالمولد النبوي ، كنا نجتمع على الصوم والإفطار في المسجد جماعة إن شاء الله ، مقتدين بالرسول في كل شئ حتى في أصغر الأمور" كطريقة مشيه و تعوذه و طريقة الأكل والشرب و الملبس .. الخ" .
فأنا أدين لهؤلاء الأخوة بتشجيعي على القراءة والبحث والاستقصاء ، وبسبب هذا وصلت إلى ما أنا عليه الآن
في يوم فوجئت بأحد أصدقائي يقول لأبى إن إبراهيم أحد الخطباء في الجماعة السنية، و أنه يحضر معهم اجتماعاتهم العلنية والسرية فتضايقت لأن هذا الصديق الذي قال لأبي ذلك هو نفس الشخص الذي شجعني في البداية أن ألتزم بالدعوة الإسلامية وأن أصبح عضواً في جماعة الإخوان المسلمين فاندهشت ! لأننا كنا نجول معاً من مسجد إلى مسجد لنشر الدعوة . كم كنت أتمنى أن يحضر والدي في المسجد أثناء إلقائي الخطبة.
ولكن بعد إفشاء سري لوالدي أصدر والدي إلي التحذيرات والتهديدات المرة تلو الأخرى لعلى أتراجع عن موقفي وأبتعد عن الإخوان المسلمين . لأننا كجماعة أصبحنا معروفين إلى هذا المخبر الذي يُدعى محمد الذي ينقل كل أخبارنا و تحركاتنا إلى مباحث أمن الدولة فقد كان يسجل خطبنا ويسلمها لمكتب أمن الدولة في المنطقة .
كنت أشعر بشيء من الزهو بنفسي بينما الأخ منير يسجل خطبي في المسجد ، لكن لا أنا ولا أبى كنا فرحانين بأن اسمي وصل أمن الدولة ، عندئذ ضاق بوالدي الأمر خوفاً على سلامتي ، فذهب إلى الإخوان المسلمين في الجامع وصرخ فيهم أمام الناس حتى يبتعدوا عنى .
ثم أتى إلي وضربني وكسر أسناني ، إلى الآن السن الأمامي مكسور ويحمل ذكرياتي مع الإخوان المسلمين ، ولأول مرة في حياتي حرق والدي كتبي الدينية خوفاً علي من ( الجماعة السنية ) ثم حلف والدي على أمي بالطلاق لو أنني إستمريت في دخولي جامع السنية هذا مرة أخرى ، فاسترحمته أن يأذن لي أن أجلس خارج الجامع حتى أستمع إلى شيوخ الإخوان المسلمين دون أن أنقض يمينه . فكان يجلس إلى جواري خارج المسجد وأنا كلي آذان صاغية .
لم يوقفني التهديد ولا الوعيد عن نشر الدعوة الإسلامية ، فكنت أقف بين زملائي في طابور الصباح كل يوم خطيباً إسلامياً جهورياً .
في ذلك الحين فرضت الحجاب على أختي وأحجمت عن مصافحة النساء والاستماع إلى الغناء خوفاً من أن يصب الله الرصاص المسكوب في أذني يوم القيامة كما حذرنا الرسول .
تعرضت لكثير من السخرية والاستهزاء من الجيران لاجتهادي على تطبيق القرآن والسنة النبوية بحذافيرها . فما ذنبي إن كانوا قد قالوا لي أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأن (الإسلام هو الحل ) ؟ !
وبينما أنا أجاهد على نشر الدعوة الإسلامية خطر في بالي هداية أصحابي المسيحيين إلى الإسلام لعلي أفوز معهم عندئذ بالجنة .
و لو سألتني في ذلك الوقت عن رأيي في النصارى لأجبتك بأنهم كفار ومشركين ولكنى اكتشفت من داخل القرآن نفسه عكس هذا الكلام لما جاء في سورة المائدة آية 82 :[ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ] .
بموجب هذه الآية فصل القرآن ما بين النصارى وبين الذين أشركوا . فلو كان النصارى من المشركين لما فصل بين الاثنين .
أيضاً في سورة البقرة 62 يشهد القرآن للنصارى بالتوحيد والحق : [ إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ، من آمن بالله واليوم الأخر ، وعمل صالحاً فلهم أجرهم عن ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ]
حاولت إقناع المسيحيين بالإسلام سواء التقيت بهم في المدرسة أو في المناطق المجاورة لنا أو عن طريق المراسلة التي أشعلت الصراع الديني في داخلي وجعلتني أقارن بين الإسلام و المسيحية، أيهما الصواب وأيهما الخطأ ، أيهما طريق الله وأيهما طريق الشيطان . لمدة عامين كنت أصارع ..
كثير من الأوقات حاولت فض هذا الصراع الداخلي بأن أتوقف عن مطالعة الكتب المسيحية والاكتفاء بتلاوة القرآن مع مطلع كل صباح جديد والسير على هدى النبي . أردت راحة البال مطيعاً لله مخلصاً له الدين
وترتب على ذلك إني تخلصت من كتبي المسيحية حتى أكون مسلما موحدا بالله .
لكن الله عز وجل لم يتركني وحالي ، فكان ينخسني في منامي بروحه القدوس ، فإذا ما أويت إلى الفراش لم يهدأ لي بال و لم يرتح لي ضمير ، قضيت الليالي الطوال بلا نوم أو راحة .
تساءلت : " لو أن محمد فعلاً خاتم الأنبياء فلماذا لا يأتي في آخر الأيام بدلاً من المسيح حكماً مقسطاً عدلاً ، ويكون بذلك محمد أحد علامات الساعة لا المسيح ؟!!"
وما السر وراء عظمة المسيح من بين كل الأنبياء حتى صار هو مركز التاريخ ؟ ألسنا نقول بأن هذا الحدث التاريخي حصل قبل الميلاد وذاك الحدث حصل بعد الميلاد[ ق.م ، ب.م ] ؟ ما السر وراء عظمتك يا عيسى ابن مريم ؟
هذه الأسئلة و أكثر منها جعلتني أقرر عقد مقارنة بين المسيح و محمد [ و بعد وقت من المقارنة اكتشفت أنها مقارنة غير عادلة حتى في القرآن ].
ففي قلب القرآن نفسه لا تجد المسيح يستغفر الله على أية خطية أو ذنب كما فعل باقي الأنبياء والمرسلين ، ( لأن المسيح صدق حينما تحدى قادة اليهود قائلاً : " من منكم يبكتني على خطية ؟ في حين أنه هو الذي وبخ اليهود على تقواهم الزائف حينما أمسكوا بامرأة تزني في ذات الفعل ، وقال لهم : " من منكم بلا خطية فليرجمها أولاً بحجر " فانصرفوا عنه وضمائرهم تبكتهم) .
على العكس من ذلك وجدت محمد شأنه كشأن باقي البشر بحسب القرآن نفسه مساو لهم في كل شئ في ذنوبه وعدائه للكفار وموته مثل كل البشر ، جاء في سورة محمد 47 : 19 [واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ]
وفى سورة الفتح 48 : 2[ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ]
وفى سورة الإسراء 17 : 74 [ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً.]
جاء في أسباب النزول للإمام السيوطي الآتي : " وأخرج عن محمد بن كعب القرظي : أنه صلى الله عليه وسلم قرأ " والنجم – إلى – أفرأيتم اللاتي والعزى فألقى عليه الشيطان : تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى، فنزلت وما زال مهموماً حتى أنزل الله : " ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله السيوطي .
كان هذا سبب نزول الإسراء 73 : 74 [ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لا اتخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً] .
لم أجد في الإنجيل ما يقول إن المسيح كاد أن يركن إلى المشركين لولا أن ثبته الله . السبب في ذلك هو ما تعلمته من دراساتي بأن المسيح هو كلمة الله .
وبما أن الإنجيل قد دُوِن باليونانية و يعلن لنا أن المسيح هو كلمة الله من زاوية أنه عقل الله المعبر ..فالمسيح هو عقل الله . والله وعقله ذات واحدة ، لا تجزئة ولا انقسام ولا انفصال ، فالمسيح الكلمة المتجسد هو الله الظاهر في الجسد حيث لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين .
ولو الحق مع المسيح فسوف أتبعه أيضاً حتى الموت
وسوف أعيش لك بالكامل و أخدمك يا رب كل أيام حياتي مهما كان الثمن .
ظللت أدعو الله بهذا الدعاء حتى تراءى لي المسيح في رؤية في حلم وقال لي بصوته الحنون : " أحبك " . تأملت في شدة محبة المسيح المضحية إذ بموته على الصليب قد افتدانا و كفر عن سيئاتنا ، وقلت له ودموعي تنهمر على خدي : أحبك ، و أعرفك ، وأعرف أنك الألف و الياء و أنك أزلي أبدي و البداية و النهاية .
كنت كطفل يرقص من شدة الفرح مسبحاً الباري سبحانه وتعالى لأنه وهو قاضي العدل الديان قد قضى أمره عز وجل أن يموت ابنه لئلا نموت في جهنم ، ونصير من الخالدين فيها .
نحن لا نقول إن الله سبحانه وتعالى له ولد من صاحبة والعياذ بالله . كل من يقول إن الله سبحانه وتعالى له ولد من صاحبة ( أي زوجة ) نعتبره كافراً بالله لأنه ما اتخذ الرحمن صاحبة ولا ولداً ، نحن نقول إن المسيح ابن الله كولادة النور من النور والشعاع من الشعاع فهي بنوة روحية ، فنحن المصريون أبناء النيل ومنها لا نفهم أن النيل قد تزوج .
ليست كل بنوة أو ولادة تناسلية لذلك نقول في قانون الإيمان عندنا : " ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور إله من إله ، نور من نور، إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساو للآب في الجوهر به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان ... في الوقت الذي نشهد فيه أن لا إله إلا الله ولا نشرك بعبادته أحداً .
وما هي إلا أسابيع قلائل حتى تعمدت فى السادس من سبتمبر لعام 1987 في بيت قسيس فكانت المعمودية في قلبي تاريخ ميلادي الثاني وأنا أكتب لكم هذه السطور بخط يدي
وقد مضت إحدى عشر سنة على اعتناقي المسيحية وقد أوصيت زوجتي أن يكتبوا على قبرى عندما أموت عبارة "المسيح متنصر " .
أجل كل من في الأرض فانِ و يبقى وجه المسيح ذو الجلال والإكرام . كل الأنبياء قبورهم موجودة الآن ويحجون إليها أما قبر المسيح فهو فارغ لأن المسيح الآن في السماء ملكًا منتصراً ، لأنه بموته على الصليب دان ذاك الذي له سلطان الموت . لك المجد يا حبيبي يا يسوع .
قام أقرب أصدقائي بسرقة مذكراتي " الأجندة " وسلمها للأخ سليمان الذي تآمر مع أصدقائي لفضحي ، فدبروا لي مكيدة ، و صوروا مذكراتي التي تشرح إيماني بالمسيح ووزعوها على أهل قريتي و بالفعل فضحوني ( لكنهم أرادوا بي شراً و الرب أراد بي خيراً ) كما فعل أخوة يوسف الذين رموه في غياهب الجب: فكلمة الله تقول " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " .
أصبحت عائلتي تشعر بالخزي و العار، فلم تكن والدتي قادرة على السير بين الناس ، إذ صاروا يشيرون بأصابعهم عليها قائلين أن ابنها جلب عليها العار وصار مسيحياً ، فقالت لي أنها قد تبرأت منى ليوم القيامة لم يكسر قلبي سوى الجرح والمهانة والذل الذي سببته لعائلتي ووالدتي ولكن ما الحل ؟
لا: مستحيل أن أترك إيماني بالمسيح ، رغم حبي لوالدتي الذي يزداد يوماً بعد يوم مهما ضربتني بحذائها على رأسي ، وفى يوم لبست والدتي الملابس السوداء لإعلان الحداد وقالت للجميع أن ابني إبراهيم مات
وذات يوم اجتمع أهل القرية لتعذيبي و ضربي واستتابتي لكي أرجع للإسلام وكان ذلك أمام أمي وعائلتي . ركعت أمي وسجدت على ركبتيها راجية تتوسل إليهم ألا يؤذوني فداسوها بأقدامهم و أمي المسكينة تصرخ تحتهم وهم يقولون ( فضحتمونا ..فضحتمونا ) .
وفي قلب هذا الانتهاك صرخ أحد شيوخ القرية قائلاً:ما ذنب المرأة الضعيفة في ابنها الذي أختار طريق الكفر ، ما ذنب أمه ؟
فأشكر الرب لأنه لولا الريس ، لكنت اليوم في مقابر الشهداء ، وبدأ جميع أصحابي في الابتعاد عني لأنهم رأوا أني سأجلب العار عليهم ، ويصيرون مشبوهين .
ومن هذا الوقت صرت نزيل مشهور في نقطة البوليس وفي مباحث أمن الدولة، وكان لابد أن أبيت عندهم حماية لي ولعائلتي من أهل قريتي الذين ثاروا وهاجوا وأرادوا حرق منزلنا، وحرقوا كتبي المسيحية ، كما صادر البوليس ما استطاع من كتبي و مذكراتي وكأنه يصادر أملاك مجرم مخدرات ،
وذات يوم، وبينما كانت هناك رقابة بوليسية حول البيت بما لا يسمح بدخول أي شئ يتعلق بالمسيحية إلى بيتنا لكن كلمة الله لا تُقيد ، جاءتني كلمة الله في ورقة صحيفة مسيحية حيث كانت الطعمية ملفوفة في الصفحة الأولى من الجريدة وكان مقال للبابا شنودة ومنه كرر آيات مثل " لا تخف لأني معك " وأيضاً " لا أهملك ولا أتركك ، تشدد وتشجع ، لا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب " آيات من الإنجيل تخترق هذا الحصار البوليسي لتشددني و تشجعني و تعضدني في وقت أنا في ذروة الاحتياج لمعونة الإله . كانت هذه الآيات بمثابة تأكيد لي من السماء .
في نفس اليوم الذي جاءت فيه ورقة الصحيفة هذه طرق باب بيتنا مخبر من أمن الدولة .فمن فرط الرعب قام أحد أفراد أسرتي بخطف الورقة مني بما فيها من آيات التعزية من الإنجيل وحرقها في النار .
وفي اليوم التالي وجدت نفس ورقة الصحيفة في الشارع الذي بجوار بيتنا ، بينما كانت والدتي تستيقظ كل يوم في الرابعة باكراً كل صباح تنوح وتئن ضارعة إلى الله حتى أرجع إلى الإسلام .
نعم لا يوجد في المسيحيين شئ أغلى من أمي ، أمي عندي أغلى من أي مسلم أو مسيحي لكن هناك من هو أغلى عندي من أمي ومن حياتي بالكامل : وهو سيدي يسوع المسيح .
إن كنت لا أحبه أكثر من نفسي فلا أستحق أن يكون لي نصيب معه. جربت والدتي كل حيلة على وجه الأرض لإرجاعي إلى أحضان الإسلام فذهبت إلي الشيخة لكي تعمل لي عمل " أي سحر " ولاسيما إن الجن قد آمنوا بالقران " .
لسوء حظ الشيخة إني كنت أصلى إلى الله عز وجل باسم يسوع المسيح ذلك الاسم الذي يرعب الجن بشدة فلم يؤمنوا به لذلك قالت الشيخة لوالدتي هذا الكلام بالحرف الواحد : " ابنك ماشي في طريق عمره ما حايسيبه ".
إن قصص عجائب الله معي كثيرة وأتشجع كلما تذكرتها وكلها علامات على الطريق أرى فيها حنان الله الأبوي وقد حملني من البداية في الطريق التي سلكتها حتى جاء بي إلى هذا المكان لمدة عشر سنين والله لم يتخل عني ولو للحظة واحدة . و للحديث بقية
ظللت أدعو الله بهذا الدعاء حتى تراءى لي المسيح في رؤية في حلم وقال لي بصوته الحنون : " أحبك " . تأملت في شدة محبة المسيح المضحية إذ بموته على الصليب قد افتدانا و كفر عن سيئاتنا ، وقلت له ودموعي تنهمر على خدي : أحبك ، و أعرفك ، وأعرف أنك الألف و الياء و أنك أزلي أبدي و البداية و النهاية .
كنت كطفل يرقص من شدة الفرح مسبحاً الباري سبحانه وتعالى لأنه وهو قاضي العدل الديان قد قضى أمره عز وجل أن يموت ابنه لئلا نموت في جهنم ، ونصير من الخالدين فيها .
نحن لا نقول إن الله سبحانه وتعالى له ولد من صاحبة والعياذ بالله . كل من يقول إن الله سبحانه وتعالى له ولد من صاحبة ( أي زوجة ) نعتبره كافراً بالله لأنه ما اتخذ الرحمن صاحبة ولا ولداً ، نحن نقول إن المسيح ابن الله كولادة النور من النور والشعاع من الشعاع فهي بنوة روحية ، فنحن المصريون أبناء النيل ومنها لا نفهم أن النيل قد تزوج .
ليست كل بنوة أو ولادة تناسلية لذلك نقول في قانون الإيمان عندنا : " ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور إله من إله ، نور من نور، إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساو للآب في الجوهر به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان ... في الوقت الذي نشهد فيه أن لا إله إلا الله ولا نشرك بعبادته أحداً .
وما هي إلا أسابيع قلائل حتى تعمدت فى السادس من سبتمبر لعام 1987 في بيت قسيس فكانت المعمودية في قلبي تاريخ ميلادي الثاني وأنا أكتب لكم هذه السطور بخط يدي
وقد مضت إحدى عشر سنة على اعتناقي المسيحية وقد أوصيت زوجتي أن يكتبوا على قبرى عندما أموت عبارة "المسيح متنصر " .
أجل كل من في الأرض فانِ و يبقى وجه المسيح ذو الجلال والإكرام . كل الأنبياء قبورهم موجودة الآن ويحجون إليها أما قبر المسيح فهو فارغ لأن المسيح الآن في السماء ملكًا منتصراً ، لأنه بموته على الصليب دان ذاك الذي له سلطان الموت . لك المجد يا حبيبي يا يسوع .
قام أقرب أصدقائي بسرقة مذكراتي " الأجندة " وسلمها للأخ سليمان الذي تآمر مع أصدقائي لفضحي ، فدبروا لي مكيدة ، و صوروا مذكراتي التي تشرح إيماني بالمسيح ووزعوها على أهل قريتي و بالفعل فضحوني ( لكنهم أرادوا بي شراً و الرب أراد بي خيراً ) كما فعل أخوة يوسف الذين رموه في غياهب الجب: فكلمة الله تقول " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " .
أصبحت عائلتي تشعر بالخزي و العار، فلم تكن والدتي قادرة على السير بين الناس ، إذ صاروا يشيرون بأصابعهم عليها قائلين أن ابنها جلب عليها العار وصار مسيحياً ، فقالت لي أنها قد تبرأت منى ليوم القيامة لم يكسر قلبي سوى الجرح والمهانة والذل الذي سببته لعائلتي ووالدتي ولكن ما الحل ؟
لا: مستحيل أن أترك إيماني بالمسيح ، رغم حبي لوالدتي الذي يزداد يوماً بعد يوم مهما ضربتني بحذائها على رأسي ، وفى يوم لبست والدتي الملابس السوداء لإعلان الحداد وقالت للجميع أن ابني إبراهيم مات
وذات يوم اجتمع أهل القرية لتعذيبي و ضربي واستتابتي لكي أرجع للإسلام وكان ذلك أمام أمي وعائلتي . ركعت أمي وسجدت على ركبتيها راجية تتوسل إليهم ألا يؤذوني فداسوها بأقدامهم و أمي المسكينة تصرخ تحتهم وهم يقولون ( فضحتمونا ..فضحتمونا ) .
وفي قلب هذا الانتهاك صرخ أحد شيوخ القرية قائلاً:ما ذنب المرأة الضعيفة في ابنها الذي أختار طريق الكفر ، ما ذنب أمه ؟
فأشكر الرب لأنه لولا الريس ، لكنت اليوم في مقابر الشهداء ، وبدأ جميع أصحابي في الابتعاد عني لأنهم رأوا أني سأجلب العار عليهم ، ويصيرون مشبوهين .
ومن هذا الوقت صرت نزيل مشهور في نقطة البوليس وفي مباحث أمن الدولة، وكان لابد أن أبيت عندهم حماية لي ولعائلتي من أهل قريتي الذين ثاروا وهاجوا وأرادوا حرق منزلنا، وحرقوا كتبي المسيحية ، كما صادر البوليس ما استطاع من كتبي و مذكراتي وكأنه يصادر أملاك مجرم مخدرات ،
وذات يوم، وبينما كانت هناك رقابة بوليسية حول البيت بما لا يسمح بدخول أي شئ يتعلق بالمسيحية إلى بيتنا لكن كلمة الله لا تُقيد ، جاءتني كلمة الله في ورقة صحيفة مسيحية حيث كانت الطعمية ملفوفة في الصفحة الأولى من الجريدة وكان مقال للبابا شنودة ومنه كرر آيات مثل " لا تخف لأني معك " وأيضاً " لا أهملك ولا أتركك ، تشدد وتشجع ، لا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب " آيات من الإنجيل تخترق هذا الحصار البوليسي لتشددني و تشجعني و تعضدني في وقت أنا في ذروة الاحتياج لمعونة الإله . كانت هذه الآيات بمثابة تأكيد لي من السماء .
في نفس اليوم الذي جاءت فيه ورقة الصحيفة هذه طرق باب بيتنا مخبر من أمن الدولة .فمن فرط الرعب قام أحد أفراد أسرتي بخطف الورقة مني بما فيها من آيات التعزية من الإنجيل وحرقها في النار .
وفي اليوم التالي وجدت نفس ورقة الصحيفة في الشارع الذي بجوار بيتنا ، بينما كانت والدتي تستيقظ كل يوم في الرابعة باكراً كل صباح تنوح وتئن ضارعة إلى الله حتى أرجع إلى الإسلام .
نعم لا يوجد في المسيحيين شئ أغلى من أمي ، أمي عندي أغلى من أي مسلم أو مسيحي لكن هناك من هو أغلى عندي من أمي ومن حياتي بالكامل : وهو سيدي يسوع المسيح .
إن كنت لا أحبه أكثر من نفسي فلا أستحق أن يكون لي نصيب معه. جربت والدتي كل حيلة على وجه الأرض لإرجاعي إلى أحضان الإسلام فذهبت إلي الشيخة لكي تعمل لي عمل " أي سحر " ولاسيما إن الجن قد آمنوا بالقران " .
لسوء حظ الشيخة إني كنت أصلى إلى الله عز وجل باسم يسوع المسيح ذلك الاسم الذي يرعب الجن بشدة فلم يؤمنوا به لذلك قالت الشيخة لوالدتي هذا الكلام بالحرف الواحد : " ابنك ماشي في طريق عمره ما حايسيبه ".
إن قصص عجائب الله معي كثيرة وأتشجع كلما تذكرتها وكلها علامات على الطريق أرى فيها حنان الله الأبوي وقد حملني من البداية في الطريق التي سلكتها حتى جاء بي إلى هذا المكان لمدة عشر سنين والله لم يتخل عني ولو للحظة واحدة . و للحديث بقية
تعليق